الخميس, سبتمبر 11, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 27

وفاة معتقل داخل سجون الجيش ومصدر يكشف تجاوزات مروعة داخل السجون

وفاة معتقل داخل سجون الجيش ومصدر يكشف تجاوزات مروعة داخل السجون

الخرطوم – الهدف
توفي الشاب راجي عبد الله داخل سجون الجيش بعد احتجازه منذ دخول القوات إلى منطقة دار السلام بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع، في وقت لم يتم فيه تقديمه لأي محاكمة أو إعلان أسباب رسمية لوفاته.
وبحسب مصادر مقربة، فإن أسرة الفقيد لم تعلم بوفاته إلا بالصدفة، حينما كانت والدته تزور شقيقه الأكبر المعتقل بسجن سوبا، حيث أُبلغت أن ابنها راجي توفي منذ شهر يونيو الماضي، دون تسليم الجثمان أو توضيح ملابسات الوفاة.
وتشير شهادات من محيط الفقيد إلى أنه لم يغادر منطقة دار السلام طوال فترة الحرب، وكان معروفاً بثباته ووقوفه إلى جانب جيرانه في لحظات الفزع، كما أشرف على “سبيل الشهيد عبد الجليل المهدي”.
ناشطون اعتبروا أن الحادثة تكشف حجم التجاوزات والانتهاكات التي ارتكبتها بعض الجهات المساندة للجيش، من اعتقالات تعسفية وتعذيب وإخفاء قسري، في ظل غياب المحاكمات والإجراءات القانونية العادلة.
وطالبوا قيادة الجيش بحسم هذه الفوضى والكشف عن مصير المعتقلين في مناطق المايقوما وغيرها، وضمان حقوق المحتجزين وفق ما يمليه الشرع والقانون والمواثيق الإنسانية.

قوات الدعم السريع تعلن القضاء على لواء النخبة التابع للحركة الإسلامية الإرهابية

قوات الدعم السريع تعلن القضاء على لواء النخبة التابع للحركة الإسلامية الإرهابية

متابعات:السودانية نيوز
أعلنت قوات الدعم السريع عن تمكنها من القضاء الكامل على ما يُسمى بـ”لواء النخبة”، أحد أبرز أذرع الحركة الإسلامية الإرهابية. و أكدت أن هذا الإنجاز البطولي يمثل فصلًا حاسمًا من فصول المواجهة مع قوى الظلام والتطرف.

وقالت في بيان (في ملحمة بطولية جديدة، سطّرت قواتنا فصلًا حاسماً من فصول المواجهة مع قوى الظلام والتطرف، حيث تمكنت اليوم الأربعاء، من القضاء الكامل على ما يُسمى بـ”لواء النخبة” — أحد أبرز أذرع الحركة الإسلامية الإرهابية — والذي يضم فلول ميليشيات كتائب البراء الداعشية، والبرق الخاطف، وغيرها من التنظيمات المتخفية تحت واجهات زائفة.

لقد سحقت قواتنا هذا المتحرك الإجرامي، وكبّدت الإرهابيين خسائر فادحة، انتهت بمقتل المئات من عناصر الإرهابيين، وعلى رأسهم أخطر قادة الكتائب الداعشية.

ويفضح هذا الإنجاز البطولي زيف الادعاءات التي يروّج لها السفاح عبد الفتاح البرهان حول محاربة الإسلاميين، في حين تؤكد الوقائع أنه القائد الفعلي للحركة الإسلامية داخل المؤسسة العسكرية، وراعي مشروعها التخريبي.

نؤكد للشعب السوداني الصابر أن أشاوس قواتنا ماضون بكل عزم في معركتهم الحاسمة لتطهير البلاد من فلول الدواعش، وكتائب الإرهاب، والتطرف، ولن تنطلي علينا مسرحياتهم وخدعهم المفضوحة ،و نعلن بثقة كاملة أن معاقلهم ستُدك حتماً، وسقوط مشروعهم بات وشيكًا بدليل لجوئهم إلى تجنيد الأطفال قسرياً والزج بهم في أتون المعارك مثلما ظهر في بعض الفيديوهات في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني.

وإذ تواصل قواتنا التقدم بثبات، فإننا نُبشر أبناء شعبنا بأن فجر الدولة الجديدة قد اقترب — دولة تُبنى على أسس الحرية والعدالة والمساواة، لا مكان فيها للاستبداد ولا للإرهاب، بل للعزة والحق وسيادة القانون.

البطون الخاوية في فاشر السلطان : الامباز من طعام للمواشي إلى طعام البشر … الفاشر تتلوى من الجوع !!

البطون الخاوية في فاشر السلطان : الامباز من طعام للمواشي إلى طعام البشر … الفاشر تتلوى من الجوع !!

تقرير: حسين سعد
في مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، تتكشّف مأساة صامتة، لا تطرق أبواب الشاشات، كما تفعل أصوات المدافع، مأساة الجوع التي تزحف على بطون الأطفال، وأجساد النساء، والشيوخ، بلا ضجيج ولا عنف، لكنها تفتك بكرامة الإنسان وأحلامه في الحياة، هناك، حيث كانت المائدة الدارفورية تزدهر بالتنوع والبهارات والعطاء، صارت الموائد خاوية، وأصبح (الأمباز) بقايا عصر الفول السوداني التي كانت تُرمى من قبل – أصبحت الوجبة الوحيدة في بيوت كثيرة… في فاشر السلطان، لا تُقاس المعاناة بعدد القتلى فقط، بل بعدد الأمهات اللواتي يُرضعن أطفالهن، وهُن جائعات، وبعدد الوجبات التي لم تُطبخ، وبعدد الأمعاء الخاوية، التي تعوّدت على الصمت، فالحرب المستعرة، جعلت من الغذاء ترفاً لا يملكه إلّا من نجا من الحصار والقصف، ونهب المخازن… الأسواق إنهارت، سلاسل الإمداد انقطعت، والمزارع أصبحت ميادين قتال، وفي ظل هذا الخراب، خرج الناس يبحثون عن ما يُبقيهم على قيد الحياة، فوجدوا في (الأمباز) تلك المُخلّفات التي لا تُؤكل عادة – طوق نجاة مؤقت، لا يسد الرمق، لكنه يؤخر الموت…

نساء الفاشر يصنعن العجائن من (الأمباز) ويخلطنه بالماء، ليُطعمن أطفالاً لا يعرفون طعم الحليب، رجال يطحنون القِشِر، ويجففون المخلفات ليطهوها على نار الأمل، أطفال يفتشون في المزابل عن ما يصلح للأكل، بينما العالم يكتفي بالصمت أو البيانات الباردة … الحديث هنا ليس عن مجاعة قادمة، بل عن جوع حاضر، ينهش الأجساد في صمت ويهدد بكارثة إنسانية وشيكة، فاشر (أبو زكريا) اليوم تمشي على حافة الهاوية، وأهلها يصارعون من أجل البقاء، بلا دواء، بلا ماء، بلا غذاء، إلّا ما تجود به مخلفات الطعام.

هذا التقرير الصحفي، يأخذكم إلى قلب المعاناة، حيث تُروى القصص على نار الصبر، وتُكتب المأساة بدموع الجياع، علّ من يسمع يُدرك، أن الصمت جريمة، وأن الجوع حرب لا تقل بشاعة عن الرصاص… في أزقة الفاشر، وأحيائها الشعبية، تغيّر شكل الحياة، وانقلبت أولويات الناس من البحث عن الأمن أو العلاج، إلى رحلة يومية مرهقة في سبيل لقمة تسدّ الجوع، الجوع لم يعد مجرد حالة طارئة، بل تحوّل إلى واقع دائم، يفرض شروطه القاسية على الجميع، حتى أولئك الذين كانوا يملكون يوماً قوت يومهم، أصبحوا بدون“ !.

صمت العالم يقتل الفاشر جوعاً

الأسواق بالفاشر التي كانت تعجّ بالخضروات، واللحوم، والبضائع، من كل مكان، تحوّلت إلى هياكل خاوية، لا صوت فيها سوى، لباعة يحاولون بيع ما تبقى من بقايا الغذاء، بأسعار لا تطالها أيدي الفقراء … التجار غادروا، المخازن نُهبت، الطرق قُطعت، والسلع الأساسية أصبحت حلماً بعيد المنال، أما المنظمات الإنسانية، فوجودها شحيح، وحركتها محدودة، بسبب انعدام الأمن، والتضييق، وعدم القدرة على الوصول. في ظل هذه الظروف، ظهرت أنماط جديدة من التضامن الشعبي، لكن الجوع أقوى من الإحسان، الناس يتقاسمون القليل الذي يملكونه، لكن، الكارثة أكبر من قدرتهم على المواجهة، حتى المنظومات الصحية أصبحت عاجزة عن التعامل مع حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، التي تتزايد بشكل مرعب، الوجوه باتت شاحبة، والأجساد نحيلة، والعيون تروي الحكاية قبل اللسان، ورغم كل هذا، لا تزال الدولة غائبة، والعالم يكتفي بالمراقبة، لا خطط عاجلة، لا جسر إغاثي فاعل وشافي وكافي، ولا ضغط حقيقي لإيصال المساعدات أو وقف الحرب التي حوّلت الغذاء إلى سلاح ضد المواطنين، وفي هذا المشهد الكارثي، تتعالى صرخات الأمهات، في الفاشر، الجوع ليس مجازاً، بل حقيقة تُعاش بكل تفاصيلها المؤلمة، و(الأمباز) ليس مجرد طعام الطوارئ، بل رمز لانهيار كل شيء: الاقتصاد، الأخلاق، والضمير الإنساني. هي محاولة لرصد أوجاع وآلام وأحزان الناس عن قرب، ووضعها أمام العالم، عسى أن تُسمع النداءات ويُكسر الحصار الصامت قبل فوات الأوان.

الأمباز شاهد على الإنهيار

يقول مواطنون في حديثهم مع (سودانس ريبورترس) إن أسعار المواد الإستهلاكية، ارتفعت بنسبة كبيرة، وسط إختفاء شبه تام لبعض السلع من الأسواق، وأرجع بعض التجار في الفاشر إرتفاع الأسعار وشح الحصول علي السلع الإستهلاكية، إلى صعوبات الوصول إلى المدينة، بسبب الحصار المفروض على الطرق البرية، وتعطل الإمدادات من الولايات الأخرى، بالإضافة إلى شح السيولة، وغياب الرقابة الحكومية، وأضافوا: نضطر لشراء السلع من مناطق بعيدة بأسعار مضاعفة، وبتكلفة نقل مرتفعة جداً، ممّا ينعكس على أسعار البيع للمواطنين، وفي ظل إستمرار الأزمة، تُعاني شريحة واسعة من السكان، خاصة الأسر النازحة والفقيرة، من انعدام الأمن الغذائي، ونقص الخدمات الصحية، في وقتٍ يشهد فيه الوضع الإنساني في دارفور تدهوراً خطيراً.

من جهته قال المدافع الحقوقي، والباحث بالمركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام، الأستاذ محمد بدوي، في حديثه مع (سودانس ريبورترس) إن سعر كورة الدخن بلغ (81) ألف جنيه نقداً، ومبلغ (140) ألف جنيه عبر تطبيق بنكك، والسكر (45) ألف جنيه نقداً، ومبلغ (90) ألف جنيه للكيلو عبر بنكك، بينما بلغ سعر ملح الطعام للكيلو (18) ألف جنيه نقداً، ومبلغ (315) ألف جنيه عبر بنكك، والدقيق مبلغ (80) ألف جنيه نقداً ومبلغ (120) ألف جنيه عبر بنكك،… ورداً علي سؤال (سودانس ريبورترس) بشأن هذه الإسعار مقرونة مع الندرة، ومقرؤة مع سؤال أخر، حول كم عدد المدنيين بالفاشر، ووضعهم الصحي والإقتصادي ؟. أجاب بدوي الإحصائيات غير الرسمية، والتي تعبر عن الواقع لاتسافها مع حركة وجود المدنيين، تقدر بنحو (740) الف مدني، هؤلاء، يمثلون السواد المنهك صحياً، واقتصادياً، فلا يمتلكون موارد للخروج من المدينة، لأنّه مكلف، ولسبب أخر، بينهم كبار سن وغيرهم، والسبب الثاني الإنهاك الاقتصادي، لا يمكنهم من الحصول على الموارد الكافية للحصول على الطعام، رغم ندرة السلع، وأضاف بدوي: خلال هذه الحرب حالة الفاشر ظلت محل مناورات وتكتيكات من كل أطراف الحرب، وهاهم المدنيين يدفعون الثمن، لأنّ الوضع – الآن – يتطلب إيصال الطعام والغذاء العاجل بالطرق المجربة في تاريخ إيصال المساعدات الانسانية للحالات المشابهة، ولعل الفاشر حالة وصلت وفقاً للقانون الدولي، بما يلزم المجتمع الدولى التدخل دون إنتظار موافقة الأطراف… وزاد محمد بدوي: الاستهتار بالمدنيين وسلامتهم وحياتهم بلغ مرحلة مصادرة الحق في الحياة، عبر شبح الموت جوعاً، وعلينا أن لا ننسي أنّ الواقع يشير وفقاً للتقارير الحقوقية الموثوقة إلى موت طفلين كل يوم جوعاً… على المنظمات السعي الجاد لفتح ممر آمن لدخول المساعدات، أو اللجوء من قبل المجتمع الدولي بما يشمل منظماته الأممية وغيرها، بإسقاط الطعام والدواء، وعلى المقاتلين داخل الفاشر، الالتزام بعدم التعرض لها، وتركها تصل للمدنيين المتضريين.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد قال أن العائلات العالقة في الفاشر المحاصرة، تواجه خطر الموت جوعاً، فالمدينة معزولة عن وصول المساعدات الإنسانية، مما يترك السكان المتبقين دون خيار سوى الاعتماد على ما تبقى لديهم من إمدادات محدودة، من أجل البقاء على قيد الحياة… وقال البرنامج في بيان صحفي، لم يتمكن البرنامج من إيصال المساعدات الغذائية إلى الفاشر برّاً على مدار أكثر من عام، فجميع الطرق المؤدية إلى المدينة مقطوعة.

 قوات الدعم السريع يسحقون متحرك جيش الحركة الاسلامية ويستولون على عتاد حربي ضخم

 قوات الدعم السريع يسحقون متحرك جيش الحركة الاسلامية ويستولون على عتاد حربي ضخم

متابعات:السودانية نيوز

  قال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع ، ان أشاوس قوات الدعم السريع، حقق اليوم (الأربعاء) انتصاراً كاسحاً، على دواعش جيش الحركة الإسلامية الإرهابية بالقرب من منطقة “أبو قعود” غربي مدينة الأبيض، وأسفرت المعارك الضارية عن القضاء تماماً على متحرك لجيش الحركة الإسلامية ومليشياته الإرهابية.

واضاف الناطق الرسمي (طاردت قواتنا الفلول المنهزمة لجيش الإرهابيين حتى تخوم مدينة الأبيض، وألحقت بهم خسائر كبيرة في الأرواح بلغت أكثر من 220 قتيل وتدمير 13 مركبة واستلام أكثر من 90 مركبة قتالية بكامل عتادها من بينها مصفحات، إضافةً إلى الاستيلاء على كميات من الأسلحة المتنوعة من بينها مدافع (23) وراجمات (107) ومدافع 14 ونصف ومدافع ثنائي ورباعي وكميات ضخمة من الذخائر .

وقدّم الأشاوس درساً في البسالة والإقدام، وأجبروا العدو على الفرار مخلِفاً معداته وجثث قتلاه.

نؤكد للرأي العام أن قواتنا تمضي بثبات وثقة، في إطار معركة التحرير الشاملة التي تهدف إلى اجتثاث بقايا التنظيمات الإرهابية المسلحة، وإنهاء هيمنة عصابة الحركة الإسلامية على الشعب السوداني.

المرضى النفسيون بين مطرقة الحرب وسندان الإهمال؟ من يسمع صرخة النفوس المقهورة؟

المرضى النفسيون بين مطرقة الحرب وسندان الإهمال؟ من يسمع صرخة النفوس المقهورة؟

المرضى النفسيون بين الحرب والإهمال؟

تقرير:حسين سعد

بينما تتساقط القذائف على المدن، وتُجبر الأسر على الفرار من منازلها، هناك معاناة أخرى أكثر صمتاً، وأكثر عزلة، وأكثر تجاهلاً، إنها معاناة من يعيشون في صراع داخلي لا يقل عن قسوة عن الحرب الخارجية. المرضى النفسيون في السودان، أولئك الذين اختفوا خلف ستائر النسيان خوف الوصمة المجتمعية، وجدران المؤسسات المنهارة، بعد أن دمرت الحرب ما تبقى من رعاية صحية هشة، كانت بالكاد تكفي في أوقات السلم..

طالت الحرب في السودان كل مناحي الحياة، لكنها، تركت أثراً مدمّراً مضاعفاً على من يعانون من إضطرابات نفسية، حيث توقفت خدمات الصحة النفسية في العديد من المناطق، وأغلقت مستشفيات، وفرّ الأطباء، وإنقطعت الإمدادات الدوائية الأساسية، في المقابل، تفاقمت حدة الأعراض لدى المرضى، وازدادت حالات الانتحار والعنف والإهمال الأسري، بينما يُترك الكثيرون يواجهون مصيرهم – لوحدهم – في شوارع المدن أو أطراف مخيمات النزوح.

أصوات تحت أنقاض الحرب

تتداخل في هذه المأساة عوامل متعددة، منها الحرب، الفقر، النزوح، والوصمة المرتبطة بالصحة النفسية، لكن الأكثر قسوة، هو الغياب شبه الكامل لصوت يدافع عن حقوق هؤلاء المرضى، الذين يُفترض أنهم جزء من منظومة حقوق الإنسان، فبحسب المواثيق الدولية، لكل إنسان الحق في الصحة، بما في ذلك الصحة النفسية، والحق في الحصول على العلاج والرعاية الكريمة، بغض النظر عن موقعه أو وضعه الاجتماعي.

غير أن الواقع في السودان يُبرز فجوة فادحة بين تلك المبادئ، وبين ما يُمارس فعلياً على الأرض.. في مدن وقري السودان، ظهرت حالات كثيرة لمرضى نفسيين تائهين، بعضهم كانوا نازحين، وآخرون من نزلاء مستشفيات الخرطوم، تُركوا بلا دعم نفسي، ولا مُهدِّئات، ولا إشراف طبي، يعيشون في ظروف قاسية، عرضة للعنف، والانتهاك، والإهمال… هذه المشاهد تتكرر يومياً، حيث يتعامل المجتمع مع المرضى النفسيين إما بالخوف، أو بالضرب، أو بالتجاهل التام، بينما تغيب الدولة تماماً عن المشهد.

قبل الحرب، كان قطاع الصحة النفسية يعاني من ضعف التمويل، وندرة الكوادر المتخصصة، وتضاؤل المراكز النفسية، أما اليوم، فإن المشهد كارثي، إنعدام شبه كامل للأدوية النفسية في الصيدليات، وإرتفاع أسعارها بشكل يفوق قدرة الأسر، هجرة الأطباء النفسيين خارج البلاد، غياب برامج المتابعة المجتمعية للمرضى خارج المستشفيات، تزايد حالات الإنتحار، والإكتئاب الحاد دون إحصاءات رسمية، بسبب تعطل نظام الرعاية الصحية، ووجود وصمة إجتماعية قوية تجاه المرضي النفسيين، وإغلاق العديد من المستفيات والمراكز، وتحوُّل بعضها لثكنات عسكرية.

المرضى النفسيون بين مطرقة الحرب وسندان الإهمال؟ من يسمع صرخة النفوس المقهورة؟
المرضى النفسيون بين مطرقة الحرب وسندان الإهمال؟ من يسمع صرخة النفوس المقهورة؟

وضع مأساوي

تعيش الصحة النفسية في السودان أزمة متفاقمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث أدت الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة إلى معاناة واسعة النطاق بين السكان من إضطرابات نفسية، في وقت تواجه فيه البلاد نقصاً حادّاً في الكوادر الصحية المتخصصة في هذا المجال… وبحسب تقارير من منظمات إنسانية دولية ومحلية، فإن ملايين السودانيين يعانون من آثار الصدمة النفسية، نتيجة فرض واقع النزوح القسري، وفقدان الأحبة، وتدمير المنازل، وإنعدام الاستقرار، وسط بيئة تفتقر إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك، الدعم النفسي والاجتماعي…

ويشير أطباء ومختصون إلى أن أكثر الفئات تضرراً هم الأطفال والنساء، حيث إزدادت حالات الإكتئاب، والقلق وإضطراب ما بعد الصدمة في ظل غياب خدمات الرعاية النفسية الأولية .. ويُقدَّر عدد الأطباء النفسيين العاملين حالياً في السودان، ببضع عشرات فقط، معظمهم متمركزون في العاصمة، وبعض المدن الكبرى، بينما يعيش ملايين النازحين في مناطق نائية، أو في معسكرات مكتظة، دون أي نوع من الدعم النفسي. وتفاقمت المشكلة بعد مغادرة عدد من الكوادر الطبية البلاد هرباً من الحرب، أو نتيجة لانهيار النظام الصحي.

يقول أستاذ علم النفس بجامعة بحري عبد الله شوالي: الوضع مأساوي، لا توجد إمكانيات ولا أدوية ولا حتي بيئة آمنة، نحاول أن نقدم ما نستطيع، لكن، الأعداد أكبر من قدرتنا بكثير… وأوضح شوالي في حديثه مع (سودانس ريبورترس) أن عدد الاستشاريين وإختصاصيي الطب النفسي، قبل الحرب كانوا حوالي (23) أغلبهم يعمل في الخرطوم، بمعدل طبيب لكل مائة ألف مواطن، وأشار، إلى وجود مستشفيات تعمل في الطب النفسي، مثل التجاني الماحي، وطه بعشر، والإدريسي، وعدد من المستفيات بالولايات، ولفت إلى عدم تضمين العلاج النفسي في التأمين الصحي، إلّا في فترة “الحكومة الانتقالية”، وذلك، بعد ضغوط من قِبل تجمع المهنيين النفسيين، وفسّر شوالي هجرة الكوادر النفسية، لعدم الإهتمام الحكومي بالصحة النفسية، وضعف المرتبات، وإفتقار بيئة العمل للدعم المطلوب.

وقال عبد الله الشوالي الحرب فاقمت من نسبة وأعداد المرضي النفسيين، وشدّد شوالي، علي ضرورة دعم الصحة النفسية، وتوفير المرتبات المجزية، وتوفير التدريب المواكب، لافتاً إلى وجود نقص حاد في الصحة النفسية، وليس هنالك مراكز متخصصة، والمعلومات القليلة هي جهد لإفراد، وأوضح أن السودان يفتقر للقوانيين، التي تُلزم المؤسسات بنشر دراسات ذات صلة بالصحة النفسية، ولفت الي وجود تحدِّيات تُعرقل عمل الكوادر النفسية، مثل ضعف التمويل، وتوفير الأمن والسلامة، وصعوبة الحركة، والاتصالات، وقال إن إهمال هذا الجانب، ستكون له عواقب وخيمة، على المدى الطويل، خاصة، لدى جيل كامل من الأطفال والشباب، الذين نشأوا في أجواء العنف والدمار… وطالب عبد الله بفتح مراكز رعاية نفسية، في مناطق النزوح، واللجوء، تحت إشراف منظمات طبية موثوقة، وتوفير العلاج النفسي مجاناً، وتدريب كوادر الدعم النفسي.

المواثيق الدولية

وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، “لكل إنسان الحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة العقلية والجسدية”، وما يحدث للمرضى النفسيين في السودان، يُعد انتهاكاً واضحاً لهذه الحقوق، وهي غياب العلاج، والإهمال الممنهج، والتعرض للوصمة، والانتهاك، وغياب أي خطط حماية، أو دمج في الإغاثة الإنسانية.

من يسمع صمتهم؟

في زمن الحرب، يموت الناس بأنواع مختلفة من الأسلحة، لكن المرضى النفسيين يموتون بصمت، وببطء يموتون بنقص الدواء، بإغلاق المستشفيات، بخوف المجتمع، وبصمت الدولة .. هؤلاء لا يصرخون، لكن، معاناتهم تصرخ في وجه العالم: أين حقي في العلاج ؟ أين حقي في الكرامة ؟من يعيد إليّ عقلي الذي يتوه أكثر كل يوم في بلدٍ أنهكته البنادق، لا يجوز أن يضيع الضعفاء أيضاً في زحام النسيان.

منظمة الأمل والملاذ ومناصرة ضحايا دارفور توزع سلال غذائية للنازحين في طويلة

منظمة الأمل والملاذ ومناصرة ضحايا دارفور توزع سلال غذائية للنازحين في طويلة

طويلة- السودانية نيوز

في إطار الاستجابة الإنسانية العاجلة، نفذت المنظمتان عملية توزيع سلال غذائية بمعسكر دبة نايرة الجديدة بمحلية طويلة، للنازحين الفارين من مدينة الفاشر ومعسكراتها (أبوشوك، أبوجا، وزمزم).

استهدفت المبادرة 150 أسرة نازحة من الفئات الأكثر ضعفًا، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن. وقد جرى التوزيع بمقر الشؤون الإنسانية بعد عملية حصر دقيقة أشرف عليها الشيوخ والإدارات الأهلية ومنسقو الشؤون الإنسانية، إلى جانب فريق المنظمتين.

أعرب النازحون عن شكرهم العميق للمنظمتين، لكنهم ناشدوا بضرورة توفير مزيد من السلال الغذائية ومواد الإيواء، خاصة مع دخول فصل الخريف الذي فاقم معاناتهم. كما دعوا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمساعدتهم.

وفي ظل الوضع الإنساني المأساوي والانتشار الواسع لوباء الكوليرا داخل محلية طويلة بولاية شمال دارفور، تطلق المنظمتان نداءً إنسانيًا عاجلًا لكل المنظمات المحلية والإقليمية والدولية من أجل تقديم الدعم الغذائي والطبي العاجل للنازحين

منظمة مناصرة ضحايا دارفور تكرّم منظمة ديفيند ديفيندرز بمناسبة مرور 20 عامًا من العمل في مجال المناصرة

منظمة مناصرة ضحايا دارفور تكرّم منظمة ديفيند ديفيندرز بمناسبة مرور 20 عامًا من العمل في مجال المناصرة

السودانية نيوز

قامت منظمة مناصرة ضحايا دارفور يوم الثلاثاء بزيارة احتفالية إلى مكاتب منظمة ديفيند ديفيندرز، احتفاءً بمحطة بارزة في مسيرة الأخيرة التي استمرت عقدين من الزمن في حماية وتمكين المدافعين عن حقوق الإنسان في مختلف أنحاء إفريقيا. وقد جاءت المناسبة تكريمًا لعشرين عامًا من الدعم المتواصل، مع إبراز الدور الكبير الذي لعبته ديفيند ديفيندرز في دعم المدافعين السودانيين عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني.


قدّمت منظمة مناصرة ضحايا دارفور شهادات تقدير لمنظمة ديفيند ديفيندرز اعترافًا بالشراكة العميقة والمستدامة بينهما. فعلى مدى السنوات الماضية، وفّرت ديفيند ديفيندرز دعمًا تقنيًا مهمًا، وبرامج لبناء القدرات، ومساعدات مالية للمنظمة، مما مكّنها من توسيع نطاق عملها وتعزيز تأثيرها في المناطق المتأثرة بالنزاعات.

كما سلط الاحتفال الضوء على الدور المحوري الذي لعبته ديفيند ديفيندرز في المناصرة من أجل تجديد ولاية بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن السودان، والتي أُنشئت في جنيف للتحقيق في الفظائع المرتكبة خلال النزاع المستمر. وقد أسهمت جهودهم عبر المفوضية الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في إيصال أصوات الضحايا والمدافعين على نطاق أوسع.

وقدمت المنظمة شكرها العميق لمؤسس ديفيند ديفيندرز، الأستاذ حسن شيري، وفريقه المخلص، بما في ذلك منسق السودان ماجد وزملاؤه، الذين يواصل التزامهم بالعدالة وكرامة الإنسان إلهام الحركات الشعبية في جميع أنحاء القارة.

لم يكن هذا الحدث مجرد تكريم للإنجازات السابقة، بل كان أيضًا تأكيدًا جديدًا على التضامن في النضال المستمر من أجل حقوق الإنسان والمساءلة في السودان وما وراءه.

تحالف ALPS يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان

تحالف ALPS يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان

جنيف:جعفر السبكي
أصدر تحالف ALPS بيانًا مشتركًا يعرب فيه عن استيائه الشديد من التدهور المستمر للوضع الإنساني في السودان. و أكد التحالف أن المدنيين يدفعون الثمن الأغلى لهذه الحرب، مع تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والمجاعة، وتعدد العراقيل التي تعيق الوصول إلى المحتاجين.

وطالب التحالف الذي يضم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ، بضرورة  رفع جميع العراقيل البيروقراطية التي تعيق الأنشطة الإنسانية وتمنعها.
والالتزام بالحفاظ على طرق الإمداد الرئيسية مفتوحة أمام قوافل المساعدات الإنسانية والعاملين فيها، بما في ذلك من خلال فترات هدنة إنسانية وغيرها من الترتيبات حسب الحاجة.
وشدد التحالف علي ضمان قدرة الجهات الفاعلة الإنسانية على تقديم المساعدة بأمان في جميع أنحاء السودان لجميع المدنيين المحتاجين، ودون خوف من الانتقام إذا قدمت المساعدة في المناطق الخاضعة لسيطرة أطراف أخرى.

ودعا تحالف ALPS أطراف النزاع إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

وأكد التحالف على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي احترامًا كاملًا، بما في ذلك الالتزامات بحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلى جميع المحتاجين.

تحالف ALPS يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان
تحالف ALPS يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان

وشدد التحالف (لا يزال المدنيون يدفعون الثمن الأغلى لهذه الحرب. ومع تدهور الوضع في السودان ووصول الاحتياجات الإنسانية إلى مستويات حرجة، يتعين على أطراف النزاع اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وتسهيل وصولها إليهم، وفقًا لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان، الموقع في مايو/أيار 2023.

والالتزام بالحفاظ على طرق الإمداد الرئيسية مفتوحة أمام قوافل المساعدات الإنسانية والعاملين فيها، بما في ذلك من خلال فترات هدنة إنسانية وغيرها من الترتيبات حسب الحاجة. ينبغي أن يشمل ذلك تمديد معبر أدري على المدى الأطول، واتفاقيات بشأن الاستخدام المتوقع والمستدام للطرق الرئيسية عبر خطوط التماس المؤدية إلى دارفور وكردفان، بالإضافة إلى معابر إضافية من جنوب السودان.

Joint statement from the ALPS group on the humanitarian situation in Sudan

Joint statement from the ALPS group on the humanitarian situation in Sudan

Geneva: Gafar Al-Sabaki

The ALPS coalition is appalled by the continuous deterioration of the humanitarian situation in Sudan, including the growing number of people in situation of severe malnutrition and famine, and by the wide range of access impediments that are delaying or blocking the response in key areas.

Civilians continue to pay the highest price for this war. With the situation in Sudan worsening and humanitarian needs reaching critical levels, urgent action is needed by the conflict parties to protect civilians and allow and facilitate humanitarian access to those in need, in accordance with their obligations under international humanitarian law, and their commitments under the Jeddah Declaration of Commitment to Protect the Civilians of Sudan, signed in May 2023.

In this regard, the ALPS coalition calls on the warring parties to:

• Lift all bureaucratic impediments impinging on and preventing humanitarian activities.
• Commit to maintain key supply routes open for humanitarian convoys and personnel, including through humanitarian pauses and other arrangements as needed. This should include the longer-term extension of the Adre crossing, and agreements on the predictable and sustained use of key crossline routes into Darfur and the Kordofan regions as well as additional crossings from South Sudan.
• Guarantee that humanitarian actors can safely provide assistance in all of Sudan to all civilians in need, and without fear of retaliation if they provide aid in areas controlled by other parties.
• Ensure safe passage for civilians to access assistance and services.
• Allow and facilitate a sustained UN humanitarian presence across the country, notably in areas of acute humanitarian needs, particularly in Darfur and the Kordofan regions:
• Restore telecommunications access in all areas of Sudan.
• Ensure the protection of critical civilian infrastructure, in particular energy, water and health infrastructure.

In some areas – particularly North Darfur and the Kordofan region – de-escalation measures are urgently needed for humanitarian actors to be able to bring aid. The ALPS group therefore calls on the conflict parties to adhere to their Jeddah Commitments, and to allow for humanitarian pauses to enable the movement of life-saving supplies into such areas, and ease barriers to civilian movement out of danger.

The ALPS group urgently reiterates that international humanitarian law must be fully respected. This includes the obligations to protect civilians, including humanitarian personnel, their premises and assets, as well as to allow and facilitate rapid and unimpeded humanitarian access to all those in need.

لجنة المعلمين السودانيين: تصريح وزير التربية بشأن الرسوم الدراسية يمثل انتهاكًا لحقوق الطفل والقوانين الدولية

لجنة المعلمين السودانيين: تصريح وزير التربية بشأن الرسوم الدراسية يمثل انتهاكًا لحقوق الطفل والقوانين الدولية
متابعات:السودانية نيوز
أصدرت لجنة المعلمين السودانيين بيانًا هامًا بشأن تصريح وزير التربية والتعليم المتعلق بإعفاء أبناء شهداء معركة الكرامة والطلاب “المشاركين فيها” من الرسوم الدراسية. و أكدت اللجنة أن هذا التصريح يمثل سابقة خطيرة وانتهاكًا مباشرًا لحقوق الطفل والقوانين الوطنية والدولية التي التزمت بها الدولة السودانية.
وقالت في بيان ، إن ما ورد في التصريح الأخير الصادر عن السيد/ وزير التربية والتعليم، بشأن إعفاء أبناء شهداء معركة الكرامة والطلاب “المشاركين فيها” من الرسوم الدراسية، يمثل سابقة خطيرة وانتهاكًا مباشرًا لحقوق الطفل والقوانين الوطنية والدولية التي التزمت بها الدولة السودانية.
أولًا:
إقرار الوزير بفرض الرسوم في التعليم العام، يتناقض مع مبدأ مجانية التعليم الأساسي الذي نصت عليه المواثيق الدولية التي صادقت عليها الحكومة السودانية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. التعليم الأساسي حق وليس منحة، وأي اتجاه لفرض رسوم على الطلاب هو تكريس لمزيد من التمييز الطبقي وحرمان آلاف الأطفال من حقهم الطبيعي في التعلم.
ثانيًا:
الإشارة إلى إعفاء الطلاب “المشاركين” في معركة عسكرية هو اعتراف رسمي وخطير بمشاركة أطفال قُصّر في النزاع المسلح. وهذا السلوك يشكل جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للمادة (38) من اتفاقية حقوق الطفل، التي تحظر تجنيد أو إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة تحت أي ظرف. إننا في لجنة المعلمين السودانيين نعتبر هذا التصريح إدانة صريحة للوزير ومن ورائه رئيس مجلس الوزراء، ويجب أن تتم مساءلتهما أمام الرأي العام وأمام جهات العدالة المختصة.
ثالثًا:
لقد شاهدنا جميعًا الفيديو الذي ظهر فيه أحد أولياء الأمور بولاية الشمالية وهو يشتكي للوزير من الرسوم المفروضة على أبنائهم. إن هذه الشكوى ليست صوتًا فرديًا، بل هي لسان حال جميع أولياء الأمور في السودان الذين يواجهون أعباء الحرب والغلاء وانعدام مقومات الحياة. ومن المخجل أن يُترك المواطن البسيط يواجه وزيرًا في ولاية، بينما المسؤولية السياسية والأخلاقية تقع على رئيس مجلس الوزراء وحكومته.
إن ما يجري اليوم من فرض رسوم وإقحام الطلاب في معارك لا تخصهم، لن يؤدي إلا إلى:
تعميق مأساة الحرب بجر الأطفال إلى ساحاتها.
تدمير مستقبل الأجيال بحرمانهم من حقهم في التعليم الآمن والمجاني.
تعريض الدولة للمساءلة الدولية نتيجة انتهاك القوانين والمعاهدات الملزمة.
وعليه، تطالب لجنة المعلمين السودانيين بـ:
1. الإلغاء الفوري لأي رسوم مفروضة على طلاب التعليم العام.
2. فتح تحقيق عاجل في تصريح الوزير المتعلق بإشراك الأطفال في معركة الكرامة، ومساءلته قانونيًا وسياسيًا.
3. ضمان التزام السودان بالمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل، والتأكيد على مجانية وإلزامية التعليم الأساسي.
4. دعوة جميع قوى المجتمع المدني وأولياء الأمور للوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه السياسات غير المسؤولة التي تهدد حق أطفالنا في التعليم وفي الحياة.
مكتب الإعلام
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥م.