الولاية الثانية لحزب المؤتمر الوطني وكيف سيحكم السودان ؟؟؟
كتب: بشري علي
الولاية الثانية
مصادري هي تسريبات وما رشح من معلومات من إجماع بورتسودان والذي انتهى بتأجيل الإجماع وقد لمست من النقاش الأتي :- المؤتمر الوطني يعيش زهو العودة للسلطة ويتطلع إلى بناء مؤسساته القديمة وبنفس الكيفية وبنفس الاشخاص … توصيف ما حدث في 9 ابريل بأنه إنقلاب لكن دون تحميل البرهان المسؤولية ونجد إشارة إلى دور سالب صلاح قوش كما تم نسب سبب الإطاحة إلى رفض البشير فكرة التنحي وعدم الترشح من جديد.. لغة الخطاب كانت حادة مع الحرية والتغيير على أساس أنهم علمانيون يحاربون الإسلام وتم وصفهم بالفئة الضالة … الغريبة أحدهم ذكر في تسجيل خصصه للهندي عزالدين أنه من عيوب الشورى أن قرار تعيين مدير جامعة الخرطوم لم يتم عرضه على الأعضاء !! وتم إعتبار وجود البشير في مستشفى علياء بغرض العلاج في ايام الحرب بأنه أمر يدل على شجاعته ولقد كان بإمكانه الهروب … تمت الإشارة لمحاكمة العضوية التي إنضمت للتمرد ومحاسبة العضوية التى ساعدت في تفكيك بنية الحزب أو مصادرة أمواله ، وكذلك محاسبة العضوية التي تخاذلت وسمحت لنظام الحركة الإسلامية بالسقوط .. في الوضع الحالي يُعتبر المخلوع البشير هو رئيس حزب المؤتمر الوطني … قرر المجتمعون عقد الإجتماع بعد عودة الأعضاء المنخرطين في العمليات الحربية … الأمر الذي لاحظته هو أن الحزب لا زال يتداول أسماء عضويته القديمة من أمثال غازي صلاح الدين وابراهيم غندور وإبراهيم محمود وأحمد هارون والمخلوع البشير وإعتبار هذه الشخصيات بأنها قابضة على الجمرة وحريصة على سلامة الحركة الإسلامية … المجتمعون لم يتطرقوا لموضوع الحرب ومتى تنتهى وما هو المشروع السياسي لحكم السودان في حال هزيمة التمرد.. الغريبة في الأمر أنهم تطرقوا لنقطة عدم القبول من المجتمع الدولي وتحدثوا بإعجاب عن وصول إسرائيل للسنوار وحسن نصرالله وإسماعيل هنية ولم يضعوا سياسة للتعامل مع هذا الواقع وهو رفض العالم لتجربة حكم الإسلام السياسي بعدما حدث في لبنان وغزة . كان حواراً مع النفس وبنفس ذهنية يونيو 89 ولم يستوعبوا التطورات الجديدة لا في الداخل أو الخارج … لم يحددوا مصير المجلس العسكري الذي يقوده البرهان ولا كيفية التعامل مع تحالف الحركات التي تحارب في صف الجيش أو إعداد خطة لمواجهة خطر إنفصال دارفور… لم يتحدثوا عن الأزمة الإنسانية أو التدمير الممنهج للبنية التحتية وتكلفة إعمارها … تتخيلو قاعدين يتكلموا فقط عن إستعادة أموال ومقرات الحزب !!!!! أعتقد حزب المؤتمر يعيش واقعاً معزولاً ، ويعتقد قادته أنه لا زال في وسعهم حكم السودان كما كان في السابق ونسوا أنهم يجتمعون في بورتسودان مثلهم ومثل مطاريد الحرب ، وتذكرت مقولة الكيسندر ليبيد المستشار الروسي في عهد يلتسين عندما وصف إنقلاب جماعة جسب اللاتوف بمقولة : لا قلب لمن بكى على سقوط الإتحاد السوفيتي ولا عقل لمن يسعى لعودته بالقوة