الجزيرة نزوح قسري للقري (3) لـفــت يد النيل خصراً منك فأرتعشت أمـــواجــه
نزوح قسري للقري
سمعنا لنا خبرا في الهلالية..لكنه خبر فاجع وحزين ،فالموت الجماعي يحصد ارواح أسرة كاملة والمئات من المدنيين، بالهلالية التي وصفها الشاعر الهادي ادم بقوله (.لـفــت يد النيل خصراً منك فأرتعشت أمـــواجــه مـن هـيـام فـهــو صفـــاق..ذكــرت فـيـك الصــبا فالـقـلب منفطر..بيـن الــضـلــوع ودمــع العين مهراق) فاليوم نحن قلبنا ايضا منفطر بين الضلوع ودمع العين مهراق لما حاق باهلنا في كل السودان والجزيرة خاصة لتلك الفواجع الدامية ومن يستمع الي تلك القصص المرعبة يعلم مدي فظاعة هذه الحرب التي يجب ان تقيف، ، وفي شرق ودراوة كنت اتحدث عبر الواتساب مع ابن عمتي (عشه) كما يحلو لي مناداتها وهي تبلغ من العمر (80) سنة فسألته عن أحوالهم مع الحرب فقال لي نحن هجرنا القرية كلنا الي شندي فقد اجبرتنا الحرب علي ترك ديارنا وسنين طفولتنا وشبابنا وبلداتنا يقصد أراضيهم الزراعية التي تتم زراعتها في فصل الخريف بمحصول الذرة هجرنا تاريخنا وقريتنا بحثا عن مكان امن،وسرد لي تفاصيل تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر والارتكازات وصعوبة المواصلات وارتفاع قيمتها وعدم وجود المياه النظيفة للشرب والطعام ،وكان همهم طوال الرحلة التي بها اطفال وكبار السن مثل عمتي (عشه) هو الحصول علي القليل من الغذاء مثل البلح او جرعة مياه لاجل البقاء علي قيد الحياة. والسير بالارجل لمسافات طويلة في قيزان ورمال وخيران البطانة
املا في الأمان. الكوليرا..
وبحسب وكالة رويترز فقد قال مصدر طبي بوجود حالات إصابة بالكوليرا بين النازحين في منطقة الهلالية شرق ولاية الجزيرة، والتي تشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع قد حصرتها ونهبت ما فيها، مما دفع البعض إلى استخدام مياه بئر ملوثة. وأشارت الأمم المتحدة إلى وجود اشتباه في انتشار الكوليرا في شرق ولاية الجزيرة. وذكر مصدر طبي لوكالة “رويترز” يوم الجمعة 15 نوفمبر أن العشرات من السكان الذين فروا من مدينة الهلالية المحاصرة في ولاية الجزيرة بالسودان ثبتت إصابتهم بالكوليرا، مما قد يفسر الوفيات المسجلة للمئات في تلك المنطقة. بينما يذكر نشطاء محليون أن أكثر من 300 شخص قد فقدوا حياتهم، فقد قامت مجموعة من سكان الهلالية في الشتات بتزويد وكالة “رويترز” بقائمة تتضمن أكثر من 400 حالة وفاة، وهو رقم يقولون إنه في تزايد مستمر كل ساعة.وتحاصر قوات الدعم السريع المدينة، التي تعد موطناً لعشرات الآلاف من السكان المحليين والنازحين، منذ 29 أكتوبر كجزء من حملة هجمات في شرق ولاية الجزيرة انتقاماً لانشقاق أحد كبار قادة القوة شبه العسكرية وانضمامه إلى الجيش. قتل ما لا يقل عن 15 شخصاً خلال هجوم قوات الدعم السريع الذي أدى لبدء الحصار، حسبما أفاد نشطاء. ومع ورود تقارير عن وفيات جماعية، انتشرت شائعات حول أسباب تلك الوفيات وما إذا كان جنود قوات الدعم السريع قد سمموا الناس عمداً.لكن المصدر الطبي أشار إلى أن عددًا متزايدًا من الأشخاص الفارين من المدينة قد ثبت إصابتهم بالكوليرا. ذكر مسعفون آخرون من المدينة لوكالة “رويترز” أنه بعد أن قام الجنود بطرد السكان من منازلهم وسرقة الأموال والسيارات والمواشي، لجأ معظم السكان إلى ساحات ثلاثة مساجد.واستولى الجنود أيضا على الألواح الشمسية والأسلاك الكهربائية المستخدمة في استخراج المياه الجوفية، مما اضطر بعض السكان، على الأقل، للاعتماد على بئر تقليدية ضحلة لم تُستخدم منذ عقود، وربما اختلطت مياها بمياه الصرف الصحي، وفقاً لتصريحات مسعفين وشهود. طلب المسعفون والشهود عدم الكشف عن هوياتهم خوفًا من الانتقام من أي من أطراف الصراع.
نجونا باعجوبة من الموت..
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق عن وجود تفش محتمل للكوليرا بين النازحين من شرق ولاية الجزيرة، وهو واحد من عدة بؤر تفشي في مختلف أنحاء البلاد، لكنها لم تذكر مدينة الهلالية بشكل محدد. أفادت غرفة طوارئ شرق النيل بأن الأطباء في مستشفى أم ضوابان عالجوا ما لا يقل عن 200 حالة إصابة بالكوليرا من المنطقة. في ظل غموض السبب الحقيقي، بدأ العديد من سكان الهلالية يعانون من آلام في المعدة وإسهال وقيء.وأوضح أحد الأطباء أن الجنود قاموا بنهب المستشفيات والعيادات والصيدليات في المدينة، مما حال دون قدرة عدد كبير من الناس على الحصول على المضادات الحيوية اللازمة للتعافي. بدأ الباقون الذين لم يستطيعوا الحصول على الدواء يموتون.وأفاد شهود عيان وصلوا إلى مدينة شندي التي يسيطر عليها الجيش بأن الذين أرادوا المغادرة دفعوا لجنود قوات الدعم السريع مبالغ كبيرة لنقلهم خارج الولاية. بينما بقي الآلاف في المكان.وقال رجل عمره 70 عامًا: “لقد نجونا بأعجوبة من الموت لأن العديد من حولنا لقوا حتفهم بسبب المرض”. فادت الحرب التي بدأت في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تدمير البنية التحتية في السودان ونتج عنها تفشي الأمراض، مما أدى إلى حدوث أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
المياه الملوثة.وتفشي للكوليرا
وفي المقابل اكدت منظمة اوشا تفشي مشتبه به للكوليرا بين النازحين من شرق ولاية الجزيرة بمنطقة البطانة بولاية القضارف وقالت اوشا في بيان صحفي لها الأربعاء الماضي إن المرض ينتشر بسرعة بين مجتمع النازحين حيث لا يستطيع النازحين الوصول إلى مياه الشرب النظيفة ويضطرون إلى شرب المياه الملوثة من مصادر المياه المفتوحة. وتم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 150 حالة كوليرا مشتبه بها في مستشفى الصباغ الريفي، وهو مرفق صغير ذو قدرة محدودة على استيعاب العديد من المرضى. وتستمر قرية الصباغ في استقبال تدفق كبير من النازحين يوميًا، مما يزيد الضغوط على الخدمات الصحية المحلية.
الفرار من المنازل.وتقليل عدد الوجبات
وقالت اوشا ان النازحيين المدنيين الفارين من الحرب بولاية الجزيرة ومحلياتها المختلفة الذين نزحوا الي منطقة ريفي نهر عطبرة (منطقة ريفية) بولاية نهر النيل ان الغذاء من الاحتياجات الرئيسية للنازحين الجدد الذين يحتاجون إلى توفير مستمر للمساعدات الغذائية لأنهم فقدوا إمداداتهم وفرص كسب الرزق. واضطرت الأسر إلى تقليل عدد الوجبات واستهلاك وجبات أرخص وأقل تغذية وإعطاء الأولوية للطعام لأطفالهم. واضافت (قد فر النازحون من منازلهم وهم لا يحملون أي شيء، ولا يملك أغلبهم مأوى مناسب لحمايتهم من الظروف الجوية. ويعيش النازحون الذين يعيشون بين المجتمعات المضيفة مع اثنتين إلى ثلاث أسر في غرفة واحدة، وينام الرجال في الهواء الطلق بينما تنام النساء والأطفال في الداخل. ويعيش النازحون في مواقع التجمع في العراء أو تحت الأشجار أو جدران منازل الناس ) وكشفت اوشا عن نقص حاد في الخدمات الصحية لنازحي الجزيرة ومحلياتها المختلفة الذين فروا عقب الاحداث الدامية في 20 اكتوبر الماضي الي منطقة ريفي نهر عطبرة (منطقة ريفية) بولاية نهر النيل،وقالت ان سعة هذه المرافق وطاقم العاملين بها غير كافيين لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وخاصة الوصول إلى الأدوية للأمراض المزمنة والصحة الإنجابية وخدمات التطعيم. وهناك وصول محدود إلى المياه النظيفة ويضطر الناس إلى استخدام المياه غير الآمنة من القنوات ومصادر المياه الجوفية. وهناك أيضاً نقص في المراحيض ومجموعات الكرامة للفتيات والنساء. إن مرافق التغذية بعيدة عن المناطق التي تجمع فيها النازحون، والإمدادات غير كافية لتلبية الاحتياجات الجديدة(يتبع)