خلافات كبيرة في بورتسودان بين الفصائل المسلحة حول تقاسم السلطة و كامل إدريس يلوح بالمغادرة
وكالات:السودانية نيوز
بينما تدخل الحرب الأهلية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع مرحلة جديدة، تدور معركة أخرى بعيداً عن خطوط النار: معركة السلطة. ففي بورتسودان، معقل الحكومة بحكم الأمر الواقع بقيادة عبد الفتاح البرهان، اندلع توتر حاد بين الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، حيث بدأت بعض الأطراف تطالب بما هو أكثر من مجرد مناصب رمزية.
وكشف مصدر ان الخلافات اصبحت كبيره بين الاطراف رغم تدخل رئيس المجلس السيادي البرهان ، واتهم اطراف من الحركات الفريق الكباشي بالتدخل في الصراع ، وتابه المصدر ان هذه الخلافات القي بظلالها علي رئيس مجلس الوزراء كامل ادريس الذي لوح لمقربين منه بالمغادرة حال لم يتدخل الاطراف لتقديم تنازلات .
وتأزمت الأوضاع بعد ما وصفه البعض بـ “تحرير الخرطوم”. فما بدأ كتورط عسكري بدوافع مادية – وُصف في الكواليس بـ “لعبة مرتزقة” مقابل تمويل قُدّر بـ 70 مليون دولار – تحول بسرعة إلى مطالب سياسية صريحة، تدعو إلى تقاسم عادل للسلطة. القائدان الميدانيان مني أركو مناوي، الحاكم السابق لإقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، وجبريل إبراهيم، وزير المالية السابق ورئيس حركة العدل والمساواة، دخلا في صدام مباشر مع رئيس الوزراء في حكومة بورتسودان، الدكتور كامل إدريس.
وبحسب مصدر مطّلع على الملف، لم يعد هؤلاء القادة يطالبون بمناصب وزارية فقط، بل يطالبون بمواقع قيادية داخل القيادة العامة للجيش، وكذلك في المجلس العسكري الانتقالي الذي يترأسه عبد الفتاح البرهان. وقال المصدر: «إنها مطالب أثارت صدمة كبيرة داخل الأوساط السياسية السودانية، التي لم تكن تتوقع هذا التصعيد».

وقد تصاعد التوتر بعد أن غادر مناوي بشكل مفاجئ اجتماعاً دعا إليه إدريس لمناقشة تقاسم السلطة وفق اتفاق جوبا، قبل حتى أن يبدأ الاجتماع أو يصل رئيس الوزراء. من جهته، رفض جبريل إبراهيم أي تقدم في المسار السياسي أو العسكري قبل الاستجابة لمطالب حركته. وهما اليوم واضحان: لا قتال دون استجابة البرهان.
وراء الشعارات الداعية إلى الوحدة، تعكس الخلافات داخل معسكر البرهان هشاشة الحكومة، التي أنهكتها حرب شاملة منذ أكثر من عامين. وتضيف روشان أوشي: «السودان يحبس أنفاسه. العواصف الحالية قد تتحول إلى إعصار».
قد يكون هذا الصدام بمثابة القشة التي تقصم ظهر تحالف هش بني على مصالح وقتية. فاليوم، لم يعد البرهان يواجه مجرد ميليشيات، بل زعماء مسلحين يرون أنفسهم شركاء في قيادة السودان ما بعد الحرب.