الخميس, سبتمبر 11, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 222

محمد علي احمد يكتب :أبناء الحروب

0

محمد علي احمد يكتب :أبناء الحروب

بعد انقضاء الستة أشهر الأولى من الحرب الدائرة  في السودان منذ منتصف أبريل من العالم 2023, بدأت المنظمات الدولية المعنية بالطفولة و التعليم في نشر تقارير مزعجة عن تأثر الطفولة و التعليم جراء استمرار الحرب و ما رافقها من نزوح لملايين السودانيين من مواطنهم الأصلية إلى أماكن يمكن أن يتوفر فيها الآمن و الاستقرار مما قد يسمح للأطفال و الدارسين عموما بمواصلة تعليمهم و لكن الحال ازداد سوءا مع الاتساع المستمر لرقعة الحرب في ولايات البلاد المختلفة  ما أسفر عن أكبر حركة نزوح و لجؤ  على مستوى العالم حسب تقارير المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة كما رافق ذلك تقارير عن اليونيسيف تؤكد حرمان حوالي تسعة عشرة مليون  طالب من مواصلة تعليمهم و تشير التقارير نفسها  إلى أن الكثير من المرافق التعليمية و الصحية قد تعرضت للدمار أو لأضرار جسيمة  نتيجة لتعرضها للقصف من قبل طرفي الحرب كما حذرت التقارير من أن هجرة أعداد كبيرة من المعلمين وأساتذة الجامعات تمثل تهديداً جدياً لمستقبل التعليم بالبلاد .. ومن خلال متابعة أوضاع التلاميذ و الطلاب في ظل هذه الظروف المعقدة و مع استطالة أمد الحرب دون وجود ما ينبأ عن قرب انتهائها نلحظ وقوع أعداد كبيرة من التلاميذ و الطلاب تحت تأثير استقطاب طرفي النزاع في البلاد و تحديدا مع نهاية العام المنصرم 2023 حين أعلنت القوات المسلحة السودانية ما عرف بحملة الاستنفار الشعبي لدعم الجيش السوداني في حربه ضد ميليشيا الدعم السريع فشهدت الولايات التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية موجات منتظمة و متزامنة من تحريض الشباب للانخراط في معسكرات التدريب على حمل السلاح و القتال إلى جانب الجيش فظهرت إلى العلن كتائب الإسلاميين التي تم تأسيسها قبل أكثر من ثلاثة عقود و هي كتائب مقاتلة تدين بالولاء للحركة الإسلامية و سبق أن شاركت في القتال إلى جانب الجيش السوداني  إبان فترة حكم الرئيس المخلوع / عمر البشير و قد نشطت هذه الكتائب في عمليات استقطاب الشباب و حثهم على الانضمام إلى مراكز الاستنفار و معسكرات التدريب و استغلت العاطفة الدينية و الحمية العنصرية و الميول الجهوية و المناطقية كمحفزات حاسمة لدفع الشباب لحمل السلاح و القتال إلى جانب الجيش  و بينما أبدى قادة الجيش مواقف متباينة  حيال حملات الاستنفار الشعبي حينما كانت في مراحلها الأولى إلا أنه ما لبث أن أكدت قيادة الجيش  دعمها لها و توفير التدريب لها و مدها بكافة أنواع الأسلحة و سرعان ما شاركت كتائب المستنفرين الجيش في سوح القتال ضد المليشيا كما أقامت نقاط تفتيش على الطرق القومية و داخل المدن بينما تجوب أعداد كبيرة منهم الشوارع  في الأماكن السكنية في المدن و القرى و هم يحملون أسلحتهم دون أن يتقيد معظمهم  بارتداء الزى العسكري و دون أي التزام بقواعد النظام العام و احترام المواطنين في سلوك يشبه سلوكيات و نهج المليشيا و العصابات المسلحة هذا الوضع يفرض مسؤولية مباشرة على كل شرائح المجتمع السوداني للعمل على حماية الشباب و الأطفال من خطر الاستجابة لحملات الاستقطاب من قبل طرفي الحرب حتى لا يكونوا وقوداً لحرب هي في الأساس ضد المواطنين الأبرياء و ضد وحدة الوطن ومعلوم أن من أشعل هذه الحرب و يدعم استمرارها قد أرسلوا أبناءهم و أسرهم إلى خارج السودان ليكونوا في مأمن من ويلاتها وليواصلوا تعليمهم في أفضل المؤسسات التعليمية و  ليعيشوا حياة هانئة في أفخم المساكن و كل ذلك من مال الشعب المنهوب الذي يموت قتلاً و جوعاً و مرضاً.  كما أنه من الضروري الحرص على الاستخدام الايجابي لوسائل التواصل الاجتماعي بنشر و ترسيخ دعائم السلام و عدم بث المواد التي تغذي العنف و الانجراف مع تيار الحرب الأهلية و التي نراها على الأبواب أو بدأ سعيرها في التهام ما تبقى من مساحات المناطق الآمنة من بلادنا المنكوبة و لابد أن نذكر بدور الإعلام الحر في توعية الشباب و كل أطياف المجتمع السوداني بخطورة الانزلاق في محرقة الحرب الأهلية و مقاومة الإعلام المضلل الذي يسعي حجب الحقيقة حول أهداف هذه الحرب و إلباس الحق بالباطل و الترويج للحل العسكري كخيار وحيد رغم أن الواقع يثبت عكس ذلك حيث أن استمرار الحرب يعني استمرار الانتهاكات بحق المدنيين العزل و استمرار دمار البلاد و الاتجاه نحو ما هو أسوأ حيث أن استمرار الحروب الأهلية غالباً ما يؤدي غالى تمزيق البلاد على أسس جهوية و عرقية و ضياع الوطن الذي يزعم المتقاتلون الآن أنهم يتقاتلون من أجله.

ختاماً يجب تنبيه الأسر و لجان المقاومة الشعبة إلى الاجتهاد في تشجيع الأطفال و الشباب لمواصلة تعليمهم بكل الوسائل الممكنة – في هذه الظروف المعقدة – متى ما كان ذلك ممكناً إذ يمكن للوالدين أو أحد أفراد الأسرة أن يقوم بدور المعلم و في الأماكن الآمنة يمكن للمعلمين ممارسة التدريس في مجموعات صغيرة و الاستفادة من استخدام الإنترنت – إن توفر –  للحصول على مواد تعليمية جيدة في ظل انعدام كتب المناهج المدرسية في معظم أنحاء البلاد.

محمد بدوي يكتب :ثم ماذا بعد تصريحات الفريق/ البرهان.

0

محمد بدوي يكتب :ثم ماذا بعد تصريحات الفريق/ البرهان.

حفلت الساحة السياسية السودانية بردود أفعال مختلفة عقب تصريحات الفريق اول/ عبدالفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس المجلس السيادي الإنتقالي، لدي مخاطبته لقاء ” القوي السياسية والمجتمعية” بمدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية عقب حرب أبريل ٢٠٢٣، ولعل هذا اللقاء مثل احدي الاحداث البارزة في السياق السياسي في ظل سيطرة مشهد الحرب وفشل منبر جده في مايو٢٠٢٣ والرفض للدعوات المختلفة للسماح بالممرات الإنسانية أو اللقاءات الثنائية بين قاىدي الجيش والدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، إضافة إلي تجريم بعض قادة القوي السياسية وفقا لمواقفهم السياسية من الحرب ومواقف اطرافه الرئيسين من الانتهاكات التي طالت المدنيين، المساعدات الإنسانية ووقف الحرب.

دون الخوض في ردود الفعل الاخري من الحركة الاسلامية واجنحتها السياسية والمسلحة حول رفض الخطاب، لأن السياق التاريخي لعلاقة” الجيش، الانقلابات، السلطة، الاحزاب ” دوما يرجح الكفة تضامن الضباط وفقا للعلاقة العسكرية مع بعضهم للسيطرة على السلطة واقصاء المدنيين حتي داخل التنظيم، والمثال الاخير صراع البشير والترابي ١٩٩٩، وصراع البشير وقادة الحركة الاسلامية في ٢٠١٤، وكلاهما انتصر الضباط على المدنيين في السيطرة على السلطة، كما يدور السؤال حول توقيت الحدث والدوافع وفحوي الخطاب، فالأمر لا يخرج من سياقات المناورة أو استباق الواقع وفقا للتطورات الإقليمية والدولية.

في تقديري أنه بذات نسق سيطرة طرفي الحرب على زمام الفترة الانتقالية قبل الحرب وما نتج من أحداث كانقلاب اكتوبر٢٠٢١، فشلا في أحكام السيطرة على السلطة لان ذلك بالضرورة سيرزح تحت وطاة عدم الاعتراف الإقليمي والدولي، بالرغم من نجاح المدنيين بالسلطة خلال الفترة الانتقالية في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب، الإ أن عدة عوامل منها ترك المدنيبن الكثير من القضايا الجوهرية لسبطرة العسكريين قاد إلي تغيبب النظر من قبل إلي قوتهم الذاتية في سياق الحالة، وهي أنهم الضلع الأساسي الذي لا يمكن دونه لأي طرف أن ينفرد بالسلطة أو يسيطر عليها، الدليل على ذلك إقصاءهم بانقلاب ٢٠٢١ قاد إلي حرب أبريل ٢٠٢٣.

في الأسابيع المنصرمة اعلنت تنسيقية تقدم عن فك الارتباط بين المجموعة الداعمة لفكرة حكومة المنفي، وهذا الموقف يكاد يكون قد قضي على الفكرة، التي بالنظر إليها من كل الجوانب كحال السردية الشعبية التي تذهب إلي أن شخص امتلك زجاجة سمن، وفي طريقه إلي السوق ، غفي تحت ظل شجرة ظليلة، وغرق في حلم بأنه بعد بيع زجاجة السمن، سيشتري بثمنها ماعزا، ويستمر في لبن الماعز ثن يبيعهم، ثم يشتري بقره، ويصنع السمن و. ويتكاثر عنده الربح حتي يتزوج من ذاك المال، ثم ينجب، وحين يرفض ابنه/ ته الانصياع، سيضربه بالعصا، فما كان من الرجل الا ان حمل العصا وضرب بها زجاجة السمن، لتندلق محتاجتها على الارض، ليصحوا على واقع اخر” ” إنتهي تصريف السرد “، لعل ذاك المقترح كان سيكون ورطة كبري للدعم السريع ناهيك عن عدم موضوعيته وتعارضه مع كيمياء المقاومة السودانية في سلسلة ثورات تاريخية عمدت مسارها في أقدار بين قرنين من الزمان على مزاجها مسنودة بإرادة الشعوب ” ٦٤،٨٥،٢٠١٨” حافلة بالنضال، الأدب،والغناء لم يشهد النطاق الافريقي أو العربي مثلها،لكن في عالم السياسة تظل القرارات رهينة لتقديرات الأطراف فربما يمضي دعاة تكوين حكومة المنفي في سعيهم في مقبل الايام من فبراير ٢٠٢٥.! ولا سيما غياب اي تعليق من قبل الدعم السريع على ما تم في بورتسودان .

لعل هذا ما دار في ذهني حينما تابعت بعض التصريحات الداعمة لتشكيل حكومة منفي وسلطات على الأرض في مساحات سيطرة الدعم السريع، لعل الاستغراب جاء حينما نظرت إلي الأمر ببساطة وواقعية، بأن الحرب لا تزال تدور واحوالها متغيرة فكيف يمكن أن يتم الامر، المغزي من السرد بأن ما حدث في بورتسودان جاء كخطوة سياسية بعد فشل مقترح حكومة المنفي، ولابد من النظر إلي أن موقف المدنيين هو ما شكل محور للاحداث، هذه إشارة أخري الي المدنيين بغض النظر عن ماهية وطبيعة التحالفات والمواقف منها الا انها جوهر الحل بالنسبة لطرفي الحرب الرئيسين ودونهما ليست هنالك شرعية تكتسب للبقاء في السلطة .

بالنظر الي الأمر فإن محتوي رد فعل الاسلاميين السودانيين على خطاب الفريق البرهان، وضعهم في خانة الحركة المسلحة بالتالي فقد استطاع البرهان أن يتنزع منهم ما يعزز موقفه بغض النظر الاتفاق أو الاختلاف معه، ولعل احدي الأهداف من ذلك أيضا هو لفت انتباه المجتمعين الدولي والاقليمي لهم ولحلفائهم ولا سيما عقب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وجهها لدولة قطر بوقف دعم الإرهاب.

التوقيت لخطوة البرهان جاءت والعالم يشهد محاولة السيطرة على حالة السيولة في لبنان، حماس/ اسرائيل، الحالة السورية عقب رحيل الاسد، حيث أن توصل حماس وإسرائيل لاتفاق سيشكل نسقا للضغط على طرفي الحرب في السودان لوقفها، إضافة إلي أكتساب مصر كحليف مرتبطا بدورها في سياق المعادلة الفلسطينية الإسرائيلية ومدي اقتراب المسافة بينها والادارة الامريكية.

استباق الحالة بما تم في بورتسودان يشكل محاولة لكسب وضع سياسي ولا سيما عقب إعادة سيطرة الجيش غلى مناطق واسعة بولاية الجزيرة وقبلها سنجة وثم ولاية الخرطوم، لكن ستظل العقبة هي مدي جدية المضي قدما في حوار داخلي قبل وقف الحرب وفتح الممرات الإنسانية وهي الخطوة التي ستكون بين الجيش والدعم السريع كما اقترح في منبر جده فهاهو البرهان يعزز ذلك بأنه لامكان للاسلاميين في السلطة مرة أخري، إذن السؤال الجوهري أين المدنيين الذين تم الانقلاب عليهم في ٢٠٢١ من الحالة ! واين المدنيين من قوام الشارع الداعم للتحول الديمقراطي من المشهد، يبدو أن للأمر ما بعده في مقبل الايام ! وفي البال محاولات انقلابية أو وقف للحرب والمضي نحو التفاوض بين ” جدة أو جنيف” .

رغم الرفض والاستنكار الدولي لخطة ترامب بشأن غزة… تسريبات جديدة بخصوص التوسع الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا في سوريا

رغم الرفض والاستنكار الدولي لخطة ترامب بشأن غزة… تسريبات جديدة بخصوص التوسع الإسرائيلي المدعوم أمريكيًا في سوريا

نشر الصحفي الأمريكي تريي ينغست، على صفحته على منصة تويتر منشورًا عن بعض التفاصيل الغير معلنة والخاصة بلقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض وعن خطة التوسع الإسرائيلية في المنطقة وتحديدًا سوريا.
وبحسب ينغست، الذي حذف منشوره في وقت لاحق، فإن زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، والتي كانت مخصصة لبحث قضية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر والأردن، لم تقتصر على “وضع” قطاع غزة وسكانه فقط بعد حرب الإبادة التي دامت لأكثر من خمسة عشر شهرًا. حيث تم التشاور بخصوص التوسع الإسرائيلي في سوريا، بعد التوغل في القنيطرة وجبل الشيخ.
وبحسب التسريبات، بعد رفض السيسي والملك عبد الله خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، بدأ ترامب ونتنياهو بوضع سيناريوهات للضغط على حكومات مصر والأردن، واحد هذه السناريوهات كان التوسع على الحدود السورية الأردنية لزيادة الضغط على الحكومة الأردنية ولخدمة المخطط الإسرائيلي بالتوسع داخل سوريا وضم المناطق ذات الأكثرية الدرزية.
ومنذ سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عدة عمليات للتوغل في عدد من المدن والقرى في محافظتي القنيطرة ودرعا على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل بعد اعلان الحكومة الإسرائيلية عن انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، واستقرت القوات الإسرائيلية في بعض منها لحماية أمن إسرائيل القومي حسب ادعاءات الجيش والقيادة السياسية في تل أبيب.


وكان دونالد ترامب، قد أعلن عن نية الولايات المتحدة الأمريكية دعم خطط لتهجير سكان قطاع غزة الى مصر والأردن، وبدورها رفضت القاهرة وعمان بشكل واضح هذه الخطط وأصدرت بيانات تدعو فيها المجتمع الدولي لرفضها كونها تعارض جميع القوانين والمعايير الدولية.
وأضاف ينغست في منشوره، ان إسرائيل قامت كذلك بدعم قوات الدعم السريع بصفقة سلاح بقيمة 4 مليون دولار للهجوم على المحافظة الشمالية للسودان على الحدود المصرية وبما لا يخدم مصالح مصر في السودان.
يذكر أن قوات الدعم السريع في السودان قامت بالتمرد ضد القوات النظامية السودانية منذ أبريل من عام 2023، وتستمر المعارك بين الطرفين لما يقارب العامين دون سيطرة أحد الأطراف بشكل يسمح لها بإدارة البلاد بشكل كامل، وتعتبر مصر الحرب الأهلية السودانية أحد مهددات الأمن القومي الخاص بها، ولذلك فهي تخشى من سيطرة قوات الدعم السريع المتمردة على الحدود السودانية المصرية.
وكشفت تقارير إعلامية عن دعم غربي لقوات الدعم السريع من خلال دول وسيطة، ويصل السلاح الغربي للقوات المتمردة في السودان عن طريق الحدود مع جمهورية تشاد، وكشف صحيفة “مصراوي”، مؤخرًا عن دعم أوكراني لهذه القوات يتمثل بقوات خاصة وفنيين ومدربين على استخدام الطائرات المسيرة.
وأجمع الخبراء والمحليين، بأن تصريحات وخطط ترامب المستقبلية تعكس السياسة الأمريكية الداعمة للمشروع الصهيوني في التوسع وبناء دولة يهودا من النيل الى الفرات.
وبهذا الصدد، قامت الدول المعنية وغيرها من يملك تأثيرًا على الساحة الدولية برفض هذه المخططات جملة وتفصيلًا، وأكدت الأمم المتحدة رفضها خطة ترامب، قائلة إن “أي تهجير قسري للناس يعادل التطهير العرقي”.
ونقل ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن الأخير قوله “عند البحث عن حلول يجب ألا نزيد المشكلة سوءا”.
وأضاف دوجاريك “من الضروري أن نلتزم بأساسيات القانون الدولي، ومن المهم تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي”، وذلك إجابة عن سؤال وُجّه إليه بشأن خطة ترامب الخاصة بغزة. وأكد دوجاريك أن غوتيريش سيؤكد التزام الأمم المتحدة بحل الدولتين.

بقلم :رفاعي عنكوش / صحفي متخصص بشؤون الشرق الأوسط و أوروبا

Ahmed Haroun wanted on war crimes sent a message to the Commander-in-Chief of the Armed Forces Al-Burhan

Ahmed Haroun wanted on war crimes sent a message to the Commander-in-Chief of the Armed Forces, Lieutenant General Abdel Fattah Al-Burhan

KHARTOUM: ALSUDANIANES

Ahmed Haroun, the head of the dissolved National Congress Party, who is wanted by the International Criminal Court in The Hague, sent a message to the Commander-in-Chief of the Armed Forces, Lieutenant General Abdel Fattah Al-Burhan, and said to him: “The battle is not over yet, so maintaining the unity of the national ranks is a vital task for the existential battle of the homeland.”

It is noteworthy that Lieutenant General Al-Burhan said today that the National Congress will not find an opportunity to rule the country on the blood of the Sudanese, and they must resort to elections in the future, and stay away from outbidding if they are patriotic, “and whoever wants to fight behind a political banner must lay down their arms.”

Haroun said in his message: “To our patient and steadfast people, the homeland is more important to us than partisan interests, and it is more precious than to be traded for spoils or ask for a price for it. We promise you that we will not return to rule except through your free electoral mandate.”

He added: “To our youth (be patient, persevere, stand firm, and fear God so that you may succeed).” May God guide the shooting, make the feet firm, unite the ranks, accept the martyrs, heal the wounded, and release the captives… Shoot ahead.

هل خطاب البرهان بوادر فرز كيمان في معسكر الحرب ام بالونة إختبار لخدعة؟

هل خطاب البرهان بوادر فرز كيمان في معسكر الحرب ام بالونة إختبار لخدعة؟

متابعات: السودانية نيوز

اثار خطاب القائد العام للجيش الفريق البرهان ،الذي اعلن فيه امس انه سيتم تشكيل حكومة تكنوقراط يرأسها مدني.. والحرب ستنتهي بانتصار القوات المسلحة ولا وقف لإطلاق النار  ردود أفعال وسط القوي السياسية ، بين مؤيد ومعارض ومستغرب ومكذب .

ويري البعض ، ان خطاب البرهان الأخير، اوضح أن معسكر الحرب ليس كتلة واحدة  كما هو متوقع، “كلٍ يغني على ليلاه” لأن الحرب في الاساس حرب صراع على السلطة.

 فالحركة الإسلامية الإرهابية المختطفة للجيش، حتى أصبح جناحها العسكري همهما اعادة سيطرتها، على السلطة المطلقة. وفسادها المطلق عصي على الفطام.

ويري المحلل السياسي ، ان مشروع البرهان الذي يُلمح به خطابه هو تحقيق حلم والده المستحيل، وهو بناء دكتاتورية عسكرية فاشية تقليدية على نمط باد بقيادته ليكون له اليد العليا فيها للجيش وتحديداً بمعية بعض الجنرالات الموالين له.

  وسيطرة نمطية عفى عنها الزمان بصورة مطلقة على الحياة السياسية في السودان “تحت التاج المصري”. حاول البرهان في خطابه الأخير إظهار خروجه من جناح الحركة الإسلامية الإرهابية الأكثر سيطرة على الجيش ونفوذ.

وظهر رأس جبل جليد الصراع، في مناحات الكيزان التي اعقبت خطاب البرهان، فهم اشعلوا هذه الحرب خصيصاً لإعادة فردوسهم المفقود كاملاً دون شريك تسليم مفتاح.

خالد عمر “حالة الهياج” التي انتابت عناصر النظام السابق تكشف بوضوح حقيقة هذه الحرب الإجرامية وأهدافها.

بينما قال القيادي بتنسيقية “تقدم” خالد عمر إن “حالة الهياج” التي انتابت عناصر النظام السابق عقب خطاب القائد العام للقوات المسلحة تكشف بوضوح حقيقة هذه الحرب الإجرامية وأهدافها.

وأضاف عمر في تغريدة على منصة إكس “ظلت علاقة الحركة الإسلامية بالقوات المسلحة مرهونة بمدى قدرتها على تطويع المؤسسة العسكرية لخدمة أجندتها الحزبية. فهم يرفعون شعارها متى ما اقتضت مصلحتهم ذلك، ويدّعون الحرص عليها، رغم أنهم أكثر من أضرّ بها عبر اختراقها بعناصرهم، وزجّها في حروبهم وانقلاباتهم، وإنشاء الجيوش الموازية لها”.

الباشا طبيق :خطاب البرهان ما هو إلا مسرحية سمجة لتضليل المجتمع الدولي

بينما يقول المستشار لقوات الدعم السلايع ، الباشا طبيق ، ان خطاب البرهان ما هو إلا مسرحية سمجة لتضليل المجتمع الدولي بأنه نفض يده من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني ونسي البرهان أو تناسى بأن مثل هذه المسرحيات ما عادت مقنعة حتى يتم حضورها ومشاهدتها واعادت مسرحية إذهب إلى القصر رئيسا” وأنا سأذهب إلى السجن حبيسا” ما عادت تنطلي على المجتمع الدولي والشعب السوداني

مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبيق
مستشار قائد الدعم السريع، الباشا طبيق

وضضاف طبيق ن المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هي تدير المشهد الآن وما البرهان والكباشي وياسر العطا وابراهيم جابر إلا أعضاء في تنظيم الحركة الإسلامية ويأتمرون بأمرها ولا يستطيع البرهان ولو تكحل بالشطة ان يصرح بمثل هذه التصريحات قبل موافقة علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية،وممكن أن تتخذ الحركة الإسلامية قرارا” الآن بتغيير البرهان ولا يستطيع أن يقول بغم؟

سليمان صندل : المؤتمر الوطني ليس بحاجة للعودة إلى السلطة وعناصره متواجدة بكل مفاصل الدولة

من جانبه قال رئيس حركة العدل والمساواة، سليمان صندل، إن حزب المؤتمر الوطني ليس بحاجة للعودة إلى السلطة، لجهة أنه قد عاد بالفعل وعناصره متواجدة بكل مفاصل الدولة، وذلك ردا على خطاب رئيس مجلس السيادة، بأن لا عودة لحزب “البشير” إلى السلطة.

قائد الجيش المختطف من المؤتمر الوطني، الفريق أول البرهان، في تصريحاته، وزّع صكوك العفو والغفران لأعضاء (تقدُّم) وتوعَّد بالاستمرار في الحرب. ولذر الرماد في أعين الشعب السوداني، قال إن المؤتمر الوطني لا يعود إلى السلطة، والكل يعلم أنهم ليسوا في حاجة إلى أن يعودوا إليها، لأنهم أصلاً عادوا وهم الآن في كل مفاصل الدولة.

‏واضاف صندل قائد الجيش المختطف يعلم أن مجموعة بورتسودان، المكوّنة من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية التابعة له بعد انقلاب 25 أكتوبر، وكذلك الكتائب الإرهابية، ليست لديهم شرعية، وأن الشعب السوداني قد تجاوز هذه المرحلة ودخل في مرحلة جديدة من تاريخه النضالي في سبيل تحقيق الحرية والكرامة والمساواة ودولة المواطنة بلا تمييز.

‏الشعب السوداني، بقطاعات عريضة مختلفة، والقوى السياسية، وحركات الكفاح المسلح المخلصة، التي ما زالت تواصل مسيرة النضال والمؤمنة بالسلام ووقف الحرب والتحول المدني الديمقراطي ودولة المواطنة، قرَّر وعزم على استرداد وإعادة تشكيل حكومة الثورة لتعمل على إكمال مهام ثورة ديسمبر المجيدة، وأولها وقف الحرب بأمر الشعب السوداني، وتسليم المتهمين من عناصر المؤتمر الوطني لمحكمة الجنايات الدولية، والموافقة على فتح تحقيق في كل الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب السوداني بالتعاون مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولجنة تقصي الحقائق.

‏الشعب قال كلمته وقرَّر إعادة حكومته لاسترداد المسار المدني، وحماية المواطنين، وإعادة الحياة المدنية، واسترداد الحقوق الدستورية التي سلبتها مجموعة بورتسودان بقوة السلاح.

مقتل وجرح العشرات طيران الجيش يقصف محلية شنقل طوباي ولاية شمال دارفور ومناصر ضحايا دارفور تناشد المجتمع الدولي بحماية المدنيين

مقتل وجرح العشرات طيران الجيش يقصف محلية شنقل طوباي ولاية شمال دارفور ومناصر ضحايا دارفور تناشد المجتمع الدولي بحماية المدنيين

شنقل طوباي:السودانية نيوز

قصف الطيران الحربي التابع للجيش ، صباح اليوم الاحد ،محلية شنقل طوباي ولاية شمال دارفور الفاشر ما ادي الي مقتل وجرح العشرات ، وتدمير المازل .

وادانت منظمة مناصرة ضحايا دارفور قصف الطيران ، علي المدنيين ، وقالت في بيان ( ان طيران الجيش قصف صباح اليوم الاحد منطقة شنقل طوباي ، بولاية شمال دارفور ، و

 تفيد الأنباء  بسقوط قتلي و الجرحي وسط مواطنين م،ولم تتحصل المنظمة علي اسماء القتلى والجرحي ،حيث أفاد شاهد عيان للمنظمة ان الطيران  قصف المدينة ٧ قنبلة، ان معظم الأحياء تم ضربها مناطق مدنية ليس بها تواجد عسكري تدين  المنظمة القصف وتطالب بحماية المدنيين.

مصادر تشادية رفيعة تكشف عن وصول تعزيزات عسكرية من المعارضة التشادية إلى مدينة الطينة الحدودية مع السودان

مصادر تشادية رفيعة تكشف عن وصول تعزيزات عسكرية من المعارضة التشادية إلى مدينة الطينة الحدودية مع السودان

تشاد:السودانية نيوز

حذرت مصادر تشادية رفيعة المستوى من وصول تعزيزات عسكرية من المعارضة التشادية إلى مدينة الطينة الحدودية مع السودان، بهدف شن هجمات وشيكة ضد تشاد.

وبحسب هذه المصادر، قامت حكومة البرهان بتدريب وتسليح قوة تشادية متمردة مكونة من 600 مركبة قتالية، ووضعها تحت قيادة عبد الباقي حمد.

وهذا الأخير هو زعيم الحركة الشعبية في تشاد، وهي جماعة متمردة تدعو إلى التناوب السياسي في البلاد.

وفي هذه الأثناء، أفادت الصحافة السودانية بوجود مجموعة متمردة أخرى في بورتسودان، حيث قيل إنها التقت بالجنرال عبد الفتاح البرهان وزعيمي المتمردين السودانيين السابقين أركو مناوي وجبريل ابراهيم .

وقيل إن الاجتماعات تهدف إلى استكمال الترتيبات اللوجستية للقافلة الهجومية الثانية التي تخطط للهجوم من جنوب ليبيا.

وبحسب مصادر عدة، فإن هذه الجهات تسعى إلى جعل الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي ان يدفع الثمن بسبب رفضه دعمهم في تحالفهم مع النظام الإسلامي ضد قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف باسم “حميدتي”، المنخرطة ضد البرهان في الحرب المستمرة منذ عامين.

في الوقت نفسه، يقول النظام العسكري السوداني إنه مستعد لوضع المليارات على الطاولة لتسريع الإطاحة بنظام محمد إدريس ديبي، الذي يتهمه بدعم حميدتي.

وفي مواجهة هذه التهديدات، ووفقا للمصادر فان الحكومة التشادية مستعدة للرد على أي “عدوان”، مهما كان حجمه.

وقال مصدر أمني تشادي رفيع المستوى “من غير المفهوم أن تدعم هذه البلاد معارضة تسعى إلى زعزعة أمننا واستقرارنا”.

اسماء قيادات المعارضة التشادية المدعوين الى بورتسودان، عبر القاهرة ،وهم:-

١- عبدالباقي حماد – رئيس المجلس الانتقالي التشادي

٢- عثمان حسين برمة – رئيس المجلس الديمقراطي التشادي

٣- علي ارجوي – ممثل حركة CNRD

٤- دكتور حسين ابراهيم اصيل – وزير  اتفاق الدوحة ..

٥- احمد بشير قراص

٦- إبراهيم موسى الراشدي- الحركة الوطنية للتغيير

٧- بشير السماني – الحركة الوطنية للتغيير

المدير التنفيذي لمحلية جبل اولياء  :الطيران استهدف مداخل ومخارج الخزان ادي لمقتل العشرات من المواطنين الفارين من عمليات الرعب الموجه ضدهم

استقرار الأوضاع في محلية جبل أولياء .. والمدير التنفيذي لمحلية جبل اولياء  :الطيران استهدف مداخل ومخارج الخزان ادي لمقتل العشرات من المواطنين الفارين من عمليات الرعب الموجه ضدهم

جبل اوياء :السودانية نيوز

اكد المدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء استقرار الأوضاع الإنسانية والأمنية بجميع الوحدات الادارية الشرقية (وحدة الازهري و وحدة النصر) وحدة الجبل الغربية التي يقع فيها الخزان

ودحض المدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء عباد سليمان البوب، الأكاذيب التي تروج من قبل اعلام الفلول ، وقال بوب للسودانية نيوز” ان الأوضاع مستقرة بعد ان

عاش المواطنين ايام عصيبة في الايام الماضية، وذلك بعد الضرب المتواصل من قبل طيران الجيش والتي استهدف فيها مداخل ومخارج الخزان، والتي راح ضحيتها العشرات من المواطنين الفارين من عمليات الرعب الموجه ضدهم، والتي شاهدوها بام اعينهم من ذبح من الوريد للوريد في مدني ، وأضاف المدير التنفيذي عباد (شملت عمليات قصف الطيران في الخزان اطفال وكبار سن ونساء ومعاقين ذهنيا وحركيا من المواطنين البسطاء وهم يعبرون الجسر سيرا على الاقدام .

ودعا بوب المواطنين عدم السماع للإشاعات التي تطلقها غرف الفلول ، وعدم مغادرة منازلهم ، وقال بوب (رسالتنا للمواطنين عليهم بعدم مغادرة بيوتهم وعدم سماع اصوات الارهاب والتضليل الاعلامي وغرف الشر وعليهم بتحري الصدق واخذ المعلومة من المواقع الصادقة.

ووجه المدير التنفيذي لمحلية جبل أولياء دعوة للمجتمع الدولي والمنظمات ، وقال (رسالتنا للمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية يجب عليكم ادانة هذه الافعال بشكل جدي ووضع حد لهذا الانتهاك الصارخ والغير مبرر للمواطنين في كبري جبل أولياء.

وكشف المدير التنفيذي ، عن توجيه عناصر من الاستخبارات والجيش ، للقيام بعمليات السرق والنهب والسلب بالمحلية ، واسع النطاق ، وتم القبض علي الكثير منهم من قبل العين الساهرة ، وقوات الدعم السريع ، وتابع ( الان الأوضاع هادئة بالمحلية ،بعد القبض علي هذه العناصر التي روعت المواطنين ،حتي علي مستوي الأسواق والاحياء ، لمن الان الوضاع هادئة .

ياسر عرمان :خطاب القائد العام للجيش بين فقه الحرب والاستتابة وفقه البناء الوطني

0

ياسر عرمان :خطاب القائد العام للجيش بين فقه الحرب والاستتابة وفقه البناء الوطني خطاب النصر المطلق ام رحابة السياسة

قديماً قال نصر بن سيار الكناني “ان الحرب مبدؤها كلام” وأيضاً الحرب أخّرها كلام، وقال أهم استراتيجي حربي ومفكر وفيلسوف ومؤلف أقدم نص تاريخي لاستراتجيات الحرب على مدار الزمان الإنساني وخلّدته سراديب التاريخ العسكري الجنرال الصيني سون تسو (زو) ” ان اعظم المعارك هي التي تكسب دون قتال” اي بدلاً من فن الحرب فن السياسة.

هل هنالك جديد في خطاب اليوم للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان؟ لنحاول قراءته باتزان وعقل وحكمة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، بعيداً عن مرارات الحرب التي لحقت اعظم خسائرها بالشعب وبالمدنيين وبالدولة وبالسودان حاضراً ومستقبلاً التي شتت المجتمع وجرفت ذاكرة الدولة، وبعيداً عن من يعفو عن من؟ ومن يحاسب من؟ وفوق غضب الاختلاف والاتفاق وبعيداً عن المواقف الصفرية، دعنا نقرأ خطابه على هدى كتاب إيقاف وانهاء الحرب الذي ترفعه القوى المدنية في بحثها المضني عن السلام وبحث المواطن عن حق الحياة والعودة للمنزل والفضاء المدني والتخلص من عسكرة المجتمع.

في تقييم عسكري محض من واقع تجاربنا السابقة ومعرفتنا اليوم لست مع الفئة التي تظن وتردد في وسائل التواصل الاجتماعي ان المعارك الأخيرة والتي سبقتها بين الجيش والدعم السريع هي انسحابات متبادلة بل هي معارك حقيقية ازهقت كثير من الأرواح، مدنيين وعسكريين وشهدت انتصارات وتقدم حقيقي للدعم السريع في بداية الحرب وفي قتال لا هوادة فيه ثم شهدت انتصارات حقيقية وتقدم للجيش منذ معارك أمدرمان وسنار وهي كذلك معارك حقيقية، والجيش الذي تخلى عن واجبه الأول في حماية المدنيين والدولة نجح في التمسك بمواقعه التي توفر القيادة والسيطرة داخل العاصمة الخرطوم، أولها القيادة العامة التي تشكل رمزيته ونجح في اخراج قائده العام والحفاظ على سلسلة القيادة على مدار انتشار قواته، وفي كل منطقة تحالف فيها مع القبائل والقوى المحلية احتفظ بحامياته، كما هو الحال في بابانوسة والدلنج والفاشر والأبيض وغيرها، ولكن كل ذلك لا يحقق النصر المطلق لأي من الطرفين، ومهما كانت نتائج انتصارات الجيش الحالية فإنها (سقالة) نحو الحل السلمي لا النصر المطلق، ومهما كانت قدرات الدعم السريع في استعادة زمام المبادرة فان كسب الحرب عبر نصر عسكري حاسم غير ممكن وبناءً على ذلك ان يجب ان ترتكز استراتيجية الطرفين نحو الحل السلمي، آخذين في الاعتبار التجارب السابقة الأقل اتساعاً من حرب ١٥ أبريل، وقدرات الطرفين الحالية وتحالفاتهم الداخلية والخارجية الماثلة للعيان، ومن هنا تأتي أهمية هذا الخطاب الذي انتقل من خطاب النصر المطلق إلى رحابة حديث السياسة الذي يقود للبحث عن الحلول.

لا أود أن أعقب على ما قاله قائد الجيش بالتقليل أو التعظيم أو السخرية أو تبادل اللكمات الخطابية، والتساؤل هل الخطاب موجه للسودانيين ام لقمة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي؟ فالخطاب و حده غير كافي لوقف الحرب ولكنه يفتح كوه من ضوء الحوار وطرح الاسئلة الفعلية والمعقدة، إذا تركنا جوانبه المتعلقة باستتابة الآخرين وعلى رأسهم القوى الرافضة للحرب ولندع جانباً حديث الوثيقة الدستورية وما أدراك ما الوثيقة الدستورية تعديلاً أو الغاءً فهي قد شبعت موتاً منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر وكذلك لنترك جانباً الحديث عن التعديلات في هيكل السلطة وتعيين رئيس وزراء من تماسيح بورتسودان، كل ذلك لن يغير من واقع الحرب بل يبدد الموارد والزمن.

ان الحديث عن تقدم والحرية والتغيير ورفع يدها عن المليشيا للترحيب بهما كما ذكر القائد العام حديث من فقه دعاية الحرب ولم يقدم جديد، واقع الأمر هنالك ثلاث قوى على المسرح السياسي اليوم، هي قوى الثورة والتغيير وحركات الكفاح المسلح غير الموقعة، والقوات المسلحة وحلفائها، والدعم السريع وحلفائه، والقوى التي تحتاج ان ترفع يدها عن القطاع الأمني هي قوى الفلول والحركة الاسلامية وعلاقتها ملتبسة بالجيش وتحتاج ان تنهي زواج المصلحة حتى تتحول القوات المسلحة لقوات غير مسيسة وتعكس التنوع السوداني ولا تعادي الحكم المدني الديمقراطي ولا تخوض حروب الريف وتكون مهنية، وبعدها تقطع اي يدٍ سياسية تمتد اليها.

وزع أحد الشباب قبل عدة ايام ويدعي قربه لقيادة الجيش، ورقة بعنوان ( الطريق إلى السلام والاستقرار- نحو الوحدة وتحقيق السلام والتحول الديمقراطي) تحدثت الورقة عن الثوابت الوطنية والمهام الرئيسية وقضايا الانتقال ودور القوات المسلحة، وقد شكلت ملامح حديث القائد مع حلفاء الجيش وهي بداية طبيعية، بدأت بأهل البيت وتتطلب الحكمة والشجاعة للحديث مع خصوم البيت وللتقدم نحو الامام يحتاج القائد العام لحديث مباشر مع الدعم السريع لوقف الحرب، وليس هناك أفضل للجيش من الحديث والجلوس لوقف الحرب وادخار الإمكانيات البشرية والمادية من هذا الوقت، ان اليوم هو اليوم الذي يجب ان يترجم فيه الجيش تقدمه على أرض المعركة إلى تقدم على أرض السياسة فلا يوجد نصر مطلق، ولنذكر صيف العبور وصيف السلام وأخطاء البشير الكارثية، ان مصالح الشعب والبلاد تأتي في المقدمة. والخطوة الأخرى هي الحديث المباشر مع قوى الثورة والتغيير ولطالما أبدت تقدم وقوى الجبهة المدنية استعدادهم لوقف وانهاء الحرب ومن الحكمة ان يلتقي قائد الجيش وزملائه بجميع قوى الثورة والتغيير داخل وخارج السودان للبحث في وقف وانهاء الحرب دون شروط او اشتراطات.

ان شعبنا قد ذاق الأمرين وعانى من الاذلال والقتل والتشريد ودفع ثمناً باهظاً لهذه الحرب وهو لا يستحق ذلك بل يستحق سلام عادل والتنمية والديمقراطية، ان اليوم هو يوم لوقف الحرب وجرائمها ومخاطبة الكارثة الانسانية وتكريس خطاب البناء الوطني بديل لفقه الحرب الاستتابة، والنصر المطلق في السلام وحده لا سواه فلنتجه جميعاً نحو رحابة السياسة وفعلها والاستجابة لمطالب الشعب والحفاظ على وحدة بلادنا وسيادتها.