ذوالنون سليمان
رغبات سياسية أم معطيات فرضتها المصالح المشتركة؟
أعلن مجلس السيادة، برئاسة عبد الفتاح البرهان، في بيان رسمي، استعداده للانخراط الجاد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أجل تحقيق السلام في السودان. كما عبّر البرهان عبر حسابه في منصة (X) عن شكره للرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي، مرحّباً بجهودهما الرامية إلى إنهاء الحرب، وهو موقف يتماشى مع بيان الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي باعتبارها الحاضنة السياسية للجيش.
هذا الترحيب يثير تساؤلات عديدة, منها, لماذا يحتفي قادة بورتسودان بهذه المبادرة الان رغم رفضهم لمجهودات متشابه؟
قراءة هذا الموقف في ضوء اعتراضات بورتسودان السابقة على الدور الإماراتي داخل الآلية الرباعية، واعتراضها على نهج المساواة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إضافة إلى رفضها إشراك الجماعات الإسلامية في السلطة الانتقالية—يوضح أن ترحيب الجيش ودوائر النظام القديم بتصريحات ترامب نابع من شعورهم بأن خطتهم نجحت في تقويض دور الرباعية وإبعاد الإمارات والعودة إلى منبر جدة في صيغة ثنائية سعودية–أمريكية، والتي ستمنحهم فرصة أكبر للبقاء في العملية السياسية، والحفاظ على سيطرتهم على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، أو تحقيق تفوق عسكري إذا استمرت الحرب. ويعزز هذا الاعتقاد امتلاك بورتسودان أوراق جيوسياسية ذات وزن لدي القوي الإقليمية، إضافة إلى قابليتها للتناغم مع أولويات المنطقة مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية وتأمين السواحل.لكن هذا التصور يتصادم مع الوقائع المعلنة. فتصريحات ترامب، وموقف مستشاره للشؤون الإفريقية، إضافة إلى بيان السفارة الأمريكية في الخرطوم، جاءت متطابقة في تأكيد استمرار الآلية الرباعية ودعمها للهدنة الإنسانية ووقف الإمداد العسكري الخارجي للأطراف المتحاربة. ما يعني تمسّك واشنطن وحلفائها بالمسار الرباعي، الأمر الذي يقلّل من فرص صياغة عملية سياسية جديدة تقودها فقط السعودية والولايات المتحدة على أساس منبر جدة.
كيف تقرأ بورتسودان القمة السعودية–الأمريكية؟
مقالات ذات صلة

