Home Blog Page 216

الهادي ادريس: افراغ الفاشر من السكان السبيل الوحيد لحماية الأرواح

الهادي ادريس: افراغ الفاشر من السكان السبيل الوحيد لحماية الأرواح

نازحون في زمزم قال تحالف “تأسيس” إنه نقلهم الى مناطق آمنه

متابعات:السودانية نيوز

قال رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الهادي إدريس، السبت، إنهم يخططون لإجلاء ما يزيد عن 100 ألف أسرة من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والمعسكرات المحيطة بها خلال الأيام المقبلة، معتبرًا إفراغ المدينة من كامل السكان السبيل الوحيد للحفاظ على أرواحهم.

وانحاز الهادي إدريس إلى خطوات قوات الدعم السريع، التي أعلنت عزمها تشكيل حكومة في مناطق سيطرتها، وأقرت دستورها، كما أنشأت تحالفًا سياسيًا ضم مكونات حزبية وحركات مسلحة، وهو ما عمق المخاوف من شبح تقسيم السودان.

وقال الهادي إدريس، وهو أيضًا قيادي في تحالف “السودان التأسيسي”، في مقابلة مع “سودان تربيون”: “حتى الآن، أجلينا أكثر من 50 ألف أسرة من مدينة الفاشر نحو طويلة وكورما في الجزء الغربي من المدينة”.

وأشار إلى وجود آخرين ما زالوا عالقين في شقرة بالقرب من زمزم، لافتًا إلى أن قوات الحركة ترابط حاليًا في الطرقات وتقدم المعونات الغذائية ومياه الشرب. وتابع: “سنقوم في الأيام المقبلة بإجلاء ما يزيد عن 100 ألف أسرة”.

ووصف الهادي إدريس إخراج مواطني مدينة الفاشر والمعسكرات المحيطة بها من خطوط النار بأنه “أكبر عملية إجلاء حدثت في التاريخ من مناطق خط النار إلى أماكن أكثر أمنًا”.
ورأى أن إخلاء الفاشر من السكان هو الأمل الوحيد للحفاظ على أرواح المدنيين، في ظل تعذر التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو هدنة، لإصرار الأطراف على الحرب واستخدام المدنيين كدروع بشرية.

وتتجه الأوضاع في ولاية شمال دارفور نحو مزيد من التصعيد، بعد حصار الدعم السريع لمدينة الفاشر بسيطرتها مؤخرًا على مخيم زمزم، الواقع على بُعد 12 كيلومترًا جنوب غربي المدينة، وحشدها آلاف المقاتلين لشن هجوم للسيطرة على آخر معاقل السلطة المركزية في إقليم دارفور.

اتهامات لحلفاء الجيش

وجدد الهادي إدريس اتهامه للحركات المسلحة التي انحازت للجيش السوداني بإفشال مقترحات تم تقديمها قبل أشهر لوقف العدائيات داخل المدينة وخروج الأطراف المتقاتلة منها.

وقال إن إخراج المواطنين من المدينة هو السبيل الوحيد لحمايتهم بإرسالهم نحو مناطق آمنة في طويلة وكورما، وهي مواقع تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والمجلس الانتقالي بزعامة الهادي إدريس.

وأكد إدريس أن بعض المنظمات الدولية أبدت استعدادها لإيصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية للمواطنين حال وصولهم إلى المناطق الآمنة والخالية من النزاع.

وتابع: “لن نشجع الناس على البقاء في الفاشر، لأن الإغاثة لن تصلهم في المدينة لكونها أصبحت منطقة قتال، فيجب عليهم أن يخرجوا فورًا”.

واستبعد بشدة ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم إبادة جماعية أو تطهير عرقي حال سيطرتها على مدينة الفاشر.

وشدد على أنهم “لن يسمحوا بارتكاب أي جريمة، وسيعملون على إخراج كل المواطنين، وهم في الأصل ضحايا لجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الرئيس المعزول عمر البشير قبل سنوات”.

وفي سؤال حول لماذا لا يطالبون الدعم السريع بإنهاء حصار الفاشر بدلًا من الدعوة لإخلاء المدينة من السكان؟ أجاب إدريس بقوله: “الدعم السريع والجيش والحركات في صراع مسلح. الجيش ظل يهاجم الدعم السريع في الخرطوم، والدعم السريع أيضًا له الحق في الهجوم على أي منطقة أخرى، وبدون اتفاق على وقف العدائيات لن نستطيع أن نلزم طرفًا بوقف الهجمات، والصحيح الآن هو أن نطالب بإجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمنًا بدلًا من الدعوة لفك الحصار”.

لم نهاجم “زمزم”

ونفى الهادي إدريس بشدة الاتهامات التي وجهت لقوات المجلس الانتقالي بالمشاركة في الهجوم على مخيم زمزم، مشيرًا إلى أن قواتهم تعمل ضمن قوات تحالف السودان التأسيسي في إجلاء المدنيين بمشاركة الدعم السريع، ورأى أن إجلاء المدنيين ليست مهمة حربية.

وأضاف: “قواتنا لا تقترب حتى من مواقع الاشتباكات، وهي تقف على بعد 15 كيلومترًا من مدينة الفاشر، وتنتظر المدنيين القادمين من هناك، وتقوم بنقلهم لطويلة وكورما، وأقصى حد يمكن أن تصل إليه قواتنا هو بلدة شقرة المجاورة لمخيم زمزم”.

حكومة السلام

وقال رئيس الحركة إن الحكومة الموازية التي يعتزم تحالف “تأسيس” إعلانها لن تكون حكومة حرب، بل تعمل من أجل السلام ووقف القتال، وأكد أنهم لن يتحملوا أي مسؤولية قانونية أو سياسية أو أخلاقية إزاء الانتهاكات التي يرتكبها أي من أطراف النزاع لأنهم لم يكونوا جزءًا من الحرب الدائرة الآن.

وتحالفت الدعم السريع مع الحركة الشعبية – شمال، وحزب الأمة القومي، وقوى أهلية ومسلحة في دارفور، بينها المجلس الانتقالي، في ائتلاف السودان التأسيسي “تأسيس”، بغرض تشكيل حكومة موازية يُرجح أن تتخذ من نيالا بجنوب دارفور مقرًا لها، حيث تخطط لإصدار عملة جديدة ووثائق هوية وسفر مغايرة.

وأعلن إدريس عن قرب إعلان تشكيل الحكومة الجديدة من داخل الأراضي السودانية في وقت قريب، بعد أن قطعت المشاورات بين الأطراف المؤسسة لتحالف السودان التأسيسي أشواطًا بعيدة، كاشفًا عن وصول وفد مقدمة من التحالف للسودان لوضع الترتيبات النهائية لتشكيل الحكومة.

وأفاد أن حرمان المواطنين من الخدمات من قبل من سماها “سلطة الأمر الواقع” دفعهم للتوجه نحو تشكيل الحكومة، واتهم الحكومة التي يسيطر عليها الجيش في بورتسودان بإقامة امتحانات الشهادة السودانية في أماكن محددة وحرمان آخرين، بجانب تداول العملة في أماكن معينة مع حرمان عدد من الولايات، علاوة على سن قانون “الوجوه الغريبة” واستهداف المواطنين على أساس العرق واللون.

ونفى الاتهامات الموجهة لهم بالعمل على تقسيم السودان من خلال تشكيل حكومة موازية، وقال إن “سلطة بورتسودان هي التي قسمت السودان فعليًا”.

اتهامات للحركة الإسلامية

واتهم إدريس الحركة الإسلامية بإشعال الحرب وقطع الطريق أمام العملية السياسية والاتفاق الإطاري، الذي كان يهدف لعودة البلاد إلى المسار الديمقراطي، متهماً إياها باستغلال عناصرها داخل القوات المسلحة في إشعال الحرب والتأثير على الجيش، وهو ما قاده للانسحاب من مفاوضات جدة والتنصل عن أي التزامات متعلقة بوقف القتال.

وقال إن الحل الوحيد للضغط على سلطة الأمر الواقع هو تشكيل الحكومة، لكون أن الصراع الدائر الآن هو صراع حول السلطة والشرعية، وأكد أن الحكومة الجديدة ستخلق واقعًا جديدًا لا يمكن تجاوزه، وستنازع سلطة بورتسودان في شرعيتها، وتسعى لتقديم الخدمات للمواطنين في أماكن سيطرتها.

شكوى الإمارات

ورأى إدريس أن الشكوى التي تقدمت بها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان ضد دولة الإمارات العربية لدى محكمة العدل الدولية ليست لها أي سند قانوني، وأشار إلى أن الحكومة استخدمت القضية كورقة سياسية لإظهار أنها تمثل الشعب السوداني، وهو ادعاء قال إن مكانه ليس محكمة العدل الدولية التي تختص بفض النزاعات بين الدول، خاصة في قضايا الحدود، وأن السودان والإمارات ليست بينهما حدود مشتركة.

وتساءل إدريس: إذا كانت سلطة الأمر الواقع جادة في معاداة دولة الإمارات، فلماذا لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية؟ وتابع: “هذه قضية ليست لها قيمة وستنتهي دون شيء… وبدلًا من تحميل مسؤولية فشلك لدولة ليست لك معها حدود، عليك إيقاف الحرب بدل الإساءة للعلاقات التاريخية بين الدول، ولدينا الآن آلاف السودانيين في الإمارات”.

وقال إن الإمارات ظلت تقدم مساعدات إنسانية بصورة دورية لآلاف السودانيين اللاجئين في دول تشاد، إثيوبيا، جنوب السودان وأوغندا.

وفي السادس من مارس الماضي، رفعت الحكومة دعوى لدى محكمة العدل الدولية ضد دولة الإمارات العربية، متهمة أبوظبي بتقديم دعم عسكري ومالي وسياسي لقوات الدعم السريع، التي تقاتل ضد الجيش السوداني، وزعمت أن هذا الدعم ساهم في أعمال إبادة جماعية ضد قبيلة المساليت في ولاية غرب دارفور.

التعارضات العربية تضعف مخرجات قمة لندن حول السودان

التعارضات العربية تضعف مخرجات قمة لندن حول السودان

تقدير موقف، ذو النون سليمان، وحدة الشؤون الإفريقية، مركز تقدم.

عقدت المملكة المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا يوم الثلاثاء 15 أبريل، قمة دولية من أجل إنهاء الصراع وتخفيف معاناة الشعب السوداني وفق الأهداف والمبادئ المنصوص عليها في نتائج المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة الذي عقد في باريس في 15 أبريل 2024
شارك في القمة وزراء خارجية وممثلين رفيعي المستوى من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وتشاد ومصر وإثيوبيا وكينيا والمملكة العربية السعودية والنرويج وقطر وجنوب السودان وسويسرا وتركيا والإمارات العربية المتحدة وأوغندا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى عن جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
أكد المشاركون التزامهم بسيادة السودان ووحدته واستقلاله وسلامته الإقليمية، ودعم تطلعات شعبه إلى مستقبل سلمي، موحد، عادل وديمقراطي. كما يمثل زيادة الاهتمام الدولي بالتكلفة البشرية لهذا الصراع، بما في ذلك النزوح الداخلي، وتأثيره على البلدان المجاورة.‏
اتفق المشاركون على أن المبادرات والالتزامات الدولية يجب أن تركز على التأكيد على مسؤولية أطراف النزاع في حماية المدنيين والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان. وأن تبني على قرار مجلس الأمن رقم 2736 (2024) وإعلان جدة وكذلك على الركائز الأساسية الست المنصوص عليها في خارطة طريق الاتحاد الأفريقي لحل النزاع في السودان في مايو 2023، وأن تسترشد بالمبادئ التالية:‏
• ‏أن تكون الأولوية للتوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع، بما في ذلك التدخل الخارجي، الذي يزيد من حدة التوترات أو التي تطيل أمد القتال.‏
• ‏شدد المجتمع الدولي على ضرورة منع أي محاولات لتقسيم للسودان. بما في ذلك أي إعلان عن حكومات موازية، من شأنها أن تهدد وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.‏
• ‏أيد المشاركون الانتقال إلى حكومة بقيادة مدنية ودور للقوى المدنية في العملية السياسية ‏‏
• ‏دعوة أطراف الحرب السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المحتاجة وفقا للالتزامات التي تم التعهد بها في إعلان جدة، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي‏.
• ‏اتفق المشاركون على تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان. وأقروا بأهمية تكامل الجهود في عمليات الوساطة.
نصف نجاح نصف فشل:
وفق صحيفة الغارديان البريطانية، فشلت القمة في تشكيل مجموعة اتصال لتسهيل محادثات وقف إطلاق النار في ‏‏السودان‏ عندما رفضت الدول العربية التوقيع على بيان مشترك بعد المؤتمر‏ بسبب الجدل الذي استمر يوما كاملا بين مصر والسعودية ‏‏والإمارات‏‏ العربية المتحدة بشأنها.‏
تأكيدات المشاركين في قمة لندن الواردة في بيان القمة تضمنتها مخرجات لقاءات دولية وإقليمية سابقة لوقف الحرب في السودان، مما جعل المراقبين يتساءلون عن الأسباب التي تجعل من قمة لندن مختلفة، قياسا على الأهداف الرئيسية للمؤتمر. فقد نجح في حشد موارد مالية لصالح الوضع الإنساني، قدرت بما يقارب المليار دولار، من الناحية السياسية فقد سجلت القمة بحسب مراقبين في لندن فشل سياسيا تمثل في أنها لم تستطع تأسيس مجموعة اتصال لتسهيل تشكل آليات عملية لوقف إطلاق النار بسبب تباينات مصرية اماراتية حول مستقبل السودان وفق ما رشح في الإعلام الرسمي، ويرجح أن يكون ذلك بسبب الموقف من المؤسسات الأمنية والعسكرية والمستقبل السياسي للجماعات الإسلامية والدعم السريع.
يتضح من فعاليات القمة وجود خلافات عربية حول تصورات اليوم التالي للحرب في السودان من خلال موقفهم من طرفي الصراع، وهو ما سعت لندن تداركه عبر الوصول لرؤية مشتركة للحل والتركيز على الدبلوماسية بدلا من دعم الفصائل المتحاربة.
وفق مصادر خاصة، اتفق المشاركون في القمة على تكوين لجنة فنية بعضوية المملكة المتحدة والسعودية وتركيا وقطر والإمارات ومصر، تجتمع في الرياض من أجل تشكيل موقف موحد بشأن مستقبل السودان.
تحفظت المملكة العربية السعودية على طلب القمة بإحياء منبر جدة معللة ذلك بعدم رغبة أمريكا في تفعيل المنبر بسبب عدم توفر الإرادة السياسية للأطراف السودانية، يعزي عدد من المراقبين هذا الموقف للالتزامات المالية المتوقعة، بينما يرى آخرون أنه يتعلق برغبة إقليمية في إفساح المجال لفرض واقع عسكري أفضل على الأرض.
احتفظت القمة بشعرة معاوية بينها وبين طرفي الصراع بالرغم من استبعادهما من المشاركة فيها، حيث شددت على وحدة السودان وعدم تأييدها للحكومة الموازية المنتظر إعلانها برعاية الدعم السريع، في خطوة فسرت بأنها تدعم موقف الجيش وحكومة بورتسودان، بينما صمتت عن سيطرة قوات الدعم السريع على معسكر زمزم بولاية شمال دارفور بالرغم من التحذيرات الدولية حوله، وهي خطوة تؤكد رغبة القمة في التوصل لحلول سياسية بين الطرفين.
وصف الإعلام الرسمي للجيش القمة بالفاشلة، بينما تمسك قائد الدعم السريع بإعلان حكومته الموازية عبر خطاب مكتوب عشية انتهاء القمة من قائد قوات الدعم السريع في الذكري الثانية للحرب..
الخلاصة:
** كان واضحا ان التعارضات الإقليمية وموقفها من أطراف الحرب واستمرارها كانت السبب الرئيس في فشل القمة في إصدار بيان جماعي إقليمي ودولي يضع آليات عملية لفرض وقف فوري للحرب، رغم التوافق على مخاطر استمرارها على الأمن الإقليمي والدولي
** فشلت قمة لندن في الإجابة على متطلبات اليوم التالي للحرب، بما يوحي وكأن العالم الخارجي وصل الى درجة اليأس من الوضع السوداني وان البلاد المنكوبة ستترك الى موازين القوى الحربية والحلول العسكرية.
** بفشل هذا الجهد المكثف، رغم شمول المشاركة الواسعة، عواصم القرار الدولي والإقليمي، باتت البلاد مفتوحة على خيار التقسيم، كبديل لاستمرار الحرب والمأساة الانسانية المتفاقمة، وهو ما بدأت بعض المراكز البحثية التي توجه صنع القرار الدولي في دراسته جديا كخيار أخير، خاصة مع إصرار قيادة الدعم السريع على تشكيل حكومة خدمات موازية في مناطق سيطرتها

أغرد خارج السرب: التحديات السياسية والنظرة العنصرية في السودان

0

أغرد خارج السرب: التحديات السياسية والنظرة العنصرية في السودان

وصال بله
في قلب القارة الإفريقية يتجلى تاريخ السودان كواحد من أكثر القصص السياسية تعقيدًا لقد عانى من سلسلة من الأنظمة السياسية التي جلبت معها تقلبات عميقة وأثرت على الهوية الدينية و الثقافية والاجتماعية….. أغرد خارج السرب لأستعرض التحديات السياسية والتصنيفات العنصرية التي يعاني منها أبناء الهامش في السودان أملا نحو رؤية سودان جديد يتجاوز هذه القيود
منذ الاستقلال في عام 1956 شهد السودان تغييرات جوهرية في أنظمته السياسية
كانت الحكومات سواء كانت ديمقراطية أو ديكتاتورية تسيطر عليها نخبة محددة تعظم مكونات معينة على حساب أخرى
هذا التوجه خلق شعورًا بالدونية لدى العديد من المجتمعات، خاصة تلك التي تعتبر “هامشية” في الخطاب السياسي
تاريخيًا، كانت الأنظمة السياسية في السودان تتعامل مع المجتمع ككتلة واحدة متجاهلة التنوع الديني والثقافي والعرقي والجغرافي.
غالبًا ما تم تفضيل الشمال على باقي المناطق مما أدى إلى تفاقم الفجوات الاقتصادية والاجتماعية هذه النخبة التي تستند إلى استراتيجيات سياسية تعتمد على الهوية كانت تمارس سياسات تمييزية مما أثر على النسيج الاجتماعي للسودان
تتجلى النظرة العنصرية بشكل خاص في كيفية تعامل الإنسان السوداني الشمالي مع المجتمعات الأخرى وفي إدارة الدولة.
كثيرًا ما يُنظر إلى أبناء الهامش بنظرة دونية، حيث تُعتبر ثقافاتهم وتقاليدهم ولغاتهم أقل قيمة. هذا التصنيف لا يعكس فقط الجهل، بل هو نتاج عقود من الهيمنة السياسية والاجتماعية وتكريس الظلم السياسي وهي مشاركة جميع السودانيين في ادارة الدولة.
يعاني أبناء الهامش في السودان من التمييز الممنهج. على الرغم من أنهم يمثلون جزءًا كبيرًا من السكان، إلا أنهم غالبًا ما يُستبعدون من عمليات اتخاذ القرار
إنهم يتحملون عبء الفقر والحرمان من الحقوق الأساسية بينما تستمر النخبة في تعزيز مكانتها من خلال استغلال الموارد
إن النظرة العنصرية والعقيمة التي تكرست عبر الأنظمة الديكتاتورية يجب أن تكسر نحن بحاجة إلى سودان جديد يتقدم نحو المستقبل بكل مكوناته
يجب أن نتجاوز الأفكار القديمة التي كانت تقيدنا ونعمل على بناء مجتمع يحتفي بالتنوع ويعترف بحقوق الجميع
لقد استغلت الشعارات الدينية في السياسية لتبرير التمييز والهيمنة لكن يجب أن نعي أن الدين في جوهره يدعو إلى التسامح والتعايش لذا يجب تحطيم الأيدولوجيات الزائقة و يجب علي الدولة تكون علي مسافة وحدة من كل الأديان في البلد.
يجب أن نعيد التفكير في كيفية استخدام الدين في السياسة وأن نعمل على خلق بيئة تعترف بالتنوع الديني والثقافي والاجتماعي والجغرافي
لن نتمكن من بناء سودان جديد إلا من خلال الاعتراف بالاختلافات والاحتفاء بها المستقبل يتطلب منا أن نكون أكثر شجاعة في مواجهة العنصرية والتمييز وأن نعيد تشكيل هويتنا الوطنية لتكون أكثر شمولية نحن بحاجة إلى صوت جديد يجسد تطلعات جميع السودانيين من كل المناطق ومن كل الخلفيات
فبعد عقود من الحكم الاستبدادي باتت الحاجة ملحة لإعادة بناء مؤسسات سياسية تعمل لصالح جميع المواطنين وليس فقط لفائدة فئة معينة
يعتبر التحول الديمقراطي فرصة لإشراك جميع فئات المجتمع في صنع القرار فهو يعبر عن أصوات أبناء الهامش وعن تطلعاتهم مما يسهم في تصحيح الفجوات التاريخية التي أُسيء إليها
كما يعد التحول الديمقراطي منصة لتعزيز حقوق الإنسان وضمان حريات الأفراد ويساهم في خلق بيئة أكثر شمولية
في النهاية لا يمكن تحقيق سودان جديد إلا من خلال ديمقراطية حقيقية تحترم التنوع وتعمل على تعزيز الوحدة الوطنية
لن يكون التحول الديمقراطي مجرد تغيير في الأنظمة بل هو دعوة لكل السودانيين للمشاركة في بناء مستقبلهم لنغرد جميعًا خارج السرب ونعمل سويًا من أجل سودان جديد يتقدم نحو الديمقراطية حيث يُحتفى بالتنوع وتعزز حقوق الجميع.

التحالف السوداني للحقوق يدين الهجمات على حي القبة في الفاشر

التحالف السوداني للحقوق يدين الهجمات على حي القبة في الفاشر

متابعات:السودانية نيوز
يدين التحالف السوداني للحقوق بشدة الهجمات الخطيرة والعشوائية التي شنتها قوات الدعم السريع بواسطة المدفعية والطائرات المسيّرة على المناطق السكنية بحي القبة بمدينة الفاشر، شمال دارفور، في الفترة من 15 إلى 17 أبريل 2025، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين أبرياء بشكل مأساوي، من بينهم نساء وأطفال وكبار سن.
الضحايا، وهم حسن عبد المجيد (طفل)، ياسين محمد رمضان، مرتضى إبراهيم سراج، آدم زغاوة، فهد، إبراهيم جانيس، الحاجة أم جزايم (سيدة مسنّة)، الصادق أم قديبو، وعفة عبد اللطيف (طفلة)، جميعهم من المدنيين الذين لا علاقة لهم بالنزاع الدائر. ويُشكّل مقتلهم انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك:
المادة الثالثة المشتركة بين اتفاقيات جنيف، التي تحظر العنف ضد الحياة والسلامة الجسدية، لا سيما القتل والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب للمدنيين في النزاعات المسلحة غير الدولية؛
المادة 13 من البروتوكول الإضافي الثاني لاتفاقيات جنيف، التي تحظر صراحة الهجمات ضد السكان المدنيين والأفراد المدنيين؛
القاعدة الأولى من القانون الدولي الإنساني العرفي، التي تؤكد مبدأ التمييز بين المدنيين والمقاتلين؛
المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، التي تصنف توجيه الهجمات عمداً ضد المدنيين غير المشاركين في الأعمال العدائية كجريمة حرب.
يدعو التحالف السوداني للحقوق جميع الأطراف المتحاربة إلى احترام هذه الالتزامات القانونية الملزمة ووقف جميع الأعمال العدائية التي تستهدف المناطق المدنية على الفور.
إن الاستهداف المتعمد والمنهجي للمدنيين يشكل جريمة حرب ويجب التحقيق فيه من خلال آليات مستقلة ومحايدة.
نحث المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والمحكمة الجنائية الدولية، على فتح تحقيقات عاجلة وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
إن الشعب السوداني يستحق العدالة والحماية والسلام، وليس الاستمرار في الإفلات من العقاب والعنف.
التحالف السوداني للحقوق- 18 أبريل 2025

  عروة الصادق يكتب: “حريق الكلمات… في وجه علي كرتي: لا دارفور تُفصل، ولا السودان يُختطف مرتين”

0

  عروة الصادق يكتب: “حريق الكلمات… في وجه علي كرتي: لا دارفور تُفصل، ولا السودان يُختطف مرتين”

أيها العائد من رماد “الإنقاذ”، يا من تقمصت جلد الحية بعد أن سلخت البلاد، وخرجت من تحت أقدام الخراب حاملاً نارك في يد، وغُصّة مشروع فاشي في اليد الأخرى، اسمعها الآن صريحة، لا تورية فيها ولا مداراة: دارفور ليست جنوب السودان، ولن تكون، والسودان ليس ورقة في جيب الحركة الإسلامية لتمزقها ساعة تشاء.

– لقد خرج علينا علي كرتي، رأس الحربة في مشروع الإبادة والتجريف والتخويف والتجفيف، ليطرح بلغة الفجّار “سيناريو الجنوب” كـ”حلٍّ بالحسنى” لمشكلة دارفور، وهذا ليس مقترحًا سياسيًا، بل تهديدًا علنيًا بتفكيك السودان، من ذات الواجهة التي أحرقت شبابه وأكلت خيراته، واستباحت دمه، ووضعت مصيره في يد نيران اللهب، وهو ما ظللنا نشير إليه منذ اندلاع هذه الحرب أنها مخطط الأبالسة بامتياز.

– ما قاله كرتي ليس رأيًا، بل جريمة سياسية موثقة.

– دارفور ليست بضاعة في سوق الحركة الإسلامية ولمن نسي، نعيد التذكير:

– أنتم من غذّى النعرات.

– أنتم من جلب الموت والقصابين.

– أنتم من ربى القتلة والمغتصبين.

– أنتم من عبث بالآى الأعلى ونصوص الدين.

– أنتم من غرس الفتنة في المزارع والفرقان.

– أنتم من أعاد تعريف المواطن الدارفوري كـ”مشكلة” بدلاً من كونه أساس السودان.

– والآن، بعد أن خربتم الأرض، وسرقتم الذهب، وأحرقتم القرى، تأتون لتحاضرونا عن الحل بالحسنى؟!

– فما الحركة الإسلامية إلا تنظيم الموت المؤجل، والتي لم تعرف الحياة إلا بقتل الآخر وتجربتهم في كل المنطقة والعالم، خير شاهد ودليل.

– يا علي كرتي، مشروعكم لم يكن دولة.
– كان عباءة دينية فوق جسد من النيوليبرالية الوحشية، ملأت الجيوب وخوّفت النفوس وأعدمت الضمائر.
– لا أحد نسي مذابحكم في دارفور، التي جعلت العالم يصنّف ما جرى “إبادة جماعية”. ولا أحد نسي أنتم من طيّنتم يد أحمد هارون بدماء أهل الغرب.

– تريدون تفكيك ما تبقى من السودان، لا حبًا في السلام، بل تهربًا من الحساب.

● لماذا دارفور ليست الجنوب؟

1. الجنوب طالب بالانفصال كشعب له هوية تاريخية مغايرة، نشأ في ظل استعمار ثنائي بفوارق دينية وثقافية معلومة.

2. دارفور جزء لا يتجزأ من عمق السودان التاريخي، وهي التي رفدت المركز بالملوك والفقهاء والثوار، من السلطان علي دينار إلى الفكي أحمد صالح.

3. سكان دارفور لم يطالبوا بالانفصال يومًا، بل طالبوا بالعدل والمواطنة والتنمية – فكيف ترد عليهم بالتقسيم؟

4. حتى الحركات المسلحة لم تكن انفصالية، بل مطالبها كانت فدرالية وعدالة في قسمة السلطة والثروة.

– فمن أنتم لتقرروا نيابة عن دارفور؟ ومن منحكم تفويض اقتطاع أرض وطنية باسمكم؟

– أنتم أرباب الخطاب العنصري في عباءة الإسلام السياسي، وأنتم حمالوا حطب الحرب في أعناقكم، دعونا نقولها دون مواربة:
– الحركة الإسلامية تنظيم عرقي مغلف بالدين.
– مشروعها يقوم على تكريس الهيمنة الجهوية، لا على فكرة الإسلام العادل.
– هي تحارب عندما يُهدد مركز سيطرتها، وتعرض “التقسيم” عندما تفشل في استرداد مواقعها.

> دارفور ليست مشكلتكم، بل مرآة جريمتكم.

● رسالة إلى كل مشفق على السودان

– أيها السودانيون في كل الجهات وشباب الثورة والشابات أنتم من هتفتم يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور، ها هو العنصري المقيت يمد لسانه لهتافكم ويرفع اصبعه الأوسط بكل بذاءات التاريخ ليقول لكم اخبطوا راسكم بالحيط وبلو شعاركم بالدم وأشربوه:

– إذا كان علي كرتي يتحدث باسم السودان، فليصمت السودان.

– إذا كانت دارفور قابلة للفصل، فكل السودان مهدد بالتبديد.

– الآن، لا يكفي الرفض الهادئ، بل نحتاج لرفض يُرعد:

– نرفض هذا الطرح بوصفه خيانة وطنية.

– ونطالب بمحاكمة علي كرتي على تحريضه بتقسيم البلاد.

– ونحذّر من استخدام دارفور كورقة تفاوضية في صراعات مراكز القوى.

● ختاما: من يقفز فوق دارفور، يسقط في حفرة التاريخ

– يا كرتي، دارفور ليست جائزة ترضية في مائدة مقسّمة.
– لن تكون جنوبًا جديدًا، ولا عاصمة للعار.
– وإن كانت حروبكم قد أنهكتها، فإن جذورها في تربة السودان أعمق من مخالبكم.

● قولوا لكرتي: إن دارفور لا تُفصل، بل تُسترد لحضن السودان وتسترد مجدها الذي تسرده نصوص التاريخ أنها أم وأب لهذا الوطن.
– وإن السودان لا يُختطف، بل ينهض من بين أنيابكم.
– وإن من أشعل النار، لا يحق له أن يعظ الناس عن الحرائق.

قراءة وتعليق في حيثيات وصية محكوم بالإعدام تكشف جوانب خفية من عمق أزمات السودان.

0

قراءة وتعليق في حيثيات وصية محكوم بالإعدام تكشف جوانب خفية من عمق أزمات السودان.

كتاب حكاية إعدام جوزيف لمعده د ضيو مطوك (١٤/ ١٥ ) .

بقلم الصادق علي حسن

كتاب رواية إعدام جوزيف توافرت فيه بينات مبدئية كافية لمحاكمة ظاهرة حركة الإسلام السياسي في السودان وحزبها المؤتمر الوطني، محاكمات علنية مفتوحة أمام محكمة الشعب السوداني والجمهور (محاكمة دينيا واجتماعيا وسياسيا وجنائيا).
في كتابه حكاية إعدام جوزيف أهتم معده د ضيو مطوك بوصية جوزيف جون باك الذي تم اعدامه ظلما عن جريمة لم يرتكبها، وقد أوصى قبل إعدامه بأن تروى حكايته، واصبحت الوصية وعدا للأحياء (ولازم تُحكى حتى يشعر بالراحة الأبدية) كما جاء بصفحة (٩٩) المشهد التاسع عشر من الكتاب . لقد انفصل جنوب السودان.
وتكشفت الحقيقية لأسرة جوزيف أو على الأقل لعدد منها او من محيطها أو من يلم بتفاصيلها وتفاصيل وقائع جريمة مقتل محي الدين أحمد شريف باللأماب واتهام جوزيف جون باك بسبب ذكر زميل القاتل لإسم يوسف في مسرح وكان جوزيف ذلك الإسم الذي أطلقه عليه في الخرطوم ، وقد تمت محاكمته عن جريمة لم يرتكبها واعدامه، واتضح عقب التوقيع على تقرير المصير لجنوب السودان وإجراء الإستفتاء في نهاية الفترة الانتقالية التي مدتها ست سنوات ، فقد أورد الراوي في كتابه (انه وفي الترتيبات الأمنية ، وافق الطرفان الموقعان على اتفاق السلام على إنشاء قوة مشتركة لحماية المدن الرئيسة والشخصيات الهامة وتم إرسال ١٥٠٠ مقاتل من الجيش الشعبي إلى الخرطوم من بينهم يوسف مارتن الذي قتل محي الدين في اللأماب وفر مع صديقه باتجاه الرميلة ، ومنها سافرا صباح اليوم التالي إلى جنوب السودان عبر كوستي وانضما إلى الجيش الشعبي ، أيضا كان من بين البنود المتفق عليها العفو العام على مقاتلي الجيش الشعبي في الجرائم السياسية المرتكبة ضد الدولة ،ولم يشمل العفو الجرائم ذات الطابع الشخصي، إلا أن أسرة المرحوم جوزيف جون اتفقوا على قفل هذا الملف وعدم إثارة الموضوع) .
قفل الملف :
صحيح رأت أسرة المعدوم جوزيف جون باك قفل الموضوع وعدم إثارته والاكتفاء بتنفيذ وصية جوزيف حتى ترقد روحه في الملكوت بسلام وقد تبين لاحقا الجاني الحقيقي وهو جوزيف مارتن الذي التحق بالحركة الشعبية لتحرير السودان هو وزميله الذي كان حاضرا وشاهد عيان على ارتكابه للجريمة وكانا قد هربا إلى كوستي ومن ثم انضما للحركة الشعبية لتحرير السودان وقد صارا من ضمن القوى المختارة لحفظ السلام ، شخص قام بارتكاب جريمة وفر مع زميله وتمت ملاحقة غيره وسجنه لست سنوات ، ثم تمت إعادة محاكمته لأجل إعدامه بدلا عن عقوبة السجن ،وبذلك فإن القاتل الحقيقي بالإضافة لقتل محي الدين يكون قد تسبب في إعدام جوزيف جون باك ونما ذلك لعلم الأسرة فكان علبها الا تكتفي بقفل الملف بعد انفصال جنوب السودان، ولم يعد هنالك ما يهدد امنها بخاصة أن مثل يوسف مارتن وسلوكه المذكور في الكتاب لا يؤهلة للقيام باي دور سليم في صالح الحفاظ على السلام أو للخدمة العامة بمجتمع دولته الجديدة جنوب السودان . وبمثلما فلت يوسف مارتن من العقاب جراء قتله لمحي الدين أحمد شريف وقد هرب مع زميله إلى الجنوب وانضما للحركة الشعبية لتحرير السودان ، كما وقد تسبب في القبض على جوزيف وسجنه وإعادة محاكمته وإعدامه. ومن موقعه بالجيش الشعبي قد يمارس يوسف مارتن الانتهاكات والجرائم وهنالك كثر من الضحايا من أمثال جوزيف ، وقد يؤدي قفل مثل هذه الملفات إلى تقنين ظاهرة الإفلات من العقاب وإلى انتشار ظاهرة الجريمة المرتكبة المحمية بالسلطة .
إهداء :
أهدى الراوي د ضيو مطوك كتابه حكاية إعدام جوزيف (إلى أرواح الأبرياء ضحايا الفصل العنصري والصراع الإثني والديني) ،ولا شك أن إنسان جنوب السودان ظل يعاني في دولة السودان الأم منذ استقلال البلاد من الممارسات الخاطئة التي احدثت الفجوة وعدم الثقة في النفوس ، ففي ١٩٦٤ عقب ثورة اكتوبر المجبدة تم تعطيل استحقاق الجنوب للفيدرالية بمزاعم لا فيدرالية لشعب واحد، وظلت مشاركة ابناء الجنوب في إدارة الدولة مشاركة رمزية، كذلك طالت ممارسات الإسلام السياسي إنسان الجنوب وبصورة كانت حاطة بالكرامة الإنسانية، ولكن الأخطر في الممارسات التمييز السياسي الذي لم يعاني منه أبناء الجنوب فقط بل كل أبناء السودان ففي ظل تجربة التمييز السياسي ونظام حكم حزب المؤتمر الوطني ، كان هنالك عدد من أبناء جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق ضمن الشخصيات التي لها النفوذ والاعتبار لدى المؤتمر الوطني مثل غيرهم من بقية أبناء السودان الآخرين ، كما وكان كاهن كنيسة الشهيدين القبطية بالخرطوم الأب فيلو ساوث فرج من رموز حزب المؤتمر الوطني ، وقد مارست عناصر حركة الإسلام السياسي بدوافع الغبائن الاجتماعية والحقد السياسي الدفين الانتهاكات الجسيمة التي طالت الأبرياء وتم إعدام مجدي يعقوب ابن الأسرة الشهيرة في حر ماله الذي ورثه من والده ولم تشفع لوالدته التي ذهبت لعلي عثمان محمد طه ولعمر البشير وقد وسطت له والدته هدية للحيلولة دون إعدام ابنها بل تم إلى جانب تنفيذ الإعدام ،الاستيلاء على أموال ورث مورثه ،وظلت والدة الشهيد مجدي حزينة عليه وترتدي ثوب الحداد ولم تقلعه إلا بعد ثورة ديسمبر المجيدة ونجاحها في عزل البشير، فكانت الثورة هي من أدخلت الفرحة إلى قلبها منذ إعدام ابنها في ١٩ ديسمبر ١٩٨٩م بواسطة مجموعة تحمل في دواخلها تشوهات اجتماعية غائرة ، حكمت البلاد في غفلة الأحزاب بشعارات زائفة ، واوصلت بفسادها المتراكم وتجاوزاتها وانتهاكاتها المستمرة البلاد التي كانت مستقرة إلى مرحلتي التشظي والتقسيم .
في مقالنا الختامي القادم سنتناول الدروس المستفادة من حكاية إعدام جوزيف.

وصال بله تكتب :معسكر أبشوك: قمع النازحين وتهديد حرياتهم

0

وصال بله تكتب :معسكر أبشوك: قمع النازحين وتهديد حرياتهم

تتواصل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في معسكري(أبوجا، نيفاشا) للنازحين حيث نسلط الضوء على الحملات القمعية التي تقوم بها قوات الجيش والقوات المشتركة وبقية القوات الموالية ليهم فقد تم اعتقال العديد من قيادات النازحين والنشطاء بتهم ملفقة تتعلق بالتحريض المواطنين على اخلاء المنطقة والتخابر مع قوات الدعم السريع مما يثير القلق حول مدى احترام حقوق المواطنين وحرياتهم الأساسية
يعتبر ما تقوم به القوات المسلحة والمشتركة من اعتقالات وتهديد للنازحين بمثابة انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني فبدلاً من توفير الحماية للمواطنين تساهم هذه الإجراءات في تعزيز مناخ الخوف والقلق. يتم استخدام أساليب القمع لترهيب النازحين ومنعهم من الخروج الى مناطق آمنة مما يحرمهم من حقهم في الحياة الكريمة.
تتفاقم الأوضاع الإنسانية في معسكري (ابوجا ، نيفاشا) حيث شهدت المنطقة منذ العاشر من مايو العام الماضي العديد من الحوادث المؤلمة بما في ذلك سقوط الضحايا جراء القصف الجوي والمدفعي يعتبر المعسكرات الآن منطقة خطر حقيقية للنازحين ويعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية إن استمرار هذه الانتهاكات لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانيةوزيادة معاناة المواطنين
إن من حق النازحين البحث عن ملاذ آمن بعيداً عن خطر القصف والاعتقالات إن رفض القوات العسكرية والمشتركة السماح لهم بالخروج هو انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية يجب أن تكون هناك استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لضمان حماية المدنيين ومساعدتهم على الوصول إلى مناطق آمنة.
إن ما يحدث في معسكر أبشوك يمثل تهديداً حقيقياً للأمن والسلام في السودان يتطلب الوضع الحالي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي للضغط على السلطات السودانية من أجل وقف الانتهاكات وحماية حقوق النازحين إن القمع والاعتقالات الغير المبررة لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات الإنسانية ويجب أن يسمح للنازحين بالخروج إلى الأماكن الأكثر أمانا لضمان حياة الكريمة لهم

تدهور الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي

تدهور الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي

متابعات:السودانية نيوز

يواجه الجنيه السوداني تدهوراً حاداً وغير مسبوق، حيث تجاوزت قيمته 2700 جنيه مقابل الدولار الأمريكي. هذا الانخفاض المستمر في قيمة العملة له تأثيرات عميقة على المعاملات التجارية، سواء في الأسواق الرسمية أو غير الرسمية، مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي في البلاد.

تشير البيانات إلى أن الاقتصاد السوداني يواجه تحديات غير مسبوقة، حيث أسهم التصعيد المستمر في الصراعات العسكرية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في تفاقم الأوضاع الاقتصادية. منذ منتصف أبريل 2023، شهدت أسعار الدولار ارتفاعاً ملحوظاً، حيث قفزت من حوالي 570 جنيهاً إلى أكثر من 3000 جنيه بحلول يوليو 2024، مما يعكس الضغوط المتزايدة على الاقتصاد الوطني.

أدى الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه السوداني إلى تدهور مستوى المعيشة بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت أسعار السلع والخدمات بشكل غير مسبوق، مما أثر سلباً على حياة المواطنين. في ظل هذه الظروف المتدهورة، تزداد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، خاصة في ظل الارتفاعات المقلقة في الأسعار في الأسواق الموازية، والتي تؤثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين السودانيين.

شرطة الخرطوم تضع تدابير لإبعاد الأجانب من الأحياء السكنية في العاصمة إلى مخيمات

شرطة الخرطوم تضع تدابير لإبعاد الأجانب من الأحياء السكنية في العاصمة إلى مخيمات

متابعات:السودانية نيوز

كشف وزير الداخلية السوداني الفريق شرطة خليل باشا سايرين، عن تدابير لإبعاد الأجانب من الأحياء السكنية في العاصمة الخرطوم إلى مخيمات.

وقال سايرين، في تصريحات صحافية، إن هناك “تدابير لترحيل الأجانب إلى معسكرات محددة وإخراجهم من وسط الأحياء تماشيا مع رؤية الولاية حول الوجود الأجنبي”.

وأعلن دعمه للتعاون الوثيق بين مكونات لجنة أمن ولاية الخرطوم من خلال العمل المشترك والخلية الأمنية، لحسم ظاهرة المتفلتين الذين ينتحلون صفة القوات النظامية.

ووصل وفد رفيع من وزارة الداخلية الخميس إلى الخرطوم، بعد نحو ثلاثة أسابيع من استعادة الجيش معظم أنحاء الولاية بما في ذلك مؤسسات الدولة، بعد ان خاض معارك شرسة أجبرت الدعم السريع على التراجع إلى غرب أم درمان والانسحاب من أطراف الخرطوم.

وقال سايرين، في تصريحات عقب الاجتماع بحكومة ولاية الخرطوم، إن هناك “تدابير لترحيل الأجانب إلى معسكرات محددة وإخراجهم من وسط الأحياء تمشيًا مع رؤية الولاية حول الوجود الأجنبي”.

وأعلن دعمه للتعاون الوثيق بين مكونات لجنة أمن ولاية الخرطوم من خلال العمل المشترك والخلية الأمنية، لحسم ظاهرة المتفلتين الذين ينتحلون صفة القوات النظامية.

وتعهد وزير الداخلية بتشغيل السجون وإعادة المجرمين إليها، معلنًا بداية العمل من داخل مقر الوزارة وسيطرة الشرطة في جميع محليات الخرطوم لحماية المقار الحكومية وبسط الأمن والاستقرار.

التحالف السوداني للحقوق يدين مجزرة قرية علوبة بولاية شمال كردفان ويطالب بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل

التحالف السوداني للحقوق يدين مجزرة قرية علوبة بولاية شمال كردفان ويطالب بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل

متابعات: السودانية نيوز

ادان التحالف السوداني للحقوق بأشد العبارات المجزرة البشعة التي ارتُكبت في قرية علوبة، جنوب مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، يوم الأحد الموافق 13 أبريل 2025.

ووفقًا لتقارير موثوقة، قامت قوات تابعة للجيش السوداني، والقوات المشتركة، وكتائب البراء بن مالك المتحالفة معها، بقتل سبعة أفراد من عائلة تركاوي المنتمية لقبيلة الحوازمة، وذلك بقطع رؤوسهم بوحشية. وقد نُفّذت عمليات القتل بشكل علني أمام مرأى السكان المحليين، في قرية نائية خارج نطاق أي منطقة قتال نشطة، مما يعزز بقوة احتمال أن الهجوم كان متعمدًا، واستهدف مجموعة بعينها بدوافع عرقية.

أسماء الضحايا:

الفاتح عيسى تركاوي

الزاكي عيسى تركاوي

الرقية عيسى تركاوي

عبد الله آدم عيسى تركاوي

أحمد آدم عيسى تركاوي

موسى محمد آدم شين

التومة محمد تركاوي

لم يكن هؤلاء مجرد أسماء في قائمة، بل كانوا أبناءً وبنات، أمهات وآباء، إخوة وأخوات – بشرًا لهم أحلامهم، وكرامتهم، وحقهم في الحياة. إعدامهم الوحشي لا يُعد انتهاكًا للقانون فحسب، بل جرحًا عميقًا في إنسانيتنا المشتركة. إن الألم الذي لحق بعائلاتهم، والصدمة التي تعصف بقلوب مجتمعهم، لا يُقاس.

تُشكّل هذه الأفعال انتهاكاتٍ جسيمة للقانون الدولي الإنساني ، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المدنيين، وتُلزم بمعاملة جميع الأشخاص غير المشاركين في الأعمال العدائية معاملةً إنسانية.

وإلى جانب ذلك، تُعدّ هذه المجزرة انتهاكاً للميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولا سيما ما يتعلق بالحق في الحياة والكرامة، والحماية من المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. كما أن الطبيعة العرقية لهذه الجرائم ترقى إلى مستوى التطهير العرقي، وهي جريمة بموجب القانون الدولي تستوجب المساءلة والتصدي العاجل.

نعرب في التحالف السوداني للحقوق عن تضامننا الكامل مع عائلات الضحايا ومجتمع الحوازمة، ونؤكد التزامنا بالسعي لتحقيق العدالة والمساءلة.

الجيش يرتكب"مجزرة" بحق المدنيين في منطقة "علوبة" جنوب مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.
الجيش يرتكب”مجزرة” بحق المدنيين في منطقة “علوبة” جنوب مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان.

عليه، يدعو التحالف إلى:

فتح تحقيق دولي عاجل، نزيه، ومستقل في مجزرة قرية علوبة.

المساءلة الكاملة لجميع الأفراد والقادة المسؤولين عن هذه الفظائع، بمن فيهم من أمروا بها أو مكّنوا منها أو حاولوا إخفائها.

توفير الحماية العاجلة للمجتمعات المعرّضة للخطر، وتكثيف جهود المراقبة والرصد من قبل الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة.

ممارسة ضغط دولي قوي على جميع أطراف النزاع لاحترام القانون الدولي وحماية المدنيين.

كما نُجدد دعوتنا للمجتمعين الإقليمي والدولي، وبخاصة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، إلى اتخاذ خطوات عاجلة وملموسة لمنع وقوع المزيد من الفظائع، وضمان سلامة المدنيين، ودعم إجراءات العدالة التي تُحاسب الجناة.

إن استهداف المدنيين على أساس هويتهم العرقية ليس أمرًا مقيتًا فحسب، بل هو أيضًا اعتداء مباشر على قيم الكرامة الإنسانية والعدالة والتعايش. يجب ألا تمر هذه الجرائم دون عقاب.

إننا في التحالف السوداني للحقوق نحث المجتمع الدولي على التحرك العاجل والحاسم. فالصمت في مواجهة هذه الفظائع يُعد تواطؤًا.