وكالات: السودانية نيوز
كشفت صحيفة يسرائيل هيوم في تقرير جديد أن إيران دخلت مرحلة أكثر تعقيداً وجرأة في دعمها العسكري لجماعة الحوثيين في اليمن، عبر شبكة تهريب متعددة المسارات تمتد من مينسك إلى طهران، ومن إريتريا والسواحل الصومالية وصولاً إلى بورتسودان، في إطار مساعٍ لتعويض النقص في قدرات الحوثيين خلال حرب غزة واشتباكاتهم الأخيرة مع إسرائيل.
وأشار التقرير إلى رصد رحلات جوية غير اعتيادية لطائرات شحن بيلاروسية من طراز IL-62MGr تعود لشركة “ريدا”، حلّقت من مينسك إلى طهران قبل أن تتجه إلى إريتريا عبر مسارات جوية غير مألوفة وتختفي لاحقاً من أنظمة التتبع. كما جرى تسجيل رحلة لطائرة شحن إيرانية في 27 أكتوبر يُعتقد أنها حملت معدات عسكرية متقدمة.
وبحسب الصحيفة، يتم تفريغ هذه الشحنات في نقاط بحرية سرية على الساحل الإريتري قبل نقلها إلى شمال اليمن بواسطة سفن صغيرة منخفضة البصمة الرادارية يصعب رصدها بالأقمار الصناعية، وسط معلومات عن وجود تسهيلات لوجستية يقدمها مسؤولون إريتريون على صلة وثيقة بطهران.
كما أصبحت السواحل الصومالية—خصوصاً مناطق بونتلاند—محطة رئيسية في مسار التهريب، مع تعاون بين الحوثيين وميليشيا الشباب لتأمين بعض خطوط النقل وعمليات التحويل.
ولفت التقرير إلى أن ميناء بورتسودان تحوّل إلى “مركز لوجستي إقليمي” لتجهيز ونقل شحنات الأسلحة الإيرانية، بالتعاون مع وحدات عسكرية سودانية مقربة من طهران. وذكر أن طائرات مسيرة إيرانية وصلت كاملة إلى السودان قبل تفكيكها إلى أجزاء وشحنها سراً نحو اليمن. كما أشارت المعلومات إلى زيارة مسؤولين حوثيين لقاعدة بحرية شمال بورتسودان لتنسيق منصة تهريب بديلة بعد تضييق الخناق على المسارات التقليدية.
وتتشكل الشبكة، وفق يسرائيل هيوم، من ثلاث طبقات تهريب متوازية:
جوية: رحلات شحن دولية يصعب تعقبها
بحرية: تفريغ سري وشحن عبر قوارب صغيرة
برية: مسارات نقل عبر إريتريا والصومال والسودان
وتهدف هذه المنظومة إلى تعزيز القدرات الصاروخية والمسيّرات لدى الحوثيين بشكل سريع، في خطوة ترى الصحيفة أنها قد تغيّر ميزان القوى في اليمن، وتهدد أمن البحر الأحمر، وترفع مستوى التوتر الإقليمي في مواجهة السعودية وإسرائيل، ما يجعلها أحد أكثر الملفات حساسية في المنطقة حالياً.
