الإثنين, سبتمبر 15, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 261

حزب الأمة القومي يجدد الدعوة لأطراف الصراع بالعودة لطاولة التفاوض

حزب الأمة القومي يجدد الدعوة لأطراف الصراع بالعودة لطاولة التفاوض

الخرطوم: السودانية نيوز

دعا حزب الأمة القومي، أطراف الصراع في السودان (الجيش والدعم السريع) وحلفائهما، لإعلاء مصلحة الوطن على المصالح الذاتية، والعمل على إنهاء الحرب بالعودة لطاولة التفاوض، لوقفها وإنهاء معاناة الشعب السوداني.

وقال رئيس الحزب ، فضل الله برمة ناصر ، في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال (إنّ  الحرب الحالية عمقت من أزمات البلاد التاريخية وخلقت واقعاً مريراً يتطلب التعامل معه بالجدية والمسؤولية الوطنية بدءاً بإيقاف الحرب المدمرة كواحدة من القضايا الملحة التي يجب علينا جميعاً مواجهتها بشجاعة ووضوح وصرامة، وتحويل المحنة الحالية لفرصة لتحقيق السلام الشامل فى بلادنا ، وهذا يتطلب منا جميعا أن نفتح أذهاننا وعُقُولنا لمخاطبة قضايا الوطن بصورة جادة تحقق المخرج الآمن  لأزمتنا لنرفع المعانا عن كاهل شعبنا المكلوم ونحقق للاجئين والنازحين العودة الآمنة والإستقرار المطلوب والحياة الكريمة.

وتابع (لقد أفسدت الأنظمة الشمولية والديكتاتوريات التي تعاقبت على حكم بلادنا كل مؤسسات الدولة وحولتها الي مؤسسات تنظيمية وحولت دولة الرعاية الي دولة جباية ومحسوبية وانحرفت بالمؤسسات الوطنية عن دورها الوطني المنشود، وزجّت بالقوات المسلحة في حروب عبثية أفقدتها القدرة على الدفاع عن حدود البلاد فتآكل السودان من بعض أطرافه. وعجزت تلك الأنظمة عن حماية شعبها ما فتح الباب أمام تدويل القضايا الوطنية.

وشدد فضل الله ،إن المسؤولية الوطنية تتطلب منا أن نعمل بكل جدية وبصورة أكثر من اي وقتٍ مضي من أجل تحقيق تطلعات شعبنا في إيقاف هذه الحرب مع كافة القوي الديمقراطية لتوحيد الصف الوطني في مواجهة قوي الردة والظلام الذين ياججون الحرب ويسعون لاستمرارها والعمل علي بلورة عملية سياسية واسعة تناقش جذور الازمات في السودان وتعالج اسياب الحروب.

 نجدد عزمنا العمل مع كل الشركاء في الوطن من القوي السياسية وحركات الكفاح المسلح والفاعلين في المجتمع المدني والأهلي من أجل إنهاء معاناة شعبنا وعادة الاستقرار لوطننا الحبيب .

وأضاف في خطابه (أُخطابكم اليوم في ذكرى الإستقلال التاسع والستين لوطننا الحبيب ونحن نستشرف مرحلة جديدة من تاريخ البلاد التي تواجه اكبر ازمة وطنية واسوء كارثية إنسانية في تاريخها بسبب هذه الحرب التي مزقت جسد الدولة السودانية.

لقد كان الأول من يناير 1956، هو اليوم الذي ارتفع فيه علمنا الوطني إيذاناً بدخول مرحلة الدولة الوطنية، والإنعتاق من الإحتلال، وقد ظللنا منذ ذلك الحين نبحثُ عن إجابات لنفس الأسئلة المعنية بكيفية بناء المشروع الوطني لإدارة الدولة الذي تتحقق من خلاله قيم الحرية والعدالة والمساواة والتعايش في سلام وتطور.

وفي هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، نُحيِّي ذكرى شهداءنا في جميع الحِقَب، الذين قدموا أرواحهم الطاهرة من أجل أن تتحقق العدالة والحرية، ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى، ونأمل أن يكون عامنا هذا عام للسلام وتمام الإستقرار

المالية تقرر زيادة قيمة الدولار الجمركي اعتبارا من  اليوم الأول من يناير

المالية تقرر زيادة قيمة الدولار الجمركي اعتبارا من  اليوم الأول من يناير

بورتسودان:السودانية نيوز

أعلنت وزارة المالية والاقتصاد الوطني ، زيادة قيمة الدولار الجمركي من 1700 جنيه إلى 2000 جنيه اعتبارًا من اليوم الأول من يناير 2025م.

ومنع بنك السودان في منشور أطلع عليه (السودانية نيوز) حول سياساته للعام الجديد، الاستيراد عدا السلع الاستراتيجية، ألواح وبطاريات الطاقة الشمسية، مدخلات الإنتاج الزراعي (بشقيه النباتي والحيواني والصناعي، الماكينات والآليات والمعدات الرأسمالية للقطاعات الاقتصادية المختلفة وفق الضوابط المنظمة”.

وقال الاقتصادي والمصرفي حسن عوض الكريم “للسودانية نيوز” ان قرار وزارة المالية بزيادة الدولار الجمركي ، قي ظل الأوضاع الأمنية والمتغيرات في استبدال العملة والإجراءات الاقتصادية ،حتما ستؤدي الي زيادة في معدلات التضخم ،

بجانب الزيادة القياسية الان في أسعار المستهلك الذي وصل رقم قياسي في المناطق الحضرية والريفية قد ارتفع في يوليو من العام الماضي  2024 وبلغ نسبة الارتفاع في الحضري 181.70%.وفى الريفي 202.25%.

وأشار إلى أن البلاد لم تتلق دعما خارجيا مع توقف شبه كامل للصادرات وزيادة الطلب على النقد الأجنبي من السوق الموازي لمقابلة استيراد المواد البترولية بعد توقف الخط الناقل للبترول علاوة على تراجع الإنتاج المحلي بسبب الحرب.

وكان بنك السودان المركزي، قد حظر على المصارف منح تمويل لأنشطة، المتاجرة في العملات الأجنبية، شراء الأسهم والأوراق المالية، سداد عمليات تمويلية قائمة أو متعثرة، المتاجرة في رصيد الاتصالات واستخداماته، شراء الأراضي والعقارات عدا المسموح بها وفق الضوابط المنظمة، شراء السيارات عدا المسموح بها وفق الضوابط المنظمة، شراء الذهب ومخلفاته والتجارة المحلية عدا ما تسمح به الضوابط المنظمة.

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحرب صفقات علي طريق التقسيم؟! (2)

0

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحرب صفقات علي طريق التقسيم؟! (2)

علي أية حال يبدو أن المزاج العام قد بات أقرب الآن لتقبل فكرة تقسيم السودان إلى عدة دويلات صغيرة.
ومن أبرز المؤشرات علي ذلك، أن فكرة التقسيم التي كان شبه محرما الحديث عنها الي وقت قريب، قد أضحت هي اليوم مشروعا يطرح علي رؤوس الأشهاد بلا حياء ودون مواربة، تقابله أعداد متنامية من ذات المكونات الإجتماعية التي كانت قد إستهجنت في السابق مجرد رمي الحركة الإسلامية علي قارعة الطريق ببالونة إختبار، قذف بها وزير المالية الأسبق عبدالرحيم حمدي، وفق صيغة مموهة غامضة، هلامية الملامح، عرفت بورقة “مثلث حمدي”.
فيما أن طيفاً مؤثرا من مكونات فاعلة بوسط السودان وشماله وشرقه، ومن هذه المكونات ذاتها، قد أنتقل اليوم الي مربع الجهر بالدعوة لعودة حدود السودان إلى ما كان عليه إبان حكم السلطنة الزرقاء، من كردفان غرباً وحتى البحر الأحمر شرقاً، ومن طرفي الشريط المائي الممتد من سنار جنوباً حتى الحدود المصرية شمالاً، أو علي الأقل في نطاق ما عرف بدولة “البحر والنهر” التي يتبناها ناشطون من ذات التيار الاسلامي الذي ينتمي إليه عبدالرحيم حمدي، وهي مقدمة فيما يبدو لتأسيس وضع جيوسياسي جديد يضع نهاية لكيان السودان الموحد.
ذلك فضلا عن خطوات عملية تعزز وتكرس للتوجه الإنقسامي في البلاد، أشار لها وزير الإعلام الأسبق الاستاذ فيصل محمد صالح في مقاله الاسبوعي بصحيفة الشرق الاوسط، بإشارته الي سياسات وممارسات تعتمد الفرز القبلي والجهوي لتصنيف الأعداء المحتملين، مثل تصنيف «الوجوه الغريبة» الذي إعتمدته بعض الولايات.
مضيفا بالقول: “ثم جاءت عملية تغيير العملة التي لم يستطع أي مسؤول أن يشرح جدواها الاقتصادية أو السياسية.
فقد قررت الحكومة، التي تتخذ من بورتسودان عاصمةً لها، تغيير العملة السودانية، وبسبب الحالة الأمنية، وتعذر الحركة بين المناطق المختلفة فتتم عملية التغيير في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش، وبشرط إيداع المبالغ الكبيرة في حساب بنكي، في حين خرجت منطقة تجارية كبيرة وذات ثقل سكاني كبير مثل إقليم دارفور، بجانب الإقليم الأوسط وبعض مناطق كردفان والعاصمة الخرطوم من هذه العملية، ولا تزال العملة القديمة سارية فيها.
خلق هذا الأمر صعوبات عملية في إيصال البضائع والمؤن لسكان هذه المناطق، وفيهم منتجون وتجار، تم إخراجهم بيد الدولة من دائرة الفعل الاقتصادي، ومعاقبتهم على بقائهم في مواقعهم التي تحتلها «قوات الدعم السريع».
ثم جاءت امتحانات الشهادة الثانوية التي تعقد أيضاً في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش، بينما يواجه مئات الآلاف من الطلاب في المناطق الأخرى مصيراً مجهولاً.
حسب المعلومات فإن «قوات الدعم السريع» منعت بعض مجموعات الطلاب من التحرك لمراكز الامتحانات، بينما وقفت صعوبات عملية في مواجهة مجموعات أخرى، بجانب التخوفات الأمنية من التصنيف الذي تعتمده المجموعات الأمنية المتعددة العاملة في صفوف قوات الجيش وحلفائها.
هاتان الخطوتان قسَّمتا البلاد اقتصادياً وتعليمياً، مثلما تم تقسيم المكونات الاجتماعية والإثنية إلى موالين ومعادين. فإذا قرأتها مع ما كتبنا عنه أكثر من مرة، وهو خطوة إعلان بعض الحركات المتحالفة مع «الدعم السريع» لحكومة في الأراضي التي تقع خارج سيطرة الجيش، فسيقود هذا الأمر لوجود حكومتين في منطقتين منفصلتين جغرافياً وعسكرياً وإدارياً واقتصادياً وتعليمياً”.
-ونواصل-

اشتباكات بين المستنفرين وعناصر من القوة المشتركة

اشتباكات بين المستنفرين وعناصر من القوة المشتركة

مدني:السودانية نيوز

وقعت امس اشتباكات بين المستنفرين وعناصر من القوة المشتركة، في القرية 23 بمحلية أم القرى بولاية الجزيرة، أسفرت عن إصابة 4 مدنيين من السكان، واثنين من القوة المشتركة.

وقالت مصادر بالمنطقة، ان الاشتباكات وقعت بعد دخول عناصر من المشتركة للمنطقة ومحاولة إجبار التجار على استبدال الفئات المسحوبة من العملة، وحال رفض التجار أشهروا أسلحتهم في وجوههم ما أدى إلى تدخل المستنفرين وحدوث الاشتباكات، مشيرة إلى تدخل قوة من الجيش عند محاصرة المستنفرين والسكان مستشفى المنطقة مطالبين بتسليمهم العناصر، وتمكنت من فصل الطرفين عن بعضهما.

وقال (دخل عدد من جنود الحركات المسلحة السوق، وحاول بعضهم إجبار تجار السوق على تبديل فئات من العملة القديمة. وعندما رفض التجار، أشهروا أسلحتهم في وجه بعض التجار. بعدها، تجمع عدد من تجار سوق القرية ومعهم المستنفرون من أبناء المنطقة، وحدث اشتباك أدى إلى إصابة أربعة مواطنين، أحدهم إصابته خطيرة.

كما أصيب اثنان من أفراد الحركات. تم نقل جميع المصابين إلى مستشفى القرية. بعدها، تجمع أهل القرية والمستنفرون وحاصروا المستشفى وطلبوا تسليمهم أفراد الحركات.

ثم جاءت عدد من سيارات الحركات المسلحة إلى المستشفى، وكاد أن يحدث صدام عنيف مرة أخرى بين الطرفين، ولكن تدخلت قوة من القوات المسلحة وفصلت بين الطرفين

مولانا مفرح : يطلق نداء لوقف الحرب تجنباً لأنقسام السودان

مولانا مفرح : يطلق نداء لوقف الحرب تجنباً لأنقسام السودان

كمبالا / النور عبد الله محمدين

أطلق رئيس منظمة الاعتدال للحوار وبناء السلام ومناهضة التطرف وزير الشؤون الدينية والاوقاف السابق مولانا نصر الدين نداءًا إلى القوات المسلحة و الدعم السريع بوقف الحرب وإحلال السلام ، لإنقاذ الأرواح البشرية ، وضمان السلام والاستقرار في السودان لتجنيب البلاد خطر الانقسام.

وقال مفرح في “بيان” بمناسبة استقلال السودان أن النداء موجه لجميع السودانيين للوقوف بقوة ضد الحرب والاقتتال التي فرقت جماعتنا وششتت شملنا وهدَّمت بنيتنا وقتلت شبابنا ، وانتهكت أعراضنا ، ونهبت أموالنا، داعياً إلى رفع الاصوات بوقف الحرب ، والمناداة بالسلام ، واستطرد ان صوتهم هي القوة الحقيقية التي تستطيع أن تحقق التغيير وتبني مستقبلاً مشرقًا لأجيالنا القادمة.

وأضاف في ملمح بطولي خالد ، من أجل الحرية والاستقلال وقبل ٦٩ عاماً جسد الأجداد نضالهم بشجاعة وتضحية ووطنية عالية ، قدموا ارواحهم وفكرهم وجهدهم بإصرار من أجل نيل الحرية ، مشيراً إلي أنهم جسدوا معاني الوحدة والتضامن من أجل السودان الحر الموحد.

ودعا رئيس منظمة الاعتدال الجميع ليكونو رسلاً للسلام والوحدة، ولنشر الحب والتسامح والعمل من أجل سودان يسع الجميع بعيداً عن الكراهية والتطرف.

الصادق علي حسن يكتب :ثلاث فرضيات :القصف الجوي لمنزلي الشيخ مصطفى وابنه آدم مصطفى.

0

الصادق علي حسن يكتب :ثلاث فرضيات :القصف الجوي لمنزلي الشيخ مصطفى وابنه آدم مصطفى.

أولاً : فرضية استهداف كونتينر في الشارع أمام منزل إداري أهلي .
ثانياً : فرضية استهداف قصف منزلي علي الحاج وأسرته بحي الوادي غرب .
ثالثاً : التهجير القسري لسكان حي الوادي ومدينة نيالا . (٢).
بقلم الصادق علي حسن.

الفرضية الأولى :

عقب القصف الجوي الذي شنه طيران الجيش علي حي الوادي غرب ، والذي يتوسط مدينة نيالا ، وقد طال القصف بعض منازل الأقارب والجيران، شاع بنيالا أن القصف الجوي استهدف كونتينر أمام منزل أبناء العمدة حمزة ، والعمدة المذكور من قيادات حزب الأمة التاريخية بولاية جنوب دارفور ،وكان في حياته العامرة من أعيان ورموز المدينة ،وفي الشائعة، إن الدعم السريع يستخدم كونتينرات بأحياء المدينة في حفظ الأسلحة ، ولكن وبافتراض صحة هذه المزاعم والشائعة ، هل تصلح لتبرير قصف طيران الجيش لمنازل المدنيين الذين لاصلة لهم بالحرب ، كما أن هذه التبريرات الفطيرة تكشف عن ضعف حيلة الجيش وأنها بلا استخبارات عسكرية ، فالعتاد والسلاح الذي يصل إلى الدعم السريع عبر مطار نيالا أو غيره لا يمر على الإطلاق بوسط المدينة، وقد ظلت الطائرات تفرغ حمولاتها بمطار نيالا وفي دقائق قلائل تغادره بسلام ،وقد أفرغت كل ما بها من حمولة ، لتخرج حمولات الطائرات في مركبات سريعة من المطار في اتجاهات لا تمر بوسط المدينة على الإطلاق، كذلك شباب حي الوادي من أكثر شباب قوى الثورة نشاطا ولا يساندون أي طرف من أطراف الحرب كما يطالبون بوقفها ، أيضا فإن الدعم السريع ليس له ما يستدعي تخزين سلاح في كونتينر (عفش صغير) ،وفي شارع عام بوسط مدينة نيالا وفي حي مثل حي الوادي، والمدينة كلها تحت سيطرته، ليقوم شباب الثورة بالحي برصد مخازن أسلحة الدعم السريع بأحياء المدينة ، ولكن حتى لو سلمنا بهذه الفرضية ،إن الدعم السريع يقوم بتخزين أسلحة في كونتينرات بشوارع الأحياء ، فماهية نوعية هذه الأسلحة وعناصر الدعم السريع التي تتواجد في ارتكازات بالمدينة مزودة بكافة أنواع الأسلحة ، وتحمل السلاح جهارا نهارا ،كما وهنالك الأسلحة المنصوبة على عربات الدفع الرباعي والعربات العسكرية الأخرى ، لذلك ماهية دوافع تخزين أسلحة في كونتينر عفش منزلي بالشارع أمام منزل قيادي أهلي في حي كل سكانه تجمع بينهم الصلات الإجتماعية ،مما يسوغ لتبرير القصف الجوي لكونتينر في الشارع الذي ينتصف العديد من المنازل التي يسكنها العديد من الأسر بأطفالها ونسائها وكبار السن .
المنازل التي تأثرت بقصف طيران الجيش بحي الوادي غرب عديدة، وليس منزلي مصطفي حسن (الجزء الخاص بابنه يعقوب والد الشهيد مصطفى والجزء الخاص بابنته صفية مصطفي والتي تقاعدت بالمعاش وكانت من قيادات التعليم بجنوب دارفور وتم إخراجها من أنقاض منزلها )، ومنزل ابنه الضابط بالمعاش آدم مصطفى ، فقد تأثر بالقصف الجوي منزل مصطفي صالح ، كما وفي منزل أسرة العمدة حمزة، طال القصف الجزء الخاص بفائزة عيسى ، فهل يعقل أن يستهدف طيران الجيش كونتينر في شارع عرضه بضعة أمتار وفي حي مسكون بالأسر ولا يتحسب لعدد الخسائر البشرية ، وفي هكذا ظروف يمكن أن يكون العدد في خسائر الأرواح أكثر بكثير مما وقع، وقد تطايرت الشظايا إلى المربوع الثالث شمال غرب الكونتينر ليصل لمنزل آل محمد الفضل رجال والد المقدوم صلاح لتصيب شظية شقيقه أبوبكر إصابة نجا منها، وإذا كان الهدف الكونتينر، أواليس في هذا السلوك قمة الاستهتار والاستهانة بحياة البشر ، فما الذي يمكن أن يوجد من سلاح داخل كونتينر عفش في الشارع العام أمام منزل عادي ،وقد ظل الكونتينر قابعا في مكانه منذ فترة طويلة من قبل نشوب الحرب، كما وأسلحة وعتاد الدعم السريع التي تخرج من مطار نيالا وتتلاشى آثارها في أحياء مدينة نيالا الشمالية حتى الآن لم تتمكن استخبارات الجيش من رصدها ؟ وفي كل مرة يأتي طيران الجيش لقصف مدينة نيالا، يكون ذلك بعد فترة من مغادرة طائرات امداد الدعم السريع ،ليقصف طيران الجيش الأحياء السكنية والأسواق ويسقط الضحايا ليُسوق إعلام الحرب الفطير، بمبررات فطيرة ،ما لا يمكن قبوله (منطقا ولا عقلا).

الفرضية الثانية :

بحسب أقوال خرجت من بعض منسوبي المؤتمر الشعبي فإن المقصود من القصف الجوي لحي الوادي غرب منزل د على الحاج الأمين العام للمؤتمر الشعبي وننقل هذ الفرضية من المنشور التالي المعمم بالوسائط بإسم د عمر زكريا أبو القاسم من دون أي تدخل من جانبي، (بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده.
يوم الخميس كان يوما مؤلما لأهلنا فى حى الوادى غرب، شنّ الطيران الحربي غارة غادرة على مدينة نيالا بالبراميل المتفجرة ، مستهدفًا حي الوادي غربً. أسفرت الغارة عن استشهاد أسرة كاملة وعدد كبير من الجرحى، من بينهم أفراد من منزل المرحوم مصطفى حسن، الذي كان من قيادات حزب الأمة وممثل الدائرة في البرلمان. يُعتقد أن الهدف الحقيقي للهجوم كان منزل الدكتور علي الحاج، الواقع على بُعد أمتار من المنزل الذي تم تدميره.
تُشير الدلائل إلى أن دوافع هذا الهجوم سياسية وعنصرية، خاصة بعد تصريحات الدكتور علي الحاج على قناة الجزيرة، التي أثارت غضب بعض الجهات. ردًا على ذلك، شُنّت حملة عنصرية ضده، وتبعها هذا الهجوم الجوي بالبراميل المتفجرة الذي استهدف تدمير منازل أهله في الحي، باعتبارهم “حاضنة”. كما بزعمون
ندين بشدة هذه الأعمال البربرية العنصرية البغيضة، ونسأل الله أن يصبر الأهل على الفقد الجلل وان يهلك الظالمين بالظالمين.
د.عمر زكريا ابوالقاسم.الرباط).
صحيح في الصراعات الحادة بين تلاميذ الترابي في حركة الإسلام السياسي (وطني وشعبي) الطرفان يستخدمان كافة الوسائل ضد الأخر ، خاصة وأن الجيش نفسه قد صار مطية لعناصر هذه الحركة ، ولكن حتى الآن لم تتوافر لي أي إفادات منتجة بأن فرضية استهداف منزل والد على الحاج الذي يفصل بينه وبين منزل يعقوب مصطفى حسن والد الشهيد مصطفى شارع عرضي (شرق وغرب) ،أو منزل على الحاج الأمين العام للمؤتمر الشعبي بحي الوادي غرب والذي يفصل بينه وبين الكونتينر منزل أسرة أبكر أحمد شارع طولي (شمال وجنوب)، وبالتالي فإن كل الإفادات بشأن فرضية استهداف منزل علي الحاج أو منزل أسرته بحي الوادي أقرب للأقوال والمنشورات السياسية الشائعة بالوسائط

الفرضية الثالثة :

التهجير القسري لسكان حي الوادي، هذه الفرضية قد تكون الأقرب للترجيح .
في المقال القادم ،ساتناول الفرضية الثالثة ،وشواهد من استهتار قائد الجيش البرهان بحق الإنسان في الحياة في المناطق المتأثرة بالحرب في دارفور خاصة بمدينتي نيالا والجنينة ،وتخليه عن مسؤولياته .

حسين سعد يكتب :وداعاً المناضل النعمة النعيم

0

حسين سعد يكتب :وداعاً المناضل النعمة النعيم

ودعنا المناضل الشيوعي المزارع (النعمة النعيم) العطاء والتضحية بلا حدود، رحل تاركا وراءه تاريخا طويلا من النضال السياسي والنقابي والزراعي، ناسجاً من خلال مسيرته خيوطاً مضيئة من المواقف الوطنية الصادقة والشجاعة،تاركاً صفحات ناصعة في النضال من أجل ارساء مباديء العمل النقابي الديمقراطي وسط المزارعين والعمال الزراعين وتكفي نظرة خاطفة لسيرة العطرة للراحل المناضل (عمي ) النعمة النعيم المولد في العام 1945م حيث كان عضوا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي -المؤتمر الخامس- وعضواً بالمكتب التنفيذي لهيئة التأمينات بالمناقل (1984- 1988) وعضو منتخب بإتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل وعضواً بسكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل لذلك تشارك في فعالية تأبينه عدد من القطاعات والاحزاب من بينها تحالف قوي التغيير الجزري والحزب الشيوعي وتحالف المزارعيين وتحالف الابناء ،رحل النعمة وتطلعاته تنظر على سودان جديد ديمقراطي وسلام عادل او كما قال شاعر الشعب محجوب شريف( همة وعبقرية ضد العنصرية وتحلم السلام)

مسيرة نضالية:

عرفت (عمي) النعمة مقاتل شرس عن الديمقراطية وحقوق المزارعين ،وزاملة الراحل كصحفي ، في تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل حيث كنت عضوا بإعلام تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل منذ العام 2004م حتي رحيله الفاجع حيث كانت لنا مواكب إحتجاجية في مدني والخرطوم ومؤتمرات صحفية ومؤتمرات جماهيرية مطلبية وبيانات شبه دورية تصدر من سكرتارية التحالف حول قضايا مشروع الجزيرة والمناقل ولدينا أيضا تأبين يقام لقيادات التحالف الذين يرحلوا الي الدار الاخرة ،وكانت لنا زيارات في الجزيرة وترعها وتفاتيشها من أجل قضية تحالف المزارعين ،وكان المنزل الذي نمضي في، وقتنا حتي موعد عودتنا هو منزل عمنا محمد الجاك أبشمة بالحصاحيصا، ومن هنالك ننطلق الي القري والتفاتيش اوالي مدني ومنها أغفل أنا عائداً الي العاصمة وفي هذه الرحلة كان معنا عمي الراحل محمد حمدنا الله، والاستاذ الراحل(عمي) الطيب محجوب، الذي كان يحضر لنا من أربجي،والراحل (عمي ) السر كاسر ،والراحل (عمي) ابراهيم محي الدين الذي كان يحضر من المعيلق والراحل (عمي) بابكر نصر قادما من الكاملين،وعمي الزين علي يأتي من قريه عبدالرسول قسم التحاميد الي اجتماعات التحالف في أصعب الظروف ،وعمي الراحل الهميج وعمي الراحل عبد السلام محمد صالح الذي كان يقودنا بسيارته الي القري، والزيارات وأحيانا نقود عربة الصحفي الراحل حسن وراق وفي تلك الايام الخالدة كان الراحل عمي احمد عبد الباقي ياتي من موقف الهدي بالحصاحيصا قادما من العقدة المغاربة ،وهو يهتف عالياً عاش كفاح الطبقة العاملة وعاش كفاح المزارعين،ومعه كمال محمد النعمة، وشاعر التحالف قريب الله ياتي من قري أهلنا الحلاوين، والبطل عبد القادر ود حبوبه،ومن ضواحي طابت ياتي الراحل عمي الامين الرزيقي المثقف المزارع البسيط لكنه واسع الافق وعمي حسبو ابراهيم ربنا يديهو الصحة والعافية ياتي من الخرطوم وعندما تغوص بنا العربة في حواشات الجزيرة يذهب الي العقدة متابطاً حقيبة سفره السوداء وعمامته الناصعة البياض وعمي بله محمد الهادي ياتينا من قرية أم كوراك بعمامته الانصارية (العزبه) مثله والراحل عمي محجوب الطيب ومحمد الهادي واستاذنا عبد الرؤوف عمر (مقرر التحالف ومهندس) التحالف يرافقه أركان حربه وناطقنا الرسمي باسم التحالف عابدين برقاوي الذي ياتي باكرا من مناقزرا ويبقي الي وقت متأخر من الليل وكذلك خالد الامين قادما من معيجنة مصطفي وطوال هذه المسيرة النضالية تعلمت من أعمامي الصمت والجسارة والنضال طويل النفس وكانت خالتي علوية زوجة عمي محمد الجاك أبشمة تعد لنا العشاء المدنكل والفطور به القراصة والدمعة وملاح النعيمية الذي يحبه عمي النعمة النعيم وشخصي،وعندما تكون هنالك فعالية أو إجتماع بالخرطوم يهاتفنا وبصوته الجهور قائلاً(أنت وينك يا حسين ) وكانت بعض الاجتماعات والمؤتمرات الصحفية تعقد في مركز الايام للدراسات الثقافية أو دار الحزب الشيوعي بالخرطوم (2) أو دار حزب الامة القومي ،أو طيبه برس ، وفي فعاليات المزارعيين التي كانت تقام بطيبة الشيخ عبد الباقي برعاية كريمة من ابونا الشيخ الراحل ازرق طيبه كان المزارعيين يتوافدوا الي طيبه الحصينة أفواج أفواج باللواري والبرينسات والحافلات والعربات الخاصة التي تعتلي أعالي الترع،والكنارات وكان أبونا الشيخ أًزرق طيبه كريماً وعطوفاً وراعياً لنا يقدم لنا السلام والامان والطعام ،وعندما تم تأسيس تحالف ابناء الجزيرة والمناقل انخرط معنا زملاء وزميلات ورفاق ورفيقات في التحالف يدا بيد لحمل راية التحالف التي غطت كل الجزيرة وحواشاتها حتي وصلنا نواحي ابوقوتة،ونقول لك، وبالصوت العالي (ماشين في السكة نمد من سيرتك للجايين)

حسين سعد يكتب :وداعاً المناضل النعمة النعيم
حسين سعد يكتب :وداعاً المناضل النعمة النعيم

ماك الوليد العاق:

(عمي) النعمة حاضراً معنا الأرث الذي تركه(عبد الخالق ختاي المزالق أب قلبا حجر إلا ماعليك يا أرض الوطن يا أمو يا العزيزة ختالك ركيزة ديمة باقية ليك في الحزب الشيوعي طيري يا حمامة وغني يا حمامة بلغي اليتامي الخائفين ظلاما قولي عبد الخالق حي بالسلامة الفارس معلق ولا الموت معلق حيرنا البطل طار بحبلو حلق فج الموت وفات خلا الموت معلق في عيننا بات وسط الناس نزل ﺑﺎﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ) ونقول لك (يأعز الناس علي الوعد القديم جايين) لا نرثيك ولكنا نناضل لا نبكيك ولكنا نخلد ذكراك عطرة ، ملهمة وأبدية وسيتحدث عنها التاريخ طويلاً جيلا بعد جيل، وداعاً (عمي )النعمة فأنت ماك الوليد العاق لاخائن، ولاسراق فقد بذلت كل ما لديك وحملة الرسالة نم قرير العين فقد كان لك شرف الدفاع عن حقوق المزارعين وإنسان الجزيرة التي تحولت (حواشاتها) الي حقول للموت بسبب الحرب الكارثية ، وخرج (شيخ المشاريع الزراعية) لاول مرة منذ تأسيسه في العام 1925م خارج دائرة الإنتاج،.فألهَمتِ بصمودك رفاقك المناضلين في حركة المزارعين ، وكنتِ علامة كبيرة، وشمعة مضيئة في تاريخ سكرتارية تحالف المزارعين ومسيرته النضالية نعاهدك بأن نستمر على الطريق ونحافظ علي تحالف المزارعين، ونقول ذلك بوضوح كما قالها شاعر الشعب محجوب شريف (أشيل شيلي وأموت واقف على حيلي) ونختم(يابا مع السلامة يا سكة سلامة في الحزن المطير يا كالنخلة هامة قامة واستقامة هيبة مع البساطة أصدق ما يكون-الحلم الجماعي والعدل اجتماعي والروح السماوي،والحب الكبير)

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب صفقات علي طريق التقسيم؟! (1)

0

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب صفقات علي طريق التقسيم؟! (1)

تضيع الدولة – أي دولة – عندما يؤتمن عليها، من لا يؤمن بها نوعا وأصلا.
فالدولة الحديثة في عصرنا الحاضر تقوم علي مبدأ المواطنة، كأساس وحيد للحقوق والواجبات، من غير تمييز يخل بتوازنات هذه الحقوق والواجبات بين المكونات الداخلية للدولة، بلا زيادة ظالمة تذهب دون مبرر لحساب طرف، وبلا نقصان مجحف يغمط حق طرف آخر.
لكن في العموم، ومنذ أن ركّب الشيخ الترابي منظمته عالمية الطابع، على فرع الدولة الوطنية في السودان، نشأ هنا تناقض جوهري بين عقل الدولة التقليدي البيروقراطي، وعقل الإسلاميين الراديكالي الجامح، الذي تقحم كافة قلاع هذه الدولة العتيدة، دون أن يدرك الشيخ ولا تلامذته، أنهم فاقدون بالفعل لخاصية وشفرة الإتصال بجهاز الدولة الكلاسيكي الموروث، الذي لم تتمكن شاشة العقل الإخواني، الإستحوازي، التمكيني، المندفع باديء ذي بدء، من قراءة عناصره ومكوناته الدقيقة، المثبته على أقراص تلبي فقط المطلوبات والشروط التكوينية لدولة إنبني بيتها ونظامها، علي قواعد المواطنة وموجباتها فحسب.
ومنذ ذلك التاريخ، تاريخ إختطاف “الجبهة القومية الإسلامية” للدولة بشقيها المدني والعسكري، نشأ ذلك التناقض الفاضح الذي عبر عنه سؤال الراحل الطيب صالح: “لماذا يحبونه، وكأنهم يكرهونه، ويعملون على إعماره وكأنهم مسخّرون لخرابه؟”.
فالحركة الإسلامية شأنها شأن سائر حركات الإسلام السياسي في العالم، تتملكها شهوة عارمة لتغيير هذا العالم برمته، علي نسق منظورها الذي تريد، أو بالعدم تدميره بأيد من حديد.
بل أن هذا هو ما يفسر لماذا يكره الحركيون الإسلاميون نوع هذه الأوطان التي تستحق عندهم العقاب أحيانا، لو أنها تمردت أو ثارت علي مبدأ خدمة أهدافهم المقدسة، تلك الأهداف التي ليس من بين أولوياتها، واجب الحفاظ علي تلك الأقطار والذود عنها، حماية لترابها الوطني، أو تلبية لرغبات أهلها في الحصول علي كل ما يصون كرامتهم الإنسانية، ويحقق لهم غاية العيش الكريم، بحرية، وسلام، وعدالة.
وبالمقابل يحب هؤلاء الإخوانيون أوطاناً تذعن تحت أيديهم، لا ترفض أو تقاوم فهمهم الإخواني البائس للدين، أوطانا تصلح لأداء دور المنصات، تقوم فقط بمهام الرافعات، التي تهيء لهذه الجماعة وفكرتها قواعد الإنطلاق نحو أهدافها المناقضة لمصالح هذه الأوطان بالضرورة، إذ هي في الحقيقة أهداف عالية الكلفة والثمن، ينبغي أن تدفع فاتورتها الباهظة بالكامل، شعوب هذه الأوطان برضاء تام إدراكا لعظم وقداسة المهمة التي تقوم بها هذه الجماعة، دون إبداء مظاهر رفض أو حتي تبرم.
وبطبيعة الحال، فإن نوع هذه الأهداف الغامضة، تظل أهدافا سرمدية لا نهائية، لا تعرف حدودا قاطعة ولا نهايات واضحة تقف عندها.
بيد أن المؤكد هو أنها تنطلق نحو غاياتها المبهمة تلك، من ذات نقطة عدم الإعتراف بمبررات وجود هذه الأقطار والأوطان نفسها، التي تسخرها في الواقع لعكس الأغراض التي نشأت لأجلها ككيانات، بل ربما لتقويض ونقض الأسس التي أوجدتها علي الأرض كدول، وقامت عليها في النهاية كأوطان.
-ونواصل-

بالفيديو :احتجاجات امام بنك السودان المركزي ببورتسودان علي انتهاء مهلة استبدال العملة 

بالفيديو :احتجاجات امام بنك السودان المركزي ببورتسودان علي انتهاء مهلة استبدال العملة 

بورتسودان:السودانية نيوز

احتج عدد من المواطنين بمدينة بورتسودان صباح اليوم امام بنك السودان المركزي ببورتسودان علي انتهاء مهلة استبدال العملة وتعثر صرف المرتبات

وقام المحتجون بإغلاق امانة حكومة ولاية البحر الأحمر ، وطالبوا بتمديد الفترة ، وردد المحتجون وهم يحملون النقود في أيديهم قائلين(نوديها وين بعد انتهاء المهلة ) ويعيش السودان ازمة منذ اندلاع الحرب وهروب الحكومة الي بورتسودان وتتخذ قرارات دون مراعاة لمعاناة الشعب السوداني ،

وحيث اعلن بنك السودان المركزي، امس م الاثنين هو اليوم الأخير لاستبدال العملة في ولايات البحر الأحمر، كسلا، القضارف، نهر النيل، الشمالية، النيل الأزرق والنيل الأبيض.

وحث البنك، جميع المواطنين بالولايات المذكورة، الحرص على إيداع أموالهم من فئتي الألف والخمسمائة جنيه المستبدلة بالمصارف قبل نهاية الفترة المحددة..

حيدر المكاشفي يكتب: سياسات تكريس تقسيم البلاد

0

حيدر المكاشفي يكتب: سياسات تكريس تقسيم البلاد

كان أحد أقربائي عند بداية الحرب (بلبوسيا) على السكين، وعبثا كنت أحاول اقناعه بأن لا خير يرجى من الحرب بل هو الدمار والخراب والخير كل الخير في ايقافها، وظل قريبي هذا على (بلبسته) على مدى نحو ستة أشهر، كانت خلالها داره الفخيمة بضاحية شرق النيل قائمة لم يطالها أي أذى لم يمسسها سؤ ولم يخسر شيئا من أملاكه، ورغم أني كنت أنبهه بأن داره وأملاكه لن تسلم من الخراب وسيطالها الدمار و(الشفشفة) يوما ما طالما استمرت هذه الحرب، ولكن رغم تحذيري له ظل على ضلال (بلبسته)، الى أن جاء ذلك اليوم الذي هجمت فيه المليشيا والشفشافة على داره ولم تبق فيها (نفاخ النار)، وتم الناقصة طيران الجيش الذي أخطأ تمركزات المليشيا ودمر جزءا كبيرا من الدار وأحالها الى رماد، ومن يومها (عرف صاحبنا أن الله حق وأن الحرب لعنة) وتخلى صاحبنا عن البلبسة وأصبح من أكبر لاعني الحرب والمطالبين بايقافها، وتلك هي حكاية جحا التي تنطبق على كل البلابسة المغيبين المخمومين من قطيع (السواقة بالخلاء)، فعندما قيل لجحا حسب الرواية وهو بعيد عن بيته لقد شبت النارفي قريتك يا جحا، وعليك أن تعود لتساعد الناس على إطفائها. قال جحا بيني وبين ناسها خلاف قديم، لا شأن لي بهم. المهم أن الحي الذي أسكنه في أمان. ثم جاء من يقول له النار وصلت إلى حيّك يا جحا، فأجاب لست معنيًّا به، حي بائس ومُتخلِّف، المهم بيتي. وفي الطريق أخبره أحدهم أن النار امتدت الآن إلى بيتك. لم يتردّد جحا كثيرا، فقال لمُخاطبه بيت متهالك، ليس خسارة. المهم رأسي وما عداه لا يعنيني. لكن ما سكتت عنه الحكاية، هو أنه عندما جاء من يقول لجحا إن النار شبت في رأسك، كان كل شيء قد انتهى..

منذ الأيام الأولى للحرب، كان واضحا لكل ذي بصر وبصيرة فيما عدا مشعلي الحرب من الكيزان وفلولهم والمستفيدين من نظامهم وقيادات الجيش المختطف، أن تطاول أمد هذه الحرب سيؤدي لنتائج كارثية مهلكة على البلاد والعباد، وأن كل يوم يمر على الحرب يعني المزيد من الخراب والدمار والضحايا وتوسع رقعة الحرب وجغرافيتها، وهذا ما حدث بالفعل الى أن وصلت الكارثة الان الى ما يهدد وحدة البلاد وينذر بتقسيمها و تفتيت كيانها الحالي..فبعد مرور أكثر من عشرين شهراً أضحى خطر تفكيك البلاد وتقسيمها ماثلاً، تجسده مجموعة من سياسات حكومة بورتسودان، وتغذيه جملة من الممارسات يأتي على رأسها خطاب الكراهية الجهوي والعنصري الذي أحدث زلزلة في النسيج الإجتماعي بما يهدد الوجدان الوطني والتماسك المجتمعي والسلام الاجتماعي بالتدابر والتباغض والتباعد والانقسام، وعززت هذا الخطر الماحق وجعلته واقعا معاشا، ما اتخذته سلطة بورتسودان من سياسات مقصودة، تمثلت في قرار تغيير العملة الذي فرض على الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش التعامل بعملة مختلفة عن تلك التي يتم تداولها في مناطق سيطرة الدعم السريع. وكذلك كان قرار إجراء إمتحانات الشهادة السودانية في الولايات التي يسيطر عليها الجيش وعدم قيامها في الولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع، اضافة الى عدم إستطاعة قطاعات واسعة من الشعب السوداني إستخراج الأوراق الثبوتية، بل وحرمان البعض منها لأسباب سياسية وجهوية، وقد أدت هذه السياسات الممنهجة والمتعمدة الى تكريس الانقسام القائم أصلا بسبب الحرب التي تقاسم فيها طرفيها السيطرة على أجزاء البلاد، فقد قسمت الحرب السودان إلى جزئين، جزء في غرب السودان في دارفور وكردفان والجزيرة وسنار وهي تحت سيطرة ونفوذ قوات الدعم السريع التي تسعى الان بخيلها ورجلها للسيطرة على الفاشر، لتبسط نفوذها بالكامل على اقليم دارفور الذي يساوي مساحة دولة فرنسا وتنفرد به ملكية خالصة لها، وجزء آخر في شرق السودان في كسلا والقضارف والبحر الأحمر، وشمال السودان في نهر النيل والشمالية تحت سيطرة ونفوذ الجيش، في تجسيد عملي على الارض لما يسمى دولة النهر والبحر أو قل النسخة المحدثة والمطورة لما يعرف بمثلث حمدي، وأصبحت المناطق تحت سيطرة الدعم السريع تتبع لها بالكامل عسكرياً وإدارياً، وشكلت فيها مجالس للحكم خاصة بها دون أي وجود للحكومة فيها، وقد مثلت هذه الخطوات البداية الفعلية لتقسيم البلاد، وللأسف تسعى بعض القوى السياسية والحركات المسلحة المحسوبة على تنسيقية القوى القوى المدنية والديمقراطية (تقدم) بزيادة الطين بلة لتكريس واقع التقسيم، بعزمها على انشاء حكومة موازية، ولا تتقاسم قوات الدعم السريع والجيش السوداني المناطق في السودان لوحدهما، فهناك فصائل مسلحة تشاركهما السيطرة والنفوذ، فهناك الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها عبد العزيز الحلو، وتسيطر على مناطق واسعة في ولاية جنوب كردفان، بل إنها تمددت خلال فترة الحرب الحالية، وتمكنت من زيادة رقعة سيطرتها الجغرافية في ظل انشغال الجيش بالقتال مع قوات الدعم السريع، وايضاً تسيطر حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور على عدد من المناطق في إقليم دارفور.

ولو استمر هذا الحال مع استمرار الحرب ربما يؤدي لانقسام السودان ليس فقط لدولتين بل عدة دويلات وربما لمشيخات وسلطنات، فبلادنا تعاني أساسا من هشاشة بائنة في وحدتها الوطنية ولحمتها القومية، ولا أجدني مبالغا اذا قلت أننا من نسمي أنفسنا سودانيين ونعيش على هذه الأرض المسماة السودان، مازلنا أمة تحت التكوين ووطن تحت التأسيس ودولة لم تتأسس بعد على أسس الدولة الحديثة، وينتظرنا الكثير على هذا المسار الشاق، ولكن للأسف بدلا من ان تتجه العزائم لانجاز هذا الهدف الكبير، اذا بالبرهان وكيزانه وفلولهم يزيدونها ضعفا وتمزقا باعادتها الى تقسيمات المستعمر، الذي قسم البلاد على نهج (فرق تسد) الى ديار للقبائل حتى تسهل له السيطرة على كل قبيلة على حدة، فكانت هناك دار داجو، دارتنجر، دار ميدوب، دار زغاوة، دار كبابيش، دار حمر، دار مسيرية، دار برتي، داربرقد، دار مساليت، الخ الخ، ومثل هذا التقسيم الاستعماري الذي سارت على نهجه (الانقاذ) المدحورة، وتقتفي أثره الآن شلة بورتسودان يهزم تماما مفهوم الدولة الوطنية الحديثة التي عرفها العالم وترسخت خلال القرون الأخيرة، وهو مفهوم يقوم على فكرة أن الدولة كيان ضروري لحياة البشر، وأنها تبنى على أساس فكرة جوهرية هي أن الدولة لكل مواطنيها دون تمييز بينهم على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو المستوى الاجتماعي أو المذهب أو أي تباين في أي من الصفات الاجتماعية والسياسية والثقافية، وبلادنا وفقا لهذا المفهوم العصري الحديث، ملك لكل السودانيين، وكل جزء فيها متاح لإقامة وعمل وتملك أي سوداني وسودانية دون تمييز بسبب القبيلة أو العرق أو النوع أو الدين..ان حاجة بلادنا الضرورية والملحة اليوم، هي لتكوين الأمة الواحدة وتأسيس الوطن الواحد وبناء الدولة الحديثة، وأن تتوحد كل الجهود وينصرف الكل بالكلية لاداء هذا الواجب المقدس، الذي يحتاج الى تضافر الجميع وتناغمهم بلا أي نشاز ودون أن يشذ أحد، وهل مثل هذه الغاية الكبرى ستكون موضع خلاف وتنازع، ومن هذا الذي سيجادل ويصارع في أمر بناء وطن متماسك وتأسيس دولة قوية ناهضة وفتية..المؤكد ان لا احد يغالط في هذا الواجب المقدس ولا يتخلف عنه الا متخلف والبرهان والكيزان وشلتهم في بورتسودان الذين يعملون الان عامدين على اعادة البلاد الى عهود المشيخات والسلطنات..