الجمعة, أغسطس 22, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةالكونغرس الأميركي يفتح الباب لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية: التداعيات والخيارات...

الكونغرس الأميركي يفتح الباب لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية: التداعيات والخيارات المحتملة

الكونغرس الأميركي يفتح الباب لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية: التداعيات والخيارات المحتملة

ذوالنون سليمان، مركز تقدم للسياسات
تقدير موقف:
تقديم: قدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جيم ريش، الأول من أغسطس، تعديلًا على مشروع قانون تفويض الاعتمادات السنة المالية 2026 للأنشطة العسكرية لوزارة الدفاع، ولأعمال الإنشاءات العسكرية، وللأنشطة الدفاعية، يقضي بتقييم قوات الدعم السريع وحركة 23 الكونغولية المسلحة، لتصنيفها كمنظمات إرهابية أجنبية.
تحليل:
• بموجب القانون، يقوم وزير الخارجية، بالتشاور مع وزير الخزانة والنائب العام، بإجراء تقييم حول ما إذا كانت قوات الدعم السريع وحركة 23 الكونغولية تستوفي معايير التصنيف كمنظمات إرهابية أجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية.
– يقدم وزير الخارجية تقريرا سريا، في موعد لا يتجاوز 90 يومًا من تاريخ سن القانون، يحتوي على نتائج التقييم للجان المختصة في الكونغرس والتي تتشكل من لجنة العلاقات الخارجية، ولجنة القضاء، واللجنة الخاصة للاستخبارات في مجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية، ولجنة القضاء، واللجنة الدائمة المختارة للاستخبارات في مجلس النواب.
– إذا قررت وزارة الخارجية بعد التقييم أن الجماعتين تستوفيان المعايير، فسيتم إدراجهما رسميًا ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي.
تستند المعايير المعتمدة في الولايات المتحدة لتصنيف المنظمات كمجموعات إرهابية، أن تكون متورطة في نشاط إرهابي أو لديها القدرة والنية للقيام به، يشمل النشاط الإرهابي أعمال العنف واستهداف المدنيين والممتلكات المدنية، وأن يشكل هذا النشاط تهديدًا للأمن القومي للولايات المتحدة أو لمواطنيها. توجد عوامل عديدة ترجح تصنيف قوات الدعم السريع كحركة إرهابية وذلك من خلال التقارير الدولية التي تؤكد ارتكابها جرائم حرب ضد المدنيين، ووجود مجموعات مسلحة عابرة للحدود في صفوفها، وتهديدها المباشر للاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الإفريقي، مما يؤثر على مصالح الأمن القومي الأمريكي.
يرى مراقبون ان هناك عوامل قد تعيق التصنيف في الوقت الحالي، تتمثل في:
– تعقيدات السياسة الأمريكية في السودان، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى دور دبلوماسي نشط في الوساطة بين الأطراف، وتصنيف الدعم السريع كحركة إرهابية الأمر الذي قد يعقد الجهود السياسية. أيضا التصنيف قد يحرج حلفاء إقليميين أو يفتح جبهات جديدة في علاقات أمريكا مع بعض دول المنطقة ويخلق تداعيات إقليمية.
– سيستخدم التصنيف كأداة ضغط لإقصاء الدعم السريع من العملية السياسية، أو على الأقل فرض شروط صارمة لمشاركتها, من خلال اعتبار إشراكهم في أي حكومة شرعنه للإرهاب، مما يعني عمليًا عدم الاعتراف بأي حكومة سودانية إذا شارك فيها الدعم السريع أو تحالف معها.
– لكن الأخطر هو ان هذه الخطوة من شأنها إضعاف فرص التسوية السياسية في السودان, وقد يرى قائد الجيش (عبد الفتاح البرهان) أن التصنيف الأميركي بمثابة دعم سياسي له في حربه ضد الدعم السريع. كما أنها ستزيد من حدة الأزمة الإنسانية بمناطق سيطرة قوات الدعم السريع، إذا ما جرى تشديد الحصار ومنع تدفق المساعدات الإنسانية.
-إقليميا، قد تشكل هذه الخطوة أداة ضغط على الحلفاء الإقليميين والدوليين للدعم السريع، ومتابعة خطوط الدعم المالي واللوجستي والسياسي، وقد تواجه هذه الدول ضغوطاً أميركية أكبر قد تهدد استقرارها.
-في حال تصنيف قوات الدعم السريع كحركة إرهابية، ستنحصر خياراتها بين تفكيك نفسها طوعًا والدخول في تسوية تحفظ ما تبقى من نفوذها، أو مواجهة عزلة دولية متصاعدة وما يرافقها من تصعيد سياسي وعسكري قد يقود في النهاية إلى انهيارها. كما أن هذا التقييم سيجعل قادتها البارزين، وفي مقدمتهم محمد حمدان دقلو, وشقيقه قائد ثاني عبد الرحيم حمدان دقلو، عرضة لعقوبات دولية أشد، وربما لمذكرات توقيف من قبل الهيئات القضائية الدولية.
خلاصة
** محاولة تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية من شأنه أن يقوّض جهود السلام الجارية ويعقّد عمل الوساطات الإقليمية (السعودية، الإمارات، مصر، والاتحاد الإفريقي) الساعية إلى تسوية شاملة بين الأطراف المتحاربة. كما قد يدفع قوات الدعم السريع إلى تبني مواقف أكثر تشددًا واللجوء إلى خيار المواجهة العسكرية أو تعزيز التنسيق مع أطراف مناوئة للغرب – مثل روسيا – بما يفاقم التهديدات الأمنية في المنطقة. وفي المقابل، قد يُستغل هذا القرار داخليًا من قبل الجيش وحلفائه لتصفية حسابات سياسية، الأمر الذي من شأنه أن يعرقل المسار السياسي ويُنتج أزمة شرعية جديدة.


** التصنيف قد يعيد تشكيل المشهد السياسي في السودان على نحو جديد، بحيث تُصبح المشاركة في العملية السياسية مشروطة بإقصاء المجموعات المسلحة من الحكم وفق السياسة الدولية في المنطقة الداعمة لوجود مؤسسة عسكرية وطنية واحدة.
**من التداعيات المحتملة أيضًا حدوث انشقاقات داخلية، إذ قد تسعى بعض القيادات الميدانية في قوات الدعم السريع إلى الانفصال أو الدخول في تسويات مع الجيش تفاديًا للملاحقة الدولية.
تسريع تفكك السودان: **التصنيف قد يعجّل بمخاطر الانقسام إذا دفع الدعم السريع إلى تبني مشروع انفصالي في دارفور أو أفرز الواقع تحالفات سياسية مسلّحة جديدة.
**في المحصلة، من المرجح أن يضعف التصنيف الأميركي قوات الدعم السريع، لكنه قد يؤدي في المقابل إلى تعميق الصراع بدل حله، عبر دفعها إلى المزيد من العنف أو عبر تعزيز الاستقطاب الإقليمي بين مؤيدي الجيش وداعمي الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات