وصال بله تكتب :العنصرية في تصريحات ناجي عبد الله: تحليل عميق لدوافع الكراهية
تعتبر العنصرية واحدة من أبرز القضايا الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على المجتمعات في كل أنحاء العالم وفي سياق السودان تتجلى هذه العنصرية في تصريحات بعض الشخصيات العامة التي تعكس رؤية ضيقة ومليئة بالكراهية تجاه مكونات اجتماعية معينة من أبرز هذه التصريحات ما أدلى به بوق من أبواق مرتزقة الكيزان ناجي عبد الله حينما قال إن قبائل الرزيقات والمسيرية لا يستحقون سوى “القتل والذبح والصلب والنفي ” هذه الكلمات ليست مجرد تعبير عن وجهة نظر بل هي دعوة صريحة للعنف وتفكيك النسيج الاجتماعي وخلق كراهية وعنصرية وسط المتجمع السوداني.
السياق التاريخي
لتفهم عمق العنصرية التي تتجلى في تصريحات ناجي عبد الله يجب أن نعود إلى السياق التاريخي والسياسي للسودان منذ عقود عانت البلاد من صراعاتسياسية و جغرافية وعرقية وقبلية حيث استخدمت الهوية العرقية كوسيلة لتصفية الحسابات السياسية والظلم السياسي وكانت الأنظمة الحاكمة بما في ذلك نظام الحركة الإسلامية (الكيزان) تسعى إلى تعزيز شعور الولاء القبلي على حساب الانتماء الوطني مما أدى إلى تفشي العنصرية والكراهية بين القبائل.
وتصريحات ناجي عبد الله الكوز تظهر كيف يمكن أن تستخدم العنصرية كأداة للقهر والتفرقة والتهميش فالدعوة للقتل والذبح والحرق ليست مجرد كلمات بل هي تحريض على العنف ويعتبر جريمة ضد فئات معينة من المجتمع هذا الخطاب العنصري يخلق بيئة من الخوف والانقسام مما يعزز من النزاعات المسلحة ويزيد من معاناة المدنيين ويقلل من فرص السلام المستدام.
مليشيات الكيزان : تواطؤ في العنف
شخصيات مثل علي كرتي والبرهان واحمد هارون وناجي عبدالله وأسامة عبدالله تمثل واجهات لهذا الخطاب العنصري إنهم لا يكتفون بالتصريحات الفارغة بل يسعون لتنفيذ هذه الأفكار من خلال دعمهم المستميت لكتائب “كتائب البراء” و”البنيان المرصوص ” وغيرهم هذا التواطؤ بين القادة العسكريين والسياسيين والمجتمعيين يعزز من ثقافة العنف ويعمق من الأزمة الإنسانية في البلاد إن هذه الكتائب التي تعتبر ذراعاً للنظام الإرهابي تساهم في تنفيذ الأجندات العنصرية التي تهدف إلى إقصاء المجتمعات
تؤدي هذه التصريحات إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وزرع الفتنة بين القبائل إن الدعوة للقتل والتهجير تمثل تهديداً حقيقياً للسلام والاستقرار كما أن تهميش أبناء الهامش والتهديد بضرب حواضنهم واماكن تواجدهم يزيد من الفجوة بين مختلف مكونات المجتمع مما يؤثر سلباً على التماسك المجتمعي والتنمية والازدهار.
ان المجتمعات التي تتعرض لمثل هذه العنصرية تجد نفسها في وضع هش وغير مستقر كثير من الأسر فقدت أبنائها و منازلها بسبب النزاعات الناتجة عن خطاب الكراهية والعنصرية والأطفال الذين هم مستقبل الأمة يعانون من آثار نفسية واجتماعية خطيرة مما يعيق تطورهم ويجعلهم عرضة لمزيد من العنف
يجب على المجتمع السوداني أن يتحد ضد هذه الأفكار ويعمل على نشر الوعي بأهمية التنوع وقبول الآخر من خلال المقاومة والتغيير و التعليم يلعب دوراً محورياً في تغيير هذه النظرة العنصريةمن خلال تعزيز قيم المساواة والعدالة
إن مثل هذه التصريحات تمثل دعوة للعنصرية والكراهية ولا يمكن أن يكون أصحابها وصياً على أنفسهم ناهيك عن أن يكونوا وصياً على أمة بأكملها يتوجب على المجتمع السوداني أن يتبنى قيم التسامح والإخاء وأن يرفض كل أشكال العنصرية والكراهية يجب أن نكون صوتاً للحق ونناضل من أجل بناء مجتمع يسوده المحبه والسلام والاحترام المتبادل.