ملخص ورقة سياسات قمّة ترامب-بوتين: التوقيت والدوافع والأهداف
د. محمد قواص، مركز تقدم للسياسات
تقديم:
تفاجأ المراقبون بإعلان موسكو وواشنطن الاتفاق على عقد قمّة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في 15 أغسطس 2025. وتكمن المفاجأة في أن الأمر أتى بعد توتّر في علاقة البلدين بسبب الحرب في أوكرانيا وصل إلى إعلان ترامب إرسال غواصتين أميركيتين نوويتين لتجول بالقرب من روسيا. فلماذا قرر الزعيمان اللقاء وما حظوظ خروج هذه القمّة بنتائج ترضي الطرفين والعواصم المعنية بملفات المحادثات.
خلاصة واستنتاجات:
**يسعى الرئيسان، الروسي والأميركي، إلى تحريك المياه الجامدة بشأن وضع نهاية لحرب أوكرانيا أو تجميدها من خلال قمّة مفاجئة تجمعهما بعد تصاعد التوتّر بين بلديهما.
**يدرك الرئيسان محددات لقائهما وقدراته على التفاهم على حلّ للحرب في أوكرانيا في غياب أوكرانيا وأوروبا.
**تقوم مفاوضات الزعيمين على شروط معلنة لروسيا وأوكرانيا وأوروبا لإنها حرب أوكرانيا، ما يعني أن تحديات ستواجه أي تفاهمات تهمل أطراف الصراع.
**يعرب بوتين عن حاجته للقمّة إلى درجة القبول بعقدها في الولايات المتحدة، لكنه قد يحصل على مكاسب بالمقابل من قبل ترامب.
**في غياب المعطيّات يرجّح أن تكون قواسم مشتركة توفّرت أثناء اجتماع بوتين بمبعوث ترامب يمكن البناء عليها للخروج بمنجز ما يرضي الطرفين حتى لو كان بداية لمسار لاحق.
**قد يكون لنتائج القمة، على المدى المتوسط والطويل، تداعيات مباشرة على موازين القوى المرتبطة بالصراع الغربي مع كل من الصين وإيران.
**عدم التوصل إلى اتفاق يرضي ترامب من شأنه إحداث تحوّل في السياسة الأميركية حيال روسيا تشمل فرض عقوبات تحظر شراء النفط الروسي.
**قد تكون القمّة محاولة من بوتين للانخراط في مستوى جديد من العلاقة مع ترامب يوقف تدهور العلاقات بينهما ويعرقل تحوّلات واشنطن للالتحاق بوجهة نظر أوكرانيا وأوروبا
**باختصار، يمكن أن يكون اللقاء نقطةً تحولٍ سياسية، ولكنه لن يحل مستقبل الحرب بشكلٍ سحري. سيظل الحل مرهونًا بالعديد من العوامل، وعلى رأسها إرادة الأطراف وقدرتها على تقديم تنازلاتٍ مقبولةٍ للجميع.