الأربعاء, نوفمبر 26, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةالإمارات والولايات المتحدة والرباعية والاتحاد الافريقي في انسجام كامل حول حقيقة الأزمة...

الإمارات والولايات المتحدة والرباعية والاتحاد الافريقي في انسجام كامل حول حقيقة الأزمة في السودان وخارطة طريق الرباعية

تقرير خاص: جعفر السبكي

تدخل الحرب الأهلية السودانية عامها الثالث وسط تدهور إنساني غير مسبوق، وانهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة في العديد من المناطق. وقد لعب المجتمع الدولي والإقليمي دوراً محورياً في محاولة احتواء الأزمة، خاصة عبر الولايات المتحدة، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودول الرباعية، والاتحاد الأفريقي. وتشير المعطيات الأخيرة إلى انسجام واضح بين هذه الأطراف حول تشخيص جذور المشكلة السودانية وضرورة التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يمهّد لمسار سياسي بقبضة مدنية.

   إعداد خارطة طريق لتنفيذ إعلان جدة.. "الايقاد" تنظم منتدى مع المبعوثين الدوليين لتنسيق المبادرات حول السودان
   إعداد خارطة طريق لتنفيذ إعلان جدة.. “الايقاد” تنظم منتدى مع المبعوثين الدوليين لتنسيق المبادرات حول السودان

أولاً: حقيقة الأزمة السودانية من وجهة النظر الدولية والإقليمية

1. الأزمة ليست صراعاً ثنائياً فقط

تتفق الإمارات والولايات المتحدة والرباعية والاتحاد الأفريقي على أن الحرب السودانية ليست مجرد نزاع بين الجيش والدعم السريع، بل هي:

أزمة حكم ممتدة منذ عقود.

صراع على السلطة داخل المؤسسة العسكرية قبل أن يتحول إلى حرب مفتوحة.

انهيار للثقة بين المكونات السياسية والعسكرية عقب فشل الانتقال المدني.

تدخلات خارجية تعمّق الأزمة لكنها ليست سببها الأساسي.

2. تجريم الانتهاكات الإنسانية

جميع الأطراف الدولية متفقة على أن:

حماية المدنيين أولوية لا تقبل المساومة.

الانتهاكات، أينما حدثت وبغضّ النظر عن مرتكبها، تحتاج إلى محاسبة.

الوضع الإنساني في السودان أصبح يشكل تهديداً إقليمياً مباشراً.

3. لا يملك أي طرف في السودان شرعية الانفراد بالسلطة

وتؤكد المواقف الدولية أن:

الحرب أفقدت الطرفين أي إمكانية للحكم العسكري المنفرد.

الحل يجب أن يمر عبر مسار مدني شامل وليس إعادة إنتاج حكم مركزي عسكري.

ثانياً: انسجام المواقف بين الإمارات والولايات المتحدة

1. دعم وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار

كلا الدولتين تؤكدان:

ضرورة وقف القتال فوراً.

التزامهما بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

رفضهما تحويل السودان إلى ساحة صراع إقليمي بالوكالة.

2. دعم العملية السياسية بقيادة مدنية

ويتفق الجانبان على:

إعادة إطلاق مسار سياسي شامل تحت مظلة دولية وإقليمية مشتركة.

أهمية إشراك القوى المدنية السودانية غير المتورطة في الحرب.

الدفع نحو حل طويل المدى يعالج جذور الأزمة وليس نتائجها فقط.

3. دعم مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الإمارات ثمنت جهود الإدارة الأمريكية الجديدة، معتبرة أن:

للرئيس ترامب قدرة على جمع الأطراف بحكم علاقاته في المنطقة.

الدعم الأمريكي القوي يمكن أن يصنع نافذة حقيقية للحل.

ثالثاً: دور دول الرباعية (السعودية – الإمارات – الولايات المتحدة – بريطانيا)

1. خارطة طريق الرباعية

تعمل الرباعية الآن وفق مسار من أربعة محاور مركزية:

المحور الأول: وقف إطلاق النار

الضغط على الطرفين للقبول بوقف شامل للعمليات العسكرية.

إنشاء آلية مراقبة دولية–إقليمية.

المحور الثاني: ضمان الممرات الإنسانية

فتح الطرق والمعابر والمطارات للأمم المتحدة.

حماية العاملين في المجال الإنساني.

المحور الثالث: إطلاق العملية السياسية المدنية

تأسيس مسار تفاوضي تشارك فيه:

القوى المدنية المؤثرة

الحركات غير الموقعة على جوبا

المجتمع المدني

ممثلو الأقاليم

إدراج ترتيبات أمنية جديدة تخضع لقيادة مدنية.

المحور الرابع: محاسبة مرتكبي الانتهاكات

دعم لجان التحقيق الدولية والمحلية.

فرض عقوبات على أي جهة تعرقل عملية السلام.

رابعاً: دور الاتحاد الأفريقي

1. العودة إلى مبدأ “الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية”

الاتحاد الأفريقي يرى نفسه شريكاً رئيسياً في:

قيادة مسار سياسي يحقق الاستقرار.

ضمان شمول كل مكونات السودان دون إقصاء.

2. دعم آلية مراقبة وقف النار

الاتحاد مستعد للانتشار الميداني عبر:

مراقبين عسكريين

بعثات تقنية للعمل الإنساني

لجان متابعة سياسية

خامساً: خلاصة

تُظهر مواقف الإمارات والولايات المتحدة والرباعية والاتحاد الأفريقي انسجاماً واضحاً وغير مسبوق حول:

ضرورة وقف الحرب فوراً

حماية المدنيين ، وإطلاق مسار سياسي بقيادة مدنية

رفض استمرار هيمنة أي جهة مسلحة على الدولة ، ودعم عملية مراقبة ميدانية للهدنة ، وتحميل المسؤولية لكل من يعرقل السلام أو يرتكب انتهاكات

ويمكن القول إن خارطة طريق الرباعية أصبحت أساساً مشتركاً للحل، بينما يشكل التنسيق الإماراتي–الأمريكي ركيزة مهمة للتحرك الدولي نحو إنهاء الحرب وفتح نافذة سلام جديدة للسودان.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات