فشل اللقاء التشاوري للقوى السياسية والمدنية بنيروبي ..والتفتت يطيل امد الحرب
ذوالنون سليمان
بمبادرة من حركة/جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور، عقد في العاصمة الكينية نيروبي في الفترة من 19-22 يناير لقاء تشاوري للقوى السياسية والمدنية، بهدف تشكيل جبهة مدنية واسعة لتحقيق السلام المستدام واستكمال مسار ثورة ديسمبر. شارك في الاجتماع شخصيات وطنية مستقلة، اللجنة السياسية لتنسيقية القوي الديمقراطية المدنية “تقدم”، بالإضافة إلى حزب البعث العربي والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو.
وأشار مشاركون الى ان الخلافات حول مقترحي العلمانية وتقرير المصير اللذين طرحتهما الحركة الشعبية بقيادة الحلو شكلت قضايا خلاف رئيسية اعاقت إعلان الجبهة الوطنية الواسعة. وخلص الاجتماع لتكوين مجموعات عمل لمواصلة جهود توحيد القوى الوطنية من خلال إيجاد صيغة سياسية وتنظيمية.
يأتي هذا الحراك في ظل تصاعد الخلافات داخل “تقدم ” بسبب مقترح إعلان الحكومة، والتي وصلت إلى طريق مسدود، مع توقعات بقرب إعلان فك الارتباط بين الطرفين المؤيدين والرافضين لتشكيل الحكومة مما يعمق الانقسام داخل القوي السياسية. حيث تتمسك الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس بتشكيل الحكومة المدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع لنزع الشرعية من الجيش وحلفائه، بينما تعترض أطراف مدنية رئيسية في التنسيقية على هذا الاتجاه تحت دعاوي المحافظة على وحدة السودان. الجدير بالذكر، أن الجبهة الثورية قامت بإسقاط عضوية الجبهة الشعبية المتحدة بقيادة خالد شاويش وعضوية الأمين داوود، بسبب اعتراضها على مشروع تشكيل الحكومة.
يتوقع إعلان الحكومة المدنية بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي تشهد عمليات كبيرة بعد انتهاء المهلة الرسمية التي تم إعلانها من قبل قيادة الدعم السريع للمقاتلين بالمدينة، والتي ستحدد مستقبل تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وخارطة التحالفات السياسية للقوي المعارضة لحكومة بورتسودان، وعلاقة قوات الدعم السريع مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة الشعبية بقيادة الحلو.
خلاصة
** تزايد الانقسام داخل تحالفات القوي السياسية -المدنية والمسلحة- سيساهم في زيادة وتيرة الصراع المسلح، وانفراد طرفي الحرب, الجيش والدعم السريع بالمشهد السياسي, مما يصعب من مهمة الحل السياسي للحرب, ويزيد مخاطر الانقسام على أسس جهوية واجتماعية, مؤشراتها, الجيش وحلفاؤه في شمال البلاد وشرقها, قوات الدعم السريع في غرب البلاد وجنوبها, بالتشارك مع حركتي الحلو وعبد الواحد في الجغرافيا.