الأحد, سبتمبر 7, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 185

محمد بدوي يكتب :الحداحيد والغجر…أنامل نقش علي أوتار الجمال

0

محمد بدوي يكتب :الحداحيد والغجر…أنامل نقش علي أوتار الجمال

أعيد نشر المقال بذات العنوان الذي نشر به في مجلة الحداثة قبل اعوام، ولعل ما دفعني إلي ذلك هو متابعتي لصعود مصطلح الحداحيد بمحموله المرتبط بأشكال الرق الحديثة إلي مسار نقاشات بعض منصات الوسائط الاجتماعية، حيث تم تناولها من بعض النشطاء في وصم تحقيري وتحجيم طرف في النقاش يبدو أنه ينتمي إلي مجموعة الحداحيد،مجمل التداول جاء في سياق الحرب الاسفيرية بين داعمي/ مناصري طرفي الحرب الرئيسين في حرب ابريل السودانية وحلفاءهم، وهذا يشير إلي تفرع خطاب الكراهية واستخدامه داخل المجموعات السكانية من أطراف ينتمون لها لكن تختلف منصة وقوفهم من أطراف الحرب، ياتي الاستخدام هذه المره لسلب الحق في التعبير، والمثير للقلق أن يتم ذلك في بث مباشر أطراف المنصة الرئيسية من الشباب، الراجح أن اغلبهم يحملون وثائق سفر ويتمتعون بالعيش في دول غربية تجرم دساتيرها خطاب العنصرية والكراهية بل بعض هذه الدول على حساسية عالية تجاه ذلك نتيجة لتواريخ ارتبطت بانتهاكات ممنهجة .
خطورة استدعاء هذا الخطاب ينبه إلي السياق التاريخي الوطني وإهمال العدالة الاجتماعية،واستمرار الحروب السياسية، والهدر الإنساني للشباب تاريخيا ما بين الموت / القتل في الحروب ذات الدوافع السياسية، الانتهاكات التي شهدتها بعض معسكرات التدريب للخدمة الوطنية، ظاهرة تجنيد الاطفال، المشاركة للقتال في اليمن وليبيا،ومع التنظيمات الارهابية خارج البلاد ك” داعش” وغيرها، الاستهداف من النظام العام،والاستهداف الذي لم يسلط عليه الضوء كثيرا بالمخدرات التي كانت تصل البلاد في شحنات كبيرة ” الحاويات”،القتل بالرصاص الحي في المظاهرات السلمية ووالمواكب، الظروف الأمنية والاقتصادية التي دفعت اعداد كبيرة منهم لركوب المخاطر ” السنابك ” في سبيل هجرة إلي الدول الاروبية.
المراقب للميديا يقف على ان بعضهم يعرفون أنفسهم ب” الجنقو” إعلاميا عبر الوسائط ، في إعادة لمشهد غياب العدالة الاجتماعية الذي دفع بهم لتحمل مخاطر الهجرة عبر المحيطات ” لبلوغ الضفة الاخري بحثا عن حياة كريمة،لتاتي المفارقة بأنه رغم ذلك يتبني بعضهم الخطاب التمييزي تجاه الآخر في حوارات الوسائط المسلجة والمباشرة، التي بدلا من أن تكون هادفة صارت ساحة حرب أخري على الاسافير، فبين الجنقو والحداحيد ما يمكن التعبير عنه ” الجنقو والحداحيد قل لا عاش من يفصلنا”، لكن ها هو غياب جهود وقف الحرب بعد ما يقارب العامين يكشف عن تراجع مستمر وإعادة إنتاج تاريخية للخطاب العنصري و الكراهية علنا وبلا غبينة!

المقال كما نشر في مجلة الحداثة في وقت سابق

من نافلة القول أن إتفاقية السلام الشامل 2005م التي أصبحت دستوراً لجمهورية السودان قد حملت مكاسب جوهرية ولا سيما في العلاقة بين المواطن والدولة، علي سبيل المثال لا الحصر وثيقة الحقوق المادة (27) وكذلك المادة السابعة (7) التي نصت علي تنظيم المواطنة والجنسية.
بالنظر إلي ديباجة الدستور يُمكن القول أنها نصت صراحةً علي أن أحد الأهداف هو(إعلاء قيم العدل والمساواة وحفظ كرامة الإنسان ومساواة الرجال والنساء في الحقوق والواجبات ) الأمر الذي وضّح بشكلٍ قاطعٍ إلتزام الدولة تجاه مواطنيها، ذات النص من ناحية اَخري يُشكل إلتزاماً تجاه المواطنيين ولا سيما تجاه بعض الممارسات المستمرة في الواقع السوداني التي لا تُمثل الدولة طرفاً أصيلاً فيها مثل الإستعباد أو الأنماط المعاصرة للرق بقدر ما أنها ظلت تُمارس داخل المجموعة الواحدة من قبل بعض الشعوب السودانية تجاه مجموعات تشاركها ذات الأصول الإثنية.
يسعي هذا المقال إلي إلقاء الضوء وتتبع أشكال الممارسات التي يُمكن تصنيفها بالإستعباد أو الرق المعاصر، وقبل الخوض أود أن أُشير بوضوح إلي أن هدف المقال هو تسليط الضوء علي ممارسات في الواقع السوداني ظل تناولها محفوفاً بالكثير من الرهبة والخوف من النقد والهجوم، لكن يظل الأمر يتعارض مع الحق في الكرامة الإنسانية التي نصت عليها الأديان والمواثيق الدولية وكذلك الدستور السوداني 2005م، أضف إلي ذلك ولكي تحقق دولة المواطنة والمساواة فيجب ألا تقتصر الجهود الرامية إلى حل وتسوية أزمات إدارة الدولة السودانية المرتبطة بالإستقرار السياسي دون الإلتفات إلي مثل هذه القضايا المرتبطة بخلل في بنية الواقع الإجتماعي لأنها توربينات تنتج شحن سالبة تعمل علي تآكل لحمة المواطنة مما قد يجعل تحقق أية جهود إصلاحية لتفكيك ما راكمته ممارسات الحكومات المركزية من أزمات تصطدم مره ثانية بنيران ظلت تتدثر (برماد ) فنعود إلي لنرزح مرةً أخري في دائرة مظاهر ذوبان فكرة الدولة في أذهان بعض المجموعات السودانية محمولة علي مزالق تعمل علي إحداث مزيداً من الشروخ في التواريخ الإجتماعية.
المقال يسعي لتناول مجموعتي الحداحيد التي تنحدر من إثنية الزغاوة والثانية مجموعة الغجر، قبل الخوض في واقع هاتين المجموعتين وما تتعرضان له من إنتهاكات تتعلق بأنماط الرق أو المعاملة الحاطة من الكرامة، لفظاً أو فعلاً، أود أن أذهب في إستعراض يتعلق بالأنشطة الإقتصادية لكليهما لوجود بعض التشابه من جانب بالإضافة إلي كون ذلك يرفد الواقع الإقتصادي بالكثير من أدوات الإنتاج فضلاً علي أن نمط دائرة هذا النشاط يكشف عن إمتلاك لناصية إبداع إحترافي يمكن وصفه ( بنقش حصيف علي أوتار الجمال والفن).
مجموعة الحداحيد إشتهرت بالعمل في صناعة أدوات الإنتاج من الطواري والكواريك وأدوات النظافة والحرث بالإضافة إلى أدوات الحروب مثل السيوف والحراب من الحديد بالإضافة إلي أواني الطبخ وشحذ السكاكين والحراب، إلي جانب صناعة الفخار ( الأزيار و أصص الأزهار والأواني) الأمر الذي أصبح اليوم أحد العلوم التي تدرس بكليات الفنون الجميلة.
للحداحيد ضمن إثنية الزغاوة الريادة في الفن فهم مجيدون إلي حد الإحتراف في صنع الاَلات وضرب الطبل وتأليف الإيقاعات، فغيرهم من الإثنية يحرمون علي أنفسهم ضرب الطبل لإعتباره مهنة وضيعة، وتبعاً لذلك ظلوا يُحافظون علي الهوية الثقافية المرتبطة بالموسيقي.
سروج الدواب ( رحل الدواب) وخاصة الجمال ومتعلقاتها مثل (ركاب السرج) و(البطانة ) التي تفصل بين جسد الجمل والسرج وهي تصنع من( الوبر ) تكشف عن أنامل محترفة للحداحيد في التشكيل وتطويع الحديد وصناعة الوبر بمهارة.
إلي جانب ذلك ونتيجة للقهر الذي يتعرضون له والذي سنتناوله في جزء آخر من هذا المقال، ظلوا يحملون راية الريادة في تطوير لغة الزغاوة من حيث إكسابها دسامة البلاغة عبر إستخدام التوريات والتشبيهات البليغة في سياقات تجنبهم الوقوع في حرج الإضهاد أو القهر مثال إطلاق أوصاف للتنبيه إلي مرور أمراة جميلة، فكثيراً ما يحدث ذلك حينما تحضر إحداهن وتطلب شحذ سكين طبخ فيطلب منها الجلوس والإنتظار ريثما يتم ذلك.
حرص الغالبية منهم من سكان المدن علي إقتفاء أثر العمل المرتبط بالذوق والحس الجمالي فمنهم من يُعتبر من المؤسسين لأستريوهات التسجيل الصوتي في إقليم دارفور مما ساهم في نشر الفن السوداني والمساهمة في ربط اللحمة الوطنية بل أن تلك الكاسيتات التي تم نسخها أو تلك التي تم تسجيلها في تلك الإستريوهات أسهمت في نشر الغناء السوداني إلي دول الجوار مثل ( تشاد، إفريقيا الوسطي) بل بعضها وصل وإنتشر إلي تخوم دول مثل بنين.
الغجر أو ما ظل يُطلق عليهم علي سبيل التحقير ب(الحلب) وهي تقف لتنفي عنهم صفة المواطنة المرتبطة بالجنسية السودانية (ليسوا سودانيين) أو الشخص الذي لا تنتمي جذوره إلي الدولة السودانية .
يتشرك الغجر مع الحداحيد في صناعة أدوات الإنتاج من الكواريك وأدوات الحرث و الزراعة، المناجل بالإضافة إلي أواني الطبخ وخاصة تلك التي تصنع من الألمونيوم وشحذ السكاكين وأدوات الإنتاج الزراعية، صناعة السراير وسباليق تصريف المياه وحدوات الحصين والحمير.
الحلب يعملون علي علاج المواشي وتشذيبها وهو عكس ما يحدث للحداحيد فلا يُسمح لهم علي سبيل التحقير في ممارسطة تطبيب المواشي رغم إجاتهم لذلك.
الحلب أهل فن مثل الحداحيد فتجدهم يجيدون الرقص والإنشاد ويتجملون بالأوشام علي الأجزاء الظاهرة من الجسد بالإضافة إلي تلوين الشفاه ، في المواسم يُساهمون في صنع لعب الأطفال (المراجيح) في الساحات العامة للأطفال.
بالإضافة إلي ذلك فلا يُوجد تمييز بين المرأة والرجل فالجميع له دور في حياة المجموعة بل للمرأة موقع مساوٍ تماماً للرجل في كثير من الحقوق.
الإضطهاد أو أنماط الإستعباد
في سياق التقصي عن الحداحيد تجدهم ينتسبون إلي جميع بطون الزغاوة لكن لم أجد تفسيراً إلي أنهم أينما وجدوا يستقرون في الجزء الغربي من (القرية) أو (المنطقة) كمجموعة، فغير مسموح لهم بالسكن في إي جزء اَخر سوي ذاك الإتجاه، تتم الإستعانة بهم في ضرب الطبول في المناسابات لكن غير مسموح لهم بالرقص فيها يقول ( مصطفي) في سن العاشرة وبحكم ترتبيتي في المدينة عمي أصر علي أخذي في الإجازة الصيفية للتعرف علي حياة البادية رغم معارضة والدي إلا أنه نجح في أخذي إلي منطقة (بئر مزة) بشمال دارفور، تصادف وجود ختان وحينها حضر أحد ضاربي الطبل من (الحداحيد ) وقام بتجهيز طبله قبل أن يمنح بعض الطعام لتناوله في تلك الأثناء حضر أحد أبناء الاسرة وقام بالضرب علي الطبل، أسرع عمي الحديث لمصطفي وقام بضرب الطفل ضرباً مبرحاً بإعتباره أنه اقترب ووضع يده علي آلة تخص مجموعة تُعتبر وضيعةً في التراتيب الإثني).
لايُسمح للحداحيد بتناول الطعام في صحن واحد مع الآخرين من إثنية الزغاوة حيث قمت بسؤال ( عبدالله) ما السبب ضحك قبل أن يجيب كيف يعني تأكل مع حدادي، قلت لكنك تمتهن المحاماة وتلقيت تعليماً فوق جامعي ما السبب؟ أكتفي قائلاً لو تصادف بأنك تأكل وقدم أحدهم ومد يده وعرف بأنه حدادي يجب أن تخرج يدك فوراً من الصحن) ، لأكتشف بأنه غير مسموح لهم بذلك حتي في المناسابت العامة فأما أن يتناولوا طعامهم كمجموعة مصنفة كحداحيد أو بشكل فردي كالمنبوذين.
ذهبت في سياق التقصي إلي إجراء مقابلة مع ( محمود) بصفته الشخصية رغم كونه عضو بحركة تحرير السودان- جناح مني مناوي وفقاً لإفادته علي سؤالي لقد شاركوا في الحرب إلي جانب الحركة منذ العام 2003م لكن عددهم لا يتجاوز ال(50) شحص في البدء وقبل العام 2006م كانوا يتعرضون لذات أنماط الإضطهاد تحسنت المعاملة لاحقاً لكن لا يُمكن القول بأنهم صار تعاملهم بذات نسق الآخرين المنحدرة من إثنية الزغاوة من عضوية الحركة لكنهم أفضل حالاً.
بالعودة إلي الغجر فقد ظل يُطلق عليهم إسم الحلب علي سبيل التحقير بإعتبارهم غير سودانيين ( أو الاشخاص غير أصحاب الجذور بالدولة) ولعّل الغجر وهم موجودين في كل أنحاء العالم، يُمكن لفلم (Chocolate) أن يكشف عن معاناتهم حول العالم، كما يكشف عن أنهم أصحاب فن رفيع في الغناء والعزف بل ظلوا يُواجهون بهجوم من المجتمعات التي يحلون في أطراف مدنها، في السودان فقد ظل تركيزهم في شمال السودان جنوب مدينة مروي وبعض مدن السودان، يسكنون في مجتمعات مغلقة يقف علي رأسها شخص كممثل للمجموعة، ظلت لفظة حلبي تُشكل حاجزاً في السابق في إندماجهم مع المجتمعات الأخري لأنه يُمثل مصدر إضطهاد.
تظل كلا المجموعتين الحداحيد والغجر مواطنيين يتعرضون لقهر
الحداحيد والغجر…أنامل نقش علي أوتار الجمال

الدعم السريع يحررون منطقة المالحة بولاية شمال دارفور واستلام معسكر الحركات وعربات قتالية

الدعم السريع يحررون منطقة المالحة بولاية شمال دارفور واستلام معسكر الحركات وعربات قتالية

متابعات : السودانية نيوز

تأكيدا “للسودانية نيوز” أعلنت قوات الدعم السريع ، عن تحرير منطقة المالحة واستلام المعسكر بالكامل ، بعد معارك عنيفة بينها والجيش السوداني والحركات الموالية له منذ امس الأول .

وبثت قوات الدعم السريع فيديوهات من داخل مدينة المالحة .وقالت (اشاوس قوات الدعم السريع يحررون منطقة المالحة بولاية شمال دارفور واستلام معسكر مرتزقة الحركات والاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة والذخائر والمركبات القتالية.

و دارت معارك عنيفة بين الجيش والحركات الموالية له، وكتائب الجهاديين والمستنفرين بمدينة المالحة ولاية شمال دارفور منذ اول امس الثلاثاء وفق مصادر “للسودانية نيوز”

واستولت قوات الدعم السريع ، علي عدد من العربات القتالية ومقتل العديد من القوات المسلحة .

وكشف مستشار الدعم السريع الباشا طبيق عبر منشور علي منصة “اكس ” اليوم ، تقدم قوات الدعم السريع بالمنطقة ، وقال طبيق (بشريات النصر تأتي من أشاوس الصحراء محور المالحة،الأشاوس يتقدمون الآن ويستلمون مركبات عسكرية واستلام الدفاعات الأمامية لحركات الإرتزاق والكتائب الإرهابية.

واعترف رئيس حركة تحرير السودان ، المتواجد ببورتسودان ، مني اركو مناوي ، بوجود معارك عنيفة ، وقال مني اركو مناوي عبر صفحة الفيس بوك (في هذه اللحظات التاريخية يخوض أبطال قواتنا المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية معارك شرسة قرب مدينة المالحة في ولاية شمال دارفور .. إنهم يقفون بحزم وشجاعة للدفاع عن الأرض و العرض و الكرامة والحرية و يثبتون أن العزيمة والإرادة لا تقهر

الدعم السريع يحررون منطقة المالحة بولاية شمال دارفور واستلام معسكر الحركات وعربات قتالية
الدعم السريع يحررون منطقة المالحة بولاية شمال دارفور واستلام معسكر الحركات وعربات قتالية

فيديوهات :معارك عنيفة بمنطقة المالحة ولاية شمال دارفور بين الجيش وحلفائه والدعم السريع.. ومناوي “الإرادة لا تقهر”

فيديوهات :معارك عنيفة بمنطقة المالحة ولاية شمال دارفور بين الجيش وحلفائه والدعم السريع.. ومناوي “الإرادة لا تقهر”

خاص: السودانية نيوز

تدور معارك عنيفة بين الجيش والحركات الموالية له، وكتائب الجهاديين والمستنفرين بمدينة المالحة ولاية شمال دارفور منذ اول امس الثلاثاء وفق مصادر “للسودانية نيوز”

واستولت قوات الدعم السريع ، علي عدد من العربات القتالية ومقتل العديد من القوات المسلحة .

وكشف مستشار الدعم السريع الباشا طبيق عبر منشور علي منصة “اكس ” اليوم ، تقدم قوات الدعم السريع بالمنطقة ، وقال طبيق (بشريات النصر تأتي من أشاوس الصحراء محور المالحة،الأشاوس يتقدمون الآن ويستلمون مركبات عسكرية واستلام الدفاعات الأمامية لحركات الإرتزاق والكتائب الإرهابية.

واعترف رئيس حركة تحرير السودان ، المتواجد ببورتسودان ، مني اركو مناوي ، بوجود معارك عنيفة ، وقال مني اركو مناوي عبر صفحة الفيس بوك (في هذه اللحظات التاريخية يخوض أبطال قواتنا المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية معارك شرسة قرب مدينة المالحة في ولاية شمال دارفور .. إنهم يقفون بحزم وشجاعة للدفاع عن الأرض و العرض و الكرامة والحرية و يثبتون أن العزيمة والإرادة لا تقهر

لجان مقاومة كرري تتهم الجيش بسرقات ممنهجة وجبايات غير قانونية: أم درمان تحت سطوة الفساد

لجان مقاومة كرري تتهم الجيش بسرقات ممنهجة وجبايات غير قانونية: أم درمان تحت سطوة الفساد

متابعات :السودانية نيوز

قالت لجان مقاومة كرري ، ان مدينة ام درمان تعيش تحت وطأة حملة نهب ممنهجة، يقودها بعض الجنود ومباحث الضرائب و السلطات المحلية ، في ظل غياب القانون والمحاسبة. المواطنون لم يعودوا يعانون فقط من تداعيات الحرب والفوضى، بل أصبحوا أيضًا ضحايا لابتزاز رسمي يمارس باسم الدولة دون أي سند قانوني.

أولًا: السرقات الممنهجة من قبل بعض الجنود

بدلًا من حماية المواطنين، تحول بعض الجنود و المتفلتين إلى عصابات مسلحة تمارس السرقة العلنية دون خوف من العقاب.

يتم نهب الممتلكات الشخصية، من هواتف وأموال، تحت تهديد السلاح و في وضح النهار، دون أي مسوغ قانوني.

يُجبر المواطنون على التخلي عن ممتلكاتهم بالقوة، وكأن هذه المجموعات ليست جزءًا من مؤسسة رسمية بل عصابات جريمة منظمة.

أصبح الاعتداء على التجار والباعة سلوكًا يوميًا، حيث يتم أخذ الأموال والبضائع بالقوة، دون أي إمكانية للاعتراض.

ثانيًا: الجبايات غير الرسمية – رشاوى بالإكراه

أما مباحث الضرائب، فقد تفوقت على العصابات التقليدية في فرض الأتاوات على المواطنين.

يتم إجبار التجار والباعة على دفع أموال يومية لمواصلة عملهم، دون أي سند قانوني أو إيصالات رسمية.

هذه المبالغ ليست “ضرائب”، بل رشاوى إجبارية تُدفع خوفًا من المصادرة أو الإغلاق.

حتى من يمتلك أوراقًا رسمية وتصاريح قانونية لا يسلم من هذا الابتزاز، وكأن الهدف هو استنزاف المواطنين بالكامل.

ما يحدث في أم درمان ليس مجرد “تجاوزات فردية”، بل سياسة ممنهجة لتحويل الجيش والشرطة إلى أدوات للنهب والإثراء غير المشروع. كيف تبررون سرقة من ضحى بماله وحياته من أجلكم؟ كيف تفرضون الجبايات على مواطن لم يعد يملك شيئًا؟

إن استمرار هذه الممارسات لن يؤدي إلا إلى مزيد من الغضب الشعبي، الشعب الذي تحمل ويلات الحرب وو قف مع قواته المسلحة لن يقبل أن يتحول إلى فريسة لعصابات ترتدي الزي الرسمي.

” هذه الأحداث أصبحت يومية و كثرت شكاوى المواطنين الضحايا وكذلك صغار التجار والباعة المتجولين ورصدنا بعضها و تحت أنظار القوات النظامية ولم تحرك ساكنة “

إعادة تأهيل مركز غسيل الكلي بالضعين بعد تدميره من قبل طيران الجيش

إعادة تأهيل مركز غسيل الكلي بالضعين بعد تدميره من قبل طيران الجيش

متابعات:السودانية نيوز

أعلنت وزارة الصحة في الإدارة المدنية بولاية شرق دارفور افتتاح مركز غسيل الكلى في مدينة الضعين عاصمة الولاية مشيرة لإكتمال الصيانة الشاملة والتأهيل بشراكة ودعم من منظمة (الايت) يأتي هذا الافتتاح في وقت حرج بعد أن تعرض المركز للتدمير نتيجة قصف جوي من قبل الجيش السوداني في أغسطس من العام الماضي مما أدى إلى تدمير جميع ماكينات الغسيل وحرمان المرضى من الخدمة الحيوية وقالت الوزارة أن شخصيات بارزة شهدت تدشين العمل من بينهم مدير الإدارة التنفيذية لوزارة الصحة الأزرق حسن حميدة ومديرة مركز غسيل الكلى الدكتورة أماني صغيرون. ووصفت الوزارة هذه الخطوة بالمهمة لاستعادة الخدمات الصحية الأساسية في المنطقة موضحة أن المركز يغطي احتياجات المرضى في ولايات دارفور وكردفان بعد أن ظل مغلقًا لمدة سبعة أشهر،د مما أدى إلى وفاة عدد من المرضى الذين كانوا بحاجة ماسة للعلاج.
ويساهم المركز بشكل كبير في تلبية احتياجات مرضى غسيل الكلى حيث يسهم في تقليل التكاليف المرتبطة بالعلاج خارج الولاية مما يخفف العبء المالي عن كاهل الأسر.

   إعداد خارطة طريق لتنفيذ إعلان جدة.. “الايقاد” تنظم منتدى مع المبعوثين الدوليين لتنسيق المبادرات حول السودان

   إعداد خارطة طريق لتنفيذ إعلان جدة.. “الايقاد” تنظم منتدى مع المبعوثين الدوليين لتنسيق المبادرات حول السودان

متابعات:السودانية نيوز

انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الخميس ،أعمال “منتدى المبعوثين والممثلين الخاصين لتنسيق جهود الوساطة في عملية السلام بالسودان”، الذي تنظمه الهيئة.وضم الاجتماع رفيع المستوى، الذي قاده السكرتير التنفيذي للهيئة وورقيني جبيهو، ومبعوث “إيغاد” الخاص للسودان لورنس كورباندي، المبعوثين الخاصين الإقليميين والدوليين، وممثلي الشركاء، وأصحاب المصلحة الرئيسيين لمواءمة جهود الوساطة وتعزيز التعاون نحو تحقيق تسوية سودانية المِلْكية والقيادة للنزاع المستمر.

وتعهدت ايغاد بدعم عملية سلام مُنسقة وشاملة للسودان من خلال عقد المنتدى. وأكدت أهمية اتباع نهج وساطة موحد ومُنسق بعناية، وقال السكرتير التنفيذي للهيئة، الدكتور وورقيني جبيهو، في افتتاح المنتدى إن: «دور الوسطاء هو تسهيل عملية تضمن سماع أصوات السودانيين وتحقيق تطلعاتهم نحو السلام.وأكدت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (الايقاد) أهمية اتباع نهج وساطة موحد ومُنسق بشأن السودان.

وشدد على أن المنتدى يمثل خطوة لتنظيم الجهود وتجنب التكرار وضمان تأثير جماعي. وذكر بيان صادر عن ايغاد أن النقاشات ركزت على خمس أولويات رئيسية، تشمل تعزيز التنسيق بين جميع المبعوثين الخاصين، وإعداد خارطة طريق لتنفيذ إعلان جدة، وتعزيز التعامل مع المجتمع المدني السوداني، ومواءمة الجهود حول المساءلة، وتعزيز الدبلوماسية الإنسانية لدعم المتضررين من النزاع

ظهور “9 طويلة” وحالات نهب في سوق عطبرة وشلل في حركة المرور

ظهور “9 طويلة” وحالات نهب في سوق عطبرة وشلل في حركة المرور

عطبرة- منى مصطفى:

تجمهر الآلاف من مواطني عطبرة بعد عملية سطو من أحد اللصوص ومحاولة نهب أحد التجار بسوق عطبرة، وبعد اشتباك بين الرجلين هدد اللص، التاجر بالسلاح الأبيض (ساطور وسكين) وسط ذهول الحاضرين وفر هاربا حيث لم يتمكن أي مواطن من الاقتراب نحوه.

وشهدت مدينة عطبرة خلال الأيام الماضية ظهور ماعرف بظاهرة (9 طويلة) وهي عمليات خطف ونهب بواسطة عصابات مسلحة تمتطي دراجات نارية، والتي كانت متفشية في العاصمة الخرطوم في فترة ماقبل الحرب.

وناشد مواطنون الشرطة تكثيف حملاتها ودورياتها بسوق وشوارع المدينة في ظل الازدحام الشديد الذي باتت تعاني منه بعد استقبالها أعداد كبيرة من المتأثرين بالحرب من المواطنين والتجار.

وشكا التجار من عدم الانتشار الكافي لعناصر الشرطة لحماية المواطنين والتجار خاصة في أوقات ومواسم الزحام.

وقال أحد التجار إن البعض سيضطر للجوء لاستخدام القوة والسلاح لحماية نفسه وممتلكاته من اللصوص والنهابين.

وقال مواطنون إن بعض الشوارع في السوق كشارع (أب شنب) أصبحت مرتعا لمعتادي الإجرام واللصوص والنهابين الأمر الذي يتطلب المزيد من الحماية والتنظيم من جانب الشرطة والسلطات المعنية.

معتقلات الجيش السوداني: تفاصيل مروعة من داخل زنازين الموت

معتقلات الجيش السوداني: تفاصيل مروعة من داخل زنازين الموت

السودانية نيوز: وكالات

شهد السودان انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ارتكبها طرفا الحرب، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في سياق صراع دموي كان الضرر الأكبر فيه على المدنيين العزل، مما أدى إلى خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. وقد تناولت تقارير عديدة هذه الانتهاكات، إلا أن معظمها—إن لم يكن جميعها—ركز على الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، وهي بالفعل انتهاكات خطيرة تستحق التوثيق والإدانة. غير أن هذا التركيز الأحادي أدى إلى إغفال الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه، مما منحها نوعًا من الحصانة الضمنية وشجعها على مواصلة ارتكاب المزيد من الفظائع دون خوف من المحاسبة.

وقد بلغ هذا التغاضي ذروته في المجازر والانتهاكات التي تعرض لها سكان الكنابي في ولاية الجزيرة، حيث استخدم الجيش وحلفاؤه العنف المفرط، بما في ذلك القتل والحرق والتهجير القسري. كما أدى التغاضي عن جرائم الجيش إلى حالة بين أفراده والميليشيات الإسلامية والقبلية المتحالفة معه تشبه ضمان الإفلات من العقاب، مما تسبب في تصاعد العنف ضد المدنيين، وزيادة عمليات الاعتقال العشوائي في سجون رسمية ومعتقلات سرية تشبه بيوت الأشباح، وانتشار أعمال القتل، والنهب والسلب المنظم، ضمن حملة ترهيب ممنهجة لا تزال مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على هذه الجرائم المسكوت عنها، ونسعى إلى كشف التجاوزات والانتهاكات التي ارتكبها الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه، بهدف توثيق الحقيقة وإبراز معاناة الضحايا الذين غُيبت أصواتهم وسط السرد المنحاز. كما سنستعرض الانتهاكات في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث (الخرطوم، بحري، وأم درمان)، بالإضافة إلى مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.

🔺معتقلات سرية

بحسب شهادات مواطنين من أم درمان، من بينهم ثلاثة معتقلين سابقين، توجد العديد من المعتقلات السرية في العاصمة الخرطوم، جميعها في أم درمان. وهي عبارة عن شقق في بنايات، وبيوت منفصلة تخص مواطنين فرّوا منها بعد الحرب، بالإضافة إلى بعض المستشفيات، والمدارس، ورياض الأطفال المغلقة. هذه المعتقلات عديدة إلى حد يصعب إحصاؤها، وهي منتشرة في منطقة ممتدة من كرري مرورًا بحارات الثورات وحتى مدينة النيل.

وتتوزع هذه المعتقلات بين جهات مختلفة؛ فبعضها تحت إشراف جهاز الأمن الرسمي، وأخرى تتبع لأمن التنظيم الإسلامي (الإسلاميين)، بينما يقع بعضها تحت سيطرة ما يُعرف بقوات العمل الخاص، وهي مجموعة مختلطة من عناصر رسمية وأفراد ميليشيات، جميعهم ينتمون إلى التنظيم الإسلامي. كما توجد معتقلات خاصة بميليشيا “كتيبة البراء بن مالك”، التي تتمركز معظم معتقلاتها في مدينة النيل.

جميع هذه المعتقلات مخصصة للمدنيين، أما من يتم اتهامهم بالعمل أو التعاون مع قوات الدعم السريع، فيتم إما تصفيتهم فورًا، أو إرسالهم إلى مراكز خاصة بالاستخبارات العسكرية.

في هذه المعتقلات السرية، تمارس جميع أشكال التعذيب البدني والنفسي، وسط انعدام شبه كامل للغذاء والرعاية الصحية.

يقول أحد المعتقلين، ممن تم الإفراج عنهم بعد احتجازه لمدة خمسة أسابيع في معتقل بمنطقة كرري، إن صلته بأحد ضباط الجيش ساعدت في إطلاق سراحه. يروي شهادته قائلًا:

“التعذيب داخل هذا المعتقل كان بجميع أشكاله. تم اعتقالي بوشاية بعد معارضتي للحرب، ومكثت هناك خمسة أسابيع شهدت خلالها ما لا يمكن لعقل أن يتخيله. كنا حوالي 35 معتقلًا داخل غرفة ضيقة، بلا طعام أو ماء، حيث كان يُقدَّم لنا رغيف خبز واحد وكوب ماء يوميًا. في المساء، كانوا يخرجوننا لحفلات التعذيب، وعندما تتم إعادتنا، يكون عددنا قد نقص. بعض المعتقلين كانوا يموتون تحت التعذيب، بينما تتم تصفية آخرين بإطلاق النار عليهم، وغالبًا ما يكون هؤلاء من أصول تنحدر من غرب السودان، فيُقتلون على الفور.”

بالفعل تأكدنا من مقتل المعتقل سليم الصادق وأخيه ماجد الصادق لا لأي سبب سوى لأن أهلهما من عرب دارفور.

معتقل جبل سركاب

يقع معتقل جبل سركاب داخل القاعدة العسكرية شمال مدينة أم درمان، بعد قاعدة وادي سيدنا الجوية التابعة للجيش. يُدار المعتقل من قبل استخبارات الجيش بالتعاون مع جهاز الأمن.

يُعد المعتقل ضخمًا، إذ يضم خمسة أقسام، أربعة منها مخصصة للمعتقلين المدنيين، بينما يُخصص القسم الخامس لعناصر قوات الدعم السريع أو من يُتهمون بالتعاون معهم. ووفقًا لأحد المصادر العسكرية الموثوقة، قد يكون هذا القسم الآن خاليًا من المعتقلين، حيث تُنفَّذ فيه إعدامات يومية، وصلت في بعض الأحيان إلى 50 عملية إعدام في اليوم الواحد.

تتطابق هذه الشهادة مع إفادة مكتوبة لرحاب مبارك، وهي عضوة في المكتب التنفيذي لمنظمة “محامو الطوارئ” والشبكة السودانية لحقوق الإنسان. وبحسب شهادات معتقلين سابقين، ذكرت رحاب:

“يوميًا، يتم دفن ما بين 7 إلى 8 أشخاص في المتوسط، بينما كان أقل عدد من القتلى خلال اليوم 4، وأعلى رقم وصل إلى 30 جثمانًا جرى دفنها في يوم واحد.”

وأكدت شهادات الناجين أن أكثر من 1500 شخص قُتلوا داخل المعتقل بسبب التعذيب، ونقص الرعاية الصحية، والجوع، مشيرين إلى أن أغلب الجثامين التي دُفنت كانت متحللة.

معتقل البرج

يقع المعتقل ضمن عمارات “الأبراج” في مدينة أم درمان، تحديدًا عند تقاطع شارع الوادي مع شارع الأبراج، المعروف أيضًا بـ”استوب الأبراج”. يُعرف هذا المعتقل بأنه أحد أكثر المعتقلات وحشية، ويديره عناصر من جهاز الأمن، وكتيبة البراء بن مالك، وقوات العمل الخاص.

يضم المعتقل عدة شقق في بناية البرج الشمالي، حيث تُخصص إحداها كمكاتب للاستجواب والتحقيق، بينما تُستخدم شقة أخرى في نفس البناية للتعذيب.

قال لنا مصدر كان يقيم بالقرب من المعتقل، وكانت تربطه علاقة بأحد أفراد الأمن العاملين هناك، إن عمليات تصفية جسدية تتم داخله، مضيفًا أنه كان يرى عربة “بوكس” تصل دائمًا قبل المغرب وتغادر بعده مغطاة. وأضاف: “علمت لاحقًا أنها كانت تحمل جثثًا”

ولاية الجزيرة: سجن مدني

يعد سجن مدينة ود مدني المركزي، الذي كان قبل الحرب مخصصًا للمدانين جنائيًا، المركز الرئيسي للاعتقالات في المنطقة. تشرف عليه “الخلية الأمنية المشتركة”، وهي قوة هجينة تتألف من الجيش والشرطة وميليشيات قبلية، وتتبع مباشرة لقائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان.

يُعتبر ياسر عبد الرسول، وهو ميليشياوي يحمل رتبة رائد في حركة العدل والمساواة، المسؤول المباشر عن السجن، حيث يدير عمليات التحقيق والتعذيب داخله.

السجن مقسم إلى قسمين، شمالي وجنوبي، ووفقًا لتعداد أجري قبل أسبوعين، بلغ عدد المعتقلين داخله نحو 1,800 معتقل، حيث يضم القسم الشمالي 912 معتقلًا، بينما يوجد في القسم الجنوبي 884 معتقلًا، بينهم 170 امرأة و5 أطفال.

بالإضافة إلى ذلك، هناك معتقل آخر داخل مستشفى علوب للصحة النفسية، الذي تم تحويله إلى مركز احتجاز، فضلًا عن مراكز اعتقال سرية أخرى داخل أحياء المدينة.

شهد السجن ارتفاعًا كبيرًا في معدل الوفيات نتيجة التعذيب وسوء التغذية وتفشي الأمراض.

جميع المعتقلين تم احتجازهم بتهم كيدية، أبرزها التعاون مع قوات الدعم السريع. كما أن الغالبية العظمى من المعتقلين ينتمون إلى المجموعات العربية في دارفور، حيث تتم الاعتقالات بناءً على الهوية العرقية.

من بين المعتقلين 18 من الكوادر الصحية، بينهم الدكتور آدم محمد إبراهيم، استشاري الجراحة في المستشفى الرئيسي بالمدينة، والذي يحظى بتقدير واسع من سكان ود مدني نظرًا لاختياره البقاء خلال الحرب لعلاج المدنيين. ومع ذلك، تم اعتقاله بسبب انتمائه العرقي.

 300 وفاة خلال أسبوعين في سجون مدني

كشف مؤتمر الكنابي عن الظروف المأساوية في مراكز احتجاز الجيش بمدينة ود مدني، مؤكدًا أن أكثر من 300 محتجز لقوا حتفهم في أسبوعين بسبب:
• سوء التغذية
• التعذيب الوحشي
• تفشي الكوليرا

وأضاف البيان أن معظم المعتقلين تم احتجازهم فقط بسبب عرقهم أو أصولهم الجغرافية، وخاصة من دارفور وجبال النوبة.

– ⁠حاولنا التواصل مع المتحدث الرسمي للجيش للتعليق حول هذه الافادات والمعلومات، لكنه رفض الرد وأغلق الخط فور سماعه السؤال.

الجميل الفاضل يكتب:سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! أفلا تنظرون إلي حرب “رعاة الإبل”، كيف تسعرت؟!

0

الجميل الفاضل يكتب:سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! أفلا تنظرون إلي حرب “رعاة الإبل”، كيف تسعرت؟!

وأي هجن من حديد؟

لابد أن “بعرة” هنا تدل علي أن هذه الحرب هي أيضا حرب “بعير”.
فأي شيطان هذا الذي أنزل بعض السودان من رعاة الأبل من أسنمة بختهم، ليركبهم مطايا تسابق الريح بقوة “دفع رباعي”، لا تريح ولا تستريح، تقطع الفلوات في لمح البصر.
من هذا الذي فتح مضمارا لسباق هجن من حديد.
هي هجن بلا حادي، وبلا “حويات”، أو مسادير، هكذا إنخرط رعاتها في سباق دموي لا رحمة ولا هوادة فيه.

من يزكي ناركم أيها “الأبالة”؟

تري هل من قبيل الصدفة، أن غالب المنخرطين في هذه الحرب من سائر قبائل السودان، قبائل تعتبر حرفتها بالدرجة الأولي “تربية الأبل”؟.
ثم هل من ورط ولازال يورط مزيدا من هذه القبائل في الحرب، هو بعيد عن أعين ظل يفترسها هاجس إسمه “السودان”، ترقب كافة تطوراته باهتمام وعن كثب، منذ أن وردت الإشارة إليه في بعض الأسفار التوراتية القديمة وفي السنة النبوية الشريفة، بخاصة قول النبي الكريم لأمير المؤمنين إبن الخطاب: “يا عمر، تعال فاسمع ما قد أنزل الله: “ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، ألا وإن من آدم إلي ثلة، وأمتي ثلة، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل، ممن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له”.

ثم كيف نوقف سباق تسلح القبائل؟

علي أية حال، فما أن يسرح “أبالة” ما، في مكان ما، علي متن طوافات الأرض اليابانية، (Land Cruiser)، الا وتدافع رصفاء آخرين لهم من محترفي رعي الأبل، للنزول من أعناق “العير” الي نفير السلاح وأرتال “التاتشرات”، للإنخراط في معامع هذه الهوجاء بدوافع مختلفة.
انظر ماذا قال بيان مُذَيَّل باسم ناظر البطاحين “منتصر خالد محمد صديق طلحة”، قال: “نعلن أننا بصدد تكوين قوة ضاربة من أفراد القبيلة بولاية الخرطوم وكل مكوناتها، لتكون ظهيرًا وسندًا لقوات شعبنا المسلحة.
وأضاف طلحة أن القوة المزمع تشكيلها ستكون من أبناء قبيلته حصرا جندًا وقادة، مشيرا إلي أنهم يريدون بتكوين هذه القوة العسكرية قطع الطريق أمام جهات، قال إنها فتحت مكاتب للتجنيد في مناطق نفوذ قبيلة البطاحين.
مردفا بأن هذا التكوين يأتي مواكبا لظهور كيانات في كل بقاع السودان تسعي لتكوين أجسام عسكرية شعبية.
مؤكدا أن أبناء قبيلته من المستحيل أن يقاتلوا تحت لواء لا يحمل إسمهم أو أن تكون قيادته من غيرهم، بما يستدعي أن تكون قيادة القوة المرتقبة من أبناء القبيلة، ومن أبناء المنطقة.

أطويل يوم “بسوسنا” هذا، أم يطول؟

المهم فإن يوما أسود وأشام وأطول من يوم “بسوس العرب”، ربما ينتظر هو أيضا “السودان من رعاة الإبل” خاصة.
فالبسوس هي الناقة التي لا تدر إلا على التلطف بأن يقال لها: “بس، بس”.
وفي المثل قيل: “أشأم من البسوس”.
لأنه قد أصابها رجل من العرب بسهم في ضرعها فقتلها، فقامت الحرب.
وقيل “البسوس”، إسم امرأة، هي خالة جساس بن مرة الشيباني، كانت لها ناقة يقال لها سراب.
فرآها كليب وائل في حماه، وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب فقتله، فهاجت حرب بكر وتغلب، ابني وائل بسببها أربعين سنة.

وهل تشبه ليلة “العنجاء”، بارحة “البسوس”؟

وفي تاريخ دارفور ثمة ناقة أوقعت هي الأخري حربا لاتقل عبثية عن حرب “البسوس”، وحرب السودان الحالية.
يقال إنها قد استمرت لنحو (45) عاما، منذ العام 1530، وإلي أن وضعت أوزارها في العام 1575.
هي حرب الناقة “العنجاء” التي عرفت في الروايات الشفاهية المتناقلة، بناقة “فني”.
وتقول قصة هذه ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ، أنها قد ﺩﺧﻠﺖ الي “ﻣﺮﺍﺡ أبل” “ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺷﺮﻧﻘﻮ” سلطان قبيلة خزام، فطمع ﻓﻴﻬﺎ ﻹﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ من اﻟﻠﺒﻦ، ﻭﺭﻓﺾ ﺇﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻹﺑﻦ ﺃﺧﺘﻪ “ﻓﻨﻲ”.
ﻓﺈﺳﺘﻐﺎﺙ الفتي “ﻓﻨﻲ” من جهته ﺑﻌﺸﻴﺮﺗﻪ من ﺟﻤﻮﻉ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺟﻬﻴﻨﺔ ﻓﺈﻧﺪﻟﻌﺖﺍﻟﺤﺮﺏ.
ﻭمما قال “ﻓﻨﻲ” معتدا بعشيرته في هذا المقام:
“ﺍﻟﺴﺎﻳﺮ ﻋﻄﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﺣﻴﻤﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﺒﺘﻠﺘﻞ ﺩاك ﺭﺍﺷﺪ ﺍﻟﻮﻻﺩ.
ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺃﺑﺘﻤﺸﻲ ﺑﻴﻬﺎ ﻭﻳﻦ ﻳﺎ
ﺍﻟﺨﺰﺍﻣﻲ ﺍﻟﺪﺍﺝ”.
ﻭ”عطية”، ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻄﻴﺔ من “ﺭﺯﻳﻘﺎﺕ، ﻭﻣﺴﻴﺮﻳﺔ، ﻭﺣﻮﺍﺯﻣﺔ”.
ﻭ”ﺣﻴﻤﺎﺩ” ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺣﻴﻤﺎﺩ، ﻭﻫﻢ “ﺃﻭﻻﺩ ﺣﻤﻴﺪ، ﻭﺗﻌﺎﻳﺸﺔ، ﻭﻫﺒﺎﻧﻴﺔ، وبني هلبا، ﻭﺳﻠﻴﻢ”.
ﻭ”ﺭﺍﺷﺪ” ﻫﻢ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺭﺍﺷﺪ، ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﻢ أﻭﻻﺩ ﺟﻨﻴﺪ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ خاله الزعيم ﺍﻟﺨﺰﺍﻣﻲ:
ﻛﺎﻥ ﺗﻠﻤﻮ ﺟﻨﻴﺪ، ﻭﻣﺠﻨﻮﺩ،
ﻭﺍﺧﻮﻛﻢ ﺍﻟﺴﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻮﻕ،
ﻛﻮﺭ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻣﺎ ﺑﻘﺎﺑﻞ ﺟﺒﻴﻦ “ﺍﻟﺪﻭﺩ” والدود هو إسم للأسد.
ﻳﻌﻨﻲ: “ﻟﻮ ﺇﺟﻤﻌﺘﻢ” ﺟﻨﻴﺪ الذي ﻫﻮ ﺟﺪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﺪﻳﺔ، ﻭأﺧﻴﻪ “ﻣﺠﻨﻮﺩ” الذي ﻫﻮ ﺟﺪ ﺍﻟﺸﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺑﻴﺶ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺮ، ﻭﺑﻨﻲ ﺟﺮﺍﺭ،
ﻭ”ﺳﻼﻣﺔ” الذي ﻫﻮ ﺟﺪ
ﺍﻟﺴﻼﻣﺎﺕ.
وهنا ﺗﺤﺪﻯ ﺍﻟﺴﻄﺎﻥ “ﺷﺮﻧﻘﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ” أبن أخته “ﻓﻨﻲ” ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰﺃﺑﻨﺎﺀ عمومته ﺍﻟﺠﻨﻴﺪﻳﻴﻦ “ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺣﻴﻤﺎﺩ، ﻭﻋﻄﻴﺔ، ﻭﺭﺍﺷﺪ”، ﻓﺰﺍﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺷﺮﻧﻘﻮ، ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻬﻢ الآخر ” ﻣﺠﻨﻮﺩ”، ﻭﺷﺒﻬﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺑﻘﻄﻴﻊ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻷﺳﺪ، ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﺳﺪ ﻫﻨﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ “ﺧﺰﺍﻡ” بالطبع، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻗﺖ طبول ﺍﻟﺤﺮﺏ.
ليبدأ “ﻓﻨﻲ” ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻟﻠﺤﺮﺏ،
بإثارة ﻗﻮﻣﻪ ﻟﻨﺼﺮﺗﻪ.
فتحالفت ﺟﻤﻴﻊ تلك ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺿﺪ قبيلة ﺧﺰﺍﻡ، ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻨﻮﺓ، ﻭﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ التي ﺇﺳﺘﻤﺮﺕ لنحو (45) عاما.
يبدأ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ فيها كل يوم ﻧﻬﺎﺭﺍً ﻭﻳﺘﻮﻗﻒ ﻟﻴﻼً.
ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺠﻨﻴﺪﻳﻦ ﻃﻠﺒﻮا ﺍﻟﻤﺪﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ أﺧﺮﻱ ﻣﻦ ﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﺠﻨﻴﺪﻳﻦ الأخري، ﻓﻴﺘﺮﺍﺟﻌﻮﺍ ﺣﺘﻲ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﺩ، ﺛﻢ ﺗﻌﺎﺩ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻗﻴﻞ أنه ﻓﻲ المعركة ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ.
حيث فعل ﺍﻟﺠﻨﻴﺪﻳﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻬﻢ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ، بل حاولوا ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺳﺮﻗﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ.
لكنهم ﻓﺸﻠﻮﺍ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻨﺎﻗﺔ ﻗﻮﺓ حماية ﺧﺎﺻﺔ.

ومن يعقر ناقة حربكم أيتها العير؟

ثم اتجهت ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻏﺮﺑﺎً، ﺗﻤﺎشيا ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﺠﻮﺍﻝ، ﻭﻗﻴﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ قد ﻫﺮﺑﺖ هي ايضا ﻏﺮﺑﺎً، ﻭﺇﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺇﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺿﺮﺍﻭﺓ.
ﻭﺍلي أن ﻗﺎﻣﺖ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺷﺮﻧﻘﻮ، ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺧﺰﺍﻡ، ﻭﻫﻲ ﻣﺘﺨﻔﻴﺔ بنحر ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ “العنجاء” ﺳﺒﺐ الفتنة، ﻓﻤﺎﺗﺖ ﻭﺑﻤﻮﺗﻬﺎ ﺧﻤﺪﺕ ﻧﺎﺭ هذه ﺍﻟﺤﺮﺏ.