وصال بله تكتب :لن نصمت مؤسسة وليدة على خطى النظام البائد
في ظل الظروف العصيبة التي نمر بها اليوم من الحروب يطل علينا مشهد مؤسف يكشف حجم الأزمة التي لا تزال تعصف ببعض المؤسسات
مؤسسية وليدة لم تتجاوز خطواتها الأولى ارتضت لنفسها أن تسرق فكرة مشروع تعبت العقول الشابة في ابتكاره وصياغته ولم تكتف بالسطو على الفكرة بل حاولت أن تصادر صوتا أصيلا لتقدم نفسها وكأنها صاحبة السبق هذا يعكس مدى الخواء الأخلاقي وانعدام المسؤولية
إن سرقة الأفكار ليست مجرد اعتداء على حق فردي أو مشروع بعينه بل هي صورة مصغرة لفساد بنيوي متجذر في عقلية “النظام البائد”
ذلك النظام الذي قامت فلسفته على القمع والإقصاء و دحر الإبداع والتطفل على عقول الشباب واعتبار الأفكار غنيمة تنهب لا ثروة يجب أن تصان
لكن الأخطر من ذلك أن هذه المؤسسة الوليدة لم تكتف بسرقة جهود الشباب بل انزلقت إلى ممارسة أبشع هي قمع أفكار المرأة وتهميش مبادراتها تحت ستار السلطة الذكورية المتعرجة تلك التي تدعي “تمكين المرأة” بينما تعمل في الواقع على مصادرة صوتها وإقصاء ريادتها والتشكيك في قدرتها على صناعة التغيير
هذا التناقض المريع يكشف أن ما يمارس تحت شعار “التمكين” ليس سوى إعادة إنتاج لعقلية النظام البائد عقلية تقوم على إسباقية الأفكار حين تطرحها المرأة لا لتمكينها بل لإفراغ مبادراتها من مضمونها وطمس هويتها الإبداعية
وسرقة الأفكار ليست حدثا عابرًا بل جريمة مركبة
جريمة بحق الشباب وجريمة بحق المرأة وجريمة بحق الوطن
إنها أفكار عقيمة تعكس إفلاس من يتبناها وانحطاط المؤسسة التي تسوقها
لقد آن الأوان لردع مثل هذه الممارسات آن الأوان لوقف هذا العبث الذي يستنزف عقولنا ويصادر أحلامنا ما أقوله هنا ليس سوى كلام مبدئي عن الفساد لكنه نداء واضح بأن هذه الصفحة لن تطوى بصمت وإنني ألمح وأصرح في الوقت ذاته مثل هذه المؤسسات وهذه المؤسسة على وجه التحديد لن تفلت من المساءلة وسوف نقوم بفضحها على الملأ صدحا لا لبس فيه حتى تنكشف حقيقتها للناس جميعا
لقد آن الأوان أن نكسر هذه الدائرة المفرغة
لا بد أن ندعم الشباب والنساء على حد سواء وأن نفتح أبواب المؤسسات للأفكار الأصيلة لا للأيادي التي تختلسها
فالمستقبل لا يبنى بالنهب ولا بالتحايل بل بالجهد الحقيقي بالعقل المبدع وبالإيمان أن الوطن ينهض بالابتكار لا بالسرقة
ما يخجل إننا في الوقت الحالي ان نرى على رأس اي مؤسسة من يعيش بعقلية الماضي
بعقلية التزييف والتسلق على حساب الآخرين
وجود مثل هؤلاء الأشخاص على مقاعد القيادة ايا كان يعتبر وصمة عار حقيقية وعنوان صريح للتخلف والجمود
اقولها بصوت عال سرقة الأفكار عار وقمع المرأة تحت مسمى “التمكين” عار أكبر ووجود السارقين على رأس اي مؤسسة جريمة مضاعفة
هذه العقليات لا تليق بمستقبل نريده حرا نقيا و مبدعا
ومحاربة الفساد تبدأ من محاربة مثل هذه الممارسات وإلا فإننا نعيد إنتاج النظام البائد بعقلية جديدة