السبت, سبتمبر 13, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 239

الطاهر اسحق الدومه يكتب : العفيفي والرحيل المر…

0

الطاهر اسحق الدومه يكتب : العفيفي والرحيل المر…

 

احد قناديل الاستنارة واعمدة المجتمع المدني الهادف له بصمات وصولات وجولات في التضحية من اجل الديموقراطية والحكم الرشيد …في مقاومة دكتاورية نميري ودكتاورية الانقاذ وامتدادها بقيادة البرهان …ونال جزاؤه منهم في السجون والمنافي والخ….

قاوم بالحكمة والموعظة الحسنة في رفع الوعي الشعبي بالاستنارة في توزيع الكتب للمعرفة والورش المكتنزة بالفكر في توجيه وقيادة الرأي العام نحو افق الديموقراطية قوامها الانسان الحر المثقف.. وهو التلميذ النجيب لاحد دهاقنة الفكر والوعي الاستاذ الشهيد محمود محمد طه …
العفيفي يفتقده الوطن وهو في قمة الازمة لذا يبقي حصاد ما تركه في تنمية العقول وتعضيد المواقف من اجل الديموقراطية ورفيقاتها في الحكم الرشيد وحقوق الانسان وتثقيف العقول من بلوغ مدارك الوعي والاستنارة والقيم الفاضلة شاهدا علي عطائه الموفور …المؤثر في الافراد والجماعات لمختلف الوان طيفهم الفكري والسياسي والثقافي …
فقد جلل للسودانيين والسودان في منعطف تاريخي خطير تتجاذبه اطرافا اقليمية ودوليه وسط تنازع وصراع دموي حول الحكم بين ابنائه مخلفا ملايين من ابناء وبنات الشعب بين مشرد ولاجئ ونازح ومحروم من ابسط ابجديات الحياة والمخبوء بالافق ربما مالا يخطر علي قلب بشر …لقد كان المرحوم العفيفي احد الايادي التي تمتد بلا دعوة لنشر الوعي والدعم المادي ….
اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح الجنات مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا

عروة الصادق ينعي دكتور الباقر العفيفي 

0

عروة الصادق ينعي دكتور الباقر العفيفي 

● بقلوب مفطورة على الفطرة السليمة ومنفطرة لألم الفراق ومؤمنة بقضاء الله وقدره وعزته وجلاله وجبروته وقدرته المعطون في عظيم لطفه وعفوه وغفرانه ورحمته، ننعي إليكم الفقد الأليم للدكتور المرحوم الباقر العفيف، ذلك العلّامة القامة الشامة، والعلامة المبهرة الشامخة، صاحب العقل الراجح واللسان الناصح والفكر النير الذي أضاء دروبنا بالمعرفة والحكمة.

– رحل جسدًا منحولا أنهكه المرض، ولكن أعماله وإرثه الفكري سيبقى خالدا في ذاكرتنا الجمعية، لقد كان الدكتور العفيف أكثر من مجرد مثقف محب للسودان، فهو كان قدوة وملهمًا لأجيال عاشرته وأخرى لحقته وآخرين سيأتون من بعده..

– نستقبل في هذه اللحظات خبر رحيل الدكتور الباقر العفيف، ذلك الرجل الذي قاوم المرض بصلابة الإيمان، ونعى نفسه بلسان الشجعان. لقد كان نموذجًا يحتذى به في الصبر والتفاؤل، رحيله خسارة كبيرة للسودان والأمة، ولكننا نستمد العزاء من إيماننا بأن الله لا يضيع أجر المحسنين.

– رحل عن دنيانا الفانية الدكتور الباقر العفيف، ذلك القلم الساحر الذي خط بأحرف من نور صفحات التاريخ السوداني. لقد كان صوتًا للحق والحقيقة ومدافعًا عن الحق والعدل ومنافحا ضد سطوة السلطة المستبدة ومناصحا برأيه الءي لا يخاف فيه لومة لائم، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. فلن ننسى مواقفه النبيلة وأفكاره الثاقبة التي ستظل حاضرة في وجداننا.

– تعقيد بلادنا الحالي كان أحوج لأمثاله وتأثيره في مجال تخصصه (الدراسات الاجتماعية وأزمة الهوية) فهو صاحب القول المأثور الذي تعبر عن شخصيته وفكره: “إن الهوية السودانية هي ثروتنا الحقيقية، وهي التي تجمعنا وتوحّدنا”. هذه الكلمات ستظل محفورة في ذاكرتنا، وستكون دافعًا لنا لمواصلة مسيرته في الدفاع عن هويتنا السودانية.”

– رحل من بلاده مرغما وارتحل في أنحاء كثيرة مبشرا بقناعاته وحاملا لواء فكره، فم يكن يتحمل وعثاء السفر فقط، أو يسير مترفا محملاً بالأموال والزخارف، ولكنه كان على الدوام يحمل السودان وحبه وأهله وقضاياه داخل حناياه، فمات مسكونا بحب وطنه الذي ظل مسجونا في دواخله، وملوحا لنا بشارات الفلاح والنجاح والإيمان والعزيمة.

أواه من هذا الألم .. أواه .. رحل الأقمار واحدا تلو آخر وتركوا البلاد في الدياجر والظلم المدلهمة.

● اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، واكرم نزله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخل على حبيبنا الأعظم ﷺ عندك في الجنة يا أرحم الراحمين، واجعله من الذين أنعمت عليهم من عبادك الصالحين، وندعو الله تعالى أن يلهم أهله وذويه وعارفي فضله الصبر والسلوان، وأن يجعل ما أصابهم طهورا. اللهم آمين.

﴿ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ﴾

* 𑁍الخميس: ٢٣ . رجب . ١٤٤٦هـ𑁍
* 𑁍الموافق: 23 . يناير . 2025م𑁍
𝒪𝓇𝓌𝒶 𝒜𝓁𝓈𝒶𝒹𝒾𝑔

تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تنعي دكتور الباقر العفيف

تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تنعي دكتور الباقر العفيف

نعي أليم

بكل الحزن والأسى، تنعي تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) رئيس الهيئة القيادية ونوابه ومقرّريتها وعضوية الهيئة القيادية والأمين العام ونوابه وأعضاء الأمانة العامة والقطاعاتِ واللجانِ المتخصصة، بمزيد من الحزن، الدكتور الباقر العفيف الذي اختاره اللهُ تعالى إلى جواره بالولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس ٢٣ يناير ٢٠٢٥م.

فقد السودان بهذا الرحيل الفاجع والحزين مناضلاً ومفكراً سودانياً ظل مؤمناً بوحدة البلاد وحق شعبه في الحكم المدني الديمقراطي، ومناضلاً جسوراً في مواجهة الشمولية والدكتاتورية منذ سنوات دراسته الجامعية حتى رحيله اليوم. لم يمنعه المرض أو يقعده عن تلبية نداء الواجب لمساندة الشعب السوداني من أهوال حرب أبريل ٢٠٢٣م. فكان حضورا في الاجتماع التشاوري لتقدم في أكتوبر ٢٠٢٣ ومؤتمرها التأسيسي في مايو ٢٠٢٤.

نعبر عن عميق التعازي والمواساة لأسرته الكريمة، أصدقائه، وكل محبيه، ونعزي الشعب السوداني في هذا الفقد الجلل.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

الدعم السريع: الجيش يقصف مصفاة الجيلي للبترول

الدعم السريع: الجيش يقصف مصفاة الجيلي للبترول

الخرطوم: السودانية نيوز

اتهم الدعم السريع الجيش السوداني بقصف مصفاة الجيلي للبترول اليوم الخميس ، واحرق ما تبقي فيها من منشآت .

وقال في بيان (قصف طيران جيش الحركة الإسلامية بالبراميل المتفجرة، صباح اليوم، مصفاة الجيلي للبترول، وأحرق ما تبقى فيها من منشآت.

وشدد إن عمليات القصف الجوي المستمرة على المصفاة وآخرها صباح اليوم، والتي أدت إلى تدميره، تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وهي لا تنفصل عن الجرائم التي ظل يرتكبها جيش الحركة الإسلامية الإرهابي منذ بداية الحرب.

وتابع البيان (إننا إذ ندين هذه التصرفات البربرية؛ ندعو المنظمات الدولية للاطلاع بدورها في توثيق هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة، كما ندعو أجهزة الإعلام الحرة المحايدة إلى عكس هذه الممارسات للعالم ليقف على حقيقة جيش الحركة الإسلامية الإرهابي.

إن قوات الدعم السريع، مصممة على مواصلة النضال لتحرير السودان من قبضة الحركة الإسلامية المتطرفة والعمل مع شعبنا لإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة وعادلة ترفع الظلم والتهميش عن جميع الشعوب السودانية.

الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار

الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع

اللقاء التشاوري للقوى السياسية والمدنية بنيروبي يؤمن على إيقاف الحرب ومحاسبة المجرمين وإنصاف الضحايا وجبر الضرر.

اللقاء التشاوري للقوى السياسية والمدنية بنيروبي يؤمن على إيقاف الحرب ومحاسبة المجرمين وإنصاف الضحايا وجبر الضرر.

نيروبي: السودانية نيوز

بعث المشاركون في اللقاء التشاوري للقوى السياسية والمدنية السودانية بنيروبي ، برسالة لأبناء وبنات السودان بضرورة توحيد الصفوف من أجل إيقاف وإنهاء الحرب والوصول لسلام مستدام وشامل وعادل واستكمال مسار ثورة ديسمبر ومواجهة خطابات الكراهية والعنصرية.

وادان البيان الختامي ، الانتهاكات من اطراف الصراع ، وضرورة محاسبة المجرمين وإنصاف الضحايا وجبر الضرر.

وأمن المجتمعون/ات على أولوية معالجة الكارثة الإنسانية وإيقاف وإنهاء الحروب وتأسيس الدولة السودانية عبر عملية سلام شاملة تخاطب جذور القضايا ولا تتهرب من معالجتها بصورة عميقة وحقيقية ومنصفة

وأشار البيان ان المشاورات ضمت قطاعاً واسعاً من القوى السياسية والمدنية والشخصيات المستقلة، وذلك في توقيت حرج تمر بها بلادنا التي تعصف بها حرب وحشية دمرت البلاد وقتلت وشردت أبناءها وبناتها وضاعفت من تمزيق نسيجها الاجتماعي وصعدت خطابات الكراهية والعنصرية وعرضتها للتمزيق والانهيار الشامل. هدف الاجتماع للعمل على مضاعفة الجهود وتوحيدها من أجل وقف وإنهاء الحروب وبناء أوسع جبهة تنجز هذه المهمة وتسهم في تأسيس دولة سودانية تشكل قطيعة مع ميراث الماضي وتستشرف مستقبلاً أفضل لجميع أبناء وبنات السودان.

وبمبادرة من حركة/جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور انعقدت في العاصمة الكينية نيروبي في الفترة من 19-22 يناير 2024م

وناقش المجتمعون/ات تطورات الحرب وآثارها الإنسانية الكارثية من لجوء ونزوح ومجاعة طاحنة وانتهاكات مروعة ترتكبها أطراف الحرب في حق المدنيين العزل وأدانتها بأشد العبارات

اتسم الاجتماع بالصراحة والوضوح والعمق في التعاطي مع جذور الأزمة السودانية وتوصل لتوافق على عدد واسع من القضايا، كما أمن الحضور على مواصلة المشاورات بذات الروح من أجل الإسراع في بناء جبهة واسعة تقصر من أمد الحرب وتواجه المخططات الإرهابية للمؤتمر الوطني وحركته الإسلامية وفلول النظام السابق الذين يعملون على إطالة أمد الحرب وإجهاض ثورة ديسمبر المجيدة.

توجه الاجتماع في خاتمته برسالة لأبناء وبنات السودان بضرورة توحيد الصفوف من أجل إيقاف وإنهاء الحرب والوصول لسلام مستدام وشامل وعادل واستكمال مسار ثورة ديسمبر ومواجهة خطابات الكراهية والعنصرية، فبلادنا أحوج ما تكون لذلك الآن ودون إبطاء، كما توجه بالشكر لدولة كينيا الشقيقة وللرئيس وليام روتو، على احتضانها لعدد واسع من اللاجئين السودانيين ومساهماتها القيمة في العمل على وقف الحرب في السودان.

نيروبي – 22 يناير 2024م

الجميل الفاضل يكتب : عين علي الحرب أسلوب “ترامب” هل يعجل بنهاية حرب السودان؟!

0

الجميل الفاضل يكتب : عين علي الحرب أسلوب “ترامب” هل يعجل بنهاية حرب السودان؟!

للحقيقة، ما “ترامب” الذي كان يتحدث أول أمس في حفل تنصيبه رئيسا علي أكبر دولة في العالم، سوي مجرد جندي واحد صغير جدا، من جنود الله التي لا يعلمها في النهاية إلا هو، منهم من آتاه سبحانه وتعالي ملكا علي هذه البسيطة شأنه شأن ترامب، الذي نصب الإثنين رأسا علي بلد مهما عظم شأنه وخطره عند الناس، إلا إنه لا يسوي بالطبع عند الله جناح بعوضة.
وهنا في ظني أن ترامب ما كان له أن يشاء أو يزعم من قدرة علي إنهاء كل حروب العالم، ما لم يشاء من بيده نواصي الناس ومقاليد أمور الدنيا، علم بذلك ترامب أو جهل.
علي أية حال فقد بدا لافتا تعهد “ترامب” العائد الي البيت الأبيض في ولاية ثانية، بأنه سيرمي بثقل دولته الكبير، وراء مهمة إخماد كل نيران الحروب المستعرة حاليا في العالم، والتي من بينها بالتأكيد حرب السودان المنسية، من خلال قوله: “ستُوقف قوتنا الحروب، وتجلب روحا جديدة من الوحدة، إلى عالم كان غاضبا وعنيفا”، مؤكدا “إن قوات بلاده ستركز على مهمتها الوحيدة، التي هي الحاق الهزيمة بأعداء أميركا”..
وبالتالي يمكن القول: أن تعلق ترامب بحلم أن يصبح بطلا يصنع السلام للعالم، لم ينشأ هو كذلك من فراغ.
فقد بدا الرئيس ترامب علي ثقة كبيرة وهو يتحدث عن فرصه لفرض السلام، إستنادا علي قوة بلاده التي أشار اليها دون مواربة، والي يقينه بقدرتها علي إيقاف تلك الحروب.
لكن يبدو الي الآن علي الأقل أن الرئيس الأمريكي المخضرم ترامب، بات يفكر وفق عقليته التجارية المعهودة، في إبرام صفقة إستثمارية مع التاريخ نفسه هذه المرة.
صفقة تؤهله لأن يضيف أسمه الي قائمة رؤساء الولايات المتحدة الذين خلدوا أنفسهم في سفر التاريخ، بلعبهم أدوارا مؤثرة ومهمة في إيقاف حروب معقدة علي مستوي العالم، أهلت بعضهم للحصول علي جائزة نوبل للسلام.
فترامب الذي ربح تحدي العودة للبيت الأبيض بعد معارك متطاولة مع الديمقراطيين، يبدو وكأنه بحاجة الآن لأن يقدم نفسه لشعبه وللعالم في صورة إستثنائية تلحقه بقوائم الرؤساء الخالدين في تاريخ العالم أو التاريخ الأمريكي علي الأقل.
وأعتقد أن محاولة ترامب في خطاب تنصيبه ترسيخ مفهوم أن عهدته الرئاسية الجديدة، ستكون بمثابة “عصر ذهبي” للولايات المتحدة، يؤكد أن ترامب يصوب انظاره نحو هدف بعيد، يذهب به الي حد التطلع لدخول السجل الذهبي في التاريخ الأمريكي.
بل أتصور أن فكرة أن يصبح ترامب بطلا من صناع السلام في العالم، تعد هدفا لا يمكن التنازل عنه لدي ساكن البيت الأبيض العائد من جديد، بحسبان أنها أحد المداخل المهمة لصناعة تاريخ إستثنائي للرجل.
وبطبيعة حال ترامب وشخصيته التي لا تقبل الهزيمة، أرجح ان يستخدم الرجل كافة أدوات القوة الي المح اليها في ذات الخطاب، للوصول الي وقف لحرب السودان بأسرع ما يمكن، لما بلغ طرفي القتال من رهق لا يخفي، ثم من بعد تأتي حرب أوكرانيا، من خلال رهان ترامب علي درجة مقبوليته عند الرئيس الروسي بوتين.
حيث كان الرئيس فلاديمير بوتين، قد هنأ دونالد ترامب، الإثنين الماضي، قبل ساعات من تنصيبه رئيسا، قائلا: إنه “منفتح على الحوار” بشأن أوكرانيا لتحقيق “سلام دائم”.
في حين هدد الرئيس ترامب، بفرض عقوبات على روسيا ما لم يتحاور رئيسها بشأن الحرب على أوكرانيا.
قائلا: “إذا لم يأت فلاديمير بوتين إلى طاولة المباحثات بشأن أوكرانيا، فمن المرجح أن أفرض عقوبات على روسيا”،
بل تحدث ترامب عن “احتمالية” إرسال الولايات المتحدة، أسلحة إلى أوكرانيا.
كاشفا عن أنه أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ، بأن يساعد في حل الأزمة الأوكرانية.
في الوقت ذاته الذي قيل فيه أن بوتين قد طرح من جهته صفقة للسلام عرضها على الرئيس ترامب، تتلخص في أن تبقي أوكرانيا غير منحازة، بعدم الإنضمام إلى الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
مع نزع النازية والسلاح منها، وان تقبل ضم إقليم دونباس الي روسيا بصفة رسمية، إضافة لإزالة العقوبات ضد موسكو، كشروط مقابل إعادة السلام والإستقرار لأوكرانيا.
أما بخصوص حرب غزة، يرجح أن يبدأ ترامب العمل بعد إنقضاء أسابيع الهدنة الستة، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المفضل لدي ترامب، “نتنياهو”، علي تثبيت وقف إطلاق النار الهش مع حماس، بهدف تطويره الي إتفاق يضمن مصالح إسرائيل، في إطار صفقة مفتوحة، ربما تعيد الي الأذهان إتفاقات إبراهام.

فيديو لشاهد عيان من كمبو طيبة: يروي تفاصيل جريمة الحرب التي إرتكبها أفراد من الجيش والمستنفرين وقوات درع السودان

فيديو لشاهد عيان من كمبو طيبة: يروي تفاصيل جريمة الحرب التي إرتكبها أفراد من الجيش والمستنفرين وقوات درع السودان

مدني:السودانية نيوز

بتاريخ 21 يناير 2025 وأمام جمع من المواطنين وقادة الجيش السوداني والوفد الأهلي لقبيلة التاما الذين جاءوا إلي الكمبو الذي يقع بمحلية أم القري شرقي ولاية الجزيرة و الذي أرتكبت فيه الجريمة في التاسع من يناير الجاري، ومعلوم أن قائد الجيش كون لجنة تقصي حقائق حول احداث الكمبو؛ وتحدث شاهد عيان على الجريمة التي إرتكبها الجيش السوداني والمستنفرين وقوات درع السودان وقال (( لدينا 26 شخص قتلهم المسلحون بهذا الكمبو، دفناهم على مدي يومين في مقبرة جماعية كل ثلاثة أو ست أشخاص داخل قبر واحد. وكانت العملية صعبة بالنسبة لي، لقد هرب الرجال والشباب من الكمبو، وأن إحدي الجثث دفنتها أنا وزوجة القتيل فقط. يقوم المسلحون بقتل كل شاب أو رجل وجدوه امامهم، لذلك يهرب الناس إلي خارج الكمبو. فالمدرعات المسلحة تضرب مباشرة على المواطنين في الكمبو . لقدي صوب أحد المسلحين السلاح نحوي، وقال أنه سيقتلني، ترجيته ألا يفعل وقلت له ان أمامي جثة ميتة أريد دفنها، وعندما كشفتها له، سألني من الذي قتله، قلت له أن الجيش هو من قام بقتله، وبعدها تركني وذهب سبيله.
نحن نشكر العميد الركن وقوته الذين جاءوا إلينا قبل ستة أيام وفرحنا بذلك ، لأننا كنا لا نستطيع التحرك.
ولكننا نشعر بإهانة كبيرة ولا نظن أن الكفار أو اليهود سيفعلون ما فعله هؤلاء. أنتم جئتم إلينا ولابد أن نخبركم بالحقيقة ؛ فنحن لسنا منتمون إلي قوات الدعم السريع كما يشاع . ولدينا خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات نجملها لكم في الآتي :
1. لقد تم قتل وحرق “26” شخص من الكمبو
2. لقد تم حرق “54” منزل
3. لقد تم نهب ” 74″ كارو حمار
4. لدينا ” 18″ معتقل
5. تم نهبنا ” 2400″ رأس من الأبقار والأغنام والضأن والحمير.
ان اموالنا نهبت وتم تخزينها في المناطق التي حولنا ))

ويستمر جثث المدنيين ومعظمهم من شباب مذبحة الكنابي بولاية الجزيرة في الطفو على ضفاف وقنوات الري لنهر النيل، ممتدة إلى ما لا نهاية، بينما يواصل جيش البرهان الإرهابي الانتقام من المدنيين الأبرياء المتهمين زورًا وبهتانًا بالتعاون مع قوات الدعم السريع (RSF). ولكن في الواقع، فإن الجيش الذي استحوذت عليه العنصرية والتطرف (القوات المسلحة السودانية – SAF) يستهدف في المقام الأول تلك الفئات الضعيفة من السكان الذين أبقتهم الدولة في حالة عبودية دائمة وفقر مدقع لأكثر من نصف قرن، كعمال موسميين رخيصين في مشروعات الجزيرة الخاصة، وأولئك الذين أشعلوا الثورة السلمية في ديسمبر.

Corpses of armless civilians noticeably youth from Al- Kanabi massacre of Al Jazeera state continue to float

Corpses of armless civilians noticeably youth from Al- Kanabi massacre of Al Jazeera state continue to float

ALSUDANIANEWS ALJAZEERA

Corpses of armless civilians noticeably youth from Al- Kanabi massacre of Al Jazeera state continue to float on the banks and irrigation canals of the Nile, as far as the eye can see, while Al- Burhan Army of terror still Wreak vengence on innocent civilians falsely and slanderously accused of being Collaborating with RSF, but in essence, the racist, fundamentalist – hijacked army ( SAF) is primarily retaliating against those vulnerable population kept by the state in perpetual survitude and abject poverty for more than half century as cheap seasonal workers in Al – Jazeera private schemes, and those who fueled the December peaceful revolution.

سياق التهليل والتكبير في إلانتهاكات المحفزة بالكراهية والعنصرية .

0

سياق التهليل والتكبير في إلانتهاكات المحفزة بالكراهية والعنصرية .

بقلم : محمد بدوي

شاهد العالم عبر وسائل الإعلام البديلة لعدة مرات مشاهد عرض الرؤؤس التي فصلت ذبحا عن أجسادها، لوح بها في إنتشاء وعرضت للتصوير لتظهر ملامحها بشكل واضح, إقترنت تلم المشاهد المروعة بترديد التكبير( الله اكبر) وفي ذات الوقت بألفاظ من بخطابي الكراهية والعنصرية، هذه الافعال لا إستثناء فيها للضحايا بإعتبارات النوع أو العمر فهي لا علاقة باي قاموس قيمي أخلاقي أو ديني محوره الانسان .

هذه الظاهرة ظلت تثير جدا متواصلا حول ماهية التناقض، حيث تعددت مدارس التحليل حولها ويظهر ذلك في الكتابات باشكالها المختلفة التي عملت على محاولة تفسير الحالة، أي قرن التكبير( الله أكبر) بلحظات تنفيذ الانتهاك أو بعدها اثناء عرض أجزاء الأجساد المبتورة أمام كاميرات التصوير، ثم تحميلها على الإعلام، أو في حالة إجبار الاسري أو المدنيين المقبوض عليهم تعسفيا على تقليد صفات الحيوانات او ترديد الالفاظ التي تنتهك الهوية الجنسية للشخص،أو تعمل على الحط من كرامتة أو أذلاله بشكل واسع بعد عرض المقاطع للنشر، ذات الجدل إستمر حول دوافع توثيق الانتهاكات من قبل مرتكبيها وكذلك نشرها.

ذهبت بعض التحليلات إلي ربط تلك الإنتهاكات البشعة بالمجموعات الأصولية أو الكتائب الإسلامية الحزبية التي تقاتل مع الجيش، لكن في تقديري أن ذلك يقود إلي نتائج خاطئة في التحليل النهائي، لأنه قد يقصر الحالة على فئة محددة دون سواها، كما انها فرضية إستندت على ان ترديد التكبير مرتبط بتلك الفئة دون سواها، وهذا ما يجانب الواقع فقي هذه الحرب كلا الأطراف يردد التكبير والتهليل في كشف عن تأثير أسلمة الحروب على غرار ما تم من إطلاق صفة الحرب الجهادية على صراع مسلح سياسي ( الحرب بين السلطات السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان )، وتغييرصفة الحرب لأسباب سياسية هو ما يفسر التكبير والتهليل مع بدء القتال كاعلان نية مسبقة تأكيد إسلامه الشخص وتوحيده للقدير في حال مقتله ليصنف شهيدا، إذن هو تكبير بنية مختلفة لا علاقة لها بما يحدث الأن لان الحرب سياسية في طبيعتها..

طبيعة حرب السودان الراهنة المرتبطة بالسلطة والموارد تكشف عن دوافع الظاهرة، حيث يمثل خطابي بالكراهية والتميز المبني على العرق المحركات الرئيسية لارتكاب تلك الانتهاكات .

بالنظر إلي الكراهية التي يلتصق بها الخطاب فهي تستند على التمييز كشكل من المحفز بالعنصرية، بالنظر عناصر خطاب الكراهية نجد عناصرها الاساسية تتمثل في
 الغاء صفة الانسان والدفع نحو به بصفات الحيوانات.

 معاملة الإنسان كالحيوان، وهنا تأتي الانتهاكات البدنية كالجلد، تقليد أصوات الحيوانات، ترديد الألفاظ النابية ضد نفسه او قادته، الذبح.

 التوثيق وهي تشبع شهوة الانتقام في النفسية العنصرية، اما النشر

 التشفي لإكمال الفعل المحرك بالكراهية والعنصرية، قد يأتي التوثيق في حالة المرتزقة او المليشيات لنيل مكاسب من الجهة التي يعملون لصالحها وقد تكون مادية أو لتعزيز الولاء للقادة في سياق التنافس بين الأفراد أو المجموعات المقاتلة .

في منحي آخر ركنت بعض التحليلات إلي ربط بروز هذا العنف المفرط إلي ربطها بتنامي ظاهرة التعذيب من قبل السلطة خلال العقود الماضية، التعذيب فعل لانتزاع إعتراف او الاجبار على القيام بفعل، لمصلحة الشخص الذي يقوم بذلك او لطرف اخر يعمل الشخص لصالحه، بما يجعل دوافع التعذيب مقترنة بخلفية ولو مفترضة تربط بين الضحية ودوافع التعذيب، وقد يفضي التعذيب للموت، أو فقدان الأجزاء او الاذي الجسيم وهنا الاختلاف بين العنف المرتبط بالتعذيب والآخر المحفز بخطاب الكراهية والعنصرية لانه يتخذ كلا الشكلين العقاب الفردي او الجماعي ويهدي إلي نتيجة أساسية نهائية القتل/ الموت دون الإكتراث بانتزاع معلومات عن الشخص، لذا يكون موجه بشكل لا يراعي النوع أو العمر أو الحالة الصحية، ويستخدم أدوات عنيفة في القتل لان ذهنية الجلاد تنظر للضحية في سياق الحيوانات .

ارتباط حده التحولات في العنف في حرب السودان يتطلب النظر إلي سجل الحركة الإسلامية السودانية والعنف المشمول تحت تعريف الارهاب ، نجظ انه عقب فشل محاولة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا في ١٩٩٥، لتستعين باجانب او أعضاء من تنظيمات إسلامية اخري، إبتداء من أحداث مسجد ضاحية الجرافة بامدرمان في ٢٠٠٠ مرورا بأحدث مسجد أنصار السنة بالحارة الأولي بمدينة الثورة شمإلي أمدرمان،وإغتيال الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل، إلي اخر الأحداث بضاحية جبرة بالخرطوم حيث شكل قوام الخلية التي أعلن عنها مصريي الجنسية.

ليثور السؤال حول اسباب هذه التحولات الذي أنزلت فيها الحركة الاسلامية كتابها الحزبية إلي الشارع دون مواربة إبتداءا من ٢٠١٨ بدء ثورة ديسمبر ٢٠١٨ إلي آخر أحداث بمدينة ود مدني بولاية الجزيرة خلال يناير ٢٠٢٥، محرك التحول فقدان السلطة وفشل إعادة السيطرة عليها، الرفض الفعلي والنفسي لفقدان ذلك بعد أن تكشف انه خلال فترة السيطرة على السلطة لم يدركوا حجم الثروات الطبيعية، الدليل على ذلك فيعد انفصال جنوب السودان في ٢٠١١ لم يذهب تفكير السلطة أبعد من تطبيق التقشف الاقتصادي للوفاء بشروط صندوق التقد الدولي كحل، وعقب إستمرار التراجع الاقتصادي رغم تطبيق الاجراءات التقشفية لم تنظر السلطة للحول خارج البحث عن قروض خارجية، طبيعة إقتران الي الحرب بالموارد يفسر لماذا ينحي طرفي الحرب نحو خطاب الكراهية ولماذا استشراء العنصرية بنسق حاد مما سبق.

طبيعة الحرب حول السلطة والموارد استندت على أدوات الاسلام السياسي في نسخته السودانية المرتبطة بتجربة الحركة الاسلامية واجنحتها السياسية، فنهج التمكين إستند على مطابقة الدولة بالتنظيم كملكية، ونهج الأحلال هو ما قاد إلي رفع شعارات إعادة صياغة الإنسان السوداني، وفرض انساق سلوك في الفضاء العام وقرنها بالعقاب ما جاء في تجربة حزم النظام العام التجريمية، إلغاء الآخر وتفكيك مؤسسات الدولة القومية من أجل احلالها باخري لا مكان فيها للآخر أو التنوع أو التعددية لأنها قيم تهدد المشروع السياسي للاسلامين، اضف الي ذلك تبني سياسة فرق تسد باستخدام الادوات التمييزية لرفع سقف العنصرية وابقاء المجتمعات متفرقة كي لا تتوحد بحثا عن مصالحها، او تنتبه للتضامن مع بعضها البعض، فاحلوا محل الجيش والشرطة والامن القوات الرديقة من الدفاع الشعبي، الامن الوطني والاستخبارات ” خليط من الضباط الموالين للاسلاميين بالجيش والامن الشعبي ” حرس الحدود، الشرطة الشعبية، الدعم السريع. الاحلال مضي الي اقصاء التزامات السودان تحت اتفاقيات جنيف ١٩٤٩ التي تحمي المدنيين والاعيان المدينة باشكالها المختلفة والجرحي في البر والبحار من المقاتليين وكذلك الاسري، فنتج عن ذلك غياب لاخلاق الحروب.

الحصانات من المحاسبة جاءت لتطلق يد القوات المقاتلة لارتكاب الانتهاكات في المدنيين، فامتد ذلك الي نسق ما تبقي من كرامة الانسان في معادلة الحروب السودانية، غياب ” الغبينة” في حرب أبريل ٢٠٢٣ بين المقاتلين ، قاد إلي استدعاء الاصطفاف الجهوي أو الجغرافي والاثني فوجد الأطراف ضالتهم في خطاب الكراهية والعنصرية الذي يلغي وجود الانسان او المدنيين فهم اصحاب المصلحة وقوي التغيير ومستحقي موارد الدولة والرفاهية ، لذا هذا يفسر عدم توان الأطراف في قتل المدنيين خارج نطاق القضاء من الطرفين أو محاكمته بالاعدام تحت ذريعة التعاون مع احد طرفي الحرب، و قصف المرافق الصحية لحرمانه من العلاج، أو محاصرة المدن وتطبيق التجويع العام أو منع سبل وصول المساعدات الإنسانية، إليس خلاصة هذه السلسلة ان يتم التخلص منه بالذبح أو الحرق مع التكبير والتهليل اللتان يقصد بهما معاملة الضحايا كالحيونات وفق طبيعة علاقات المجتمعات بثقافة ومفهوم معاملة الحيوانات)في سياق حلقات الجانب العملي للكراهية والعنصرية، فقد ظللنا نكابر وطاة انتهاكات حقوق الانسان لعقود وفشلنا في تعزيز ذلك ، حتما في مثل هذا الواقع لا مجال للرفق بالحيوان لتعمده الذاكرة بالضرب والذبح .

أوقفوا خطاب الكراهية، وكفَوا عنه أهل الكنابي يستحقون المعاملة بما هو أفضل من ذلك،

0

أوقفوا خطاب الكراهية، وكفَوا عنه أهل الكنابي يستحقون المعاملة بما هو أفضل من ذلك،

صديق عبد الهادي
(رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة، السابق)

الآن، وبعد أن أخرجت أثقالها، صعدتْ حرب السودان مدارج عُلا في القبح والإنفلات. وقد وقف التوثيق المنجز، حتى الآن، لذلك التصعيد شاهداً واضحاً وفاضحاً. ولكن من بين كل الشواهد يبقى الأبرز هو ذلك الخطاب الذي قامت بنشره حكومة الإنقلاب والأمر الواقع في محاولتها النأي بنفسها عما جرى وما زال يجري في منطقة الجزيرة. إن الأمر المهم الذي يكشف عنه ذلك الخطاب هو ليس محاولة السلطة تبرئة نفسها وإنما الأهم هو إشارته الضمنية وكشفه للمدى الحقيقي لتلك الفظاعات والتجاوزات التي يمكن أن تكون قد حدثت وبما هو أفظع مما جاء في التوثيقات التي قام بنشرها السودانيون، أنفسهم. وذلك لأن قيادة الجيش، والمليشيات التي حولها، والقوى التي تقف من ورائها لم يُعرف عنهم أبداً، وفيما سبق، بذل الإدانة أو الإعتذار عن إرتكاب أي جرم من الجرائم، لأنهم في الأصل لا يرون في الاعتذار فضيلة أو شيمة من شيم الشجاعة بقدر ما أنه نقيصةٌ! ولذلك فما دفعهم لكتابة ذلك الخطاب وفي تلك العجلة إنما هو أمر جلل، وبكل تأكيد، سيقف الرأي العام على حقيقته عما قريب.
فالحرب هي الحرب، ولكن أمقتها تلك التي وقودها الكراهية لأنها تجعل من الإنسان حيواناً متفلتاً غير عاقل، بل وآلة عمياء لنشر الموت والدم والدمار ودونما تمييز! هناك حقائق لابد من إبرازها في شأن هذه الحرب الدائرة الآن وهي أن الكراهية الحادثة الآن، ومهما علا صوتها، فإن من يقومون ببثها ما هم إلا فئة قليلة لا تمثل السودانيين بأي حالٍ من الأحوال!، وأما الحقيقة الاخرى فهي أن منْ هم مستهدفون بتلك الكراهية ليس أهل الكنابي لوحدهم، وإن وقع ثقل نتاجها عليهم، وإنما ألإستهداف يشمل كل منْ نادى وينادي بالتعايش السلمي، وبهذه الصفة يضحى السودانيون وبجمعهم هم الهدف المشروع والأساس لتلك الكراهية!.
يعتقد ممارسو الكراهية بأن أهل الكنابي هم “عنصرياً” الحلقة الأضعف في منطقة الجزيرة، فلذلك يجب البدء بهم ومن ثم الانتقال إلى الأقل ضعفاً وتسير هكذا رحلة صعود وحش الإرهاب في سبيل التهام الجميع وبمنْ فيهم أولئك الواهمون الذين يعتقدون بأنهم في مأمن منه طالما كانوا في حرز “القبيلة”! أو كما هم يزعمون!.
إن الإرهاب لا يعرف الحدود، لأنه كلما صعد في سلم التوحش كلما تدنى وانحدرفي درج الأخلاق وتسفَّل. فاليوم أهل الكنابي وغداً قوى الثورة وبعدها شباب المقاومة، هذا إن لم يكن قد ولغ في دمائهم ومنذ الأمس!.
إن أهل الكنابي لا يحتاجون تزكية من أحد، فقد اندمج الغالب الأعظم منهم في حياة الناس في الجزيرة ولأكثر من مئة عام، أي بقدر حياة المشروع، وساهموا في تعضيد التنوع والتعايش السلمي الناتج عن ذلك التنوع. ومثلهم وأي مجموعة أخرى من أهل الجزيرة، فمنهم من دخل الحركة الإسلامية ومنهم دخل الأجهزة الأمنية بل ومنهم منْ مارس التعذيب تحت إمرة الحركة الإسلامية ومنهم منْ عاضد الحركات المسلحة ومنهم منْ انتمى للجنجويد، وكذلك منهم من انتمى للثورة ونافح عن شعاراتها، فإذا كان هناك من مجموعةٍ إثنية، ولو واحدة، لم تشهد هذه الانتماءات ولم تعرفها بين أبنائها وبناتها فلترم ِ أهل الكنابي بحجر!.
لا أحد يدافع عن مجرم ولكن الثأر خارج إطار القانون ينطوي على خطورة بائنة وذلك مما يجعله مرفوضاً ومذموماً في آنٍ معاً، كما وأن توسل جرائم الأفراد، وبالنتيجة، في سبيل النيل من الجماعة لا يفضي إلى غير أن يكون استهدافاً عنصرياً، وكما هو حادث الآن تجاه أهل الكنابي في الجزيرة.
من سخريات الأقدار التي يشكل سداتها ولحمتها التحامل العنصري أن استبقى الإسلاميون أهل الكنابي عنوة بين شقي الرحى، فحينما كان الجنجويد أصدقاء لنظام الإسلاميين لاحق الإسلاميون أهل الكنابي بفرية الانتماء الجماعي للحركات المسلحة، ودفعوهم الثمن غالياً، وحين تغلَّب صراع المصالح وأفضى لإعادة الإصطفاف من خلال الحرب والدم واصبحت الحركات المسلحة صديقة وقوات الجنجويد عدوة تمَّ الإلحاق الجمعي لأهل الكنابي بالجنجويد وبجريرة “التعاون”! ومن ثمَّ كان العقاب الجماعي لا الفردي، بالإهانة والإذلال والحرائق، بل وبالذبح!
إن تقلُّب أحوال أهل الكنابي المأساوي في جحيم التصنيف الجزافي المستمر لم يكن واقعاً محتوماً وفقاً للاقدار بقدرما أنه كان واقعاً مصنوعاً عن سبق الإصرار، بل ومختلقاً بفعل الكراهية!
إن منطقة الجزيرة هي منطقة إنتاج وقد قامت بذلك الدور وعن كفاءة لمدة سبعين عام إلى ان جاءت سلطة الإسلاميين وتراجعت الجزيرة عن أداء ذلك الدور خلال الثلاثين عام من حكمهم. وقد انحط الإنتاج وانحطت كذلك حياة الناس فيها. كان أهل الكنابي جزءاً من تلك المسيرة في ازدهارها وانحطاطها. إن القاعدة الأساس التي أثبتها مشروع الجزيرة هي أن أحد أهم شروط الإنتاج والإستقرار فيه والتي بُني عليها تأسيسه بدءاً هي قاعدة التنوع، فلقد كان أهل الكنابي جزءاً من كل ذلك، أي كانوا منتجين. ولكن خطاب الكراهية لا ينظر إلى مثل هذه الحقائق، بل ويتغاضاها العنصريون عن عمد.
إن طرفي الحرب هما المسئولان عن كل تلك الجرائم الوحشية التي يندى لها الجبين، والتي حدثت في منطقة الجزيرة بشكل عام، واستهدفت أهل الكنابي بشكل خاص.
انه، وكما قالوها من قبل لاهل دارفور “لن تكونوا وحدكم”، يقولها أهل السودان الآن ومرة أخرى لأهل الجزيرة وبمنْ فيهم أهل الكنابي “لن تكونوا وحدكم” في مواجهة هذه الكراهية.
إن وقف حملة الكراهية التي تستعر الآن مرتبط ولحد كبير بالعمل لأجل وقف هذه الحرب الظالمة التي لم توفر شيئاً لم تمتحن الناس فيه. إنها حربٌ مزرية، وليس هناك من سبيل لاجتيازها بغير رفض خطاب الكراهية الذي تحاول كل القوى المستفيدة من إستمرارها تسويقه. إن رفض هذا الخطاب يمثل ضرورة، لأنه سيجرد أعمال العنف المتفشية الآن من أحد أهم مسوغاتها. فلننتظم جميعاً كسودانيين في التصدي لكل ما شأنه مغذياً للكراهية ومعضداً لها.

إحالة/
في مواجهة هذه الموجة من الإنفلات آل بعض الكُتَّاب الوطنيين على أنفسهم القيام بمجهودات تنويرية رصينة لاجل نشر الوعي، وللتعريف بأهل الكنابي، إذ عرضوا لتاريخ وجودهم وكذلك لأسباب إستهدافهم غير المقبول، وذلك ليس لدفع الظلم عنهم وحسب وإنما لقطع الطريق أمام أي إستهداف آخر قد يهدد حياة مواطنين آخرين من أهل السودان.
ومساهمة في تلك الحملة التي تلقي الضوء على بعض قضايانا الوطنية ارفق للقارئ رابطاً لكتاب “بعض قضايا الاقتصاد السياسي لمشروع الجزيرة”، الذي عالج بعضاً من تلك القضايا المهمة.