أشادت الولايات المتحدة بالجهود المتواصلة التي يبذلها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) من أجل زيادة الوصول الإنساني وتوسيع نطاق المساعدات، بهدف ضمان وصول الدعم إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين في السودان.
واعتبرت واشنطن أن الزيارة الأخيرة التي قام بها مسؤولون أمميون إلى دارفور تُعد خطوة مهمة نحو إيصال المساعدات إلى ما وصفته بـ”مركز المعاناة الإنسانية”، وإلى المجتمعات التي انقطع عنها الدعم المنقذ للحياة لفترات طويلة.
وأكدت الولايات المتحدة أن معاناة المدنيين في السودان “بلغت مستويات كارثية”، مشددة على أن الشعب السوداني “لا يستطيع الانتظار أكثر”، ومجددة الدعوة إلى وقف العنف وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
دعا توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، المجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، مؤكدا أن الدعم الحالي أقل بكثير من المطلوب لمساعدة المدنيين المتضررين.
وقال فليتشر في لقاء مع الجزيرة إن دارفور أصبحت “عاصمة العالم في المعاناة الإنسانية”، مؤكدا أن ما يقدمه العالم حتى الآن غير كاف لإنهاء الأزمة.
أوضح فليتشر أن الوضع يتطلب تأهيل وتأمين الطرق التي يستخدمها النازحون للهروب من مناطق النزاع في الفاشر والمناطق المجاورة، موضحا أن الطرق الحالية “خطرة للغاية”، وتحتاج إلى تحسينات لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية للمدنيين.

وشدد فليتشر على ضرورة توحيد جهود وسائل الإعلام في تغطية الأزمة الإنسانية، محذرا من أن التغطيات المتفرقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشتت انتباه الجمهور بدلا من توحيده.
ودعا للسماح للصحفيين الدوليين بتغطية الأزمة بشكل مباشر لضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
كما أشاد فليتشر بالدور الذي يقوم به مسعد بولس كبير مستشاري الشؤون العربية والأفريقية للرئيس الأميركي دونالد ترامب في دعم جهود الوصول إلى هدنة إنسانية، مشيرا إلى أهمية التعاون مع الجهات الدولية الأخرى. داعيا مجلس الأمن والمجتمع الدولي للانخراط الفعال لإنهاء النزاع الممتد في السودان وضمان حماية المدنيين.

