الأحد, سبتمبر 21, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 359

محمد الامين عبد النبي يكتب :تقسيم السـودان .. مازال المُبـْرد في النـار فهل من نجاةٍ؟

0

تقسيم السـودان .. مازال المُبـْرد في النـار فهل من نجاةٍ؟

محمد الامين عبد النبـي

شهد السـودان أحداثاً عاصفة وخطيرة منذ إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل من العام الماضي، تركت تأثيراتها على مجمل المشهد السوداني إذ تضاعفت أوارها في معظم ولايات السودان، ومازالت تداعياتها تتفاعل وتؤثر على مسار الصراع المتواصل والمحتدم على خيارات المستقبل، ومآلاتها تتدحرج لتعانق شبح التقسيم الذي يطل برأسه من جديد؛ ففكرة تقسيم السودان قديمة، صحيح بدأت الحرب الحالية كصراع سلطة وثروة ولكنها بالتأكيد لا تنفصل عن تمظهرات الازمة المتطاولة وتحولات سردياتها بإستدعاء صراعات داخلية مكتومة واستراتيجيات خارجية تستهدف وحدة السودان، حتى طفح على السطح خطر التقسيم على غرار تجربة إنفصال الجنوب في سياق فشل ادارة التنوع؛ والشواهد شاخصة والارهاصات كثيرة أهمها:

أولاً: الحرب الحالية افرزت تداعيات كارثية تتمثل في أوضاع اللاجئين والنازحين غير الانسانية، التدفق الكبير للأسلحة، الإنهيار الاقتصادي، إنتشار الجوع والمجاعة، الانتهاكات الفظيعة والواسعة لحقوق الانسان، والانزلاق الي الحرب الاهلية بتأجيج الصراعات القبلية وعلو خطاب الكراهية والعنصرية والقتل على اساس الهوية؛ كل ذلك ساعد على تحويل الحرب من صراع داخلي الي صراع ذو أبعاد عالمية، ففي عالم اليوم اصبحت الصراعات الداخلية إقليمية وفي بعض الاحيان دولية، فمنذ اندلاع الحرب كانت مدخلاً للعديد من الاطراف الأقليمية والدولية التي تبحث عن تحقيق أطماعها واجندتها – كل طرف يوظف الحرب وفقاً لمصالحه – حتى لو كان ذلك على حساب تفتيت السودان، ولن تتوانى هذه الاطراف عن قبول وضع الحكومتين او الدولتين إذا كان ذلك يعني استفادتها من ثروات البلاد المختلفة وكسب حليف جديد في المنطقة.

ثانياً: مثلت حرب السودان نقطة تحول نوعية في مخطط تقسيم المنطقة العربية على اساس مشروع الشرق الاوسط الجديد لبرنارد لويس الذي وافق عليه الكونغرس الامريكي في 1983 وأصبح جزء من الاستراتيجية الامريكية والذي يستهدف تقسيم السودان الي أربع دويلات الجنوب والنوبة والشمال ودارفور، وفي هذا السياق يفهم إن دولاً على النطاقين الاقليمي والدولي لا ترغب في توقف الحرب بل تسعى من خلالها للفوضى في المنطقة بأسرها في إطار هذا المخطط الكبير، وبصورة أقل فقد شكلت حرب السودان مدخلاً جديداً لإعادة رسم التحالفات التي تغلب عليها الحسابات الجيوسياسية التي فرضتها تعقيدات وتشابك المصالح الأقليمية والدولية، وأظهرت توجهاتها في إدارة الأزمة وليس البحث عن حل وخروج من مأزق الحرب المدمرة.

ثالثاً: وجود مخطط خارجي لتقسيم السودان لا يخفي حقيقة وجود عوامل داخلية تشجع على التقسيم ، فإستطالة أمد الحرب وما أفرزته من إختلالات كبيرة في البنية الإجتماعية بفعل الكراهية والعنصرية والتوحش والقبح، وتغيير في التوزيع السكاني بفعل النزوح واللجوء، والانتهاكات الجسيمة والفظيعة الواسعة، وغياب آفق الحل لتراجع العمل السياسي، وإتساع رقعة الحرب وتمددها بالتحشيد وسرديات التعصب وثقافة العنف والحديث عن إستهداف الحواضن الاجتماعية لأي من طرفي الحرب، تعزز وترسخ فكرة التقسيم وتسويقه ليس كحل للأزمة الراهنة فحسب بل كمعالجة للمظالم التاريخية، مما يشير بان البلاد تتجه نحو التلاشي التدريجي لكيان الدولة والتي بدأت بإنفصال جنوب السودان في 2011 وهو ليس حالة إستثنائية بل حالة ذهنية قابلة للتكرار في مناطق أخرى لان الاسباب التي أدت الي إنفصال جنوب السودان لا تزال قائمة بل أكثر وضوحاً وإمكانية تكرارها بذات النتيجة والصيرورة واردة أكثر من أي وقت مضى، إذ ان عوامل بناء الدولة القومية لا تزال بعيدة المنال في ظل تشعبات الحرب وسردياتها.

رابعاً: يسعى طرفا الحرب كل على طريقته لتشكيل حكومة مؤقتة بحثاً عن الشرعية والاعتراف الاقليمي والدولي ومع تزايد احتمالات الوصول إلى نقطة اللاعودة، وفي إطار صراع السلطة المتصاعد بين البرهان وحميدتي كنقطة محورية من مسببات الحرب ومن دوافع استمرارها، فكلاهما مدفوع بطموحاته الشخصية ورغبته في السلطة، هذا التنافس المحتدم زاد حدة الاستقطاب والتصعيد وأدى لإنهيار الدولة المركزية وتنامي الفراغ السياسي وتفكك المؤسسات وإنتشار الفوضي، وأصبح كل طرف يجتهد ويثابر في تعزيز سلطته على المناطق الخاضعة لسيطرته ويسعى لتشكيل حكومته، عطفاً على مطالب الحكم الذاتي في مناطق أخرى سيما جبال النوبة.

خامساً: الاصرار المتعاظم لدى الحركة الاسلامية على استمرار الحرب وإجهاض اي بارقة آمل في مبادرة تفاوض او حل سلمي وبث خطابات العنف والكراهية والشطط والعنصرية وتوظيف الحرب لإحكام القبضة على السلطة ضمن خطة “خداع الذات” بالعودة لحكم البلاد كاملة وإذا تعذر ذلك تقسيم البلاد وحكم جزء منها، وما يجب ان يفهم في هذا السياق الطابق الجهوي في الخطاب السياسي للحرب لتحقيق مآرب سلطوية بأي ثمن والتي تكشفت بوضوح.

سادساً: اصبح واضحاً وجلياً خلال السبعة عشر شهراً من عمر الحرب بأن المأساة في السودان ليس اولوية اهتمامات المجتمع الدولي والإقليمي، فكل المبادرات والجهود تفتقر لأفق الحل وليس هناك مبادرة جادة لوضع حداً لمعاناة السودانيين والضغوط الحقيقية على طرفي الحرب، بل أصبح الاهتمام منصباً على الحرب في غزة وغيرها، وترك السودان يوجه مصيره بالرغم ان حرب السودان تهدد الامن الاقليمي والسلم الدولي.

سابعاً: المعلوم تاريخياً أن بذرة التقسيم غرسها المستعمر بعد زوال دولة المهدية، فقد عمد على أعادة هيكلة الدولة وفق منظوره ومصالحه الاستعمارية وقسم السودان إثنياً ودينياً الي كيانات مختلفة. كان ذلك جليا في تنفيذ سياسة المناطق المقفولة في جنوب السودان وذات السياسة الإثنية والعنصرية طبقت في كل من دارفور وجنوب النيل الأزرق وجبال النوبة. وبهذا الإجراء تم احكام الفصل الإثني والديني بين مناطق السودان. عطفاً على ذلك فإن السياسة الإستعمارية ركزت مشاريع التنمية في مناطق جدوى إقتصادية تخدم أهداف هذه السياسة مما خلق تمايز وتهميش في بعض المناطق. هذه الاختلالات التنموية والمظالم التاريخية فاقمتها النظم الشمولية التي حكمت أكثر من 80% من فترة حكم السودان وحدث تمييز أكبر وتراكم خبيث، ولم تفلح محاولات الأنظمة الديمقراطية المضنية والوعي بخطورة التنمية غير المتوازنة وقضايا الهوية وادارة التنوع من معالجة هذا الاختلال، فقد عمق نظام الانقاذ هذه الرواسب وأعطاها صبغة دينية وعنصرية مما دفع الي إنفصال جنوب السودان الذي شكل بداية تفكك الدولة السودانية “المُبرد مازال في النار”.

ثامناً: من نافلة القول؛ أن الديمقراطية لم تجد فرصة كافية للتجذر في الأرض السودانية المترامية الأطراف والغنية بتنوعها الأثني والثقافي والديني الذي لم ينسجم في كيان أمة موحدة الوجدان والأهداف الوطنية. فقد أضعفت الأنظمة العسكرية المستبدة كل الكيانات الاجتماعية الطوعية مثل الأحزاب السياسية والنقابات العمالية والاتحادات المهنية والطوائف الدينية ومنظمات المجتمع المدني، التي كانت تجمع السودانيين بمختلف أعراقهم وقبائلهم وأديانهم ومناطقهم في هيئات مدنية تعمل معاً لخدمة أغراض مجتمعية مفيدة. فالحرب الأهلية المتطاولة والحكومات العسكرية المتعاقبة هي السبب الرئيس في تعويق التحول الديمقراطي والحيلولة دون رسوخه في المجتمع السوداني، الذي كان من أوائل الدول الإفريقية استقلالاً من الاستعمار البريطاني وتقبلاً لتجربة ديمقراطية واعدة. قال الامام الراحل الصادق المهدي: (مؤسسات الدولة التي ورثناها من العهد الإمبريالي لم تكن ناضجة كما يجب وولاءات المواطنين الأولية الاثنية والقبلية والطائفية لم تتراجع بالقدر الكافي لصالح الولاء القومي، وفي ظل الحكم الوطني من عام 1956 في السودان تراجع نضج مؤسسات الدولة وبرزت الولاءات الاولية بصورة اضعفت الانتماء القومي هذه العوامل جعلت الشروط المطلوبة لنجاح الدولة الوطنية تتقاصر على المستويات المطلوبة، مفهوم الدولة الوطنية نفسه غير مؤصل بالقدر الكافي مما فتح المجال لولاءات فوق قطرية، الاهتمام بإنضاج مؤسسات الدولة الحديثة وبلورة الولاء القومي الذي يعلو على الولاءات الأولية ويكرس الولاء للدولة الوطنية من شروط نجاح التجربة الديمقراطية). الشاهد ان هناك تراجعاً خطيراً عن التحول المدني الديمقراطي لدى كثير من القوى السياسية والمدنية وعلو صوت العسكرة والإنحيازات لطرفي الحرب مما يكرس حالة الإنقسام في المجتمع السوداني الذي غيرت الحرب اولوياته ولم تعد الديمقراطية من بينها.

تاسعاً: كرست إتفاقيات السلام المعيبة نمط مكافأة الحركات المسلحة بإعطائها ما تبتغيه من نصيب في السلطة والثروة وصلت إلى حق تقرير المصير لجنوب السودان مما أدى لانفصاله دون انتصار عسكري حاسم على الجيش السوداني، هذا السلوك عمق الأزمة وجاءت الاتفاقيات التالية بذات النمط المتكرر مما فتح الشهية لبروز نزعات مناطقية وكيانات جهوية على حساب الدولة الوطنية الموحدة تبحث عن نصيبها في السلطة والثروة تحت مسوغات التهميش والمظالم التنموية، مما اضعف الولاء والانتماء القومي.

ظلامية الواقع وقتامة المستقبل بمعطياته الراهنة يجب ان تكون دافعاً لإنتاج حلول وطنية تخرج البلاد من مأزق الحرب الراهن وتحمل وهجاً من ضوء وأمل للسودانيين، بالتأكيد هذا يتطلب الجراءة في إستنباط الحلول السلمية لاخطر ازماتنا الوطنية، فالمخرج الأمن لابد ان يستند على ركيزتين؛ الاولى الخروج من مستنقع الحرب وإعلاء راية الحل السلمي والثانية تحقيق التحول المدني الديمقراطي عبر مائدة مستديرة تقطع الطريق أمام شبح التقسيم وتبني على المشتركات في المجهودات والتفاهمات السابقة لا سيما ما تم في القاهرة ونيروبي لصياغة مشروع وطني يعالج قضايا التأسيس والإنتقال، يخاطب هموم وتطلعات الشعب السوداني ومقاصد ثورة ديسمبر المجيدة، يخاطب مشاغل طرفي الحرب، ويفتح حوار مع الأطراف الإقليمية والدولية حول المصالح المشتركة ما بعد الحرب.

هذه المقاربة ممكنة رغم التعقيدات المتزايدة وتزايد مخاوف التقسيم، إذا ما إستحضرنا المسئولية الوطنية والتاريخية التي لا تحتمل المراوغات والتكتيكات، فهناك مؤشرات يمكن تعزيزها لإيجاد حل شامل لهذه الازمة العاتبة قبل ان تقود إلى تقسيم الوطن؛ اهمها:

أولاً: إدراك القوى السياسية والمدنية حتى تلك التي تدعم أحد طرفي الحرب بخطورة الوضع ومآلاته وابدت رغبتها وسعيها إلى الوصول إلى حل سلمي توافقي ينبثق عن حوار مائدة مستديرة تتوفر له الاجواء المواتية ليضع مبادئ واسس وخريطة طريق لاعادة بناء الدولة السودانية على قاعدة من العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية.

ثانياً: أثبتت التجربة أن إجتماع المدنيين في طاولة واحدة وتحت سقف واحد والاتفاق فيما بينهم ممكناً، على غرار ما تم في مؤتمر القاهرة وورشة نيروبي والتي وضعت أساساً يمكن البناء عليه.

ثالثاً: عانت القضية السودانية كثيراً من التجزئة وتعدد المنابر، فالازمة الراهنة مع اختلاف تجلياتها ومساراتها أزمة واحدة، بعد تعثر مباحثات سويسرا زادت القناعة بضرورة توحيد المنبر التفاوضي كمدخل لعملية سياسية شاملة تربط جذور الازمات وأبعادها في حزمة واحدة؛ مجابهة الكارثة الانسانية ووقف العدائيات والاتفاق على قضايا ما بعد الحرب.

رابعاً: ليس هناك حلاً عسكرياً ولا إنتصاراً كاملاً، وأن إستمرار الحرب حتماً سيفجر الصراع في كل مناطق السودان وبين الجماعات المختلفة التي تتنافس للسيطرة على الأراضي أو الموارد أو النفوذ السياسي، وسينتج واحد من إثنين إما الحرب الاهلية الشاملة “الكل ضد الكل” او تحريك مطالبات حق تقرير المصير، مما يفاقم الكارثة الإنسانية القائمة، ويؤدي إلى زيادة النزوح وتدفق اللاجئين، وتقييد قدرات الاستجابة الإنسانية إقليمياً ودولياً، هذه الصورة أصبحت جلية مما جعل الشعب السوداني يتطلع الي تحرك الحادبون لفتح آفق جـديد لحل باليد بدلاً عن حل بالسـنون.

خامساً: التفاهمات الثنائية والمشتركة بين القوى السياسية والمدنية تؤكد بأن الحل في نهاية المطاف يتمثل في مشروع وطني جامع وفي عقد اجتماعي جديد يتوصل إليه كل اهل السودان بمختلف اعراقهم وثقافاتهم وولاياتهم ليؤسسوا دولة تسع الجميع وتضمن مشاركة الجميع في القرار الوطني وفي الاقتسام العادل للثروة والسلطة وتاسيس النظام الديمقراطي القائم على العدالة ورد المظالم والمشاركة الجماعية في إدارة الشأن العام والتبادل السلمي للسلطة ليس على اساس ديكتاتورية الاغلبية انما على اساس رعاية حقوق الاقلية واحترام تعددية وتنوع اهل السودان، فواجب المرحلة تطوير هذه التفاهمات الثنائية الي تفاهم اوسع بأن تلتقي كل الجهود ليكون الحوار حراً ومفتوحاً حتى يُطور في وثيقة واحدة جامعة.

سادساً: المبادرات الخارجية تؤكد على ضرورة أن يكون الحل بيد السودانيين أخذة بعين الاعتبار تعقيدات المشهد السوداني وأبعاده التاريخية وقضايا ما بعد الحرب وملكية السودانيين للعملية السياسية، كما ان معضلة “الفرجة” وإنتظار الحل من الخارج غير مجدية، فالصحيح تحرك السودانيين أنفسهم لحل قضاياهم ليأتي الدور الخارجي داعماً ومكملاً وضامناً. كما أن المبادرات الخارجية وقعت فريسة لتضارب المصالح وتباعد الاجندات والتنافس وعدم الحياد وغياب الرؤية الكاملة لطبيعة الحرب وتعقيداتها وجـذور الازمة التاريخية.

الحقيقة المجـردة؛ إن إستمرار الحرب بهذه الوتيرة حتماً سيودي الي تقسيم السودان، كما أن تحرك الحادبين على نجاة ومصير السودان الوطن الواحد أصبح مهمة لا تقبل التأجيل، فإجتماع السودانيين على كلمة سواء لوقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية والحل السياسي الشامل واجـب المرحلة كما تقول القاعدة الفقهية “إن ما لا يتـم الواجب الا به فهو واجب”.

حركة/ جيش تحرير السودان – المجلس الإنتقالي تدين استهداف المدنيين العزل في كومة ومليط من قبل طيران الفلول

حركة/ جيش تحرير السودان – المجلس الإنتقالي تدين استهداف المدنيين العزل في كومة ومليط من قبل طيران الفلول

الخرطوم:السودانية نيوز

تدين استهداف المدنيين

ادانت حركة/ جيش تحرير السودان – المجلس الإنتقالي استهداف المدنيين العزل في كومة ومليط من قبل طيران الفلول .

ووصفت في بيان ، ان استهداف المدنيين العزل من قبل الطيران بالتطور الخطير ، وقال البيان (إزاء هذا التطور الخطير، تشجب وتدين الحركة بأغلظ العبارات الممكنة لتلك الأفعال  البربرية و الانتقامية المتعلقة بالقصف العشوائي للأعيان المدنية والمدنيين العزل ببراميل متفجرة، ان هذه الجرائم المتكررة هي بمثابة دليل دامغ بأن  مسلسل المجازر الذي بدا في عام 2003 بدارفور مازال مستمر وبنفس النهج والوحشية.

وفي هذا الصدد، تطالب الحركة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي و مجلس الأمن بضرورة إتخاذ خطوات عملية و تدابير جاده بحظر الطيران في كافة مناطق واقاليم السودان.

قصف الطيران الحربي التابع  للجيش السوداني صباح امس الجمعة 4 اكتوبر سوق محلية الكومة ومدينة مليط بولاية شمال دارفور بصواريخ وقذائف حارقة، نتج عنها إستشهاد عشرات المدنيين ومئات الجرحى من المواطنين العزل، بينهم اطفال ونساء ومسنون.

إزاء هذا التطور الخطير، تشجب وتدين الحركة بأغلظ العبارات الممكنة لتلك الأفعال  البربرية و الانتقامية المتعلقة بالقصف العشوائي للأعيان المدنية والمدنيين العزل ببراميل متفجرة، ان هذه الجرائم المتكررة هي بمثابة دليل دامغ بأن  مسلسل المجازر الذي بدا في عام 2003 بدارفور مازال مستمر وبنفس النهج والوحشية.

وفي هذا الصدد، تطالب الحركة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي و مجلس الأمن بضرورة إتخاذ خطوات عملية و تدابير جاده بحظر الطيران في كافة مناطق واقاليم السودان.

تجدد الحركة دعوتها لطرفي الصراع لوقف إراقة دماء السودانيات والسودانيين وممتلكاتهم وكرامتهم بالانحياز لخيار الحل السلمي عبر مفاوضات مباشرة لإيقاف الحرب وجميع أشكال العنف والانتهاكات الجسيمة في البلاد، وسنظل نتمسك بموقف الحياد الرافض لاستمرار الحرب والداعم لخيار السلام إلى حين إنهاء الحرب وتحقيق السلام المستدام وخلق الدولة المدنية الديمقراطية الفيدرالية على أسس حديثة.

إعلام حركة/ جيش تحرير السودان-المجلس الإنتقالي.

هيئة محامي دارفور وشركاؤها تدين القصف الجوي الذي استهدف سوق مدينة الكومة

هيئة محامي دارفور وشركاؤها تدين القصف الجوي الذي استهدف سوق مدينة الكومة

الخرطوم: السودانية نيوز

هيئة محامي

تدين الهيئة بأشد الألفاظ والعبارات القصف الجوي الذي استهدف سوق مدينة الكومة ومناسبة أسرية بشرق سوق مدينة مليط بشمال دارفور مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء من بينهم نساء وأطفال والحاق الخراب والدمار بالمدينتين ، وإذ تدين الهيئة وتستنكر هذه الأفعال المجرمة قانونا تدعو إلى ممارسة كافة الضغوط على قيادة الجيش لايقاف القصف الجوي المتكرر على الأسواق وأماكن تجمعات المدنيين والمساكن بالمدينتين وبكل انحاء البلاد، كما تدعو المجتمع الدولي للمسارعة في إتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون تكراره ووقفه وتحميل المسؤولية لقيادة الجيش.

الهلال الأحمر : ( 6500 ) الف سلة من دولة قطر والصليب الأحمر في طريقها لولاية شمال كردفان

الهلال الأحمر : ( 6500 ) الف سلة من دولة قطر والصليب الأحمر في طريقها لولاية شمال كردفان

الهلال الأحمر

منسق الطوارئ : رفعنا كشوفات للجنة الدولية لتقديم دعم مباشر لعدد (١٠) أسرة بشيكان .

حذيفة : الحصر الذي تم لعدد (٦٢) الف أسرة نازحة بشمال كردفان لم يساوي نسبة (١٠%) في أحسن الاحوال من إجمالي النازحين بالولاية والمتحاجين للإعانات ، لذلك نحتاج لتدفق الإغاثة.

منسق الطوارئ : لدينا (١٧٨٩) سلة وسنوزعها بالتنسيق الكامل مع مفوض مفوضية العون الإنساني علي النازحين بالأبيض.

متابعات : الزين كندوة

قال منسق الطوارئ بجمعية الهلال الأحمر السوداني بولاية شمال كردفان الأستاذ حذيفة فضل السيد عبدالرحمن : بأنهم تلقوا إتصالات مؤكدة من الهلال الأحمر القطري ، ومن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوفير عدد (6500) سلة لتوزع للنازحين.

وذكر حذيفة بأن تفاصيل الإغاثة كالآتي: اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستوفر عدد (1500) سلة ، اما جمعية الهلال الأحمر القطري ستوفر (5000) خمسة الف سلة ،ليتم توزيعها فور وصولها للأبيض علي النازحين بالمعسكرات.

وقال حذيفة بأن جمعية الهلال الأحمر بالولاية لها تواصل مستمر مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، وتم إرسال كشوفات لها لتوفير دعم مباشر لسكان محلية شيكان لعدد (١٠) ألف أسرة لرفع المعاناة عنهم .

وحول السؤال عن الرقم المالي المتوقع دفعه لكل أسرة؟ أوضح حذيفة بأن الرقم لم يحدد بعد ، وهو متروك للجنة الصليب الأحمر لتضعه حسب متغيرات السوق ، والاسعار اليومية . ولكن ساعدناهم ببعض المؤشرات الرقمية للمبالغ من الممكن ان يتم البناء عليها مثلا منظمة بلان سودان بتدفع مبلغ (١٤٠ ) الف جنيه للاسرة شهريا بالأبيض ، وكذلك منظمة ميرسي بتدفع( ١٨٠ ) الف شهريا لكل أسرة ، ومنظمة إياس بتدفع( ٢٤٠ ) ألف للاسرة ، وهيئة الإغاثة الإسلامية بتدفع ( ١٢٠) ألف جنيه شهريا للاسرة. وقال حذيفة كل هذه المنظمات بتوزع الدعم النقدي المباشر بالأبيض ، لذلك نحن رفعنا هذه الأرقام مع الدراسة لتكون مؤشرات ، وهادية للجنة الدولية للصليب الأحمر لمساعدتها في إتخاذ القرار المناسب .

وعن العدد الكلي للنازحين بالولاية ؟ كشف حذيفة بأن العدد كبير جدا ولم يتم حصره بشكل دقيق للظروف الأمنية ، صحيح نحن حصرنا مع بداية الحرب ، ولكن كانت الإحصائيات أولية ، ومحدودة جدا لأنها كانت في بعض مدن محليات الولاية ، وهي فقط مدينة ام روابة ، والرهد ابودكنة ، وسودري وبارا ، وشيكان. أما مدن حواضر محليات أم دم حاج أحمد ، وغرب بارا ، وجبرة الشيخ ليس لدينا أدني معلومة عنها ،وبالتأكيد كل قرأها إستقبلت نازحين.

وذكر فضل السيد بأن الأرقام التي حصرناها وقتذاك كانت حوالي( ٦٢ ) ألف أسرة نازحة .
واوضح هذه النسبة بالتأكيد لا تمثل في أحسن الأحوال (١٠%) قياسا بموجة النزوح الكبيرة علي المدن الخمسة ( ام روابة ، الرهد ابودكنة ، شيكان ، بارا ، سودري ) لذلك أكيد هذه الأرقام تضاعفت بشكل فلكي لان الحصر لم يشمل إي قرية من قري محليات الولاية الثمانية و لا حتي الوحدات الإدارية ..

وقال حذيفة إن الولاية تحتاج لتدخلات عاجلة لتوفير الإغاثة للمتضرريين بالذات سكان الريف والمدن ايضا ، ويجب أن تصلهم من غير إي إعتراض .

وعن وجود إي إغاثة الآن بالأبيض ليتم توزيعها للنازحين بالمعسكر الموحد ، وللنازحين المستضافيين مع أهلهم بمدينة الأبيض ؟
اوضح حذيفة فضل السيد قائلا : نحن لدينا الآن عدد ( ١٧٨٦ ) سلة مستهدفين بها حسب خطة التوزيع النازحين بالمعسكرات ، وبالأحياء ، وأصحاب الاحتياجات الخاصة ،
وسيكون التوزيع بالتنسيق الكامل مع مفوض مفوضية العون الإنساني بولاية شمال كردفان .

الجميل الفاضل يكتب .عين علي الحرب”نوبل”، تصعد بغرف الطؤاري الي العالمية

 

الجميل الفاضل يكتب .عين علي الحرب”نوبل”، تصعد بغرف الطؤاري الي العالمية

“نوبل”، تصعد بغرف الطؤاري الي العالمية

ما الذي أيقظ ” مركز نوبل للسلام، (Nobels fredssenter)‏ من سباته؟، لكي ينتبه الي خيط نور يبرق، يأتي من بعيد من “أرض السمر”.

رغم أن ھذا الخيط يبدو الي الآن خيطا ضئيلا خافتا، يصدر من رُكنٍ مُنزوٍ قصي، وسط ضجيج وضوضاء حرب ظالمة، أرخت بسدولھا لتحجب عن عمد شمس أعظم ثورة شعبية سلمية شھدھا العالم في العصر الحديث.

المھم فقد رشح معھد أبحاث السلام في أوسلو العاصمة النرويجية “غرف الطؤاري” السودانية، لجائزة نوبل العالمية للسلام، ضمن قائمة تضم منظمات أخري مھمة، كالأنروا، ومحكمة العدل الدولية، ومنظمة التربية والثقافة والعلوم “اليونسكو”، والمجلس الأوروبي.

إذاً فإن مصدر الإشراق قد جاء ھذه المرة من “غُرفُ الطواريء”.. وما أدراك بالطبع ما “غُرفُ الطواريء”؟.

إنھا إحدي وآخر الحلول التي انتجتھا العبقرية السودانية، لمداواة أو لتخفيف آلام ھذه الحرب الكارثية.

ھذه الحرب التي مثلت اسوأ طاريء طرأ علي حياة أھل السودان طُرا، مذ كنا، وكان ھنا، “نادوس”، أو “دوسان”، أو “سودان”.

إذ كل “السانات” ھنا أضحوا “مكنات” بالفعل تعمل بلا توقف عن الدوران من خلال “غرف الطؤاري” ھذه، لمجابھة تعدد وتنوع مآسي ھذه الحرب، التي إتسع نطاقھا وتنامت وحشيتھا، بشكل جُنونيٍ مُحزنٍ ومُذھِل، قفز فيه ھذا الجنون الي سطح الأحداث في صورة، متعطشين لإراقة كل الدماء بلا استثناء، إرتكبوا فظائع ارھابية ما أنزل الله بھا من سلطان، تَفَوَّقَ أكلة الأحشاء والأكباد فيھا، حتي علي نموذج داعش الاسوأ في العالم.

قبل أن يذھبوا مؤخرا الي نقض حياة، ذات من نذروا انفسھم لبقاء الناس من حولھم علي قيد الحياة، من متطوعين ب”غرف الطؤاري” نفسھا، بالتكايا والمطابخ الجماعية، في مدينة الحلفايا وما حولھا، بعد عبور الكتائب الجھادية الموسومة بالعنف المفرط، الجسور الي ضاحية بحري.

وللحقيقة فإن صعود نجم “غرف الطؤاري” الي ھذه الذروة العالمية السامقة، يعود لسر من أسرار ثورة ديسمبر المباركة، التي دأبت تمضي في الواقع علي طريقة سباقات التتابع طورا بعد طور، ومرحلة تلو أخري، فكما قاد “المهنيون” ھذه الثورة في طور من أطوارھا الاولي، والي أن بلغوا بها محطة إعتصام القيادة، ثم والي ان قلبوا الطاولة علي كافة الرؤوس، في اليَومِ المَشهُود ٣٠ يونيو (٢٠١٩).

قبل أن تقودھا أيضا “لجان المقاومة”، في عسرٍ ومشقةٍ بالغة، يفسرها علم الفيزياء علي قاعدة تقول: “إن المقاومة تساوي النسبة بين فرق الجهد وشدة التيار”، إذ أن مقاومة أي جسم تقاس بمقدار ما يسمح به من سريان للتيار المار به او عبره.

ھو فرق جھد، فرضه وجود عِصيِ “الثورة المضادة” داخل دواليب الحكم والدولة خلال فترة الإنتقال المُجھضة، وشِدةُ تيارٍ، رفع وتيرته منسوب الوعي العالي لدي الشارع، بأحلامه وتطلعاته الكبيرة والمشروعة بالطبع.

تنظيرة .محمد عبدالمنعم السليمي المحامي يكتب:دولتي الزغاوة الكبري والعطاوة ؛ مهماز الإسلامويين الدامي

تنظيرة .محمد عبدالمنعم السليمي المحامي يكتب:دولتي الزغاوة الكبري والعطاوة ؛ مهماز الإسلامويين الدامي

دولتي الزغاوة الكبري والعطاوة ؛ مهماز الإسلامويين الدامي

هذا الكلام كنا وما زلنا نقول به ونردده من (زمااااان) ولكن لا حياة لمن تنادي.
إعلاء خطاب الكراهية وضرب المكون الدارفوري ببعضه وبذر وإشعال الفتنة بينهم هو مخطط كيزاني بإمتياز وقد نجحوا فيه منذ ٢٠ سنة ولا زالوا ينتهجون ذات السياسة.
علي كل أهل دارفور أن يعوا أن هذا الأمر مقصود ومخطط وممنهج لأنهم يعتقدون كل أهل دارفور قنبلة موقوتة في وجوههم.
بدأوا بحرب داؤود بولاد و الحركات المسلحة عن طريق تأليب القبائل العربية عليها والآن يعيدون ذات السيناريو ولكن (بالمعكوس) وفي النهاية الخاسر الأكبر هي( أمنا الحنون ) دارفور التي تخسر كل يوم خيرة شبابها،
علي القادة في طرفي الصراع أن يعوا ويفهموا ويعودوا إلي رشدهم وصوابهم ويعرفوا أنهم ملعوب بهم وعليهم.
أكبر مشكلة نعاني منها هي الهياج والتهور والإنقياد وراء مخططات الحركة الشيطانية التي تسمي زورا وبهتانا الإسلامية…
(راجع مقالنا في عمود تنظيرة عن مجزرة الحلفايا )
كل من يعي ويدرس ويعتبر من دورة التاريخ سيدرك أن ما حدث للشيخ موسي هلال بعد إستنفاد أغراضه وإحساسهم بأنه بات يسبب لهم المتاعب بمطالبه وبعد أن نفذ لهم مطالبهم بإضعاف الحركات المسلحة فى دارفور وما تم بعدها من زرع الفتنة بينه وبين إبن عمه محمد حمدان دقلو وبعد أن قام حميدتي بكسر شوكة الحركات المسلحة فى معركة قوز دنقو، والآن بعد أن احسوا أن الدعم السريع بات يهدد مصالحهم في عودة الإسلاميين إلي السلطة أرادوا التضحية به والقضاء عليه كما قضوا علي قوة الشيخ موسي هلال ولكن هذه المرة كانت حساباتهم خاطئة ، فقد إعتقدوا أنهم بإمكانهم حسم معركتهم ضد الدعم السريع في غضون ساعات أو علي الأكثر (إزبوع إزبوعين) وتؤول لهم السلطة المطلقة وتأتيهم طائعة مختالة تجر أزيالها وتقول لهم (هيت لك) لكنهم وجدوا أن الدعم السريع قد صار جيشا قويا إستطاع إمتصاص الضربة الأولي في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م وتحول الأمر لحرب أشعلوها ولم يحسنوا حساباتها وأن الجيش وحده ليس بمقدوره القضاء عليه وحينها عادوا إلي مخزونهم من الحيل والإحتيال ولجأوا لذات ( الجراب ) وأخرجوا منه تمائم العنصرية وتعاويذ القبيلة بعد أن أعيتهم حيلة أن الدعم السريع هو مستعمر غازي يريد إحتلال السودان ليلم أعراب الشتات (حسب زعمهم) وأسموا حربهم معركة الكرامة وأستنفروا لها الشباب المغرر بهم والذين فشلوا في وقف تمدد الدعم السريع ، وبعد أن فشلت مساعيهم في إستمالة الشيخ موسي هلال ، بعد فشلت كل هذه المساعي وأسقط في يدهم وبات الدعم السريع علي أعتاب أبواب ولايات الشمال والشرق آخر معاقلهم ، تفتقت عبقريتهم عن اللجوء إلي الحركات المسلحة التي كانت في الحياد وضربوا لهم علي وتر العنصرية البغيضة وأقنعوهم أن الدعم السريع يريد إقامة دولة العطاوة الكبري ، وللأسف هو ذات المبرر الذي ساقوه سابقا وأنطلي علي القادة موسي هلال ومن بعده حميدتي في أن الحركات المسلحة تريد إقامة دولة الزغاوة الكبري، ووقعت حركتي (مناوي وجبريل) في الفخ بكل سهولة، مع أن أصغر محلل سياسي كان يدرك ويعلم ويعي تمام الوعي أن الغرض من ذلك هو إبعاد الحرب عن أسوار ولايات الشمال والشرق، وقد نجحوا في ذلك فى إشعال معركة ( الفاشر ) ، الفاشر التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا ، وكانت ملاذ كل الفارين من جحيم الحرب فى ولايات دارفور الأخري.
والآن بعد أن فقدت دارفور كل هذه الأرواح من الطرفين أما آن لقادة الحركات المسلحة والدعم السريع الإحتكام لصوت العقل ووقف هذا الموت الذي يصب في مصلحة الطرف الثالث الذي يريد إضعاف القوتين الصلبتين للانقضاض عليهما بعد أن يكونا قد أنهكا بعضهما تماما.
ما طالعناه عبر الفيديوهات من أحد قادة الدعم السريع وأحد قادة المشتركة وكيفية معاملتهم للأسري ووصايهم لهم ولقواتهم بإحسان معاملة الأسري ، وكيف أن أحد أسري المشتركة وقد إحتضنه أحد قادة الدعم السريع يعطينا الأمل في أن يضع الطرفان خلافاتهم جنبا وأن يجنبوا الإقليم المزيد من القتل والدمار.

مناصرة ضحايا دارفور تطالب مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي شامل على السودان والمحكمة الجنائية الدولية

مناصرة ضحايا دارفور تطالب مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي شامل على السودان والمحكمة الجنائية الدولية

تقرير: السودانية نيوز

بفرض حظر جوي

في ظل تفاقم النزاع المسلح في السودان، تستمر القوات المسلحة السودانية في استخدام الطيران الحربي لقصف المناطق المدنية في دارفور، وهو ما يشير إلى نمط ممنهج ومتعمد من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني. تستهدف هذه الهجمات المدنيين والبنية التحتية المدنية، مما يفاقم من معاناة سكان الإقليم الذين يعانون من النزوح والفقر نتيجة الحرب المستمرة. يقدم هذا التقرير توثيقًا لأحداث القصف الجوي الذي طال منطقتي كورما وكتم بولاية شمال دارفور، ويعرض التوصيات العاجلة لوقف هذه الجرائم.

أولاً: قصف منطقة كورما – ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤

وفقًا لشهادات شهود عيان جمعتها منظمة مناصرة ضحايا دارفور، في يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024، حوالي الساعة 11 صباحًا، شن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارة جوية على منطقة كورما، الواقعة على بعد 85 كيلومترًا شمال غرب مدينة الفاشر. أُطلقت ست قذائف خلال الهجوم، مما أسفر عن تدمير السوق المحلي وتلف ممتلكات المدنيين النازحين. منطقة كورما تخضع لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة د. الهادي إدريس، الذي كان عضوًا في مجلس السيادة السوداني خلال فترة حكومة حمدوك قبل اندلاع الحرب.

المدنيون المتواجدون في السوق المحلي، الذين يعتمدون على التجارة لسبل معيشتهم، فقدوا ممتلكاتهم وأعمالهم جراء الهجوم. ورغم أن منطقة كورما ليست جزءًا من مناطق النزاع المباشر، فإن القصف الذي استهدفها يعزز الشكوك حول نوايا القوات المسلحة في استهداف المناطق المدنية بشكل متعمد.

ثانيًا: قصف محلية كتم – ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤

في 30 سبتمبر 2024، حوالي الساعة 12 ظهرًا، شنت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني غارة جوية أخرى، وهذه المرة استهدفت محلية كتم بولاية شمال دارفور. بحسب ما أفاد به الشهود لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور، تركز القصف على مناطق مدنية بالكامل.

الهجمات طالت حي السلامة حيث تعرض منزل المواطن إبراهيم يعقوب للقصف المباشر، كما أصيب حي كبوت والسوق المحلي ومنطقة الزيربية.

نتج عن هذه الهجمات مقتل:

١. آمال عبد الرحمن أبوأمه (45 سنة)

٢. سليمان حسين سليمان (38 سنة)

كما أُصيب العديد من المدنيين، من بينهم:

١. مبارك يعقوب محمد (ملقب بودالبردي) – (43 سنة)

٢. فتحية عبدالرحمن (35 سنة)

٣. ابنها مبارك محمد (5 سنوات)

المصابون يعانون من جروح خطيرة وقد تم نقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات ميدانية تفتقر إلى الإمكانات اللازمة، مما يفاقم من معاناتهم.

يعتبر استهداف الطيران الحربي للمناطق المدنية في دارفور انتهاكًا واضحًا لاتفاقيات جنيف لعام 1949 التي تلزم الأطراف المتنازعة بتفادي استهداف المدنيين. وفقًا للقانون الدولي، فإن هذه الهجمات تمثل جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الذي يجرم الهجمات العشوائية التي تتعمد أو تتجاهل تأثيرها على السكان المدنيين.

علاوة على ذلك، يشير هذا التصعيد المستمر إلى سياسة ممنهجة من قبل الجيش السوداني لاستخدام القوة العسكرية ضد المدنيين، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مسؤولية القادة العسكريين والسياسيين عن هذه الجرائم.

التوصيات:

١. التحقيق الدولي والمحاسبة:

تدعو منظمة مناصرة ضحايا دارفور المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق الفوري في هذه الانتهاكات المتعمدة والممنهجة، ومحاسبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم، بدءًا من القادة العسكريين الذين أمروا بتنفيذ هذه الهجمات.

٢. فرض حظر جوي:

تطالب المنظمة مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي شامل على السودان، وخاصة على إقليم دارفور، لمنع استخدام الطيران الحربي في استهداف المدنيين، وضمان حماية المدنيين في المناطق التي تشهد نزاعًا مسلحًا.

٣. وقف فوري للنزاع:

تدعو المنظمة جميع الأطراف المتنازعة في السودان إلى وقف فوري للحرب والدخول في مفاوضات مباشرة لحل الأزمة السودانية بطرق سلمية، بما يضمن حقوق المدنيين ويحقق العدالة.

٤. فتح الممرات الإنسانية:

تؤكد المنظمة على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من القصف والنزاع المسلح، وضمان توفير الرعاية الصحية اللازمة للجرحى والنازحين.

٥. دعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته:

تدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يحدث في دارفور، والعمل على وقف هذه الانتهاكات الجسيمة من خلال تفعيل آليات المحاسبة الدولية والضغط على أطراف النزاع.

مع تزايد الهجمات الجوية على المناطق المدنية في دارفور، أصبح من الواضح أن هذه الانتهاكات ليست عشوائية أو غير مقصودة، بل تأتي ضمن استراتيجية ممنهجة تستهدف المدنيين لتدمير نسيجهم الاجتماعي واقتصادهم المحلي. استمرار هذا النمط من الانتهاكات يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لضمان وقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.

في ظل غياب الحلول السلمية الحقيقية، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل مكتوف الأيدي، فحماية المدنيين يجب أن تكون أولوية قصوى

الخارجية الإماراتية تكشف عن وجود صور وأدلة تثبت بالدليل القاطع استهداف الجيش السوداني لمقر السفير بالخرطوم

الخارجية الإماراتية تكشف عن وجود صور وأدلة تثبت بالدليل القاطع استهداف الجيش السوداني لمقر السفير بالخرطوم ومحاولة بائسة للتهرب من المسؤولية القانونية

ابوظبي: السودانية نيوز

الخارجية الإماراتية

قال مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية ، سالم سعيد غافان الجابري ، ان استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم، أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى والمرافق المحيطة به، في خرقٍ صارخ للمبدأ الأساسي، المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية، وللمواثيق والأعراف الدولية، وفي مقدمتها، اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

وكشف مساعد وزير الخارجية الاماراتي سعيد غافان ، وجود صور وأدلة تثبت بالدليل القاطع استهداف المقر، الأمر الذي يسقط الرواية الباطلة التي قدمتها الخارجية والقوات المسلحة السودانية، والتي لا تنفك عن محاولة بائسة للتهرب من المسؤولية القانونية والأخلاقية عما يجري في السودان من كارثة إنسانية ناجمة عن هذا الصراع، من خلال تضليل المجتمع الدولي، وصرف الانتباه عن المعاناة التي يدفع ثمنها الأشقاء السودانيون، والتملص من الاستحقاقات التي تفرضها الجهود الدولية المبذولة لإنهاء هذا النزاع الذي طال والذي تقوم دولة الإمارات بجهود جبارة مع شركائها لوضع حد سلمي له.

وشدد على أن هذا الإنكار والإصرار من قبل الجانب السوداني على رمي الافتراءات على الآخرين وعدم الإقرار بالمسؤولية يعكس تجاهلاً صارخاً لمعاناة الشعب السوداني، وصرف النظر عن استحقاقاته وتطلعاته في تحقيق الاستقرار والازدهار، من خلال محاولات وادعاءات بائسة استمرت لمدة تزيد عن 9 أشهر لدولة الإمارات، عبر أجندات تدحضها الحقائق المثبتة.

كما دعا سعادته أيضا خبراء الأمم المتحدة لمراجعة الأدلة وفحص الأضرار الناجمة عن الاستهداف. وفي هذا السياق، قدم سعادته الشكر والتقدير لكافة الدول والمنظمات الدولية والتي تجاوز عددها أكثر من 100 دولة إلى جانب عدد من المنظمات الدولية، أعربت عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم الجبان وتضامنها مع دولة الإمارات في هذا الاستهداف الغاشم

منتصر عبدالله المعتقل من قبل الاستخبارات العسكرية في بورتسودان يواجه ضغوطا للإدلاء باعتراف قضائي

منتصر عبدالله المعتقل من قبل الاستخبارات العسكرية في بورتسودان يواجه ضغوطا للإدلاء باعتراف قضائي

متابعات : السودانية نيوز

منتصر عبد الله المعتقل

قال محامو الطوارئ ان المحامي منتصر عبدالله المعتقل من قبل الاستخبارات العسكرية في بورتسودان يواجه ضغوطا للإدلاء باعتراف قضائي يهدف إلى توجيه تهم له قد تكون غير قانونية. وكانت هيئة الدفاع عن قادة (تقدم) حملت في بيان تقليت “السودانية نيوز” نسخة سلطات الأمر الواقع مسؤولية سلامة المحامي منتصر عبدالله. وطالبت بإطلاق سراحه فوراً. واستنكرت تجاوز سيادة القانون بمخالفة الماده (٤٨ ) من قانون المحاماه التي تنص بحق المحامي في ممارسة مهنته كما توجب إخطار النقابة التسييرية للمحامين باي مذكرة الاعتقال. واعتقل المحامي منتصر عبدالله ممثل هيئة الدفاع عن قادة تحالف القوى المدنية الديمقراطية المدنية (تقدم)  في السابع من سبتمبر الماضي اثر تقديمه طلبا للاطلاع على يومية التحري للبلاغات المقيدة ضد 16 قيادي بالتحالف بتهم ارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي ونزوح قسري وإبادة جماعية. وشوهد المحامي المعتقل امس الخميس لاول مرة بمباني السلطة الفضائية بمدينة بورتسودان وهو مخفورا مع التعتيم الكامل على أسباب وظروف اعتقاله وقالت مجموعة محامو الطوارئ في بيان :” بعد أن قضي اكثر من عشرين يوما في معتقلات السلطات الأمنية ببورتسودان يواجه المحامي و المدافع عن حقوق الإنسان (منتصر عبدالله) خطراً حقيقي بعد عرضه أمام القاضي يوم امس في مباني السلطة القضائية ولاية البحر الأحمر للإدلاء باعتراف قضائي مما يعني ممارسة ضغوط غير معلومة عليه لتوجيه تهم ضده”. وأدانت المجموعة الاعتقال غير المشروع للمحامي منتصر عبدالله، ودعت إلى الإفراج الفوري عنه وعن جميع المعتقلين تعسفياً دون قيد أو شرط. كما استنكرت استمرار استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين والمدنيين على أساس قبلي ومناطقي.  واشارت إلى أن أكثر من 300 شخص محتجزين حاليًا في سجن بورتسودان المركزي يواجهون أحكامًا بالإعدام بتهم ملفقة، وُجهت لهم عبر محاكمات وصفتها المجموعة بأنها جائرة ومخالفة للقانون السوداني. وأكد محامو الطوارئ أن المحاكمات الحالية تجري في ظل إجراءات تعسفية وغير قانونية، وبتغطية من النيابة العامة والسلطة القضائية في بورتسودان. وطالبوا بالوقف الفوري للاعتقالات التعسفية، ووقف الممارسات غير القانونية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، من جهة أخرى اعتبرت هيئة الدفاع عن قادة تحالف القوى المدنية الديمقراطية المدنية (تقدم) اعتقال المحامي منتصر عبدالله انتهاكاً ضد حقوق الانسان وحق المحامي في ممارسة مهنته مخالفا للماده (٤٨ ) من قانون المحاماه التي توجب اخطار النقابة التسييرية للمحامين وحملت هيئة الدفاع عن المتهمين في بيان  السلطات الأمنية مسؤولية سلامته داعيةً للإطلاق سراحه فوراً، موضحةً أن طبيعة الإعتقال يفضح إستخدام اجهزة العداله ومؤسسات الدولة فى قمع الحريات والكيد السياسي في مواحهة الداعين لوقف الحرب.

فيصل الباقر يكتب : مفاوضات جنيف : قائمة أم عائمة ؟؟؟!!!…

فيصل الباقر يكتب : مفاوضات جنيف : قائمة أم عائمة ؟؟؟!!!…

فيصل الباقر

مدار أوّل: “وما كل من يغدو إلى الحرب فارسّ … ولا كل من قال المديح فصيح” (( إبن الدهان)) مدار ثاني: “بلاد الرعب أوطاني .. من القاصي إلى الداني .. ومن خوفٍ إلى خطرٍ … ومن منفى إلى الثاني… بلاد الحرب أوطاني .. تدمّر كل بنيان … توفى الأمن فى وطني … وصار الموت مجّاني … بلاد الحزن أوطاني … بأشكالٍ ………. وألوانِ” ((سميح القاسم)) -1- أكتب اليوم مساء يوم الثلاثاء 13 أغسطس 2024، مع إقتراب أجل عقد أو تأكيد تأجيل مفاوضات / مباحثات 14( أغسطس 2024، بسويسرا)، حيث تتجه أنظار العالم، وأنظار الشعب السوداني – على وجه الخصوص – ومن قبل ومن بعد، لمدينة جنيف، لمتابعة (أضواء) و(ظلال) وربما (عتمة) و(ظلمة) “الماجرى” خارجها، فى الأربعة وعشرين ساعة الأخيرة، وفى ذات الوقت، فى انتظار “الماسيجري” فيها يوم الغد، وما سيجري بعد ذلك الأجل “المضروب” فى إدارة ملفّات الحرب المليجيشية الكارثية فى السودان، وانعكاسات، ومآلات التعامل مع حرب السودان – إقليميا،ً وعالمياً- بعد يوم الغد، وإن كانت هذه المفاوضات / المباحثات ستتم بدون حضور وفد القوات المسلحة السودانية “الجيش”، وإن كانت (مفاوضات جنيف) ستجري، وربما بتعديل الإسم – فقط – ليصبح “مشاورات”، أم ستؤجّل إلى حين “إشعار آخر”، ربّما تفلح، أو لا تفلح، مساومات أو “تفاهمات” اللحظة الأخيرة للاعبين الكبار، فى إيجاد “مدخل” أو “مخرج”، قد يجعل تحقيق أهداف وغايات “مفاوضات” جنيف أمراً ممكناً ؟!. -2- من الواضح أنّ غباراً كثيفا، وهو متعمّدٌ ومقصود لشيء فى نفس “الوساطة”، قد أُثير، و بقوّة، حول مفاوضات جنيف، وعن طبيعتها، وأهدافها، وما يخطط له الراعي الرسمي – الولايات المتحدة الأمريكية – لتحقيقه من هذه “المفاوضات” أو “المباحثات”، وما المأمول تحقيقه منها، للوسطاء، ولطرفي النزاع المسلّح، وللأطراف الأخري المشاركة فى الحرب “المرئية وغير المرئية”، والمستفيدة – بشكلٍ أو بآخر – من اتساع رقعتها، واستطالة زمانها، ومن قبل ومن بعد، للشعب السوداني، الذى ما عاد يمتلك (رفاهية) الإنتظار المُمِل، لمبادرات قادمة، وقد وصلت به الحرب “المليجيشية” الكارثية، إلى ما لا – ولم – يخطر بعقل – أو قلب – بشر، وقد دمّرت وقتلت رصاصات ودانات ومسيّرات ومقذوفات هذه الحرب المجنونة “الأرواح” السودانية، قبل “الأبدان”، فى السودان “الفضل”، وأصبح واجب وقفها، ومنع تواصلها، مسئولية الجميع، اليوم، قبل الغد، وقبل فوات الأوان ؟!. -3- اليوم، يطل – أكثر من أيّ وقتٍ مضى – بريق أمل أخير، إن كانت أهداف وغايات وترتيبات مفاضات/ مباحثات / مشاورات جنيف “المؤجّلة” أو “المعطلة”، ستفتح الطريق “حقّاً”، نحو آفاق وقف الحرب (المليجيشية) الكارثية، وهل ستضييء أنفاقاً ظلّت – ومازالت – معتمة، لتحقق بنودها الثلاثة المعلنة، وهي: ((“الوقف الشامل لإطلاق النار وجميع العنف، وفتح ممرات آمنة تُسهّل وصول المساعدات الإنسانية، بمختلف المعابر إلى جميع الولايات السودانية، بالإضافة إلى تحديد آليات مراقبة دقيقة لإنفاذ البندين الأوّلين”)). -4- من المهم – هنا – (الإنتباه) و(التنبيه)، إلى ما قاله وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، قبل “أيّام”، وهو يضع جدول أعمال “المفاوضات” / “المباحثات”، على طاولة قيادات طرفي النزاع المسلّح(الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع)، وتأكيده – لطرفي النزاع، ولغيرهم – على أنّ (واشنطن) “لن تسمح بأيّ مراوغات فى مباحثات سويسرا، وأنّ كل من يعرقلها ستُتخذ إجراءات حاسمة تجاهه”… وهذا، وحده، يعني أنّ هناك شيء ما يطبخ على نار هادئة، فى أضابير السياسة الأمريكية، لوقف أو السماح للإحتراق المستمر والمستدام والتوسّع الحربي فى سماء وأرض السودان !. نقول هذا، دون أن نسمح لأنفسنا – الأمارة بالحسن – بالوقوع فى فخاخ “تصديق الوعود”، فى أزمنة “نقض العهود”!. -5- على الجميع الإنتباه، إلى ما يمكن أن تحمله سيناريوهات المستقبل، من مخاطر على الجميع، وحينما تأتي مثل هذه “التحذيرات” و”التهديدات” من مسئول أمريكي كبير، فإنّ الواجب يحتّم على قيادات طرفي الحرب، أخذها بعين الإعتبار، لأنّ مثل هذه التصريحات الصريحة والعلنية، سيكون لها – حتماً- ما بعدها، وبخاصةً أنّ أمريكا على مقربة وأعتاب (انتخابات) مفصلية، قادمة فى نوفمبر المقبل، وهي إنتخابات ذات حساسية وخصوصية عالية، تحتاج مواجهتها لأفعال، لا أقوال – فقط – فى السياسة الخارجية الأمريكية، كما درجت الإدارات الأمريكية المختلفة، فى مثل هذه المواقف والظروف الإستثنائية. -6- ما يهم “أهل المصلحة” (الحقيقيين)، من السودانيين والسودانيات، من المكتوين بنيران حرب 15 أبريل 2023، فى داخل السودان، كما فى كل المعابر، وبلدان اللجوء، أنّ المطلوب، وعلى جناح السرعة، هو فتح الممرات الآمنة، لإيصال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء للمحتاجين والمحتاجات فى كل السودان، والبلاد تقف على هاوية اشتداد وطأة ((المجاعة)) التى لاحت نُذرها، وبان شبحها على الأفق، وقد وضعت – الحرب والمجاعة – أوتادها فى كامل التراب السوداني، ولم يعد الوضع ينتظر “إعلان رسمي” أو “إعتراف غير رسمي”، مازالت تضن به على شعبنا، حكومة الأمر الواقع فى بورتسودان، وهي – بلا أدني شك – غير عابئة، ولا آبهة، بمصير أكثر من 25 مليون نسمة، تتهددهم المجاعة، وويلاتها الماحقة فى السودان، فيما يتطلّب الوضع على الأرض الإسراع فى الإستجابة الدولية الفورية، لتجنيب البلاد و”العباد” مآلات خطر المجاعة فى السودان. -7- نقول كل هذا، وذاك، ونشاهد ونسمع – بل نؤكّد – صرخات ومعاناة أهلنا فى غابة (أولالا) بإقليم الأمهر، بإثيوبيا، وقد وصل بهم الحال، وسوء المآل، إتخاذ – بعضهم قرار – بل، تنفيذ – المخاطرة بالعودة للسودان، سيراً على الأقدام، لمواجهة الموت المؤكّد هناك، بدلاً عن الموت –المحقق – فى الأدغال، كما نشاهد ونسمع صرخات أهلنا فى (مصر) التى ظنوها – للاسف – ” مؤمّنة” كما صورها لهم/ن الشيخ الورع البرعى فى قصيدته المشهورة “مصر المُؤمنة”، ولكن، هيهات !!!… كما نشاهد ونسمع صرخات وأنين أهلنا فى معسكر “كرياندونقو” / بيالي، فى أوغندا، ونعرف ونشعر بحجم ونوع معاناتهم/ن، وهم/ن فى إنتظار “جودو” المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للامم المتحدة، و”ما أدراكما” الأمم المتحدة، ولن نضيف جديداً، إن نبّهنا – ولو على عجل – لصرخات أهلنا فى “أدري” – وما ادراكما أدري – بتشاد، وهم/ن يعيشون أوضاعاً مأساوية، تتفاقم حدتها كل يوم، وهاهي الحرب المليجيشية الكارثية، تهدد الفاشر مرة أُخري – وليست أخيرة – بالمزيد من التقتيل والتهجير!. -8- فى هذا الواقع المخيف، وأمام هذا السيناريو المروع، يبقي مطلب تحقيق وقف شامل للحرب المليجيشية الكارثية، واجب على الجميع، وهو مطلب وحيد، يقف اليوم، فى مقدمة أجندة المطالب الإنسانية، لإنقاذ شعب كامل من الموت المحقق… وقد ثبت للعالم أجمع، أنّها حرب الطرفين المتقاتلين، ضد الشعب، وأنّها حرب يخوضها الطرفان، بل، كل الاطراف المشاركة فيها، بالـ”وكالة”، وليس بالـ”أصالة”، وهذا وحده – مع غيره – من ضرورات تحقيق السلم والأمن العالمي، يتضمّن التأكيد على أهمية استدعاء مبدأ “فتح خشم البقرة”، كما يقول المثل السوداني الصميم، والمطلوب فى هذه الحالة مخاطبة من يدعمون الحرب بالمال والعتاد والتغطية على الجرائم المرتكبة ضد كل السكان فى مناطق الحرب، وما يسمّى بمناطق النزوح، أو المناطق الآمنة، رغم أنّها لم تعُد “آمنة” !. -9- يبقى، أنّ نقول : إنّ إطالة أمد الصراع المسلح فى السودان، والتهاون فى وقف ومنع المزيد من التدهور المريع للوضع الإنساني فى السودان، سيعرّض كل المنطقة – سمّها الإقليم، ومن ثمّ القارة والعالم أجمع – للمزيد من الإحتراق، وهذا ما لا يتمناه عقلاء العالم، إن كان فى هذا العالم المحترب “عقلاء” !!!. -10- الكُل يقولون انّهم يقفون بجانب الشعب السوداني، ولكن يبقي عن أي ّ شعب سودانيٍّ “فضل” يتحدّثون؟؟؟!!!. والمؤسف – حقّاً – لم يبق – أو فى الحقيقة، لم يترك أباطرة الحرب السودانية – لشعبنا السوداني “الفضل” ظفراً، يحك به جلده، ومع ذلك، تبقي ثقتنا فى شعبنا أقوى من كل الخطوب، وحتماً، ستأتي اللحظة التاريخية الحاسمة التى سيتولّى فيها شعبنا العظيم – سلماً، لا حرباً – جميع أمره، ورحم الله الإمام الشافعي، وهو القائل: “ما حكّ جلدك مثل ظفرك … فتولّ أنت … جميع أمرك … وإذا قصدّت لحاجةٍ… فأقصد، لمعترفٍ بأمرك” !. –11- ويبقي السؤال المشروع عن مفاوضات جنيف، ترى هل هي قائمة أم عائمة؟؟؟!!!. جرس أخير: “كل الجروح بتروح …إلّا التى فى الروح … خلّل القلب مفتاح … نحو الأمل مفتوح” ((محجوب شريف))

faisal.elbagir@gmail.com