نظّم الحزب العربي الديمقراطي الناصري مساء أمس ندوة بمقره في وسط القاهرة بعنوان:
«السودان: التحديات الراهنة والبعد الاستراتيجي في علاقته بمصر»، وذلك بمشاركة رئيس الحزب وعضو مجلس الشيوخ د. محمد أبو العلا رضوان وقيادات الحزب، وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأن السوداني.
أدارت الندوة الأستاذة أسماء الحسيني، مدير تحرير جريدة الأهرام.
استهل الحضور الفعالية بالوقوف دقيقة حداد على ضحايا الحرب في السودان، حيث أكد رئيس الحزب الناصري استمرار الجهود الشعبية والرسمية لوقف الحرب وإعادة الاستقرار.

أكد المتحدثون من الجانبين المصري والسوداني رفضهم لخطاب الكراهية، وأهمية الحفاظ على وحدة السودان ودعم الجهود الإقليمية لوقف الحرب، فيما أعرب المشاركون السودانيون عن تقديرهم للدور المصري الرسمي والمجتمعي، ولظروف الاستقبال التي يجدها اللاجئون السودانيون في مصر.
وخلال حديثه، أوضح البروفيسور صديق تاور عضو مجلس السيادة السابق أن جذور الحرب تعود إلى صراع السلطة بين الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، مشيراً إلى أن الطرفين يتحملان مسؤولية اندلاع الحرب وما ترتب عليها من آثار مدمرة. كما دعا إلى عدم تحميل الأحزاب مسؤولية منفردة عن الأزمة، مؤكداً أن ما أصابها هو جزء من تدهور عام طال المجتمع السوداني خلال العقود الماضية.
من جانبها، تناولت الباحثة الدكتورة سامية نهار الآثار الثقافية والاجتماعية للحرب، مؤكدة أهمية تضمين قضايا الهوية والذاكرة والتماسك الاجتماعي ضمن أي عملية تعافٍ وبناء سلام مستدام.
أما الأستاذ الصادق علي حسن رئيس المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، فدعا إلى وقف الحرب بوصفه أولوية قصوى، مشيراً إلى قصور آلية الرباعية في ظل مشاركة دولة “يثبت تقاريرياً دورها في الصراع”، على حد وصفه. وأضاف أن فشل جهود الوساطة قد يفضي إلى تعميق حالة «اللا دولة» في السودان، مع تعدد مراكز العنف وفقدان احتكار الدولة للقوة.
كما قدّم الصادق قراءة اجتماعية حول تنامي تأثير المجموعات الرحل عبر الحدود في غرب ووسط إفريقيا وما يترتب على ذلك من تهديدات للأمن والاستقرار في المنطقة، داعياً إلى دراسات أممية ومعالجات شاملة للظواهر المرتبطة بالعنف العابر للحدود وخطاب الكراهية.

