الطاهر اسحق الدومه يكتب خواطر الآمال بين ثنايا الحرب
قد يهل العيد بعد أقل من مائة ساعة والمصير المجهول مازال يكتنف البلاد والعباد… شفرة الحرب استمرارها من توقفها صارت بين طيات التفاؤل والتشاؤم… والموت يحصد اغلب الشعب اما بالرصاص واما بالحسرة واما بأمراض الاوبئة…
والمعاناة تضرب من يتعشم في الامل من القاطنين بين زخات الرصاص والعدم في الطعام والنازحين واللاجئين….
المؤسف بريق الأمل صار في ان تصبح ولاتسمع خبرا اليما ولاتصريحا نشازا يدعو لتواصل حصد الارواح .. او ان تكون في اللجوء وكل أمنياتك بجمع شمل أسرتك مع إنه صار حلما باذخا ومترفا ولكن يتوارى الامل في إن تسمع عنهم انهم بخير وان الموت كان رحيما عليك حينما يأتيك الخبر إنه. اختطف فردا او فردين من الاسرة وعشرة او اكثر بقليل من الأقارب…..
وتلجمك الدهشة وانت تنتظر الامل السراب في البحث عن أمنيات في ان تعيش مكرما وإنت ترزح تحت نير الذل في اللجوء او النزوح او بالداخل بين ثنايا الحرب اللئيمة حيث روحك تتوخي خروجا من الجسد بالرأفة اقلها طلقة وبالعنف ذبحا أو نحرا أو بقرا للبطن او دهسا بالمركبة … ولكن تبقي اقسي خلجات خروج الروح إن تكون مريضا وينقطع الدواء او توارات إمكانيات الشراء للدواء رأفة بتوفير. المبلغ لوالديك او أبنائك فما أجمل التضحية وانت. تغادر الدنيا وضحيت بنفسك من أجل (كرامة) ذويك….
وهناك الموت يطارد الفارين في الصحاري بحثا عن لجوء فاخر في بعض دول الجوار وكان الامل يملا جوانحهم بأنهم هربوا من المعارك… فإذا بالامنيات تتقاصر حينما تغوص المركبات في رمال الصحراء الي جرعة ماء ثم جرعة (بول) ثم…… يتطور الخيال في ان يلوح في الافق البعيد ولو شبحا لانقاذك او علي اقل تقدير ان يتم نقل خبر موتك لذويك…
هذا العيد ياتي والكل يحمل أمنياته بين دواخله وتطياف عقله بعد انحسار الآمال بل تلاشيها في وقف الحرب علي اقل تقدير حاليا…
نعم اخذ التشاؤم موضعه في نفوس كثيرة لان هناك نفوس اخري يطوف بها التفاؤل في التلذذ بعذابات الآخرين التي تتمدد افقيا ورأسيا… أخيرا يفرح ويحزن السودانيين بعضهم من بعض في اقتناء الفرح والحزن….. الذي يجري بينهم…..