كتب:حسين سعد
اكد دكتور حمدان مصطفي فشل الحكومة الانتقالية في حل مشاكل القطاع الصحي بالسودان لانشغالها بصراعات سياسية ومناورات عطلت اصلاحات ضرورية في قطاع مهم خربته سياسات حكومة الجبهة الاسلامية التي اهملت الصحة وجعلتها تجارة وسلعة تباع وشدد في ورقته التي قدمها في اولي جلسات مؤتمر الاغاثة التي انطلقت اليوم شدد علي ضرورة وضع الصحة خارج دائرة الصراعات السياسية لضمان استمرارية الخدمات، وطالب بإقامة آليات رقابية مستقلة لضمان شفافية توزيع الموارد وإدارة المستشفيات والمراكز الصحية، وطالب بوضع ميثاق شرف مهني للقطاع الصحي بمشاركة القوي السياسية الداعمة للتغيير والثورة لهيكلة النظام الصحي وجعل الكوادر الطبية تعمل في بيئة مستقلة ومهنية حتي تتحول المستشفيات والمراكز الصحية إلى أدوات سياسية، وإستبعد محاربة الأمراض المنتشرة في السودان، بدون خطط طوارئ فعالة، من جهتها قالت الدكتورة أديبة إبراهيم السيد في ورقتها في المؤتمر قالت ان القطاع الصحي في السودان شهد انهيارًا شبه كامل منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل، في واحدة من أسوأ الأزمات الصحية والإنسانية بتاريخ البلاد، وسط تدمير واسع للبنية التحتية، ونزوح الكوادر الطبية، وانعدام الأمن، وتفشي الأمراض والمجاعة والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، خاصة النساء والأطفال، مشيرة إلى خروج نحو 80% من المرافق الصحية عن الخدمة، وتوقف عمل ما يقارب 57 منظمة طوعية ودولية، في ظل بيئة عمل شديدة الخطورة للأطباء والعاملين الصحيين، تشمل التهديد بالقتل والاعتقال والضرب، وغياب الممرات الآمنة، واحتلال وقصف المستشفيات من أطراف النزاع، مؤكدة تفشي الأمراض والمجاعة سجلت البلاد أرقامًا كارثية في انتشار الأوبئة، من بينها ، الكوليرا: مئات الآلاف من الحالات، مع وفيات متزايدة، وحمى الضنك والملاريا والسل والحصبة وشلل الأطفال والسعال الديكي، وتفشي الكبد الوبائي والليشمانيا الجلدية في ولاية الجزيرة، وتفاقمت الأزمة مع مجاعة واسعة النطاق وارتفاع حاد في أسعار السلع وانعدامها في مناطق كثيرة، ما أدى إلى ارتفاع الوفيات، خاصة وسط الأطفال والحوامل، مؤكدة أن أكثر من 10 ملايين طفل حُرموا من التعليم، ويعاني الملايين من غياب الرعاية الصحية وسوء التغذية. وسُجلت عشرات الآلاف من وفيات الأطفال بسبب الجوع والأمراض، مع معدل وفاة يومي مرتفع في معسكرات النزوح، كما توثق الورقة انتهاكات جنسية مروعة، شملت الاغتصاب والتحرش، خاصة بحق الأطفال والفتيات، مع صعوبات كبيرة في تقديم العلاج والدعم النفسي بسبب الوصمة الاجتماعية، وانعدام الأمن، واحتلال المستشفيات، وهجرة الكوادر الطبية. وسُجلت حالات حمل قسري، وإجهاض، ومواليد مجهولي الهوية، وسط مطالب بتدخل عاجل من اليونيسف والمنظمات المختصة.
مطالبات بإبعاد الصحة من المناورات السياسية ، وتحذيرات من إنتشار الأمراض
مقالات ذات صلة

