الثلاثاء, يونيو 24, 2025
الرئيسيةمقالاتوصال بله تكتب :عبيد البوت: واقع أبناء الهامش في صفوف الجيش السوداني...

وصال بله تكتب :عبيد البوت: واقع أبناء الهامش في صفوف الجيش السوداني الاسلامي

وصال بله تكتب :عبيد البوت: واقع أبناء الهامش في صفوف الجيش السوداني الاسلامي

في ظل الظروف الصعبة التي نعاني منها نحن أبناء الهامش لا يمكننا تجاهل واقعنا المرير خاصة أولئك الذين يقاتلون في صفوف الجيش السوداني الاسلامي هؤلاء الجنود الذين يمثلون أبناء دارفور وكردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق ومناطق السودان المهمشة.

عبودية الاختيار والظروف الجباره

هؤلاء “عبيد البوت” لأنهم اختاروا أن يكونوا جزءاً من آلة الحرب رغم الإهانات المستمرة التي يوجهها لهم القادة مثل علي كرتي وأسامة عبدالله وأحمد هارون هؤلاء الشرزمة الذين يتزعمون ميليشيات الكيزان الحركة الإسلامية يتحدثون عنهم بطريقة تحط من إنسانيتهم معتبرينهم مجرد أدوات للقتل والتصريحات التي تدعو إلى قتل و ذبح أهلهم تعكس مدى احتقارهم وعدم احترامهم
يجب أن نتساءل: لماذا يختار هؤلاء الأفراد القتال في صفوف جيش الغير وطني لا يحترمهم؟ هل هو الخوف من العواقب أم هو البحث عن فرصة للبقاء والانتهازية ؟ إنهم يراهنون على مستقبلهم رغم أن تلك الخيارات قد تؤدي بهم إلى مزيد من الذل والمعاناة
عندما نتحدث عن مشروع السودان الجديد يجب أن نعي أن هذا المشروع كان يتطلب التآزر والالتزام من جميع فئات الشعب السوداني وان المبادئ والأهداف النبيلة مقدمة علي كل شي ومع ذلك يغيب عن بعض من أبناء الهامش الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية الوعي الكامل بمسؤولياتهم تجاه هذا المشروع العظيم(مشروع السودان الجديد )
فكيف لمجتمعات عانوا لعقود من الظلم والتهميش والإقصاء السياسي والاقتصادي هذا التهميش الذى جعلنا بعيدون عن دوائر صنع القرار السياسي وادارة الدولة والاستغلال من قبل النخب العسكرية والسياسية و الدينية و الاجتماعية والصفوة المركزية حيث تم استخدامنا كأدوات لتحقيق مصالحهم الشخصية إضافة الي
غياب التعليم والوعي السياسي وعدم اتاحة الفرص لمشاركتهم في بناء المجتمع لتحقيق التغيير الإيجابي والتقدم التنموي المطلوب.

الإهانة والذل

إن القوات المشتركة الذين يقاتلون في صفوف الجيش المرتزق جيش حكومة بورتسودان لا يظهرون أي ذرة من الكرامة إنهم يساهمون في إهانة انفسهم ويهينون كرامة أهلهم في كل بقاع السودان في الوقت الذي يذبح فيه أهلهم ويهجرون يواصلون القتال تحت راية نظام يستهين بإنسانيتهم و لا يعترف بحقهم في المواطنة المتساوية.
إنه لمن المؤلم حقأ أن اطلق عليهم لقب “عبيد البوت” لكن يستحقون هذا الاسم عن جدارة حيث يضحون بكرامتهم وأرواحهم في سبيل نظام قاتلوه وحاربوه لسنوات عديدة للاسف الشديد لا يحترمهم بل وأنهم يستخدمون كأدوات للقتل دون أي قضية او مبدأ مما يعكس مدى فقدانهم للوعي بمصيرهم ومصير مجتمعاتهم و مصير مشروعهم السياسي الذي ينادي بتحطيم مشروع الحركة الإسلامية المدمرة للواطن والمواطن.
ما يحدث في السودان اليوم هو تجسيد لفشل الدولة الظالمة والمنظومة العسكرية و السياسية والاجتماعية فبدلاً من أن يكون لهم دور في بناء وطنهم جعلوا انفسهم وقود للحرب والكراهية إنهم الان يدفعون الثمن ليس فقط بأرواحهم بل أيضاً بكرامتهم وتاريخيهم ان كان لهم تاريخ.

دعوة للتغيير

يجب أن نطرح سؤالاً أساسياً: متى تصحو هذه الفئات بوعيهم وتستعيد كرامتهم؟ يجب أن يدركوا أنهم جزء من مشروع أوسع لبناء سودان جديد مشروع يسعى لتحقيق العدالة والمساواة واقامة دولة المواطنة المتساوية والتحول الديمقراطي المدني لا يمكن أن تستمر هذه العبودية الاختيارية في ظل واقع مرير و حروبات مدمرة.
إن أبناء الهامش الذين يقاتلون في صفوف الجيش الإسلامي ليسوا مجرد مرتزقة فقط بل هم ضحايا لنظام يحاول استغلالهم يجب أن ينهضو ويسمعو صوت أهلهم ويجب أن يعترفو بمعاناتهم وقتها ساقول انهم يستحقون فرصة لبناء مستقبل أفضل بعيداً عن العبودية والذل والاهانة ويجب ان نعمل من أجل إعادة دمجهم في مشروع السودان الجديد الذي نحلم به جميعا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات