الفاشر :السودانية نيوز
أُقيمت اليوم صلاة الجمعة في مسجد السلطان علي دينار بمدينة الفاشر للمرة الأولى منذ اندلاع المعارك، في حدث لافت يعكس قدراً من الهدوء النسبي وعودة بعض مظاهر الحياة الدينية إلى المدينة بعد أشهر من التوتر والظروف الأمنية المعقدة.
وشهد المسجد حضوراً ملحوظاً من الأهالي الذين أدّوا الصلاة وسط إجراءات تأمين محيطة بالمنطقة، بينما عبّر السكان عن أملهم في أن يشكّل هذا التطور بداية لعودة الاستقرار وفتح دور العبادة بشكل كامل.
ويُعد مسجد السلطان علي دينار أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية في دارفور، وتوقف الصلوات فيه طوال الفترة الماضية كان رمزاً لحجم المعاناة التي شهدتها المدينة منذ بداية المواجهات.
وبدأ حصار الفاشر في 10 مايو 2024 حين طوقت «قوات الدعم السريع» المدينة من الجهات الأربع، متهمة الحركات المسلحة المساندة للجيش في إقليم دارفور بـ«خرق تعهداتها بعدم المشاركة في الحرب» إلى جانب أي من طرفيها.
وفي نوفمبر 2023، خرجت كل من «حركة جيش تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، و«حركة العدل والمساواة» بقيادة جبريل إبراهيم، وحركات أخرى صغيرة، عن موقف الحياد المعلن، وأعلنت الانحياز إلى الجيش والقتال معه ضد «قوات الدعم السريع»، بعد أشهر من بقائها في الحياد.
ووقتها، كانت «الدعم السريع» قد أحكمت حصارها على غرب ووسط وشرق وجنوب دارفور، ولم يبقَ سوى شمال دارفور، حيث مدينة الفاشر و«الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش. ووقتها قال مناوي، حاكم إقليم دارفور، والقائد الفعلي للقوة الموالية للجيش التي عرفت باسم «القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح»، إن الحياد تم التوافق عليه بعد ثلاثة أسابيع من الحرب التي اندلعت في 15 أبريل (نيسان) 2023، لحصر النزاع بين الجيش و«الدعم السريع» بغرض حماية المدنيين.

