الجمعة, يوليو 4, 2025
الرئيسيةمقالاتتنظيرة محمد عبدالمنعم الريح السليمي - المحامي يكتب ماذا نريد من حكومة...

تنظيرة محمد عبدالمنعم الريح السليمي – المحامي يكتب ماذا نريد من حكومة تأسيس القادمة!!!

تنظيرة محمد عبدالمنعم الريح السليمي – المحامي يكتب ماذا نريد من حكومة تأسيس القادمة!!!

نبتدر سلسلة مقالات حول ماذا نأمل من حكومة تأسيس المزمع إعلانها خلال الأيام القادمة ، وقد حفزني علي بدء هذه السلسلة التي كنت أنوي البدء في كتابتها عقب إنتهاء مؤتمر تأسيس بنيروبي مقالات الصحفي محمد البشر صالح تريكو حول تداعيات إقالة رئيس الادارة المدنية بولاية شرق دارفور والبشر أظنه (وأرجو الا يخيب ظني يوما ما) (كما وأن ليس كل الظن إثم ) من الصحفيين الذين يكتبون بضمير صادق في مواجهة الأخطاء والتجاوزات والفساد مهما كان الشخص ومهما كان منصبه ولا يخشي في ذلك لومة لائم ، وليت لنا في كل ولاية اربعة أو خمسة تريكو يبحثون ويستقصون مواطن الخلل والفساد ويكشفونها للرأي العام.
ف العمل العام في السودان يسوده الفساد وتنتاشه الأخطاء وتحيط به التجاوزات ويشوبه القصور المعرفي وعجز الاداء وتعمه المحسوبية والشللية ، وفوق كل ذاك تأتي الطامة الكبري وهي عدم مراجعة الأداء وعدم المساءلة ويتوج كل ذلك بعدم المحاسبة والافلات من العقاب…
هذه آفات الحكم المتوارث منذ الاستقلال وظهرت وتجلت بشكل سافر ووجه مفضوح إبان حكم الإنقاذيين الذين إدعوا أنهم جاءوا ليقيموا دولة العدل والمساواة فجاء عهدهم كاسوأ العهود علي الإطلاق فعمت فيه الفوضي في كل مرافق الدولة فلم تسلم مؤسسة من مؤسساتها من الفساد الذي طال حتي المؤسسات الرقابية و العدلية التي يفترض أنها أنشئت لتعاقب المجرم الذي تثبت إدانته فأضحت هي نفسها تحتاج لمن يعاقبها ، أما بقية أجهزة الدولة من خدمة مدنية وعسكرية فحدث ولا حرج وهذا حديث لزوم ما لا يلزم لأن فساد الإنقاذ يعلم به القاصي والداني والاعمي واصم …
يقول المؤرخ البريطاني لورد أكتون : ( السلطة تفسد ، والسلطة المطلقة تفسد فسادا مطلقا )
إن أسوأ ما يمكن أن تستنسخه تجربة حكومة تأسيس القادمة ليس التعيين علي الأسس الحزبية والقبلية وعدم إعتماد الكفاءة فحسب، ولكن الأسوأ من ذلك أن يعمل كل مكون من المكونات التي تشكل السلطة القادمة علي حماية منسوبيها وإفلاتهم من المساءلة والعقاب ، لذلك يجب عليها الاقتداء بالمقولة المجرم ما عنده قبيلة وبالتالي ليس له حزب أو حركة. ففي عهد الإنقاذ الأغبر كانوا يحرصون علي تبرير كل الأخطاء والتجاوزات والقصور في الأداء ويحمون الفاسدين المفسدين وذلك لتصور خاطئ كانوا يحملونه في دواخلهم النتنة وهو أنهم كانوا يعتقدون أن إتهام أي عضو في التنظيم بالفساد أن ذلك يعني فساد التنظيم لذلك إنغمست عضويتهم في الفساد حتي أخمص قدميها لا تألوا ولا ترعوي فقد أمنت العقاب لا بل حتي ضمنت الترقي كما في حادثة إنهيار عمارة جامعة الرباط حيث تمت مكافأة وزير الداخلية عبدالرحيم اللمبي إلي وزير دفاع ، وكلنا نذكر المقالات التي دبجها صحفيو البلاط حول تقديمه لإستقالته وأن هذا نموذج فريد لم يحدث في تاريخ الحكم في السودان.
ويقول ماكس فيبر عالم الاجتماع الألماني( إن مفهوم المسؤولية في السياسة يتطلب ليس فقط الاقتناع بالقيم ، بل أيضا إلي ادراك النتائج المحتملة ويشير إلي ان عدم المسؤولية وغياب المحاسبة يمهد الطريق للفساد في السلوك السياسي والإداري ).
إذن اذا ما أرادت حكومة تأسيس تحقيق النجاح المرجو فعليها أولا إجتناب هاتين المفسدتين القاتلتين خاصة وأنها تسمي حكومة (تأسيس) فعليها التأسيس علي قواعد سليمة وأسس متينة.
الخلاصة:
•⁠ ⁠نريد صحفيين استقصائيين يكشفون مواقع الخلل في الحكومة القادمة … وليس إعلاميين يسبحون بحمد المسؤليين ويتتبعون أخبارهم.
•⁠ ⁠نريد ديوان مراجع قانوني مستقل يعمل بنزاهة وحيادية وكفاءة.
•⁠ ⁠أجهزة دولة تقدم كل من تثور في مواجهتهم تهم التقصير والتجاوزات والفساد المالي والإداري إلي الاجهزة العدلية.
•⁠ ⁠نريد أجهزة ومؤسسات عدلية نزيهة وشفافة تراعي أعلي معايير الكفاءة والحيادية ، ابتداء من الشرطة ومرورا بالنيابة العامة وصولا إلي السلطة القضائية إنتهاء بمؤسسة السجون والإصلاح.
•⁠ ⁠نقابات وإتحادات مستقلة تطالب بحقوق العمال وتحسين اجورهم وبيئة عملهم.
•⁠ ⁠منظمات مجتمع مدني تعمل في جو معافي.
ونواصل .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات