الأربعاء, سبتمبر 17, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 287

الصدمة النفسية للحرب والتعافي

0

الصدمة النفسية للحرب والتعافي

تقرير: حسين سعد
ظل المدنيون في دارفور يعانون طوال عشرين عامًا من فظائع الحرب التي اشتعلت شرارتها الأولى في عام 2003. قتلت تلك الحرب أعدادًا كبيرة من المدنيين، وفرضت حالة نزوح واسعة، حيث لجأ الآلاف إلى معسكرات داخلية ومخيمات في الخارج. ورغم توقيع العديد من اتفاقيات السلام مع الحركات المسلحة، ما زال السلام بعيد المنال في هذا الإقليم المنكوب.
وعندما اندلعت حرب 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، انضم المدنيون في دارفور إلى قائمة الضحايا الممتدة من الخرطوم إلى الجزيرة وسنجة. وتشير التقديرات إلى أن عدد قتلى الحرب بلغ أكثر من 150 ألف شخص، مع إصابة الآلاف، فيما يحتاج أكثر من 26 مليونًا إلى الغذاء والدواء، بينهم 14 مليونًا يعيشون أوضاعًا بالغة السوء. ولم تقتصر آثار الحرب على الجوانب المادية، بل امتدت لتشمل صدمات نفسية عميقة أصابت المدنيين من رجال ونساء وأطفال، ما فاقم معاناتهم.
معسكرات دارفور
خلال عملي الصحفي، زرت معسكرات دارفور عدة مرات وكتبت مئات الأخبار والتقارير عن أزمة هذا الإقليم المنكوب. في معسكرات مثل كلمة، زمزم، وأبوشوك، رأيت أطفالًا يلعبون، وآخرين يحملون أواني لجلب المياه أو الحطب للطهي. كانت وجوه بعضهم تملؤها تعابير الفرح، بينما لجأ آخرون إلى صمت عميق.
أجريت مقابلات مع رجال ونساء في تلك المعسكرات حول أوضاعهم المعيشية والصحية والتعليمية. بعضهم كان يتحدث بهدوء، والبعض الآخر بصوت عالٍ أو بصعوبة بالغة، مع إجابات مقتضبة تتطلب تأنّيًا. المعاناة في تلك المعسكرات لم تقتصر على الفقر والنزوح، بل شملت فقدان الأحبة، الإعاقة الجسدية، حرق القرى، وانعدام أبسط مقومات الحياة. ولكن الأثر الأكثر خفاءً كان في اضطرابات الصحة العقلية التي تراوحت بين القلق، الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة، وفقدان الأمل.


الحرب في الخرطوم والجزيرة
بصفتي شاهدًا على تداعيات الحرب، أمضيت 14 شهرًا في الخرطوم وولاية الجزيرة. كانت أصوات الرصاص والقصف لا تهدأ، مع الدانات التي تلقي حممها على المدنيين، والقناصة الذين يعتلون البنايات العالية. الشوارع ضجت بنقاط التفتيش والمعارك العنيفة. كل طرف من طرفي الحرب مارس القتل العشوائي، واعتقال الأبرياء، ونهب المنازل والممتلكات.
فرضت هذه الأوضاع فوضى شاملة، حيث انتشرت أعمال النهب في المصانع، الأسواق، والمحلات التجارية. سيطرت لغة السلاح والعنف على المشهد، مما أدى إلى تهجير قسري للسكان من العاصمة التي مزقتها الحرب. تفككت الأسر، وانقطعت العلاقات الاجتماعية، وسادت الفوضى مع انقطاع الكهرباء والماء والخدمات االأساسية.
في يونيو 2023، غادرت الخرطوم برفقة أسرتي إلى ولاية الجزيرة. استقبلتنا الجزيرة كما استقبلت آلاف الفارين من جحيم الحرب، وشاركنا سكانها طعامهم وشرابهم. ولكن مع دخول قوات الدعم السريع إلى الولاية في ديسمبر، عاد كابوس الحرب إلى مناطق مثل التكينة، الولي، الحوش، الشيخ تاي الله، وأزرق، مما أجبر المزيد من السكان على االنزوح.
نزوح مستمر وأزمات متفاقمة
النزوح في دارفور والجزيرة لم يكن حالة مؤقتة بل موجات متكررة، حيث تحولت القرى إلى براكين تُفرغ سكانها بالآلاف. الحرب أخرجت أكثر من 70% من المناطق الزراعية من دائرة الإنتاج، مما تسبب في فشل الموسم الزراعي لعامي 2023 و2024، متجاوزة معايير المجاعة المعتمدة دوليا.
في ظل انهيار النظام الصحي في 13 ولاية، تفاقمت معاناة المواطنين بسبب نقص الأدوية، المعدات الطبية، والخدمات الصحية، مما أدى إلى وفيات بسبب الأمراض المزمنة والأوبئة الفتاكة.
الصحة النفسية وتأثيراتها
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن النزاع تسبب في تقليص عدد الأطباء النفسيين في السودان إلى الثلث، حيث لم يتبقَّ سوى 20 طبيبًا نفسيًا فقط، بمعدل طبيب لكل 2.5 مليون شخص. يعيش معظم السودانيين تحت ضغوط نفسية هائلة بسبب النزوح، اللجوء، العنف، وتعطّل سبل العيش.


التعافي من الصدمة
توضح د. مروة أحمد أن التعافي من الصدمة يتطلب تدخلات شاملة، تشمل الدعم النفسي والاجتماعي، جلسات تفريغ المشاعر، ورفع مهارات التأقلم الإيجابي. كما تؤكد أيضًا أن المحاكمات العادلة للجناة ضرورية لتخفيف مشاعر الانتقام، مع تعزيز الشعور بالأمان لللناجين.
خاتمة
بين القتل والنزوح، الفقر والصدمات النفسية، يعيش السودانيون أسوأ أزمة إنسانية في العالم. تحتاج هذه الأزمة إلى جهود ضخمة لمعالجة آثار الحرب وإعادة بناء حياة المدنيين، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لضمان قدرتهم على مواجهة المستقبل.

حيدر المكاشفي يكتب :الحرب وجز أعناق الحقائق

0

حيدر المكاشفي يكتب :الحرب وجز أعناق الحقائق

وما الحرب الا ما علمتم وذقتم..وما هو عنها بالحديث المرجم..متى تبعثوها تبعثوها ذميمة..وتضر اذا ضريتموها فتضرم..فتعرككم عرك الرحى بثقالها وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم..اذن هكذا هي دائما الحرب نار ورحى تورثان دمارا وهلاكا هائلا كما وصفها الشاعر زهير بن أبي سلمى في معلقته،مقدما ما يمكن اعتباره أبلغ وصف للحرب..ولك أن تتصور حجم الهلاك والدمار والخراب الذي تسببه الحروب اليوم التي تستخدم فيها أحدث الاسلحة الفتاكة، اذا قارنتها بحروب العصر الجاهلي التي عاصرها الشاعر زهير والتي تدور رحاها باسلحة بسيطة وتقليدية من رماح وسيوف وخلافها..فحرب اليوم التي تدور في بلادنا وتستخدم فيها أفتك الاسلحة خفيفها وثقيلها، وبطائراتها المقاتلة ومسيراتها وداناتها وقذائفها الصاروخية وبراميلها المتفجرة،لا تقتل البشر الامنين الوادعين وتجز أعناقهم فحسب،بل أنها أيضا تجز أعناق الحقائق فتصبح الحقيقة من بين أول ضحايا الحرب،حيث تنبري الجماعات الخائضة للحرب والداعمة لها والنافخة في كيرها كما نشهد حاليا وتنخرط في نشاط محموم لاغتيال الحقيقة بعدة وجوه واشكال،لتعبر فوق جثة الحقيقة بل وتدوس عليها لبلوغ مبتغاها وهدفها الذي من أجله تخلصت من الحقيقة والمعلومة الصحيحة، ليخلو لها الجو فتفرخ وتبيض وتملأ الاجواء والاسافير بالاكاذيب والاخبار الملونة والمعلومات المضللة والشائعات،ولهم في ذلك أفانين وطرائق قددا،ومتخصصون متفرغون لصناعة وبث الرسائل المسمومة،وبغياب الاخبار الدقيقة والصحيحة والمعلومات الحقيقية تتوفر لهم البيئة المثالية لأداء أدوارهم القذرة،وفي حالة حربنا السودانية التي تخضع فيها اجزاء من البلاد لسيطرة الجيش واجزاء اخرى خاضعة للدعم السريع،تكون الحقيقة في الحالين هي الضائعة،فلا الجيش يسمح بنشر وبث الا ما يروقه ويطربه ويخدم اغراضه واجندته،ولا مليشيا الدعم السريع تسمح بنشر وبث ما يمسها ويضر بها،ولهذا غابت تماما التغطية الاعلامية والصحفية المهنية المتوازنة والموضوعية عن مجريات ويوميات الحرب كما هي على الارض،أما من هم خارج البلاد ولا سيطرة مباشرة عليهم من طرفي القتال،فتسيطر عليهم اجندتهم الخاصة الموزعة بين الطرفين،فمن داعم منهم للجيش أو داعم للدعم السريع ولا داعم بينهم أبدا للحقيقة،وهكذا تغتال الحقيقة مرتين مرة بالداخل ومرة أخرى بالخارج،ومن عجب أن أفرزت هذه الحرب العبثية طبقة أخرى عابثة تسورت مهنة الاعلام وقفزت عليها بليل بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير،وملأت الاسافير والوسائط بغثاء كثيف يثير الغثيان ودونك من يسمون ب(اللايفاتية والتيكتوكرز واليوتيوبرز)..

وسبحان الله كلما نأتي على ذكر مصيبة من مصائب الحرب وافرازاتها الضارة، الا وترافقها ذكرى مصيبة من مصائب (الكيزان)،وليس ذلك بمستغرب فهم من اشعلوا هذه الحرب وما زالوا ينفخون في كيرها،حيث أنهم وعلى امتداد سنين حكمهم الكالحة،كانوا قد جندوا واستقطبوا عددا من الصحافيين والاعلاميين كانوا يعملون الى جانب المنظمين أصلا(من انقاذويين واسلاميين) للدفاع عن النظام بالحق وبالباطل وخدمة أهدافه والترويج لها، على النحو الذي يعرفه متابعو أجهزة الاعلام وقراء الصحف وتشهد عليه (الاراشيف)،وفي مقابل ذلك كان النظام يغدق عليهم الاموال والعطايا والمكرمات والكريات،ويخصهم بالاسفار الرسمية في معية المخلوع وغيره من القيادات الرسمية والحزبية والحركية للاستفادة من النثريات الدولارية والاستمتاع بالاقامة في افخم الفنادق،ويخصهم بقطع الاراضي المميزة وغيرها من التصاديق،فصاروا على رأي المثل يأكلون خبز السلطان ويضربون بسيفه،وغير اجهزة الراديو والتلفزيون والصحافة الورقية،كان للنظام البائد واسلامييه (مجندون) في الاعلام الاليكتروني،حيث انشأ العديد من المراكز والمنصات والمواقع الاسفيرية،وكانت هذه المواقع تنشط في الدفاع عن السلطة ونشر افكارها وافكار الحركة الاسلاموية،كما كانت تبث الشائعات التي تخدم هذه الاغراض الخبيثة،وهي مراكز يعلمها بالاسم العاملون في الوسط الصحفي والاعلامي،بل ان عامة الناس اكتشفوها واطلقوا عليها مسمى شعبي (الجداد الاليكتروني)،ومن احد هذه المراكز درجوا على اعداد وانتاج عدد من الافلام الوثائقية المعادية للثورة وللشباب والشابات الثائرات،منها الفيلم الخسيس والخبيث (خفافيش الظلام) الذي حشوه بمحتويات مفبركة مسيئة لشباب الحراك الثوري والاعتصام امام مقر قيادة الجيش،ولمواكبة التطورات التقنية المتلاحقة انشأوا مركزا حديثا يمارس نشاطه بشكل سري من على مبنى بضاحية الرياض شرقي الخرطوم،ودفعوا بكوادر بارزة منهم معلومون بالاسم لادارته،وبعد الثورة تحول نشاط هذه المواقع والكوادر الصحافية المجندة الى معول هدم للثورة،فعمدوا لحياكة المؤامرات وبث الرسائل المسمومة والشائعات تجاه الحكومة الانتقالية وتخريب مجمل عملية الانتقال المدني الديمقراطي،بغرض دنئ هو احباط الرأي العام وتأليبه ضد الثورة والثوار والحكم المدني الديمقراطي،لاجهاض الحراك الشعبي بقيادة ثورة مضادة،سعيا للعودة مجددا لسدة الحكم،وها هو نفس هذا النشاط المسموم يتواصل الان بكل الامكانات والخبرات السابقة لخدمة اهدافهم من هذه الحرب التي اشعلوها وبعثوها ذميمة كدمامة افعالهم الذميمة..

د. النور حمد يكتب: الكيزان وتسييس الامتحانات

0

د. النور حمد يكتب: الكيزان وتسييس الامتحانات

 

في بلد أصبحت، من حيث نظام الحكم والإدارة، جزرًا متقطعةً، وفي ظروفٍ طال فيها التشرد والعوز وانعدام الأمن الشخصي ملايين السكان، تصر حكومة الكيزان في بورتسودان على إقامة امتحانات الشهادة السودانية. لكن لا غرابة، فالكيزان، منذ أن وصلوا إلى السلطة في عام ١٩٨٩، وطَّنوا أنفسهم على أن يتجاهلوا، وألا يحسُّوا، ولا يتعاطفوا مع الشعب، مهما أصابه. ظلوا هكذا على مدى ثلاثين عامًا، أضاف إليها الفريق عبد الفتاح البرهان خمس سنواتٍ أخرى.

ما يهم الكيزان هي أن يكسبوا. فهم فرقةٌ جُبلت على الكسب، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، أيًّا كانت. فهم يريدون كسب أي حربٍ، رغم أنهم لم يكسبوا أي حربٍ خاضوها؛ لا حرب الجنوب، ولا حرب دارفور، ولا حرب جبال النوبة، ولا حرب جنوب النيل الأزرق، ولا حتى حرب أبريل هذه، التي لا تزال رحاها دائرة. إلى جانب ذلك، ظلوا مصرِّين على احتكار السلطة، وأن يكونوا الجهة الوحيدة الكاسبة سياسيًا. وأي دعوة سبق أن دعوها للحوار وللتوافق الوطني، كانت لا تنتهي إلا بانفرادهم بسلطة القرار، وجعل الآخرين مجرد ديكور.

لكن، هم يحرصون، أكثر من هذا وذاك، على الكسب المالي. لقد أخرجوا الناس من الأسواق واحتكروها لأنفسهم وفق خطَّةٍ مُحكمةٍ ممنهجة. بل فصلوا الموظفين الأكفاء من وظائفهم ليأخذوا مواقعهم لأعضاء تنظيمهم. كما احتكروا ثروات البلاد لأشخاصهم وتنظيمهم، وأخفوها عن أعين الشعب والدولة. فجعلوا البلاد، من حيث مستوى التنمية الاقتصادية، بسبب نهب الثروات على مدى ٣٥ عامًا، مضحَكةً بين البلدان. باختصار، هذه فرقةٌ دينيةٌ ضالةٌ، تحولت إلى عصابةٍ ناهبة. فأضحى محركها الوحيد هو الكسب الشخصي والجهوي، سواءً في السلطة أو في المال، دون النظر لأي اعتبارات أخرى. من أجل ذلك، ظلت هذه العصابة الشرهة للتحكم في كلِّ عرضٍ زائلٍ، تقتل خارج نطاق القانون، بصورةٍ فرديةٍ وجماعية، وتُخفي قسريًّا، وتعذِّب، وتشرِّد، وتغتصب، وتنهب، وتبيع أراضي البلاد، وترتكب كل موبقة.

مواصلةً لهذا النهج، وضمن حملتها التضليلية الضخمة التي تهدف إلى القول إنهم لا يزالون ممسكين بزمام الأمور، رغم هروبهم من العاصمة القومية، واتخاذهم عاصمةٍ جديدة، في أقصى ساحل بحري في شمال شرقي البلاد، تجدهم يجهدون أنفسهم في تسويق الوهم للعامة بأن كل شيءٍ على ما يرام. وعلى سبيل المثال، تجد الفريق البرهان يعين واليًا لغرب دارفور، رغم أن الكل يعرف أن غرب دارفور واقعةٌ تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بل إن حاكم الإقليم نفسه يعيش لاجئًا في بورتسودان. كما تقرأ في الأخبار، وهذا مما قرأته اليوم، أن: “لجنة أمن ولاية الخرطوم تقف على جملة من الإنجازات في المجالات الجنائية وضبط العصابات والحد من الظواهر السالبة”. هذا في حين أن حكومة الكيزان لا وجود لها في كامل ولاية الخرطوم، إلا في جيوب صغيرة منعزلة، أكبر جيب فيها هو جيب محلية كرري، الذي لا تتجاوز مساحته ثلاثين كيلومترًا مربعا. كما يعلم الجميع أنه لا توجد شرطة في كامل ولاية الخرطوم منذ بداية الحرب ليقوموا بضبط العصابات. بل، إن الذين ينهبون الثورات وأحياء أمدرمان القديمة هم جنود الجيش أنفسهم. والكل يعلم أنهم يبعيون المسروقات، جهارًا نهارًا، في سوق صابرين، في قلب محلية كرري.

على غرار هذه الأكاذيب تصر عصابة بورتسودان على إجراء امتحانات الشهادة السودانية، بصورةٍ جزئية في الأجزاء التي يسيطر عليه الجيش. وقد أورد موقع قناة سكاي نيوز عربية، أن التقديرات تشير إلى أن نحو ٤٠٠ ألف طالب، يمثلون ثلثي أعداد الطلاب البالغة ٦٠٠ ألف، لن يتمكنوا من الجلوس للامتحانات، لأنهم يقعون في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع. يُضاف إلى ذلك، أن المدارس التي كان يقيم فيها اللاجئون قد أُخليت بالقوة لكي يجري إعدادها لتكون مقَّراتٍ للامتحانات، وكأن الامتحانات أهم من إيواء الذين شردتهم الحرب.

هذا الإصرار على إقامة امتحانات الشهادة بهذه الصورة الجزئية المخلة يوغر نفوس من لا يستطيعون المجيء لأدائها، ويعمق الانقسام المجتمعي، بل وانقسام البلاد نفسها. ولا أستبعد أن يكون الإصرار على إقامة هذه الامتحانت جزء من حملة إيذاء حواضن الدعم السريع، بلا جريرة اقترفوها. يُضاف إلى ما تقدم، فإن ذهاب من يستطيعون الذهاب لأدائها يكلِّف الأسر التي يذهب أبناؤها وبناتها لأدئها كلفةً ماليةً فوق طاقتها. فهي أحوج ما تكون للمال لمواجهة مشاكل المعيشة التي تتصاعد كلفتها يوميًّا، وإبعاد شبح المجاعة التي أضحت تهدد الجميع. فالأسر تدبِّر مالاً لسفر وإسكان أبنائها وبناتها، في مقرَّات الامتحانات، في وقتٍ أصبحت فيه كلفة السفر والإسكان باهظةً للغاية. وقد أشارت بعض التقارير أن بعض الطلاب الذين حاولوا الالتحاق بالامتحانات قد تعرَّضوا، للاعتقال تحت ما يسمى قانون “الوجوه الغريبة”. وما من شكٍّ، أن السفر لمسافاتٍ طويلةٍ في مثل هذه الظروف، التي تضعضعت فيها سلطة الدولة وعمَّت فيها الفوضى، يشكِّل خطرًا كبيرًا على الطلاب والطالبات المسافرين.

مرةً أخرى، الكيزان تهمهم أغراضهم هم، غض النظر عما يصيب الآخرين من جراء إصرارهم على فعل ما يريدون فعله. فغرض هذه الامتحانات سياسيٌّ بحت، وهو القول أن الأمور تحت السيطرة وأن الدولة وأجهزتها لا تزال تعمل. وكل هذا هراءٌ كيزانيٌّ تعودناه لعشرات السنين. لقد تجاهلوا كل هذه الاعتبارات التي ذكرناها، وهي اعتبارات يمكن أن يراها كل شخصٍ عاقلٍ في مثل هذه الظروف، لكن الكيزان تعوَّدوا ألا يروا إلا ما يريدون.

ما معنى أن تمتحن الدولة ثلث الطلاب في القطر وتترك الثلثين؟ ثم أين هي الجامعات العاملة حاليًا، التي سوف تستوعب الناجحين من هؤلاء؟ ودعك من طلاب الثانويات المساكين الذي أُجبروا على القيام بهذه المخاطرة الكبيرة التي أرهقوا فيها كاهل أسرهم، ودعنا نسأل: كم من الذين تخرَّجوا من الجامعات عبر سنوات الإنقاذ أوجدت لهم سلطة الكيزان فرصًا للعمل؟ وهل الأَوْلى في مثل هذه الظروف بالغة السوء، التصدي لمشاكل التشرد والجوع وانعدام الأمن وتوفير الدواء، أم امتحان الطلاب بلا هدفٍ ذي مردودٍ واضحٍ من امتحانهم؟ ولا أستبعد إطلاقًا أن تكون وراء هذا الأمر أغراضٌ خفيةٌ أخرى، كجمع الرسوم، وخلق سوقٍ حامٍ للترحيل، وللسكن، وانعاش الأسواق بما يفيد المتنفذين، وغير ذلك. خلاصة القول، لن تنصلح هذه البلاد، يد الدهر، ما بقيت شؤونها في قبضة هذه العصابة الإجرامية.

مجموعات تغلق رئاسة الموانئ ورئاسة ميناء الأمير عثمان دقنه بسواكن والحكومة تستجيب

0

مجموعات تغلق رئاسة الموانئ ورئاسة ميناء الأمير عثمان دقنه بسواكن والحكومة تستجيب

بورتسودان:السودانية نيوز

اغلق مجموعات من شباب البجا امس، رئاسة مياه الأمير عثمان دقنة بسواكن ، ولاية البحر الأحمر، للمطالبة بإعادة كابتن طه.

وقال مصدر “للسودانية نيوز” ان المجموعات الشبابية ، أغلقت رئاسة مواني بورتسودان ورئاسة مياه الأمير عثمان دقنة احتجاجا علي قرار وزير النقل ، بإيقاف مدير الميناء ونائبه ، وطالبوا الحكومة بإلغاء القرار.

وأضاف ان التهديد من الشباب جعل وزير النقل يصدر قرار ، بعد توجيهات من جهات عليا بإلغاء القرار .وأصدر وزير النقل أبو بكر أبو القاسم عبدالله، قرار الغى بموجبه قرار إيقاف مدير ميناء عثمان دقنة، كابتن طه أحمد محمد مختار ونائبه عبد الله حسين علي  ومباشرة مهامهم اعتباراً من تاريخ صدور هذا القرار.

منبر المغردين السودانيين تقديم ندوه بعنوان : ديسمبر الدروس والعبر

0

منبر المغردين السودانيين تقديم ندوه بعنوان : ديسمبر الدروس والعبر

الخرطوم: السودانية نيوز

في ذكري ديسمبر المجيد يسر تحالف قوي التغيير الجذري بالتعاون مع منبر المغردين السودانيين تقديم ندوه بعنوان : ديسمبر الدروس والعبر
متحدثون :
ا. صالح محمود
ا. بشري الفكي
ا. الفاتح حسين
ا. تاج الدين
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠٢٤ الساعة السابعة مساء بتوقيت السودان

تقرير حول النزوح في مدينة الفاشر الي منطقة طويلة

0

تقرير حول النزوح في مدينة الفاشر الي منطقة طويلة

طويلة :السودانية نيوز

تقرير يوضح عدد الأسر الذين نزحوا من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة يوم الجمعة الموافق 6 ديسمبر الجاري، ان إجمالي عدد الأسر بلغ 510 أسرة ما يعادل حوالي 2550 فرد حيث إستقروا جميعهم في مدينة طويلة ومعسكراتها الستة، وهم قادمون من أحياء مدينة الفاشر الطرفية الذي نزحوا إليها من معسكر زمزم بعد تجدد القذف المدفعي العشوائي من قبل قوات الدعم السريع، مثل شقرة وجغي وقلول وغيرها.
الجدير بالذكر أن السلطات الأمنية في الفاشر منعت سكان معسكر زمزم من النزوح بمقتنياتهم الي خارج المخيم مثل طويلة ومناطق أخرى.

وفي تطور جديد وضعوا قوات الدعم السريع إرتكازات علي الطريق الرابط بين مدينتي الفاشر وطويلة للمرة الثانية بهدف منع دخول السلع الغذائية الي مدينة الفاشر.
ما يحدث في مدينة الفاشر للنازحين والمواطنين معيب علي أطراف النزاع الذي يعد جزء من تجليات الوضع المأساوي الذي صار أكثر إنزلاقاً وفزاعة نحو الفوضى الخلاقة من الحرب العبثية اللعينة التي تقودها أدوات النطام السابق ضد شعبها الأعزل، الذين ظلوا منذ أكثر من عقدين لدفع الثمن الباهظ قتل جماعي فرد بالقصف الجوي من قبل طيران الجيش السوداني وبالقصف المدفعي العشوائي من قبل قوات الدعم السريع، والإغتصاب ، والتهديد، والتعذيب، والاعتقال، والاختطاف وغيرها بالإضافة لمنع وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين الذي يعد جريمة حرب ، واستخدام النازحين والمواطنين كدروع بشرية، واستخدام الغذاء كسلاح للتجويع وهي أداء من أدوات أطراف النزاع، وممارسة التعذيب بحجة عدم الانتماء الي طرف ما.

من الناحية المثالية، يجب علي الأطراف المتصارعة بالإبتعاد عن معسكرات النازحين الذين يعانون من ظروف إنسانية قاسية وقاهرة ومعقدة التي تعاني منها الغالبية العظمى للمجتمع السوداني ولا سيما في إقليم دارفور ومعسكر النزوح واللجوء.

ادم رجال
الناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين
Emil: rojaladam@gmail.com

المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين تدين مجزرة سوق كبكابية من قبل طيران الجيش

0

المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين تدين مجزرة سوق كبكابية من قبل طيران الجيش

كبكابية :السودانية نيوز

شهدت مدينة كبكابية وسوقها بولاية شمال دارفور، يوم الإثنين الموافق 9 ديسمبر 2024، مجزرة بشعة إثر قصف جوي نفذته طائرات الجيش السوداني الحربية، راح ضحيتها عشرات القتلي والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال والشباب. هؤلاء الضحايا كانوا يمثلون نواة مستقبل المجتمع، ولكن استهدافهم يعكس همجية المنظومة العسكرية التي بنيت على أساس القتل والقهر والاغتصاب ضد المواطنين العزل. إن قتل الأبرياء بدم بارد جريمة لا يمكن تبريرها بأي شكل، وستلاحق مرتكبيها دموع الأطفال ولعناتهم، إذ أن هذا العمل لا يمت بأي صلة لأي منطق أخلاقي أو إنساني.

تدين المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بأشد العبارات هذه المجزرة البشعة. إن هذا الهجوم لا يهدف إلا لإبادة مكونات إجتماعية محددة في إطار سياسة ممنهجة لمحوهم من الوجود، في ظل صمت دولي يثير التساؤلات حول الضمير الإنساني والأخلاقي.

إن مجزرة كبكابية ليست الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة في هذا الصراع العبثي. يستمر الجيش السوداني في إرتكاب المجازر عبر القصف الجوي بمختلف المدن والقري، بينما تواصل قوات الدعم السريع القصف المدفعي العشوائي على مخيمات النازحين، وآخرها اليوم في مخيم زمزم والذي راح ضحيتها أكثر من سبعة شهيد بالإضافة للجرحى والمصابين. هذه الممارسات تعكس إستمرارية نهج النظام السابق الذي لم يتوقف عن قتل الأبرياء بلا رحمة، إن مثالية هذه الجرائم لا يمكن ان تمر سداً لا بد من تحقيق العدالة ومسألة المتهمين الذين تسببوا كل هذه الويلات والجراحات لأسر الضحايا وعدم إفلات الجناة من العقاب.

تدعو المنسقية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم وفعّال تجاه الجرائم المرتكبة من طرفي النزاع. ينبغي فرض حظر جوي للطيران العسكري وتفعيل القرارات الدولية الصادرة لحماية المدنيين، بالإضافة إلى الضغط لوقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين العزل. إن معاناة النساء والأطفال التي تشمل فقدان الرعاية الصحية والتعليم ومستقبلهم، تتطلب تحركًا سريعًا وحاسمًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

آدم رجال
الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين
Email: rojaladam@gmail.com

طيران الجيش يدمر مطار نيالا وهيئة محامي دارفور تكشف التفاصيل

0

طيران الجيش يدمر مطار نيالا وهيئة محامي دارفور تكشف التفاصيل

نيالا: السودانية نيوز

قالت هيئة محامي دارفور وشركاؤها ، ان طيران الجيش قام بتدمير مطار نيالا ، ادي الي مقتل العديد من المدنيين .

وكشفت الهيئة في بيان ، ان قبيل القصف هبطت طائرتان بمطار نيالا مما يظهر الدور الخارجي المستمر في الحرب. وقال البيان (تشهد مدن دارفور طلعات حربية متكررة على الأسواق والمناطق المأهولة بالسكان، قام طيران الجيش بتدمير مطار نيالا. قبيل قصف مطار مدينة نيالا هبطت طائرتان بمطار نيالا مما يظهر الدور الخارجي المستمر في الحرب لدولة الإمارات وحفتر بليبيا . لقد طال القصف على مدينة نيالا مدنيين، وبحسب المعلومات سقط العديد من القتلى والجرحى .

وشدد البيان ،إن طرفي الحرب (أدوات) يقومان بتدمير البلاد وتشريد شعبها. ويجب مساءلتهما . وفي ذات السياق ادانت الهيئة و بأشد الألفاظ والعبارات الإنتهاكات الجسيمة التي ظلت ترتكبها قوات الدعم السريع وتطال المدنيين الأبرياء ، لقد سقط من جراء التدوين العشوائي لقوات الدعم السريع على أحياء أمدرمان الشمالية خاصة الثورات وكرري العديد من الأبرياء . من ضمن الضحايا مقتل جميع ركاب حافلة اليوم بالحارة ١٧ الثورة .
وإذ تدين الهيئة وتستنكر هذه الجرائم التي تندرج وتشمل كل أنواع الجرائم الموصوفة في القانون الدولي بالجرائم ضد الإنسانية، تطالب الهيئة المنظمات المدنية والحقوقية بالتصدي لهذه الأعمال والأنشطة والإنتهاكات المستمرة ضد الوطن والمواطن .
تنقل الهيئة تعازيها الحارة لكل الأسر المنكوبة. نسأل الله العلي القدير أن تتوقف هذه الحرب والخراب والدمار .

 

              ١٠ / ١٢/ ٢٠٢٤م

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب سؤال المرحلة؟!

0

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب سؤال المرحلة؟!

نعم.. أسئلة السودان، لا زالت هي نفس الأسئلة، لكن تري هل إجابات أهل السودان، لا زالت هي نفس الإجابات؟ أم أنها قد تغيرت؟.
إنه سؤال أتصور علي أية حال، أنه سؤال المرحلة، هو سؤال ربما يعيدني الي حكاية مشهورة تقول: ان “ألبرت أينشتاين'” كان قد وزع لطلابه امتحاناً، كان قد أعطاه لهم من قبل بذات الصيغة، وبذات الاسئلة.
بيد أن مساعده عندما لاحظ هذا الأمر، سارع إلى تنبيه انشتاين بأن هؤلاء الطلاب قد خضعوا لذات الأُمتحان كما هو حرفيا.
فابتسم العالم الكبير، قائلا لمساعده: حسناً، لقد تغيرت الإجابات، وإن لم تتغير الأسئلة.
لكن البعض يري أيضا أن الأسئلة الجيدة، هي التي تخلق حياة جيدة، وعليه فإننا إذا أردنا أن نغير حياتنا، علينا بالضبط أن نغير قبلها، الاسئلة التي درجنا علي طرحها.
فقد حاول الكثيرون في وقت سابق، ومن بينهم أو علي رأسهم الراحل الدكتور “جون قرنق” عراب فكرة “السودان الجديد”، إعادة طرح سؤال الحكم في السودان، علي صيغة تختلف.. صيغة تنأي به علي الأقل، عن حالة الأشتباك المقلق، بسؤال الهوية المعقد.
ولذا فقد دعا قرنق وآخرين لصرف الأذهان عن سؤال من يحكم السودان؟، بالقفز الي سؤال كيف يحكم السودان؟.
رغم أن الحرب الحالية، بل وحتي الحرب التي نشبت في جنوب السودان عقب الانفصال، كلا الحربين قد اعادتا علي نحو ما، ذات السؤال القديم المتجدد.. من يحكم السودان؟ وكذلك بالطبع من يحكم جنوب السودان.
من واقع تصدر أطروحة القضاء علي “دولة 56” لشعارات حرب السودان الحالية، والرغبة القديمة المتجددة لدي اثنيات اخري، في كسر هيمنة واحتكار عشيرة “الدينكا” للمناصب العليا والمهمة في دولة جنوب السودان.
فالاسئلة ـ اي اسئلة كهذه ـ هي في الحقيقة أبنة الواقع، الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال القفز عليه، لمجرد أمنيات لا تعدو أن تكون ترفا ذهنيا، لا يسمن ولا يغني من جوع.

المحكمة الجنائية.. قادرون على الدفاع عن حقوق الإنسان لشعوب العالم

0

المحكمة الجنائية.. قادرون على الدفاع عن حقوق الإنسان لشعوب العالم

كتب.. حسين سعد
تعهدت المحكمة الجنائية الدولية بمواصلة عملها في تنفيذ ولايتها وجهودها لدعم حقوق الإنسان وبناء عالم أكثر عدلا.
وجددت المحكمة مقدرتها التامة في الدفاع عن قيم الإنسانية، وحقوق الإنسان الأساسية لشعوب العالم، ومستقبل أبنائنا وأحفادنا

وقالت المحكمة في بيان صحفي اليوم بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان ممهور بتوقيع
رئيس المحكمة الجنائية الدولية، القاضي توموكو أكاني، اطلعت عليه السودانية  نيوز ان
المحكمة الجنائية الدولية تنضم اليوم إلى العالم في الاحتفال بيوم حقوق الإنسان، الذي يحيي ذكرى اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948.

ويؤكد موضوع هذا العام “حقوقنا، مستقبلنا، الآن” على أهمية حقوق الإنسان وأهميتها في حياتنا اليومية وكيف توفر حقوق الإنسان طريقًا للحلول، وتلعب دورًا وقائيًا وحمائيًا وتحويليًا حاسمًا في خلق مستقبل أفضل.

وأضاف البيان.. هذا الموضوع جزء لا يتجزأ من عملنا في المحكمة الجنائية الدولية. وتتمثل ولاية المحكمة في محاكمة الأفراد، ومحاسبتهم عن أخطر الجرائم التي تثير قلق المجتمع الدولي، وعلى وجه التحديد جريمة الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، وجريمة العدوان. وتشكل هذه الجرائم انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، والتي قد تنطوي أيضًا على انتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان. وتشارك المحكمة الجنائية الدولية في معركة عالمية ضد الإفلات من العقاب وتسعى إلى حماية حقوق الإنسان من خلال العدالة الجنائية الدولية والمساعدة في منع وقوع الفظائع مرة أخرى.