الأربعاء, سبتمبر 17, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 61

الجميل الفاضل يكتب من نيالا:يوميات “البحير”: (1) قصة الفرح الآتي؟!

0

الجميل الفاضل يكتب من نيالا:يوميات “البحير”: (1) قصة الفرح الآتي؟!

في ظني أن طيورًا خرافية من نوع “السمندل” أو “الفينيق” لا تزال تحتل حيّزًا في قلب هذه المدينة البرزخية، نيالا.
أسمع من هنا أصوات كائنات أسطورية، كأنها تقول بلسان حال هذه البقعة النائية: “كلما احترق الجناحان، اقتربتُ من الحقيقة، وانبعثتُ من الرماد”.
فلو أن الحرب قد بعثرت ما في صدور أهل هذه الديار، لوجدت أن نيالا، مدينة البعث والقيام، قد اقتربت اليوم بسرعة مذهلة من حقيقة كونها عاصمة لسودان جديد “لنج”، ينهض على سوقه رويدًا رويدًا.
فهي مدينة لا تجيد لعبة الانحناء أمام العواصف، ولا تقبل الركوع تحت وطأة أي ظرف.
فقد عاد أهل هذه المدينة، بأسرع مما أتصور، لملء فراغات الأمكنة هنا، وللاكتظاظ بالأسواق التي تعالت فيها أصوات وجلبة الباعة الجائلين والمرشدين إلى خطوط المواصلات.
إطارات السيارات تعانق الأسفلت بحرارة لا تُضاهى، لتكتب مجدها هذه المرة على شوارع أخري من جديد.
المارة، وعابرو السبيل، والمتسكعون على الأرصفة وحواشي الطرق، عادوا لممارسة هواياتهم القديمة.
الرجال يتحلّقون حول “ستات الشاي”، ومنصات أجهزة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”، يلهثون وراء الأخبار، ويواصلون أرحامهم، والبعيدون من ذوي قرباهم، بمكالمات عبر تطبيق التراسل الفوري “واتساب”.
الواح الطاقة الشمسية مبثوثة في كل مكان لتمنح المدينة قبلة الحياة.
المهم يبدو أن مياه نيالا بدأت تعود تدريجيًا إلى مجاريها المعتادة، رغم ما تركه جدري الحروب من ندوب وثقوب على حوائط وجدران منازلها وواجهات محالها ومرافقها الحيوية.
ومع ذلك، فإن نيالا مدينة لا تُخفي جراحها، التي باتت تُحوّلها إلى وشم يجسد كبرياءها، وإلى شهادة ميلاد لعصر جديد يُكتب هكذا من تحت الرماد.
إذ في نيالا، لا وقت الآن للدموع ولا أحد يملك ترفا للتباكي علي ما فات.
فالناس هنا يحفرون المستقبل بأظافرهم، يزرعون أملهم بين شقوق الحيطان.
هي مدينة حين تمشي في شوارعها، تشعر وكأنها تُلقي عليك التحية بإيماءة خفية تلوح مع حفيف الاغصان التي نجت بأعجوبة من الحريق.
أجساد متعبة تتحرك في إيقاع يومي صاخب، كأنها تقول للعالم: “نحن لا نعيش فقط رغم الحرب.. بل نُعيد تعريف الحياة ذاتها” علي نحو مختلف.
تسمع ضحكات الأطفال في الأزقة، تعلو فوق هدير مولدات الكهرباء.
في “البحير”، لا وقت لليأس، ولا متسع كذلك لرفاهية الانتظار.
إنها مدينة قررت أن تبدأ، الآن، من قلب العتمة، من العدم ذاته، تكتب سردية سودانها الجديد بأصابع مُثقَلة بالتجارب، لتؤكد أنها لا تزال قادرة على الغرس.
هنا، يتشكل نموذج لا يعرف المساومة مع الماضي، ولا يقدم الاعتذار للحاضر.
ف”چنالا”، التي كانت تُصنَّف لوقت طويل كآخر محطة بعيدة للقطار، قررت أن تُصبح وجهة لا متناهية للسموق والطول في ذاكرة الأيام.
قررت أن تتجاوز دور الضحية، لتقوم بدور “العاصمة” لا كمجرد توصيف إداري، بل كمفهوم رمزي عميق، لعصر يعيد كتابة قصة السودان برمتها.
المهم فإن نيالا تكتب، الآن، فصلاً جديداً من التاريخ، تفتحه بلا ضجيج، لتقرأه على العالم بلغتها الخاصة: لغة البقاء والإصرار والإنبعاث من الرماد.

لجنة أمن ولاية جنوب دارفور توقع وثيقة صلح لتكملة اتفاق مكجر بين قبيلتي السلامات والبني هلبة

لجنة أمن ولاية جنوب دارفور توقع وثيقة صلح لتكملة اتفاق مكجر بين قبيلتي السلامات والبني هلبة

نيالا: عبدالله اسحق محمد

وقعت لجنة أمن ولاية جنوب دارفور ، وثيقة صلح لتكملة اتفاق مكجر بين قبيلتي السلامات والبني هلبة ،بحضور لجنة أمن ولاية جنوب دارفور، برئاسة يوسف إدريس يوسف وقائد القيادة المتقدمة العميد أبشر جبريل بلايل، ورئيس اللجنة الاجاويد ناظر عموم قبيلة الترجم محمد يعقوب، وأعضاء اللجنة وممثلين لقبيلتي البني هلبة والسلامات.

ونصت الوثيقة على ضرورة تنفيذ بنود الصلح التي تم الاتفاق عليها في محلية مكجر بولاية وسط دارفور العام الماضي.
و شددت اللجنة على ضرورة فتح الطرق للمسافرين، خاصة طريق (كبار – وسطاني – كبم – نيالا) ذهابًا وإيابًا، وطريق (أم دخن – دمبار – مركندي – نيالا) مع مراعاة عدم حمل السلاح للمسافرين، على أن تكون مسؤولية تأمينها على قوات الدعم السريع.
وقررت اللجنة السماح بمواصلة الزراعة المطرية لهذا الموسم حتى 31 ديسمبر 2025، على أن تعود لأصحابها الذين غادروها أثناء فترة حرب 4 أغسطس 2023


واتفق الطرفان علي نشر قوة للتامين خاصة في مناطق كبم وسطاني حسما لكل التفلتات التي تحدث بين الحين والآخر.
ودعا رئيس الادارة المدنية بولاية جنوب دارفور الضابط الاداري يوسف إدريس يوسف علي تعزيز التعايشي ونبذ الاختراب والتخلف
من جانبة شدد قائد القيادة المتقدمة العميد الركن ابشر جبريل بلايل علي ضرورة التعايش السلمي بين بين جميع مكونات الشعب السوداني والوقوف صفا واحدا لمواجهة التحديات الماثلة .
من جانبة وأوضح رئيس لجنة الصلح والاجاويد الناظر محمد يعقوب انهم وجدوا تعاون وتنازل من كل الأطراف الأمر الذين مكنهم من التوصل الي وثيقة صلح بين قبيلتين ودعا ناظر عموم قبيلة البني هلبة التوم الهادي عيسي دبكة وامير قبيلة السلامات الامير حامد البشير موسي بلعب دور أساسي لتنفيذ وثيقة الصلح الموقعة بين القبيلتين.

وداعا متولي الشيخ

وداعا متولي الشيخ

بقلم.. حسين سعد
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودعنا يوم الأربعاء ٣٠ يوليو ٢٠٢٥م الشاب الخلوق متولي الشيخ الذي كان ضيفا عزيزاً وكريماً بمنزل زميلنا علم اسماعيل، حيث تعرفت عليه في منزل الاخير وبعد السلام و التحايا ، عرفت قريته في جزيرتنا الخضراء وكان علم حينها وأبناء اهله يستمعون الي ذلك الحوار بصمت ومحبة عالية وفي تمرين كرة القدم الأحد الماضي في ملاعب جمهوري كان متولي جلوساً بصحبة محمد الشهير به جو وهو قريب علم كان يتحدث معي عندما علقت على تصويبة أرسلها محمد إينرجي وهو قريب علم أيضا حينها صاح متولي بكل محبة في إغاظة علم الذي يحبه، كان متولي الذي عرفته خلال فترة بسيطة صاحب قلب طيب، وطبع هادئ وسيرة عطرة، فارق دنيانا الشاب متولي في صمت كما عاش فيها، هادئاً، رزيناً، قليل الكلام، كثير المودة.

لقد كان الفقيد نموذجاً نادراً في زمن صاخب، يُحب الناس بصدق، ويمنح من حوله سكينة تشبه حضوره، لم يكن كثير الحديث، لكنه كان إن تحدّث، أوجز وأصاب، يختار كلماته كما يختار أفعاله: بعناية ورفق.

برحيله فقدنا روحاً نقية، ووجهًا مبتسماً لا تغادره السكينة، فقدنا أخاً وصديقاً، لا يُعوّض حضوره، ولا تُنسى بصمته حيث شيعته جموعاً غفيرا منهم أصدقاء علم اسماعيل ومجتمع نيروبي وصديقي محمد محمود ودكتور معتصم وابنه وآخرين لنا منهم كل الشكر والتقدير

نحسبه عند الله من الصالحين، ونرفع أكف الدعاء بأن يجعل الله قبره روضةً من رياض الجنة، وأن يربط على قلوب محبيه بالصبر والسلوان.

كان الفقيد، رحمه الله، يمشي بين الناس بقلوبهم لا بأقدامه، تسبقه أخلاقه، وتتبعه الدعوات الصادقة من كل من عرفه، لطيف المعشر، دمث الخلق، كريم النفس دون صخب أو رياء، يحمل من النُبل ما لا يُكتسب بالتعليم، بل هو منحة نادرة، وهدية سماوية زرعة في قلبه منذ نعومة أظفاره.

كان إذا دخل مجلسًا، أنزله الناس في قلوبهم قبل أن يجلس بينهم، لا يرفع صوته، ولا يحرج أحدًا، ولا يرد سائلاً، يواسي الحزانى بصمته، ويقف إلى جوار من يحتاجه دون أن يُطلب، وكأن قلبه بوصلته إلى آلام الآخرين.

لم يكن يُحب الظهور، ولا يسعى للثناء، بل كان من أولئك الذين يعملون الخير في الخفاء، ويجدون سعادتهم في سكينة العطاء. كان وجهه يشع ودّاً، ونظراته تبعث على الطمأنينة، وكأن من حوله يشعرون أن الدنيا ما زالت بخير، ما دام هو بينهم.

رحل من كان في حضوره بلسماً، وفي غيابه فراغاً لا يُملأ.
رحم الله روحاً كانت بلسمًا في هذه الحياة، وجعل سيرته الطيبة منارة لمن بعده.

روث الماشية… ثروة مهدورة وفرصة واعدة للطاقة النظيفة في السودان

روث الماشية… ثروة مهدورة وفرصة واعدة للطاقة النظيفة في السودان

كتب:حسين سعد
على الضفة الغربية من النيل الأزرق، هناك حيث تهدأ الموجات وتتمايل الأغصان في حضن الريح، تتمدد قرية الحليلة الشيخ موسى بمحلية الكاملين بولاية الجزيرة كلوحة من زمن مضي زمن الأجداد، والبركة، والحنين العميق، هناك لا تُقاس الحياة بالساعات، بل بخُطى الزائرين نحو القباب، وبدعوات الجدات تحت ظلال الأشجار، وبدفء الأهل حين تتشابك الأيادي حول صحن القُراصة والكسرة بملاح التقلية والنعيمية والشعيرية في الصباحات الشاتية، الحليلةالشيخ موسي ليست مجرد قرية؛ إنها سِفر من الذاكرة، ومقام لطيبين سكنوا الأرض وورثوها لأحفادهم عامرة بالمودة، والإيمان، وحكايات الأولياء، وعلى رأسهم الشيخ موسى، الذي تُنسب إليه البركة والكرم والعلم، وتُشد الرحال إلى مقامه من أطراف الجوار طلبًا للدعاء والسكينة، القبة البيضاء تعلو بهدوء بين الخُضراء والنهر، كأنها تسبّح، أو تحرس السرّ القديم بين النيل والأرض، والأصوات هناك لا تعلو، بل تهمس، فكل شيء في الحليلة يقول لك: “تمهّل… أنت في حضرة التاريخ والحنية، وتعلم أبناءها وبناتها أن الإنتماء لا يُشترى… بل يُورث، في صباحات الحليلة، تصحو الحياة على صوت الأذان الممتد من المآذن ، يختلط بصوت الديكة، وزغزغة العصافير، ورائحة الخبز في الافران والكسرة في الصاج النساء يشرعن في طقوسهن اليومية بكل هدوء ورضا، ، فيما الرجال يذهبون نحو الحقول أو يتهيأون لسُوق الكاملين، أما الأطفال في الحليلة يركضون حفاةً فوق الرمل، يلهون بالماء، ويصنعون لعبهم من الطين، لكنهم يعرفون تمامًا طريق الخلوة، والمدرسة حيث الحروف الأولى تُنقش على ألواحهم بمداد من الصبر والنور، الحليلة الشيخ موسي تحيا بطقسها الخاص، فالمناسبات ليست مجرد أيام، بل مواسم كاملة من المحبة. في الموالد، تمتلئ الساحات بالدفوف والذكر، وتنتصب الرايات الخضراء، ويأتي الزوار من البعيد والقريب، يطلبون البركة ويمدون الأيادي للعناق، أما في الأتراح، فإن الحليلة كلها تصبح بيتاً واحداً، لا يُترك فيه حزين وحده، ولا تُبكي أم شهيد في صمت، تراث القرية حي في الحكايات، في أسماء البيوت التي تُنادى باسم الجد الأكبر، في الرُقية الشعبية، في زفة العرسان،. حتى الا شجارالمنتشرة ، هنا، له قصة تروي ، الحليلة ليست مجرد مكان على خريطة… إنها سِرٌ صغير من أسرار السودان — قطعة من الزمن الجميل، ومن الأرض الطيبة، التي كلما عبرتها… شعرت بأنك أقرب لنفسك، وأقرب لجذورك، في هذه المنطقة برز حسن خير الله الشاب الأربعيني بابتسامة هادئة ونظرة بعيدة، يحول ما يراه الناس نفايات إلى كنز مستدام، لم ينتظر وظيفة حكومية ولا دعماً من جهة مانحة، بل أمسك بزمام المبادرة وبدأ يصنع الفحم النباتي من روث الأبقار والمواشي، متحدياً الحرب وتداعياتها الكارثية مثل الفقر والبطالة وانهيار الاقتصاد، كان يؤمن أن الحلول في الأرض، فغاص في تفاصيل البيئة من حوله، مستلهماً من الطبيعة ذاتها وسيلة للعيش النظيف والرزق الحلال، لم يكن مشروعه مجرد وسيلة للبقاء، بل رسالة في الاكتفاء والابتكار، وحكاية أخرى من حكايات الصمود السوداني في زمن الحرب والانهيار، كان يرى في روث الابقار وقودًا نظيفًا، وحطبًا بلا أشجار مقطوعة، ونفَسًا للبيئة المنهكة من القطع الجائر والتصحر المتسارع، من خلال تقنيات بسيطة وعزيمة لا تلين، بدأ في تحويل الروث إلى فحم نباتي مضغوط، يُحرق بكفاءة عالية ولا يخلف الدخان الأسود الذي يخنق الصدور. شيئًا فشيئًا، تحوّل مشروعه إلى حلم نو أمل جديد لمحاربة قطع الاشجار للفحم التقليدي ، ما يفعله حسن خير الله ليس مجرد ابتكار بيئي فحسب، بل هو ثورة صغيرة في بلاد أنهكتها الحرب ، ترد على أسئلة كبرى تتعلق بالاستدامة والعدالة البيئية وحق الإنسان في طاقة نظيفة وآمنة، حسن في صمته حكمة، وفي عمله إلهام، وفي فكرته وعد بأن الحلول قد تولد من روث الأبقار، إذا وُجد الإيمان والمثابرة، في ظل إستمرار حرب السودان وتداعياتها الانسانية والأمنية، و التحديات البيئية والاقتصادية ، يبرز إنتاج الفحم النباتي من روث الأغنام والأبقار كفرصة واعدة تمزج بين الابتكار البيئي والتنمية المستدامة، ففي بلدٍ يتمتع بثروة حيوانية هائلة تقدر بملايين الرؤوس من الأبقار والأغنام والماعز، تظل المخلفات الحيوانية موردًا غير مستغل بشكل كافٍ، رغم ما تحتويه من طاقة كامنة يمكن تحويلها إلى مصدر نظيف وفعّال للطاقة، إن استخدام روث الماشية لإنتاج الفحم النباتي لا يمثل فقط إستجابة ذكية لمشكلة تراكم النفايات الحيوانية، بل يُعد أيضًا خطوة رائدة نحو التخفيف من الإعتماد على الفحم التقليدي، الذي يتسبب في إزالة الغابات وتدهور البيئة، في هذا السياق، تلوح في الأفق فرص كبيرة أمام السودان للاستثمار في إنتاج الفحم الحيوي أو عبر تقنيات التحلل الحراري، التي تحول روث الماشية إلى فحم نباتي مستدام وعالي الجودة يمكن إستخدامه كوقود منزلي أو صناعي، أو حتى كسماد عضوي غني بالكربون يحسّن من خصوبة التربة الزراعية، وتمتاز هذه الطريقة بكونها منخفضة الإنبعاثات وتقلل من غازات الدفيئة، كما تسهم في تحقيق أهداف الاقتصاد الأخضر. ويقول حسن خير الله في حديثه مع مدنية نيوز أن فكرته تم تنفيذها عبر معمل بسيط وإستخدام روث الماشية والابقار المتوفر بكميات كبيرة حيث نجحت التجربة بنسبة (100%) فالحم المنتج من المعمل عالي الجودة يمكن ان يستمر لفترة اطول اثناء الطهي او التدفئة وهو يقلل من قطع الاشجار ، وعملية الانتاج تكتمل من خلال يوم او يومين فقط واوضح حسن ان طريقة التحضير سهلة وبسيطة وهذه فكرة قابلة للتطوير اذا وجدت الامكانيات المالية المطلوبة والفنية من قبل خبراء البيئة والغابات لجهة إنتاج فحم نباتي لتخفيف الاعباء والأضرار بالنسبة للانسان والبيئة (معا نحو بيئة سليمة)
الجدير بالذكر ان السودان، الذي يعاني من أزمة طاقة خانقة خاصة في المناطق الريفية، يجد في هذه التجربة فرصة لإنتاج بديل محلي للطاقة يعتمد على الموارد المتوفرة، ويخلق فرص عمل جديدة في سلسلة القيمة – من الجمع والمعالجة وحتى التعبئة والتسويق. كما أن تطوير هذه الصناعة قد يسهم في تمكين المجتمعات الريفية، ولا سيما النساء والشباب، من خلال إشراكهم في أنشطة صديقة للبيئة ذات جدوى اقتصادية، إن التحول إلى إنتاج الفحم النباتي من روث الحيوانات يتطلب دعمًا تقنيًا وسياسات مشجعة وشراكات بين القطاعين العام والخاص، لكنه يفتح الباب أمام تحول بيئي واقتصادي مهم. وفي ظل التغيرات المناخية والبحث العالمي عن بدائل نظيفة ومستدامة، فإن السودان يمتلك كل المقومات ليصبح رائدًا إقليميًا في هذا المجال، مستفيدًا من ثروته الحيوانية، وساعيًا نحو مستقبل أكثر استدامة وعدالة بيئية، من ناحية اقتصادية، فإن تطوير سلسلة إنتاج الفحم النباتي من الروث يمكن أن يُسهم في تقليل الاستيراد المكلف لأنواع الوقود الأخرى، كما يوفر موردًا محليًا يدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، خاصة في مجالات الطهي والتدفئة والإنتاج الزراعي. كما يمكن تصدير الفائض إلى الأسواق الإقليمية والدولية، خاصة في ظل تزايد الطلب العالمي على منتجات الطاقة المستدامة.
أما بيئيًا، فإن هذه الخطوة تُعد بمثابة ثورة خضراء في التعامل مع نفايات الثروة الحيوانية، التي إن تُركت دون معالجة قد تساهم في تلوث المياه والهواء والتربة، وتفاقم من ظاهرة الإحتباس الحراري نتيجة إنبعاث غاز الميثان، بينما إنتاج الفحم الحيوي من هذه المخلفات لا يحد من هذه الانبعاثات فحسب، بل يعيد تدوير الكربون بطريقة ذكية تحافظ على التوازن البيئي وتحد من التصحر، وتساهم في استعادة خصوبة الأراضي الزراعية المتدهورة بفعل التغيرات المناخية أو الاستخدام الجائر.

بالفيديو مناشدة الدكتور/ الهادي إدريس عضو المجلس الرئاسي وحاكم إقليم دارفور عاجلة الى أهالي مدينة الفاشر

0

مناشدة الدكتور/ الهادي إدريس عضو المجلس الرئاسي وحاكم إقليم دارفور عاجلة الى أهالي مدينة الفاشر بضرورة الخروج والتوجه الي منطقة “قرني” ، حيث توجد هنالك قوات تحالف تأسيس لتأمينهم وتقديم المساعدات والخدمات الأساسية.

تحذيرات دولية تدفع شركات طيران لتعليق رحلاتها إلى بورتسودان وسط تدهور أمني متصاعد

تحذيرات دولية تدفع شركات طيران لتعليق رحلاتها إلى بورتسودان وسط تدهور أمني متصاعد

وكالات:السودانية نيوز
في ظل تصاعد التحذيرات الدولية بشأن خطورة التحليق في الأجواء السودانية، أعلنت شركة الخطوط الجوية الإثيوبية عن تمديد تعليق رحلاتها من وإلى مطار بورتسودان الدولي حتى 31 أغسطس المقبل، للمرة الرابعة على التوالي، بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة التي تحيط بالمطار، وتدهور الوضع الميداني في شرق السودان.

ويأتي هذا القرار في وقت بالغ الحساسية، حيث يشهد السودان عزلة متنامية عن شبكة الطيران الدولية، بعد تقلص عدد الرحلات الجوية إلى المدن الكبرى نتيجة اتساع رقعة النزاع المسلح، ما جعل من مطار بورتسودان آخر منفذ جوي فاعل للبلاد خلال الأشهر الماضية.

الهجوم الأخير الذي استهدف البنية التحتية لمطار بورتسودان بشكل مباشر، دفع بعدد من شركات الطيران الكبرى، وعلى رأسها الخطوط الجوية الإثيوبية والمصرية، إلى تعليق رحلاتها إلى المطار، وتعكس هذه الخطوة تنامي القلق الدولي بشأن قدرة السودان على تأمين أجوائه ومرافقه الحيوية، في وقت تتزايد فيه الاشتباكات المسلحة قرب المطارات والمناطق الحساسة.

وكانت الخطوط الإثيوبية قد بدأت تعليق رحلاتها إلى بورتسودان في مايو الماضي، وظلت تمدد القرار دوريًا نتيجة غياب مؤشرات ملموسة على استقرار الوضع الأمني.

يمثل توقف الرحلات الجوية المنتظمة عبر مطار بورتسودان ضربة موجعة لآلاف المواطنين السودانيين، لا سيما المرضى الذين يعتمدون على السفر لتلقي العلاج، وطلاب الجامعات، والباحثين عن فرص عمل أو مخرج من الأوضاع المتردية، كما فاقم تعليق الرحلات من صعوبة التنقل، في ظل ارتفاع كبير في تكاليف السفر عبر الطرق البرية، وانعدام الأمن والخدمات في مناطق النزوح.

وإلى جانب معاناة الأفراد، حذر خبراء ومنظمات إنسانية من تداعيات خطيرة على النظام الصحي في السودان، مع توقف تدفق المساعدات والإمدادات الطبية التي كانت تصل عبر مطار بورتسودان، ويواجه الإقليم الشرقي والمناطق المتأثرة بالنزاع خطر حدوث كارثة صحية حادة، خاصة مع انهيار سلاسل الإمداد الطبية، وغياب البدائل الفعالة لتأمين المستلزمات الحيوية.

يتماشى القرار الإثيوبي مع تحذيرات دولية صدرت في الأسابيع الأخيرة لشركات الطيران، تدعوها إلى تجنب التحليق فوق الأجواء السودانية بسبب التهديدات المتصاعدة، وتشير هذه التحذيرات إلى أن الحرب لم تعد محصورة في ساحات القتال، بل امتدت لتطال البنى التحتية الاستراتيجية، بما فيها المطارات التي كانت تُعد ممرات آمنة نسبيًا.

وقد تعرضت طائرات مدنية في السابق لمخاطر جسيمة بسبب الاشتباكات المسلحة قرب مطار الخرطوم ومطارات إقليمية أخرى، ما دفع السلطات الدولية للطيران إلى تشديد الإجراءات الاحترازية.

في ظل استمرار الغموض الأمني وغياب تطمينات إقليمية أو دولية بشأن سلامة الطيران في الأجواء السودانية، تتزايد المخاوف من دخول بورتسودان في عزلة جوية تامة، ما قد ينعكس سلبًا على الوضعين الإنساني والاقتصادي في المنطقة، التي تُعد الآن الشريان الأخير للحركة الجوية في البلاد.

ورغم مساعي الحكومة السودانية لاستئناف الرحلات التجارية، فإن تردد شركات الطيران في استئناف رحلاتها واستمرار التصعيد الميداني يفرضان تحديات معقدة، ويُبقيان آلاف المواطنين في انتظار “انفراجة أمنية” تعيد فتح الأجواء وتنقذ الموقف المتدهور.

أديبة: الأمراض وسوء التغذية تحصد أرواح الاطفال

أديبة: الأمراض وسوء التغذية تحصد أرواح الاطفال

كتب:حسين سعد
أكدت الدكتورة أديبة إبراهيم السيد أخصائية الباطنيه والأوبئيه، وعضو اللجنه التمهيديه لنقابة أطباء السودان تعرض (150) طفل بالبلاد لحالة إغتصاب وتحرش جنسي لاطفال أعمارهم مابين (5 إلي 16) سنة ، غالبيتهم فتيات في اعمار مختلفة ولفتت الي وجود حالات ولادة لطفلات مغتسبات بمستشفيات النو وشندي والقضارف تم التخلي عنهم وأصبحوا مجهولي الهوية، ونبهت السيد الي إنتشار حالات واسعة للنزيف الحاد ادي لوفاة غالبية الاطفال وتمزق أغشية المهبل وجروح غايرة في عنق الرحم والتبول غير الارادي بسبب الإغتصاب ، ووجود حالات إغماء بسبب الجروح المصاحبة لعملية الاغتصاب وتورم الخصي والنزيف للذكور، وقالت إن علاج حالات الاغتصاب يحتاج الي لبرتكول علاجي للحماية من الامراض المنقولة جنسياً وكذلك الحمل، وناشدت المنظمات الانسانية العالمية بتقديم المساعدات لهذه الوضع الذي وصفته بالكارثي ، مؤكدة إنتشار لامراض الملاريا والسل والكوليرا التي حصدت أكثر من (250) ألف وحمي الضنك الي راح ضحيتها أكثر من (166) ألف ،

وقالت أديبة في حديثها مع “السودانية نيوز” يعاني أكثر من (523) ألف طفل من سوء التغذية منهم (117) ألف طفل رضيع حديثي الولادة مات بسبب سوء التغذية والأمراض المعدية جراء التكدس وقلة الغذاء، وعدم وجود الرعاية الصحية الجيدة وقلة الأدوية وعدم وجود ممرات أمنة وقلة الكوادر الصحية ، وأوضحت السيد أنه لعدم وجود تطعيم للأطفال إنتشرت كل الأمراض التي تصيب الاطفال مثل الحصبة التي أصابت (457) الف طفل والبرجم (262) ألف طفل وشلل الأطفال (64) ألف طفل مات وكذلك مرض السعال الديكي (89) ألف طفل وأشارت الي موت طفل او أثنين كل ساعة في معسكرات النزوح وبعض مراكز الايواء البعيدة عن المشافي ، وقالت أديبة هنالك أكثر من (680) الف إمراة حامل بينما تسبب الحصار علي جنوب كردفان في معاناة (15) ألف طفل أعمارهم ما بين (10الي 16) سنة يعانون من مرض السل بسبب ضعف المناعة وسوء التغذية وعدم وجود رعاية صحية أولية وعدم وجود تحصين ، ومن جهتهم قالت المواطنة ميساء علي أم لاربعة أطفال من الخرطوم في حديثها مع مدنية نيوز إنها أسرعت بطفلتها ذات السبعة أعوام لتلقي العلاج في مستشفي بشائر لاصابيتها بالحمي والصداع الحاد لكنها لم تجد العلاج ذات الحديث قالت المواطنة فاطمة جابر من ولاية الجزيرة في حديثها مع مدنية نيوز أنها ظلت تطوف بطفلها لتلقي العلاج في مستشفيات الكاملين والحصاحيصا ومدني ، وعقب الفحوصات وجدت العلاج من بورتسودان وعطبرة حيث تم إرساله لها بعد أكثر من إسبوع الجدير بالذكر ان مدنية نيوز سوف تنشر قريبا تقرير بعنوان (الطفولة تحت النار: وجع الصغار في ظل الصراع المنسي) يتناول أوضاع الاطفال ويستمع الي بعض الأسر والمختصيين وتقارير المنظمات المعنية.

SLM/A Appeals for Urgent UN Intervention Amid Cholera Outbreak and Humanitarian Crisis

SLM/A Appeals for Urgent UN Intervention Amid Cholera Outbreak and Humanitarian Crisis

Darfur:Alsudanianews 

The Sudan Liberation Movement/Army (SLM/A) has issued an urgent appeal to the United Nations, highlighting the dire humanitarian situation in territories under its control. Following the outbreak of Sudan’s conflict in April 2023, SLM/A maintained neutrality, refusing to participate in the ongoing conflict. As a result, its territories became a safe haven, hosting over seven million Internally Displaced Persons (IDPs) from Darfur, Kordofan, White Nile, Khartoum, Al Jazirah, and other areas of Sudan.

Subject: Urgent Humanitarian Appeal and Declaration of a Serious Humanitarian Disaster

Your Excellency,

In the aftermath of Sudan’s conflict outbreak in April 2023, the Sudan Liberation Movement/Army (SLM/A) has maintained stand of neutrality, mindfully refusing to be part in the ongoing conflict, consequently the territories under its control became safe heaven and among the safest ever places in the country as we hosted more than seven million Internally Displaced Persons (IDPs) from Darfur, Kordofan, White Nile, Khartoum, Al Jazirah and other areas of Sudan.
On 21st of July 2025 initial cases of cholera epidemic were confirmed and which is spreading at an alarming rate that led the civil authority the civilian body of the movement on 27th of July 2025 to declare SLM/A liberated territories as zones of humanitarian disaster and therefore we are calling on the United Nations to: –

To recognize SLM/A controlled areas and Sudan as a whole as humanitarian disaster zones
Intervene immediately to swiftly combat cholera outbreak in areas with no healthcare facilities whatsoever
Open humanitarian corridors to ensure unimpeded delivery of aid to malnourished children, sick persons and all those in dire need.
Put pressure on all parties to the conflict to agree to a nationwide ceasefire.
Pressurize parties to the conflict to meaningfully engage in unconditional negotiation process
Strengthen efforts for the Sudanese – Sudanese dialogue and comprehensive peace process that address the root causes to Sudan’s protracted historical conflict.

Finally, through your esteemed office we also call upon the international community and all people of moral conscience across the globe to take immediate action to save millions of lives on the brink of sure death and do whatever it takes to restore rule of law, peace and stability in Sudan.

Please accept, your Excellency, the assurance of our highest consideration

Abdul Wahid Mohammed Ahmed Al Nour
The chairman of the Sudan Liberation Movement and C- in – C of the Sudan Liberation Army

حرب السودان.. الفاشر مدينة يعزلها الظلام عن العالم

حرب السودان.. الفاشر مدينة يعزلها الظلام عن العالم

احتماء عناصر الجيش السوداني بين السكان في الفاشر، واستجاب المدنيون لمقترح الخروج خلال إبريل

تقرير:خاص للسودانية نيوز

تعيش مدينة الفاشر السودانية أوضاعا إنسانية مأساوية، مع تصاعد حدة القتال ما جعل معظم سكانها يواجهون أزمة إنسانية صعبة.
وفي آخر التطورات الميدانية، أصدرت قيادة الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، قرارا استخدام الإضاءة ليلاً، لتقليل ما سمته فرص الاستهداف المحتمل من قبل قوات الدعم السريع التي تحاصر الجيش وميليشياته بالمدينة؛ حيث يمنع الجيش السكان من المغادرة
وأكدت في بيان أصدرته 26 يوليو 2025، أن “المدينة لن تُسلّم إلأ على الأجساد، ” فيما تتدهور الأوضاع داخل المدينة بحسب وكالات تابعة للأمم المتحدة.
وبهذا الخصوص، أعلنت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك بمدينة الفاشر عن “نفاد السلع الغذائية وخدمات الصحة في الأسواق المحلية، وسط ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، حيث بلغ سعر جوال الدخن 4.3 مليون جنيه سوداني، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها المدينة المحاصرة.”
وأشارت إلى “أن المطابخ الجماعية التي تعتمد على هذه السلع لتوفير الطعام للنساء والأطفال باتت عاجزة عن الاستمرار في ظل شح الموارد وغياب الإمدادات.”

أزمة صحية

في غضون ذلك، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ، من أن الوضع الصحي في شمال دارفور يتدهور بسرعة، حيث تتزايد حالات الإصابة بالكوليرا والحصبة والملاريا في مناطق من بينها الفاشر.
وجاء في تقرير نشرته الأمم المتحدة 22 يوليو 2025، أنها تتابع مع شركائها للحصول على مزيد من التفاصيل حول حالات الكوليرا في الفاشر. لكن مكتب أوتشا قال إن انقطاع الإنترنت على نطاق واسع في منطقة الفاشر ونقص اختبارات التشخيص السريع يعيقان بشدة مراقبة الأمراض، وتم إغلاق أكثر من 32 مرفقا صحيا في المدينة بسبب انعدام الأمن.
وأشارت إلى أن النقص الحاد في اللقاحات والأدوية الأساسية والمستلزمات الجراحية، يدفع “النظام الصحي إلى حافة الانهيار، مما يترك الآلاف دون الحصول على الرعاية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة وفي الوقت نفسه، يستمر النزوح في إحداث خسائر فادحة في صفوف المدنيين الذين يحاولون العثور على الأمان.”

إيواء النازحين

ومع احتماء عناصر الجيش السوداني بين السكان في الفاشر، استجاب المدنيون لمقترح الخروج خلال إبريل الماضي حيث تم تأمين تحركاتهم من محيط المدينة إلى مناطق أكثر أمانا وتوفير كافة أشكال الدعم والمساعدة الممكنة لهم، بما في ذلك الإيواء المؤقت والإمدادات الإنسانية العاجلة، من طرف قوات الدعم السريع، وفقا لتحالف “تأسيس”.
وأشار البيان آنذاك، إلى أن قوات التحالف واصلت “لليوم الثاني على التوالي عمليات الاستقبال والتأمين لمئات المدنيين الفارين من مناطق الخطر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.”
وشدد على التزامه الكامل بحماية المدنيين وتيسير عمليات الإخلاء الطوعي من مناطق القتال، وجدد دعوته لجميع المواطنين إلى الخروج من مواقع الاشتباك حفاظًا على أرواحهم.

وزارة صحة حكومة بورتسودان تكشف عن تفشي أوبئة خطيرة في مختلف ولايات البلاد

وزارة صحة حكومة بورتسودان تكشف عن تفشي أوبئة خطيرة في مختلف ولايات البلاد

وكالات:السودانية نيوز

كشفت وزارة الصحة السودانية في تقريرها الأسبوعي عن تفشي عدة أوبئة في مختلف ولايات البلاد، بسبب الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي واستمرار الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل 2023. تشير الإحصاءات الجديدة إلى انتشار واسع لأمراض خطيرة مثل الكوليرا، حمى الضنك، التهاب الكبد الوبائي، والحصبة.

 وتشير الإحصاءات الجديدة إلى انتشار واسع لأمراض خطيرة على رأسها الكوليرا، حمى الضنك، التهاب الكبد الوبائي، والحصبة، وسط تدهور في خدمات المياه والصرف الصحي، ونزوح جماعي إلى مناطق غير مهيأة لاستقبال موجات بشرية بهذا الحجم.

بحسب بيانات وزارة الصحة، تم تسجيل 1,913 حالة إصابة بالكوليرا خلال فترة امتدت لـ39 أسبوعًا، شملت 12 ولاية سودانية، وأسفرت عن 43 حالة وفاة، وتعتمد الوزارة في استجابتها على الرصد اليومي وتدخلات صحية محدودة، لكنها تواجه صعوبات كبيرة نتيجة تدهور البنية التحتية وتعطل مرافق صحية حيوية.

في السياق ذاته، أوردت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور أرقامًا أكثر خطورة، إذ أكدت تسجيل 2,145 إصابة بالكوليرا في منطقة الطويلة وحدها، إلى جانب 40 حالة وفاة ووجود 207 مصابين في مراكز العزل، مع معدل إصابة يومي يتراوح بين 100 و208 حالات، ما يعكس وضعًا وبائيًا حرجًا في الإقليم.

فيما يتعلق بحمى الضنك، سجل التقرير 61 إصابة مؤكدة جميعها في ولاية الخرطوم، دون وقوع وفيات، أما التهاب الكبد الوبائي، فقد سُجلت 26 حالة في ولاية الجزيرة، بينها 4 وفيات، وبالنسبة للحصبة، وثّقت السلطات الصحية 35 إصابة جديدة خلال أسبوع واحد، تركزت في شمال دارفور والخرطوم، وسط مخاوف من اتساع رقعة التفشي نتيجة ضعف حملات التحصين وتعطيل البرامج الصحية الوقائية.

في ظل تأثيرات موسم الخريف، أشار التقرير إلى تضرر 13 محلية في 3 ولايات نتيجة الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى تضرر 60 أسرة، في وقت تعاني فيه المناطق المتأثرة من هشاشة في البنية التحتية وصعوبة في الوصول، ما يحد من قدرة الجهات المختصة على التدخل الفوري.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، نفذت فرق تعزيز الصحة حملات توعوية في عدد من الولايات، شملت بث رسائل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تنظيم جلسات مباشرة مع المجتمعات المحلية لرفع الوعي بطرق الوقاية من الأمراض الوبائية.

تأتي هذه التطورات في ظل انهيار واسع للنظام الصحي في السودان، حيث تعاني البلاد من نقص حاد في الإمدادات الطبية، وتوقف عشرات المراكز الصحية، وتكدس ملايين النازحين في مناطق تفتقر للخدمات الأساسية، ما يجعل البلاد على حافة كارثة صحية متعددة الأوجه.

تفشي الأوبئة في السودان يعكس عمق الأزمة الصحية والإنسانية التي تمر بها البلاد، ويؤكد الحاجة العاجلة لتدخل دولي منسق لاحتواء الوضع، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع، ومع استمرار الحرب وتعقّد الأوضاع، تبدو الاستجابة المحلية محدودة وغير كافية، بينما يتصاعد الخطر على أرواح الملايين من السودانيين في مختلف أنحاء البلاد.