الأربعاء, سبتمبر 10, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 114

الجميل الفاضل يكتب: “ترامب” في خيمة سوق عكاظ: وهل ينتظر السودان “معلقة إعلامية” لإنهاء حربه؟!

0

الجميل الفاضل يكتب: “ترامب” في خيمة سوق عكاظ: وهل ينتظر السودان “معلقة إعلامية” لإنهاء حربه؟!

ذات ليلة وقف دونالد ترامب في قصر المربع بالرياض، يمسك سيفًا فضيًا، يتمايل بحذر في رقصة العرضة السعودية.
السيوف تلمع، والإيقاعات البدوية تهز المكان، وأمراء الخليج يحيطونه بحنو كزعيم قبلي منهم.
ذات الصورة، التي عادت للتداول بعد زيارته الثانية للسعودية، لم تكن في الحقيقة مجرد تعبير عن مجاملة دبلوماسية.
بل كانت لوحة تكشف شغف ترامب بمزاج الزعيم القبلي، الذي يحكم بسلطة شبه مطلقة، بعيدًا عن قيود واشنطن الدستورية.
هناك، بدا وكأنه ينسج خيوط خيمة رقمية، تُدعى “تروث سوشيال”، حيث يُنشد “معلقاته” الحديثة، يُحرك أنصاره، ويرد على خصومه، كما يفعل شعراء الجاهلية في سوق عكاظ.

رقصة العرضة:

رقصة العرضة: مرآة السلطة البدوية لم تكن مجرد مجاملة، بل تعبير عن إعجاب ترامب بثقافة تُمجد القوة والهيبة.
في الجاهلية، كانت العرضة طقسًا يُظهر وحدة القبيلة وسلطة زعيمها، بينما كان الشاعر يُنشد معلقته ليُشعل حربًا أو يُنهيها.
ترامب، بطبعه الاستعراضي، وجد في هذا الطقس مرآة لنفسه.
صورته وهو يرفع السيف، كأنه “شيخ قبيلة في القرن الحادي والعشرين”، تكشف عن توقه لتجسيد هذه الرمزية.

لا مدنية السلوك:

يقول اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي المصري: “سلوك ترامب ليس مدنيًا، بل يعكس شخصية مضطربة تسعى لإثارة الإعجاب باستمرار”.
هذا الإعجاب يتجلى في انبهاره بزعماء الخليج، مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أشاد به كـ”قائد قوي”.
في الرياض، تُتخذ القرارات دون بيروقراطية، وهنا يرى ترامب نموذجًا يفتقده في واشنطن، حيث يواجه قيود الكونغرس والمحاكم.
تقرير من “The Atlantic” في العام الماضي يصفه بأنه “يتوق للسيطرة”، مما يعكس إحباطه من مبدأ فصل السلطات.

خيمة ترامب الرقمية:

“تروث سوشيال” هي خيمة ترامب الرقمية في سوق عكاظه الخاص، ذلك السوق القديم الذي كانت المعلقات فيه أقوى من السيف.
هجاء الحطيئة للزبرقان بن بدر أذل بني تميم، وفخر عنترة بن شداد رفعه إلى الأسطورة.
النابغة الذبياني أثار غضب غسان بهجائه، لكنه استعاد مكانته بمديح.
جرير والفرزدق تصارعا شعريًا لعقود، مورثين العداوة لأجيال.
وزهير بن أبي سلمى أوقف حرب داحس والغبراء بقصيدته الداعية للسلام.
هناك هذه القصائد غيّرت مجري التاريخ.
ترامب من جهته يرى الإعلام كسوق عكاظ، وهو يعبر عن إحباطًه من CNN، التي وصفها بـمصنع “الأخبار الكاذبة”.
وأنشأ منصة “تروث سوشيال” قبل ثلاثة اعوام كخيمة رقمية يتحكم فيها بالسرد.

قصة إستنساخ بايدن:

لترامب نشاطه المكثف، فقد أصدر (2,262) منشورًا في غضون (132) يومًا، وفقًا لـ” الواشنطن بوست”، حتي الشهر الجاري، يُشبه ضخه اليومي، إنشاد شاعر جاهلي غزير الإنتاج.
منشوراته، التي تهاجم إيلون ماسك أو تروّج لادعاءات عن “استنساخ بايدن”، تُشبه هجاء النابغة أو جرير للفرزدق.
يقول الدكتور مصطفى الفقي: “ترامب غير متزن، يعكس سلوكه نرجسية مفرطة”.
نرجسية ترامب: تتخذ صورة هجاء يعكس حساسية ترامب من النقد، لتُذكّر بردود الزعماء القبليين على هجاء الشعراء.
فمنعه لـCNN من حضور مؤتمرات البيت الأبيض يُشبه طرد شاعر هجّاء من مجلس زعيم قبلي.
نشرت “النيويورك تايمز” تقريرا في يونيو الحالي يوثق هجومه على وسائل إعلام تنتقده.
يقول البروفيسور جون غارتنر، مؤسس مجموعة “Duty to Warn”: “ترامب يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية الخبيث، مع إحساس مفرط بالذات وحاجة ملحة للمديح”.
يقول أحدهم: “لا يحتاج المرء للطب النفسي ليُدرك نرجسية ترامب البادية في أقواله وأفعاله”.

التوق لسلطة شبه مطلقة:

إعجاب ترامب بزعماء الخليج يكشف توقه لسلطة شبه مطلقة.
يصف تقرير نشرته “الغارديان” في أبريل الماضي محاولات ترامب لتجاوز المؤسسات كـ”انقلاب ناعم”.
قبل أن ينقلب هذا الانقلاب الناعم الي مواجهات عنيفة بوجه الاحتجاجات ضد إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، التي بدأت في لوس أنجلوس، يوم الجمعة الماضي، ثم انتقلت عدواها الي نحو 12 مدينة بكافة أنحاء الولايات المتحدة، بعضها اتسع نطاقه إلى مظاهرات ضد إدارة ترامب نفسها.
وبالطبع من أبرز المدن والمناطق التي تشهد مظاهرات كانت كلا من نيويورك، وشيكاغو، وتكساس، وسان فرانسيسكو، ودينفر، وسانتا آنا، ولاس فيغاس، وأتلانتا، وفيلاديلفيا، وميلووكي، وسياتل، وواشنطن العاصمة وغيرها.
لكن في الرياض، ربما يجد ترامب نموذجًا مغريًا ومريحا لقادة يحكمون بولاء شخصي أو أسري.
فرقصة العرضة تُجسد له هذا الحلم، بيد أنه مقيد في واشنطن، مما يدفعه لخلق خيمة رقمية يعلق علي استارها معلقاته.

في انتظار “معلقة إعلامية”:

أما أزمة السودان، التي شردت 11.3 مليون شخص، تظل خارج اهتمام ترامب.
كما كان الزعيم القبلي يتحرك بناءً على هجاء أو مديح، فإن ترامب لن يهتم إلا إذا أصبحت هذه الأزمة “معلقة” إعلامية، تملأ سيرتها الآفاق.

“سلسلة جرائم ممنهجة”.. غضب في السودان بعد مقتل عمدة فرع أولاد غبوش

“سلسلة جرائم ممنهجة”.. غضب في السودان بعد مقتل عمدة فرع أولاد غبوش

تقرير:السودانية نيوز

ما تزال الحرب السودانية، تشهد يوما بعد يوم، انتهاكات فظيعة بحق المدنيين العزل، عبر الغارات الجوية العشوائية، والتصفيات الجسدية، والاعتداء على الممتلكات.
وتسببت الحرب المستمرة منذ منتصف إبريل 2023، في مقتل أكثر من 120 ألف شخص، مع نزوح 14 مليون آخرين، في حين يعاني أكثر من 24 مليون شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وضمن سلسلة الانتهاكات، أعلن هذا الاسبوع، عن مقتل“رحمة دوس” عمدة فرع أولاد غبوش وعدد من أعيان ووجهاء القبيلة، وذلك بمنطقة الدبيبات بولاية جنوب كردفان، بعد أن تم إستهدافهم من قبل مسيّرة تتبع للجيش السوداني والمليشيات المتحالفة معه.
وقال تجمع شباب الحوازمة، إن أيادي الغدر والخيانة، امتدت لتغتال العمدة “رحمة دوس”، أحد رموز الحكمة والإصلاح والسلم المجتمعي في جنوب كردفان، وركيزة الإدارة الأهلية لقبيلة الحوازمة.”
وأضاف البيان أنه لم “يكن مجرد عمدة، بل كان صمام أمان، وفارسًا في ميادين الجودية”، مشيرا إلى أن “اغتيال العمدة بهذا الأسلوب حلقة في سلسلة الجرائم الممنهجة، التي تستهدف قبيلة الحوازمة نساءً ورجالًا، رموزًا ومواطنين عاديين، في محاولة واضحة لتفكيك نسيجها الاجتماعي، واستئصال وجودها من الأرض التي عاشت فيها أجيالًا بكرامة وصبر.”
وحمّل التجمع، مسؤولية اغتيال العمدة “دوس”، للجيش السوداني ومليشياته المتحالفة معه، التي وصفها بممارسة القتل والتمييز بأدوات الدولة، وتحت مظلة الصمت الدولي والتواطؤ الإقليمي.

إدانات
وسط غضب كبير إثر مقتل “رحمة دوس”، أدان تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، جريمة الاغتيال، وقال في بيان، إن “جريمة اغتيال العمدة “رحمة دوس” ليست حدثاً معزولاً، وإنما حملة ممنهجة من الاستهداف العنصري الذي ظل الجيش ومليشيات الإسلاميين، يشنونه ضد المجموعات الاجتماعية السودانية”، وهي محاولة وصفها التحالف “باليائسة لضرب التماسك المجتمعي وتفكيك البنية الوطنية عبر نشر الفوضى وزعزعة السلم المجتمعي.”
وحمّل “قيادة الجيش والمليشيات التي تقاتل بجانبه، المسؤولية السياسية والجنائية عن هذه الجريمة النكراء، وأن الجريمة تؤكد ما ظل يردده التحالف أن هذا النظام يمثل نظاماً للفصل العنصري في أسوأ أشكاله ويسعى لتقسيم السودان على أساس عنصري وقبلي وتحويل هذه الحرب إلى حرب أهلية مدمرة.”
وجدد التزامه “بمواجهة المشروع العنصري التخريبي، الذي يقوده الجيش والحركة الاسلامية”، مؤكدا أن “هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وسيأتي يوم العقاب لا محالة.”

خسائر متتالية في كردفان

مقتل عمدة فرع أولاد غبوش، جاءت بعد سلسلة من الخسائر الفادحة، تكبدها الجيش في إقليم كردفان خلال الأسابيع الأخيرة أمام قوات الدعم السريع.
ونجحت قوات الدعم السريع، في طرد الجيش والقوات المتحالفة معه من مناطق استراتيجية بالإقليم، مع تكبيدهم خسائر فادحة، في الأرواح والعتاد.
ومن أبرز خسائر الجيش خلال تلك المعارك، هو مقتل اللواء إيهاب محمد يوسف الطيب قائد متحركات كردفان، مدير إدارة نظم المعلومات والإحصاء بالقيادة العامة، وقائد سلاح الإشارة بالإنابة، كما يعد من قادة السلاح الكيميائي الذي استخدمه الجيش خلال حربه مع قوات الدعم السريع.
وإيهاب محمد يوسف كان مسؤولا أيضا عن تشغيل التشويش، والطيران المسير التابع للجيش، وتعمل معه خليه من كتائب البراء بن مالك المتطرفة، ووصف مراقبون مقتله بالصفعة القوية، مما تتسبب في انهيار الجيش بمحور كردفان، حسب تقارير سودانية.
وقتل نائبه العميد الركن الدكتور محمد بخيت الدومة، والعقيد الركن صلاح عبد الرحمن، والمقدّم معتز محمد، إلى جانب عدد كبير من الضباط من مختلف الرتب، يمثلون غرفة الحرب في منطقة كردفان، فيما خسر الجيش والقوات المتحالفة معه بشكل عام خلال تلك المعارك 800 عنصر.

تحوّل ميداني

ولم يكن مقتل اللواء إيهاب يوسف الطيب، حدثا عابرا، اقتصر على ضربة قوية للجيش فحسب، بل كان بداية لتحولات ميدانية، وثورة على التهميش والغبن الذي بمارس بحق القبائل والعرقيات.
وتشير تقارير، إلى أن مقتل اللواء إيهاب يوسف، جاء بعد تمرّد من مقاتلي قبيلة الزغاوة الذي يقاتلون إلى جانب الجيش، وقد احتجز إثر ذلك، القيادي بالقبيلة عبد الله جنا، القائد العام للقوات المشتركة.
وترجع تقارير أسباب تمرّد مقاتلي قبيلة الزغاوة، إلى التمهميش الممارس عليهم من قوات الجيش والكتائب الإسلامية المتحالفة معه ، ومعاملتهم كمقاتلين ومواطنين من درجة ثانية.

في غضون ذلك، سبق وأن استنكر حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي وقائد حركة جيش تحرير السودان المتحالفة مع الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قوانين الجيش التي تمنع مجموعات مثل الزغاوة والمساليت والفور، من الترقي إلى رتب عليا، مع تصنيفهم برمز “مفز” في الاستخبارات العسكرية.
وشدد مناوي القيادي بقبيلة الزغاوة قبل شهرين، على أهمية تكريم من سماهم الأبطال، “سواء كانوا جنودًا في القوات المسلحة، أو أفرادًا من المجتمع السوداني، الذين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل الكرامة.”
وقال في خطاب، إن “الانتصارات التي حققها السودان مؤخرًا لم تكن نتيجة سهلة، بل جاءت بفضل تضحيات الشهداء والجرحى الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن وحمايته”.
كما أكد أهمية تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تعزيز المساواة في التعويضات ودعم عودة النازحين إلى مناطقهم، وهو ما اعتبره مراقبون احتجاجا على تهميش قبيلة الزغاوة داخل المجتمع السوداني.

وتواجه قبيلة الزغاوة، تهميشا من طرف الجيش السوداني، فيما واجه أفرادها الذين يعيشون في العاصمة الخرطوم وأم درمان انتهاكات عنصرية بعد دخول الجش تلك المدن في الأشهر الأولى من العام الجاري
انتهاكات فظيعة،

اقتباس من ميثاق السودان التأسيسي
خطاب مناوي الذي تضمن عبارات احتجاجية على تهميش الزغاوة، رأى مراقبون ، أنه يتماشى مع مضامين ميثاق السوداني التأسيسي الذي تقدمت به قوات الدعم السريع.
وينص ميثاق السودان التأسيسي، على بناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية تعترف بالتنوع، وتأكيد الهوية الوطنية، وتحقيق التوزيع العادل للسلطة والثروة؛ ما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتطور.
كما يهدف إلى إنهاء الحرب والتقسيم، مع تقديم حلول للقضايا التاريخية والأزمات السودانية في الحكم، التي لم تُعالج في الوثائق السابقة بسبب استيلاء الجيش على السلطة.
ويحظر الميثاق، تأسيس أي حزب أو تنظيم سياسي على أساس ديني أو عنصري. كما يقر بحق تقرير المصير في حالة عدم الإقرار بالعلمانية أو انتهاك أي مبدأ من المبادئ فوق الدستورية، فيما تركز المبادئ السياسية، على حقوق المواطنة المتساوية، الهوية السودانية المبنية على التنوع، وإدارة العاصمة القومية كمرآة تنوع البلاد.
ويؤكد الميثاق، كفالة الحريات والالتزام بمواثيق حقوق الإنسان الدولية، وحماية المبادئ الداعمة لحريات العمل النقابي والطوعي والتجمع السلمي والتعبير، وتعزيز مشاركة جميع المواطنين في العملية السياسية، واستقلالية المؤسسات العدلية والمفوضيات القومية، وتمكين المرأة لضمان مشاركتها الفاعلة في كافة مؤسسات الدولة.

دولة ممزقة ومواطنون فقراء.. اقتصاد ينهار مع استمرار الحرب ومستقبل غامض

دولة ممزقة ومواطنون فقراء.. اقتصاد ينهار مع استمرار الحرب ومستقبل غامض

متابعات:السودانية نيوز
أكثر من عامين ونيف مضت على اندلاع الحرب في السودان، وما زالت البلاد تدفع ثمنًا باهظًا، يتجلى في انهيار اقتصادي شبه كامل يهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي للدولة، الكارثة الإنسانية والاقتصادية تتفاقم يوما بعد يوم، مع توقف عجلة الإنتاج في كافة القطاعات الحيوية، من الصناعة والزراعة إلى الصحة والتعليم، مما يضع السودان على شفا هاوية لم يشهدها من قبل.
مؤشرات بنك دولي مقلقة: انكماش غير مسبوق ومستقبل اقتصادي قاتم
أكد البنك الدولي في تقرير حديث صدر يوم الثلاثاء، 10 يونيو أن الاقتصاد السوداني يعاني من انهيار غير مسبوق، حيث وصل معدل الانكماش إلى 42.9% في الفترة ما بين أبريل 2023 ونهاية العام الماضي.
هذه الأرقام الصادمة ترسم صورة قاتمة لمستقبل البلاد، حيث يشير التقرير بوضوح إلى أن حتى إنهاء الصراع خلال الأشهر المقبلة لن يعيد اقتصاد السودان إلى مستوياته قبل الحرب حتى عام 2031 ، وهذا التنبؤ يلقي بظلاله على أي جهود لإعادة الإعمار، ويؤكد على عمق الأزمة التي تواجهها البلاد.
ولم تفلح الضغوط الخارجية ولا ضغوط الداخل من القوى المدنية والشعب كل لشعب على طرفي النزاع للتوصل إلى حلول سياسية شاملة تفضي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط مدنية ديمقراطية وإنهاء الحرب، حيث اصطدمت جميعها بإصرار عجيب من قيادة الجيش على استمرار الحرب حيث يعلن قئاد الجيش مرارا عن أنه لن يوقف هذه الحرب مهما كان الثمن، وهو ثمن لا يدفعه البرهان ولا كبار المسؤولين بل يدفعه الشعب السوداني من حاضرة ومستقبله ومعيشته وتعليمه وصحته .

 السودان : الأسواق نار ... واوضاع اقتصادية فظيعة ii
السودان : الأسواق نار … واوضاع اقتصادية فظيعة ii

الانهيار الاقتصادي يتسارع: قطاعات حيوية على وشك الزوال
أرجع البنك الدولي التدهور الكبير في الاقتصاد السوداني إلى الانهيار الملحوظ في مؤشرات القطاعات الإنتاجية الرئيسية. فالقطاع الزراعي، الذي يعتمد عليه ملايين السودانيين، يشهد تراجعا كارثيا، بينما توقفت الحركة التجارية بسبب إغلاق الطرق الاستراتيجية في معظم الولايات ويضاف إلى ذلك، انعدام فرص التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مما يقضي على أي أمل في تعافٍ اقتصادي ذاتي.
في سياق متصل، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان صادر يوم الثلاثاء، 10 يونيو من تفاقم المجاعة في مناطق جديدة من السودان، وأكد البرنامج أن خطر الجوع يتهدد الآن جنوب العاصمة الخرطوم، مشيرا إلى حاجته الملحة لما يقرب من نصف مليار دولار لتلبية الاحتياجات الغذائية للمدنيين المتأثرين بالحرب.
هذه التحذيرات تأتي في وقت ارتفعت فيه معدلات الفقر في السودان بشكل كبير، لتصل إلى 71% مقارنة بـ 33% في عام 2022، فقد الملايين مصادر دخلهم وفرص عملهم، مما دفع معدلات البطالة للارتفاع إلى 47% بنهاية العام الماضي مقارنة بـ 32% في عام 2022.
انخفاض الإيرادات الحكومية وصراع على الثروات: تحديات تعصف بالحكومة الجديدة
مع توقف العمل في القطاعات الرئيسية، تراجعت إيرادات الحكومة من الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد، من 10% في عام 2022 إلى أقل من 5% في عام 2023، في حين يستمر الدين العام في الارتفاع.
في ظل هذه الأوضاع المتردية، أصدر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، قرارا بتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء، وكلفه بتشكيل حكومة جديدة، وهي خطوة اعبترها المراقبون محاولة لكسر العزلة الخارجية عبر تقديم واجهة مدنية مغلفة لحكم العسكر المستمر منذ الانقلاب الذي قاده البرهان في 15 أكتوبر 2021
ومع إعلان إدريس حل الحكومة السابقة كأول قرار له، بدأت الخلافات والصراعات الداخلية تطفو على السطح حول توزيع الحقائب الوزارية المختلفة.
هذه الخلافات ليست وليدة الصدفة، بل تتغذى على وعود البرهان “لكل من حمل السلاح مع الجيش” بالانخراط بشكل أساسي في أي عملية سياسية مقبلة.
هذا الوعد اعتبرته الحركات الإسلامية والميليشيات المتطرفة قرينة تطالب بموجبها بوجود داخل الحكومة الجديدة، وتنافس على الوزارات السيادية، وتلك التي تسيطر على ثروات البلاد من نفط وذهب ومعادن.
وتتفاقم التحديات الاقتصادية مع ارتفاع معدل التضخم إلى 170% على أساس سنوي في عام 2024، بعد أن كان 66% خلال عام 2023 الذي شهد اندلاع الحرب.
وتحدثت مصادر لموقع “سودان تربيون” أن الخلافات داخل حكومة إدريس تتمحور حول ثلاث وزارات رئيسية هي الدفاع، والخارجية، والمالية، وذلك للسيطرة على ثروات البلاد والتحكم في القرارات السيادية.

مخاطر جسيمة تهدد التعافي: من الألغام إلى انهيار العملة
لا تقتصر المخاطر التي تعرقل محاولات انتشال الاقتصاد السوداني من الانهيار على استمرار الحرب فحسب، بل تمتد لتشمل تحديات جسيمة حتى بعد انتهائها.
يشير تقرير البنك الدولي إلى وجود ألغام أرضية زُرعت في مناطق متفرقة بالبلاد، والتي تهدد حياة المدنيين وتعرقل حركة الأنشطة الاقتصادية.
وتأتي تقارير جديدة لتؤكد نشر المزيد من الألغام في المناطق المتضررة من النزاع في ولايات مختلفة، مما يزيد من تعقيد جهود التعافي.
كما أن انهيار سعر صرف العملة المحلية، الجنيه السوداني، يشكل ضربة قاصمة للاقتصاد، فقد تراجع سعر صرف الجنيه من 600 جنيه للدولار الأمريكي قبل اندلاع الحرب إلى 2680 جنيهًا لكل دولار خلال الأسبوع الأول من يونيو الجاري، هذا التدهور السريع في قيمة العملة يؤدي إلى المزيد من الانهيار الاقتصادي ويفقد البلاد أي فرص للنمو.
تضررت الأراضي الزراعية في السودان بشكل كبير خلال الحرب، خاصة مع نزوح المزارعين وترك أراضيهم بلا رعاية. وقالت منظمة “الفاو” إن الإنتاج الزراعي في البلاد تراجع بنسبة تزيد عن 40%. هذا التراجع يشير إلى حجم الخسائر، حيث كان القطاع الزراعي يمثل 35% من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل به نحو 40% من القوى العاملة.
أدى توقف الإنتاج الزراعي إلى تحول السودان إلى منطقة تشهد أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يحتاج أكثر من 26 مليون شخص إلى مساعدات غذائية عاجلة، وانتشرت نسبة سوء التغذية الحاد في البلاد لتصل إلى 13.6%.
يضاف إلى ذلك، يؤدي انهيار القطاع الصحي إلى المزيد من الأزمات التي تواجه السودان خلال الحرب وبعدها.
فقد خرجت 70% من المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، وأصبحت القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية متاحة فقط لنسبة 17% من سكان السودان البالغ عددهم قرابة 50 مليون نسمة.

تصدير الأزمات: الجيش السوداني يتجه نحو التصعيد الخارجي
في ظل هذه الأوضاع الداخلية المتدهورة، التي يواجه فيها المواطن السوداني المجاعة والنزوح والحرمان من أبسط مقومات الحياة، يبدو أن قيادة الجيش تحاول تصدير أزمات البلاد إلى الخارج. فبعد سلسلة من التهديدات بمهاجمة دول الجوار مثل تشاد وكينيا وجنوب السودان، بدأ الجيش السوداني مؤخرًا باتهام الجيش الليبي بالتدخل في الشؤون الداخلية، وباشر بالفعل التحرش على الحدود. هذه التحركات التصعيدية تأتي في محاولة واضحة لصرف الأنظار عن صراع أجنحة السلطة داخل المؤسسة العسكرية، وعن المأساة الإنسانية التي ينكرها البرهان وقادة الانقلاب ، والتي يعيشها المواطن السوداني الذي يتضور جوعًا ويعيش بلا مأوى.

مآسي النازحين على حدود السودان تكشف المستور

مآسي النازحين على حدود السودان تكشف المستور

متابعات:السودانية نيوز 

رحلة نزوح شاقة امتدت لثمانية أيام عبر الصحراء القاحلة قطعتها أسرة سودانية مكونة من أب وأم وستة أطفال بينهم ثلاثة من ذوي الإعاقة إلى أن وصلوا إلى ليبيا، حيث اضطرت العائلة للسير مسافات طويلة وعلى ظهور الدواب حتى وصلت في قصة مؤثرة روتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
مأساة هذه العائلة هي نسخة مكررة لملايين واجهوا أوضاعًا مشابهة خلال رحلات نزوحهم بين ولايات السودان المختلفة، وازدادت صعوبتها مع أكثر من 3.8 مليون آخرين فروا إلى دول الجوار، مع دخول النزاع المسلح عامه الثالث دون بوادر لحل قريب.
هذه الأرقام تحدث عنها صراحة المسؤول الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عبدالرؤوف غنون كوندي، عقب زيارة أجراها إلى السودان في مايو الماضي، موضحًا أن «عدد المهجرين داخليًا يبلغ حوالي 8.6 مليون شخص» – فيما تشير أرقام الأمم المتحدة انهم بلغوا 12 مليونا – مشيرًا إلى أن النساء والأطفال يمثلون نحو 88% من إجمالي النازحين، ما يزيد من التحديات الإنسانية والاجتماعية التي تواجهها المفوضية وشركاؤها في تقديم الدعم اللازم للمتضررين.

انسحاب الجيش
الجيش السوداني تجاوز كل الدعم الذي قدمته دول الجوار وتحديدا ليبيا للاجئين السودانيين ليخرج ببيان يتهم فيه القوات الليبية بتقديم إسناد مباشر لقوات الدعم السريع في هجوم استهدف أمس مواقعه الحدودية ليزيد من عزلته الإقليمية وصدامه الذي لا يتوقف مع دول الجوار، محاولا بذلك تبرير فشله وسقوطه العسكري.
وهذا هو أول اتهام رسمي من نوعه يطلقه الجيش السوداني في حق ليبيا الشقيقة منذ بدء الحرب في السودان خلال أبريل 2023. يشار هنا إلى تأكيدات غرفة الطوارئ في مدينة الكفرة الليبية، يناير الماضي، عن أن أعداد النازحين السودانيين في ليبيا تجاوز الـ 500 ألف نازح خلال العام 2024.
صدام علني من الجيش السوداني ظهرت ملامحه في أحدث بياناته تحت مزاعم تدخل كتيبة السلفية بدعم ليبي في الأزمة السودانية، زاعمًا أن هذا التدخل يُعد تطورًا خطيرًا يعكس امتداد «مؤامرة إقليمية ودولية» على السودان.
قوات الدعم السريع بدورها أعلنت أنها سيطرت على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، الأربعاء، مشيرة إلى أنها تمكنت من «تحرير منطقة المثلث الاستراتيجية، التي تُشكل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر، في خطوة نوعية».
وأكدت قوات الدعم أن سيطرتها على المثلث ستكون لها تأثيرات على عدة محاور قتالية لا سيما في الصحراء الشمالية، وتساهم في مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية، منبهة إلى أنها استولت على عشرات المركبات القتالية بعد تقهقر قوات الجيش وفراره جنوبا بعد تكبده خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
منطقة لوجستية
الناشط السوداني بشير ساكن يعيد التذكير بأن «كل من مر على المثلث الحدودي في طريقه إلى ليبيا يعرف المعاملة القاسية التي يتعرض لها المواطنون في سفرهم».
ويضيف ساكن في منشور على منصة «إكس»، أن أصحاب التجربة ممن مروا بهذه الطريق المهم يدركون ويستوعبون الاستقبال الذي وجدته قوات تحالف تأسيس عند دخولها للمثلث وكأنما يقولون بلاء وجرى جلاءه في إشارة إلى استخبارات الجيش وكتائب الإسلاميين المتطرفين وهو ما فعلته قوات تأسيس بأن ردت التحية بأحسن منها.
ويشير إلى أن منطقة المثلث الحدودي تحظى بأهمية استراتيجية بالذات في موضوع الهجرة والتجارة والتعدين وأيضًا منطقة حدودية حساسة ولوجستية، والأهم أنها قطعت طريق ومهدت لطريق آخر يفهمه كثيرون.

نهج البشير
يقول المحلل الليبي محمد الجراح إن قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان يحاول خلط الأوراق وتزييف التاريخ باتهاماته الأخيرة للجيش الليبي، معبرًا عن دعمه وامتنانه للقوات المسلحة في الدفاع عن حدود ليبيا الجنوبية.
وينبه الجراح في منشور على حسابه بمنصة «إكس» إلى أنه بين عامي 2013 و2017، قدم نظام عمر البشير في السودان دعمًا ماديًا وسياسيًا، وربما استخباراتيًا، للجماعات الإسلامية في ليبيا، وخاصة تلك الموجودة في طرابلس ومصراتة والمرتبطة بتحالف فجر ليبيا، وأيضا للمجموعات المتطرفة في كل من بنغازي ودرنة والجنوب الشرقي، موضحًا أن أهم الأدلة حينها هو اعتراض طائرة محملة بالأسلحة وإرغامها على الهبوط في مطار الكفرة في شهر سبتمبر سنة 2014.
وتابع: «كان دعم نظام البشير المخلوع منسجمًا حينها مع التوجه الإقليمي الأوسع للنظام السوداني المؤيد للإسلاميين. وتتمثل أبرز الأدلة الملموسة على هذا الدعم في شحنات الأسلحة، وفضائح الملحقين العسكريين، وانخراط النظام السوداني آنذاك في التعاون السياسي والعسكري مع سلطات ليبية غير معترف بها دوليًا أو ما تعرف بحكومة الإنقاذ الوطني».
ويحذر من أن هذا النهج يعود اليوم تحت قيادة زميل وصديق عمر البشير «عبدالفتاح البرهان»، عبر محاولة استهداف الأراضي الليبية ومواقع القوات المسلحة العربية الليبية في الجنوب الغربي.


البرهان: نهج تصدير الأزمات يُشعل الحدود ويهدد مستقبل السودان
بينما يغرق السودان في أتون أزمة إنسانية واقتصادية طاحنة، يتجلى نهج خطير في قيادة الجيش السوداني، يقوده عبد الفتاح البرهان ويتمثل في تصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج.
هذا التكتيك، الذي بات سمة مميزة لإدارة البرهان للصراع، يهدف إلى صرف الأنظار عن الفشل الذريع الذي يواجهه هو وقادته في التعامل مع صراع أجنحة السلطة وتداعيات الحرب الكارثية.
لم تعد تهديدات مساعد البرهان ياسر عطا لدول وكينيا وجنوب السودان، بدأ الجيش السوداني مؤخرا بمناوشات جنونية على الحدود الليبية، متهمًا الجيش الليبي بالتدخل في شؤون السودان الداخلية.
هذا النهج العدائي لم يقتصر تأثيره على إشعال التوترات الإقليمية فحسب، بل أدى إلى تخريب علاقات السودان بدول الجوار والعالم بأسره. هذا التدهور في العلاقات الدولية له تداعيات وخيمة، لا سيما على المهاجرين والنازحين السودانيين الذين يعتمدون بشكل كبير على الدعم والتعاون الإقليمي والدولي.
وما يزيد الطين بلة، أن هذا التصعيد يأتي في ظل عقوبات أمريكية ودولية مشددة مفروضة على السودان، خاصة بعد ثبوت استخدام الجيش، بأوامر من البرهان، أسلحة كيميائية في مناطق النزاع.
هذه الاثباتات الخطيرة، والتي تضاف إلى سجل الانتهاكات، تعمق عزلة النظام الحاكم وتضعف أي فرصة للحصول على دعم دولي ضروري للخروج من الأزمة.
إن هذه التصرفات لا تعكس سوى حجم اليأس والفشل الذي يعيشه البرهان وقادته، في محاولة يائسة للهروب من واقع كارثي صنعه بأيديهم.

قرار ليبي بحظر التحركات العسكرية والمظاهر المسلحة في العاصمة طرابلس.

قرار ليبي بحظر التحركات العسكرية والمظاهر المسلحة في العاصمة طرابلس.

متابعات:السودانية نيوز

اصدر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي قراراً بحظر جميع المظاهر المسلحة في العاصمة طرابلس ومنع تحرك الألوية العسكرية داخلها

ونص القرار على منع تحرك الألوية والتشكيلات العسكرية داخل المدينة “تحت أي ذريعة كانت”، مؤكدا أن ضبط الأمن وفرض النظام سيكونان من اختصاص مديرية أمن طرابلس والشرطة العسكرية فقط.

ويأتي هذا القرار في ظل تزايد التحركات المسلحة داخل العاصمة خلال الفترة الأخيرة، ما أثار قلق السكان ودفع المجلس الرئاسي إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للحد من الانفلات الأمني.

مأساة اللاجئين السودانيين: هروب من القمع في مصر إلى مخاطر ليبيا وأوروبا.

مأساة اللاجئين السودانيين: هروب من القمع في مصر إلى مخاطر ليبيا وأوروبا.

متابعات:وكالة رويترز

كشفت وكالة رويترز الدولية في تقرير موسّع عن موجة نزوح جديدة للاجئين السودانيين من مصر باتجاه ليبيا ثم أوروبا، وذلك نتيجة تصاعد القيود الأمنية والاقتصادية، في وقتٍ تواصل فيه الحرب المفروضة على السودان منذ أكثر من عام حصد أرواح المدنيين وتفكيك المجتمع السوداني.

ووفقًا للتقرير، فإن مصر لم تعد وجهة آمنة أو مستقرة للاجئين السودانيين، حيث تتصاعد حملات التضييق والملاحقة، وسط أزمات اقتصادية خانقة جعلت حتى الحد الأدنى من المعيشة غير ممكن. وأدى ذلك إلى دفع آلاف السودانيين إلى اتخاذ طرق التهريب الصحراوية الخطيرة نحو ليبيا، ومنها إلى السواحل الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط.

شهادات من الواقع: “هربنا من الموت إلى المجهول”

أورد التقرير شهادة الشاب السوداني بحر الدين يعقوب، البالغ من العمر ٢٥ عامًا، والذي قال إن صاروخًا دمر منزله في الخرطوم وأودى بحياة أصدقائه الأربعة، ففرّ إلى مصر، لكنه وجد نفسه تحت رحمة البطالة وسوء المعاملة، ما دفعه إلى سلوك طريق محفوف بالمخاطر إلى ليبيا، ومنها إلى جزيرة كريت اليونانية.

تمثل قصة يعقوب صورة مصغّرة لواقع آلاف اللاجئين السودانيين، ممن فرّوا من ويلات الحرب ليجدوا أنفسهم في دوامة جديدة من العوز، والاضطهاد، واللا أمن.

١٣٤٪ ارتفاع في أعداد السودانيين الوافدين إلى أوروبا

أشار التقرير إلى أرقام مقلقة صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي كشفت أن عدد السودانيين الوافدين إلى أوروبا في الأشهر الخمسة الأولى من عام ٢٠٢٥ ارتفع بنسبة ١٣٤٪ مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وهو ما يعكس تدهور الأوضاع في كل من السودان ومصر.

الاتحاد الأوروبي يدفع… واللاجئون يهربون

أبرزت رويترز المفارقة الصارخة في دعم الاتحاد الأوروبي لمصر بمليارات اليوروهات لمنع الهجرة غير الشرعية، في حين تستمر مصر في التضييق على اللاجئين السودانيين، ما يدفع أعدادًا متزايدة منهم إلى البحث عن بدائل أكثر خطرًا، كليبيا، ثم عبور البحر في رحلات مميتة إلى أوروبا.

ليبيا محطة خطرة… لكنها الخيار الوحيد

رغم الانفلات الأمني في ليبيا، وغياب منظومات الحماية القانونية للاجئين هناك، فإن العديد من السودانيين يعتبرونها الخيار المتاح الأخير، حيث تنشط شبكات التهريب وتتغذى على يأس الناس. وأكد التقرير أن عدداً متزايداً من السودانيين بدأوا الوصول إلى اليونان وفرنسا عبر هذه الطرق غير النظامية، في ظل تجاهل دولي تام لمعاناتهم.

دعوة عاجلة لتحرك دولي

ختمت رويترز تقريرها بالتحذير من انفجار إنساني وشيك، إذا لم تتحرك الجهات الدولية لدعم السودانيين داخل وطنهم وخارجه، واتخاذ خطوات حقيقية لوقف الحرب وتقديم الإغاثة، بدلاً من مواصلة التفرّج على انهيار أكبر بلد أفريقي من حيث المساحة.

 (7) الف جثّة مجهولة الهوية ..الهلال الأحمر السوداني يواصل جهود جمع الجثث في ولاية الخرطوم.

 (7) الف جثّة مجهولة الهوية ..الهلال الأحمر السوداني يواصل جهود جمع الجثث في ولاية الخرطوم.

وكالات :السودانية نيوز
تواصل جمعية الهلال الأحمر السوداني فرع ولاية الخرطوم جهودها في جمع الجثث بالتنسيق مع هيئة الطب العدلي ولجان المناطق. وتعمل الجمعية على جمع الرفاة في مناطق متعددة، مثل محلية أم درمان الريف الجنوبي وغرب المويلح قرية وادي الرواكيب، وشارع بارا، بهدف الحفاظ على الصحة العامة وتجنب انتشار الأمراض.

وتأتي هذه الجهود في إطار المسؤولية الإنسانية والصحية للجمعية، حيث تسعى إلى تنظيف المناطق من الجثث وتقديم الدعم اللازم للمجتمع.

ورصدت السلطات الحكومية في السودان نحو 250 مقبرة في مناطق متفرّقة من ولاية الخرطوم، تضمّ بحسب التقديرات نحو سبعة آلاف جثّة مجهولة الهوية، ويقول مصدر رفيع في وزارة الصحة بولاية الخرطوم لـ”العربي الجديد”: “من المتوقع أن يصل عدد المقابر إلى 500 مقبرة، يتراوح عدد الجثث في كلّ واحدة منها ما بين جثة واحدة وعشرات الجثث”، ويضيف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته إذ هو غير مخوّل بالتحدّث إلى الإعلام، أنّ ثمّة مقابر تعود إلى بداية الحرب في السودان قبل أكثر من عامَين، عدد منها في داخل منازل ومدارس ومبانٍ حكومية ومقرّات عسكرية وميادين عامة، علماً أنّها بأغلبها تضمّ جثث مدنيين.

ويوضح المصدر نفسه أنّ المقرّات العسكرية، التي عُثر في داخلها على جثث ومقابر جماعية، كانت قد وقعت تحت سيطرة طرفَي النزاع في السودان على التوالي، ويرى أنّه “من غير المتوقّع اعتراف أيّ طرف من طرفَي الحرب بمسؤوليته عن الجثث التي عُثر عليها في المقرّات العسكرية، والمؤسف أنّه من المستحيل التعرّف إلى هويّات الضحايا بسبب وفاتهم قبل مدّة طويلة، بالإضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية واللوجستية التي تستخدمها هيئة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة”.

وبإمكانيات شحيحة وكوادر بشرية محدودة، يفتقر بعضها إلى التدريب والإعداد، تحاول وزارة الصحة في ولاية الخرطوم ممثّلة بهيئة الطب العدلي حصر القبور الجماعية والفردية، وجمع الجثث من الطرقات والتعرّف على هويات أصحابها. وعلى الرغم من جديّة الجهات الحكومية وسعيها الدؤوب إلى تنظيف المدينة حتّى يتمكّن السكان من العودة إلى منازلهم، فإنّ جهودها تضاءلت أمام العثور على جثث هنا وهناك، في غرف النوم بالمنازل والفنادق وفي آبار الصرف الصحي وخزّانات مياه الشرب وحاويات النفايات.

  الجميل الفاضل يكتب: عين على الحقيقة وفي “الضعين” يُمتحن الصواب؟!

0

  الجميل الفاضل يكتب: عين على الحقيقة وفي “الضعين” يُمتحن الصواب؟!

“الضعين” مدينة أحبها وتحبني، ويثير مرقدها شجوني.
وفي “الضعين” اليوم يُمتحنُ الصواب.
لكن، هل عليّ أن أنسى، لأنفضَ عن يديّ سلاسل الطرق الكثيرة؟
وعليّ أن أنسى هزائمي الأخيرة، كي أرى أفق البداية؟
وعليّ أن أنسى البداية، كي أسير إلى البداية واثقًا منّي ومنها؟
فهنا، التاريخ لا يروي سوى سِيَر الملوك الزائرين.
آه، لو أستطيع أن أُرجع الماضي إلى ماضيه، أن أستَلَّ صورة “سبدو” يوم تبرجت وتزينت، لتزف بطلًا خرج من عمق أصلابها إلى كل العرب.
آه، لو أن هناك ما يكفي من التاريخ لأقرأ سِيَر الفوارس “آجه، قلاع الطبيق”، و”برشم حسكنيت”، وغيرهم من أشاوس ذلك الزمان.
ومسافةٌ قرب المسافةِ تنشأ هكذا، بين أسئلتي وأجوبة السيوف الغادرة.
فكم من أخٍ لنا لم تلدْه أمُّنا وُلد من شظايانا الصغيرة في هذه الحرب؟
وكم من عدوٍّ غامضٍ ولدته أمُّنا، يفصل الآن الوشيجة عن دمنا أيضًا، في ذات الحرب؟
هي قاعدةٌ لدريد بن الصمة، والناس قد عادت قبائل، كما حالنا اليوم بالضبط، تجهل فوق جهل الجاهلينا، قال:
“وهل أنا إلا من غزيةَ إن غوتْ
غويتُ، وإن ترشدْ غزيةُ أرشدِ”.
لكن بعد قرون، جاء شاعر آخر لا يحمل سيف دريد، بل يحمل شرطًا قاسيًا، فقال محمود درويش:
“سنكون شعبًا حين ننسى ما تقول لنا القبيلة.”
هكذا، ضربة لازب.
المهم، فقد يعود الناس إلى قبائلهم، لا لأنهم يريدون، بل لأن لا دولة هناك تُنقذهم، ولا عدالة تحميهم من غرابة وجوههم، أو من وشائج دمهم، أو من تاريخ أسلافهم وجغرافيا منابتهم.
فالآن، على هذه القبيلة يُذبحنا الطغاة، ويشنقنا القضاة، ويحرمنا الولاة أدنى حقوق الحياة.
فالانتماء للقبيلة صار هنا جريمة، وتهمة يُعاقب عليها القانون.
وعلى هذا الانتماء نُحاكم، وبه نُدان، كجُرم لا يضاهيه جرم على الإطلاق، جرم ربما تصل عقوبته إلى حد الإعدام شنقًا حتى الموت.
على أيّة حال، لا أعرف كيف يمكن أن أنسى الآن ما تهمس به مثل هذه القبيلة، التي أصبح مجرد الانتماء لها جريمة مطلقة؟.

منظمة مناصرة ضحايا دارفور تدين قصف الجيش لمركز إيواء للنازحين في غرب كردفان.

منظمة مناصرة ضحايا دارفور تدين قصف الجيش لمركز إيواء للنازحين في غرب كردفان.

خاص :السودانية نيوز
أدانت منظمة مناصرة ضحايا دارفور قصف طائرة مسيرة تابعة للجيش لمركز إيواء النازحين في محلية أبو زبد بولاية غرب كردفان، مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص بينهم طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، وجرح 9 آخرين.

وحملت المنظمة الجيش المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وناشدت مجلس الأمن الدولي القيام بدوره في حماية المدنيين. وأكدت المنظمة أن هذا القصف يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويتطلب تحركًا دوليًا فوريًا لوقف هذه الجرائم وحماية المدنيين الأبرياء.

واضافت في بيان (قصف طائرة مسيرة تابعة للجيش مركز إيواء النازحين في محلية ابوزبد بولاية غرب كردفان حيث أفاد شاهد عيان للمنظمة ان حوالي الساعة الثانية عشر صباحا ١٠ يونيو ٢٠٢٥م قصفت مدرسة بمحلية ابوزبد ادي مقتل مقتل 8 من النازحين بينهم طفل 6 سنوات وجرح ٩ آخرين، حيث تعتبر المدرسة مركز إيواء للنازحين الفارين من الخوي والنهود

اسماء القتلى هم .
1_ احمد الجاك احمد… يبلغ من العمر…27 سنة
2_ بخيت احمد فراشي… 20سنة
3-محمد حامد فراشي…. 20سنة
4-التقي حامد فراشي… 22سنة
5-عبدالله حماد احمد… 25 سنة
6_علي ادم المنزول…. 25سنة
7-زينب أحمد ادم…. 42سنة
8-بشير فضل المولى…. 6سنوات
اسماء الجرحي هم .

1-خديجة الضاوي اسماعيل.. 39 سنة
2-سارة فضل المولى الضاوي.. 10سنوات
3-هاجر فضل المولى الضاوي.. 17سنة
4-احمد محمد زكريا… 28سنة
5- جودات ضيف الله السارح.. 30سنة
6_ضيف الله الشايب…. 28 سنة
7-فراشي حامد جودات… 32سنة
8-الشريف محمد الشريف… 25سنة
9-فاطمة عز الدين السارح.. 22سنة

تحذير أممي من تفشي المجاعة جنوب الخرطوم ‎

تحذير أممي من تفشي المجاعة جنوب الخرطوم ‎

وكالات:السودانية نيوز

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن المجاعة تهدد مناطق عدة جنوب العاصمة الخرطوم، داعيا إلى تحرك دولي فوري، في ظل الح.رب المستمرة في السودان لأكثر من عامين.
‏‎وسجل البرنامج الأممي مستويات حادة من الجوع في مدينة جبل أولياء، مؤكدا أن عدة مناطق جنوب المدينة تواجه خطر المجاعة بشكل كبير.
‏‎وأوضح مدير البرنامج في السودان لوران بوكيرا عبر الفيديو من بورتسودان خلال الإحاطة الدورية للأمم المتحدة في جنيف أن الحاجات هائلة وذلك بعد عودته من ولاية الخرطوم حيث افتتح برنامج الأغذية فرعا جديدا في أم درمان.
‏‎وتابع “شهدنا دمارا على نطاق واسع وصعوبة في الوصول إلى المياه والرعاية الصحية والكهرباء، فضلا عن تفشي وباء الكوليرا”.