الأحد, يوليو 27, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 12

المجموعات المسلحة شريكة الجيش.. من التحالف إلى الابتزاز السياسي

المجموعات المسلحة شريكة الجيش.. من التحالف إلى الابتزاز السياسي
متابعات:وكالات
في مشهد سياسي سوداني يتداعى فيه جسد الدولة إلى جزر نفوذ متصارعة، تحوّلت المجموعات والحركات المسلحة إلى لاعب مركزي في الصراع الدائر، بل و”شريك مُتحكّم” في هندسة مستقبل السلطة. لم تعد هذه الجماعات مجرد أدوات ميدانية في النزاعات؛ بل صارت تتقاسم القرار السياسي، وتفرض شروطها على المؤسسة العسكرية، وتُبتزّها تحت غطاء المشاركة في التسوية أو التهد-يد بالتصعيد. هذا التحقيق يلقي الضوء على التطور المثير للقلق لهذه القوات، بدءًا من أحدث صور ابتز-ازها للجيش رجوعًا إلى الجذور التاريخية لظاهرة “قوات الإسناد” التي أفرزت هذا الواقع المرير.
الابتزاز السياسي الأخير وتشكيل الحكومة الهشَّة
تبدأ القصة من حيث انتهت الأحداث مؤخرًا مع الموافقة المستمرة للفريق أول عبد الفتاح البرهان على شروط مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، وتلبية مطالبهما في التشكيل الحكومي. هذا القبول ليس قرارًا اعتباطيًا حسب الكثيرين، بل يعكس جملة من الأسباب والتوازنات المعقدة في المشهد السياسي والعسكري السوداني، خاصة في ظل الحر-ب المدمرة الدائرة حاليًا.
وفي الوقت الذي وصفت فيه هذه الموافقة بالـ ضرورة براجماتية التي فرضتها الظروف الحالية على البرهان، الذي يفضل تأمين حلفاء على الأرض وتقليل جبهات الصراع، حتى لو كان ذلك على حساب تلبية مطالب قد تبدو “ابتزازية” من منظور الدولة المركزية. إلا إنها توصف ايضا بالصفقة المؤقتة في سياق حر-ب وجودية، حيث يوازن البرهان بين التكلفة السياسية لتلبية هذه المطالب، والحاجة العسكرية المُلحة لدعم هذه القوى.
وطبقا للمحل السياسي الرافض لتحالف الجيش والاسلاميين والحركات المسلحة عمر سفيان سالم في حديثه لـ”راينو” فإن ثمة أسباب غير مبررة دفعت البرهان للقبول باشتراطات وابتزازات الحركات والمجمعات العسكرية التي تقا-تل إلى جانبه، اولها رغبته في الحكم ولو على حساب كل ما هو متعارف عليه من احترام للسلطة أو استقرار الدولة، فضلا عن الحاجة الماسة لدعم عسكري وسياسي، إذ أنه بعد اندلاع حر-ب أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الد-عم السر-يع، أصبحت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، وعلى رأسها حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، لاعبين لا غنى عنهم، خصوصاً عقب إعلانهما في مراحل مختلفة وقوفهما إلى جانب الجيش ضد الد-عم السر-يع، وقال: هذا الدعم العسكري على الأرض، خاصة في مناطق غرب ووسط السودان، يُعد ضروريًا وحاسمًا للبرهان والجيش في سعيهما لهزيمة الد-عم السر-يع. وأضاف: ولأن البرهان باحث بشراهة عن شرعية مفقودة، بالتالي لا يقتصر الأمر على الدعم العسكري فحسب، فمشاركة هذه الحركات في الحكومة تمنحها شرعية سياسية إضافية، وتُظهر تماسكًا لجبهة واسعة ضد الد-عم السر-يع، مما يُعزز موقف البرهان في المحافل الإقليمية والدولية.
ويرى سفيان أن البرهان يسعى لتأكيد الالتزام بتنفيذ اتفاق جوبا الموقع عام 2020، وتجنب تصعيد جديد، حيث منح الاتفاق هذه الحركات حصصًا محددة في السلطة وبنودًا أمنية، بالتالي البرهان ملتزم بها حتى لو أثارت انتقادات حول المحاصصة. الأهم من ذلك، وأضاف: عدم تلبية مطالب هذه الحركات قد يدفعها إلى الانسحاب من العملية السياسية، أو ما هو أخطر، العودة إلى حمل السلا-ح ضد الحكومة، مما يخلق جبهات جديدة وصراعات إضافية لا يستطيع الجيش تحملها.
وأعتبر سفيان أنه لا يمكن إنكار أن بعض هذه الحركات، مثل حركة العدل والمساواة، تتمتع بنفوذ وسيطرة على موارد اقتصادية مهمة، وهذا النفوذ يمنحها قوة تفاوضية هائلة ويجعلها لاعبًا لا يمكن للبرهان تجاهله، واضاف: بالتالي سعي هذه الحركات للحصول على وزارات سيادية، كوزارتي المالية والمعادن مثلاً، ليس فقط للمكاسب السياسية، بل لضمان استمرار سيطرتها على الموارد الاقتصادية التي تمول أنشطتها وتحافظ على قوتها العسكرية.
وختم سالم حديثه بأن المشهد السوداني اليوم يتسم بتوازنات قوى هشة ومتغيرة باستمرار، وأن البرهان يدرك تمامًا أنه لا يملك رَفَاهيَة استعداء هذه الحركات في ظل حاجته الماسة للحلفاء. لذا، فإن موافقته على شروطها هي جزء من لعبة التحالفات المعقدة، وتهدف لضمان استقرار نسبي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، أو على الأقل منع هذه الحركات من التحول إلى خصوم جدد.
خارطة القوى المسلحة وتحديات التصنيف
يُعتبر هذا الابتزاز الأخير مجرد حلقة في سلسلة طويلة من تعقيدات المشهد العسكري السوداني. تتعدد وتتشظى الحركات المسلحة والمجموعات العسكرية في السودان، سواء تلك التي نشأت في مواجهة التهميش الإقليمي، أو التي نمت في حضن النظام البائد كأدوات قمع وتفكيك اجتماعي بإشراف مباشر من استخبارات الجيش. لتشكل هذه المجموعات جزءًا من المشهد السياسي والعسكري المعقد. ويكشف الكاتب مهادن الزعيم في مدونته، عن أنه وبالبحث في المجموعات المسلحة النشطة حاليًا، وجد أن المشهد معقد في توثيقها وتصنيفها. وقال: بينما يُقدّر عدد المجموعات بحوالي 73 كيانًا، لم يتسنَّ جمع سوى 48 شعارًا يعكس هويتها. واضاف: هذا النقص الكبير في “الهوية البصرية” يكشف عن حقيقة مرة وهي أن أغلب هذه المجموعات لا تولي اهتمامًا لمثل هذه التفاصيل، فكثيرًا ما تجدها تحمل الاسم ذاته وتستخدم شعارًا واحدًا، مما يجعل اسم القائد هو العلامة الفارقة الوحيدة.
وكشف مهادن عن أن المجمعات لعسكرية التي تكونت مؤخراً تبلغ 38 مجموعة، وأن من بينها حوالي 31 مجموعة تمتلك شعارًا خاصًا بها. هذا التوجه قد يشير إلى سعي هذه الجماعات لترسيخ حضورها، وأضاف: إنها مفارقة عجيبة: بينما تنهار دولتنا، تتقدم “البندقية” نحو المجد بخطوات ثابتة على صعيد التسويق البصري!
هذا الواقع يثير معضلة حقيقية: كيف يمكننا تصنيف هذه الميليشيات المتكاثرة؟ كل طريقة للتصنيف تقدم زاوية مختلفة لفهمها: هل نصنفها بناءً على عمرها الزمني (“قديمة” و”جديدة”)، أم العهد الذي تكونت فيه (“زمن البشير” أم “زمن البرهان”)، أم الجهة التي تتبع لها (قبلية أم “كيزانية”)، أم التوزيع الجغرافي (شرق، غرب، جنوب، شمال، وسط)، أم الأهم، الانحياز الحالي في الحر-ب (“مع الجيش” أم “مع الد-عم السر-يع”)؟
تحوّل الشركاء إلى مبتزين
يبدو أن الجيش السوداني، الذي يمثل بقايا الدولة المركزية، بات محاصرًا بمطالب الفصائل المسلحة التي تتعامل مع أي ترتيبات حكومية كفرصة لتوسيع “نصيبها من الغنيمة”، وليس بوصفها مشروعًا وطنيًا لبناء الدولة. فبعد أن كان الجيش يستعين ببعض هذه القوات كـ “قوات إسناد” أو حلفاء لمواجهة تهديدات محددة، تحول الولاء إلى مصلحة، و”الشراكة” إلى “ابتزاز”.
مصدر عسكري رفيع سابقًا تحدث لـ”راينو”، مؤكدًا أن “الجيش يتعرض لضغوط من فصائل وقوى تدّعي تمثيل الهامش، تشترط تمثيلها الوزاري والمناطقي وتطالب بحقائب سيادية تحت التهديد بالانسحاب من المسار السياسي، أو خلق اضطرابات في مناطق نفوذها”. واضاف: هذا يوضح كيف أصبحت هذه الجماعات تستخدم نفوذها العسكري على الأرض كرافعة سياسية لتحقيق مكاسب غير مستحقة.
يرجع كثيرون هذا الواقع إلى إرث نظام البشير، الذي اتبع سياسة “فرّق تسد” عبر تسليح المجموعات القب-لية وتحويل الحر-ب إلى اقتصاد. قام النظام بتحويل المجموعات من أدوات أمنية إلى حلفاء سياسيين، مما منحهم شرعية ونفوذًا سمح لهم لاحقًا بابتزاز الدولة. هذا التمكين الممنهج لقوى غير نظامية هو الجذر الأساسي للمشكلة.
وحسب متابعات”راينو” تشير تقارير موثوقة إلى أن بعض هذه المجموعات باتت تسيطر على مناجم الذهب في دارفور والنيل الأزرق، وتمد شبكاتها إلى تجارة السلا-ح والوقود، فضلاً عن الاتجار بالمساعدات الإنسانية في مناطق النزاع، بالتالي فإن استمرار الحر-ب يؤسس لاقتصاد حر-ب يشكل الوقود الذي يُبقي هذه المجموعات قوية ومستقلة، ويمنحها القدرة على فرض شروطها.
اتفاق جوبا للسلام: تسوية غير مكتملة والأجندة الاقتصادية للحركات
رغم توقيع اتفاق جوبا للسلام عام 2020، إلا أن بنود الترتيبات الأمنية (الدمج والتسريح وإعادة التأهيل) لم تُنفذ بالكامل. وبدلًا من تفكيك الميليشيات، جرى احتواؤها في الحكومة مع بقاء أذرعها العسكرية قائمة، لتتحول إلى “جماعات ضغط مسلحة” تطالب بامتيازات مقابل دعمها للحكم أو حيادها في الصراع. هذا الفشل في دمج المقاتلين يمثل نقطة ضعف استراتيجية استغلّتها الميليشيات بفعالية.
تستفيد العديد من هذه الحركات من بقاء السودان في حالة “لا سلم ولا حر-ب”، حيث تتيح الفوضى استمرار سيطرتها على طرق التجارة غير الشرعية، والمعابر الحدودية، ومناطق الإنتاج. ومع كل مبادرة سياسية، تعود هذه الفصائل إلى طاولة التفاوض بنفس شروطها، مدعومة بسلا-حها وأموالها، مما يُحوّل السلطة إلى مجرد مورد اقتصادي يتقاتل عليه المتنافسون.
التمويل والدعم الخارجي: ولاءات عابرة للوطن
يشير خبراء إلى أن بعض هذه الجماعات تحظى بدعم إقليمي من دول تسعى لتوسيع نفوذها داخل السودان، أو ضمان مصالح اقتصادية واستراتيجية، مما يعقد عملية بناء جيش وطني موحد. ويتحول الدعم المالي إلى أداة سياسية بيد هذه الميليشيات لتقوية مواقعها، ويُقلّل من ولاءاتها للدولة السودانية ككل.
المرحلة الرابعة: الجذور التاريخية لـ “قوات الإسناد” في الجيش السوداني
إن الحديث عن “قوات الإسناد” في الجيش السوداني ليس مجرد الإشارة إلى ظاهرة حديثة، بل هو الغوص في تاريخ طويل ومعقد من التعايش، وأحيانًا التبعية المتبادلة، بين المؤسسة العسكرية الرسمية والقوى شبه العسكرية أو الميليشيات. لا يوجد تاريخ محدد لإنشاء “أول قوات إسناد” بالمعنى الذي نراه اليوم، بل هي ظاهرة تطورت وتعمقت جذورها عبر مراحل مختلفة من تاريخ السودان، بدءًا من حقبة الاستعمار وحتى يومنا هذا.
البدايات المبكرة: من القوات الرديفة إلى “فيلق السواكني”
لفهم هذه الجذور، علينا العودة إلى فترة ما قبل الاستقلال. فمع تأسيس قوات دفاع السودان (Sudan Defence Force – SDF) عام 1925 على يد الإدارة البريطانية، لم تكن هذه القوات مجرد جيش نظامي بحت. بل كانت تتضمن وحدات ذات طابع محلي، تمثل شكلاً مبكرًا من “القوات الرديفة”. هذه الوحدات كانت تُجنّد من مناطق وقبائل معينة، وتعتمد على ولاءات محلية لتنفيذ مهامها، مما أرسى أولى اللبنات لفكرة الاعتماد على قوى غير نظامية أو ذات طابع خاص.
حتى قبل ذلك، خلال الحكم التركي المصري والمهدية، كانت هناك دائمًا فرق قتا-لية تتشكل من المتطوعين أو القبائل المتحالفة التي تقاتل إلى جانب القوات المركزية. فمثلًا، في ثورة المهدية، كانت “جيوش القبائل” تمثل عمودًا فقريًا للحركة، حتى لو لم تكن جزءًا رسميًا من الجيش بالمعنى الحديث. هذا يؤكد أن فكرة الاستعانة بـ “قوى غير نظامية” ذات ولاءات خاصة لتعزيز القدرة القتا-لية للدولة أو الحركة المسيطرة، هي جزء متأصل في النسيج العسكري والاجتماعي للمنطقة. ويمكننا حتى أن نرى في “فيلق السواكني”، الذي تشكل من أبناء شرق السودان لخدمة الجيش المصري في القرن التاسع عشر، نموذجًا مبكرًا لقوات “إسناد” محلية ذات مهام محددة.
ما بعد الاستقلال: عندما أصبحت الضرورة السياسية أمًا للابتزاز
بعد استقلال السودان في عام 1956، ورغم بناء جيش وطني حديث، سرعان ما بدأت الأنظمة المتعاقبة، خاصة في ظل الصراعات الداخلية المتكررة، في اللجوء إلى تكوين أو دعم ميليشيات وقوات شبه عسكرية. لم يكن هذا مجرد خيار عسكري، بل كان غالبًا ضرورة سياسية فرضتها طبيعة الصراعات:
الاحتواء والتطويق للتمردات: مع اندلاع الحر-ب الأهلية في الجنوب (1955-1972 ثم 1983-2005) وبعدها حر-ب دارفور (2003-الآن)، وجد الجيش السوداني نفسه في مواجهة حركات مسلحة ذات معرفة عميقة بالتضاريس المحلية ودعم شعبي في مناطقها. هنا، أصبحت الميليشيات المحلية أداة فعالة للوصول إلى مناطق يصعب على الجيش النظامي الوصول إليها، أو لشن حر-ب استنزاف بالوكالة. قوات مثل “المرتزقة العرب” أو “المراحيل” في الجنوب، ثم لاحقًا “الجنجويد” في دارفور، كلها كانت أذرعًا للجيش لتنفيذ مهام لا يستطيع أو لا يريد الجيش الرسمي الاضطلاع بها بشكل مباشر.
الدعم اللوجستي والأمني والاستخباري: لم يقتصر دور هذه القوات على القتا-ل المباشر. بل كانت تُستخدم لتأمين الطرق، حماية القوافل، جمع المعلومات الاستخباراتية المحلية، وحتى لتنفيذ حملات “تطهير” عر-قي أو طائفي في بعض الأحيان، بعيدًا عن المساءلة الرسمية.
تطويع الولاءات القبلية والسياسية: شهد عهد الرئيس السابق عمر البشير تحولًا جذريًا في طبيعة هذه العلاقة. فبدلًا من مجرد الاستعانة بقوات إسناد، قام النظام بتبني استراتيجية “حكم الميليشيات”. حيث تم تسليح وتدريب ودعم ميليشيات قب-لية بوضوح، مثل الجنجويد التي تطورت فيما بعد إلى قوات الدع-م السر-يع. الهدف لم يكن فقط عسكريًا، بل كان جزءًا من استراتيجية أوسع لـ “تفكيك المجتمع” و”استغلال الموارد” و”إحداث توازنات قوى جديدة” لضمان بقاء النظام. هذه الميليشيات أصبحت أدوات للضغط السياسي والاقتصادي، تمول نفسها من عائدات الحر-ب وال-نهب والسيطرة على مناجم الذهب، لتتحول تدريجيًا من مجرد “قوات إسناد” إلى قوى موازية تمتلك نفوذًا يبتز الدولة ذاتها.
قوات الدفاع الشعبي: نقطة تحول نحو “الأدلجة”
في التسعينيات، شهدت ظاهرة “قوات الإسناد” نقطة تحول مهمة مع إنشاء قوات الدفاع الشعبي. هذه القوات لم تكن مجرد ميليشيات قب-لية، بل كانت ذراعًا أيديولوجيًا لنظام الإنقاذ، تُجند وتُدرب على أسس عقائدية، وكانت تمثل دعمًا شعبيًا مسلحًا للجيش، لكنها في جوهرها كانت أيضًا أداة للسيطرة السياسية. لقد كانت هذه القوات، رغم كونها “شعبية”، تخضع لتوجيهات مركزية وكانت جزءًا من استراتيجية النظام للحر-ب الشاملة.
من الإسناد إلى الابتزاز: صعود الد-عم السر-يع كنموذج
الذروة في تطور هذه الظاهرة تجلت في صعود قوات الدع-م السر-يع. هذه القوات، التي بدأت كـ “جنجويد” في دارفور، تم دمجها لاحقًا ضمن هياكل الدولة كقوات نظامية، بل وحصلت على قانون خاص يمنحها شرعية واسعة، مما جعلها تتجاوز مفهوم الإسناد إلى “القوة الموازية” التي تنافس الجيش على السلطة والموارد. هذا التطور الدراماتيكي هو ما أوصل السودان إلى الصراع الحالي، حيث أصبحت القوة التي كانت يومًا ما ذراعًا للجيش، هي الآن عدوه اللدود، ونموذجًا حيًا لكيف يمكن أن تتحول قوات الإسناد إلى مصدر لتهديد الدولة ذاتها وابتزازها سياسيًا واقتصاديًا.
خاتمة: هل من أفق لإعادة الهيكلة؟
إن جذور قوات الإسناد في الجيش السوداني لا تكمن في تاريخ واحد، بل في مسار طويل من الضرورات العسكرية، المناورات السياسية، والاستغلال الاقتصادي، الذي أدى إلى بناء شبكة معقدة من القوى المسلحة التي باتت تشكل تحديًا وجوديًا للدولة السودانية الحديثة.
إذا استمر الجيش السوداني في محاولة إدارة الدولة عبر مقايضات مع هذه الجماعات المسلحة، فإن فرص قيام دولة مدنية موحدة تذوب تدريجياً. ويتطلب الخروج من هذا المأزق إعادة بناء مشروع وطني يرتكز على رؤية واضحة ومُوحّدة:
دمج حقيقي للميليشيات في جيش قومي موحد: يجب أن تكون هذه العملية شاملة وصارمة، مع تفكيك الهياكل العسكرية للميليشيات بالكامل.
مراجعة اتفاق جوبا بشكل جاد مع أطراف جديدة ومستقلة: إعادة النظر في الاتفاقيات التي لم تحقق أهدافها الأمنية.
تفكيك الاقتصاد الحر-بي للميليشيات عبر تشريعات وإجراءات أمنية صارمة: تجفيف منابع تمويل هذه الجماعات هو خطوة حاسمة.
دعم دولي غير منحاز لإعادة هيكلة الجيش ومؤسسات الحكم: يجب أن يكون الدعم الدولي موجهًا نحو بناء مؤسسات الدولة لا نحو دعم الأطراف المتصارعة.
ما لم يحدث ذلك، فإن السودان سيظل ساحة مفتوحة للميليشيات، تبتز الدولة وتستثمر في فشلها، وتتحول من “قوات إسناد” إلى قوى تفرض إرادتها على مصير البلاد. فهل يستطيع السودان كسر هذه الدائرة المفرغة وبناء جيش وطني حقيقي يخدم الدولة لا الأجندات الخاصة؟

تجمع اللاجئين السودانيين يودع طلاب الابتدائي بمعسكر كرياندنقو للامتحان بكمبالا

تجمع اللاجئين السودانيين يودع طلاب الابتدائي بمعسكر كرياندنقو للامتحان بكمبالا

وكالات:السودانية نيوز

ودع المكتب القيادي لتجمع اللاجئين السودانيين بمعسكر “كرياندنقو” في بيالي باوغندا وأولياء ألامور، طلاب المرحلة الابتدائية للامتحان في العاصمة كمبالا.

وقال المكتب القيادي في بيان ، أن الطلاب غادروا الي كمبالا بغرض الجلوس لإمتحانات الإبتدائي يوم غدآ السبت الموافق 19 يوليو 2025 برفقة مشرفين ومعلين من لجنة الامتحانات و أعضاء مكتب التعليم بالمكتب القيادي و طبيبة للطوارئ الصحية حيث تم تجهيز الترتيبات اللازمة لهم.

وبالمقابل إستقبل مسؤول ملف إمتحانات المعسكر بكمبالا دكتور جمال الدين و الأستاذة القيادية عائشة باني و الاستاذ أشرف أحد اولياء امور التلاميذ و وفد من مجتمع اللاجئين.

واعرب المكتب القيادي عن شكره وتقديره للدكتورة سلوى أحمد و السيد ناجي المجذوب و أولياء الامور و معلمي/ت التلاميذ الذين بذلوا جهود عظيمة طيلة الفترة السابقة.

واختتم البيان بالدعا والتوفيق للطلاب وان يعودو سالمين غانمين ببشريات النجاح و التفوق لأهاليهم

خالد عمر يوسف: تحركات إدارة ترامب لوقف القتال في السودان فرصة مهمة لكن السلام رهين بإرادة السودانيين

خالد عمر يوسف: تحركات إدارة ترامب لوقف القتال في السودان فرصة مهمة لكن السلام رهين بإرادة السودانيين

متابعات:السودانية نيوز

أكد خالد عمر يوسف، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي بتحالف “صمود”، أن تحركات إدارة الرئيس ترامب الأخيرة لوقف القتال في السودان تمثل فرصة مهمة للغاية. هذه التحركات تشمل بناء تنسيق دولي يشمل دولاً مهمة في المنطقة والعالم، مما سينسق الضغوط لإنهاء الصراع.

وقال خالد ان التنسيق الدولي يوفر السند لمهام إعادة إعمار وتأهيل البلاد التي دمرتها الحرب. لكنه أكد أن العامل الخارجي مهم ولكنه ليس كافي، فالسلام العادل والمستدام في السودان رهين بإرادة السودانيين/ات أولاً وأخيراً.

وأوضح ان التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والتواثق على ترتيبات سلام دائم وعادل هو الطريق الأقصر لوقف القتل والقصف والدمار اليومي.

وشدد خالد سلك  (برزت أصوات متعقلة عديدة وسط مساندي أطراف القتال المختلفة، تقول بأنه قد آن أوان وقف هذه المقتلة التي لا جدوى منها.

وتابع(هذا الاتجاه الإيجابي، إلى جانب الموقف المدني الديمقراطي غير المنحاز لأي من أطراف الصراع، وموقف غالب أهل السودان الذين انهكتهم الحرب واللجوء والنزوح، سيشكل قاعدة اجتماعية واسعة توفر الاستقرار اللازم لاستدامة السلام.

وقال خالد سلك(تحركات إدارة الرئيس ترامب الأخيرة التي وضعت قضية وقف القتال في السودان كأحد أولوياتها تعد فرصة مهمة للغاية، حيث أنها شرعت في بناء تنسيق دولي لهذا الغرض يشمل دولاً مهمة في المنطقة والعالم، مما سينسق الضغوط لإنهاء الصراع، ويوفر السند لمهام إعادة إعمار وتأهيل البلاد التي دمرتها الحرب. هذا العامل الخارجي مهم ولكنه ليس كافي فالسلام العادل والمستدام رهين بإرادة السودانيين/ات أولاً وأخيراً.

برزت أصوات متعقلة عديدة وسط مساندي أطراف القتال المختلفة، تقول بأنه قد آن أوان وقف هذه المقتلة التي لا جدوى منها. هذا الإتجاه ايجابي ويجب تشجيعه وهو إلى جانب الموقف المدني الديمقراطي غير المنحاز لأي من أطراف الصراع، وموقف غالب أهل السودان الذين انهكتهم الحرب واللجوء والنزوح سيشكل قاعدة اجتماعية واسعة، توفر الاستقرار اللازم لاستدامة السلام في البلاد.

كما هو متوقع فإن أصوات محدودة من عناصر النظام السابق بدأت حملة للتعبئة ضد جهود وقف الحرب. كيف لا وهم من وجدوا في حالة الفوضى هذه فردوسهم المفقود، فهرعوا لاكتناز المال والسلاح والسلطة على أشلاء جسد البلاد الممزق. يجب التصدي لتجار الحروب والدمار وعدم تمكينهم من إطالة أمد معاناة الناس.

ترامب يتعهد بتحقيق السلام في السودان وليبيا مره واحدة الي الابد 
ترامب يتعهد بتحقيق السلام في السودان وليبيا مره واحدة الي الابد

وشدد خالد إن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والتواثق على ترتيبات سلام دائم وعادل هو الطريق الأقصر لوقف القتل والقصف والدمار اليومي الذي ينتظم أجزاء واسعة من البلاد، وهو المدخل لتمكين الناس من العودة لقراهم ومدنهم وتوفير الأمن والغذاء والدواء لهم، وبدونه لا يمكن جمع الموارد اللازمة لاستعادة الخدمات وإعادة الإعمار، فموارد البلاد الداخلية التي قلصتها الحرب مقسمة بين النهب والتسليح، وما من جهة خارجية ستوظف أي موارد حقيقية في بلاد مضطربة وغير آمنة. في هذا التوقيت المفصلي فلتتحد الجهود لإنهاء هذه الحرب اللعينة. لا يهم أن يتفق الناس حول تحليلهم لطبيعتها وموقفهم من أطرافها، المهم هو الاتفاق على وقفها الآن ودون تأخير، ولتكن طاولات الحوار هي مكان إدارة التباينات دون دماء أو قتال.

وفد رفيع من “الوكالة السودانية للإغاثة” يزور غرب كردفان لتقييم الأوضاع الإنسانية وتعزيز جهود الدعم

وفد رفيع من “الوكالة السودانية للإغاثة” يزور غرب كردفان لتقييم الأوضاع الإنسانية وتعزيز جهود الدعم

متابعات:السودانية نيوز

وصل وفد رفيع المستوى من الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية اليوم الأحد إلى مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، في زيارة ميدانية شاملة تهدف لتقييم الأوضاع الإنسانية وبحث سبل تعزيز التعاون مع السلطات المحلية لتيسير إيصال المساعدات للمحتاجين.

ويترأس الوفد المدير التنفيذي للوكالة، الأستاذ عبد الرحمن أحمد إسماعيل، إلى جانب عدد من مديري الإدارات، في مهمة تشمل زيارة معسكرات النازحين واللاجئين، والمدارس، والمستشفيات، ومصادر المياه المتضررة جراء الحرب، ضمن خطة ميدانية تمتد لتغطي جميع مناطق عمل الوكاله

وخلال الزيارة، سيعقد الوفد لقاءات مع ممثلي المجتمع المحلي والسلطات الحكومية والمنظمات الإنسانية، بهدف تقييم الاحتياجات العاجلة وبحث آليات تجاوز التحديات التي تعرقل الاستجابة الإنسانية.

وأوضحت الوكالة أن هذه الزيارة تأتي في ظل تزايد المعاناة الإنسانية جراء استمرار الصراع، وما يصاحبه من نقص حاد في الغذاء والدواء والمأوى لآلاف الأسر. ودعت إلى تكثيف الجهود الإغاثية من قبل الشركاء المحليين والدوليين، مؤكدة التزامها التام بدعم المتأثرين وتعزيز العمل الإنساني في المناطق المتضررة

زيادة جديدة في أسعار الوقود بالخرطوم 

زيادة جديدة في أسعار الوقود بالخرطوم 

وكالات:السودانية نيوز

شهدت أسعار الوقود في ولاية الخرطوم زيادة جديدة، حيث بلغ سعر جالون البنزين صباح امس السبت  نحو 14,355 جنيهًا، بزيادة قدرها ألف جنيه للجالون.

وطبقت محطات الوقود في الولاية التسعيرة الجديدة، حيث ارتفع سعر لتر البنزين إلى 3,190 جنيهًا، مقارنة بـ2,975 جنيهًا للتر في السابق.

وقال محمد الشيخ من محطة النيل بشارع الوادي، في حديث لـ”الترا سودان”، إن الزيادة طبّقت امس السبت، وشملت أسعار البنزين والجازولين، حيث بلغت الزيادة ألف جنيه للجالون. وأشار إلى أن إدارة المحطة وجهتهم بتطبيق التسعيرة الجديدة دون إبداء الأسباب.

من جهته، أوضح مصدر بوزارة الطاقة لـ”الترا سودان” أن الزيادة جاءت نتيجة آليات السوق، حيث تخضع أسعار الوقود لتقلبات الاقتصاد. وأضاف أن البنزين والجازولين باتا سلعتين تخضعان لقوانين العرض والطلب، وتتأثران بالسعر العالمي وسعر صرف الدولار، مشددًا على أن وزارتي الطاقة والمالية لا تتدخلان بشكل مباشر في تحديد الأسعار.

وتزامنت الزيادة الأخيرة في أسعار المواد البترولية مع رفع سعر الدولار الجمركي قبل أيام، في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يشهدها السودان، والتي تسببت في تراجع كبير في قيمة العملة الوطنية، حيث بلغ سعر صرف الدولار في البنوك نحو 2,800 جنيه.

وكانت هيئة الجمارك قد طبّقت، يوم الأربعاء 17 تموز/ يوليو، زيادة جديدة في قيمة الدولار الجمركي، رافعةً سعره إلى 2,400 جنيه للدولار الواحد.

مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا ترحيل 700 مواطن سوداني 

مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا ترحيل 700 مواطن سوداني 

ليبيا:وكالات

أعلنت سلطات مكافحة الهجرة غير الشرعية في ليبيا ترحيل 700 مواطن سوداني جرى ضبطهم جنوبي شرق البلاد وبالمنطقة الوسطى.

وجاء في بيان لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، يوم السبت، أن هؤلاء الأشخاص “منهم من أثبتت التحاليل الطبية إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية مثل (التهاب الكبد) و(الإيدز)، ومنهم من تم ضبطهم في حالات هجرة غير شرعية وتهريب، وأحكام قضائية، ومبعدون أمنيا”.

وكان الجهاز أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري ترحيل مهاجرين غير شرعيين من تشاد وبنغلاديش.

ويتخذ كثير من الفارين من الصراعات والفقر ليبيا منطلقا للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

17 شخصًا يلقون حتفهم بعد الضياع في الصحراء أثناء النزوح من دارفور إلى الولاية الشمالية

17 شخصًا يلقون حتفهم بعد الضياع في الصحراء أثناء النزوح من دارفور إلى الولاية الشمالية

الدبة:السودانية نيوز

قال مفوض العون الإنساني بالولاية الشمالية عبد الرحمن علي خيري إن 17 شخصًا من أصل 41 توفوا بعد أن تاهوا في الصحراء أثناء نزوحهم من منطقة الطينة بولاية شمال دارفور إلى محلية الدبة بالولاية الشمالية.

وتفقد مفوض العون الإنساني بالشمالية، د. عبد الرحمن علي خيري، بمستشفى دنقلا العسكري، أوضاع النازحين الذين نزحوا من مدينة الطينة بشمال دارفور، متجهين الي مدينة الدبة بالولاية الشمالية ضمن تدفقات النازحين المستمرة جراء الحرب.

وذكر المفوض، أن التقارير أكدت توهان حوالي ٤١ شخصا، تفرقت بهم السبل في الصحراء، فور خروجهم من مدينة الطينة متوجهين لمدينة الدبة بالولاية الشمالية.، مقدما شكره لأسرة المستشفى التي وقفت على الحالات منذ اللحظة الأولى واستقبلتهم بالرعاية والعلاج.
وأضاف المفوض، لدى تفقده الأوضاع من داخل المستشفى العسكري بدنقلا، أن من بين الحالات القادمة للمستشفى، عدد (١٣) طفلا، كما أن من بينهم (١٧) حالة وفاة، مهيبا بالجميع، رسميين وشعبيين، والقطاع الإنساني، من منظمات وطنية ودولية، بتقديم ما يلزم في مثل هذه الحالات، من الدعم والإسناد والرعاية وإكرام وستر الجثامين، والوقوف إلى جانب الحالات المتبقية بالمستشفى العسكري بدنقلا.

وقالت، مسؤولة منظمة تنمية الأطفال بالولاية، د. هيام عمر، أن النازحين الذين وصلوا المستشفى، أوضاعهم صعبة، خاصة وأن من بينهم أطفال ونساء، يحتاجون لرعاية خاصة، مشيرة إلى أن رحلة التوهان استغرقت نحو (٩) أيام في الصحراء مما تسببت في حدوث حالات جفاف وإعياء وإنهاك، مضيفة أن من بين ال (١٣) طفلا، (٧) من الإناث، و(٦) من الذكور، و(١٠) نساء من إجمالي الحالات، مضيفة أن من ضمن المتوفين (أسرة كاملة)، مهيبة الجميع بمد يد العون لهؤلاء النازحين القادمين من شمال دارفور، في أوضاع إنسانية سيئة. مقدمة شكرها لكل الذين استجابوا لنداء الإنساني لإسناد الحالات الموجودة بمستشفى دنقلا العسكري.
وأشارت، د. هيام عمر، أن من بين الحالات أطفال ونساء وكبار سن يحتاجون للمأكل والملبس، والعون اللازم حتى إنجلاء هذه الأزمة التي تعد أزمة إنسانية في المقام الأول، تستدعي وقوف كل المنظمات والواجهات الطوعية والخيرية.

أزمة اقتصادية وأمنية “طاحنة” تطوق ملايين السودانيين 

أزمة اقتصادية وأمنية “طاحنة” تطوق ملايين السودانيين 

وكالات:السودانية نيوز

تدهورت الأوضاع الأمنية والاقتصادية في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن السودان، وسط تزايد في أعمال القتل والنهب، واتساع رقعة الجوع بسبب تداعيات الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 من دون أي مؤشرات فعلية لوقفها.

ويقول مصطفى محمد، وهو أحد العائدين مؤخرا إلى بيته في منطقة أم بدة شمال غرب أم درمان، إن الأوضاع لا تزال على حالها بعد 26 شهرا من القتال.

ويوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”: “منذ عودتي قبل 10 أيام وأنا أعيش في حالة من الرعب الشديد، حيث يتجول مسلحون مجهولو الهوية في الشوارع ويتعاملون مع المارة بعنف شديد… البعض يفقد حياته بكل سهولة بسبب الانفلات الأمني الكبير”.

ويضيف: “الأوضاع المعيشية تزداد سوءا.. لم يعد بإمكاننا الحصول على احتياجاتنا الأساسية من غذاء ودواء، ليس بسبب الندرة وحدها بل بسبب ارتفاع الأسعار وشح المال لدى معظم السكان”.

ويرى النقابي والناشط السياسي، حسن الشيخ، أن الحملات المكثفة الداعية للعودة إلى الخرطوم مجرد فخ إعلامي، حيث وجد الكثير من العائدين أنفسهم في مدينة بلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات.ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “عاد الكثيرون ليجدوا أشباح الموت والجوع والخذلان في استقبالهم”.ويوضح: “الخرطوم لا تزال ساحة حرب.. من العبث الدعوة للعودة دون توفير الخدمات والأمن والحياة”.

وقال المرصد السوداني لحقوق الإنسان، إن هنالك أنماطا واسعة من الانتهاكات تُرتكب بحق الحقوقيين والمدنيين، شملت القتل خارج نطاق القانون، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب الجسدي والنفسي، إلى جانب الاستهداف الرقمي. وأشار التقرير إلى تعرض العشرات من النشطاء والناشطات لملاحقات واحتجازات تعسفية من دون توجيه تهم.

أزمة طاحنة

واستمر خلال الأيام الماضية ارتفاع أسعار السلع الأساسية بعد ارتفاع الدولار، وسط شح كبير في السيولة لدى السكان الذين فقدوا نسبة كبيرة من مصادر دخلهم بسبب الحرب.

يأتي هذا في ظل مخاوف كبيرة من اتساع رقعة الجوع التي تحاصر حاليا نسبة كبيرة من السكان، فيما قالت منظمة العفو الدولية إن الوصول إلى موسم الأمطار يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية.

وأكد تيغيري شاغوتا، مدير منظمة العفو الدولية في شرق وجنوب إفريقيا، على ضرورة أن تسمح أطراف النزاع بوصول إنساني آمن وغير مشروط، وأن توقف الهجمات على عمال الإغاثة ومرافقها.وتابع: “يحتاج النازحون السودانيون بشكل عاجل إلى الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية والمأوى”.وحثت المنظمة المجتمع الدولي على زيادة تمويل المساعدات الطارئة لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

غياب أفق الحل

وتسود الشارع السوداني حالة من الإحباط الشديد بسبب استمرار الحرب وعدم ظهور أفق للحل. وتعبر آمنة عبدالله، وهي معلمة تعيش في مناطق النزوح بولاية نهر النيل، عن غضبها حيال الفشل في الوصول إلى حل يوقف الحرب.

وتضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “من المؤسف أن يتجاهل العالم أزمة السودان ويفشل في إجبار المتقاتلين على وقف هذه الحرب التي شردتنا من بيوتنا وحولت حياتنا إلى جحيم”.

وتضيف: “لأكثر من عامين تعاني ملايين الأسر من الخوف وشظف العيش والتشتت من دون أي أفق لحل قريب.. لا ندري إلى متى سيستمر هذا الوضع”.

ويشدد الأكاديمي والباحث الأمين بلال، لموقع “سكاي نيوز عربية” على أن “استمرار الحرب ومعاناة السودانيين مرتبط بعدم قدرة قادة الجيش على الخروج من عباءة الإخوان وتجاوز قياداتهم المستفيدة من استمرار الحرب، وهو ما يهدد بدمار ما تبقى من البلاد

حمدوك يدعو الي معالجة تحديات مشروع الجزيرة لا يجب أن تتم بمعزل عن الإطار الأشمل لقضية التنمية

حمدوك يدعو الي معالجة تحديات مشروع الجزيرة لا يجب أن تتم بمعزل عن الإطار الأشمل لقضية التنمية

متابعات:السودانية نيوز

خاطب رئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” د. عبد الله حمدوك، المؤتمر الخاص بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس مشروع الجزيرة، والذي انعقد تحت شعار: “مشروع الجزيرة.. الحصيلة والوجهة بعد مئة عام”، وذلك في ظل ظروف استثنائية تعيشها البلاد بفعل الحرب المستعرة..

وفي مستهل كلمته، أشار حمدوك إلى أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت الدقيق يعكس إرادة السودانيين في الصمود والتطلع إلى مستقبل أفضل، رغم “الأزمة الوجودية” التي تمر بها البلاد. وعبّر عن أسفه لاستمرار الحرب وما جلبته من “موت وخراب ودمار”، منتقدًا ما وصفه بـ”علو صوت البندقية” على حساب صوت العقل والسلام.

وقال حمدوك إن الاحتفال بمئوية مشروع الجزيرة يحمل رمزية عميقة تؤكد ثقة السودانيين في قدرتهم على تجاوز المحن وصناعة المعجزات، مشيدًا بعطاء الملايين من بنات وأبناء الوطن الذين حافظوا على المشروع رغم التحديات.

واستعرض حمدوك تاريخ مشروع الجزيرة وتدهوره، لاسيما في ربع القرن الأخير عقب إلغاء قانونه في 2005، مؤكداً أن أي تعافٍ اقتصادي حقيقي لا يمكن أن يتحقق دون تسوية سياسية شاملة.

ودعا إلى الاستفادة من دروس القرن الماضي، وربط مشروع الجزيرة بروح العصر ومكتسبات التكنولوجيا والعلم.

وأكد حمدوك أن معالجة تحديات مشروع الجزيرة لا يجب أن تتم بمعزل عن الإطار الأشمل لقضية التنمية، مشددًا على أن الزراعة تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التحول الاقتصادي والتنمية المستدامة في السودان.

كما دعا لوضع استراتيجية وطنية واضحة للنهوض بالقطاع الزراعي، تربط بين الزراعة والأمن الغذائي والصناعة والتصدير، معددًا جملة من المطلوبات لإعادة تأهيل المشروع، تشمل: تحديث نظم الري، إدخال التقانات الذكية، تحسين الإدارة، إشراك المزارعين وسكان الكنابي، ضمان التمويل العادل، دعم البحث العلمي، وسن تشريعات واضحة تنظم العلاقة بين الدولة والمزارعين.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر نظمته منصة الموقع الاقتصادي السوداني بالتعاون مع المركز السوداني الأمريكي للبحوث والدراسات، وشهد مشاركة واسعة من خبراء الاقتصاد والزراعة، وممثلين لمجتمعات المزارعين والمهتمين بقضايا التنمية.