الأربعاء, سبتمبر 10, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 110

وباء الكوليرا يفضح انهيار النظام الصحي في السودان

وباء الكوليرا يفضح انهيار النظام الصحي في السودان

وكالات:السودانية نيوز

يتواصل تفشي وباء الكوليرا في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات السودانية، كاشفًا حجم الانهيار الذي يعانيه النظام الصحي في البلاد، وسط عجز فاضح عن الاستجابة للأزمة الصحية المتصاعدة.
وبحسب مصادر طبية وميدانية، فإن المستشفيات الرئيسية تعاني من نقص حاد في الأدوية، والمحاليل الوريدية، والمستلزمات الطبية الأساسية، في وقت توقفت فيه بعض المرافق عن العمل بالكامل نتيجة انقطاع الكهرباء وانعدام الوقود.
هذا الوضع دفع العديد من أسر المرضى إلى اللجوء لمواقع بديلة وغير مجهزة لتقديم الإسعافات الأولية، من بينها المدارس والمنازل والمساجد، وسط ظروف صحية بالغة السوء، ونقص حاد في الكوادر الطبية المؤهلة.
ويحذر أطباء ومنظمات طبية من أن استمرار هذا الانهيار دون تدخل عاجل سيؤدي إلى كارثة صحية واسعة، خاصة مع غياب حملات التوعية والرقابة الصحية، وغياب شبه تام للدولة عن المشهد الصحي في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

و أطلقت في 10 يونيو ، منظمة الصحة العالمية حملة تطعيم فموي ضد الكوليرا تستمر لمدة 10 أيام فى 5 مناطق بولاية الخرطوم السودانية، بهدف حماية أكثر من 2.6 مليون شخص من عمر سنة فما فوق من عدوى الكوليرا، ووقف انتقال العدوى، والمساعدة فى احتواء تفشيها.

وأضافت أنه منذ مايو 2025، شهدت ولاية الخرطوم زيادة سريعة في حالات الكوليرا، حيث سُجِّلت أكثر من 16000 ألف حالة إصابة و239 حالة وفاة في جميع مناطق الولاية السبع.

تُعاني ولاية الخرطوم، بؤرة الصراع منذ أبريل 2023، من انهيار في بنيتها التحتية وصعوبات شديدة في الوصول إليها. وقد تفاقم تفشي الكوليرا بسبب سوء خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، نتيجةً لنقص المياه الصالحة للشرب في أعقاب الهجمات على محطات الطاقة الرئيسية ومصادر المياه، بالإضافة إلى النزوح وانهيار النظام الصحي.

قال الدكتور شبل السحباني، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان: “لقد رأيتُ بنفسي الدمار الذي أحدثه تفشي الكوليرا في الخرطوم، حيث دمر الصراع النظام الصحي، ويكافح لتلبية الطلب الهائل على المرافق الصحية”, مضيفا، ستساعد اللقاحات في وقف انتشار الكوليرا، بينما نعزز تدخلات الاستجابة الأخرى.

تُجرى حملة التطعيم في 5 من أكثر مناطق الخرطوم تضررًا، وهي جبل أولياء، وشرق النيل، وأم درمان، وكرري، وأمبدة، عبر مواقع تطعيم متنقلة وثابتة.

منظمة أطباء السودان للسلام والتنمية تُقيم مخيمًا طبيًا مجانيًا للاجئين في أوغندا.

منظمة أطباء السودان للسلام والتنمية تُقيم مخيمًا طبيًا مجانيًا للاجئين في أوغندا.

يوغندا :السودانية نيوز

تنظم منظمة أطباء السودان للسلام والتنمية، بالتعاون مع المجموعة العربية الأفريقية وعدد من المؤسسات، مخيمًا طبيًا مجانيًا في معسكر كرياندقو وكمبالا في أوغندا. يأتي هذا النشاط تحت رعاية المجموعة العربية الأفريقية للتجارة والسياحة والاستثمار، وبالتعاون مع مجموعة من المبادرات المهنية والمدنية والمكتب القيادي لمجتمع اللاجئين في أوغندا. وسيتم تقديم خدمات طبية متنوعة خلال يومي 16 و17 يونيو في معسكر كرياندقو، ويومي 18 و19 يونيو في كمبالا، تشمل تقييم التغذية، العلاج الطبيعي، العلاج المهني، وتقييم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. يهدف المخيم إلى تقديم الدعم الطبي للفئات المستهدفة من اللاجئين والمجتمع المحلي في هذه المناطق.

وعيادات طبية: تتضمن عيادات جراحة العظام، الإصابات الطفيفة، المسالك البولية، وعلاج حساسية الأطفال والباطنية والسكري والغدد الصماء .

ستوفر هذه الأيام العلاجية بيئة آمنة للأطفال للعب والاستفادة من الأنشطة التعليمية والصحية، مما يسهم في تحسين نوعية حياتهم بشكل عام.

تُعد هذه المبادرة التي ترعاها المجموعة العربية الأفريقية خطوة هامة في تعزيز الخدمات الصحية للمجتمعات المحتاجة، وتحقيق التكامل بين المبادرات المدنية والمهنية في دعم اللاجئين والمجتمعات المحلية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.

نقابة المعلمين ترفض قرار العودة للمدارس في ولاية الخرطوم بسبب الظروف غير الآمنة.

نقابة المعلمين ترفض قرار العودة للمدارس في ولاية الخرطوم بسبب الظروف غير الآمنة.

الخرطوم:السودانية نيوز

أعلنت ولاية الخرطوم وبعض الولايات الأخرى، العودة للعمل بصورة رسمية ابتداء من يوم الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥م، على أن يعتبر عدم الحضور في الوقت المحدد لأي عامل، هو تغيب عن العمل، ثم عدلت وزارة التربية والتعليم، ولاية الخرطوم القرار، بمداومة العمال، والإداريين، على أن يداوم المعلمون قبل أسبوع من بداية العام الدراسي الجديد، والذي لم يحدد بعد.

ويرى المعلمون أن القرار الأصلي لم يراعِ الظروف الحالية، حيث تشهد الولاية نزوحًا وتشريدًا وانتشارًا للأمراض والجرائم. وأشار المعلمون إلى أنهم لم يتغيّبوا عن العمل بمحض إرادتهم، بل بسبب الحرب التي أدت إلى تشتتهم بين نازح ولاجئ ومشرد. ويطالب المعلمون بضرورة توفير الأمن الوظيفي والبيئة الآمنة والرواتب قبل العودة للمدارس. ويعتبرون أن أي إجراء يترتب على هذا القرار باطلًا وسيجد المقاومة على كل المستويات.

إزاء هذه القرارات فإننا نود توضيح الآتي :

١.⁠ ⁠العاملون لم يتغيبوا عن العمل بمحض إرادتهم، إنما شردتهم الحرب التي دارات في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م.

٢.⁠ ⁠العاملون بالتعليم، في ولاية الخرطوم، وبعد اندلاع الحرب، تشتتوا بين نازح ولاجئ ومشرد، وزادت الولاية من معاناتهم، بحرمانهم من المرتبات لما يزيد عن العام، ولم تصدر الولاية مجرد بيان توضيحي عن مصير هذه المرتبات، وتركت الأمر للتقديرات الذاتية، وهذا يعد نوع من عدم المسؤولية.

٣.⁠ ⁠ترتب على هذا الحرمان، الموت جوعا أو مرضا، أو التشرد فأصبح بعضهم هائما في الأرض، وفقد أبناؤهم التعليم، بسبب عدم القدرة على دفع الرسوم الدراسية.

إن قرار العودة للمدارس، _حتى وإن تم العدول عنه جزئيا _، فهو كلمة حق، في واقع مختل، لم تراع فيه الولاية الآتي.

١.⁠ ⁠الأمن الوظيفي.

حيث الأجسام المتفجرة، والمدارس المتصدعة، ولم تتكرم الولاية بمجرد فحصها هندسيا، والتأكد من صلاحيتها لاستقبال الطلاب والمعلمين.

٢.⁠ ⁠بعض المدارس أصبحت مقابر، ولم تقم جهة بنقل الرفاة، وتعقيم هذه المدارس.

٣.⁠ ⁠الوضع الصحي.

لا يخفى على الجميع أنتشار الأمراض والاوبئة (الكوليرا)، ولم نطالع بيان لوزارة الصحة عن انتهاء هذا الوباء، مما يضع القرار في خانة اللامبالاة بحياة العاملين وأسرهم.

٤.⁠ ⁠ندرة وانعدام الخدمات الأساسية.

الماء _الكهرباء _ الغاز _  _الخدمات الصحية _المواد الغذائية _ المواصلات.

هذه الأساسيات إما منعدمة تماما أو نادرة بالقدر الذي يضعها في خانة المستحيل، وهذا أيضا يطعن في صحة القرار ومقصده.

٥.⁠ ⁠الأمن والأمان.

السيولة الأمنية وانتشار السلاح خارج أيدي القوات النظامية، وجرائم السلب والنهب، واقع لا يستطيع أحد إنكاره، فماذا فعلت الولاية لمعالجة هذه المشكلات الكبيرة، قبل التفكير في إصدار مثل هذه القرارات.

٦.⁠ ⁠تداعيات ما بعد الحرب.

تغيرات البيئة من انتشار الكلاب والقطط والقوارض المسعورة، بسبب أكل الجثث خلال عامين، وانتشار البعوض، وناقلات الأمراض، فأين تقرير جهات الاختصاص، الذي استندت عليه الولاية في إصدار هذا القرار.

فوق كل ذلك فإن المعلمين منتشرين داخل وخارج السودان، وحتى يتمكنوا من العودة، فإن هذا الأمر يتطلب، تنفيذ صرف المرتبات والمنح والعلاوات المرتبطة المرتب، وذات القيمة الثابتة، التي قد تساعد في عودتهم، فكان لزاما على الولاية، صرف هذه المطلوبات، قبل إصدار القرار.

لكل ما تقدم فإننا، نرى ان هذا القرار مخالف لقوانين العمل، التي تنص على ضرورة توفير البيئة الآمنة، والسلامة المهنية، والالتزام بتوفير الرواتب، كما يخالف المواثيق التي صادقت عليها حكومة السودان، (منظمة العمل الدولية ILO).

نداء إنساني عاجل لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور: كارثة إنسانية في محلية طويلة بسبب نزوح الفارين من الفاشر.

نداء إنساني عاجل لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور: كارثة إنسانية في محلية طويلة بسبب نزوح الفارين من الفاشر.

متابعات:السودانية نيوز
أطلقت منظمة مناصرة ضحايا دارفور نداء إنساني عاجل لكل المنظمات المحلية والإقليمية والدولية للاستجابة للوضع الإنساني المتدهور في محلية طويلة بولاية شمال دارفور. فقد تواصل توافد النازحين الفارين من الفاشر ومعسكر أبو شوك نتيجة لتدهور الوضع الإنساني والصحي في المنطقة. ومنذ بداية يونيو 2025 حتى 16 يونيو 2025، وصل حوالي 890 أسرة إلى المحلية في ظروف إنسانية كارثية. وتشهد المحلية التي تستضيف أكثر من 2 مليون مدني فروا من الفاشر ومعسكراتها، تدهورًا كبيرًا في الخدمات الأساسية، حيث يعاني النازحون من العطش والجوع ونقص الرعاية الصحية والطبية. ومع اقتراب فصل الخريف، تزداد الأوضاع سوءًا بسبب عدم وجود دورات مياه كافية وارتفاع درجات الحرارة وضربات الشمس. وتناشد المنظمة جميع الجهات المعنية بالتدخل العاجل لتوفير المواد الأساسية للنازحين، بما في ذلك مواد الإيواء والرعاية الصحية والغذاء.

وشهدت موجة نزوح جديدة من الفاشر إلى منطقة طويلة تحمل معاناة إنسانية كبيرة. ازدادت خلال الأسبوعين الماضيين أعداد النازحين من الفاشر ومخيماتها والمناطق المحيطة بها إلى منطقة طويلة، حيث يعانون من ظروف إنسانية قاسية على طول الطريق، بما في ذلك الوفيات والأمراض والاعتداءات الجسدية والعنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع اقتراب فصل الخريف، يواجه النازحون تحديات كبيرة في منطقة طويلة، حيث يعيشون تحت أشجار أو خيام غير كافية، ويفتقرون إلى مواد الإيواء الأساسية.

فاطمة أبكر أحمد تناشد بالمساعدة لعلاج ابنتها بعد نزوحها من مخيم أبو شوك.

فاطمة أبكر أحمد تناشد بالمساعدة لعلاج ابنتها بعد نزوحها من مخيم أبو شوك.

متابعات:السودانية نيوز
وثقت النازحة فاطمة أبكر أحمد معاناة ابنتها التي أصيبت بجروح بالغة جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك. وقد فقدت فاطمة و ابنتها كل شيء واضطرتا إلى اللجوء إلى منطقة طويلة. وتناشد فاطمة الجميع بالوقوف معها لتوفير العلاج لابنتها، بالإضافة إلى توفير الطعام ومواد الإيواء والدعم النفسي لها ولابنتها


وشهدت موجة نزوح جديدة من الفاشر إلى منطقة طويلة تحمل معاناة إنسانية كبيرة. ازدادت خلال الأسبوعين الماضيين أعداد النازحين من الفاشر ومخيماتها والمناطق المحيطة بها إلى منطقة طويلة، حيث يعانون من ظروف إنسانية قاسية على طول الطريق، بما في ذلك الوفيات والأمراض والاعتداءات الجسدية والعنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع اقتراب فصل الخريف، يواجه النازحون تحديات كبيرة في منطقة طويلة، حيث يعيشون تحت أشجار أو خيام غير كافية، ويفتقرون إلى مواد الإيواء الأساسية.

 

الكيزان ووهم الانتصار بالأكاذيب

0

الكيزان ووهم الانتصار بالأكاذيب

النور حمد

لم يعرف تاريخ الحكم في السودان حكامًا أسسوا حكمهم على بث الأكاذيب وإغراق الناس في تلافيفها كما فعل الإخوان المسلمون. وما أكثر ما ردد السودانيون ما قاله الدكتور حسن الترابي، عرَّاب كل هذا الخراب العظيم، لقائد انقلابه الذي اختاره ليطيح به النظام الديمقراطي: “إذهب إلى القصر رئيسًا وسأذهب إلى السجن حبيسًا”. كانت تلك أولى الأكاذيب التمويهية لهذه الحقبة الكئيبة المظلمة التي أوصلت البلاد إلى هذه الكارثة منعدمة الشبيه التي نعيشها الآن. منذ تلك اللحظة، توالت الأكاذيب والتمويهات إلى يومنا هذا. والمدهش أن كل هذا المسلك الإجرامي الممتد تجري نسبته زورًا وبهتانًا عظيمًا لإرادة السماء. وقد كان من المستغرب جدًا زعم الدكتور الترابي، لاحقًا، أنه لم يكن يعرف العميد عمر حسن أحمد البشير، قائد، انقلابه، إلا قبل يومٍ واحدٍ من تنفيذه الانقلاب. تلك كانت ضربة البداية لفترة حكمٍ كارثيٍّ لنظامٍ بالغ البشاعة، بالغ السوء، مفارقٌ لأبسط قواعد الأخلاق، جرى تأسيسه، منذ اللحظة الأولى، على التمويه والخداع ونشر الأكاذيب، وتبرير كل صور الاستبداد والظلم والقهر. واستمر هذا النظام الشيطاني يمارس، وبلا ونى، بث الأكاذيب وارتداء مسوح التمويه والإسراف في تضليل الرأي العام، إلى أن انتهى به الحال جثَّةً ضخمةً نتنةً، خرافية الأبعاد، لأكبر أكذوبةٍ في تاريخ السودان السياسي.

من المأساة إلى المهزلة

تقول عبارةٌ منسوبةٌ إلى كارل ماركس: “يعيدُ التاريخُ نفسه؛ فى المرة الأولى كمأساةٍ، ثم يعيدها فى المرة الثانية كمهزلة”. ويبدو أننا أكملنا مرحلة المأساة وولجنا مرحلة المآسي الممزوجة بالمهازل. أضاعت علينا، مرحلة المأساة، نحن السودانيين، ثلاثين عامًا حسومًا، جعلنا فيها الإخوان المسلمون ورئيس جمهوريتهم المزعوم، فارغ العقل، ميت القلب، منطفئ الروح، المسمى عمر البشير، أضحوكةً بين شعوب الأرض. وكلنا نذكر كيف أنه أُجلس وهو ضيفٌ رسميٌّ لدى دولةٍ شقيقةٍ مع صبي. كما نذكر كيف هرب من عاصمةٍ إفريقيةٍ خوف التسليم إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكيف جاءته طائرةٌ خاصةٌ محمَّلةً بـ 25 مليون دولاراً، فأخذ ذلك المال إلى بيته. كما نذكر كيف جلس مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتن طالبًا الحماية من بأس الأمريكان.

لقد بدأت مرحلة المأساة المختلطة بالمهزلة حين خلق ذلك الرجل الذي قلَّد نفسه رتبة المشير، عبر منظومة الفساد المؤسسي التي رعاها لخدمة الأغراض الشخصية للذين التفوا حوله. لقد أحب الرجل أولئك الذين تحلقوا حوله وطبَّلوا له لقرابة الثلاثة عقود. فخلق لهم من أموال الشعب أوضاعًا اقتصادية مريحة، على التفاوت بينهم. فقاموا هم من جانبهم بنصب المنصات ومكبرات الصوت في الميادين العامة للقاءاته الجماهيرية الزائفة التي كانوا يعدونها له تباعا. فتفننوا في حشد الرجرجة والدهماء للقاءاته الفارغة تلك، بإغراءات لا تتعدى بضعةً من جنيهاتٍ مع ساندويتش بائسٍ وزجاجة من مشروب الكولا أو من رصيفاتها. لكي يأتي هو ليرغي ويزبد بحديثٍ لا معنى له، مندفعًا في الهياج والصياح حتى تنشرخ حباله الصوتية. ثم يختم تلك المهزلة المعتادة على مسرح التفاهة الذي أعدوه له، برقصةٍ بعصا المارشالية، على أنغام قيقم الحماسية.

نحن وأمم الجوار

في هذه السنوات الثلاثين الكالحة التي أغرقنا فيها الإخوان المسلمون في بحر أكاذيبهم اللجي، كانت الأمم الإفريقية المحيطة بنا منخرطةً في بناء الدولة الوطنية لمرحلة ما بعد الاستعمار وقطعوا في ذلك شوطًا عظيما. هذا حين كان إخوان الشياطين وقائد انقلابهم الذي قوضوا به النظام الديمقراطي غارقين في سرقة المال العام والتغطية عليه بالأكاذيب وصرف الشعب عن المراقبة بالتفاهات من برامج غنائية وخلق نجوم معبودة من مغنين بلا مواهب ولا إدراك لوظيفة الفن وبمنافسات رياضية في أبأس استادات كرة القدم على وجه الأرض. وهكذا سدر هؤلاء الضالون المضلون في غيهم حتى قامت قيامتهم على أيدي فئةٌ من شباب البلاد الأنقياء الأتقياء الشرفاء، من أولي العزم والهمة العالية، وقلبوا الطاولة على غثاثاتهم وتفاهاتهم. لكن، لأنهم يفتقرون إلى النبل والانصاف، فقد ألقت بهم الهزيمة في مستنقع الإنكار والاستكبار. ورمتهم في نيران الحقد والكراهية ونزعات الثأر السقيمة. فشرعوا منذ انتصار الثورة في مرحلتها الأولى في إعداد صنوف الكيد من مراوغاتٍ وخلط للأوراق وبلبلة للرأي العام. مستخدمين في كل ذلك آلتهم الإعلامية التي صنعوها على قرار الآلات الإعلامية الفاشية. فطفقت تبث الأكاذيب وتثير الفتن وتشق الصفوف وتبلبل الرأي العام وتغطي كل حقيقةٍ واضحةٍ ناصعةٍ بأغطيةٍ كثيفةٍ من الأكاذيب.

حبل الأكاذيب القصير

مارس الإخوان المسلمون عبر تاريخهم السياسي الكذب والتمويه والخداع، وهذه واحدةٌ من أهم صفات معتنقي الأيديولوجيات الدينية المنحرفة. فهم لا يتورعون من فعل شيءٍ مطلقًا يرون أنه يخدم أغراضهم. وبدلاً من أن يروا عظمة شعبهم كما رأى ذلك العالم بأجمعه، فيخلون الطريق له لكي يحقق مطالبه العادلة في الحرية والديمقراطية والتنمية اتجهوا إلى الإيغال في رذائل الكذب والتمويه والخداع إيغالاً مهلكًا. مكبين بوجوههم في حفرة الغي المفضي بأهله إلى النار. قالوا: لن نفض اعتصام الشباب أمام القيادة العامة، ثم ما لبثوا أن قاموا بفضه بأكثر الأساليب وحشيةً ووضاعةً ونذالةً وخسةً وقلة مروءة. ثم وقَّعوا على الوثيقة الدستورية، لكن، ما لبثوا أن احتالوا عليها مختلف الحيل، قبل أن ينقلبوا عليها، هي الأخرى. ثم لمَّا لم يُجد كل ذلك، ولم يقدم الأمور خطوةً واحدةً إلى الأمام، وعندما خرجت قوات الدعم السريع عن طوعهم ووقفت إلى جانب الاتفاق الإطاري، لجأوا إلى استخدام أقصى وأقسى صنوف الكيد، فأشعلوا هذه الحرب اللعينة التي أحرقت الأخضر واليابس، وتسببت في أكبر كارثةٍ إنسانيةٍ عرفها العالم في هذا القرن. نسفوا الاستقرار والأمن ظنا منهم أن هذه هي الطلقة الأخيرة الناجعة لإخضاع الشعب. لكن، هيهات، فقد فشل المخطط وخرج الأمر من أيديهم وسيخرج كل يومٍ جديدٍ أكثر، حتى لا يبقى لهم منه في أيدهم شيء، كان على ربك حتما مقضيا. ويبدو أن الإخوان المسلمين وصنائعم من العسكر لا يعرفون أن ثورات الشعوب من إرادة الله. ومن يغالب إرادة الله يُغلب ولو بعد حين: “فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا”.

سوف ينكشف الغطاء

لن يمر وقتٌ طويلٌ حتى ينكشف الغطاء عن الأكاذيب والخداع والتمويه الذي جرى تضليل كثيرٍ من البسطاء به من أبناء شعبنا، عبر السنوات الخمس ونَيْفٍ الماضية. ففي مقابل الإلصاق الكاذب لتهم العمالة والارتزاق بالقوى الوطنية المساندة لأهداف الثورة، سوف ينكشف، في المقابل، الانبطاح المذل والكامل للإخوان المسلمين ولمليشياتهم المسماة جيشًا للنظام المصري وللنظام الإريتري، واستجلابهم المقاتلين المرتزقة من إريتريا ومن التقراي المعارضين للحكومة الإثيوبية وغيرهم من دواعش الدول الإسلامية. كما ستنكشف أكثر وأكثر خدعة كيكل واحتلال مدني وقرى الجزيرة وانسحابات الجيش من مدني وسنجة، ومن غيرها من مدن وقرى السودان. كما ستنكشف حقيقة ترويع أهل الجزيرة الذي قام به كيكل بمساندة عناصر الاستخبارات العسكرية التي جرى إدخالها في قوات الدعم السريع وأُلبست زي قوات الدعم السريع. أيضًا ستنكشف حقائق النهب الواسع لمدينة الخرطوم الذي طال البنوك والمتاجر والبيوت والمرافق الحكومية والمناطق الصناعية. وكذلك ما جرى من حفرٍ واسع النطاق لكابلات النحاس الضخمة وضغطها في مكعبات وتحميلها على الشاحنات وتهريبها إلى دول الجوار. كما ستنكشف الأكاذيب والخدع الكثيرة المتتالية التي روجت لها الآلة الإعلامية الكيزانية الضخمة. وسوف يعرف كثيرون إلى أي مدى قد جرى تضليلهم وأنهم كانوا مخدوعين. المدهش أن كل واحد من الإخوان المسلمين يعرف حقيقة كل هذه الحيل والأكاذيب ولكنهم لا ينزعجون قط من هذه الأساليب ولا يشعرون بأي قدرٍ من الاستخذاء من استخدامها. فهم أصلا لا يبالون؛ لا بقيم الدين وبلا بمقدَّرات الوطن. فالقطر السوداني بالنسبة لهم ليس سوى مزرعةٍ نائيةٍ في بلد مستباح. كل ما يهمهم فيه أن يجنوا ريع موارده لينعموا به عيشًا في الخارج. خلاصة القول: إن مناهضة هؤلاء الظلمة المستبدين الأفاكين واجبٌ أخلاقيٌّ يمليه الدين، كما تمليه القيم الإنسانية والأعراف التي تواضع عليها البشر عبر الأزمنة في مختلف الأمم والملل والنحل. ومن يقصر في مقاومتهم فهو ملومٌ عند الله، وعند الصالحين من الناس الذين سيشهدون عليه يوم الدين.

الهيمنة المصرية على السودان- الصيحة الأخيرة قبل الابتلاع” للمفكر والباحث د. النور حمد .

الهيمنة المصرية على السودان- الصيحة الأخيرة قبل الابتلاع” للمفكر والباحث د. النور حمد .

متابعات:السودانية نيوز

بالتّعاون مع معهد واشنطن للسودان الجديد صدر هذا الكتاب الموسوم ” الهيمنة المصرية على السودان- الصيحة الأخيرة قبل الابتلاع” للمفكر والباحث د. النور حمد .

▪️صدر هذا الكتاب في وقت حرج من تاريخ السودان المعاصر؛ وفي وقت تفتّت فيه اللّحمة الوطنية السودانية بسبب الصراع والحروب الأهلية والتي بدأت ما قبل إستقلال السودان؛ وفي وقت قريب شهدنا الثورة السودانية ثم دخلت البلاد في أتون حرب لا تزال مستعرة وأوراها مشتعل حتى كتابة هذه السطور.

▪️علاقات السودان وجمهورية مصر العربية ظلّت على الدوام تشهد تأرجحاً في الموازين وفي شكل الخطابات السّياسية وعلاقات الأحزاب السياسية السودانية مع الدولة المصرية منذ ما قبل الاستقلال وما بعد استقلال السودان شهدنا ذلك في انقلاب العام 1958 وانقلاب نميري ثم انقلاب الاخوان المسلمين .

▪️وقد ظلت الكتابات السودانية عن مصر ضمن أبعاد حددتها لنفسها ولا تحيد عنها وتتمظهر في التبعية الثقافية / الأدبية تارة وبالاستنساخ من التجارب المصرية في شؤون الحياة والسياسة والايدلوجيا تارة أخرى ، هذا دون أن ننسى قرون من التاريخ حيث تتشارك الدولتين بعض ملامحه.


▪️يلجُ د. النور حمد بجرأةٍ غير هيّاب ولا وجِل ليُساءل هذه العلاقة من أساسها؛ يحلّل جذورها ويفتّت بذورها وما انطوت عليه من قضايا التاريخ والاقتصاد والسياسة. ويقدم نقداً بالمعطيات والبراهين لكل هذه القضايا ويشير إلى من يتحمل مسؤلية هذا العطب الذي أصاب العقل السوداني / النخبة السياسية .
◼️تبرز قضايا الثورة وتحديات بناء الدولة في ثنايا خطاب د. النور حمد، حيث يعالج بعضها ويشير إلى بعضها الآخر المرتبط عضويا بسياق العلاقة بمصر.

▪️هذا كتابٌ جرئ في وقت اختفت فيه الجرأة الفكرية أو بالأحرى هزمتها الحرب ، يفكك د. النور حمد الحرب وتراكماتها وما قبل اشتعالها وكيف يراها ولماذا اشتعلت ومن المستفيد وكيف تعاطت السياسة الخارجية مع الحرب …الخ.
◼️يدعو د. النور حمد إلى علاقة تبادل تجاري وثقافي ذو طبيعة متوازنة لا توجهه الأطماع التاريخية أو نزعات الهيمنة وهو في هذا الأمر يقول دون مواربة انه لايعادي مصر أبداً بل هو حريص على مصالح بلاده ، إنه يريد إقامة علاقة طبيعية بين دولتين ذات سيادة وفي إطار المصالح المشتركة وما ينفع شعبي البلدين .

▪️يؤمن القارئ أن نصوص كهذه؛ تثري النقاش وتزيل بعض الأغشية العاطفية حول رؤيتنا للصراع وتولد نصوصاً جديدة وتقودنا إلى ما وصل إليه كانط ” تجرّأ لتعرف” .

توقف جزئي لشبكة “زين” في الخرطوم بسبب عطل في كوابل الفايبر.

توقف جزئي لشبكة “زين” في الخرطوم بسبب عطل في كوابل الفايبر.

متابعات:السودانية نيوز
أعلنت شركة زين السودانية عن توقف جزئي في شبكتها بعدد من المواقع في العاصمة الخرطوم، نتيجة لعطل مفاجئ في كوابل الألياف الضوئية “فايبر”. وأوضحت الشركة أن الخدمة تعمل جزئيًا في بعض المحطات، بينما تعمل فرقها الفنية على مدار الساعة لإصلاح العطل واستعادة الخدمة في أقرب وقت ممكن. وتعتذر الشركة لمشتركيها عن الإزعاج وتشكر حسن تفهمهم ¹ ².

وفي تطور تقني مفاجئ، شهدت ولاية الخرطوم خلال الساعات الماضية حالة من انقطاع واسع النطاق في خدمات الاتصالات، حيث كشفت مصادر مطلعة أن السبب الرئيسي يعود إلى خلل في كابل الضغط العالي القادم من ولاية نهر النيل، والذي تعتمد عليه “زين” كمصدر أساسي لتشغيل شبكتها في العاصمة.

وأدى هذا العطل الفني، الذي وقع خارج نطاق مسؤوليات الشركة، إلى توقف الخدمة بشكل واسع، مما تسبب في إرباك القطاعات التي تعتمد على الإنترنت في تعاملاتها اليومية.

الطاهر حجر يدعو النازحين في الفاشر إلى الفرار من جحيم المدينة.

الطاهر حجر يدعو النازحين في الفاشر إلى الفرار من جحيم المدينة.

متابعات:السودانية نيوز
دعا القيادي بتحالف (تأسيس) رئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر النازحين في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين حولها إلى الخروج والهروب من المدينة التي وصفها بأنها تحولت إلى سجن موحش بلا حياة ولا أمان. وأكد حجر أن الوضع في المدينة أصبح لا يطاق، محذرًا من استمرار البقاء فيها.

وشنت قوات الدعم السريع اليوم الاحد هجوما هو الأعنف على مدينة الفاشر بقيادة “الكتيبة الاستراتيجية بمناسبة ذكري مقتل اللواء علي يعقوب

وقال حجر في تدوينة له عبر منصة (فيسبوك) إنهم يقدمون للذين مازالوا في الفاشر بارقة أمل للحياه في المناطق الآمنة حيث توفر الغذاء الكريم والماء والدواء وكل ما يحفظ إنسانيتهم بعيداً عن معاناة تناول (علف الحيوانات) بحسب تعبيره .
وأضاف: حجر قواتنا بتحالف تأسيس مرابطة على امتداد كل الطرق لتأمين خروجكم وإجلاء المرضى وكبار السن وتوفير النقل الآمن إلى كل الوجهات وزاد لن نتوقف عن خدمة أهلنا مهما كلف الأمر.
و تابع : حجر قائلا (نحن نحطم افتراءات وكلاء الحرب الذين يخدعون الناس ويجرونهم إلى صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل) وسيحاسبون على تقديراتهم الخاطئة التي حولت الفاشر إلى جحيم

الجميل الفاضل يكتب: سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! بورتسودان، هل تعوض فقدان دمشق في التاج الإيراني؟!

0

الجميل الفاضل يكتب: سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! بورتسودان، هل تعوض فقدان دمشق في التاج الإيراني؟!

يبدو أن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، في طريقهما لأن يستبينا تماما في حرب السودان.
إذ كلما إرتفع أوار هذه الحرب الإقليمية بين إسرائيل وإيران، أضاء نور لهيبها زوايا كانت معتمة في كواليس الحرب الأهلية بالسودان.

ظلال علي الحرب:

فمنذ أن نفذت إسرائيل الجمعة الماضي، سلسلة ضربات جوية واسعة النطاق على أهداف إيرانية، شملت منشآت نووية، مصانع، صواريخ باليستية، وقادة عسكريين بارزين، في عملية أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”.
هذه الضربات، التي استهدفت مواقع حيوية في طهران ونطنز وخرم آباد،
كانت قد ألقت علي الفور بظلالها على صراعات إقليمية مختلفة، من بينها بالطبع حرب السودان.
حيث أشارت أنباء لمقتل ثلاثة سودانيين في غارة اسرائيلية علي مقر تابع للحرس الثوري بطهران.

مخالب اسرائيل:

في ذات الوقت الذي كان علي كرتي، أمين عام الحركة الإسلامية السودانية، يتهم فيه اسرائيل ذاتها بأنها قد أنشبت مخالبها في السودان.
فيما أدان بيان لحركته الهجوم داعيا إلى “جبهة إسلامية موحدة”، فضلا عن إفادات اخري لكرتي نفسه أبرزت كيف يمكن أن تؤثر هذه التطورات على طبيعة الحرب في السودان، من خلال بيان أصدره يقول نصه ما يلي:
“نعلن وقوفنا الكامل وغير المشروط الي جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، – شعبا وقيادة -، في مواجهة هذا العدوان البغيض.
وندعو كل الحركات الإسلامية والمنظمات والهيئات والرموز في العالم الإسلامي الي كسر صمتها، ورفع صوتها عاليا، واستنهاض قواعدها للوقوف صفا واحدا في وجه هذا الطغيان الصهيوني.
كما نطالب الأمة الإسلامية قاطبة بالخروج من حالة التراخي والتواطؤ، والتحرك العاجل نحو بناء جبهة إسلامية موحدة لردع الكيان الغاصب، ومناصرة قضايا الحق والمقاومة.
فالكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة”.

إحكام التموضع:

وللحقيقة فإن الضربات الإسرائيلية لم تستهدف فقط قادة عسكريين كبار في إيران، بثقل قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري، إلى جانب منشآت نووية مثل نطنز ومصانع صواريخ باليستية.
بل قد أثارت هذه الضربات جدلاً مهماً داخل السودان، حول مقتل ثلاثة سودانيين في هجوم على مقر الحرس الثوري بالعاصمة الإيرانية.
هذا الحدث، إلى جانب بيان علي كرتي الذي اتهم إسرائيل بـ”السياسة الاستعمارية” ودعا إلى مواجهتها، أبرز الارتباط المتزايد بين الصراع الإقليمي والصراع الداخلي في السودان.
فإيران التي قدمت دعماً عسكرياً مهماً للجيش تمثل في توفير طائرات مسيرة وربما أسلحة كيميائية ساعدت في تحقيق انتصارات ميدانية لقواته علي الأرض.
وبالتالي فإن مثل هذه الضربات الإسرائيلية على مصانع الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية قد تؤثر بشكل مباشر على تدفق مثل هذا الدعم للجيش.
إذا تضررت منشآت مثل خوجير أو بارشين.
لكن قد تدفع الضربات إيران أيضا إلى تعزيز دعمها للجيش لاحكام تموضعه تحت “محور المقاومة” في خضم مواجهتها المفتوحة مع إسرائيل وحلفائها.
إذ ثمة تقارير تشير إلى أن إيران قد تستخدم وكلاء في العراق أو اليمن للرد، وقد يمتد هذا التوجه إلى زيادة الدعم العسكري للجيش بغية تأهيله كذراع إضافي في حرب اقليمية تبدو طويلة.

ربط صراع الداخل بالخارج:

وبالطبع فإن بيان علي كرتي الأخير يعكس بلا مواربة محاولة جادة لربط الحرب في السودان بالصراع الإقليمي ضد إسرائيل، من خلال تصويره الجيش وحلفاؤه كجزء من محور “المقاومة” ضد ما أسماه “الطغيان الصهيوني”.
علي أية حال، فإذا ما ردت إيران على الضربات بتعزيز دعمها للجيش، قد يحقق ذلك لقواته تقدماً ميدانياً محدودا، لا يستبعد ان يواجه بمقاومة شرسه من قوات الدعم السريع التي سيتسع لها الدعم من قبل أعداء ايران ومحور المقاومة.
وبالقطع إذا أضعفت الضربات قدرات إيران العسكرية، فقد يفقد الجيش السوداني ميزته الحالية، مما يمنح قوات الدعم السريع فرصة لاستعادة الأراضي، التي فقدها أو أكثر منها بمناطق السودان المختلفة.
بيان كرتي المتشدد يصور الصراع كجزء من معركة وجودية ضد اسرائيل، وبالتالي فإنه قد يعرقل جهود الوساطات الدولية والإقليمية الرامية لإنهاء الحرب.
وهذا قد يقلل من إمكانية التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع.
بينما أن استمرار الضربات  قد يزيد من الضغط الداخلي على النظام الإيراني، خاصة إذا أظهرت ضعفه في حماية المدنيين أو القادة العسكريين.
وهذا قد يحفز المعارضة الإيرانية، مما يؤثر بشكل غير مباشر على دعم إيران للسودان.

سقوط نظام الملالي

وهو احتمال قال به توم غروس الصحفي والمعلق في شؤون الشرق الاوسط: “أن الضربات الاسرائيلية قد تسرع بسقوط نظام لا يحظي بشعبية، وان هدف الحرب لو كان هو احباط برنامج إيران النووي، فإن النتيجة قد تكون تحولا عميقا، بل وفرصة لصفقات سلام جديدة، هذا الهجوم هو لحظة لكتابة التاريخ”.
فالضربات الإسرائيلية على إيران تمثل منعطفاً خطيراً في الصراع الإقليمي، مع انعكاسات مباشرة على الحرب في السودان.
قد تؤدي إلى تقليص الدعم الإيراني للجيش السوداني، مما يضعف موقفه، أو إلى تصعيد الدعم كرد فعل، مما يطيل أمد الحرب.

الصراع بالوكالة:

فإن خطاب كرتي، قد يعزز تأييد فصائل الاسلام السياسي بالمنطقة للجيش، لكنه يزيد في ذات الوقت من الاستقطاب ويعقد جهود السلام على المستوى الإقليمي، ليصبح السودان ساحة صراع بالوكالة أكثر وضوحاً، كلما تزايدت تدخلات الدول الإقليمية المؤثرة في هذه الحرب.

طهران الجريحة:

كما يقول الكاتب الصحفي توماس فريدمان:
“اذا فشلت اسرائيل بهذه العملية، وخرجت طهران جريحة، وتمكنت لاحقا من بناء سلاح نووي، فإن السيناريو المحتمل هو حرب استنزاف طويلة بين أقوي جيشين في المنطقة، وربما إقدام إيران علي مهاجمة الأنظمة العربية الموالية لأمريكا”.

التاج المتأرجح:

المهم يبدو أن تاج إيران، الذي هو تاج “الإسلام السياسي” في المنطقة بامتياز، قد بات يتأرجح الآن أعلي سارية الساحة، بعد أن بدأت جواهره الأربعة، دمشق، وبغداد، وبيروت، وصنعاء، بالتساقط واحدة تلو الأخري.
إلي أن صرنا في النهاية نري طهران ذاتها، رمز “نار الفرس” المقدسة، تترنح تحت ضربات هذا “الأسد الصاعد” اليوم.