الأحد, سبتمبر 14, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 255

الروابط الثقافية والتعليمية والاجتماعية، المدخل السليم لتمتين العلاقات السودانية المصرية. (٢)

0

الروابط الثقافية والتعليمية والاجتماعية، المدخل السليم لتمتين العلاقات السودانية المصرية. (٢) .

بقلم : الصادق علي حسن.

تصحيح التاريخ المغلوط .

في الوقائع التاريخية خضعت مصر للاستعمار العثماني ،وصارت ولاية تابعة للخلافة العثمانية في الأستانة بدخول السلطان سليم الأول مصر عام ١٥١٧م ، وقد وضع السلطان العثمانى نظاماً للحكم فى مصر يقوم على توزيع السلطة فيها بين ثلاث هيئات ، ولا تنفرد واحدة منها بالسلطة، فكان الوالي هو نائب السلطان فى مصر ، ومقر الحكم فى القلعة ويعين لمدة ثلاث سنوات فقط، ومهمته تنفيذ أوامر السلطان وإرسال الجزية وقيادة الجيش، كما كان الديوان يتألف من كبار ضباط الجيش العثمانى وكبار الموظفين والعلماء والأعيان ومهمته مساعدة الوالى فى حكم البلاد ، وكان للديوان سلطة الاعتراض على قررات الوالى وطلب عزله، وكان المماليك يقومون بدور الإدارة المحلية ، فقد ترك العثمانيون لهم حكم الأقاليم حتى يستفيدوا من خبراتهم فى شئون البلاد .
وكانت الهيئات الثلاث ( الوالى – الديوان – المماليك ) دائمة النزاع على السلطة وحرم المصريون من الخدمة فى الجيش وفرض نظام العزلة فى البلاد .
وعندما تولى على بك الكبير منصب شيخ البلد ، وهو أعلى المناصب التى يتقلدها المماليك، دعم نفوذه وتحالف مع الشيخ ضاهر العمر فى فلسطين ضد السلطان وقام بطرد الوالى العثمانى فيى١٦٧٩م وأعلن استقلاله بمصر ، واستطاع أن يمد نفوذه إلى بلاد الحجاز ، واليمن وأرسل جيشاً لمؤازرة حاكم فلسطين حليفه ضد السلطان العثمانى بقيادة محمد أبو الذهب، واستطاع السلطان العثمانى أن يستميل جيش أبو الذهب بجانبه والقضاء على سيادة على بك الكبير عام ١٧٧٣م ، وعادت مصر ولاية عثمانية، وعين أبو الذهب والياً عليها، ومات عام ١٧٧٥م ، وساءت أحوال البلاد أكثر بعد سيطرة المماليك الفعلية على الحكم .

وصول محمد علي باشا إلي مصر :

قدم محمد علي باشا إلى مصر في عام ١٧٩٩ ،ضمن فرقة عسكرية عثمانية للعمل على إخراج الفرنسيين من مصر، لكنّ القوات العثمانية انهزمت في موقعة “أبي قير البرية”، ومن ثمّ عاد إلى بلده . قدم مرة أخرى إلى مصر عام ١٨٠١ ضمن جيش القبطان حسين الذي جاء ليساعد الإنجليز على إجلاء الفرنسيين عن مصر، فذاعت شهرته وعلا شأنه عند العثمانيين وبين عامة المصريين .

مذبحة القلعة :

مذبحة القلعة أو مذبحة المماليك، هي حادثة تاريخيَّة وقعت في ولاية مصر العثمانية دبرها محمد علي باشا للتخلص من أعدائه المماليك يوم الجمعة ١ مارس لعام ١٨١١م. حيث جهز حفلًا ضخمًا بمناسبة تولي ابنه أحمد طوسون باشا قيادة الجيش الخارج إلى الحجاز للقضاء على حركة محمد بن عبد الوهاب في نجد، ودعا رجال الدولة وأعيانها وكبار الموظفين العسكريين والمدنيين وزعماء المماليك لشهود هذا الحفل. فلبَّى ٤٧٠ مملوكًا الدعوة، وحضروا إلى القلعة في أزهى الملابس والزينة.
وعند تقليد الأمير طوسون خلعة القيادة، سار الجميع خلف الموكب للاحتفال، واستُدرِجَ المماليك إلى باب العزب، وفتح الجنود عليهم وابل الرصاص، وساد الهرج والمرج، وحاول المماليك الفرار، لكن قُتِل أغلبهم بالرصاص، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ومن نجا منهم من الرصاص، ذُبِحَ على أيدي الجنود. ولم ينج منهم سوى مملوك واحد يدعى «أمين بك» تمكن من الهرب إلى الشام. وبعدما ذاع الخبر، انتشرت الفوضى في البلاد لمدة ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف السلب والنهب إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الانضباط.
انقسمت الآراء حول مذبحة القلعة، فمنهم من رأى أنها حادثة غدر قام بها محمد علي، ووصمة عار في تاريخ مصر، وأساءت للمصريين، ومنهم من وصفها بحادثة أدخلت الرعب في قلوب المصريين لعقود. ومنهم من رأى أنها كانت خيرًا لمصر، وخلّصت مصر من شرور المماليك، ومنهم من رأى أن محمد علي كان مضطرًا لذلك للدفاع عن نفسه وحكمه من المماليك الذين كانوا لا ينفكون للسعي إلى السلطة ، ومنهم من رأى فيها بداية لبروز طموحات محمد على باشا لتكوين أمبراطورية خاصة به وأسرته وقد اتجه لاحقا بجيوشه جنوبا في عام ١٨٢٠م للاستيلاء على أراضي السود الواقعة جنوب مصر للحصول على الذهب وريش النعام والعبيد موارد الثروة وقتذاك .

طبقتان في مصر في ظل الحكم العثماني :

بقراءة لتاريخ حقب الدولة العثمانية في مصر ، يجد القارئ أنها نشأت قبل ظهور وبلورة مفاهيم الدولة الحديثة المحمية بالقانون الدولي بمعاهدة وستفاليا ١٦٤٨م، وكان المصريون رعايا للحكم العثماني. وفي ظل الحكم العثماني كانت هنالك طبقتان وهما، طبقة الحاكم وحاشية السلطة العثمانية التي تتشكل من الأستانة عاصمة الخلافة العثمانية، ولم يكن المصري منها وقد كان حاله مثل حال إنسان جنوب مصر في الأراضي التي تسمى بأرض السود والتي قام محمد علي باشا وأبنائه بضمها وحكمها بداية من عام ١٨٢٠م ، والفرق بينهما. انه لطول فترة استمرار الحكم العثماني في مصر والذي بدأ منذ عام ١٥١٧م صارت الحقب العثمانية التي مرت على مصر ضمن التجارب التي ساهمت في صياغة وتشكيل الشخصية المصرية، أما في الأراضي السودانية ، فإن الحقبة العثمانية بدأت في عام ١٨٢٠م وحدث لها فترة إنقطاع باندلاع الثورة المهدية التي طردت العثمانيون عام ١٨٨٥م، وتأسست الدولة المهدية التي استمرت حتى عام ١٨٩٩م وأنتهت بمقتل الخليفة عبد الله التعايشي في أم دبيكرات ، ثم عادت العثمانية مرة أخرى عودة رمزية من خلال الحكم الثنائي بين بريطانيا وملك مصر العثماني التابع رمزيا للحكم في الأستانة . إن إنسان مصر تاريخيا لم يستعمر السودان بل كان هو نفسه قد ظل خاضعا للتجارب الإستعمارية التي مرت على مصر ومنها الحكم العثماني . إن المعرفة بالوقائع التاريخية المذكورة ضرورة، لتصحيح المفاهيم المغلوطة.

الفرق بين النخب الوطنية في مصر والنخب الوطنية في السودان .

النخب الوطنية المتعاقبة في مصر (مدنية أو عسكرية) حافظت على الدولة المصرية، وظلت الخلافات فيما بينها محصورة حول السلطة وإدارة الدولة ،وقد ظلت مصر في كل الحقب الوطنية ،تشهد النمو العمراني وفي البنية التحتية وفي التعليم ،أما النخب الوطنية في السودان (مدنية وعسكرية)، فإن خلافاتها ليست لها سقوفات مرعية، والحرب الدائرة حاليا من نتائج تجليات فشلها الكبير في المحافظة على الدولة .

امريكا تتهم روسيا بتمويل طرفي الحرب في السودان

امريكا تتهم روسيا بتمويل طرفي الحرب في السودان

نيويورك – الامم المتحدة -السودانية نيوز

اتهمت الولايات المتحدة روسيا في الأمم المتحدة يوم الاثنين بتمويل الطرفين المتحاربين في السودان، في خطوة واضحة إلى الأمام من تأكيد واشنطن السابق بأن موسكو تلعب على جانبي الصراع لتعزيز أهدافها السياسية.

اندلعت الحرب في أبريل 2023 وسط صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قبل انتقال مخطط له إلى الحكم المدني، مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.

في نوفمبر/تشرين الثاني، استخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو الأطراف المتحاربة إلى وقف الأعمال العدائية على الفور وضمان تسليم المساعدات الإنسانية. وصوتت الدول الأربع عشرة المتبقية في المجلس لصالح النص.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للمجلس يوم الاثنين: “لقد اختارت روسيا العرقلة: الوقوف بمفردها عندما صوتت لتعريض المدنيين للخطر، في حين تمول كلا الجانبين في الصراع – نعم، هذا ما قلته: كلا الجانبين”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وعندما طُلب من المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة توضيح الأمر، قال إن واشنطن على علم “بالاهتمام الروسي المستمر بتجارة الذهب في السودان” وتدين أي دعم مادي للأطراف المتحاربة – “سواء كان ذلك من خلال تجارة الذهب غير المشروعة أو توفير المعدات العسكرية”.

وقال المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة “نعتقد أن تعاون السلطات السودانية في مجال تعدين الذهب مع كيانات وأفراد روس خاضعين للعقوبات قد يكون ضارا بمصالح السودان على المدى الطويل وتطلعات الشعب السوداني لإنهاء الحرب”.

وردا على ذلك، قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي: “نأسف لأن الولايات المتحدة تحاول الحكم على القوى العالمية الأخرى بمعاييرها الخاصة”.

وقال: “من الواضح أنه في ظل السلام الأميركي الذي يحاول زملاؤنا الأميركيون الحفاظ عليه بأي ثمن، فإن العلاقات مع الدول الأخرى لا تُبنى إلا على استغلالها ومخططاتها الإجرامية التي تهدف إلى إثراء الولايات المتحدة”.

ولم تتمكن رويترز من الاتصال بأطراف النزاع في السودان على الفور للتعليق.

في ديسمبر/كانون الأول، رفض السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ما أسماه “الافتراءات التي تروجها الدول الغربية ووسائل إعلامها” بأن موسكو تحاول اللعب على الجانبين لتحقيق ميزة من الحرب.

في ما قالت إنه من المرجح أن يكون آخر اجتماع لها في المجلس، بدت توماس جرينفيلد عاطفية بشكل واضح أثناء مخاطبة نظرائها بشأن السودان، وهي الأزمة التي كانت محور تركيزها خلال السنوات الأربع التي قضتها في الهيئة العالمية.

وقالت: “على الرغم من كل خيبة الأمل لأنني لم أستطع فعل المزيد، وأننا جميعًا لم نفعل المزيد، إلا أنني ما زلت متفائلة”. “آمل أن يواصل الممثلون الجالسون حول هذه الطاولة – الزملاء الذين أصبحوا أصدقاء – هذه المهمة المقدسة، هذه المسؤولية النهائية”.

تم تعيين توماس جرينفيلد من قبل الرئيس جو بايدن. سيخلف دونالد ترامب بايدن في 20 يناير.

في تدخل سافر :- وزير التعليم العالي يعفي مدير الجامعة الاهلية

في تدخل سافر :- وزير التعليم العالي يعفي مدير الجامعة الاهلية

الخرطوم:السودانية نيوز
اصدر وزير التعليم العالي المكلف قرارا باعفاء بروفسير معتصم احمد الحاج من منصبه كمدير لجامعة امدرمان الاهلية
وقال مصدر ماذون بالجامعة انهم فوجئوا بالقرار الذي يقع خارج اختصاص الوزير باعتبار ان مدير الجامعة ومنذ تأسيسها يتم ترشيحه واختياره عبر مؤسسات الجامعة الداخلية إذ تعتبر الجامعة الاهلية معبرة عن اسمها حيث بادر بإنشائها مجموعة من الاكاديميين و خبراء التعليم ورموز المجتمع امثال بروفسير محمد عمر بشير و عبد الرحمن ابوزيد و بروفسير مصطفى خوجلي و محجوب محمد صالح و صالح ع الرحمن يعقوب وغيرهم وذلك بالتمويل الذاتي وحافظت الجامعة على استقلالها طوال السنوات الماضية .
يذكر ان بروفسير معتصم احمد الحاج كان من اوائل من ارتبطوا بالجامعة منذ تأسيسها وشغل عدة مواقع فيها وكان مديرا لمركز محمد عمر بشير قبيل اختياره مديرا للجامعة قبل عدة سنوات .

الأمم المتحدة: السودان في قبضة المجاعة وأزمة ذات أبعاد مذهلة

الأمم المتحدة: السودان في قبضة المجاعة وأزمة ذات أبعاد مذهلة

متابعات:السودانية نيوز

دق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ناقوس الخطر خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في السودان، الذي لا يزال في “قبضة أزمة إنسانية ذات أبعاد مذهلة” فيما تدهور الأمن الغذائي إلى أسوأ مستوياته “في تاريخ البلاد”.

استمع مجلس الأمن إلى إحاطتين صباح اليوم الاثنين من مديرة المناصرة والعمليات لدى الأوتشا إيديم ووسورنو، ونائبة المدير العام للفاو بيث بيكدول، وذلك عقب صدور أحدث تحليل من قبل الشراكة العالمية للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.

وأشار التحليل إلى أن ظروف المجاعة واقعة الآن في خمس مناطق سودانية، بما في ذلك مخيمات زمزم والسلام وأبو شوك للنازحين داخليا، وفي جبال النوبة الغربية، وتوقع أن تتأثر خمسة مواقع إضافية – جميعها في شمال دارفور – بين الآن وأيار/مايو، مع وجود خطر المجاعة في 17 منطقة أخرى.

وقالت السيدة وورسورنو في كلمتها إن نتائج التقرير “صادمة، ولكنها للأسف ليست مفاجئة”، مضيفة: “مع تكثيف القتال وتقييد الوصول إلى بؤر الجوع الرئيسية، كان انتشار مزيد من المجاعة والجوع – للأسف – السيناريو الأكثر ترجيحا”.

أزمة من صنع الإنسان

وشددت المسؤولة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على أن تأثير هذه الأزمة – “التي هي من صنع الإنسان” – لا يتساوى بين السكان، “حيث يفرض الجوع الشديد مخاطر غير متناسبة على النساء والفتيات، وعلى الصغار وكبار السن”.

وقالت: “السودان هو المكان الوحيد في العالم الذي تم تأكيد المجاعة فيه حاليا. ينتشر الجوع والمجاعة بسبب القرارات التي يتم اتخاذها كل يوم لمواصلة هذه الحرب، بغض النظر عن التكلفة على المدنيين”.

ما المطلوب من المجلس؟

دعت السيدة وورسورنو مجلس الأمن إلى المساعدة في الضغط على الأطراف للامتثال للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك من خلال الوفاء بالتزاماتها بتلبية احتياجات المدنيين وحماية البنية التحتية والخدمات الحيوية. كما دعت أعضاء المجلس إلى استخدام نفوذهم لضمان فتح جميع الطرق أمام إمدادات الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني.

وأشارت مديرة المناصرة والعمليات لدى الأوتشا إلى أن خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025 ستتطلب مبلغا قياسيا قدره 4.2 مليار دولار لدعم ما يقرب من 21 مليون شخص داخل السودان، مضيفة أن هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار إضافية لدعم خمسة ملايين شخص – معظمهم من اللاجئين – في سبع دول مجاورة. وقالت: “إن الحجم غير المسبوق للاحتياجات في السودان يتطلب تعبئة غير مسبوقة للدعم الدولي”.

كما جددت دعوتها إلى وقف فوري للأعمال العدائية واتخاذ خطوات حقيقية وشاملة “نحو السلام الدائم الذي يحتاجه شعب السودان بشدة”.

آلاف الوفيات قبل الإعلان

من جانبها، ذكّرت نائبة المدير العام لمنظمة الفاو بيث بيكدول المجلس بأنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، تم تأكيد أربع مجاعات فقط: الصومال عام 2011؛ ​​وجنوب السودان عامي 2017 و2020؛ والآن السودان في عام 2024. وقالت: “كما تعلمنا من هذه الأزمات الشديدة، فقد حدثت بالفعل عشرات الآلاف من الوفيات قبل أن تصنف على أنها مجاعة”.

وقالت إن أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يظهر أن نصف سكان السودان – أو ما يقرب من 25 مليون شخص – يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 15.9 مليون شخص عند مستوى الأزمة، و8.1 مليون عند مستوى الطوارئ، وأكثر من 637 ألف شخص عند المستوى الخامس – وهو أعلى مستوى ويعتبر كارثيا.

وأشارت السيدة بيكدول إلى أن الصراع والنزوح القسري يظلان المحركين الأساسيين لهذه الأزمة، والتي تفاقمت بسبب تقييد الوصول الإنساني، فضلا عن الاضطرابات الاقتصادية والعوامل البيئية.

وفيما يعتمد نحو ثلثي سكان السودان على الزراعة، أشارت إلى أن خسائر الإنتاج في المحاصيل الأولية، مثل الذرة الرفيعة والدخن والقمح، خلال العام الأول من الصراع “كانت لتطعم نحو 18 مليون شخص لمدة عام، ومثلت خسارة اقتصادية تتراوح بين 1.3 و1.7 مليار دولار أميركي”.

كما أكدت أنه مع بدء موسم الحصاد الجديد قريبا، “فإن الجوع وسوء التغذية يتصاعدان في حين ينبغي أن يكون توافر الغذاء في أعلى مستوياته”.

حل فعال ومستدام

وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الفاو: “يتعين علينا اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المجاعة في السودان، ويلعب مجلس الأمن الدولي دورا حاسما، وهو ما أكده القرار 2417. خطر المجاعة وانتشارها (يثقل) ضميرنا الجماعي منذ آب/ أغسطس. والآن أصبح واقعا ليس فقط بموت الناس من الجوع، ولكن أيضا بانهيار الأنظمة الصحية وسبل العيش والهياكل الاجتماعية، مما يخلف عواقب لا رجعة فيها يمكن أن تستمر لأجيال”.

وفي حين جددت السيدة بيكدول دعواتها إلى المجلس لاستخدام نفوذه السياسي لإنهاء الأعمال العدائية وتقديم الإغاثة لشعب السودان، فضلا عن توفير الوصول الإنساني الفوري وغير المعوق، سلطت الضوء على الحاجة إلى تقديم المساعدات الإنسانية متعددة القطاعات.

وقالت إنه في حين أن زيادة المساعدات الغذائية والمياه والنقد أمر حيوي، فإن هذا وحده لا يمكن أن يعالج النطاق الكامل لأزمة الجوع، مضيفة أن ضمان الإنتاج الغذائي المحلي من خلال الدعم الزراعي الطارئ أمر بالغ الأهمية لبناء القدرة على الصمود ومنع مزيد من الكوارث الإنسانية.

وقالت: “يجب إعطاء الأولوية للدعم الزراعي الطارئ في السودان. لا أحد يتأثر بالصراع – سواء في مخيم للنازحين داخليا أو مجتمعهم الأصلي – يريد الاعتماد على المساعدات الغذائية. إنهم يريدون إعالة أسرهم واستعادة كرامتهم. إن تأخير هذا الدعم يهدد بتعميق انعدام الأمن الغذائي”.

وفي وقت تتقلص فيه الموارد للاستجابات الإنسانية التقليدية، أشارت إلى أن الدعم الزراعي هو وسيلة فعالة من حيث التكلفة ومستدامة لتلبية الاحتياجات الفورية ويساعد في إعادة البناء. وأكدت أن فشل المجتمع الدولي في “التحرك الآن، بشكل جماعي، وعلى نطاق واسع”، يزيد من خطر تعرض ملايين الأرواح للخطر، ويهدد استقرار العديد من الدول في المنطقة.

ثعابين ضخمة في ولايتي نهر النيل والشمالية 

ثعابين ضخمة في ولايتي نهر النيل والشمالية 

وكالات:السودانية نيوز

شهدت ولايتا “الشمالية” و”نهر النيل” شمالي السودان ظهور ثعابين ضخمة من نوع “الأصلة الأفريقية” مؤخراً، وفق ما أفاد به خبراء محليون.

وأكد الخبراء أن هذا النوع من الثعابين ليس غريباً على البيئة السودانية، إلا أن التغيرات البيئية الناجمة عن الحروب والنزوح والتوسع العمراني عوامل ساهمت في خروجها من موائلها الطبيعية وانتقالها إلى مناطق جديدة.

وأشاروا إلى أن الأنشطة البشرية المتزايدة، إلى جانب الصيد العشوائي، أدت إلى تدهور البيئة الطبيعية لهذه الكائنات، مما أسهم في ظهورها بالمناطق المأهولة.

واجتاحت موجة من الذعر قرية عدو في جزيرة صاي بالولاية الشمالية، بعد تكرر مشاهدات لثعابين ضخمة من نوع “الأصلة” في مياه النيل، الأمر الذي أثار قلق السكان وجعلهم في حالة من الخوف المستمر.

فيما نقلت مصادر محلية عن أحد الصيادين المتمرسين من أبناء الحي قوله إن هذه الثعابين العملاقة انتشرت بشكل غير معتاد في مياه النيل.ورجح أن تكون قد جُرفت عبر تيارات النهر من مناطق بعيدة، مشيرا إلى مشهد مروع شاهده الصيادون خلال فحص شباكهم ، حيث وجدوا ثعباناً ضخماً طوله خمسة أمتار عالقاً في الشباك، واضطروا إلى قتله وإخراجه بعد معركة شرسة.

كما أكد الصياد أن هذه الحوادث ليست فردية، بل تتكرر بشكل مقلق، مما دفعه لتحذير السكان ودعوتهم لمنع أطفالهم من الاقتراب من مياه النيل للاستحمام أو اللعب، مشيراً إلى أن هذه الثعابين قادرة على ابتلاع طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً بسهولة.

وتُعد الأصلة الجبلية الإفريقية من الثعابين العملاقة المثيرة للأنظار، حيث قد يصل طولها إلى 6.5 متر. وتتميز بجسم أسود مزخرف ببقع صفراء زاهية، بينما يظهر على رأسها علامة تشبه رأس الرمح، مما يضفي عليها هالة من الغموض والخطورة.

بينما تتواجد هذه الأفعى بالقرب من ضفاف نهر النيل ومصادر المياه في السودان، وتنتشر بشكل كثيف في ولايتي الشمالية ونهر النيل، لتصبح جزءاً من البيئة الطبيعية في هذه المناطق.

وعلى الرغم من أن الأصلة غير سامة، فإن قوتها المذهلة تتيح لها عصر فريستها بقبضة قاتلة، مما يجعلها تهديداً خاصة للأطفال، الذين يُعتبرون الفئة الأكثر عرضة للخطر.

ومع ازدياد حجمها، تتعاظم خطورتها، لذلك من الضروري اتخاذ الحيطة والحذر ومنع الأطفال من التنزه بمفردهم على ضفاف النهر لحماية سلامتهم من هذه الكائنات الخطرة.

مقتل وجرح (8) بمعسكر فتابرنو محلية كتم في غارة جوية للجيش

مقتل وجرح (8) بمعسكر فتابرنو محلية كتم في غارة جوية للجيش

كتم:السودانية نيوز

قتل وجرح (8) من المواطنين العزل ليلة امس بمعسكر فتابرنو للنازحين محلية كتم ولاية شمال دارفور اثر غارة جوية من قبل طيران الجيش السوداني .

وادانت حركة /جيش تحرير السودان-المجلس الإنتقالى مكتب شمال دارفور ، الغارة الجوية ، وما ظل يتعرض له المواطنين العزل بالمجمعات السكنية ومعسكرات النازحين بولاية شمال دارفور من قصف بالطيران الحربى التابع للحركة الاسلاموية وآخرها ليلة البارحة بمعسكر فتابرنو للنازحين بمحلية كتم، وبالامس القريب بمعسكر ابوشوك للنازحين بالفاشر .

 وقالت الحركة في بيان ،هذا القصف المقصود والممنهج للنازحين والمهجرين داخليا والمواطنين العزل بأسواقهم ومساكنهم وتؤكد انها سوف لم ينم لها جفن حتى يتم تقديم كل المسئولين عن هذه الأفعال الشنيعة والجرائم الدولية الخطيرة للمحاكمة العادلة عاجلا وليس آجلا.

  المجد والخلود للشهداء وعاجل الشفاء للجرحى.

       الأمانة الإعلامية لمكتب ولاية شمال دارفور

والى القضارف المكلف يدعو الشركة السودانية للموارد المعدنيه إلى مضاعفة الإنتاج بمناطق التعدين بالولاية

والى القضارف المكلف يدعو الشركة السودانية للموارد المعدنيه إلى مضاعفة الإنتاج بمناطق التعدين بالولاية

القضارف: السودانية نيوز

دعا والى القضارف المكلف الفريق الركن محمد أحمد حسن الشركة السودانية للموارد المعدنيه إلى تقديم المزيد من برامج المسؤولية المجتمعية ومضاعفة الإنتاج بمناطق التعدين بالولاية جاء ذلك خلال مباركته اليوم بفناء أمانة الحكومة مشروع تطوير وتأهيل مراكز خدمات بعدد ١٣ قرية بمحلية قلع النحل عبر المسؤولية المجتمعية للشركة بحضور وزير التنمية الإجتماعية الاتحادى د.احمد ادم بخيت وعدد من أعضاء حكومة ولجنة أمن الولاية والمدير التنفيذي وبعض أعيان المحلية حيث أكد الوالى ان المشروع من شأنه معالجة الكثير من القضايا الخدمية بالمحلية من جانبه أوضح المهندس عمر ابوسن مدير فرع الشركة بالولاية أن المشروع يستهدف مراكز خدمات المياه والصحة والتعليم واندية المشاهده وتوفير الطاقة الشمسية مؤكدا حرص الشركة على إنفاذ جملة من مشروعات المسؤولية المجتمعية وإستكمالها بالولاية في العام الحالى وأكدت الأستاذة نجاة أحمد إبراهيم مدير عام وزارة المالية أن المشروع يعتبر أول مشروع مسؤولية مجتمعية يستهدف محلية النحل داعية الشركة السودانية للموارد المعدنيه إلى تنفيذ حزمة أخرى من مثل هذا المشروع نسبة لشح الموارد بالمحلية.

مناوي يدعي محاولة اغتياله مع جبريل

مناوي يدعي محاولة اغتياله مع جبريل

بورتسودان:السودانية نيوز

كشف مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، عن محاولة اغتياله ووزير المالية د. جبريل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة،.

وأوضح أن هذه المحاولة تأتي في إطار مخططات تهدف إلى استهداف القيادات السياسية والعسكرية البارزة في السودان، خاصة في إقليم دارفور، لزعزعة استقرار البلاد. وأشار إلى أن المخطط تم مناقشته في إحدى العواصم الأفريقية المجاورة، ما يعكس خطورة التهديدات التي تحيط بالمنطقة.

قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إنه لا يطمع في أي منصب سيادي حتى لو كان منصب رئيس مجلس السيادة ناهيك أن يكون نائباً أول أو حتى عاشر.

وأوضح خلال لقاء مع صحفيين ببورتسودان أنه ظل يرفض فكرة ترشيحه لمنصب نائب رئيس المجلس السيادي لعدة أسباب أهمها أنه لا يريد للمناصب أن تكون سبباً في صرف الجهود عن معركة إجهاض مؤامرة تفكيك السودان

وشدد مناوي على أنه تلقى معلومات دقيقة حول هذه المؤامرة، مؤكدًا أن الهدف منها هو تمهيد الطريق لفصل دارفور من خلال استهداف الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة في الإقليم. وأعرب عن قلقه من هذه المخططات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، مشددًا على أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة هذه التحديات وفق كلامه

حيدر المكاشفي يكتب: بين الألم والأمل. عام مضى وعام أتى

0

حيدر المكاشفي يكتب: بين الألم والأمل. عام مضى وعام أتى

مرت علينا يوم الاربعاء الموافق الفاتح من يناير 2025 الذكرى 69 للاستقلال، متزامنة مع استهلالية العام الجديد 2025 والشعب السوداني ما يزال في وضع (برزخي)، يكابد فيه الألم ولكنه يتصبر بالأمل، فلا شيء يجعل هذا الشعب يحتمل في صمت وجلد وصبر كل ما يلاقيه من كبد ونصب ومعاناة سببتها له الحرب اللعينة، سوى أمله في القادم وتمسكه بثورته التي ما يزال يعض عليها بالنواجذ لتحقيق وانجاز كل اهدافه التي فجر ثورته من اجلها، والصبر خصيصة معروفة عند الشعب السوداني، اذ تجده يمد حبال الصبر ويحتمل الاذى لأطول مدى حتى تحسب انه صار ذليلا خامدا هامدا خاملا خانعا، ولكن في لحظة ما ينفجر ويثور كالبركان فيجرف في طريقه كل فاجر وفاسد وخوان، وقد فعلها الشعب كثيرا ولا نظن ان احتماله اذى هذه الحرب المدمرة سيكون آخرها، وبالمقابل سوف لن ينسى الشعب ثورته الغالية التي انجبها من بين فرث ودم وتضحيات جسام..
الأمل هو طوق النجاة الأخير الذي يتمسك به الناس ويستعينون به على معاناتهم، وما اضيق العيش لولا فسحة الأمل، فلولا تشبثهم بالأمل وعشمهم في غد افضل لما صبروا وصابروا واحتملوا فوق طاقتهم ماسي وفواجع هذه الحرب اللعينة، فهم يعيشون اليوم بين نور الامل المنتظر وحلكة حاضر الحرب المعيش، وتتأرجح حالتهم النفسية بين متضادين، مخاوف متزايدة ورجاء متعاظم، واكثر ما يحتاجونه هو التماسك والتوازن في هذه الفترة الحرجة، ولا مغيث ومعين لهم في هذه الحالة سوى الأمل الذي يزودهم بجرعات من التفاؤل والطاقة الايجابية، فالأمل لا ينبغي ان يبنى على اوهام بل على وقائع وحقائق وعمل دؤوب يسنده ويجعل تحقيقه ممكنا، فالأمل دون عمل لا يزيل الالم بل يضاعفه، فالانسان لا يتمسك بحبل الصبر في لياليه الحالكة الا لانتظار بزوغ فجر الأمل وتحقيق آماله وجني ثمار صبره، ولكن السؤال الى متى سيصبر الشعب، هل هو صبر مفتوح بلا نهاية أم له حدود وخاتمة، والسؤال الاستنكاري موجه ل (البلابسة ومشعلي الحرب وضاربي دلاليكها والمصرين على استمرارها)، ولا ننتظر اجابة منهم..
مع بداية هذا العام الجديد، نقف أمام لحظة فارقة تتراوح فيها المشاعر بين الاسى والحزن على هذا الصراع العبثي الدموي الذي أدى إلى ارتكاب جرائم حرب بفقدان الالاف من المدنيين لارواحهم، وجرائم ضد الإنسانية، وتطهير عرقي، وانعدام الأمن الغذائي بشكل خطير، والنزوح على نطاق واسع، وانهيار نظام الرعاية الصحية. كما تسبب كذلك في تعميق الانقسامات بالسودان على أسس عرقية وقبلية وإقليمية بشكل خطير، وأدى الى أن يعاني السودان من واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية أزمة النزوح واللجو في العالم بسبب قرارات الأطراف المتحاربة، فضلا عن أن الاقتصاد والبنية التحتية في السودان في حالة خراب ودمار شاملين، علاوة على أن العديد من النساء والفتيات تعرضن للاغتصاب أو ما زلن يعشن في حالة من الرعب من العنف الجنسي وسط حالة من الفوضى والإفلات من العقاب. ان الاوضاع الكارثية التي يكابدها السودانيون مع هذه الحرب القذرة، تذكر بما قاله سابقا شاعر الشعب ولسان حال أوجاعه وهمومه محمد الحسن سالم حميد رحمه الله، على أيام هوجة ولهوجة وهيجان نظام (الانقاذ) البائد، وهو يصف المآل المؤسف الذي انتهت إليه أوضاع البلاد بعد طول معاناة ومكابدة وأمل وترقب لحال أفضل، فإذا به يفجع بما هو أسوأ بفعل هذه الحرب

من الواسوق أبت تطلع

من الابرول أبت تطلع

من الأقلام أبت تطلع

من المدفع طلع خازوق

خوازيق البلد زادت..

فما عساه يا ترى سيقول حميد لو قدر له أن يشهد حال البلد اليوم بعد هذه الحرب الدموية المهلكة..

ولكن رغم كل شيء، علينا أن نؤمن أن الألم الذي عشناه ليس نهاية الطريق، اذ علينا أن نحول المحنة الى منحة كما قال الإمام المهدي عليه السلام (المزايا في طي البلايا، والمنن في طي المحن، والنعم في طي النقم)، بأن نسعى ونجتهد لتحويل كل ما كان يتأذى ويتضرر منه شعب السودان الى ما يفيده ويخدمه، ونستذكر هنا ما سبق أن كان يحلم به شاعرنا الفذ الشفيف العفيف الشريف محجوب شريف رحمه الله، وكان شريف قد عبر عن هذا الحلم برؤية مستبصرة من خلال قصيدة شهيرة، يقول في بعض أبياتها (مكان السجن مستشفى..مكان المنفى كلية..مكان الأسرى وردية..مكان الحسرة أغنية..مكان الطلقة عصفورة تحلق حول نافورة تمازح شفع الروضة..حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي)..

يبقى من المهم جدا لكافة قوى الثورة وكل المؤمنين بضرورة وحتمية التغيير أن يشمروا سواعد الجد ويوجهوا كل الطاقات وكل الجهود لمعارك وقف الحرب أولا كأولوية قصوى، فالتركة التي أورثتنا لها الحرب مثقلة بالاحن والمحن والأزمات المتراكبة والتحدي كبير في المجالات كافة، واذا ما كنا قد بلغنا ما تم التوصل اليه من توافقات واتفاقات عبر جهاد ونضال كبير وصبر جميل أفضى الى تشكيل اكبر تحالف سياسي مدني أنجز الثورة، فان القادم يحتاج الى جهاد ونضال أكبر وصبر أجمل فحيا على فلاح الوطن كما قال الامام الصادق المهدى رحمه الله، أما المشفقون على حال البلاد بسبب الهشاشة والضعف الذي اعترى حيواتها كلها، فلن نزيد عن اهدائهم كلمة عن قوة وتماسك الشعب السوداني للفقيد محمد ابراهيم نقد السكرتير السابق للحزب الشيوعي السوداني.الفقيد نقد فيما أذكر كان قد أجاب عن سؤال وجهه له أحد الزملاء الصحافيين في حوار أجراه معه بمناسبة مرور ذكرى انتفاضة أبريل (1985)، ولكني للأسف لا أستحضر الآن تماما الصيغة التي طرح بها هذا الزميل سؤاله، غير أنني أستطيع التأكيد على أن سؤال الزميل كان سؤالا استدراجيا حاول من خلاله أن ينتزع اعترافا موثقا من الزعيم الشيوعي يعترف فيه بهشاشة أوضاع البلد وأنها بحالتها هذه لا تحتمل قيام ثورة على غرار اكتوبر التي أنهت حكم عبود ولا انتفاضة كالتي حدثت في أبريل وأطاحت بنميري ونظام مايو، بيد أنني أكاد أذكر بالحرف اجابة نقد وكانت فحواها أن البلاد تتحمل انقلابا عسكريا وتستحمل انتفاضة أيضا، فالسودان والكلام لايزال لنقد بلد عضمه قوي، وأي محاولة للقول بأنه لا يحتمل هذه مجرد تبريرات، وواصل نقد (ليه ما تستحمل، هي حتستحمل أكثر من الذي تتحمله الآن وأكثر من الحاصل).. تلك كانت كلمة وشهادة نقد في قوة عظم السودان، نعم فالشعب السوداني مايزال (عضمو قوي)، ومايزال السودان البلد (عضمو قوي) بخيراته وموارده الظاهرة والباطنة، ومايزال شبابه نبيلا وأصيلا، فمع كل المحن والاحن والأزمات والخلخلة الاجتماعية والزلزلة الاقتصادية التي ضربته وماتزال في اللحم الحي، وكانت كل هذه البلايا والرزايا كفيلة بتفكيك عراه وتشتيت شمله والقضاء على محاسنه وفضائله ومزاياه التي جبل عليها وعرفتها عنه كل الأمم والشعوب وشهدت بها، الا أنه سيظل صامدا وراسخا وثابتا باذن الله يقاوم كل هذه المصائب ويجتهد ما وسعه الجهد للمحافظة على ارثه الأخلاقي والقيمي، وهذه وحدها ضمانة كافية..

محمد الأمين عبد النبـي يكتب :درس الاستـقلال .. تعاسة مشهد الحرب وإمكانية عـودة العقل

0

محمد الأمين عبد النبـي يكتب :درس الاستـقلال .. تعاسة مشهد الحرب وإمكانية عـودة العقل

الحقيقة التاريخية المجردة تؤكد على ان الادارة الاستعمارية عمدت على تفكيك الدولة الوطنية الأولى التي أنتجتها المهدية، وعملت جاهدة على طمس ومحو أثار تلك الدولة التي أقامها السودانيون بكافة مكوناتهم من أقصى شمال السودان وجنوبه ووسطه وغربه وشرقه وتوحدت إرادتهم في أهداف وطنية ودينية واضحة حققت سيادة وطنية واقامت نظاماً سياسياً وخلقت نسيجاً مجتمعاً موحداً ووضعت إطاراً تعريفياً للدولة السودانية، جاءت الادارة الإستعمارية بسياسات تثبيت أركان سلطتها وفقاً لمصالح استعمارية خالصة، ورسم كتشنر السياسة وهيكلة الادارة لمديريات ومناطق وقسم السودان على اساس اثني وقبلي كان ذلك جلياً في سياسة المناطق المقفولة في جنوب السودان ودارفور والنيل الازرق وجبال النوبة على أسس دينية واجتماعية، سياسة العزلة المناطقية هذه كانت بمثابة أول بذرة للفصل الاثني والعرقي بين مناطق السودان، وكرست الادارة الاستعمارية سياساتها بصورة اكبر خلال حكم ونجت باشا الذي وضع سياسة الادارة الجديدة في إعادة صياغة الانسان السوداني والتي ركزت على تشويه المهدية وخلق نمط ديني بديلاً للفهم الديني التي دعت له لكي يتماشى مع السياسة الاستعمارية، وخلق طبقة من الصناع والموظفين والافندية وفق نظام تعليمي موجه بعد إنشاء مدارس ابتدائية وصناعية وإنشاء كلية غردون التذكارية لخدمة الادارة الاستعمارية وأهدافها ولتشكيل ثقافة الغازي، ونجحت السياسة حيث ظهر مثقفين يقلدون المستعمر في كل شي فإنتشر بينهم لبس البرنيطة والكاسكيتة والطربوش والشورت حتى طريقة التفكير ومظاهر الاكل والشراب، إضافة للتدابير السياسية والادارية والاجتماعية تبني المستعمر سياسات تنموية واقتصادية في مناطق معينة ذات جدوى اقتصادية رأها المستعمر مما خلقت تمايز كبير بينها وبين المناطق الاخرى من حيث التعليم والخدمات.

قاوم السودانيون السياسة الاستعمارية مبكراً سيما في ثورة ود حبوبة 1908 وثورة اللواء الابيض 1924 ومؤتمر إدارة السودان 1946 ومذكرة مؤتمر الخريجين 1942، وانطلقت الحركة الاستقلالية من رحم رفض السياسة الاستعمارية ومقاومتها تحت شعار (السودان للسودانيين). وبالتالي لم يكن استقلال السودان منحة كما يظن البعض بل جاء نتيجة جهود مضنية لإنهاء الاحتلال وإعادة الدولة الوطنية.

ظهرت تحديات ما بعد الاستقلال في بناء دولة وطنية تستند إلى أسس ومبادئ المواطنة، وتكون قادرة على استيعاب التعددية المجتمعية، العرقية والقبلية والدينية والجهوية، وتحويلها إلى مصدر قوة وإثراء بالاضافة الي تحديات التنمية وقضايا الحكم الوطني الاخرى، وقد ألقت الثقافة الاستعمارية وتشوهاتها بظلالها على الحكم الوطني منذ تمرد الكتيبة الاستوائية قبيل الاستقلال بعام واحد في 1955، يقول الامام الراحل الصادق المهدي: (مؤسسات الدولة التي ورثناها من العهد الإمبريالي لم تكن ناضجة كما يجب وولاءات المواطنين الأولية الاثنية والقبلية والطائفية لم تتراجع بالقدر الكافي لصالح الولاء القومي، وفي ظل الحكم الوطني من عام 1956 في السودان تراجع نضج مؤسسات الدولة وبرزت الولاءات الاولية بصورة اضعفت الانتماء القومي هذه العوامل جعلت الشروط المطلوبة لنجاح الدولة الوطنية تتقاصر على المستويات المطلوبة، مفهوم الدولة الوطنية نفسه غير مؤصل بالقدر الكافي مما فتح المجال لولاءات فوق قطرية، الاهتمام بإنضاج مؤسسات الدولة الحديثة وبلورة الولاء القومي الذي يعلو على الولاءات الأولية ويكرس الولاء للدولة الوطنية من شروط نجاح التجربة الديمقراطية).

الواضح لم تكن هناك قطيعة عن السياسات والانماط التي خلفها المستعمر ولم تعالج المظالم التاريخية والخلل التنموي بل في بعض الاحيان كانت هناك تبعية للإستعمار في كثير من السياسات، ولعل اعظم تدخل احدث قطيعة كاملة عن نمط الدولة الاستعمارية كان ثورة إكتوبر 1964 التي أعادت تأسيس دولة تعبر عن الوعي السياسي والاجتماع السوداني، هذا الوعي إستمر في خلال النظم الديمقراطية التعددية على قصر فترتها، وتظل تجارب مؤتمر القوى الجديدة ومؤتمر المائدة المستديرة ولجنة الاثني عشر وكوكادام علامات فارقة في معالجة المشاكل التي خلفها المستعمر، ولكن الانظمة الديكتاتورية العسكرية التي حكمت أكثر من 60 عاماً بنت على السياسات الاستعمارية حذوك النعل بالنعل لدواعي ايدلوجية ولطبيعة النظام الديكتاتوري المركزي نفسه بإحتكار السلطة واقامة حكمه على الاستبداد.

مما لا شك فيه ان النخب السياسية فشلت في تقويم السياسات الاستعمارية وإدارة التنوع وتسبيك الهوية الجامعة ومعالجة الخلل التنموي والاقتصادي؛ ولكن الامانة العلمية التاريخية تقتضي الإشارة بوضوح الي ان هذا الفشل يرجع بالاساس الي النظم الشمولية العسكرية، وبصورة أكبر يعود الي نظام الانقاذ (العسكري – الاسلاموي) ليس لطول فترة حكمه فحسب بل لأنه اعتمد فلسفة متكاملة لإعادة صياغة الانسان السوداني مبنية على الارث الاستعماري السياسي والاقتصادي والاجتماعي وما مشروع حمدي الا احدى تجلياته.

الشاهد أننا في الحقيقة امام أكثر من مقاربة حول دولة 56 وليس واحدة كما تقول إحدى سرديات الحرب والتي جاءت للقضاء على دولة 56 حسب ما يشاع؛ مقاربة الدولة الوطنية والتجربة الديمقراطية المستوعبة للتنوع والتعدد والقائمة على التراكم الوطني الحميد، في مقابل مقاربة تبعية نمطية للدولة “الكولونيالية” الاستعمارية “فرق تسد” وفق النسق الشمولي والإسلاموي القائم على تمكين العسكر من السلطة والدولة، إضعاف وتقسيم الأحزاب السياسية، تجريف مؤسسات المجتمع المدني، بث خطاب الكراهية والقبلية والعنصرية، تكريس الخلل التنموي والفشل الاقتصادي وإستسهال الانفصال والتقسيم.

إن القراءة الفاحصة والمدخل الصحيح هو بناء سردية إنهاء دولة 1989 الانقاذية العميقة والموازية كإمتداد لسياسات وتوجهات المستعمر، وليس الانجزاز عن الجذور والانبتات عن الواقع وتحويل المظالم التاريخية كمعول هدم لمقومات الدولة السودانية وتحميل المسئولية ظلماً وتزويراً للنظم الديمقراطية رغم إخفاقاتها أو القوى السياسية رغم تقاصر دورها الوطني، ولكن من يتحمل المسئولية كاملة عن الفشل التاريخي والحروب والتهميش والاستقطاب بالأساس هي المؤسسة العسكرية بتدخلها المستمر في السياسة والحكم فـ”القوات المسلحة هي الفيل في غرفة السياسة السودانية” على حد تعبير الدكتور عبد الله علي ابراهيم، وذلك طبعاً بمعاونة القوى الايدلوجية التي لا تؤمن بالتداول السلمي للسلطة وفي طليعتها الحركة الاسلامية بكل مسمياتها التي إنتهجت الانقلابات والحروب كوسيلة للحكم.

إن إعادة قراءة التاريخ أضحت ضرورة ملحة لفهم ما جرى في بلادنا منذ الاستقلال الاول مروراً بالاستقلال الثاني والعهود الديمقراطية والعهود الديكتاتورية العسكرية وإنتهاءاً بحرب الخامس عشر من ابريل 2023، وذلك لتحديد مكمن الداء وأصل الانحراف للتمكن من وعي الحاضر والتوجه نحو المستقبل بوثوق ووضوح، إذ لازال هذا الأمر ضرورياً باعتبار أن أجزاء هامة من تاريخنا المعاصر تعرضت للتشويه وطالها التزييف والتزوير، مما أضاع على السودانيين فرص تحقيق مقاصد الاستقلال وبناء الدولة السودانية.

بعد مرور 69 عاماً من الاستقلال، مازال السودان يرزح في الحروب والاستبداد، نتيجة فساد الفكر وضحالة المشاريع السياسية وشهوة السلطة لدى العسكريين، حتى وصل بنا المطاف في أول قائمة الدول الفاشلة بفقدان السيطرة وتعدد الجيوش وإنتشار المليشيات وتأكل الشرعية وإنعدام الخدمات العامة وعدم التفاعل مع المجتمع الاقليمي والدولي، وكل المؤشرات تؤكد بان بقاء الدولة السودانية المعروفة أصبح على المحك.

تمر علينا ذكرى الإستقلال ومشهد الحرب قد دمج كل عناصر السريالية في قالب واحد، حيث تحولت البلاد بأكملها الي مسرح عبثي بإمتياز، يعج بالتناقضات واللا معقول والسخرية، يجافي كل ما هو منطقي وبديهي، قلة في الحقائق ووفرة في التسريبات والتاويلات، ملهأة قادة وتجار حرب ومأساة شعب بلا وطن، تبدل في المفاهيم والتصورات والدلالات والسياقات، فعلى خشبة المسرح توحش وقتل بلا هوادة، تشريد قسري، قهر واذلال وحط من الكرامة، تخريب ودمار مع سبق الاصرار والترصد، تجويع ومجاعة لنصف السكان، معاناة قاسية وضغوط تقض المضاجع، كراهية مقيتة وعنصرية بغيضة وتمثيل بالجثث وجراح لن تندمل، فساد يزكم الانوف وأمراء حرب مهمتهم التحشيد والتحريض والتسليح والتضليل والنهب والسلب والإغتصاب، إفتراءات وتلفيقات وفتن ما ظهر منها وما بطن، فبركة إشاعات وتسريبات وفشل سياسي وخيبات نخب وإنتاج وهم، وأجندات تتلاعب بمصير أمة، مشهد هزيل في مقام الجد.

وحتى تكتمل الصورة السريالية شاهد ما خلف الستار والكواليس ترى سيناريوهات تفكيك الدولة، كل طرف يسعى الي شرعية الغلبة والتغابن وفرض سلطة امر واقع بقوة السلاح، وما عكس البندقية والانحياز المعلن والمستتر الا دليل دامغ على الانتهازية وغياب المسوغ الاخلاقي، وليس مستغرب أن يصبح الرجل في معسكر ويمسي في المعسكر الاخر دون ان يرف له جفن، وهذه ظاهرة للأسف لا تنفصل عن السياق التاريخي الذي يكافئ الانتهازي، وسترى أيضاً مظاهر الرضا ومشاعر الفرح والسعادة بالموت والرقص طرباً على جماجم القتلى والتكبير والتهليل، فقد تحول السودان الي سرادق عزاء كبير يكاد لا يخلو منه بيت، وعلى منصات التواصل الاجتماعي دعاية حربية وإحتفال هنا وهناك بنصر في الأسافير وهزيمة في الميدان، وصراخ وتشنج وشطط وسجال محتدم وشيطنة للأخر وحملات شواء وتعصب أعمى وتصفية الحسابات، تنامي وصعود المليشيات مقابل إنهيار المؤسسات النظامية وتعزيز الولاءات الأولية وتراجع الولاء الوطني، فقد أخرجت الحرب كل قبح وجادت قريحتها بكل وحشية، مشهد لو رأه الحليم في المنام لفزع، والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء.

بالمقابل فقد أرهقت الأسئلة الصعبة كاهل السودانيين، وباتوا ينتظرون من ينهي الحرب؟ ومتى وكيف تتوقف الحرب؟ والإجابات القاصرة والمتحيزة هي الأخرى كانت سبباً لاستمرار الحرب وإطالة أمدها، رغم ان الجميع يؤكدون صباح مساء بعدم جدوى استمرارها، وبميزان الربح والخسارة ليس ثمة نصر عسكري منظور، وتتزاحم الاسئلة أكثر عندما يقفز الحديث عن اليوم التالي للحرب، ومصير المتحاربين والضحايا ومن أشعلوا الحرب، ومتى نعود الي منازلنا؟ وخطط إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وفرص بناء السلام وغيرها من الاسئلة الصعبة والملحة التي لا تقبل الإ اجابات حقيقية وجادة.

أكبر خطر على مستقبل البلاد ومصيرها إذا ما عدنا إلي صيغة تقاسم السلطة والثروة بين المتحاربين وحلفائهما، خاصة في ظل الرغبة المشتركة للمتحاربين والسعي لتشكيل حكومة هنا وهناك وتقسيم البلاد وفقاً للنموذج الليبي.

إن الظرف المعقد الذي تمر به البلاد لا يستوعب الحلول الثنائية والمعلبة والكسل الفكري والسطحية والتي بلا شك ستكون قنبلة موقوتة تنذر بعودة الحرب من جديد، فلا خيار الإ بعودة العقل ومجابهة أزمات البلاد التي خلفها المستعمر وعمقتها النظم الشمولية لاسيما الوحدة الوطنية، المصالحة الانتقالية، العدالة الاجتماعية، المشروع التنموي الاقتصادي، بناء جيش مهني قومي واحد لا علاقة له بالسياسة، نظام الحكم، قضايا الهوية والدين والدولة، إدارة التنوع وبناء عقد اجتماعي جديد يوحد الوجدان السوداني، لقد ظلت هذه القضايا التأسيسية حاضرة منذ صبيحة يوم الإستقلال ومازالت الي يومنا هذا، وتعد وراء إندلاع الحروب في السودان وعدم الاستقرار السياسي، فقد آن الأوان لعودة العقل والتوافق على مشروع خلاص وطني يوفر حلول للمتحاربين أولاً من مأزق الحرب ويعيد أمل السودانيون في ميلاد سودان السلام والحرية والعدالة، وهذا لا يتأتي الإ عبر مائدة مستديرة يصممها ويشارك فيها الجميع الإ دعاة الحرب.

عودة الوعي والرشد السياسي واردة وممكنة، فحجم القتل والدمار والواسع الذي خلفته الحرب كفيل بيقظة الضمير والعقل، وتجارب التاريخ البعيدة والقريبة علمتنا أن السودانيين متى توحدت إرادتهم نالوا ما يريدون، وخلال الشهور الماضية إلتقى القيادات السياسية السودانية – رغم الخلافات – في مناسبات عدة وورش عمل واجتماعات تشاورية أكدت على أن القواسم المشتركة بينهم كبيرة وأن إدارة حوار حول المختلف حوله ليس مستحيلة، وقد حملت المبادرات المختلفة نفس الأهداف والمنطلقات، كما ان القناعة بعدم جدوى الحرب وانعدام الحل العسكري للأزمة الراهنة من أكبر الدوافع للبحث عن بدائل سياسية أقل تكلفة، عطفاً على التحولات الإقليمية والدولية التي تدفع الأطراف الخارجية في اتجاه دعم عملية إنهاء الحرب ووضع حداً لمعاناة وعذابات السودانيين، ويبقى الأمل في تنامي الوعي باللحظة التاريخية والتحدي في تحجيم الوعي الزائف وجنون إستمرار الحرب.

***