■نشرت قناة الجزيرة – السودان يوم أمس تقريراً عن النازحين من بابنوسة ، ثم قامت بحذف تقرير المضلل الذي نشرته في حسابها بالفيسبوك بعد ساعات من نشره ، بعد الإنتقادات الموضوعية التي وجهت له؛ حيث تحدثت عن وصول نازحات من مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان إلى مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان سيراً على الأقدام….!!.
■إن التقرير كاذب ومضلل من عدة وجوه، أبرزها:
أولاً: نحن أبناء تلك المناطق نعرف تفاصيلها الدقيقة قبل وبعد الحرب ، وأن مدينة بابنوسة ومنذ قرابة العامين خالية تماماً من السكان، فقد غادرها جميع المواطنين منذ بداية الإشتباكات العسكرية، ولم يتبق فيها سوي قوات الجيش والمتحالفين معه وقوات الدعم السريع.
ثانياً: المسافة بين مدينة بابنوسة ومدينة الأبيض حوالي 350 كيلومتر ، فكيف قطع هؤلاء النسوة كل هذه المسافة خلال يوم واحد كي يصلن الأبيض سيراً على الأقدام؟!.
■كان يجب على قناة الجزيرة – السودان أن تعتذر عن هذه السقطة الأخلاقية والمهنية بدلاً عن حذف التقرير والهروب بالصمت.
■نعلم أن معظم الإعلام العريي ومن بينه قناة الجزيرة منحاز بشكل سافر في هذه الحرب وكل الصراعات التي حدثت بالسودان إلي جانب الصفوة السياسية المركزية، وكثيراً ما شوهوا الحقائق أو غضوا الطرف عن الإنتهاكات والجرائم الواسعة التي يرتكبها الطرف الذي يدعمونه أو قللوا منها .
■إن مثل هذا النشر الكاذب والمضلل لا يطعن في مصداقية القناة وحسب بل يعتبر محاولة لزيادة حدة الصراعات والغبائن والثأرات في المجتمع السوداني، واستخدام الإعلام المضلل لضرب النسيج الإجتماعي.
■أطالب إدارة قناة الجزيرة بالإعتذار الصريح عن هذا النشر الكاذب والمتعمد ومحاسبة من قام بنشره في صفحتها بالسوشيال ميديا ، وأن يكون الإعتزار أو توضيح أسباب النشر والحذف على مرأي ومسمع الجميع ، والكف عن التضليل وتأجيج الصراعات في المجتمع السوداني؛ فإن أهلنا ليسوا فئران تجارب لإعلام الحروب ودمار المجتمعات كما شاهدنا أفعاله في اليمن والعراق وسوريا وأماكن أخري من العالم، حيث لعب الإعلام دوراً سلبياً في عكس صورة الصراع وكان سبباً في زيادة الإحتقان.
■إن الإعلام الحر هو الذي تحكمه قيم وأخلاق المهنة وشرف البحث عن الحقيقة وليس المحاباة وزيادة حدة الصراعات، ولا يتواني عن الإعتذار إذا جانبه الصواب في تقاريره ومعلوماته.


