مأساة اللاجئين السودانيين: هروب من القمع في مصر إلى مخاطر ليبيا وأوروبا.
متابعات:وكالة رويترز
كشفت وكالة رويترز الدولية في تقرير موسّع عن موجة نزوح جديدة للاجئين السودانيين من مصر باتجاه ليبيا ثم أوروبا، وذلك نتيجة تصاعد القيود الأمنية والاقتصادية، في وقتٍ تواصل فيه الحرب المفروضة على السودان منذ أكثر من عام حصد أرواح المدنيين وتفكيك المجتمع السوداني.
ووفقًا للتقرير، فإن مصر لم تعد وجهة آمنة أو مستقرة للاجئين السودانيين، حيث تتصاعد حملات التضييق والملاحقة، وسط أزمات اقتصادية خانقة جعلت حتى الحد الأدنى من المعيشة غير ممكن. وأدى ذلك إلى دفع آلاف السودانيين إلى اتخاذ طرق التهريب الصحراوية الخطيرة نحو ليبيا، ومنها إلى السواحل الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط.
شهادات من الواقع: “هربنا من الموت إلى المجهول”
أورد التقرير شهادة الشاب السوداني بحر الدين يعقوب، البالغ من العمر ٢٥ عامًا، والذي قال إن صاروخًا دمر منزله في الخرطوم وأودى بحياة أصدقائه الأربعة، ففرّ إلى مصر، لكنه وجد نفسه تحت رحمة البطالة وسوء المعاملة، ما دفعه إلى سلوك طريق محفوف بالمخاطر إلى ليبيا، ومنها إلى جزيرة كريت اليونانية.
تمثل قصة يعقوب صورة مصغّرة لواقع آلاف اللاجئين السودانيين، ممن فرّوا من ويلات الحرب ليجدوا أنفسهم في دوامة جديدة من العوز، والاضطهاد، واللا أمن.
١٣٤٪ ارتفاع في أعداد السودانيين الوافدين إلى أوروبا
أشار التقرير إلى أرقام مقلقة صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي كشفت أن عدد السودانيين الوافدين إلى أوروبا في الأشهر الخمسة الأولى من عام ٢٠٢٥ ارتفع بنسبة ١٣٤٪ مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وهو ما يعكس تدهور الأوضاع في كل من السودان ومصر.
الاتحاد الأوروبي يدفع… واللاجئون يهربون
أبرزت رويترز المفارقة الصارخة في دعم الاتحاد الأوروبي لمصر بمليارات اليوروهات لمنع الهجرة غير الشرعية، في حين تستمر مصر في التضييق على اللاجئين السودانيين، ما يدفع أعدادًا متزايدة منهم إلى البحث عن بدائل أكثر خطرًا، كليبيا، ثم عبور البحر في رحلات مميتة إلى أوروبا.
ليبيا محطة خطرة… لكنها الخيار الوحيد
رغم الانفلات الأمني في ليبيا، وغياب منظومات الحماية القانونية للاجئين هناك، فإن العديد من السودانيين يعتبرونها الخيار المتاح الأخير، حيث تنشط شبكات التهريب وتتغذى على يأس الناس. وأكد التقرير أن عدداً متزايداً من السودانيين بدأوا الوصول إلى اليونان وفرنسا عبر هذه الطرق غير النظامية، في ظل تجاهل دولي تام لمعاناتهم.
دعوة عاجلة لتحرك دولي
ختمت رويترز تقريرها بالتحذير من انفجار إنساني وشيك، إذا لم تتحرك الجهات الدولية لدعم السودانيين داخل وطنهم وخارجه، واتخاذ خطوات حقيقية لوقف الحرب وتقديم الإغاثة، بدلاً من مواصلة التفرّج على انهيار أكبر بلد أفريقي من حيث المساحة.