السبت, أغسطس 23, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةمليونية نيالا.. حشد شعبي تأييداً لحكومة السلام

مليونية نيالا.. حشد شعبي تأييداً لحكومة السلام

مليونية نيالا.. حشد شعبي تأييداً لحكومة السلام

متابعات:السودانية نيوز

شهدت مدينة نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور، اليوم الأحد، تظاهرة جماهيرية حاشدة تأييداً لحكومة الوحدة والسلام، شارك فيها آلاف المواطنين يتقدمهم رئيس الإدارة المدنية يوسف إدريس يوسف.

الحدث الذي يُشكل منعطفاً نادراً في التاريخ السياسي السوداني، تجاوز كونه حشداً جماهيرياً اعتيادياً، ليشكل إعلاناً عملياً لتحول ميزان السلطة، وميلاد مفهوم جديد للشرعية السياسية؛ شرعية لا تُستمد من الخرطوم أو من دوائر النخبة، بل تصنعها الجماهير بوصفها المصدر المباشر للسلطة.

المواكب الضخمة في نيالا أعلنت تأييدها لحكومة السلام، في خطوة اعتبرها أنصارها لحظة مفصلية تعيد تعريف موقع الهامش في معادلة الحكم. فلم يعد الهامش، كما كان في السابق، يطالب بنصيب من السلطة، بل أصبح يمارس فعلياً دور المبادرة واتخاذ القرار وقيادة المشهد.

التظاهرة أعادت إلى الأذهان الدور التاريخي لنيالا، حين خرج منها النائب عبد الرحمن دبكة في خمسينيات القرن الماضي مقترحاً إعلان استقلال السودان، متحدياً آنذاك مركزاً استعمارياً لم يكن يرى في دارفور سوى أطراف بعيدة. واليوم، تعود نيالا لتعلن عن حكومة نابعة من إرادة القاعدة الشعبية، تعبّر عن السياق الاجتماعي والثقافي والسياسي لمجتمعات عانت ويلات الحرب وتعرف قيمة السلام.

وتؤكد مشاهد الساحات الممتلئة بالرجال والنساء والشباب أن نيالا لم تعد مجرد رمز للهامش الجغرافي، بل باتت عنواناً للهامش السياسي والاجتماعي الذي قرر كسر قيود التهميش.

إن ما يميز هذه اللحظة هو إعادة تعريف مفهوم الشرعية في السودان، حيث باتت تقاس بمدى ارتباط الدولة بالإرادة الجماهيرية، لا بمدى تمثيلها من قبل نخب ضيقة.

اعادت نيالا اليوم صوت ثورة ديسمبر المجيدة، صوت الشعب، صوت التغيير الذي حاولت الحركة الإسلامية و حزبها المحلول بأمر الشعب في ثورة ديسمبر المجيدة آن تقضي عليه بهذه الحرب التي فرضتها على السودانيين و السودانيات ، عادت الثورة اليوم أقوى من ذي قبل عادت من نيالا البحير لترسم آمال و احلام السودانيين من جديد بغد أجمل يستعصى على اي من كان كسره او القضاء عليه.

ويشير الحدث أيضاً إلى تحول استراتيجي في البنية السياسية، مع انتقال مركز الفعل السياسي من الخرطوم إلى الأطراف، وبروز وعي جديد بالدولة بوصفها علاقة شرعية بين المجتمع ومؤسساته.

مليونية نيالا، ليست نهاية لمسار، بل بداية لمرحلة جديدة في التاريخ السوداني، مرحلة تُصبح فيها الجماهير مصدراً أصيلاً للسلطة، وتُرسم فيها خرائط المستقبل انطلاقاً من الإرادة الشعبية، على أساس الشراكة الحقيقية والعدالة التاريخية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات