الأحد, سبتمبر 21, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 347

القمة الخليجية الأوروبية تعرب عن قلقها البالغ إزاء الصراع المدمر والكارثة الإنسانية في السودان

0

القمة الخليجية الأوروبية تعرب عن قلقها البالغ إزاء الصراع المدمر والكارثة الإنسانية في السودان

متابعات: السودانية نيوز

القمة الخليجية الأوروبية

أعربت القمة الخليجية الأوروبية، عن قلقها البالغ إزاء الصراع المدمر والكارثة الإنسانية في السودان.

وشددت القمة في بيانها الختامي، امس ببروكسل ، على أهمية العودة إلى العملية السياسية المؤدية إلى الحكم المدني. وحث البيان، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الانخراط بجدية وفعالية في مبادرات حل الأزمات، بما في ذلك منصة جدة.

واكد البيان، على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع في السودان ونؤكد مجدداً على دعمنا القوي للسلام الدائم والعدالة في السودان.وتابع (نؤكد على أهمية التزام طرفي النزاع في السودان وفقاً لإعلان جدة الصادر في 11 مايو/أيار 2023 بحماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية وفقاً للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان وإنهاء الصراع والعودة إلى العملية السياسية. ونؤكد على أن حل الأزمة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل سياسي يحترم سيادة السودان ووحدته ويحافظ على مؤسساته الحكومية.

وتعتبر أول قمة على الإطلاق بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في بروكسل. من أهم الضيوف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي التقطت الصحافة صوره وهو يمشي على السجاد الأحمر، أو أثناء محادثة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وكان محمد بن سلمان هو الاسم الخليجي الأبرز في قائمة الضيوف خلال القمة التي انعقدت الأربعاء أكتوبر 2024). يبدو أن الأمير، الحاكم الفعلي في السعودية، قد عاد تماماً للمشهد، بعد سنوات ظهرت فيها مكانته منبوذة بين الأطراف السياسية، خصوصاً الأوروبية، بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في 2018، في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية.

واكد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشال، أثناء انطلاق أعمال القمة الخليجية – الأوروبية في بروكسل، استعداد التكتل لبناء شراكة استراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أن القمة الأولى التي تعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات منذ تدشين العلاقات الرسمية بين الجانبين منذ عام 1989، تعد رسالة للوحدة والأمل، مشيراً إلى أن الاستقرار العالمي بات مهددا بفعل الوضع في منطقة الشرق الأوسط.

تضارب واضطراب في خطاب قائد الدعم السريع (٥) .

0

تضارب واضطراب في خطاب قائد الدعم السريع (٥) .

بقلم : الصادق علي حسن.

خطاب قائد الدعم السريع (٥)

(وأقعة رعاية غزلان مقر سكن الوالي) .

هنالك من سأل عن الغرض من ذكر العناية بالغزلان الموجودة داخل مقار سكن الوالي وقد استشهد بذلك حاكم إقليم دارفور مني مناوي في تعليقه عن بداية الحرب في يوم ١٥/ ٤/ ٢٠٢٤م في الخرطوم وكذلك في الفاشر وكل السودان وقد قال (مما كلفه أن يقوم بعناية الغزلان الموجودة داخل مقار سكن الوالي حتى يعود من القيادة) ويُفهم من السياق أن مناوى قصد بالقول أن هنالك من كانوا على علم بالحرب في الفاشر، وقد ذعن الوالي لتوجيهات أبو شوك، وكلف ابوشوك الوالي برعاية الغزلان الموجودة بمقر سكنه ثم توجه لرئاسة الفرقة السادسة .

كل أطراف الحرب لديها ارتباطات خارجية.

منذ عهد البشير ظهرت أصابع المخابرات الخارجية في إدارة الدولة ، وباندلاع الحرب برزت أدوار المراكز الخارجية بصورة واضحة ، لذلك محاولة حميدتي إظهار نفسه بأنه مستقلا بقراره وليس له أي إرتباط بالخارج ليس له ما يسنده، فهو أيضا من مطايا أجندات الخارج ولدولة الإمارات بالذات ، لقد أنفقت دولة الإمارات مليارات العملة الصعبة في هذه الحرب ووظفت ثقلها السياسي الإقليمي والدولي بقوة وتأثيرها في مجلس الأمن الدولي ، كما ودولة الإمارات هي الدولة الوحيدة التي ورد ذكرها في تقرير لجنة فريق الخبراء المشكلة بموجب القرار ١٥٩٣ وقد تضمن التقرير المذكور أدلة ذات موثوقية بمد دولة الإمارات للدعم السريع بالسلاح والعتاد الحربي المستخدم في دارفور ، ولم يظهر حتى الآن ما يشكك في مصداقية تقرير لجنة الخبراء أو يقلل من قيمته، ولكن لم يتم إتخاذ أي قرار أو صدور أي تدبير جاد من المجلس المذكور وقد تم تمديد عمل فريق لجنة الخبراء لعام، لذلك فإن حديث حميدتي عن تدخل طيران مصري أو أي تدخل آخر خارجي لن يحجب حقيقة أن دولة الإمارات ضالعة في الحرب الدائرة في السودان وهي حرب غالبية ضحاياها من المدنيين .

الدفع بعدم الخبرة والتجربة :

لقد دفع حميدتي بعدم الخبرة والتجربة في خطابه الأخير وما نتج عن عدم الخبرة عدم مطالبته بتسليم السلطة للمدنيين وقتذاك ، فماذا يريد حميدتي بذلك الدفع المتأخر وفي هذه المرحلة من الحرب، هل ليؤكد أنه متمسكا بتسليم السلطة للمدنيين ولكن تعوزه الخبرة ، إن الدفع بعدم الخبرة والتجربة والذي جعل حميدتي لم يطالب بتسليم السلطة للمدنيين في الوقت المناسب في ثناياه إدانة واضحة لقوى الحرية والتغيير وليس لموقفه وقتذاك فقوى الحرية والتغيير هي المطالبة بالتمسك بمطلب تسليم السلطة للمدنيين بالكامل من العسكر وليس حميدتي ، لقد ذكر حميدتي في خطابه أنه لم يسع إلى السلطة ، وأنه اشترط على الفريق أول عوض بن عوف والفريق أول كمال عبد المعروف بأن أي شخص رفضه الشعب لا بد له أن يتنحى، تنحى عوض بن عوف كما تنحى كمال عبد المعروف ولكن لم يرد أي شيء بشأن البرهان وعن نفسه، وكيف تم تمرير إسم البرهان على الثوار وحميدتي يعلم بأن البرهان هو صاحب السجل المعروف بممارسة إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في دارفور وليس إبن عوف أو كمال عبد المعروف ولن يقبل به الثوار إذا علموا بذلك ، كما في حديث حميدتي محاولة واضحة للتنصل عن الدور الأساسي الذي لعبه في وصول البرهان إلى رئاسة المجلس العسكري الانتقالي فمن خلال ذلك الدور والدور الرئيس الذي قام به شقيقه عبد الرحيم دقلو أستمدا نفوذهما ، وإذا تم التسليم بما ذكره حميدتي بأن عدم الخبرة والتجربة جعلته لم يطالب بتسليم السلطة للمدنيين بالكامل ، وقد لا يكون ذلك صحيحا فالصحيح وقتذاك لم تكن في ذاكرة حميدتي مسألة تسليم السلطة للمدنيين بدليل أنه وبعد مرور أكثر من سنتين على تلك الوقائع صار من أقوى الداعمين للإعتصام المشهور بإعتصام الموز وتصريحاته كفيلة بتوضيح موقفه الرافض لتسليم السلطة للمدنيين ولقوى الحرية والتغيير التي تولت تمثيل قوى الثورة بالذات ، لقد ظلت قوى الحرية والتغيير غير مدركة وغافلة وضعيفة أمام رغبتها في السلطة لذلك أولت أمرها للمكون العسكري بشقيه (تحت قيادتي البرهان و حميدتي) دونما أي خطط أو دراسة لمدى جدارة الشركاء العسكريين بالثقة، كما لم تكن تمتلك الخطط لتحقيق أهداف الثورة.

ظهور البعاتي :

قصد الفريق الإستشاري لحميدتي ظهوره بلا برتوكولات وبصورة مبددة للشك الرائج وأخذ العلم باليقين ، وبظهور حميدتي بسجيته المعروفة وطريقته في الكلام بلا تنميق هذا الظهور فضح استخبارت الجيش وأظهر الضعف السياسي للنظام وشركاؤه الذين أنشغلوا بالحديث عن موت حميدتي ولم يؤثر ذلك الحديث معنويا على جنوده وعلى أوضاع قواته القتالية على الأرض ، حميدتي في حكم الميت قواته تمكنت من التمدد في ولاية الخرطوم والاستيلاء على مدني وسنجة وأربع ولايات من ولايات دارفور الخمس وتحاصر قواته منذ مايو الماضي مدينة الفاشر وتسعى للتمدد شمالا ، فكيف يكون الحال وقد ظهر هكذا كالبعاتي بلا صورة تحتمل الريبة وهو يطالب جنوده بالصمود والمواجهة ، هذا الظهور الذي قطعا سيضاعف من معنويات جنوده.

رسالة حميدتي للغرب :

وجه حميدتي رسالة للغرب والوسطاء بالقول إذا كنتم عايزين تجيبوا الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني لماذا دمرتم بلادنا والإطاري سبب هذه الحرب، هذه العبارة التي جعلت مناوي يطالب حميدتي بأن يتحلل من الالتزامات الخارجية ويقوم بمبادرة وطنية لينقذ ما تبقى من السودان ، ولكن هل بالفعل الغرب والوسطاء هم من قاموا بتدمير السودان كما قال حميدتي في خطابه، وماذا يريد حميدتي بهذه الرسالة من المجتمع الدولي وعلى رأسه كما قال الولايات المتحدة الأمريكية بعد الخبرة والتجربة المعتبرة وقد اكتسبهما..

Two Sudanese Nationals Indicted for Alleged Role in Anonymous Sudan Cyberattacks on Hospitals, Government Facilities

Two Sudanese Nationals Indicted for Alleged Role in Anonymous Sudan Cyberattacks on Hospitals, Government Facilities

Two Sudanese Nationals

LOS ANGELES – A federal grand jury indictment unsealed today charges two Sudanese nationals with operating and controlling Anonymous Sudan, an online cybercriminal group responsible for tens of thousands of Distributed Denial of Service (DDoS) attacks against critical infrastructure, corporate networks, and government agencies in the United States and around the world.

In March 2024, pursuant to court-authorized seizure warrants, the U.S. Attorney’s Office and FBI seized and disabled Anonymous Sudan’s powerful DDoS tool, which the group allegedly used to perform DDoS attacks, and sold as a service to other criminal actors.

Ahmed Salah Yousif Omer, 22, and Alaa Salah Yusuuf Omer, 27, were both charged with one count of conspiracy to damage protected computers. Ahmed Salah was also charged with three counts of damaging protected computers.

“Anonymous Sudan sought to maximize havoc and destruction against governments and businesses around the world by perpetrating tens of thousands of cyberattacks,” said United States Attorney Martin Estrada.  “This group’s attacks were callous and brazen—the defendants went so far as to attack hospitals providing emergency and urgent care to patients.  My office is committed to safeguarding our nation’s infrastructure and the people who use it, and we will hold cyber criminals accountable for the grave harm they cause.”

“The FBI’s seizure of this powerful DDoS tool successfully disabled the attack platform that caused widespread damage and disruptions to critical infrastructure and networks around the world,” said Special Agent in Charge Rebecca Day of the FBI Anchorage Field Office. “With the FBI’s mix of unique authorities, capabilities, and partnerships, there is no limit to our reach when it comes to combating all forms of cybercrime and defending global cybersecurity.”

“These charges and the results of this investigation, made possible through law enforcement and private sector partnerships, have an immeasurable impact on the security of networks in the U.S. and of its allies, and demonstrates the resolve of the Defense Criminal Investigative Service (DCIS) to safeguard the Department of Defense from evolving cyber threats,” said Kenneth A. DeChellis, DCIS Cyber Field Office, Special Agent in Charge. “Cybercriminals need to understand that if they target America’s warfighters, they will face consequences.”

According to the indictment and a criminal complaint also unsealed today, since early 2023, the Anonymous Sudan actors and their customers have used the group’s Distributed Cloud Attack Tool (DCAT) to conduct destructive DDoS attacks and publicly claim credit for them. In approximately one year of operation, Anonymous Sudan’s DDoS tool was used to launch over 35,000 DDoS attacks, including at least 70 targeting computers in the greater Los Angeles area.

Victims of the attacks include sensitive government and critical infrastructure targets within the United States and around the world, including the Department of Justice, the Department of Defense, the FBI, the State Department, Cedars-Sinai Medical Center in Los Angeles, and government websites for the state of Alabama.  Victims also included major U.S. technology platforms, including Microsoft Corp. and Riot Games Inc., and network service providers. The attacks resulted in reported network outages affecting thousands of customers.

Anonymous Sudan’s DDoS attacks, which at times lasted several days, caused damage to the victims’ websites and networks, often rendering them inaccessible or inoperable, resulting in significant damages. For example, Anonymous Sudan’s DDoS attacks shuttered the emergency department at Cedars-Sinai Medical Center, causing incoming patients to be redirected to other medical facilities for approximately eight hours. Anonymous Sudan’s attacks have caused more than $10 million in damages to U.S. victims.

The March 2024 disruption of Anonymous Sudan’s DCAT tool, called variously “Godzilla,” “Skynet,” and “InfraShutdown,” was accomplished through the court-authorized seizure of its key components. Specifically, the warrants authorized the seizures of computer servers that launched and controlled the DDoS attacks, computer servers that relayed attack commands to a broader network of attack computers, and accounts containing the source code for the DDoS tools used by Anonymous Sudan.

An indictment is merely an allegation, and the defendants are presumed innocent unless and until proven guilty beyond a reasonable doubt in a court of law.

If convicted of all charges, Ahmed Salah would face a statutory maximum sentence of life in federal prison, and Alaa Salah would face a statutory maximum sentence of five years in federal prison.

The investigation of Anonymous Sudan was conducted by the FBI’s Anchorage Field Office, the Defense Criminal Investigative Service, and the State Department’s Diplomatic Security Service Computer Investigations and Forensics Division.

Assistant United States Attorneys Cameron L. Schroeder and Aaron Frumkin of the Cyber and Intellectual Property Crimes Section are prosecuting this case, with substantial assistance from Trial Attorney Greg Nicosia of the National Security Division’s National Security Cyber Section. Assistant United States Attorneys Schroeder and Frumkin, along with Assistant United States Attorney James Dochterman of the Asset Forfeiture Section, also obtained the seizure warrants for computer servers constituting Anonymous Sudan’s DCAT tool.

The DOJ Criminal Division’s Office of International Affairs, the FBI’s International Operations Division and Behavioral Analysis Unit, and the U.S. Attorney’s Office for the District of Alaska aided in this investigation.

These law enforcement actions were taken as part of Operation PowerOFF, an ongoing, coordinated effort among international law enforcement agencies aimed at dismantling criminal DDoS-for-hire infrastructure worldwide, and holding accountable the administrators and users of these illegal services.  Akamai SIRT, Amazon Web Services, Cloudflare, Crowdstrike, DigitalOcean, Flashpoint, Google, Microsoft, PayPal, SpyCloud and other private sector entities provided assistance in this matter.

نص شعري للشاعر الياس فتح الرحمن. عن رحيل الاستاذ محجوب محمد صالح

نص شعري للشاعر الياس فتح الرحمن. عن رحيل الاستاذ محجوب محمد صالح

نص شعري

آخِرُ النَّواقيس
مرفوعةٌ إلى رُوحِ أُستاذي محجوب محمَّد صالح

(1)
جاءني مَن تمنَّيتُ طَلَّتَهُ في الحقيقةِ،
لكنَّهُ اخْتارَ طَلَّتَهُ في المَنام!
جاءني، وعُمامتُهُ غَيمةٌ،
قد ألِفْنا وَداعتَها..
تستديرُ إذا ما تجمَّعَ في بابِها المُدرِكُونَ،
تَشُدُّ طوابِقَها خمسةً..
بعضُها يَتعلَّقُ في بعضِها
ثُمَّ تمشي على عَجَلٍ،
وتَرُدُّ على مَن يُحيُّونها في الطَّريقِ السَّلام.
……………….

كان شيخي، على غيرِ هَدْي عُمامتِهُ،
يَسيرُ على مَهْلِهِ، وعَصاه..
تُقلِّدُ إيقاعَ خُطْوتِهِ،
وتُعلِّمُ هَيكَلَها المعدنيَّ التَّريُّثَ،
وقتَ الدُّخُولِ، ووقتَ الجُّلُوسِ، ووقتَ التُّحرُّكِ..
ثُمَّ إذا ما تأخَّرَ مَوعِدُ عَودتِهم،
واستحالَ الخِتام.
………………….
كان شيخي يُثابِرُ، يَرسُمُ خِطَّتَهُ
لاجتماعِ الخُصُومِ،
يُزوِّدُهم تارَّةً بالدُّرُوسِ القديمةِ،
أو ما يَطُوفُ بيَابِسِهم،
من نعيمِ حدائقهِ حين يُفْصِحُ،
أو حين يَنْصَحُ،
أو حين يَشْرَحُ،
أو حين يَصْفَحُ،
أو حين يرنو
إلى أحدِ الخارجينَ عنِ المَتْنِ،
يَتركُهُ هائماً،
يتهجَّى حُرُوفَ غَشاوتِهِ
نادماً، في دَخيلتِهِ،
ومُسْتحِيَاً ومُلام.
……………………

كان شيخي
يَضيقُ بمَن يبتغونَ اصطيادَ السَّوانحِ
من حَبَّةٍ في الهوامشِ أو في الرَّمالِ العَقيمةِ،
يَبنُونَ قُبَّتَهُم،
فيَضرِبُ شيخيَ كَفَّاً بكَفٍّ،
ويصمُتُ بِضعَ ثوانٍ،
ويَهدَأُ،
يُلقِمُ مَن فَجَروا في الخُصُومةِ أحجارَهُ،
ثُمَّ يُطعِمُ جائعَهم طَبَقاً ساخِناً
من رغيفِ الكلام.

كان يرسُمُ خِطَّتَهُ،
يتأمَّلُ عائدَها في مُخيِّلةِ السَّامعينَ
المُسِيئينَ للظَّنِّ،
أو في مُخيِّلةِ السَّامعينَ الكِرام..
فالطَّريقُ إلى مَعقِلِ النُّخَبِ البَدَويَّةِ
مُحتشِدٌ بالخِلافِ المُسِنِّ،
كأنَّ الخِلافَ وَباءٌ توارثَهُ اللَّاحقونَ،
يُطِلُّ بلا مَوعِدٍ، يَترعرَعُ، ينمو،
ويبني خُيُوطَ عناكبِهِ في الجُيُوبِ الخَفيَّةِ،
أو يستعينُ بمخزونهِ في السَّنام.

(2)
جاءني مَن تمنيَّتُ طَلَّتَهُ في الحقيقةِ،
لكنَّهُ اخْتار طَلَّتَهُ في المَنام!
جاءني، وأنا خَيمَتي اهترأتْ،
لكنَّها في الأساريرِ باقيةٌ
فرَّ مَن خابَ في طيِّها،
باعَ للحالمينَ،
وللطَّيبِّينَ،
وللغافلينَ،
وللإمَّعاتِ التُّرام!
جاءني، والأحبَّاءُ والأصدقاءُ وأهلي،
تدلَّتْ حقائبُهم بين شمسٍ تَغيبُ
تَضِنُّ بأنوارِها،
وجغرافيا، لا تُراوِدُ أشواقَهُم،
أو تُهدهِدُ أوجاعَهُم، مَرَّةً في المواسمِ،
أو بُرْهةً، كلَّ عامٍ وعام.
………………..

جاءني مَن تمنَّيتُ طَلَّتَهُ في الحقيقةِ،
لكنَّهُ اخْتار طَلَّتَهُ في المَنام!
كان بيني وبين سَجايا أُبُوَّتِهِ
شَغَفٌ وحنينٌ،
لمجدٍ بناهُ الأوائلُ، لكنْ تَبعثرَ،
بل ضاعَ بين طُبُولِ القبائلِ،
غابت شَرارتُهُ، وأَوَى للأراشيفِ،
يَغمُرُنا بنسائمِهِ حين يزهو،
يُطِلُّ بألوانِهِ الزُّرْقِ،
والصُّفْرِ والخُضْرِ،
يُفرِدُهُ الحاكمونَ،
يُرفرِفُ يوماً، ويومينِ،
ثُمَّ يُعيدونَهُ للدَّواليبِ
كي يتَّقي شمسَ سَقفِ البِنايةِ،
يَعقِلُها
يَتوكَّلُ، يَحضُنُ ألوانَهُ،
ويُهمهِمُ في سِرِّهِ دامعاً؛ وينام.
……………….

كان أبي حين يتلو تعاليمَ نارِ الكتابةِ،
يعلو بنَبرتِهِ ثُمَّ يُمطِرُنا بصَرامتِهِ،
فالضَّحالةُ إِنْ حضَرتْ
لا يُعذَّرُ صاحبُها، فهْي مَفسَدةٌ وأذًى،
لا يُبدِّدُ شَهوتَها جَلَدٌ أو مُصانَعةٌ، أو فِطام.
والضَّحالةُ أُمُّ الكبائرِ، إنْ وقفَتْ
وَحدَها تترافَعُ، تَنشُدُ ضالَّتَها في البدايةِ،
بين جَهابِذةِ العارفينَ،
وبين ضجيجِ المقاعِدِ، حيثُ الأبالِسةُ الضَّالعون،
وحيث فُضُولُ العَوَام..
حينها يَتقلَّصُ مَتنُ الخُلاصةِ،
يَضمُرُ،
ثُمَّ رويداً رويداً يَغيبُ،
وتبدو السُّطُورُ على غيرِ هيْأتِها
في الخِتام.
والضَّحالةُ جُرْمٌ صريحٌ، يُهدِّدُ أعمارَنا،
والضَّحالةُ في الكُتُبِ العالياتِ
ضُلُوعٌ بِلا وازِعٍ في الحرام.

(3)
جاءني مَن تمنَّيتُ طَلَّتَهُ في الحقيقة،
لكنَّهُ اخْتار طَلَّتَهُ في المَنام!
جاءني قلِقاً؛ هَلِعاً،
دامِعاً؛ واهِناً،
واهِباً حَيْرَتي سِفْرَ أيُّوبَ،
نقَّحَهُ وأضافَ لبابِ التَّجلُّدِ مَلزَمةً
مِن فصيحِ تَجارِبهِ المُلهِماتِ،
في العالمِينَ
عليه الرِّضا، وعليه السَّلام!
………………..

جاءني،
قال لي:
ما لِهذي الشَّوارعِ مزروعةً بالبنادقِ؟!
والدُّورُ فارغةٌ من أُناسٍ بَنَوْها،
بشَقِّ سواعدِهم،
وفي ظلِّها قد تواصَوْا بصَبرٍ وَلُودٍ؟!
وأكتافُهُم تُوِّجَتْ، يومَ عدْلٍ،
وهاماتُهُم في النَّوازلِ، حينئذٍ
حُمِّلتْ بالمَهام.
………………….

ودارَ الزَّمانُ طويلاً،
وودَّعَنا في المحطَّاتِ جيلٌ وأينعَ جيلٌ،
تشرَّبَ حِصَّتَهُ في الحياةِ الجديدةِ،
تَقَّنَها، ثمَّ سَوْدَنَها،
ثمَّ قام.
………………..

وكانوا، جميعاً على العَهدِ،
يستنجدونَ بشُعلتِهمْ وهْي تَدفَعُ أشبالَها
حين تَدْهَمُنا الرِّيحُ، أو حين يَلْدَغُنا لادِغٌ
قد تسرَّبَ من شَهْوةٍ في مَنامِ العساكِرِ،
أو رشْوةٍ في جُيُوب الأكابِرِ،
أو قفزةٍ لا تُكلِّفُ فاعلَها بَعدَ نَشوتِهِ،
غيرَ مُنْيتِهِ في المَفازةِ، أو في الحُلُوكةِ،
مُنتحِراً في الظَّلام.

(4)
جاءني مَن تمنَّيتُ طَلَّتَهُ في الحقيقةِ،
لكنَّهُ اخْتارَ طَلَّتَهُ في المَنام!
قال لي:
لم يكنْ من دُرُوسِ تَنبُّؤِنا بالزَّلازلِ،
أو في مَدارِ قياماتِنا، رَغمَ كَثْرةِ أنواعِها،
ما تبخَّر أو ما تناسلَ منها،
دليلٌ يُحيلُ مصائرَنا كلَّها، بَغتةً، مَغنَماً
ليِّناً في الحُدُودِ مع الجارَةِ البَدَويَّة،
أو لُعبةً في مِزاجِ صباحِ الأميرِ المُفَدَّى،
أو ثورةً،
تتناثرُ أشلاؤُها في ظلامِ الزَّنازينِ،
أو في الخنادِقِ،
أو في المنافي المُهينةِ،
أو في المقابِرِ،
أو في الخِيام!

(5)
كيف أحكي يا أبي..
أضَعُ الإِصبَعَ مَفرُوداً على الهَوْل،
وكم كانَ، وكم ظلَّ،
وكم فاضَ العذاب؟!
كيف أحكي يا أبي؟!
……………….

فجأةً..
قبل أن تزهو كُؤوسُ القهوةِ الأولى بنَكْهتِها،
حطَّ على أكتافِ بابِ البيتِ في الفجرِ
غُراب!
نزلَ الشَّرُ ثقيلاً بعدَها،
فحُشِرْنا في فمِ النَّارِ كأنَّا
مَعشَرُ الكفَّارِ في يومِ الحساب.
وخرَجْنا يا أبي..
بعضُنا لا شيءَ في حَوزتِهِ غيرَ الثِّياب!
خرجَ القومُ فُرادى، وزَرافاتٍ،
شُيُوخاً وصَبايا وشباب.
………………..

كيف أحكي يا أبي؟!
يَسألُ الأطفالُ، والنِّسوةُ، والمارَّةُ،
والشَّجرُ المرعوبُ عن وِجهتِنا،
وانقضى عامٌ ونَيِّف..
نحنُ لا نَعرِفُ حرْفاً واحداً
يَحمِلُ في طيَّاتهِ شيئاً نُسمِّيهِ الجواب.
بعضُنا دخلَ الظُّلمةَ مِن أوَّلها
حيثُ لا يَظهَرُ في آخِرِها ضَوءٌ
ولا يُفتَحُ باب..
ثُمَّ نمشي دونَ سيقانٍ وأقدامٍ
وتَنعانا على كُرَّاسة الرَّملِ شُمُوسٌ
وأثافٍ
وأحاديثُ رُعاةٍ ظعَنوا
وفَحيحٌ وصفيرٌ وعُواءٌ
وعِظامٌ لدَوَاب.
ثُمَّ نمشي ثمَّ نمشي..
يَلِدُ الدَّربُ سراباً
في سرابٍ في سراب.
يَطأُ المشتاقُ للأرضِ وللبيتِ وللأحبابِ
جَمرتَهُ،
وتنهالُ على حَمَّالة الرُّوحِ حِرابٌ
في حِرابٍ في حراب.
تيْبسُ السَّاعةُ في حِيطانِ هذينِ الطَّليقَينِ الشَّريكَينِ
الشَّبيهَينِ الصَّديقَينِ العَدوَّينِ
فتنأى عن عقاربِها،
وتندَكُّ على أحذيةِ العُمْيِ وصُنَّاعِ الخراب.
يَزحَفُ الوقتُ ونتلو سِفرَ أيُّوبَ صباحاً ومساءً،
وذَهاباً وإياب..
ثمَّ مع الرَّكعةِ والسَّجدةِ
يُرفَعُ للرَّبِ من النَّاسِ على سجَّادة البثِّ
خِطابٌ وخِطابٌ وخِطاب.

(6)
آهِ يا أبتي،
هرِمْنا
مثلَما قال سليلُ الغُبنِ يوماً
وتحدَّى،
وتصدَّى،
واسْتراب.
……………

آهِ يا أبتي..
سئِمْنا، وهرِمْنا،
وشرِبْنا كأسَ أيُّوبَ إلى آخِرهِ،
كيف يا أبتي على أيَّامِ هذَينِ الصَّفيقَينِ
السَّفيهَينِ، البَغيَّينِ، نُزَكِّيهِ الشَّراب!
والدَّمُ المسفوكُ يا أبتي نواقيسٌ
ودَيْنٌ يَدهُنُ الأُفْقَ ويمشي في العَراقيبِ
ويَحتلُّ الرِّقاب!
………………

تَخرُجُ الحُرَّةُ من مَخدَعِها رُعْباً،
وتجري في اتِّجاهِ الموتِ، فالموتُ
على كلِّ السَّراديبِ مُقيم!
يرتدي (كَدمُولَهُ) الملفوفَ كااللَّعنةِ،
حولَ الرَّأسِ، والرَّأسُ خَلاء.
شارعٌ خالٍ من المارَّةِ
تخشاهُ الخفافيشُ، وتأباهُ الدَّواب!
………………..

تقفِزُ الحُرَّةُ، تجري يا أبي
في اتِّجاه الموتِ، يجري دمُها
ثمَّ يَهتزُّ، ويَرتجُّ حَشَاها بِضعَ لحظاتٍ
ولا تَذكُرُ غيرَ الله في شَهقتِها،
وتَرجوهُ تعالى
يَقبِضَ الرُّوحَ، ويُنْجيها مِنَ اللَّحظةِ
فاللَّحظةُ أعتى من لظَى الموتِ،
ومن كلِّ بَلاءٍ ومُصاب.
…………………………….

تقفِزُ الحُرَّةُ، تجري يا أبي
في اتِّجاه الموتِ، يجري دمُها
ثُمَّ يَهتزُّ، ويَرتجُّ حَشَاها بضعَ لحظاتٍ،
ولا تَذكُرُ غيرَ الله في شهقتِها،
وترجوهُ تعالى
يَقبِضَ الرُّوحَ، ويُنْجِيها من اللَّحظةِ،
فاللَّحظةُ أعتى من لظَى الموتِ،
ومن كلِّ بَلاءٍ ومُصاب.
………………..

ثُمَّ ماذا يا أبي؟
ولماذا يكشِفُ الغرباءُ عن سُرَّتِها جَبْراً
ويُمشُونَ على الصَّدرِ، وما تحتَ الثِّياب؟!
ثُمَّ يلهُونَ سعيدِينَ، سُكارى،
لا يُغطُّونَ بقاياها بكَومٍ من تُراب!
……………….

آهِ يا أبتي،
هرِمْنا،
مثلَما قال سليلُ الغُبنِ يوماً وتحدَّى،
وتصدَّى، واسْتراب!
ثمَّ إنَّ المُزنَ هطَّالٌ،
وفي صُرَّتهِ
تِسْعُ بِشاراتٍ عُجَاب!
فإذا بالصَّوتِ دوَّى،
شبَّتِ الأصواتُ فأساً طُولها الشَّعبُ،
وعَرْضٌ لا يُجاريهِ حِساب..
وترى الحائطَ
ذرَّاتٍ تهاوتْ
واسْتدارتْ
في الهواء الحُرِّ مرَّاتٍ ومرَّاتٍ وطارتْ
ثُمَّ خارتْ، واستقرَّتْ، مثلَما كانت
قُبَيلَ اللَّتِّ والعَجْنِ،
تُراباً في ترابٍ، في تُراب.
………………..

يُوضَعُ الميزانُ، في عُرْفي، على نصفينِ:
قَصَاصٌ نِصفُه الأوِّلُ، والثَّاني قَصَاصٌ
نِصفُهُ الآخَرُ
والوقتُ عِقابٌ، في عِقابٍ، في عِقاب.

يُغلَقُ البابُ، ويَصطَفُّ جُناةُ الأمسِ واليومِ،
ومَن بايعَهُم،
حيثُ لا يفلِتُ مَن نكَّلَ بالجِلْدِ وباللَّحمِ
وبالعَظمِ وبالرُّوحِ، وبالأرضِ الَّتي فُضَّتْ على الأرضِ،
وها باتتْ يباباً في يبابٍ،
في يباب.
…………..

يَسقُطُ العَفْوُ،
ومَن رَوَّجَ للعَفْوِ،
ولو جاء براياتٍ تَدِرُّ العَطفَ،
مشفُوعاً ومسنُوداً بآياتِ الكتاب!
نُسمِّيها بلا نسبٍ
أو لا نُسمِّيها
فسِيرتُها تُعلَّقُ في حِبالٍ
يا أبي
ومَن يُعلِّقْها، يُكافَأْ من عُتاةِ القابضينَ على جهنَّمِهمْ
ويَهنَأْ بالثَّواب.
نُسمِّيها أو لا نُسمِّيها
وليس لها في الخَلقِ
يا أبتي
سوى المنسوبِ ماضيها إلى جِنِّيةٍ تعلو بنَشوتِها
إذا ما أدمنتْ في الصَّيفِ
لَحسَّ التَّمرِ،
تَرشُّ نَواتَه بلُعابِها الغَجريِّ
وتَعصِرُهُ بفكَّيْها
وتسترخي
وتَتركُ ما تبقَّى من مَسرَّتها
لإِسفنجٍ يُعتِّقُهُ على مَهْلٍ
فتَظمأُ كلَّما شرِبتْ
وتحيا
ثُمَّ لا تحيا
إذا نضَبَ الشَّراب.
نُسمِّيها أو لا نُسمِّيها..
ولا نَذكُرُ أشباهاً لها في الخَلْقِ يا أبتي
سوى ما قد تراهُ العينُ
من شيءٍ صغيرٍ
قد يَبينُ ولا يَبينُ،
وقد يَلُفُّ على ظُهورِ النَّملِ منديلاً
يُجنِّبُهُ السُّؤالَ عن الهُوِيَّةِ
في الذَّهاب وفي الإياب.
………………

نُسمِّيها أو لا نُسمِّيها..
وليس له في الخَلْقِ يا أبتي
سوى ما ظلَّ يُشْبِهُ في الخريف فُقَاعةً في الماءِ،
أو ريشاً تخلَّى في المُنازَلةِ الخفيفةِ
عن رِفاقِ سِلاحِهِ
ومضى يُغازِلُ في الهواءِ بَعُوضةً
تزهو بأسفلِها
فينقلِبُ الهواءُ
ويعدو عكسَ وِجهتِهِ،
فتحتفلُ العناكِبُ،
ثُمَّ تَرقُصُ في الفضاءِ الدَّاكنِ الصَّمغيِّ
أسرابُ السَّراب،

(7)
يا أبي..
يا سيَّدَ الجَلسةِ في اليُسْرِ،
وحين اليُسرِ يَغشانا لِمَاماً،
ثُمَّ في العُسرِ الَّذي يَرمي عصا تَرحَالِهِ
في صَحْنِ بَلدتِنا،
ويلهو في الأَسِرَّةِ والمناضِدِ،
والمَقاعِدِ والمَشاجِبِ،
في ألعابِ طِفلتِنا الوديعةِ،
في حاسُوبِ ربِّ البيتِ،
يمشي في الدَّواليبِ،
وفي الطَّقس المفضَّلِ للكتابةِ والتَّأمُّلِ والقراءةِ،
ثمَّ في لَوحاتِ حائطِنا المُدلَّلِ،
في النَّوافذِ، والسَّتائرِ والشَّراشِفِ والجواربِ والثِّياب!
……………

يا أبي..
يا أيُّها المبعوثُ في هَبَّاتِنا الصُّغرى،
وفي الكُبرى،
وحين الضِّيقُ يَستغوِي
ويعوِي في التَّضاريسِ، ويَشتطُّ،
فتصطَكُّ، وتَستاءُ وِهَادٌ ورِحاب.

ينقضي العامُ ونيِّف..
نحنُ لا نَقرأُ في رُزنامةِ السَّبتِ
الَّذي هاجمنا أيَّ آثامٍ جنَاها دمُنا
غيرَ طَلعتِهِ
وسيماً طازجاً
فاديَاُ أٌمَّتَهُ الثَّكلى
بأغلى ثمنٍ،
عدَّه الله شُرُوعاً
بل حُلُولاً في الصَّواب.

……………..

يا أبى..
يا سيَّدَ الجَلسةِ حين يحتدُّ البدائيُّونَ
تَسمعُهم، يَذوبُ اللَّغوُ
في غُربالِكَ النَّاعمِ،
تَستشهِدُ بالثَّأراتِ، والمِحَنِ الشَّبيهةِ،
ثمَّ تستدعي دُرُوساً في النَّوازلِ،
حين تَضرِبُ كلَّ نافذةٍ وباب!
……………

يا أبي..
يا أوَّلَ الآباءِ، يا قَلماً تشدَّدَ في تمنُّعِهِ،
وأسهبَ في تمعُّنِهِ، ونوَّهَ، ثمَّ فنَّدَ،
ثمَّ جادلَ بالَّتي تَشفي،
وحين تُصافِحُ الفُرَقاءَ أطرى،
واستعادَ بريقَ سَحنتِهِ، وآزَرَ،
واستجاب!
……………

يا أبي..
يا أوَّلَ الآباءِ،
حين تُطِلُّ، تنتظمُ المقاعدُ،
يَصمُتُ الفُصَحاءُ،
يَحضُرُ مَن تعوَّد أن يَغيبَ،
فيَستَوُونَ جميعُهم،
وتَسطَعُ في مِنصَّتِنا القديمةِ والجديدةِ
كلُّ شاردةٍ وواردةٍ،
وندخُلُ في الوَقارِ جميعُنا،
نعلو،
وتَحتشدُ الحَصَافةُ في نُفُوسِ القومِ يا أبتي،
وتَهطِلُ من سَحَابتِكَ الأُبوَّةُ والسَّماحةُ
والصَّلابةُ، والنَّجابةُ..
كلُّها تَصطَفُّ بين يدَيكَ
يا أبتي، إليكَ،
وتنحني لمَقامِكَ السَّامي،
فتَزدهِرُ المناديلُ المُعطَّرةُ النَّدِيَّةُ
حولَ وجهِكَ،
تَرتبِكُ المِنصَّةُ،
والحُضُور يُطالبونَ
بحقِّهمْ في بَوحِكَ العالي،
فتنتفضُ العُمامةُ،
خلفَها الجُلبابُ يَتبعُها فتَنهَضُ عالياً،
لتُؤجِّلَ الفُصْحى وتَرتجِلَ الخِطاب!
……………..

يا أبي..
يا أوَّلَ الآباءِ،
هَبْ لنا عَفْوَك نَرجُوهُ وفيراً!
فعلى يُمْناكَ تنداحُ خَطايانا
ويُسْراكَ جِراحٌ ودُمُوعٌ،
وعِتابٌ في عِتابٍ،
في عِتاب.
………………

يا أبي..
هَبْ لنا عَفْوَكَ
نَرجُوهُ وثيراً!
نحنُ محجوبونَ عن صَحوتِنا قَرْناً،
وما الجَهلُ وما الفِتنةُ والبَغضاءُ والحِقدُ
سوى الطَّامَّةِ، والطَّامَّةُ في الأصلِ
حِجابٌ في حجابٍ،
في حِجاب.
……………..
اِسمُكَ المرسومُ في أضلُعِنا وَرْداً
وقنديلاً، ومَتْناً فارِعَ القامةِ
يرتادُ حنايانا ويسمو
كلَّما أينعَ حَرفٌ في كتاب.
هَبْ لنا عَفْوَكَ إِنْ كنتَ قريباً،
أو إذا كنتَ على البُعدِ، أَغِثْنا وافْتِنا في يُتمِنا العالي،
فقد ضاقتْ على كلِّ خُطُوطِ الطُّولِ والعَرضِ مفازاتٌ،
وصدَّتْنا سُهُولٌ،
وجبالٌ، وهِضاب!

(8)
نَمْ هنيئاً يا أبي،
وافِرَ الحُجَّةِ، مفْرُوداً على
قُوتِ المِنصَّاتِ،
سخِيَّاً مثلَما كنتَ ستبقى
يَرتوي من نَبعِكَ الأنقى
سؤالٌ ظاعنٌ في العُسْرِ
يستدعي جُمُوعَ البالغينَ المجدُ يا أبتي،
يَرتبِكونَ حينئذٍ،
ويَشتطُّونَ وقتئذٍ
فتُسعِفُهمْ، وتُلهِمُهمْ
فتنفتِحُ المصاريعُ،
وتلتئِمُ العناصرُ يا أبي،
لِيقفِزَ من خَبيئَتِهِ الجَّواب.
……………
اِسمُكَ الحاضرُ،
والمرسومُ في أضلُعِنا وَرْداً
وقنديلاً، ومَتْناً فارِعَ القامةِ،
يَرتادُ حنايانا ويسمو،
كلَّما أينعَ حَرفٌ في كتاب.
اسمُكَ المرسُومُ في أضلُعِنا فخراً
بمجدٍ لا يُداريهِ نُعاسٌ أو غياب!
………………….
فارقُدِ الآنَ كما أنتَ جميلاً،
سيَّدَ الحِكْمةِ والفِطْنةِ، مأهُولاً
بصوتِ النَّاسِ والأرضِ وما بينَهُما،
تسعى رؤوفاً، وأَبِيَّاً،
ووفيَّاً
ومُهاب!
——-

الياس فتح الرحمن
ريفى مروى اكتوبر2024

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحرب .الحرب في الميزان “الخضري”

0

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحرب .الحرب في الميزان “الخضري”

الحرب في الميزان

“إن غدا لناظره قريب”، مقولة هي في الحقيقة، عجز بيت جري هكذا مجري المثل، يقول فيه الشاعر “قراد بن أجدع: “فإن يك صدر هذا اليوم ولي.
فإن غدا لناظره قريب”.
ورغم أن صدر يوم الحرب، في السودان، بدا طويلا، وأبي أن يولي لنحو عام ونصف، إلا أن غدا يبقي كما هو، لناظره المتفائل بالخير قريب.
ففي حرب السودان، ما أكثر ما لا ينبغي أن يكتب، أو حتي أن يقال.
فلو ان كل ما يعرف وراء ما يجري الآن يقال، أو أن كل ما يقال هنا يكتب، لنفد البحر أيضا، قبل أن تنفد كلمات أخريات، ما كان ينبغي أن تكتب، ولا يجب الي اليوم أن تقال.
إذ أن غدا سيأتي لا محالة، متسقا مع غموض سيرة السودان، وغرابة شأنه، الذي يطابق علي نحو ما، قصة نبي الله “موسى”، والعبد الصالح “الخضر”، الواردة في “سورة الكهف”.
المهم فمنذ أن أوحي سبحانه وتعالى، لسيدنا موسي عليه السلام، بأن ثمة عبد أعلم يقيم بمجمع البحرين، وأوحي إليه أن يأخذ معه في سفره حوتًا ميتًا، ستعود له الحياة في مكان ما يقيم هذا العبد الصالح، إنفتحت سيرة أرض من شأنها التقلب، نوماً ويقظة، موتاً وحياة، علي ذات المنوال، بل ولا زالت تمضي هكذا دواليك.
في حين مضي السودان منذ ذلك الوقت، والي يومنا هذا، تتبدل أحواله علي هذا النحو، من حال يبدو في ظاهره سيئا، بحال صلاحه في باطنه مستتر.
حتي أضحي أو كاد أن يكون نَموذجٌا يَصعبُ الحصولُ علي مادته مُنفردةً، أو مَبذولةً دون حَفرٍ عَميقْ.
الواقع أن السودان قد ظل على مر تاريخه، وعلى حالته الماثلة، وعلاته الراهنة، وطنٌا حمّالُ أوجهٍ، يُجيدُ الاختباءِ، وراءَ ظلال الأسماءِ، وجوقةِ الأصداءِ.
تختبيء الصدفة فيه بمُنعطفِ الطريق، علي قول شاعرنا الراحل محمد المكي ابراهيم.
ويخرج كالعسل البريئ من الرحيق،
وليحلق أيضا كطائر الفينيق ناهضا من الحريق.
وبمثلما “يختبىء هذا الحريق ذاته عند “ود المكي” فى الشرر.
يختبىء كذلك البستان فى الوردة، والغابة في الشجر.
المهم بين اكمام “وردة السودان” هذا الوطن الجريح، الذي لا زال يُخبيءُ، بين طياتِ وتضاعيفِ سِيرته الغامضة والغريبة “بستان العالم” الفسيح، وطائفةً من اسرارِ الكونِ الأُخري.
إذ منذ لقاء موسي بالخضر، عليهما السلام بمجمع البحرين، بات في ظني أن “السودان” قد صار الي ما يشبه المجال الحيوي لممارسة أنماط من السلوك والتصرف، تبدو في ظاهرها وكأنها تجافي العقل والمنطق.
وبدا كأن السودان قد أصبح هو نفسه أسيرا لهذا “النموذج الخضري” المدهش، الذي تتساوق فيه المنن بطي المحن، والمزايا في طي البلايا.
هذا النموذج الخضري الذي أباح لعرابه، خرق سفينة “مساكين البحر” بحسبان ان خرق هذه السفينة خير لهؤلاء المساكين من سلامتها، وأن قتل فلذة كبد “ابوين مؤمنين” يأتي رحمة بهما، وأن بناء جدار بقرية البخلاء قد أصبح بحكم الوقت، واجبا علي هذا الرجل الصالح، لسترِ وحفظ كنز أيتام لم يبلغا أشدهما، عن أعين سابلةٍ عُرفوا بِلّؤمِ الطِباعْ.
إنها نماذج لأفعال تبدو في ظاهرها سيئة، أو غير مبررة علي الأقل، بيد أنها قد أفضت في الواقع الي نهايات سعيدة، تختلف في باطنها عن ظاهرها الموحش المخيف.
فقد قال الإمام محي الدين بن عربي في إحدى نصوصه النادرة عن هذه القصة قولا يوحي بالسودان جاء كما يلي: “فإذا بلغ اليتيمان اشدهما، وتوفت الأدوار امدهما، حينئذ يظهر الكنز، وتقوم دولة العز، اذا ظهر الأمر في مجمع البحرين، ولاح السر المكتوم لذي عينين”، ويمضي ابن عربي الى ان يقول: “هذا الأمر هو الكنز الخفي بالبحر الغربي”.
وينصح بقوله: “فالذي يعرف حقيقة ذلك الكنز ومحل النجاة والفوز، يقيم جداره، ويسكن داره، ولا يطلب أجرا، ولا يحدث لمن انكر عليه ذكرا”.
وكذا في هذه الحرب التي عشنا ونعيش لنحو عام ونصف صوراً من ويلاتها ومراراتها الفاجعة، والتي مورست فيها افعال يندي لها الجبين، وينكرها العقل، وتكرهها النفوس، وإن إنطوت في حقيقتها علي خيرٍ خفي، يتصوره الناس محضُ شرٍ.
شأنهم وشعورهم، كشعور أبوي غلام قتيل بلا ذنب متحقق جناه، وشأنهم شأن أرباب سفينة خرقها بين أيديهم رجلا أسدوا له جميلا، قابل إحسانهم باتلاف مركبهم، قبل ان يترجل عنه.
غير أن عاقبة كل هذه الأفعال، التي ما جاءت في مقام الحقيقة إلا لخير، رغم أنها قد بدت للناس، أول ما بدت، أفعالا سيئة بل ومنكرة هي كذلك، كشأن هذه الحرب.

وزارة العدل الأمريكية تتهم مواطنين سودانيين بالضلوع في هجمات الكترونية

0

وزارة العدل الأمريكية تتهم مواطنين سودانيين بالضلوع في هجمات الكترونية

السودانية نيوز:متابعات

وزارة العدل الأمريكية

وجهت وزارة العدل الامريكية ،امس اتهامات إلى اثنين  من مواطني السودان وهما أحمد صلاح يوسف عمر (22 عاماً) وعلاء صلاح يوسف عمر (27 عاماً) بتهمة تشغيل والسيطرة على مجموعة Anonymous Sudan، وهي مجموعة إجرامية إلكترونية مسؤولة عن عشرات الآلاف من هجمات وحرمان الخدمة على مستشفيات ومرافق حكومية وبنى تحتية حيوية أخرى في لوس أنجلوس وحول العالم.

 (DDoS)

وقالت الوزارة في بيان (في مارس 2024، وبموجب أوامر مصادرة مرخصة من المحكمة، صادر مكتب المدعي العام الأمريكي ومكتب التحقيقات الفيدرالي أداة DDoS القوية الخاصة بمجموعة Anonymous Sudan، والتي يُزعم أن المجموعة استخدمتها لتنفيذ هجمات DDoS، وباعتها كخدمة لجهات إجرامية أخرى.

تم توجيه تهمة واحدة إلى أحمد صلاح يوسف عمر (22 عامًا) وعلاء صلاح يوسف عمر (27 عامًا) بالتآمر لإتلاف أجهزة كمبيوتر محمية. كما وجهت إلى أحمد صلاح ثلاث تهم تتعلق بإتلاف أجهزة كمبيوتر محمية.

وقال المدعي العام الأمريكي مارتن استرادا: “”سعى Anonymous Sudan إلى تعظيم الفوضى والدمار ضد الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم من خلال ارتكاب عشرات الآلاف من الهجمات الإلكترونية””.”كانت هجمات هذه المجموعة قاسية ووقحة – ذهب المتهمون إلى حد مهاجمة المستشفيات التي تقدم الرعاية الطارئة والعاجلة للمرضى. إن مكتبي ملتزم بحماية البنية التحتية لأمتنا والأشخاص الذين يستخدمونها، وسنحمل مجرمي الإنترنت المسؤولية عن الضرر الجسيم الذي يسببونه””.

وقالت المسؤولة ريبيكا داي من مكتب التحقيقات الفيدرالي في أنكوريج: “”نجحت عملية الاستيلاء التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي على أداة DDoS القوية هذه في تعطيل منصة الهجوم التي تسببت في أضرار واسعة النطاق وتعطيل البنية التحتية والشبكات الحيوية في جميع أنحاء العالم””.””مع مزيج مكتب التحقيقات الفيدرالي من السلطات والقدرات والشراكات الفريدة، لا يوجد حد لنطاق وصولنا عندما يتعلق الأمر بمكافحة جميع أشكال الجرائم الإلكترونية والدفاع عن الأمن السيبراني العالمي””.”

وهذه الاتهامات ونتائج هذا التحقيق، التي أصبحت ممكنة من خلال شراكات إنفاذ القانون والقطاع الخاص، لها تأثير لا يُحصى على أمن الشبكات في الولايات المتحدة وحلفائها، وتُظهر عزم دائرة التحقيقات الجنائية الدفاعية (DCIS) على حماية وزارة الدفاع من التهديدات السيبرانية المتطورة”، قال كينيث أ. دي تشيليس، مكتب DCIS الإلكتروني الميداني، العميل الخاص المسؤول. “يحتاج مجرمو الإنترنت إلى فهم أنه إذا استهدفوا مقاتلي أمريكا، فسوف يواجهون العواقب”.

وفقًا للائحة الاتهام والشكوى الجنائية التي تم الكشف عنها اليوم أيضًا، منذ أوائل عام 2023، استخدم ممثلو Anonymous Sudan وعملاؤهم أداة Distributed Cloud Attack Tool (DCAT) الخاصة بالمجموعة لتنفيذ هجمات DDoS مدمرة والإعلان عن الفضل فيها علنًا. في حوالي عام واحد من التشغيل، تم استخدام أداة DDoS الخاصة بـ Anonymous Sudan لشن أكثر من 35000 هجوم DDoS، بما في ذلك ما لا يقل عن 70 جهاز كمبيوتر مستهدف في منطقة لوس أنجلوس الكبرى.

وقد شمل ضحايا الهجمات أهدافًا حكومية حساسة وأهدافًا للبنية الأساسية الحيوية داخل الولايات المتحدة وحول العالم، بما في ذلك وزارة العدل ووزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخارجية ومركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس ومواقع الويب الحكومية لولاية ألاباما. كما شمل الضحايا منصات تكنولوجية أمريكية رئيسية، بما في ذلك Microsoft Corp. وRiot Games Inc. ومقدمي خدمات الشبكة. وأسفرت الهجمات عن انقطاعات في الشبكة أثرت على آلاف العملاء.

وتسببت هجمات DDoS التي شنتها مجموعة Anonymous Sudan، والتي استمرت في بعض الأحيان لعدة أيام، في إلحاق الضرر بمواقع الويب والشبكات الخاصة بالضحايا، مما جعلها غالبًا غير قابلة للوصول أو غير صالحة للعمل، مما أدى إلى أضرار جسيمة. على سبيل المثال، أدت هجمات DDoS التي شنتها مجموعة Anonymous Sudan إلى إغلاق قسم الطوارئ في مركز سيدارز سيناي الطبي، مما تسبب في إعادة توجيه المرضى القادمين إلى مرافق طبية أخرى لمدة ثماني ساعات تقريبًا. تسببت هجمات مجموعة Anonymous Sudan في أضرار تجاوزت 10 ملايين دولار للضحايا في الولايات المتحدة.

وتم تعطيل أداة DCAT التابعة لمجموعة Anonymous Sudan في مارس 2024، والتي تسمى “Godzilla” و”Skynet” و”InfraShutdown”، من خلال الاستيلاء على مكوناتها الرئيسية بموافقة المحكمة. على وجه التحديد، سمحت أوامر الاعتقال بمصادرة خوادم الكمبيوتر التي أطلقت وتحكمت في هجمات DDoS، وخوادم الكمبيوتر التي نقلت أوامر الهجوم إلى شبكة أوسع من أجهزة الكمبيوتر المهاجمة، والحسابات التي تحتوي على الكود المصدر لأدوات DDoS التي تستخدمها مجموعة Anonymous Sudan.

إن لائحة الاتهام ليست أكثر من ادعاء، ويُفترض أن المتهمين أبرياء ما لم تثبت إدانتهم بما لا يدع مجالاً للشك في محكمة قانونية.

إذا أدين بجميع التهم، سيواجه أحمد صلاح عقوبة قصوى قانونية بالسجن مدى الحياة في السجن الفيدرالي، وسيواجه علاء صلاح عقوبة قصوى قانونية بالسجن الفيدرالي لمدة خمس سنوات.

تم إجراء التحقيق في قضية Anonymous Sudan بواسطة مكتب التحقيقات الفيدرالي في أنكوريج، وخدمة التحقيقات الجنائية الدفاعية، وقسم التحقيقات الحاسوبية والطب الشرعي في خدمة الأمن الدبلوماسي التابعة لوزارة الخارجية

انخفاض حاد للجنيه السوداني مقابل الدولار وارتفاع هائل في أسعار

انخفاض حاد للجنيه السوداني مقابل الدولار وارتفاع هائل في أسعار

السودانية نيوز: متابعات وكالات

انخفاض حاد

يشهد الجنيه السوداني انخفاضًا حادًا مقابل الدولار الأمريكي والجنية المصري بسبب تأثير الحرب المستمرة في البلاد منذ أبريل 2023.

فقد وصل سعر الجنيه المصري إلى 54 جنيهًا سودانيًا، بينما تخطى سعر الدولار 2000 جنيه سوداني. هذا الانخفاض الكبير في قيمة العملة السودانية بنسبة 350% خلال 16 شهرًا أدى إلى ارتفاع هائل في أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك الوقود، وزيادة التضخم إلى 136.67% في النصف الأول من عام 2024، مما فاقم من معاناة المواطنين في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

وشهدت أسواق العملات الأجنبية في السودان اليوم الخميس تباينًا ملحوظًا، حيث يستمر الجنيه السوداني في الانخفاض. مع اختلاف الأسعار بين المناطق والتجار، يرى العديد من الاقتصاديين أن هذا التباين يمثل جزءًا من إستراتيجية تجار العملة الذين يهدفون إلى الاستفادة من شراء النقد الأجنبي بأسعار منخفضة ثم إعادة بيعه لتحقيق أرباح وفيرة.

لزيادة الأخيرة في الأسعار جاءت بعد فترة من التباين أدت إلى ركود في النظام المصرفي. هذا الركود جعل المتعاملين يترددون في اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، وتأتي هذه الظروف في ظل الأوضاع السياسية المتردية التي تثير مخاوف بشأن تأثيرها على السوق. كما تنتشر شائعات حول تراجع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه، خصوصًا في الولايات الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة، وهو ما يزيد من حدة التباين في الأسعار.

وأدى التباين الكبير في أسعار الصرف إلى حالة من الاضطراب في السوق الموازي، مما يعيق الوصول إلى أسعار متوسطة موحدة. يستفيد بعض تجار العملة من هذه الفوضى لتحقيق أرباح من خلال شراء العملات بأسعار متفاوتة، في حين يؤكد الخبراء المصرفيون على عدم وجود أسباب واضحة لهذا التباين، مشيرين إلى استمرار نقص النقد الأجنبي والسيولة في الأسواق.

كشفت تقارير مصرفية لمراسل موقع أخبار السودان عن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني اليوم، مع وجود تباين ملحوظ في الأسعار. حيث تجاوز الفارق في سعر صرف الدولار 100 جنيه بين المناطق الشرقية والغربية، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار في السوق. يأتي هذا التفاوت في الأسعار في ظل تصاعد المخاوف من ارتفاع الأسعار مستقبلاً، نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية.

إذا استمرت هذه الأوضاع دون اتخاذ تدابير فعالة، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار كبير في قيمة العملة. يتطلب الوضع الراهن استجابة سريعة من الجهات المعنية لمعالجة الأزمات الاقتصادية، وذلك لتفادي تفاقم الأزمات التي تؤثر على حياة المواطنين وتزيد من معاناتهم اليومية.

حظر الإمدادات من قبل اطراف الصراع يجبر أطباء بلا حدود على وقف رعاية 5 ألف طفل

0

حظر الإمدادات يجبر أطباء بلا حدود على وقف رعاية 5 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في شمال دارفور

متابعات: السودانية نيوز

يجبر أطباء بلا حدود

اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى وقف علاج 5,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور في السودان، نتيجةً للحظر الذي تفرضه الأطراف المتحاربة على إيصال المواد الغذائية والأدوية والإمدادات الأساسية الأخرى منذ أشهر.

ففي ظل شحّ الإمدادات في نهاية شهر سبتمبر، اضطرت أطباء بلا حدود إلى وقف رعاية 5,000 طفل في العيادات الخارجية، بمن فيهم 2,900 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، علمًا أن مستشفى أطباء بلا حدود الذي يضم 80 سريرًا بات الوحيد الذي يعمل في المخيم لعلاج الأطفال الأكثر عرضة لخطر الوفاة.

وفي هذا السياق، يقول رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، “هناك حاجة ماسة إلى إمداداتٍ هائلة من المواد المغذّية والغذاء لمساعدة الأشخاص الذين يعانون حاليًا من أوضاعٍ كارثيّة. وتدعو منظمة أطباء بلا حدود مختلف الجهات المعنية والحكومات وحلفاء أطراف النزاع وقوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المخيم”.

هذا وقد وصلت بعض الإمدادات المحدودة في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك إمدادات طبية تمكنت المنظمة من نقلها، لكن الكميات لا تزال منخفضة لدرجة لا تلبي احتياجات الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في مخيم زمزم الذي يبلغ عدد سكانه نحو 450,000 شخص.

وقد استقطبت الأزمة اهتمامًا دوليًا أكبر حين خلُصت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في أغسطس/آب إلى أن مخيم زمزم يعاني من مجاعة. كما توصّلت عمليات تقييم سوء التغذية التي أجرتها أطباء بلا حدود إلى أن 30 في المئة من الأطفال يعانون من سوء التغذية في إطار مسوحات متعددة أُجريت في وقت سابق من هذا العام، وقدّرت بأن طفلًا واحدًا يفارق الحياة لأسباب مرتبطة بسوء التغذية كل ساعتين وسطيًا. لكن بما أن الأزمة الحالية تحدّ أيضًا من قدرة المنظمة على جمع بيانات جديدة، فإن المعدل الحالي للوفيات بين الأطفال غير معروف.

ويضيف لاشاريتيه، “شهدنا في الأيام القليلة الماضية بعض البوادر الإيجابية، حيث وصلت الشاحنات بعد أشهر من الحظر شبه الكامل حول المخيم، بيد أن هذه الكميات غير كافية رغم ذلك. يقدّم ما حدث إشاراتٍ إيجابية، ويمكننا أن نرى أن أطراف النزاع باتت تدرك خطورة الوضع وبدأت تسمح بوصول الشاحنات. لكن إذا ما أردنا تحقيق استجابةٍ واسعة النطاق، فعلى وكالات الإغاثة أن تكثف جهودها بشكل كبير، وعلى جميع الأطراف الدبلوماسية المعنية التي تتفاوض مع أطراف النزاع أن تقنعها بضمان استمرار وصول هذه المساعدات خلال الأشهر المقبلة”.

وعلى سبيل المثال، فإن توفير حصص طوارئ غذائية تكفي لمدة شهر (أي حوالي 500 سعرة حرارية في اليوم للشخص الواحد) لما مجموعه 450,000 شخص في زمزم يتطلب حوالي 2,000 طنّ من الحصص الغذائية، كما يستدعي نقلها 100 شاحنة شهريًا.

منظمة الهجرة.. ارتفاع عدد الفارين من حرب السودان إلى ١٤ مليون

0

منظمة الهجرة.. ارتفاع عدد الفارين من حرب السودان إلى ١٤ مليون

كتب.. حسين سعد

ارتفاع عدد الفارين

كشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، عن ارتفاع أعداد الفارين من منازلهم جراء النزاع القائم في السودان إلى (14) مليون شخص بين نازح ولاجئ.

وقالت المنظمة، في تقرير لها إن “عدد النازحين داخلياً في السودان بلغ (10,916,305) أفراد، فيما عبر (3,119,855) شخصًا الحدود إلى دول الجوار. وأشارت إلى أن النازحين داخلياً يقيمون في (9,269) موقعًا في (183) محلية بجميع ولايات السودان الـ 18.

و قبل النزاع الحالي الذي اندلع في 15 أبريل 2023، كان حوالي 3.8 مليون نازح يعانون أوضاعا قاسية، بعد ان فر معظمهم من الحرب التي شهدها إقليم دارفور غربي البلاد اعتبارًا من 2003م.

وأفادت منظمة الهجرة بأن (1,070,776) نازحًا داخليًا قبل نشوب الحرب الحالية واجهوا نزوحًا ثانويًا أو ثالثًا بسبب الاشتباكات بعد 15 أبريل 2023، فيما ظل 2,749,881 نازحًا في مناطق نزوحهم الأصلية.

ذكرت المنظمة أن (8,166,421) فردًا نزحوا منذ اندلاع الصراع الحالي، حيث فر 33% منهم من ولاية الخرطوم، و19% من جنوب دارفور، و14% من شمال دارفور.

وأكدت أن 52% من النازحين داخليًا هم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

ويعيش معظم النازحين في ظل أوضاع إنسانية غاية في القسوة، بعد فقدان أعمالهم وضعف الاستجابة الإنسانية لمتطلباتهم، في وقت تتزايد فيه أزمة الجوع في البلاد.

وقالت منظمة الهجرة إن (71%) من إجمالي الذين عبروا الحدود والبالغ عددهم 3,119,855 أفراد كانوا سودانيين، فيما كان البقية من الرعايا الأجانب والعائدين إلى بلادهم.

وفر 1,214,827 شخصًا إلى مصر، بينما استقبلت جنوب السودان 829,911 فردًا، وتشاد 862,422 هاربًا، وليبيا 20,553 لاجئًا، فيما فضل 156,944 فردًا الذهاب إلى إثيوبيا و35,228 شخصًا إلى أفريقيا

المنصة التنسيقية النسائية لإنهاء الحرب تعرب عن قلقها إزاء استهداف الشباب والشابات من قبل الأجهزة الأمنية

0

المنصة التنسيقية النسائية لإنهاء الحرب وبناء السلام في السودان تعرب عن قلقها إزاء استهداف الشباب والشابات من قبل الأجهزة الأمنية

متابعات:السودانية نيوز

المنصة التنسيقية

أعربت المنصة التنسيقية النسائية لإنهاء الحرب وبناء السلام في السودان ، عن تقديرها لقرار تمديد ولاية لجنة الأمم المتحدة لحقوق الانسان في السودان .
وقالت في بيان إن هذا القرار يأتي في وقت حرج حيث يشهد السودان انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تستهدف بشكل خاص الشباب والشابات الذين شاركو في الحراك الثوري.
وأعربت في بيان عن قلقها إزاء استهداف الشباب والشابات من قبل الأجهزة الأمنية، وقالت (حيث يتم استغلال مشاركتهم في لجان المقاومة وغرف الطوارئ والمطابخ المركزية التي تقدم العون والغذاء للنازحين في مراكز الايواء كذريعة لاعتقالهم وتعذيبهم وحتي تصفيتهم.
وأن هذه الأفعال تشمل الاعتقال التعسفي ، التعذيب، الاختفاء القسري، والقتل خارج نطاق القانون مما يمثل انتهاكا صارخاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني ، وتستهدف بشكل مباشر أجيال مستقبل السودان.
ودعت المذكرة المجتمع الدولي بشأن التدخل الفوري والعاجل لحماية الشباب والشابات في السودان.
ونطالب بالضغط المباشر علي السلطات السودانية لوقف الانتهاكات بحقهم، وضمان سلامتهم وحريتهم. كما نطالب بفتح تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين وتقديم مرتكبيها إلي العدالة , مع ضرورة عرض عقوبات علي المسئولين عن هذه الانتهاكات، وتقديم الدعم المادي واللوجستي للمنظمات الحقوقية السودانية .
المفوضية السامية لحقوق الإنسان
البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان
الموقرين،
نكتب إليكم هذه المذكرة لنعرب عن تقديرنا العميق لقرار تمديد ولاية لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان. إن هذا القرار يأتي في وقت حرج حيث يشهد السودان انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تستهدف بشكل خاص الشباب والشابات الذين شاركو في الحراك الثوري.
إننا نلاحظ ونرصد بقلق بالغ استهداف الشباب والشابات من قبل الأجهزة الأمنية، حيث يتم استغلال مشاركتهم في لجان المقاومة وغرف الطوارئ والمطابخ المركزية التي تقدم العون الغذائي للنازحين في مراكز الايواء كذريعة لاعتقالهم وتعذيبهم وحتى تصفيتهم. أن هذه الأفعال تشمل الاعتقال التعسفي، التعذيب، الاختفاء القسري، والقتل خارج نطاق القانون مما يمثل أنتهاكاً صارخاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الانساني وتستهدف بشكل مباشر أجيال مستقبل السودان.
إننا ندعو المجتمع الدولي بأسره إلى التدخل الفوري والعاجل لحماية الشباب والشابات في السودان. ونطالب بالضغط المباشر علي السلطات السودانية لوقف الانتهاكات بحقهم، وضمان سلامتهم وحريتهم. كما نطالب بفتح تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين وتقديم مرتكبيها إلى العدالة , مع ضرورة فرض عقوبات على المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وتقديم الدعم المالي واللوجستي للمنظمات الحقوقية السودانية التي تعمل في مجال الرصد والتوثيق خاصة المجموعات النسائية .
أن مشاركة النساء في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان تكتسب أهمية قصوى. فهن الشاهد الحي على الانتهاكات التي يتعرضن لها، وحاملات صوت الضحايا وقريبات جدا من مواقع الاحداث , كما بأمكانهن تقديم رؤى جديدة وعملية حول الاحتياجات الخاصة بالنساء والفتيات وتصميم حلول مستدامة لمواجهة التحديات التي تواجه المرأة السودانية في هذه الحرب الكارثية . بالاضافة الي ذلك، فإن إشراك النساء في عملية وضع السياسات والخطط البديلة من مواقع صنع القرار سيعزز من شرعية اللجنة وسيضمن أن تكون توصياتها شاملة ومتوازنة ومستجيبة لقضايا النوع الاجتماعي ويمكن تحقيق ذلك من خلال :
1. حماية الناشطات النسويات من خلال اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهن من الانتقام والتهديدات من قبل طرفي الحرب . مع دعم المنظمات النسائية العاملة في مجال حقوق الإنسان، والرصد والتوثيق وتمكينها من القيام بدورها في حماية النساء والفتيات من خلال توفير الدعم المالي واللوجستي للمنظمات النسائية العاملة علي المستوي القاعدي
2. تشكيل لجان نسائية فرعية قاعدية تهدف إلى جمع البيانات والشهادات من النساء والفتيات المتضررات، وتقديم توصيات محددة تتعلق بمعالجة احتياجاتهن.
3. تدريب النساء على مهارات المشاركة من خلال توفير برامج تدريبية مكثفة في مجال حقوق الإنسان، قواعد الإجراءات، ومهارات التفاوض وذلك لتمكينهن من المشاركة الفعالة في أعمال اللجنة
4. ضمان تمثيل نسائي كافٍ في اللجنة وهيئاتها الفرعية من خلال تخصيص نسبة معينة من المقاعد للنساء، وضمان مشاركتهن في اتخاذ القرارات الرئيسية.
5. تضمين منظور النوع الاجتماعي في جميع أنشطة اللجنة وذلك من خلال التأكد من أن جميع السياسات والبرامج التي تتبناها اللجنة تأخذ في الاعتبار الاحتياجات النوعية للنساء والفتيات.
إننا على ثقة تامة بأن المجتمع الدولي قادر على لعب دور حاسم في حماية المدنيين في السودان، وضمان انتقال البلاد إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والسلام.
ختاماً، نجدد شكرنا وتقديرنا لجهودكم المبذولة في سبيل حماية حقوق الإنسان في العالم.
مع خالص التقدير
المنصة التنسيقية النسائية لإنهاء الحرب وبناء السلام في السودان (WPWPS)
15 أكتوبر 2024 م