(7) الف جثّة مجهولة الهوية ..الهلال الأحمر السوداني يواصل جهود جمع الجثث في ولاية الخرطوم.
وكالات :السودانية نيوز
تواصل جمعية الهلال الأحمر السوداني فرع ولاية الخرطوم جهودها في جمع الجثث بالتنسيق مع هيئة الطب العدلي ولجان المناطق. وتعمل الجمعية على جمع الرفاة في مناطق متعددة، مثل محلية أم درمان الريف الجنوبي وغرب المويلح قرية وادي الرواكيب، وشارع بارا، بهدف الحفاظ على الصحة العامة وتجنب انتشار الأمراض.
وتأتي هذه الجهود في إطار المسؤولية الإنسانية والصحية للجمعية، حيث تسعى إلى تنظيف المناطق من الجثث وتقديم الدعم اللازم للمجتمع.
ورصدت السلطات الحكومية في السودان نحو 250 مقبرة في مناطق متفرّقة من ولاية الخرطوم، تضمّ بحسب التقديرات نحو سبعة آلاف جثّة مجهولة الهوية، ويقول مصدر رفيع في وزارة الصحة بولاية الخرطوم لـ”العربي الجديد”: “من المتوقع أن يصل عدد المقابر إلى 500 مقبرة، يتراوح عدد الجثث في كلّ واحدة منها ما بين جثة واحدة وعشرات الجثث”، ويضيف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إذ هو غير مخوّل بالتحدّث إلى الإعلام، أنّ ثمّة مقابر تعود إلى بداية الحرب في السودان قبل أكثر من عامَين، عدد منها في داخل منازل ومدارس ومبانٍ حكومية ومقرّات عسكرية وميادين عامة، علماً أنّها بأغلبها تضمّ جثث مدنيين.
ويوضح المصدر نفسه أنّ المقرّات العسكرية، التي عُثر في داخلها على جثث ومقابر جماعية، كانت قد وقعت تحت سيطرة طرفَي النزاع في السودان على التوالي، ويرى أنّه “من غير المتوقّع اعتراف أيّ طرف من طرفَي الحرب بمسؤوليته عن الجثث التي عُثر عليها في المقرّات العسكرية، والمؤسف أنّه من المستحيل التعرّف إلى هويّات الضحايا بسبب وفاتهم قبل مدّة طويلة، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية واللوجستية التي تستخدمها هيئة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة”.
وبإمكانيات شحيحة وكوادر بشرية محدودة، يفتقر بعضها إلى التدريب والإعداد، تحاول وزارة الصحة في ولاية الخرطوم ممثّلة بهيئة الطب العدلي حصر القبور الجماعية والفردية، وجمع الجثث من الطرقات والتعرّف على هويات أصحابها. وعلى الرغم من جديّة الجهات الحكومية وسعيها الدؤوب إلى تنظيف المدينة حتّى يتمكّن السكان من العودة إلى منازلهم، فإنّ جهودها تضاءلت أمام العثور على جثث هنا وهناك، في غرف النوم بالمنازل والفنادق وفي آبار الصرف الصحي وخزّانات مياه الشرب وحاويات النفايات.