خاص:السودانية نيوز
رحّبت قوى سياسية ومجتمعية سودانية بإعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي استجابته لمبادرة اللجنة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وقبوله هدنة إنسانية فورية لمدة ثلاثة أشهر لوقف الأعمال العدائية وتخفيف معاناة المدنيين.
وفي المقابل، انتقدت هذه القوى ما وصفته بـ إصرار حكومة بورتسودان على رفض المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الحرب، معتبرة أن تعنّت القيادة العسكرية “يعمّق المأساة ويطيل أمد الصراع”.
اتهامات لحكومة بورتسودان بتنفيذ أجندة الحركة الإسلامية
وحَمّل عدد من القيادات السياسية والمجتمعية الجيش السوداني وقائده الفريق عبد الفتاح البرهان مسؤولية استمرار تدهور الأوضاع في السودان، متهمين المؤسسة العسكرية بـ تنفيذ أجندة التنظيم الإسلامي وعرقلة أي مسار يؤدي إلى إنهاء الحرب.
ورأى مراقبون أن ما ورد في بيان مجلس السيادة الأخير تجاه دولة الإمارات يأتي في سياق “الدفاع عن التنظيم الأم” في ظل الضغوط المتوقعة مع اتساع الزخم الدولي بقيادة الإدارة الأمريكية لإيقاف القتال.
انتقادات واسعة لرفض البرهان الهدنة
وتفاعل ناشطون وسياسيون مع إعلان حميدتي الموافقة على الهدنة، معتبرين أن هذه الخطوة “وضعت البرهان في مواجهة المجتمع الدولي”، بينما تواصل القيادة العسكرية الرفض رغم تدهور الأوضاع الإنسانية.
وقال محمد الطيب لـ«السودانية نيوز» إن “إعلان حميدتي، رغم الخلافات معه، يؤكد تفوّق الدعم السريع على جيش الكيزان ميدانياً وسياسياً ودبلوماسياً”، مضيفاً أن البرهان “سددت له صفعة أمام العالم برفضه المتكرر لوقف إطلاق النار”.
وأضاف: «كل الطرق كانت تؤدي إلى السلام… إلا طريق البرهان. من جديد يرفض وقف إطلاق النار، ويرفض خطة السلام، ويرفض حتى أن يسمع صرخات شعبه».
وقال القيادي في تحالف صمود شريف عثمان إن البرهان “لا يستطيع إنكار وجود الحركة الإسلامية داخل الجهازين العسكري والمدني”، مشيراً إلى اعترافات قادة النظام السابق منذ سنوات، والتي تثبت تغلغل التنظيم داخل الدولة.
وأضاف: «الشمس ما بتتغطى بغربال الأكاذيب يا برهان».
تحالف صمود يرحّب بهدنة الدعم السريع
ورحب تحالف صمود بإعلان حميدتي الاستجابة لمبادرة الرباعية، داعياً القوات المسلحة السودانية إلى الانضمام إلى الهدنة والانخراط في خطوات جادة لإيقاف الحرب “التي أنهكت البلاد والعباد”.
وقال القيادي في تحالف صمود، خالد عمر يوسف، إن إعلان قائد الدعم السريع وقف إطلاق النار من جانب واحد، والبدء في تنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة من قبل الرباعية، هو موقف مسؤول يستحق الترحيب.
وأعرب في تدوينة على فيسبوك عن أمله في أن تحذو القوات المسلحة الحذو ذاته لوضع حد لهذه الحرب التي لا أفق لها، مضيفًا: “لا شيء يستحق سكبَ قطرة دم واحدة من أي إنسان في بلادنا”.
وقال رعد الشلالي تعليقاً على التطورات: «البرهان مجرد واجهة لا يملك شيئاً، ولن يحكم إلا عبر الإخوان الذين يستخدمونه كقفاز… سيحملونه كل الدماء حين تتكشف الحقائق حول رفض التحقيق في مجازر الفاشر». وأضاف أن “الموافقة على الهدنة تعني نهاية مشروع الإخوان وبداية الحكم المدني غير الحزبي، ولهذا يرفضون أي خطوة نحو السلام”.
