الإثنين, يوليو 28, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 16

تعثر ولادة حكومة “الأمل” في غياب التوافق داخل معسكر الجيش السوداني بعيدا عن التكنوقراط

تعثر ولادة حكومة “الأمل” في غياب التوافق داخل معسكر الجيش السوداني بعيدا عن التكنوقراط

وكالات:السودانية نيوز

رغم مرور أكثر من ستة أسابيع على تعيينه، لا تزال حكومة رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس غير مكتملة، وسط تأجيلات متكررة في إعلان التشكيل الوزاري النهائي، ما أثار تساؤلات واسعة حول أسباب التعثر في بلد يعيش حربًا مستمرة منذ أكثر من عامين بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

وبحسب مراقبين، فإن الخلافات بين المكونات العسكرية والسياسية الداعمة للسلطة في بورتسودان تُعد من أبرز أسباب التأجيل، إلى جانب تعقيدات ترتبط بتوزيع المناصب الوزارية بين الحركات المسلحة والمكونات القبلية والمناطقية، ما يضع تصور إدريس لحكومة “كفاءات وطنية غير حزبية” أمام تحديات كبيرة.

وكان إدريس قد أدى اليمين الدستورية في 31 مايو الماضي أمام رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد صدور مرسوم دستوري بتعيينه في 19 من الشهر ذاته. وفي 19 يونيو، أعلن ملامح ما سماها “حكومة الأمل”، التي قال إنها ستتكون من 22 وزارة، بعد حل الحكومة السابقة مطلع الشهر ذاته.

ومنذ ذلك الحين، شرع إدريس في تعيين الوزراء على دفعات، بدأها بوزيري الداخلية والدفاع، ثم الصحة والزراعة والتعليم العالي. وفي 11 يوليو، عيّن خمسة وزراء للمالية، والعدل، والحكم الاتحادي، والتجارة والصناعة، والشؤون الدينية، ثم تبعها بعد أربعة أيام بتعيين وزراء للإعلام، والثروة الحيوانية، والمعادن، والرعاية الاجتماعية، والبنية التحتية، ليصل العدد إلى 15 وزيرًا من أصل 22.

ورغم تأكيد إدريس أن حكومته ستعكس صوت “الأغلبية الصامتة”، إلا أن التعيينات شملت شخصيات محسوبة على الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام لعام 2020، إلى جانب عناصر مرتبطة بحزب المؤتمر الوطني المنحل، ما أثار جدلًا حول مدى استقلالية الحكومة الجديدة.

وفي تصريحات صحفية، اعتبر المحلل السياسي عثمان فضل الله أن التأجيل يعود إلى غياب التوافق بين المكونات المتناقضة التي تدعم السلطة، مشيرًا إلى أن “الأمر يحتاج وقتًا للوصول إلى صيغة توافقية بين أطراف منعدمة الثقة ومتناقضة الأهداف”. وأضاف أن تصور إدريس لحكومة تكنوقراط غير خاضعة للمحاصصة الحزبية والقبلية “غير قابل للتطبيق”، في ظل تصاعد المطالب من المليشيات والمكونات المناطقية للمشاركة في السلطة.

وأكد فضل الله أن إدريس اصطدم بهذه المجموعات، ما جعل تصوره غير قابل للتنفيذ، مشيرًا إلى أن الحركات المسلحة تحتفظ بمقاعد وزارية بموجب اتفاق جوبا، وهو ما يعقّد المشهد ويؤخر اكتمال التشكيل الوزاري.

وفي ظل غياب تعليق رسمي بشأن التأجيل، يرى مراقبون أن اتساع دائرة التشاور، التي تشمل مجلس السيادة والجيش والحركات المسلحة وقوى سياسية داعمة، يُسهم في إبطاء عملية التشكيل، ويعكس حجم التحديات التي تواجه رئيس الوزراء في بناء حكومة قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية وسط حرب مستمرة وأزمة إنسانية متفاقمة.

تواجه حكومة رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس تحديات متزايدة في استكمال تشكيلها، بعد مرور أكثر من ستة أسابيع على تعيينه، وسط تأخير يُعزى إلى خلافات داخل المكونات العسكرية والسياسية الداعمة للسلطة في بورتسودان، حيث تتواجد مؤسسات الدولة الانتقالية.

وبموجب اتفاق جوبا للسلام لعام 2020، تُمنح الحركات المسلحة 25% من المقاعد الوزارية، ما يفرض توازنات دقيقة في توزيع الحقائب الوزارية. ويرى المحلل السياسي عثمان فضل الله أن المناخ السياسي في بورتسودان لا يساعد على تشكيل حكومة متماسكة، مشيرًا إلى رفض شخصيات بارزة المشاركة في التشكيلة الوزارية، ما يعكس غياب القناعة السياسية لدى بعض الأطراف.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي محمد سعيد أن التأخير في إعلان الحكومة أمر طبيعي في ظل ارتباط التعيينات بـتوازنات قبلية وعسكرية، مؤكدًا أن القرار النهائي لا يعود لرئيس الوزراء وحده، بل يخضع لتفاهمات داخل مجلس السيادة الذي يهيمن عليه الجيش. وأضاف أن هذا التأخير يعكس ولادة متعثرة للحكومة، ما قد يؤثر على أدائها ويحولها إلى حكومة تنفيذية محدودة الصلاحيات، تنفذ ما يُملى عليها من الجهات العسكرية.

ويأتي هذا التعثر في سياق سياسي مضطرب، إذ يعيش السودان منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019 حالة من عدم الاستقرار السياسي والصراعات المسلحة. وبعد تشكيل سلطة انتقالية بشراكة بين المدنيين والعسكريين، انهارت هذه الشراكة إثر انقلاب قاده الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021 ضد حكومة عبد الله حمدوك، ما أدى إلى فضّ التحالف مع القوى المدنية.

ورغم محاولات الوساطة الإقليمية والدولية، فشلت جهود إعادة التوافق بين الأطراف المتنازعة، لتدخل البلاد في حرب ضارية منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وأسفرت هذه الحرب عن أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، بينما تشير دراسة صادرة عن جامعات أميركية إلى أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألفًا، ما يجعل الأزمة السودانية واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيدًا في المنطقة.

الجنيه السوداني يواجه انهيارًا جديدًا في السوق الموازي

الجنيه السوداني يواجه انهيارًا جديدًا في السوق الموازي

وكالات:السودانية نيوز

يواجه الجنيه السوداني انهيارًا جديدًا في السوق الموازي، حيث بلغ متوسط سعر صرف الدولار صباح السبت نحو 2,900 جنيه سوداني، مقارنة بـ560 جنيهًا فقط قبل عامين، ما يعكس تدهورًا وصل 421.429% خلال الفترة المذكورة، وفقًا لمصادر مصرفية تحدثت لموقع “أخبار السودان“. ويأتي هذا الانهيار في ظل تفاقم الأزمة المالية الناتجة عن الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، والتي أدّت إلى شلل شبه كامل في الاقتصاد الوطني.

وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن الاختلالات الحادة في سوق الصرف، خاصة في السوق الموازي، تُعد نتيجة مباشرة لتداعيات الحرب، التي أثرت على الطلب المتزايد على العملات الأجنبية، في ظل تراجع التحويلات الخارجية وانسحاب الودائع المحلية من البنوك. وأشار الخبراء إلى أن بنك السودان المركزي حاول في فترات سابقة السيطرة على سعر الصرف عبر إجراءات تنظيمية، بما في ذلك تغيير العملة، ونجح نسبيًا في تثبيت السعر ضمن نطاق محدود، قبل أن تعاود الأسعار ارتفاعها بشكل جنوني

وتُعزى الأزمة الاقتصادية إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها استمرار الحرب للسنة الثانية على التوالي، والسياسات المالية غير المستقرة، واضطرابات السوق وتأثيرها على التدفقات المالية الدولية، إلى جانب تراجع التحويلات من المغتربين وانخفاض الصادرات. كما ساهم توقف الصادرات في تعميق حالة الركود الاقتصادي، فيما تستمر عمليات طباعة الجنيه لشراء النقد الأجنبي، ما يُعزز من حالة التضخم. ويشير الخبراء إلى تفشي ظاهرة الدولرة وفقدان الثقة في البنوك المحلية، مما يُعقد من إمكانية الانتعاش الاقتصادي.

وتشير التوقعات إلى أن سعر الدولار قد يتجاوز حاجز 3,000 جنيه خلال الفترة المقبلة، ما يتطلب استعدادًا عاجلًا من بنك السودان المركزي، في ظل غياب رؤية اقتصادية واضحة. وتُظهر مؤشرات السوق أن أسعار الصرف باتت متقلبة بشكل يومي، مع تسجيل تغيرات تصل إلى ثلاث مرات في اليوم الواحد، ما يُبرز هشاشة النظام النقدي.

في المقابل، واصلت بعض البنوك المحلية رفع أسعار العملات تدريجيًا، حيث بلغ سعر الدولار في عدد منها نحو 2,250 جنيهًا، ما يُبرز الفجوة المتزايدة بين السعر الرسمي والموازي، ويعكس ضعف السياسات النقدية في كبح جماح التضخم. وقد حذّرت مؤسسات دولية من أن استمرار الأوضاع الأمنية والسياسية دون حل قد يؤدي إلى موجة تضخم جديدة تُهدد القوة الشرائية للمواطنين.

ويواجه بنك السودان المركزي ضغوطًا متزايدة، وسط اعتماد متزايد على طباعة العملة دون غطاء نقدي أو احتياطي أجنبي، ما يُفاقم من أزمة الثقة في النظام المالي. وتشير تقارير إلى أن الحرب أدّت إلى تعطّل الإيرادات الضريبية، وتراجع أداء القطاعين الزراعي والحيواني، وانخفاض قدرة المصارف على تمويل واردات أساسية مثل الوقود والقمح والدواء، ما يُنذر بمزيد من التدهور في المشهد الاقتصادي السوداني.

نيران صديقه.. سقوط حاوية حماية المسيرات يتسبب في انقطاع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر

نيران صديقه.. سقوط حاوية حماية المسيرات يتسبب في انقطاع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر

الدامر:السودانية نيوز
سقوط أحد حاويات الحماية من المسيّـــرات علي أحــد محولات محطة المقرن التحويلية بعطبرة  ادي الي انقطاع التيار الكهربائي ، و حالــة الظلام الذي إمتد حتي أجزاء من بحري جنوباً وعموم بورسودان شرقاً وعودة تدريجية مرتقبة هذا المســـاء لبعض الخطوط مع إرجاء البعض ليوم غدٍ

وأفاد مراسلنا بأن سبب انقطاع الكهرباء عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر لأكثر من 15 ساعة حتى الآن هو سقوط أحد حاويات الحماية من المسيّرات على أحد محولات محطة المقرن التحويلية بعطبرة. هذا الحادث أدى إلى حالة الظلام التي امتدت حتى أجزاء من بحري جنوبًا وعموم بورسودان شرقًا.

وتوقعت المصادر عودة الكهرباء تدريجيًا هذا المساء لبعض الخطوط. وسيتم إرجاء عودة الكهرباء لبعض المناطق حتى يوم غدٍ

مركزية مؤتمر الكنابي تُثمن العقوبات المفروضة على قائد ميليشيا “قوات درع السودان”

مركزية مؤتمر الكنابي تُثمن العقوبات المفروضة على قائد ميليشيا “قوات درع السودان”

كينيا:السودانية نيوز
أصدرت مركزية مؤتمر الكنابي – السودان بيانًا حول العقوبات المفروضة على قائد ميليشيا ما يُعرف بـ”قوات درع السودان”. يؤكد البيان أن الجرائم الوحشية التي ارتكبها المجرم “كيكل” وقواته بحق سكان الكنابي، تشمل التطهير العرقي والإبادة الجماعية وانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان.

وشددت في بيان ، (يجب أن يُقدَّم “كيكل” إلى محاكمة عادلة تضمن إنصاف الضحايا والمجتمعات المتضررة من سكان الكنابي.

واردف البيان (لم تغمض جفون الثكالى، ولم تجف دموع الأيتام والضحايا الأبرياء في كنابي البؤس والشقاء، جراء الجرائم الوحشية التي ارتكبها المجرم المدعو “كيكل” وقواته بحق سكان الكنابي، من تطهيرٍ عرقي وإبادة جماعية وانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان.
إننا في مؤتمر الكنابي بالسودان نؤكد أن لا سلام ولا عدالة ستتحقق دون محاسبة الجناة، وعلى رأسهم “كيكل”، الذي يجب أن يُقدَّم إلى محاكمة عادلة تضمن إنصاف الضحايا والمجتمعات المتضررة من سكان الكنابي، الذين تعرضوا لعقود من التهميش والاضطهاد.
ونُثمن عاليًا الخطوة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليون بفرض عقوبات على قائد هذه الميليشيا، ونعتبرها تطورًا مهمًا في اتجاه تحقيق العدالة الدولية، وهي بمثابة اعتراف صريح بحجم المأساة التي لحقت بمجتمعات العمال الزراعيين وسكان الكنابي بوسط السودان.
كما نُجدد تأكيدنا أن العدالة لن تسقط بالتقادم، وأن كل مجرم مهما طال الزمان، سيُحاكم على جرائمه.
إعلام مؤتمر الكنابي – السودان

منظمة مناصرة ضحايا دارفور تُدين القصف الجوي على مدينة أبوزبد وتحمل البرهان وياسر العطاء مسؤولية هذه الجرائم 

منظمة مناصرة ضحايا دارفور تُدين القصف الجوي على مدينة أبوزبد وتحمل البرهان وياسر العطاء، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم 

ابوزبد:السودانية نيوز
تدين منظمة مناصرة ضحايا دارفور القصف الجوي الذي نفذته طائرات الجيش على مدينة أبوزبد بولاية غرب كردفان يوم الخميس 17 يوليو 2025م. أفاد شاهد عيان لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور أن الطيران قصف المدينة حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا.

وقالت المنظمة في بيان ،ان  القصف أدى إلى مقتل 5 من الأبقار. و خلق القصف حالة زعر وهلع وسط المدنيين.

وحملت المنظمة ، الجيش، وعلى رأسه البرهان وياسر العطاء، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم باستهداف مجموعات عرقية محددة بحجة أنهم حواضن للدعم السريع.

وتابع البيان تدين منظمة مناصرة ضحايا دارفور القصف الجوي بواسطة الطيران الجيش لمدينة أبوزبد بولاية غرب كردفان الخميس ١٧ يوليو ٢٠٢٥م حين افاد شاهد لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور ان الطيران حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا قصف مدينة ابوزبد مما ادي مقتل ٥ من الابقار وخلق حالة زعر وهلع وسط المدنيين شهدت مدينة ابوزبد نزوح حوالي ٣٠ الف شخص جراء قصف الطيران التابع للجيش مراكز ايواء النازحين والمدينه، ما يحدث في كردفان يرتقي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تطالب المنظمة بحقيق عاجل من قبل المحكمة الجنائيه الدولية التحقيق، تحمل المنظمة الجيش وعلي راسه البرهان وياسر العطاء المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم باستهداف مجموعات عرقية محددة بحجة انهم حواضن للدعم السريع.
تطالب المنظمة الجيش بوقف القصف الجوي فورا علي مدن كردفان.

الجميل الفاضل يكتب: سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! بعيون “فولكر”: هل أضحى السودان في كف عفريت؟! 

0

الجميل الفاضل يكتب: سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! بعيون “فولكر”: هل أضحى السودان في كف عفريت؟! 

في أحد أكثر حواراته جرأة، جلس فولكر بيرتس، المبعوث الأممي السابق، ليكشف ما لم يكن يُقال علناً.
لم يكن الرجل يتحدث كدبلوماسي متزن، بل كمن رأى حريقا يسري يلتهم هشيما يابسا، وهو يسمع أزيز ريح قادمة.
ففي نظر فولكر، السودان لم يعد يقف عند حافة الهاوية فحسب، بل هو يقف الآن مترنحا على كف عفريت مارد، يهتزّ، يتأرجح، في عين العاصفة.
يقول فولكر: “أن جميع المؤشرات تدل علي تفكك الدولة، وان النتيجة المرجحة هي مزيج من التفتت والجمود”.

الانتصارات الموضعية:

مردفا بأن الانتصارات الموضعية هنا او هناك في حرب السودان لا تمثل جوهر المسألة.
هكذا قالها فولكر وكأنه يقرأ من كتاب سطوره سوداء تلتمع على خلفية ملتهبة.
فكل حديث عن استعادة مدينة هنا أو خسارة أخرى هناك، يري أنه أمر لا يمس جوهر الكارثة.
ينظر للحرب بأنها ليست حربا تقليدية، يتصور أنها حرب تشظي، تنمو كالأورام، بينما تنهار تحت الأقدام الدولة برمتها ومن داخلها.

حرب أهلية في الطريق:

نعم، يؤكد فولكر أن الوقت لا يعمل لصالح أحد، ويمضي ليقول: في الوقت الحاضر لا تبدو الحرب في طريقها الي النهاية، وأنه في حال طال أمد النزاع، فسيتحول الي حرب أهلية حقيقية، تستقطب مجموعات قبلية واثنية متعددة، قد تقود الي تفكك شامل للبلاد”
في واقع يقول مع كل يوم يمر، بتورط قبائل، وتفتق تحالفات، وتولد صراعات من داخل الصراعات نفسها.
إنها ليست فقط حرب جيش ودعم سريع، بل هي تطور أخير لحروب متطاولة، تستدعي الآن شياطين التاريخ كلها.

تفكك وجمود:

السودان ينكسر بين أيدينا كفخار.
مدن تحكمها سلطات أمر واقع تفرضها الضرورة والحاجة، وأخرى تدار من خارجها بقانون القوة، تحت لافتة لا تعترف بمجد سوي للبندقية، بينما مركز هلامي متقزم متقاصر، تتقاذفه المنافي بين بؤس الحواضر الافتراضية وما يسمي بالعواصم الإدارية.
إنه تفكك بلا إعلان تفكك، وجمود صورة بلا استقرار حالة، السودان الآن جسد مسجّى على طاولة إنعاش، لا يموت فيها ولا يحيا.

العفريت الفارسي:

لكن شبح العفريت الفارسي الصفوي لا يزال يعبث بالخرائط يحركها من طرف خفي، رغم جراحه من جانب الي آخر.
ليرتفع حاجب فولكر وهو يطالع الروابط بين الإسلاميين السودانيين، والحوثيين في اليمن، وحركة الشباب في الصومال بدعم إيراني وراء الستار، وليس بمحض مصادفة.

تغير الخرائط:

“الخرائط تغيرت”، يقول فولكر:
لم تعد هناك حدود واضحة بين الشام والقرن الإفريقي، بين العمائم والعمائر والصحاري، بين الميليشيا والدولة.

جرس إنذار:

لكن السؤال الكبير؟ هل في الأفق مخرج؟
بيرتس لا يحمل وصفة جاهزة.
لكنه يرى أن العالم يراقب، وان كان لا يملك خطة واضحة.
فالكل ينتظر لحظة حسم لا يأتي أو سقوط لا يبدو.
علي أية حال، فإن فولكر لا يطرح تحليلاً باردا، بل يقرع جرس الإنذار.
ففي رؤيته، يبدو السودان الآن بين براثن قوى إقليمية تتصارع، ونخب داخلية تتنازع، وخرائط تتبدل، وصراعات تتشابك.

بعثوا برسالة الي مؤتمر مئوية المشروع أبناء الجزيرة ..نريد مشروعًا يُبنى من وجوه المزارعين

بعثوا برسالة الي مؤتمر مئوية المشروع أبناء الجزيرة ..نريد مشروعًا يُبنى من وجوه المزارعين، وأصوات شباب الكنابي، وأحلام أطفال القرى.

كتب :حسين سعد
أرسل نداء أبناء الجزيرة رسالة مؤتمر مرور مئة عام علي تأسيس مشروع الجزيرة والمناقل التي ينظمه موقع الإقتصادي السوداني بالتضامن مع المركز السوداني الامريكي للبحوث والدراسات الإقتصادية تحت شعار (مشروع الجزيرة ..الحصيلة والوجهة بعد مئة عام من المسير) الذي تنطلق جلساته اليوم وغدا يومي 25 و26 من الشهر الحالي ، وقالت الرسالة التي أطلعت عليها (السودانية نيوز) إن الحرب الأخيرة، لم تمزّق الأرض وحدها، بل مزّقت الإنسان، وأصابت شباب الجزيرة في طموحاتهم، وأربكت مجتمعاتهم، وقطعت جسور التنمية بينهم وبين الدولة، وشددت الرسالة نكتب إليكم اليوم لا بصيغة احتفائية، بل بنداء وطني جاد ومُلزم: من أجل إنقاذ المشروع، لا بد من إصلاح حال الإنسان فيه أولاً، وأوضحت الرسالة إن أبناء الجزيرة وشبابها يواجهون اليوم تحديات صارخة تشمل إنقطاع التعليم والتدريب، وغياب فرص التمكين المهني تراجع الخدمات الصحية والنفسية في ظل آثار الحرب غياب العدالة في توزيع الموارد، وانكماش المساحات التشاركية في اتخاذ القرار تآكل البنية التحتية الزراعية، وتهديد الأمن الغذائي ضعف سياسات التمويل، وتراجع الإرشاد الزراعي، وتفكك المنظومة التعاونية وبناءً عليه، وطالبت الرسالة بإنشاء برامج متخصصة لتأهيل الشباب وتمكينهم في الإدارة، والإعلام، والزراعة الرقمية إطلاق خطة لإعادة بناء الإنسان نفسياً واجتماعياً، قبل إعادة بناء الحقول والمنشآت إعادة هيكلة المشروع ليكون نموذجًا اقتصادياً عادلاً وشاملاً تطوير التشريعات لحماية الأرض من التعدي، وضمان مشاركة حقيقية لأهلها في صنع القرار دعم المبادرات البيئية المستدامة، والتشجير، وإدماج الحيوان في الدورة الزراعية تعزيز الإعلام المحلي ودوره في الرقابة، والتوعية، وتوثيق التجارب إصلاح مؤسسي شامل يشمل التعاونيات، والإدارة، والري، والتسويق الزراعي، وشددت الرسالة على ضرورة أن يكون الإصلاح جذريًا، شاملاً، وإنسانيًا، وقالت الرسالة :نريد مشروعًا لا يُدار من خلف المكاتب، بل يُبنى من وجوه المزارعين، وأصوات شباب الكنابي، وأحلام أطفال القرى. يذكر ان مؤتمر (مشروع الجزيرة ..الحصيلة والوجهة بعد مئة عام من المسير) يخاطبه جلساته اليوم كل من الدكتور عبد الله حمدوك و الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان وصديق عبد الهادي ، وممثلي ملاك الأراضي،

ويقدم في الإحتفالية لفيف من الخبراء والباحثيين العديد من أوراق العمل مثل التقنية الزراعية وإمكانية إستخدامها في المشروع للدكتور عبد الله الخضر وورقة عن مساهمة الفنون في التعايش الثقافي والإجتماعي بعد نهاية الحرب للإستاذ عفيف إسماعيل ، وورقة دور برامج رفع الأنتاجية للمحاصيل والإرشاد الزراعي في تطوير المشروع للدكتور بابكر حمد ، وورقة إدارة الري بالمشروع الماضي والحاضر والمستقبل والحلول للدكتور سيف الدين حمد ، وورقة المسئولية المجتمعية في الزراعية مشروع الجزيرة نموزجاً للدكتورة بخيتة محمد عثمان ، وورقة كيف نقل مشروع الجزيرة سكانه من مجتمع الطرق والطوائف والأعراق إلى مجتمع مدني للدكتور عبد السلام نورالدين ، وورقة الحركة التعاونية للأستاذ محمد عبد الوهاب العتيبي ، وورقة إدخال الحيوان في الدورة الزراعية للدكتور التاج محجوب ، وورقة ملكية الأرض وكيفية حمايتها للدكتور سلمان محمد أحمد سلمان ، وورقة تحديات التمويل وإعادة الإعمار في السودان للأستاذ عمر سيد أحمد وورقة التمويل ودوره في نهوض المشروع للدكتور حامد الأمين ، وفي اليوم الأخير للإحتفالية يقدم جعفر محمدين ورقة العمال الزراعيين سكان الكنابي وقضاياهم بينما يقدم الصحفي حسين سعد ورقة الاعلام في مشروع الجزيرة بين التوعية والتقصير ، ويقدم الاستاذ تاج السرالملك ورقة أثر المشروع في التطور الثقافي والإبداعي بالجزيرة ، ويقدم دكتور محمد القاضي ورقة المبيدات الكيماوية بالمشروع مشاكل وحلول ممكنة ، ويقدم الدكتور صديق عبد الهادي ورقة قضايا الإصلاح المؤسسي للمشروع

عندما يصبح السلام صفقة سياسية: دروس من التجربة السودانية

عندما يصبح السلام صفقة سياسية: دروس من التجربة السودانية
نحو تجاوز المحاصصة وبناء دولة ما بعد الحرب(6)

تحليل:حسين سعد
تعكس الحرب بين الجيش والدعم السريع 2023م – قمة المحاصصة ،وأخطر نتائجها، حيث تجلّى فيها الصراع العاري على السلطة بين جهتين عسكريتين كانتا تتقاسمان الدولة، دون مشروع موحّد، قوات الدعم السريع، التي نشأت أصلًا لمحاربة الحركات المسلحة فلي دارفور قبل أن تُدمج جزئيًا في الدولة، إحتفظت بهياكل مستقلة وقوة إقتصادية خاصة، مدعومة بتوازنات سياسية وتحالفات إقليمية، والجيش، الذي يُفترض أنه العمود الفقري للدولة، دخل في صراع مباشر مع شريك الحكم، ما حدث لم يكن مجرد إنقلاب أو تمرد، بل إنفجار حتمي لمعادلة مختلّة قائمة على تقاسم النفوذ بين قوتين مسلحتين دون سلطة مدنية مستقلة ولا رؤية وطنية جامعة. وكانت النتيجة مئات الآلاف من الضحايا، وانهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة، وهجرة جماعية، وانقسام داخلي عميق قد يمتد لسنوات، تمثّل هذه الأمثلة الواقعية مزيجًا من سوء التقدير السياسي، والانخراط في محاصصات لا تخدم إلا النخب المسلحة والسياسية، دون أدنى اعتبار لحاجة البلاد إلى الاستقرار والتنمية وبناء دولة وطنية حقيقية.
تسويات هشة ومخاطر مستدامة:
أن الممارسة الواقعية للمحاصصة في السودان سرعان ما كشفت عن أبعاد عميقة ومركبة من التأثيرات السياسية والاجتماعية، تجاوزت نطاق الترتيبات المؤقتة لتعيد تشكيل بنية الدولة والمجتمع على أسس هشّة، فعلى المستوى السياسي، أسهمت المحاصصة في تفتيت السلطة المركزية، وإضعاف المؤسسات الوطنية، وتحويل المناصب إلى أدوات للمكافأة السياسية، مما قوّض فرص بناء دولة مدنية ذات مشروع وطني جامع. كما أدت إلى تعطيل الإصلاح المؤسسي، لأن الولاء السياسي أصبح هو معيار التعيين بدلاً من الكفاءة، وهو ما عمّق الفساد الإداري وأعاق فاعلية أجهزة الدولة، أما على المستوى الاجتماعي، فقد كرّست المحاصصة الانتماءات الإثنية والجهوية كمرجعيات للتمثيل السياسي، بدلاً من تعزيز مفهوم المواطنة المتساوية. ونتيجة لذلك، تعزز الشعور بالغبن والتهميش بين قطاعات واسعة من الشعب، مما خلق واقعًا من الانقسام الاجتماعي، وعزز النزعة المناطقية بوصفها وسيلة للحصول على نصيب من السلطة والثروة، لا بوصفها مكونًا من مكونات التنوع الوطني، إن التحليل العام للأثر السياسي والإجتماعي للمحاصصة في السودان بعد إستعراض جذور المحاصصة وأنواعها وتجلياتها في التجربة السودانية، يبرز بوضوح أن هذا النموذج في تقاسم السلطة لم يكن مجرد خلل فني في إدارة الحكم، بل مثّل عائقًا بنيويًّا أمام بناء الدولة الوطنية الحديثة. وقد أفرزت المحاصصة آثارًا سياسية واجتماعية عميقة، كان لها دور جوهري في إعادة إنتاج الأزمة، وتوسيع دائرة الهشاشة داخل المجتمع والدولة معًا.
شلل مؤسسات الدولة:
من الناحية السياسية أدي منهج المحاصصة إلي شلل مؤسسات الدولة وتحلل القرار الوطني ضعف الإرادة السياسية الموحدة: تفرّق الولاءات داخل السلطة أدى إلى غياب مركز قرار موحد، فتشتت السياسات، وتعطلت مشاريع الإصلاح، وتراجع الأداء الحكومي إلى أدنى مستوياته، كل طرف مشارك في المحاصصة كان يرى نفسه وصيًا على حصة بعينها، لا ممثلاً للوطن كله. هذا أضعف ثقة الشارع في الأحزاب السياسية، والمؤسسات التنفيذية، والمجالس التشريعية، ما وسّع الفجوة بين الدولة والمواطن، وبدلاً من أن تقود المحاصصة إلى استقرار مرحلي يقود إلى انتقال ديمقراطي، أصبحت هي نفسها أداة لتمديد الأزمات، عبر إدامة الصراعات داخل السلطة وخارجها، ومن الناحية الاجتماعية تسببت المحاصصة في تفتيت النسيج الوطني وزيادة الاستقطاب تعزيز الهويات الأولية (القبلية، الجهوية، الإثنية): في ظل المحاصصة، أصبحت الانتماءات الضيقة هي المدخل للمشاركة السياسية والحصول على الموارد، ما عزز الانقسام المجتمعي وأضعف فكرة المواطنة، عندما ترتبط السلطة بالمحاصصة، تُصبح القوة هي الوسيلة الأسهل للدخول إلى المشهد السياسي. ولذلك اتجه كثير من الشباب والمهمشين إلى العنف كطريق مختصر نحو التمثيل أو الحصول على (نصيب) من الدولة، ومع تراجع العدالة في توزيع الفرص، وغياب شعور المواطن بالتمثيل الحقيقي، تآكلت قيم الانتماء، وبدأت تظهر نزعات تفكيكية وانفصالية، كما يتجلى في بعض الخطابات الجهوية الصاعدة، خاصة في دارفور والشرق.


تفشي الفساد وتعطل التنمية:
من الناحية الاقتصادية أُخضعت مؤسسات الاقتصاد الوطني لمعادلات المحاصصة، فتم تعيين غير المؤهلين على رأس مؤسسات مالية وتجارية حساسة، مما أدى إلى سوء الإدارة، وانهيار الخدمات، وتفشي الفساد وإنعدام التخطيط الاستراتيجي لان كل فصيل داخل السلطة اهتم بإدارة ملفاته الخاصة، ما تسبب في غياب الرؤية الاقتصادية المتكاملة، وتوقف معظم برامج التنمية والإصلاح، وإنعدام الإستقرار الناتج عن تنازع مراكز القوة، وغياب الشفافية، أدى إلى عزوف المستثمرين، وتراجع ثقة الشركاء الدوليين، مما عمّق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ومن الناحية النفسية تسبب في ترسيخ ثقافة الإحباط وفقدان الأمل تكرار الإخفاقات السياسية، رغم التضحيات الشعبية الكبرى، أدى إلى شعور عارم بالإحباط، خصوصًا بين فئة الشباب، وغابت الثقة في إمكانية التغيير من داخل المنظومة السياسية الحالية، في ظل إنسداد الأفق، اتجه كثير من السودانيين إلى البحث عن النجاة الفردية، سواء بالهجرة، أو الانزواء، أو القبول بالأمر الواقع، ما يهدد رأس المال الاجتماعي في السودان، كل هذه المظاهر تعكس حقيقة واحدة: أن نظام المحاصصة في السودان لم يكن وسيلة لاستيعاب التنوع أو إدارة التعدد، بل أصبح وقودًا لاستمرار الأزمة وتفاقمها. ومن دون كسر هذه الحلقة المفرغة، سيبقى السودان عالقًا في دوامة انعدام الاستقرار، مهما تغيرت الحكومات أو الوجوه.
الخاتمة:
في خضم التحديات التي واجهها السودان على مدار تاريخه السياسي، تبرز اتفاقيات السلام القائمة على المحاصصة وتقسيم السلطة كأحد أبرز مظاهر فشل النخب في بناء مشروع وطني جامع. لقد أثبتت التجربة، بما لا يدع مجالًا للشك، أن هذه الإتفاقيات – رغم ما تحققه من تهدئة مؤقتة – تفتقر إلى المقومات الحقيقية للسلام المستدام، لأنها تكرّس منطق الامتيازات لا منطق الحقوق، وتعزز الانقسام لا الوحدة، وتُنتج سلطات هشة لا مؤسسات قوية، إن الطريق إلى السلام العادل والدائم في السودان لا يمكن أن يُعبّد عبر تقاسم السلطة بين من حملوا السلاح ومن تمسكوا بالسلطة، بل يجب أن يقوم على إرادة وطنية شاملة تُعيد تعريف الدولة السودانية كدولة مواطنة، وعدالة، ومؤسسات، لا كدولة توازنات مؤقتة بين نخب متصارعة. إن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الاعتراف بأخطاء الماضي، وتجاوز نهج المحاصصة، وفتح المجال لحوار وطني جامع تُشارك فيه كل القوى الفاعلة: السياسية، والمجتمعية، والشبابية، والنسوية، من أجل بناء عقد اجتماعي جديد يعبر عن تطلعات السودانيين في السلام، والحرية، والعدالة، وعليه، فإن الدرس الأكبر الذي يجب أن يستخلصه السودانيون من هذه الاتفاقيات، هو أن السلام لا يُشترى بالمناصب، بل يُبنى بالثقة، والعدالة، والإرادة الصادقة في التغيير الجذري. فقط حينها يمكن أن تُطوى صفحة الحروب، وتُفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان، تليق بعراقة شعبه وتضحياته الطويلة(يتبع)

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على بنك الخليج وقائد قوات درع السودان المساندة للجيش أبو عاقلة كيكل.

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على بنك الخليج  وقائد قوات درع السودان المساندة للجيش أبو عاقلة كيكل.

بروكسل:السودانية نيوز

أعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على بنك الخليج وشركة ريد روك للتعدين والقائد بالدعم السريع حسين برشم وقائد قوات درع السودان المساندة للجيش أبو عاقلة كيكل.المتهم من قبل منظمات حقوقية اممية ودولية ومحلية، بارتكاب جرائم حرب ، وجرائم ضد الانسانية بولاية الجزيرة ، بجانب التهجير القسري لبعض المكونات بالمنطقة
وأضاف الاتحاد في بيان “يخضع الأشخاص المدرجون اليوم لتجميد الأصول ويُحظر تقديم أي أموال أو موارد اقتصادية لهم أو لصالحهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، كما يُطبق حظر سفر على الأشخاص الطبيعيين المدرجين في القائمة إلى الاتحاد الأوروبي”

يذكر بأن قائد قوات درع السودان ابوعاقلة كيكل كان أحد أبرز قادة الدعم السريع قبل أن ينحاز للجيش السوداني وارتكبت أثناء قيادته كل الجرائم والانتهاكات في ولاية الجزيرة ، اما برشم ما زال أحد قادة الدعم السريع الميدانيين .

كما شملت العقوبات الأوروبية الجديدة أيضاً “مؤسسة مناجم الصخر الأحمر”، إضافة إلى شخصين، وذلك في إطار الضغط على الأطراف المتورطة في الحرب، ومنع أي تمويل قد يطيل أمد النزاع الدامي في السودان. واعتمد الاتحاد الأوروبي اليوم الحزمة الرابعة من الإجراءات التقييدية ضد فردين وكيانين، وذلك في ظل استمرار تدهور الوضع الخطير في السودان، حيث تدور الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين. يذكر انه وفي يناير 2025، فرضت واشنطن عقوبات على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، متهمة إياه بـ”السعي لإنهاء الصراع عن طريق الحرب وليس عبر المفاوضات”.

كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية بمناسبة اليوم العالمي لنيلسون مانديلا

كلمة معهد جنيف لحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية بمناسبة اليوم العالمي لنيلسون مانديلا

جنيف:السودانية نيوز

في مثل هذا اليوم من عام 1918م ولد الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا،  درس القانون وعمل بالمحاماة ثم انخرط في العمل السياسي الثوري المناهض للاستعمار، وسرعان ما سطع نجمه مناهضا لسياسة الفصل العنصري ، تعرض للاعتقال والمحاكمات عدة مرات وفي عام 1962 أدين بتهمة العمل لتقويض نظام الحكم والتآمر والتخريب فحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة. فقضى 27 عاما في السجن ولم يفرج عنه إلا في عام 1990م ، خرج ليجد بلاده تعاني حربا أهلية طاحنة فقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء نظام الفصل العنصري وإقامة انتخابات عامة متعددة الأعراق، الشيء الذي تحقق في عام 1994م، فانتخب بموجب هذه الانتخابات رئيسا لجنوب أفريقيا وشكل حكومة وحدة وطنية وضعت دستورا جديدا وأنشأت لجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت إبان نظام الفصل العنصري ، نال جائزة نوبل للسلام عام 1993م.

في يوم ميلاد نيلسون مانديلا، نستحضر سيرة رجلٍ نذر حياته للحرية والعدالة، فواجه القمع والسجن 27 عامًا دون أن تنكسر إرادته. خرج ليقود بلاده نحو مصالحة تاريخية، وينهي نظام الفصل العنصري، ويُرسّخ قيم التسامح والمساواة وحقوق الإنسان. لم يكن مانديلا زعيمًا عادياً، بل رمزًا عالميًا للكرامة الإنسانية، جسّد بإيمانه العميق بالسلام والتعايش أن أعظم الانتصارات تُصنع بالعفو لا بالانتقام، وبالوحدة لا بالفرقة. اليوم، في عالم تنهشه الحروب وتغيب فيه العدالة، تبقى رسالته منارة أمل ومصدر إلهام لكل من يؤمن أن الإنسانية تستحق أن تُناضل من أجلها.

لقد أدّى نضال مانديلا إلى تحرير الإنسان قبل الأرض، وأصبحت الانتهاكات اليوم تُقارن بماض قاس كان يفترض أن يُطوى، إلا أننا نرى عودة مظلمة لخطابات الديكتاتورية والكراهية وممارسات الهيمنة، حتى وإنْ تنكّرت بأقنعة حديثة. ومع كل هذا، تبقى قيم مانديلا حاضرة كمرجعية أخلاقية لا تسقط بالتقادم، ومبادئه نوراً في زمن العتمة.

نحتفي اليوم في ظل واقع عالمي ملتهبٍ بالصراعات والنزاعات الداخلية، من ليبيا لسوريا مرورا بالسودان، ومن اليمن للاحتلال في فلسطين مرورا بلبنان والعراق، ومن مشاهد الإبادة الجماعية إلى الحرب الروسية الأوكرانية، تغيب الإنسانية وتُغتال العدالة، ويعلو صوت القوة على صوت الضمير. إنّ ما نعيشه اليوم من تراجعات مقلقة في القيم والمبادئ يجعلنا نتشبّث برسالة مانديلا ونستلهم من نضاله ضد العنصرية والاضطهاد والظلم، حين كرّس حياته من أجل كرامة الإنسان وحرية الشعوب، فكان نضاله مصدر إلهام عالمي لقيم التسامح والعدالة والمصالحة.

إننا في معهد جنيف لحقوق الإنسان والشؤون الإنسانية إذ نحتفي بهذا اليوم، نترحم على روح الزعيم الملهم ونجد العزاء كله في سيرته العظيمة وفي الاقتداء بنهجه وفي استلهام معاني الصفح والتسامح والنزعة نحو البناء والعطاء واستشراف المستقبل المضيء وغض النظر عن ظلمات الماضي ومراراته، ونؤكد أن القيم التي عمل لها مانديلا ستبقى ما بقيت الإنسانية، وستبقى سيرته نبراسا لكل دعاة الحق والخير في هذا العالم.