قال ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية شمال – التيار الديمقراطي، والقيادي بتحالف «صمود»، إن خطاب رئيس الوزراء كامل إدريس الأخير أمام الأمم المتحدة يطرح سؤالاً جوهرياً حول طبيعة ما ورد فيه: هل هو اشتراطات مسبقة أم موقف تفاوضي يمكن البناء عليه لوقف الحرب في السودان.
وأوضح عرمان في مقال ،أن كامل إدريس، ومنذ تعيينه، كان من المفترض – إذا كان رئيس وزراء مدنياً فعلياً – أن ينحاز بوضوح لخيار السلام الذي يخدم المدنيين، مشيراً إلى أن تحقيق أهداف الجيش يتم عبر الحرب، بينما يفترض أن تتحقق أهداف رئيس الوزراء المدني عبر السلام، وهو ما يتطلب فكراً سياسياً مختلفاً وخيالاً خارج الأطر التقليدية.
وحذر عرمان من أن أي تأخير في تحرك الوساطات سيعرض ما يقارب ثلاثة ملايين مدني في إقليم كردفان الكبرى لخطر الإبادة وجرائم الحرب، مؤكداً أن التفاوض علم له أدواته وخبراؤه، وأن السودان يمتلك تجارب سابقة يمكن البناء عليها إذا توفرت الإرادة السياسية والإقليمية والدولية لوقف الحرب.
وأكد عرمان ضرورة التعامل بإيجابية مع أي مبادرة تتعلق بوقف الحرب، باعتبار أن الأزمة الراهنة تهدد وحدة السودان واستقراره، وقد تمتد آثارها إلى دول الجوار إذا لم تتم معالجتها بحكمة، محذراً من سيناريوهات مشابهة لما حدث في دول مثل الصومال والكونغو واليمن.
ودعا القيادي بتحالف صمود إلى التعامل الجاد مع مساعي «الرباعية الدولية»، مشيراً إلى أن العالم يشهد أزمات وحروباً متصاعدة قد تدفع بالقضية السودانية إلى الهامش مجدداً، ما يستوجب تحركاً عاجلاً قبل أن يتراجع الاهتمام الدولي.
وتابع عرمان ( كان من واجب كامل إدريس منذ بداية تعيينه- إذا كان رئيس وزراء مدني فعلي- أن ينحاز للسلام الذي يخدم المدنيين والمدنية بينما يحاول الجيش تحقيق أهدافه عبر الحرب فإن رئيس الوزراء المدني يحقق أهدافه عبر السلام، وما للجيش للجيش وما لرئيس الوزراء المدني لرئيس الوزراء المدني، وهذا يحتاج إلى فكر وخيال وتفكير خارج الصندوق. دعنا نكون ايجابيين لأن الأمر يتعلق بشعبنا وببلادنا وبوقف حرب كارثية ازلت أهلنا جميعا واوقعت القتل والجرائم ضدهم، وإن لم نحسن التعامل معها ستمزق السودان وتمتد إلى جواره، وإن لم نحسن التعامل معها مرة آخرى ربما تستمر إلى عقود مع القتل ونهب الموارد، وعلينا أن ننظر إلى ما جرى في الصومال والكنغو واليمن السعيد الذي لم يعد سعيدا وهو يستحق السعادة عن جدارة. علينا اخذ الرباعية بجدية وتحرك بلادنها هذه الايام من اجل السلام قبل أن ينسي العالم مرة أخرى قضية الحرب في السودان، وهنالك بلدان مهمة تشتعل فيها الحروب الآن وأخرى في الطريق، والعالم يشهد جنون غير مسبوق! حديث كامل إدريس يوم أمس الاثنين ٢٢ ديسمبر، ٢٠٢٥، في الجلسة الخاصة للأمم المتحدة يطرح سؤالا هاما يحدد الموقف منه: هل ما طرحه اشتراطات ام موقف تفاوضي؟ والفرق بين الاثنين يدهش النظر كما تقول دعاية قديما صابون (اومو) الشهيرة في السودان! فالاشتراطات غير قابلة للتفاوض أو الجلوس أو المساومة، ولابد من تلبيتها قبل الجلوس للطرف الآخر مما يعني إستمرار الحرب، أما الموقف التفاوضي فهو يطرح مطالب يتم التفاوض حولها بالاخذ والعطاء بين الطرفين. أعتقد ان من واجب الوساطة دعوة الطرفين المتحاربين إلى حوار مباشر إن كان ما طرحه كامل إدريس موقف تفاوضي أو حوار غير مباشر إن كان ما طرحه اشتراطات سيما إن أوضاع المدنيين في مثلث الموت-الابيض-الدلنج-كادوقلي يستدعي الاستعجال، وإن لم تتحرك الوساطة الآن فإنها سوف تحكم على ما يقارب الثلاثة ملايين من المدنيين في كردفان الكبرى بالإعدام وجرائم الحرب، والتفاوض علم وله خبراء والسودان يملك تجارب واسعة بإمكانها أن تقربنا من الحلول إذا توفرت الإرادة السياسية لوقف الحرب عند الطرفين، والإرادة الإقليمية والدولية لتلبية ما هو موضوعي لكل طرف بعيدا عن الأمنيات غير الواقعية. لا لحرب ابريل نعم لثورة ديسمبر انقذوا المدنيين في كردفان الكبرى
