طالبت ورقة دور الإعلام في العمل الإنساني وإيصال الإغاثة للمحتاجين في السودان، التي قدمها الصحفي حسين سعد في اليوم الختامي من مؤتمر الإغاثة الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، بضمان حماية الصحفيين وتسهيل حركتهم، وتعزيز الشفافية بين المنظمات والمجتمع، وذلك من خلال نشر تقارير أسبوعية عن المساعدات الواردة والموزعة، وإتاحة المعلومات للصحفيين دون قيود، وإشراك الإعلام في الزيارات الميدانية، وإطلاق حملات إعلامية وطنية. كما دعت الورقة إلى تطوير صحافة البيانات الإنسانية لاستثمار البيانات في تحليل احتياجات المجتمعات، وخرائط النزوح، ومسارات الإغاثة، وإنتاج تقارير دقيقة تساعد المنظمات الإنسانية في التخطيط.
وشددت على دعم الإعلام المحلي في المناطق الريفية باعتبارها الأكثر تضرراً والأقل وصولاً للمساعدات، مما يتطلب تمكين المراسلين المحليين، ودعم الإذاعات المجتمعية، وتعزيز الشراكات بين الإعلام القومي والإعلام المحلي. كما أكدت الورقة على ضرورة التركيز على فرص التنمية المستدامة، وليس فقط الدعم العاجل، لضمان إعادة البناء على أسس قوية وطويلة الأمد، وإطلاق برامج لإعادة النازحين ودمجهم في خطط إعادة الإعمار، بما يحقق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وطالبت الورقة باعتماد سياسات شفافية من خلال نشر معلومات أسبوعية عن المساعدات، وعلى المؤسسات الإعلامية تخصيص برامج وتقارير أسبوعية عن الوضع الإنساني، وتدريب الصحفيين في السلامة المهنية والتغطية الإنسانية، وتطوير منصات توثيق رقمية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، وتسهيل حركة الصحفيين والمنظمات وعدم تقييد التصوير الميداني لنشر المعلومات وتوفير ممرات إنسانية إعلامية، ومحاربة الفساد عبر نشر بيانات رسمية حول المساعدات الواردة والمصروفات.
كما طالبت الورقة بإنشاء منصات إعلامية إنسانية مشتركة بين الصحفيين ومنظمات الإغاثة الدولية والمحلية، ولجان النازحين واللاجئين ولجان المقاومة، تعمل هذه المنصات على نشر معلومات دقيقة ومحدثة حول أماكن توزيع الإغاثة، وحجم الاحتياجات، والقيود، والتحديات الميدانية. ودعت إلى تدريب الصحفيين على التغطية الإنسانية عبر برامج تشمل السلامة المهنية، والقانون الإنساني الدولي، والتحقق من المعلومات، وتقنيات التوثيق الرقمي، ودعم الصحفيين بالبنية التحتية من خلال توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في مناطق النزاع، ودعم المؤسسات الإعلامية بالمعدات الأساسية.
وفي سياق ذي صلة، أحصت الورقة أهمية قيام مؤتمر للإغاثة، بوصفه ضرورة استراتيجية لتنسيق الجهود، وتوحيد الرؤى، ووضع أسس حقيقية لمرحلة التعافي المبكر، ومن ثم إعادة البناء على المدى المتوسط والبعيد، لاسيما في ظل الكارثة الإنسانية العميقة التي يعاني منها السودان، حيث تداخلت الانهيارات الإنسانية مع الدمار الواسع للبنية التحتية وتراجع الخدمات الأساسية. وأشارت الورقة إلى أن المؤتمر يتيح الاتفاق على خارطة طريق وطنية تشخص الأضرار وتحدد الأولويات الواقعية: الغذاء، المياه، الصحة، التعليم، المأوى، إزالة الأنقاض، عودة النازحين، إعادة الخدمات الأساسية، فضلاً عن حشد الموارد المالية والفنية، حيث تحتاج الدول المانحة والهيئات الدولية إلى منصة رسمية ووثيقة مشتركة للعمل. كما يساعد المؤتمر في إنشاء آليات رقابة مشتركة تضمن الشفافية، وتسرّع وتيرة الاستجابة الإنسانية، وتحد من الفساد والهدر.
وأوضحت الورقة أن المؤتمر يعد فرصة ثمينة لتأسيس رؤية جديدة تربط بين التعافي الفوري والتنمية المستدامة، ويفتح الطريق لوضع خطة وطنية تأخذ في الاعتبار احتياجات الزراعة، البنية التحتية، التعليم، الخدمات، وتمكين المجتمعات المحلية، بما يعزز الاستقرار على المدى البعيد ويخلق بيئة داعمة للسلام، وجذب التكنولوجيا والخبرات الدولية، حيث أن العديد من الدول والمنظمات لديها خبرات في إعادة الإعمار بعد الحروب.

