لقاء جديد لمسؤولين أمريكيين مع قياديين في الجيش السوداني في القاهرة حول منبر جنيف
-البرهان يتمسك بجدة للهروب من استحقاقات جنيف
متابعات: وحدة الشؤن الافريقية، مركز تقدم للسياسات
أعلن المجلس السيادي عن إرساله وفد حكومي إلى القاهرة لمناقشة رؤية الحكومة في إنفاذ اتفاق جدة، وذلك بناءً على طلب الحكومة الأمريكية والحكومة المصرية بطلب اجتماع مع وفد حكومي بالقاهرة.
– •أوضح البرهان في تصريحات لوفد اعلامي سوداني مصري عن تمسكه بعدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ إعلان جدة وذلك خلال 3 اتصالات تمت مع الجانب الأميركي.
– •أشار البرهان أن الإدارة الأميركية وافقت على أحد مطالبهم بعقد لقاء يجمعهما إلى جانب السعودية لمناقشة تنفيذ “إعلان جدة” الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
– أكد البرهان أن الحكومة لن تذهب إلى جنيف لمناقشة التوصل إلى اتفاق جديد، وإذا كانت واشنطن جادة في مساعي السلام بالسودان فليلتزم الدعم السريع بتنفيذ قرار مجلس الأمن بإنهاء حصار الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور ووقف قصف المدنيين وقتلهم وتدمير المستشفيات.
– أعلن المجلس السيادي عن فتح معبر أدري على الحدود التشادية لمدة ثلاث شهور من أجل مرور المساعدات الإنسانية
تحليل:
• دخلت مفاوضات سويسرا لوقف إطلاق النار يومها الخامس، من دون مشاركة الطرف الرئيسي في الصراع، الجيش السوداني، وسط مساع إقليمية ودولية لإثنائه عن المقاطعة، وضغوطات أمريكية وإقليمية ودولية وتحذيره من مغبة تجاهل المنبر الهادف للوصول لوقف إطلاق النار وفتح مسارات إنسانية للمتضررين من الحرب.
• منبر جنيف بشكله الحالي يمثل النسخة المطورة لمجهودات الحل التفاوضي للأزمة السودانية لأنه عالج كل الثغرات في المنابر السابقة، حيث وحد جميع المبادرات، وفصل بين المسار السياسي والمسار العسكري والإنساني، وأتاح مشاركة فاعلة عبر الية المراقبة للدول المؤثرة والمؤسسات الإقليمية والدولية، ووضع اليات لتنفيذ الاتفاق ومراقبته مما شكل حصارا لقيادة الجيش.
• المبادرة الأمريكية هددت مصالح القوي السياسية الداعمة والمؤثرة على الجيش ولجأت لرفضها تحت ستار الشرعية الحكومية ومشاركة الامارات وتنفيذ بنود جدة، بعد أن سعت لتقويضها لذات الأسباب السياسية، عودة بورتسودان للتمسك بمنبر جدة ومخرجاته يعود لضعف الياته الرقابية والتنفيذية الي جانب الهروب من عواقب مقاطعة منبر جنيف وتحدي الارادات الدولية والإقليمية.
• إعلان بورتسودان عن فتح معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد الواقع تحت سيطرة الدعم السريع، يأتي لقطع الطريق أمام منبر جنيف لتجاهل سيادة الجيش على المعابر والسماح للمنظمات الدولية والوكالات الإنسانية بتوصيل المساعدات للمحتاجين، ولقطع الطريق أمام أي ترتيبات داعمة لشرعية قوات الدعم السريع، وهو أيضا بمثابة إشارة إيجابية من قائد الجيش البرهان لوزير الخارجية الامريكية بلينكن, تجعل مرور المساعدات لمناطق الدعم السريع وكأنها تأتي بموافقة الجانب الحكومي.
خلاصة:
– لقاء الإدارة الأميركية المزمع انعقاده في القاهرة مع الجيش السوداني محاولة قد لا تختلف نتائجها عن لقاء جدة، وهي استراتيجية للبرهان، يهدف من خلالها كسب الوقت لإحداث متغير عسكري في ميدان المعركة تجبر الدعم السريع على تقديم تنازلات سياسية تصب في مصلحة حلفائه من الإسلاميين والحركات المسلحة.
– في ذات الوقف تدفع المجتمع الدولي للتسليم بمخاطبة القضايا السياسية بمقاربات جديدة تمنحه شرعية التمثيل السياسي لتبقي الخيارات أمام منبر جنيف محصورة بين الدخول في مواجهة مباشرة مع بورتسودان أو الاستمرار في المراهنة على الزمن من أجل حدوث متغير عسكري جذري، يساعد على إنهاء الأزمة سياسيا أو عسكريا.