الأربعاء, أكتوبر 15, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةالسودان : ترامب يحلم باتفاق سلام في مصر

السودان : ترامب يحلم باتفاق سلام في مصر

السودان : ترامب يحلم باتفاق سلام في مصر

وكالات: إعداد إياد حوشان
يأمل فريق الرئيس الأمريكي في تنظيم محادثات بين الفصائل السودانية المتحاربة في القاهرة، على أمل الحصول على امتيازات كبيرة في قطاع التعدين. ومن المقرر أن تصل إلى بورتسودان في الأيام المقبلة بعثة أمريكية من القطاع الخاص.

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستمر في سياسة “الصفقات المتتالية”. فبعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في 13 أكتوبر بشرم الشيخ، وضع أسساً لإنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس، تتجه إدارة ترامب مجدداً إلى مصر للمساعدة في دفع الجولة التالية من المفاوضات بشأن الحرب الأهلية السودانية. ومن المتوقع أن ينعقد لقاء في القاهرة خلال الأيام المقبلة بين رئيس القوات المسلحة السودانية (الجيش السوداني) الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك (2019-2022)، زعيم التحالف المدني الرئيسي “صمود”.

كما تجري مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ “حميدتي”، لصياغة بيان مبادئ أساسية يتم الاتفاق عليها.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن ما يُعرف بـ “الرباعية من أجل السودان” — والتي تضم الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية — تواصل الاتصالات مع الطرفين الرئيسيين في النزاع، رغم أن المنظمات الإقليمية الإفريقية لم تُطلع بالكامل على آخر التطورات.

رفع العقوبات

وكما في محاولاتها السابقة للتوصل إلى اتفاقات سلام في أوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، تأمل إدارة ترامب في تحقيق مكاسب اقتصادية في قطاع التعدين. وتشير عدة مصادر إلى زيارة مرتقبة لوفد من شركات التعدين الأمريكية إلى بورتسودان، مهتمة بالاحتياطات الذهبية في البلاد. ويتوقع أن يلتقي الوفد، الذي لم تُكشف أسماء أعضائه بعد، برئيس الوزراء كامل إدريس ووزير المعادن نور الدين طه وعدد من المسؤولين الآخرين.

تهدف هذه الزيارة إلى تمهيد الطريق لاتفاق يمنح الشركات الأمريكية حصصاً كبيرة في السوق السودانية بعد توقيع وقف محتمل لإطلاق النار. وإذا تم التوصل إلى هذا الاتفاق، فسيشمل رفع العقوبات المفروضة على قطاع التعدين وعلى قادة الجيش، بهدف تشجيع قيادة القوات المسلحة السودانية على الانخراط في مفاوضات السلام.

ومن خلال هذه المناقشات، تسعى واشنطن إلى إقناع الجيش السوداني بالابتعاد أكثر عن الدوائر الإسلامية التي لا تزال مؤثرة في بورتسودان، رغم إبعاد عدد من أعضاء الجيش النظامي عنها (AI، 22/09/25). كما أن عقد المفاوضات المقبلة في مصر سيسمح للقاهرة بتأكيد عودتها إلى صدارة المشهد الدبلوماسي الإقليمي، بعد أن كانت المباحثات السابقة حول السودان قد جرت في السعودية وقطر.

الالتزام باتفاقات أبراهام

يبدو أن البرهان بدأ بالفعل في إظهار استجابة للمطالب الأمريكية. فبينما تصف الإمارات، الداعمة لقوات الدعم السريع، الجيش السوداني بأنه مرتبط بحماس وإيران، يحاول الرجل القوي في بورتسودان تبديد هذه الصورة. ولهذا ذكّر محاوريه بالتزامه بـ اتفاقات أبراهام.

وقّع السودان هذه الاتفاقات في عام 2021، وهي تنظم تطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية وإسرائيل. ويسعى قائد الجيش إلى تجنب أي تصعيد مع إسرائيل، التي تنظر بعين الريبة إلى الشراكة العسكرية بين بورتسودان وطهران. وفي سبتمبر، فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على وزير المالية جبريل إبراهيم بسبب الاشتباه في صلاته بالنظام الإيراني.

ومع ذلك، لا تزال فرص نجاح المفاوضات المقبلة بعيدة عن التحقق، إذ فشلت محاولات سابقة لعقد محادثات سلام في جدة (السعودية) وجنيف. كما فشلت مبادرة أحدث للاتحاد الإفريقي، سعت إلى جمع مختلف المجموعات المدنية السودانية مطلع هذا الشهر (AI، 03/10/25). ولم تعد قيادة “صمود” تثق بالاتحاد الإفريقي، متهمة إياه بالتقارب المفرط مع حكومة بورتسودان، خاصة في ظل الحديث عن احتمال رفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد قريباً. كما أعرب بعض أعضاء “صمود” عن استغرابهم من أن الدعوات الموجهة للأحزاب السياسية في بورتسودان للمشاركة في اجتماعات الاتحاد أُرسلت عبر الاستخبارات العسكرية.

عقبة الموقف الحكومي

تشكل مواقف رئيس الوزراء كامل إدريس عقبة إضافية أمام المفاوضات المقبلة، إذ قوبلت بتشكك من قبل الدبلوماسيين الذين التقوه في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. فإدريس، الذي عُيّن في مايو، يراهن على انتصار عسكري للجيش السوداني، ما سيمكنه من المطالبة بأن تموّل الإمارات عملية إعادة إعمار البلاد، مقابل توقيع اتفاقات تجارية جديدة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات