الثلاثاء, يوليو 29, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 19

ألغام الموت في تراب السودان، تنثر رعبها وسط المدنيين !!

ألغام الموت في تراب السودان، تنثر رعبها وسط المدنيين !!

تقرير: حسين سعد

حين تسكت المدافع، لا يسكت الموت في السودان، لا ينتهي الخطر بإنتهاء المعركة، بل يبدأ فصلٌ أكثر قسوة، وأكثر صمتاً، فالألغام والذخائر التي تخلّفها الحرب، لا تفرّق بين عسكري ومدني، ولا تعرف طفلاً من مقاتل، تظل – الالغام – مدفونة في التراب، تنام تحت أنقاض البيوت، أو على أطراف الطرقات، وتنتظر من يخطو فوقها، ليوقظها بانفجارٍ، لا يُبقي من الجسد، إلّا الحُطام، ولا من الأحلام، إلّا الرماد.

يذهب الأطفال إلى مدارسهم، أو يبحثون عن لعبٍ صغير بين الركام، فلا يعودون، يعود بدلاً عنهم الصراخ، والأجساد المحروقة، والدموع التي لا تمسحها حتى مواساة الزمن… كل لغمٍ في السودان اليوم، هو فخ للمستقبل، طعنة في ظهر الأمل، ورسالة بأن الحرب لا تنتهي عندما يُوقَّع وقف إطلاق النار، بل عندما يُرفع آخر لغم من تحت التراب… إن بقاء الألغام في أرض السودان، هو إستمرار للحرب، بأشكال أبشع، وإن لم تُبادر الجهات الدولية، والمحلية، إلى تطهير الأرض، من هذه “القنابل” الصامتة، فستظل الطفولة مهددة، والزراعة مشلولة، والعودة إلى الديار ضرباً من المقامرة بالحياة، ولحين ذلك، سيظل الخوف، رفيق كل خطوة، وستبقى الأرض، بكل ما فيها، تئن من جراح، لا تراها العيون، لكنها، تفتك بالقلوب.

حرب السودان لم تُدمر البيوت فقط، بل تركت وراءها ألغاماً، وقنابل، وذخائر غير منفجرة، موضوعة كفخاخ متنقلة، لا يكاد يوم يمر دون أن تحصد هذه الرصاصات الصامتة أرواح المدنيين، لاسيما الأطفال، أو تدمّر أجسادهم الصغيرة، إلى الأبد. فقد غدت المنازل، والشوارع، والمدارس، وحتى ساحات اللعب، مناطق خطر، لا يهدأ فيها الخطر.

وفي مناطق النزاع، بكل من “المنطقتين” – النيل الازرق، وجبال النوبة -، ودارفور، وكردفان، والخرطوم، حيث كانت ضحكات الأطفال تملأ الأزقة، تحوّلت ساحات اللعب إلى ساحات موت، لم يعد التراب الذي كانوا يقفزون فوقه مجرد أرض، بل صار لغماً قابلاً للانفجار، في أية لحظة… في الحرب الحالية، لم يَعُد الدمار يقتصر على البيوت، والمستشفيات، بل إمتدّ ليزرع الموت في باطن الأرض، حيث تختبئ الذخائر غير المنفجرة، والألغام في كل زاوية، في انتظار من لا يعرفون ما تعنيه (المناطق الملغومة).

قنابل لا تُرى… تقتل بلا رحمة

في مايو الماضي (2025) لقي أربعة تلاميذ مصرعهم، وأصيب (9) آخرين، في إنفجار دانة (آر بي جي) بمدرسة الفضوة الإبتدائية بالغبشة، ريفي أروابة، وتعود تفاصيل الحادثة، أن أحد تلاميذ المدرسة (وهو من بين المصابين) عثر على دانة (آر بي جي) بالقرية، وحملها على كتفه إلى داخل المدرسة، فقام أحد زملائه بقذفها على الحائط، ممّا أدّى إلى انفجارها في الحال، وذلك، في وقت مبكر، قبل طابور الصباح… وكانت منطقة الفضوة شمال، غرب الغبشة، قد شهدت معارك عسكرية عنيفة، أبرزها معركة (الصياد الثانية) ضد قوات الدعم السريع، والتي خلّفت العديد من مخلفات الحرب، والشظايا، والدانات غير المنفجرة، في محيط القرية… وفي يونيو الماضي لقي شخصان مصرعهما، وأُصيب ثالث، جراء إنفجار قنبلة يدوية (قرنيت)، في حي التضامن، بمدينة القضارف، وأطلق أحد القتيلين القنبلة، بسبب شجار، مع شخص أخر، حول مقتنيات مفقودة، وتبادل الرجلان الإتهامات، قبل أن يتصاعد الخلاف، ويقع الإنفجار، وأسفر الحادث عن إصابة رجل ثالث، بجروح متفاوتة أثناء محاولته فض النزاع.

الموت يحصد المدنيين

في يناير الماضي (2024)، قُتل (10) مدنيين بولاية نهر النيل، جراء إنفجار لغم أرضي بحافلة كانت تقلّهم من منطقة شرق الجزيرة، إلي مدينة شندي، من جهته، كشف مدير المركز القومي لمكافحة الألغام، اللواء خالد حمدان عن تسجيل (51) حادث إنفجار ألغام، ومخلفات الحرب، أودت بحياة (23) شخصاً، على الأقل، ولفت خالد حمدان في حديثه مع (سودان تربيون) عن تلقي المركز لأكثر من (831) بلاغاً يتعلق بالألغام والذخائر غير المتفجرة خلال هذا العام، حيث جرى التعامل معها بإستثناء البلاغات الواردة من المناطق خارج سيطرة الحكومة، وأقر بوجود صعوبات تواجه عمليات الإزالة بسبب التلوث في المدن ووجود المباني التي تحد من سرعة العمل، كما أن تواجد المواطنين في الأماكن الملوّثة يزيد من إحتمالية وقوع حوادث.

الأرض التي قتلت أحلام الطفولة

ليست هذه قصص فردية، بل مآسي متكررة، فالألغام والذخيرة غير المتفجرة، أودت بحياة العشرات، وإصابة المئات بجروح دائمة غالباً ما تُفقد فيها أطراف، أو تُشوَّه فيها الوجوه، في كثير من الأحيان، لا تُنقل الضحايا، إلى مستشفيات مجهّزة، لأن معظمها إمّا دُمِّر، أو أُغلق بسبب الإشتباكات، ما يعني أن الجروح تظل مفتوحة – جسدياً ونفسياً – إلى أجل غير معلوم، وتكمن المأساة في أن هذه الألغام، لا تفرّق بين عسكري، ومدني، ولا بين مقاتل وطفل، بل تهدد كل من يمشي على الأرض.

لم تعد العودة إلى المنازل المدمّرة خياراً آمناً، ولم يعد المزارع قادراً على حرث أرضه، دون خوف. فالخطر بات صامتاً، مدفوناً، يفتك دون سابق إنذار… في ظل هذا الواقع القاتم، يصبح الحديث عن (إزالة الألغام) ضرورةً وطنيةً، وليس ترفًا إنسانيًا. فالحرب ربما تتوقف ذات يوم، لكن، الألغام ستبقى تحصد أرواح النساء والأطفال، حتى بعد أن يسكت السلاح، ما لم يتم التحرُّك اليوم، قبل أن تُزهق المزيد من الأحلام الصغيرة، والارواح البريئة، ولا يقتصر خطر القصف، والهجمات العسكرية، على الأثر المباشر، من قتلٍ وتدمير للبنية التحتية، والمنازل، هناك مخاطر أخرى كبيرة، هي إرث ثقيل يمتد لسنوات ويلاحق المدنيين.

رئيس برنامج الأمم المتحدة للاعمال المتعقلة بالالغام في السودان، صديق راشد، حذر من أن المناطق التي كانت آمنة، أصبحت – الآن – ملوثة بشكل عشوائي، بهذه الاسلحة القاتلة، بما فيها الخرطوم، والجزيرة وقال راشد: إنّه لأمر مقلق للغاية، أن الذخائر غير المتفجرة، ستكون موجودة في المنازل، وفي الساحات والميادين، لذا، فأن الخوف هو عندما يعود الناس، فأنهم سيبدأون بالفعل في تنظيف منازلهم، أعتقد أن الخرط كبير للغاية والخطر فيها مرتفع للغاية.

من جهته قال المهتم بإزالة الألغام، عمار الباقر، في حديثه مع (سودانس ريبورترس) أن المركز القومي لمكافحة الألغام، تم تأسيسه في العام 2002، بتمويل ودعم فني، من بعض الدول المانحة، وقد تم تسليم إدارة المركز لحكومة السودان، ومنذ تأسيس المركز، وحتي اندلاع الحرب قُدّرت مساحة الأرض الملوثة بالألغام الأرضية، في كل من السودان، وجنوب السودان (5065) منطقة، تم تطهير (4616) منطقة، وتبقت (404) منطقة، كما سجل المركز عدد (2670) منطقة، خطرة بالسودان، بمساحة بلغت أكثر من (95) ألف متر مربع، من الألغام، ومخلفات الحرب، بينما بلغت عدد المناطق المطهرة (2440)، أما المناطق الخطرة المتبقية تبلغ (230) منطقة، بمساحة إجمالية (32.108.15) متر مربع، بينما بلغ عدد الألغام التي تم تدميرها (10.088) لغم مضاد للأفراد، وعدد (3.158) لغم مضاد للدبابات، و(65.695) لغم كاذب، و(481.374) من الذخائر الصغيرة… وأوضح الباقر إن عدد الألغام التي تمّ إستخراجها بلغت (10,398) لغم مضاد للإفراد، و(3,349) لغم مضاد للدبابات، أضاف الباقر، عقب الحرب العبثية الحالية، تم إكتشاف ما يزيد عن (5000) مادة متفجرة، بكل من الخرطوم، وحجر العسل، بولاية نهر النيل، والجزيرة، وسنجة، إلي جانب تدمير (12) ألف لغم، و(53) ألف ذخيرة من الذخائر الصغيرة، من مخلفات الحرب، بحسب مدير المركز القومي لمكافحة الألغام.

صعود التيار المتشدد في قومية التغراي، يقلق اثيوبيا وارتريا

صعود التيار المتشدد في قومية التغراي، يقلق اثيوبيا وارتريا

ذو النون سليمان، وحدة الشؤون الافريقية، مركز تقدم للسياسات
تقدير موقف
تقديم: شهد إقليم تيغراي في مطلع يوليو 2025 تحولات جوهرية تمثلت في تعديلات هيكلية جذرية في قيادته العسكرية والسياسية، تمثلت في صعود التيار المتشدد داخل الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بقيادة دبرصيون جبرمكائيل وتادسي ويردي، وإقصاء المعتدلين وفي مقدمتهم غيتاشو رضا. هذه الخطوة أثارت ردود فعل حذرة وقوية من قبل الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومن دولة إريتريا، لما تحمله من دلالات سياسية وأمنية، اعتُبر التحول في أديس أبابا تهديدًا مباشرًا لاتفاق بريتوريا وتراجعًا عن مسار التسوية، بينما رأت فيه أسمرا عودة فعلية لعدوها التاريخي.
في التفاصيل:
• في بداية أبريل 2025, تولي تادسي ويردي رسميًا رئاسة الإدارة الإقليمية المؤقتة، وكان سابقًا قائدًا لقوات الدفاع التيغرية، اختاره تيار دبرصون لتعزيز القيادة السياسية والعسكرية بالتوازي كبديل لغيتاشو رضا، رئيس الإدارة المؤقتة السابق، الذي يتبنى خط الاعتدال والتفاوض مع أديس أبابا.
• عقدت جبهة التغراي مؤتمرها الرابع عشر في يوليو 2024, وشددت توصياته على ضرورة إجراء إصلاحات عميقة في الإدارة المؤقتة والقوى العسكرية، وتعتبر قيادة الجبهة الهيكلة الجديدة خطوة عملية لتطبيق هذه التوصيات، علمًا أن الاعتبارات الأمنية الحالية والتطورات السياسية قد سرعت الخطوة.
• بعد اتفاق بريتوريا في نوفمبر 2022 تم تشكيل الإدارة المؤقتة برئاسة ريدا، كحل وسطي. لكن الانقسام السياسي تسبب في حالة من الفوضى الأمنية والقوة المتنافسة في إقليم تيغراي، وشهدت بعض المدن مثل – أديغرات وميكيل- تناحرا وسيطرة متقلبة بين الفصائل، مما أثار مخاوف من اندلاع مواجهة شاملة مجددًا.
• تصدر القائد دبرصيون جبرمكائيل الهيكلة الجديدة كقائد سياسي–عسكري أعلى، بينما يشغل اللواء  تادسي ويردي القائد الحالي لـجبهة التغراي، موقع الرئيس التنفيذي للهيئة المشتركة. وهي وظيفة تشمل إدارة العمليات والتنسيق اليومية بين الإدارات السياسية والعسكرية.
• قضت الهيكلة المعلنة بدمج الجهازين السياسي والعسكري للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تحت قيادة موحدة، بما يعزز القدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية وسيادية دون ازدواجية السلطات بينهما، كما يهدف هذا التغيير لاستعادة الفعالية العسكرية التي كانت شبه “مشلولة “بعد اتفاق السلام، بغرض مواجهة أي تصعيد إقليمي مفاجئ مع الحكومة الفيدرالية الإثيوبية أو دولة إريتريا.
• من مهام الإدارة التنفيذية الجديدة حماية المدن واستعادة السيطرة على المناطق المتنازع عليها – كـأديغرات – وتفكيك المنظومات العسكرية المتفرقة بما في ذلك حزب سلام تيغراي المدني المعارض للجبهة.
• بحسب مراقبين، ستؤثر الهيكلة الجديدة على مسار الحل السياسي، وذلك بسبب تعزيز الخط المتشدد داخل جبهة التيغراي عن طريق القادة الذين صعدوا الآن إلى الواجهة، مثل دبرصيون جبرمكائيل وتادسي ويردي، والذين يمثلون تيارًا يفضّل الضغط بالقوة والتصعيد العسكري إذا لزم الأمر، بدلًا من التنازلات السياسية.
• في المقابل، هذا التحول من شأنه اضعاف موقف تيار الاعتدال الداعم لاتفاق بريتوريا والسلام طويل الأمد الذي كان يقوده غيتاشو رضا، مما يشكل صعوبة في التأثير على مواقف الجبهة الشعبية لتحرير التغراي في أي مفاوضات مستقبلية، ويعقّد عملية الوصول إلى تسوية تخدم السلام ووحدة البلاد.

 
موقف الحكومة الفيدرالية الإثيوبية:
• تعتبر أديس أبابا إعادة الهيكلة محاولة لإعادة إحياء جبهة التغراي كقوة عسكرية مستقلة. وقد ترى في التعديلات الإدارية الجديدة، انها تُهدد تنفيذ الاتفاقات الموقعة وتُمثل انقلاباً ضمنياً على شروط السلام.
• التقديرات ان هذه الخطوة قد تدفع اديس ابابا إلى تعزيز الانتشار العسكري على حدود إقليم تيغراي ووقف الدعم المالي واللوجستي للإدارة المؤقتة في الاقليم، ولا تستبعد المصادر الاثيوبية ان يستأنف دعم الفصائل المناوئة لـلجبهة الشعبية لتحرير التغراي.
• كما ان رأيا اخر يدور في الاوساط السياسية في اديس ابابا، ينادي بعدم استعجال ردود الفعل، والقيام بتحركات دبلوماسية لإعادة ضبط المسار السياسي عبر الاتحاد الإفريقي، بهدف الاحتواء المبكر لتداعيات الهيكلة الجديدة في إقليم تغراي ومنعا لتدهور العلاقات واحتمالية عودة الصراع للشمال الاثيوبي مجددا.
موقف إريتريا:
• ترى أسمرة في إعادة التنظيم والهيكلة داخل الجبهة الشعبية لتحرير التغراي تهديدًا استراتيجيًا مباشرًا، حيث تضم القيادة شخصيات تعادي النظام الإريتري منذ حرب 1998–2000. يخشى النظام الإرتري من تواصل جبهة التغراي مع المعارضة الإرترية وتحديدا مع المكون الاثني المشترك.
• ما يقلق اسمرة انها ستكون مضطرة لتغيير استراتيجيتها المتعلقة بالحفاظ على حالة الجمود الاستراتيجي التي تمنحها نفوذاً في المنطقة دون تكاليف مباشرة ولها تهديدات
• بعض التقديرات في المنطقة تتوقع أن يعزز الجيش الإريتري انتشاره في المنطقة الحدودية مع إقليم التيغراي الإثيوبي. وتفيد بعض التقارير بان اسمرة تحتضن قوى منشقة عن جبهة تيغراي، قد تنفذ بها كخطوة استباقية عمليات عسكرية في المناطق المتداخلة بين البلدين.
الخلاصة
** إعادة الهيكلة التي أقدمت عليها قيادة تيغراي تُعيد خلط الأوراق في القرن الإفريقي، وقد تفتح الباب أمام احتمالات التصعيد السياسي والعسكري بين ثلاثة أطراف رئيسية: تيغراي، الحكومة الفيدرالية الاثيوبية وإريتريا. ورغم أن الخيار العسكري لا يزال غير مطروح في الوقت الراهن، الا أن الاستعدادات على الأرض تشير الى أن المنطقة مقبلة على اختبار جديد لاستقرارها الهش
**تشترك إثيوبيا وإرتريا في الرغبة المشتركة لمنع تعزيز نفوذ جبهة التغراي من جديد، مع اختلاف الوسائل والأولويات، الأمر الذي يستدعي تفعيل قنوات التهدئة والمراقبة الدبلوماسية لتدارك مخاطر التصعيد الإقليمي الثلاثي.
**على المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي التدخل مبكرًا لإعادة فتح قنوات التفاوض ومنع انزلاق الوضع إلى صراع مفتوح، مع مراقبة التحركات العسكرية على الأرض عن كثب.

 منظمة مناصرة ضحايا دارفور تطلق نداء إنساني بخصوص انتشار “الكوليرا في محلية طويلة بولاية شمال دارفور

 منظمة مناصرة ضحايا دارفور تطلق نداء إنساني بخصوص انتشار “الكوليرا في محلية طويلة بولاية شمال دارفور

طويلة:السودانية نيوز

تشهد محلية طويلة في شمال دارفور تفشيًا مقلقًا لوباء الكوليرا، مع تسجيل أكثر من 470 إصابة مؤكدة خلال الأسابيع الماضية، منها نحو 350 حالة تم علاجها، بينما تتزايد الإصابات يومًا بعد يوم وسط بيئة تفتقر لأبسط مقومات الصحة والنظافة. يعيش آلاف النازحين في طويلة، الذين فرّوا من العنف الدامي في الفاشر ومخيمات زمزم وأبو شوك، في أوضاع معيشية مأساوية دون توفر مياه صالحة للشرب أو خدمات صرف صحي، وهو ما يجعلهم عرضة مباشرة لانتشار الكوليرا.

يقول أحد المتطوعين المحليين في طويلة: “الوضع يزداد سوءًا كل يوم، الأهالي يضطرون للتبرز في العراء لانعدام المراحيض، والبرك والمستنقعات لم تُرشّ حتى الآن بالمبيدات. هناك نقص حاد في أدوات النظافة، ولا توجد حملات توعية منظمة، بينما مراكز العزل تفتقر إلى المحاليل الوريدية. نحن نواجه خطرًا حقيقيًا”.

منظمة أطباء بلا حدود، التي تُدير المستشفى الوحيد العامل في طويلة، أفادت بأنها أنشأت مركزًا لعلاج الكوليرا بسعة 100 سرير، وقد استقبل خلال الأيام العشرة الماضية فقط أكثر من 125 حالة في اليوم الواحد، ما أدى إلى اكتظاظ حاد. وأوضحت المنظمة أنها أقامت ثماني وحدات علاجية في المناطق التي تشهد أعلى معدلات إصابة، إلى جانب بناء أكثر من 1200 مرحاض يخدم نحو 120 ألف شخص، وتوزيع 10 آلاف عدة نظافة، مع بدء العمل على حفر ثلاث آبار لتعزيز الوصول للمياه النظيفة.

لكن رغم هذه الجهود، تؤكد أطباء بلا حدود أن هذه التدخلات لا تفي بالحد الأدنى من الاحتياجات، خاصة في ظل استمرار تدفق النازحين من الفاشر وتزامن ذلك مع موسم الأمطار، ما يهدد بتحول طويلة إلى بؤرة صحية كارثية.

ومن هنا، نُطلق نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى جميع المنظمات الدولية والإقليمية، ووكالات الأمم المتحدة، والمؤسسات الصحية والإنسانية، من أجل التدخل الفوري لإنقاذ الأرواح في شمال دارفور.
نطالب بتوفير محاليل وريدية وأدوية لمعالجة الكوليرا، ودعم المستشفيات والمراكز المتنقلة، وتنفيذ حملات رش واسعة للبرك والمستنقعات، إلى جانب توزيع أدوات النظافة الشخصية، وبناء مراحيض عاجلة، وإطلاق برامج توعية صحية تستهدف المجتمعات المتأثرة.

دارفور لا تحتمل مزيدًا من الأزمات. والكوليرا ليست مجرد مرض، بل تهديد مباشر لحياة عشرات الآلاف في مناطق النزوح. تأخر التدخل يعني تفشيًا أكبر وكارثة صحية لا تُحمد عقباها. نرجو الاستجابة العاجلة – الآن، وليس غدًا..

انتكاسة جديدة ومؤلمة في كردفان: الجيش السوداني يُحاصر ويُباد في أم صميمة

انتكاسة جديدة ومؤلمة في كردفان: الجيش السوداني يُحاصر ويُباد في أم صميمة

وكالات:السودانية نيوز

يوم الأحد 13 يوليو، شهدت مدينة أم صميمة الاستراتيجية، الواقعة على بُعد نحو ستين كيلومتراً غرب مدينة الأبيض بولاية غرب كردفان، معركة عنيفة وغير مسبوقة. الجيش السوداني، الذي كان قد أنشأ في المنطقة منظومة دفاعية متقدمة، تعرض لهزيمة قاسية على يد قوات الدعم السريع خلال هجوم مباغت وخاطف.

ووفقاً لعدة مصادر متطابقة، شنّت قوات الدعم السريع الهجوم دون سابق إنذار، بعد أن جمعت قوة كبيرة ونفّذت عملية عسكرية خاطفة باستخدام تكتيك التطويق والاقتحام السريع. ونتيجة لذلك، انهارت خطوط الدفاع، رغم أنها كانت مكوّنة من قوات نخبة.

وضمّت حامية أم صميمة وحدات من الكتيبة الأولى للنخبة التابعة لجهاز الأمن، وكتائب إسلامية تُعرف بـ”البراءون”، وعناصر من الجيش النظامي، بالإضافة إلى ميليشيات موالية ومجموعة من المتطوعين. وكانت مهمتهم تمثّل خط دفاع متقدم لمنع أي تقدم عسكري نحو مدينة الأبيض.

لكن تفوق الجيش في العدد لم يمنع الهزيمة. فقد تكبّد خسائر بشرية فادحة، حيث قُتل عدد من الضباط الكبار، بينهم عقداء وعميد ركن، بالإضافة إلى قائد لواء النخبة، ورئيس العمليات في جبهة كردفان، ومسؤولون في الاستخبارات العسكرية والتدريب. كما قُتل عدد من الأطباء العسكريين والعشرات من الجنود.

وبعد سيطرتها على المنطقة، ألقت قوات الدعم السريع القبض على عدد من الجنود، وأعدمت بعضهم، قبل أن تنسحب، تاركةً خلفها جيشاً منهاراً وخراباً واسعاً.

تُشير المعطيات إلى أن العملية كانت مخططاً لها بعناية، واستندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة حول وجود قيادات عسكرية رفيعة في المنطقة. ويبدو أنها لم تكن مجرد عملية عسكرية عشوائية، بل ضربة موجهة تهدف إلى قطع رأس القيادة الميدانية للجيش السوداني في كردفان.

وتمثل هذه العملية مرحلة جديدة في استراتيجية “حرب الاستنزاف” التي تتبعها قوات الدعم السريع منذ انسحابها من الخرطوم. فمن خلال استهداف مراكز القيادة الإقليمية، تسعى إلى إضعاف القدرات العسكرية للنظام في بورتسودان بشكل تدريجي.

أما الميليشيات الزغاوية المعروفة بـ”المشتركة”، والتي يُفترض أنها تدعم الجيش، فقد أثار صمتها تساؤلات واسعة، حيث لم تتدخل إلا بعد انسحاب قوات الدعم السريع، تماماً كما حدث في معركة الخوي، مما يعزز الشكوك حول فشلها أو حتى احتمال تواطئها.

وأمام دقة الهجوم وحجم الخسائر، تتعالى الأصوات التي تُندد بخلل كبير في المنظومة الاستخباراتية للجيش. ولا يستبعد البعض فرضية حدوث اختراق أو حتى خيانة داخل الجهاز العسكري للنظام.

وفي وقتٍ تتعثر فيه الحرب في جبهات كردفان، تبرز هزيمة أم صميمة كدليل إضافي على الهشاشة المتزايدة للجيش السوداني، الذي يعاني من ضربات متكررة وتآكل خطير في قيادته الميدانية.

📝 مراسلة خاصة لتشادوان – بورتسودا

بعد تعرضه لانتفاخ في قدميه.. البيت الأبيض يكشف حالة ترامب الصحية

بعد تعرضه لانتفاخ في قدميه.. البيت الأبيض يكشف حالة ترامب الصحية

وكالات:السودانية نيوز

أعلن البيت الأبيض، الخميس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مصاب بتورم أسفل الساقين ويعاني من ورم حميد.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن “ترامب خضع لفحص طبي بسبب تورم في أسفل الساقين وكدمات باليدين”.

وأضافت ليفيت للصحفيين استنادا لخطاب من طبيب ترامب أنه “خضع لفحوص أشعة بالموجات فوق الصوتية على الساقين “كشفت عن قصور وريدي مزمن… وهي حالة شائعة خاصة لدى من تخطت أعمارهم السبعين”.

وتابعت: “إضافة لذلك، أظهرت صور حديثة وجود كدمات صغيرة على ظاهر يديه… هذا متسق مع تهيج بسيط في الأنسجة الرهوة بسبب المصافحات المتكررة مع استخدام الأسبرين الذي يتناوله في إطار الإجراءات الوقائية المتعارف عليها والقياسية للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية”.

كان ظهور كدمة مغطاة بالمكياج على يد ترامب، قد أثار في وقت سابق قلقا وتساؤلات حول حالته الصحية، حسب ما نقلت صحيفة “إندبندنت”، إلا أن البيت الأبيض أكد أن الكدمة ناجمة عن “المصافحات المتكررة”.

وأظهرت صور للرئيس الأميركي، البالغ من العمر 79 عاما، الثلاثاء، أثناء صعوده إلى المروحية الرئاسية وجود كدمة غريبة اللون في يده.

وبدت الكدمة مغطاة بطبقة من المكياج المتقشر بلون لا يتطابق مع لون بشرته. وفي إحدى مناطق يد ترامب تحت طبقة المكياج، بدا وكأن هناك جرحا أو ندبة، وثارت هذه الصور الشكوك حول صحته. الأمر نفسه تكرر خلال استقبال ترامب ولي العهد البحريني الأربعاء.

وليست هذه أول مرة تظهر فيها هذه العلامة على اليد اليمنى لترامب. ففي فبراير الماضي، وخلال اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدت يد ترامب اليمنى صفراء ومحاطة بكدمة وبدت كأنها مغطاة بالمكياج.

وبعد تداول هذه الصور، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الأربعاء، أن الكدمة ظهرت بسبب “المصافحات المتكررة”.

وأضافت في بيان: “الرئيس ترامب رجل من الناس يقابل عددا أكبر من الأميركيين ويصافحهم يوميا أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ”.

لكن الدكتور ستيوارت فيشر، الطبيب الداخلي في نيويورك، قال لموقع “ديلي ميل” البريطاني في فبراير الماضي، إن هذه الكدمة مثيرة للقلق.
بعد تعرضه لانتفاخ في قدميه.. البيت الأبيض يكشف حالة ترامب الصحية
ورجح أن يكون مرض الانفصال العظمي (التهاب المفاصل التنكسي) سببا محتملا لتلك الكدمة.

وأوضح أن المصافحة العنيفة قد تتسبب في ذلك، ولكن تقدم سن ترامب يضعف الأوعية الدموية بشكل طبيعي ويجعل الكدمات أكثر حدة. وأشار فيشر إلى أن ترامب هو ثاني أكبر رئيس سنا في تاريخ الولايات المتحدة.

مبارك الفاضل المهدي :الإخوان اخترقوا الجيش وأفشلوا الانتقال واشعلوا الحرب

مبارك الفاضل المهدي :الإخوان اخترقوا الجيش وأفشلوا الانتقال واشعلوا الحرب
 الجيش تعرض لعملية إضعاف ممنهجة
السودان لن ينهض دون جيش وطني، محترف، محايد
في سلسلة حوارات خاصة، تفتح «العين الإخبارية» الصندوق الأسود لحرب السودان، من خلال مقابلة مطوّلة مع السياسي البارز مبارك الفاضل المهدي، رئيس حزب الأمة السوداني، وأحد الشهود المطلعين على دهاليز السياسة في بلاده وتشابكاتها المعقدة. ويكشف في هذا الحوار حقائق مثيرة حول خلفيات الحرب، ودور التنظيم الإخواني في إشعالها، والاختراقات التي طالت الجيش، ومآلات المشهد السياسي والعسكري الراهن.
الرصاصة الأولى.. ومن أطلقها؟
في بداية الحوار، علّق مبارك الفاضل على تغريدة أثارت جدلاً واسعاً كتبها عبر منصة «إكس»، قال فيها إن: «التنظيم الإخواني في السودان هو من أطلق الرصاصة الأولى وتسبب في اندلاع الحرب الأخيرة».
وأوضح الفاضل خلفية تصريحه قائلاً: «ما دفعني للتغريدة هو التصريح الصادم لقائد الفرقة الأولى مشاة في الباقير، لقناة القوات المسلحة، والذي أكد أن وحدتهم فتحت النار فجر السبت 15 أبريل/نيسان في المدينة الرياضية، حيث كانت تتمركز قوات الدعم السريع. هذه المعلومة لم تكن معروفة، لكنها غيّرت من تفسير المشهد برمّته».
ويتابع: «إذا كان القائد العام للجيش ونوابه والقادة الكبار في حي المطار لم يكونوا مستعدين، بل كانوا نائمين وتمت محاصرتهم واعتقال عدد منهم، فمن الذي أعطى الأوامر بالهجوم؟ بالتأكيد جهة أخرى داخل المؤسسة، جهة موازية، وهي في تقديري: الحركة الإسلامية السياسية، ممثلة في التنظيم الإخواني».
ويضيف الفاضل: «هذه المجموعات التي تضم علي كرتي، وعلي عثمان، وأسامة عبد الله، أعادت ترتيب صفوفها بعد الثورة، وسعت للتخريب من داخل المؤسسات، وكانت تنتظر لحظة الانقضاض، وقد وجدتها في هذا الاشتباك».
وفي معرض تحليله لطبيعة الصراع، يربط المهدي بين ما جرى وبين مدى تغلغل الإخوان داخل الجيش السوداني، فيقول: «الإخوان في عهد البشير أدخلوا نحو 30 ألف ضابط إلى الجيش، أغلبهم في تخصصات فنية دقيقة، مما يجعل تأثيرهم باقياً، حتى بعد الثورة. وقد لفتُّ النظر لهذه النقطة لأني أعتقد أنها كانت عنصراً مركزياً في إشعال الحرب».
ويضيف: «تيار الإسلاميين أراد خلط الأوراق، ونجح في إبعاد القوى المدنية تماماً، ووجد في الجيش ملاذاً للعودة إلى السلطة. وقد احتضنهم الفريق البرهان، وموّلهم، وسمح لهم بإعادة ترتيب صفوفهم، حتى أنهم نظموا مؤتمر شورى التنظيم في عطبرة قبل اندلاع الحرب».
ويؤكد السياسي السوداني البارز، أن هذا التيار أراد «اختطاف البلاد مجدداً عبر البندقية»، ويضيف: «في لحظة كانت فيها الأطراف قريبة من التوصل إلى تسوية، أشعلوا الحرب. وكان لا بد من فضح هذا المشروع أمام المجتمع الدولي قبل الدخول في أي ترتيبات سياسية جديدة».
وحول إصلاح المؤسسة العسكرية وتحريرها من نفوذ التنظيمات، يرى الفاضل أن الأزمة أكبر من مجرد إبعاد تيار سياسي، بل تتعلق بهيكلة الجيش من جذوره.
ويقول «الجيش تعرض لعملية إضعاف ممنهجة خلال عهدي نميري والبشير. لم يكن هنالك تجنيد واسع، وتم الاعتماد على قوات بديلة ذات طابع قبلي أو ديني، كالدفاع الشعبي وحرس الحدود والدعم السريع. وغياب قوة المشاة جعل الجيش نفسه هشاً».
ويتابع: «في عهد البشير، حوّلوا الحرب الأهلية إلى حرب عقائدية ضد الجنوب، وزجوا بالشباب في معارك خاسرة. وعندما خُيّروا بين سودان موحد بدون سلطة، وسودان مقسّم مع استمرار حكمهم، اختاروا الانفصال».
ويرى الفاضل أن الجيش يحتاج إلى إعادة بناء قومية قائلا: «نحن بحاجة لجيش يمثل كل أقاليم السودان، بحسب ثقلها السكاني، وجيش مدني العقيدة، لا متحزب الولاء. يجب أن تُعاد صياغة الكلية الحربية لتُنتج ضباطاً مؤمنين بالديمقراطية، لا خصوماً لها».
وفي مقترح لافت، دعا الفاضل إلى: «إبعاد المعسكرات ومقر القيادة من وسط الخرطوم”، معتبرا أن وجودها هناك “هو ما جعل العاصمة رهينة نيران الحرب، وتسبب في الكارثة التي شهدناها».
مستطردا «لا بد من منع التحزب داخل صفوف الجيش. فالتجربة أثبتت أن دخول الإخوان والبعثيين والناصريين والشيوعيين في المؤسسة العسكرية دمّر الجيش، وأدخل ثقافة الولاء قبل الكفاءة».
ويختم حديثه بالقول: «إعادة بناء الجيش لا يمكن أن تكون مؤجلة. هذه مهمة عاجلة ومرتبطة ببناء الدولة الجديدة. السودان لن ينهض دون جيش وطني، محترف، محايد، يحمي الديمقراطية ولا ينقلب عليها»

بحضور قادة “تأسيس” والإدارة المدنية.. “جنوب دارفور” تعلن نتائج باهر ة لامتحانات الابتدائية والمتوسطة

بحضور قادة “تأسيس” والإدارة المدنية.. “جنوب دارفور” تعلن نتائج باهر ة لامتحانات الابتدائية والمتوسطة

 

الفيضانات والسيول تشرد عشرات الأسر في شمال دارفور

الفيضانات والسيول تشرد عشرات الأسر في شمال دارفور
الفاشر:وكالات
تسببت أمطار غزيرة وفيضانات اجتاحت مدينة دار السلام في ولاية شمال دارفور، في تشريد 87 أسرة، وفقًا لتقديرات أولية لفِرَق الرصد الميداني التابع للهجرة الدولية.
‏‎وذكرت مصفوفة تتبع النزوح في بيان أمس الأربعاء أن 87 منزلاً دُمّر بالكامل نتيجة السيول، بينما تعرّض 37 منزلاً لأضرار جزئية، ما أجبر الأسر المتضررة على اللجوء إلى المجتمعات المُضيفة داخل نفس المحلية.
‏‎وأكد البيان أن هذه الأرقام لا تزال تقديرية في انتظار المزيد من التحقق، مشيرة إلى استمرار جهود الرصد في ظل التحديات المتعلقة بالتغطية الميدانية وشبكات الاتصال.
‏‎وفي جنوب دارفور اجتاحت السيول والفيضانات مساء يوم السبت الماضي عددًا من المنازل داخل معسكر عطاش للنازحين، مسببة أضرارًا مادية جسيمة دون تسجيل خسائر في الأرواح.
‏‎وبحسب إفادات شهود عيان، فإن السيول اجتاحت السناتر 11، 12، 13، و15 نتيجة انسداد في أحد الكباري الرئيسة داخل المعسكر، ما أدى إلى فيضان المياه وتدفقها إلى داخل المنازل والمنشآت السكنية.
‏‎وأكدت مصادر محلية أن الفيضانات أدت إلى انهيار عدد من المنازل انهيارًا كليًا وجزئيًا، فضلًا عن تهدم دورات المياه وخروجها عن الخدمة، الأمر الذي فاقم من حجم الأزمة وأدى إلى تلوث بيئي واسع وسط المناطق المتأثرة.

‏نفايات طبية مهملة تهدد بكارثة بيئية في الخرطوم

‏نفايات طبية مهملة تهدد بكارثة بيئية في الخرطوم

الهدف_وكالات
حذر مصدر طبي من خطورة بقاء نفايات طبية وصفها بـ”الخطيرة” تخص بنك الدم المركزي في العراء لأكثر من 3 أشهر مع بداية هطول الأمطار بالعاصمة، مما يهدد بكارثة بيئية.
‏‎وكانت منظمة الصحة العالمية، حذرت في أبريل 2023، بعد أسبوع من اندلاع الح.رب من خطر بيولوجي مرتفع في السودان؛ بعد سيطرة قوات الدع.م الس.ريع على المعمل المركزي للصحة العامة؛ وبنك الدم المركزي وسط الخرطوم، في ظل المعارك بين الجانبين.
‏‎وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه ل”الجزيرة نت” إن النفايات تشمل عينات من فيروسات الكبد الوبائي وأمراضِ الزهري والسيلان والإيدز وأكياس دم ملوثة، وأضاف “الخطير هو فيروس الكبد الوبائي الذي إذا تسرب للتربة يمكن أن يبقى فيها لفترة عام كامل”.


‏‎وتفاقمت الأوضاع الصحية بعد انقطاع التيار الكهربائي عن المعامل الرئيسة وسط العاصمة لفترة طويلة، مما أدى إلى تلف عينات شديدة العدوى مثل الأنسجة والخلايا المريضة وكذلك الفيروسات الوبائية لتشكل أكبر الهواجس والأخطار على البيئة والصحة العامة.
‏‎وأشار المصدر إلى مراسلات بين إدارة بنك الدم وهيئة نظافة الخرطوم للتخلص من النفايات، ولكن لم تتم الاستجابة، مضيفا أن الهيئة طلبت من إدارة البنك توفير وقود لسيارات نقل ومعالجة النفايات، ورغم مرور أكثر من 3 أشهر ؛لم تتمكن إدارة البنك من الحصول على المبلغ بعد عدة اتصالات أجرتها مع جهات حكومية وطوعية.

بين القمع والصمت: تزايد الإنتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في السودان

بين القمع والصمت: تزايد الإنتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في السودان

كتب :حسين سعد
يشهد السودان موجة متصاعدة من الإنتهاكات الممنهجة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، في ظل النزاع الدامي الذي خل عامه الثالث ، ما يضع حياة ونشاط هؤلاء المدافعين في خطر دائم، وتتنوع هذه الانتهاكات بين الاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، والمضايقات الأمنية، وحملات التشهير، وصولًا إلى الاغتيالات والقتل خارج نطاق القانون، وأصبح المدافعون عن الحقوق بين فكي كماشة الحرب ، ومحاصرين في مساحات ضيقة بين قوات متناحرة لا تعترف بحرية التعبير أو الحق في الدفاع عن المدنيين، وتنوعت أنماط الإنتهاكات من قتل وإعتقال الي قمع رقمي وتهديد عبر الإنترنت حيث يتم إستهداف حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بالتشويه والتخويف والتضليل، والعمالة والإرتزاق، وفي ظل هذه التعقيدات أصبح مستقبل العمل الحقوقي في مهب الريح مع استمرار النزاع وتفاقم الأزمة الإنسانية، وفي ظل غياب دولة القانون، وصمت المجتمع الدولي، يبقى المدافعون عن حقوق الإنسان الحلقة الأضعف في مشهد دموي يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، وقال عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان في حديثهم (سودانس ريبورتس )أن الأطراف المتصارعة تستخدم أساليب قمعية لإسكات الأصوات المستقلة، لا سيما تلك التي توثق الانتهاكات أو تطالب بمحاسبة المسؤولين عنها، ورددوا( من المستحيل العمل في مجال حقوق الأنسان داخل مناطق النزاع ، وكل من يحاول التوثيق أو حتي إيصال صوت الضحايا يصبح مستهدفاً، هنالك تهديدات طالت مافعون عن حقوق الإنسان ، ومن جهته قال المحامي والمدافع عن حقوق الانسان أمير محمد سليمان في حديثه مع (سودانس ريبورتس) إن المدافعون عن حقوق الإنسان مثل المحاميين والصحفيين والناشطين ، وغرف الطؤاري والتكايا ،وغيرهم ظلوا يتعرضوا لإنتهاكات عديدة منها القتل والإعتقال وهنالك تقارير عديدة موثقة تكشف تلك الإنتهاكات ، وأضاف سليمان عقب حرب منتصف أبريل 2023م تزايدة وتيرة الإنتهاكات وأشار أمير ان مركبات وفرق بعض المنظمات العالمية تعرضت لاطلاق نار فضلاً عن إعتقال ومحاكمة بعض المدافعين في مناطق سيطرة القوات المسلحة وإتهامهم بالتعاون مع الدعم السريع بينما توجد إنتهاكات مماثلة في مناطق الدعم السريع ولا توجد معلومات كافية عنها، وفي المقابل قال المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان عبد الباسط الحاج في حديثه مع (سودانس ريبورتس) قال إن السودان به تاريخ تليد من الانتهاكات التي تطال حريات المدافعين عن حقوق الإنسان وظلت الأنظمة المتسلطة تمارس تلك الإنتهاكات لاسكات اصوات المدافعيين والسياسيين ، وإتفق الحاج مع ما ذكره أمير سليمان حول وجود إنتهاكات تمارس من قبل طرفي الحرب علي المدافعيين والمدافعات عنم حقوق الإنسان تشمل القتل والإختطاف والإعتقال والمنع من السفر والمنع الكتابة كما كان يحدث للصحفيين والصحفيات والبلاغات الكيدية

.انتهاكات حقوق الإنسان في السودان: آثار الحرب على الضحايا ودور المجتمع الدولي.
.انتهاكات حقوق الإنسان في السودان: آثار الحرب على الضحايا ودور المجتمع الدولي.

وكان المرصد السوداني لحقوق الإنسان قد كشف في تقرير حديث صدر مؤخراً عن تصاعد الانتهاكات التي تطال المدافعين عن حقوق الإنسان، رجالاً ونساء، في السودان في مختلف أنحاء البلد، ووثق التقرير الصادر بعنوان (مدافعون بلا حماية) وثق أنماطًا واسعة من الإنتهاكات بحق المدافعين شملت القتل خارج نطاق القانون، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب الجسدي والنفسي، إلى جانب الاستهداف الرقمي، وأكد المرصد أن هذه الانتهاكات تتم بشكل منظم، وبتواطؤ من الممسكين بزمام الأمور في مناطق النزاع.
كما أبرز التقرير عدداً من الحالات من بينها مقتل المحامي صلاح الدين الطيّب موسى تحت التعذيب في أحد مراكز الاعتقال بولاية الجزيرة، وإعتقال الشيخ عبد الرازق سليمان بعد حديثه في أحد المساجد عن تدهور الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور. كما أشار إلى تعرّض العشرات من النشطاء والناشطات لملاحقات واحتجازات تعسفية دون توجيه تهم رسمية، في انتهاك صارخ للقوانين الوطنية والدولية.
وأوضح المرصد أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إستخدمتا آليات قمع متعددة ضد المدافعين، من بينها الاعتقالات التعسفية، والتعذيب، وفتح بلاغات كيدية، وتطبيق قوانين الطوارئ على نحو متعسف. كما كان المدافعون هدفاً لحملات تشويه واستهداف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأكد التقرير أن الحرب تسببت في انهيار شبه كامل للبيئة التشغيلية للمنظمات الحقوقية، مع انقطاع مستمر للكهرباء وخدمات الإنترنت، وتدمير مقار بعض المنظمات، ونهب ممتلكاتها. وأثّر ذلك على أنشطة التوثيق والمراقبة، بل تحولت إلى مهمة خطرة. واضطر عدد كبير من المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان إلى النزوح من مناطق إقامتهم/ن، إما إلى مناطق أقل خطورة داخل السودان أو إلى خارج البلد، ما أدى إلى فقدان المجتمعات المحلية لجزء كبير من الدعم الحقوقي ، ولفت التقرير الي ان بعض المدافعين لجأوا الي إستراتيجيات مقاومة بديلة ،أثبت بعضها فعاليته، ودفع التقرير بتوصيات طالبت كافة أطراف الحرب بالكف الفوري عن إستهداف المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، وضمان حرية العمل الحقوقي من دون قيود، كما دعا إلى السماح بدخول بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان لرصد جميع الانتهاكات منذ قيام الحرب، خاصة ما يتعلق بالمدافعين، وشدد علي ضرورة تفعيل أليات المساءلة الدولية ،بما في ذلك الإجراءات الخاصة التابعة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب