وصال بله تكتب :جماهير “تأسيس” على وعد مع السودان الجديد

وصال بله تكتب :جماهير “تأسيس” على وعد مع السودان الجديد

في خضم التحولات المتسارعة التي يشهدها السودان تتجه أنظار الملايين إلى تحالف السودان التأسيسي باعتباره بوابة أمل نحو واقع سياسي جديد يضع حدًا لسنوات من الحروب و الجرائم والانقسام والانهيار والخذلان وسط ساحات نيالا وميادين الفاشر وبين قمم جبال النوبة/ جنوب كردفان وسهول النيل الأزرق تتصاعد هتافات الجماهير : “نحن على وعد مع السودان الجديد”
فمنذ الإعلان عن حكومة “السلام والوحدة” من قبل تحالف السودان التأسيسي بات المشهد السياسي في السودان أمام واقع جديد فهذه الحكومة التي تقودها أطراف متحالفة من الدعم السريع والحركات الثورية المسلحة والقوي المدنية الشبابية النسائية تسعى إلى رسم ملامح جديدة لإدارة البلاد عبر إعادة بناء الدولة على أساس لا مركزي فدرالي يحترم الأقاليم ويعزز من المشاركة الشعبية ويعيد توزيع الثروة والسلطة
التحالف يرى نفسه بديلاً وطنيا حقيقيًا لا مجرد مشروع من رحم الأزمة بل تأسيس فعلي لدولة جديدة تحكمها الإرادة الجماهيرية بعيدًا عن المركزية التي أدخلت السودان في حروب لا تنتهي
الجماهير تتقدم المشهد
نعم ما يميز تحالف السودان التأسيسي ليس فقط مشروعه السياسي بل ذلك الحضور الشعبي اللافت في المناطق الخاضعة لسيطرته فقد تحولت ميادين دارفور و كردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق إلى فضاءات نقاش وحوار واحتفالات حمل فيها المواطنون السودانيون مطالبهم بوضوح:
نريد سلامًا دائمًا نريد تعليمًا وصحة نريد عدالة لا تعرف المحاباة نريد المساواة
لم تكن هذه الهتافات مجرد شعارات لحظية بل تعبير عن أمل عميق في تجاوز الفشل المزمن الذي رافق كل الحكومات السابقة وبين جيل الشباب الغاضب والنساء الصامدات والعائدين من مخيمات النزوح هناك إحساس بأن تأسيس قد يحمل بذور الخلاص الوطني الحقيقي
وليس خافيا أن السودان يعيش لحظة حرجة يتنازعه واقع الانهيار والحرب من جهة وأمل التأسيس والانبعاث من جهة أخرى وفي هذا التباين يبرز تحالف السودان التأسيسي كقوة تسعى لطرح معادلة مختلفة ترتكز على إعادة هندسة الدولة وتجاوز الفساد وتكريس سيادة حكم القانون وبناء مؤسسات تمثل كل السودانيين دون استثناء او تمييز علي اي اساس
الجماهير التي خرجت دعماً لهذا المشروع لا تطلب المستحيل لكنها تعلق آمالها على وعد صريح أن تكون هذه الحكومة بداية لزمن تسمع فيه أصوات المهمشين وتطوى فيه صفحات الدم ويبدأ عهد المواطنة المتساوية لا الغلبة
التحديات قائمة… ولكن
رغم الزخم الشعبي فإن الطريق ليس مفروشا بالورود حكومة تأسيس تواجه تحديات هائلة من الحصار الإقليمي والدولي إلى صعوبة توحيد الساحة الداخلية إلى التحدي الأكبر : بناء الثقة بين الحاكم المحكوم والعمل علي عقد اجتماعي جديد.
لكن التاريخ لا يصنع في اللحظات السهلة بل في المراحل المفصلية وإذا كان السودان على حافة التغيير فإن الجماهير التي تساند تأسيس تدرك أن هذا التغيير لن يأتي دون تضحية ووعي وتنظيم
تحالف السودان التأسيسي لم يعد مجرد شعار سياسي بل بات طموحًا شعبيًا متجذرًا في الوجدان السوداني وبينما يترقب العالم مستقبل السودان فإن أعين الجماهير تظل شاخصة نحو مشروعها تردد بصوت عالي
نحن على وعد… مع السودان الجديد.