السبت, مارس 15, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 7

صلاح شعيب يكتب :الحلو أعاد الجدل المر حول العلمانية

0

صلاح شعيب يكتب :الحلو أعاد الجدل المر حول العلمانية

عاد الجدل مرة أخرى حول العلمانية التي ظل تقعيدها في هيكلية الدولة السودانية يواجه تبايناً حاداً في الآراء. ذلك في أعقاب اعتمادها في ميثاق نيروبي الذي وقعت عليه تنظيمات سياسية دشنت به تحالفاً جديداً يجمع بين حركات مسلحة، وتنظيمات مدنية. ولا يخفى بالطبع الدور المؤثر لزعيم الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو في تضمين هذا النص المشكل حوله سودانياً في الميثاق. وكنت قد كتبت من قبل مقالاً عن خطل الفتنة بمفهوم الدولة المدنية لدى النخب السياسية كبديل للدولة العلمانية. وقد أثار ذلك المقال ايضاً جدلاً كبيراً تراوح بين تكفير الكاتب، والتضامن معه. وبكل المقاييس نحتاج أن يكون الحوار حول تبني العلمانية في الهواء الطلق بدون التخوف من الابتزاز التاريخي الذي لازم مثقفينا وسياسيينا منذ الستينات بالرغم من أن تجربتي “قوانين سبتمبر” و”المشروع الحضاري” حطت بقيمة الدين قبل الدولة، وأورثتنا هذه الحرب كاعلى سقف من سقوف الفشل في معرفة وظيفة الدولة الحديثة.
أكرر في هذا المقال أيضا أن محاولة إرهاب قادتنا السياسيين، ومثقفينا، من التصريح بأهمية العلمانية لصلاح الدولة السودانية، وتفضيل مصطلح الدولة المدنية الفضفاض، ينبغي أن يواجه بالشجاعة، وإلا فعلينا في حال حدوث أي تسوية قادمة أن نسلم رقابنا لنوع جديد من ذبح المدنية التي تخفي احتيالاً للربط بين الدين، والدولة.
لا أتصور نجاحاً لكفاحنا المدني في ظل عدم الاعتبار من مرور أكثر من ألف سنة من اختطاف الدين لغايات انتهازية في الدولة القطرية العربية، والإسلامية، والتي ترضع بواسطة سلطة الأوليغارشية الدينية، والاقتصادية، والاجتماعية من ثدي الدولة لتتوطن ثراءً، وتسلطاً، ونفوذاً.
فحاجتنا ماسة الآن للاعتبار من هذا التاريخ الذي سبق خيبة الحالة الإسلامية الراهنة الآخذة بأسباب تفجير صراعاتها المجتمعية بما يهدد وحدة كيان المجتمع، والدولة في ذات الوقت. إذ استطاع الإقطاعيون، ورجال الدين، والطبقة المتنفذة الأوروبية آنذاك، الاستئساد بشوكة الدولة بينما كانت تتبلور الطبقتان الوسطى، والفقيرة، ككم بشري تابع، وذليل، لتطلعات القيصر الطفيلية، وشبكة علاقاته الضيقة، مصاصة العرق، والدماء.
تاريخ السودان الحديث يكشف بأي مستوى من القراءة السيوسيولجية غير المؤدلجة عن تحالف اصحاب الثروة مع العسكرتارية، والنخب الاقتصادية، والإعلامية، للحفاظ على مكتسبات سلطوية لا علاقة لها بالدين أو مفهوم الدولة الحديثة. وما قبل تشريعات نميري التي قطعت رقاب وأيادي الفقراء فقط لم تكن أنظمة السودان كلها قائمة على العلمانية التي لا تنشأ إلا في ظل نظام ديمقراطي. وترتد حجة الرافضين للعلمانية إليهم بأن أنظمة الاتحاد السوفيتي، والعراق، ومصر، وسوريا، وليبيا المطروحة، كانت موثثة بأطر نظرية علمانية. ذلك لأن العلمانية هي ساق الديمقراطية التي تتوكأ عليها لإنهاء التمايزات الأيدلوجية، والإثنية، والمذهبية، لصالح دولة المواطنة.
في تجربة السودان لتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في سبتمبر 1983، والتجربة الثانية عبر “المشروع الحضاري”، لاحظنا أن الحكمين الاستبداديين ركزا على رفع أسنة الرماح في وجه المدنيين الذين لا يرتبطون بحلف الدولة المكون من جماعات الثروة، والرتب الكبيرة في الجيش، وقادة الأجهزة الإعلامية، الموظفين للدفاع عن ديكتاتورية الدولة. ولذلك كان القتل السياسي، واغتصاب الرجال والنساء معاً، والتعذيب في بيوت الأشباح، الرافعة التسلطية التي تقوم على فرضيات فقهية مستلفة من تاريخ السلطة الدينية في العالم الإسلامي.
الآن – ونحن في زمن الحريات التي أتاحتها الثورة التكنولوجية – لم يعد الكبت عائقاً أمام تطلعات الناس المساكين في عالمنا العربي والإسلامي في نشدان التعبير السياسي الراغب للإصلاح الذي يوجد دولة ديموقراطية تقطع مع عصر الظلامات التاريخية. إذ كانت الدولة تمثل رأي فئة قليلة من السودانيين، وهي التي تستخدم رجال الدين أولئك، وشريحة من الطبقة الوسطى لدفع قوة المستبد، وحاشيته. أما السواد الأعظم فهو مجرد قطيع لا يقوى على تحقيق حريته في الاعتقاد، وحكم نفسه بنفسه عبر نظام ديموقراطي لتداول السلطة. بل لا يحس غالب السودانيين بسبب مضاء التغبيش الفكري أنهم مستعبدون من حيث انتمائهم لطبقة مركزية تمتص
عرقهم بينما تمنحهم الفتات عبر الوظيفة في الخدمة المدنية، أو بالكاد يعتمدون على حركة القطاع الخاص المتحالف معظمه مع النخبة السياسية.
الديماغوغيون من الإسلاميين السودانيين، وكذلك بعض من المنتمين لأحزابنا التقليدية الواقعين تحت ضغط تاثير الابتزاز الديني، يستنفعون بإرث العلمانية في أوروبا، وتركيا، والولايات المتحدة التي هاجروا إليها. وهؤلاء يمثلون النفاق الديني عينه قبل السياسي. فهم يسلمون أبناءهم، وبناتهم، وأحفادهم، لهذه الأنظمة العلمانية لينشاوا فيها، وتنقطع ذريتهم من ثم عندها. ومن ناحية أخرى يستفيدون من مناخ الحريات لإقامة المساجد، والمطالبة بإجازات للجالية المسلمة في يوم الجمعة، والمناسبات الدينية. ولاحقاً يستفيدون من سماحة التشريع العلماني للمطالبة برفع الأذان في مئات من هذه المساجد التي نشأت بحكم هذا التسامح الديني الذي رسّخته العلمانية.
وبالنسبة للسودانيين المغيبين فكرياً من هذه الاتجاهات الرافضة للعلمانية – ولم تتح لهم الفرصة للنفاد بجلدهم من السودان نحو الأميركيتين، أو أوروبا، أو استراليا – فيعيشون في حياة القرون الوسطى. ومع ذلك فإنهم لا يرون جدوى لقيام السودان على أسس علمانية تحررهم من استبداد الحاكم، وتفتح لهم آفاقاً لدولة تتواءم مع العصر، وتنقذهم من إهدار ملايين الأرواح بفعل رغبة الأوليغارشية الحاكمة، وتعيد تريليونات من الدولارات التي نهبتهاالطبقة الثرية، وكان نصيب الشيخ عبد الحي خمسة ملايين دولار وفقاً لما صرح به الحاكم الذي أفتى له بقتل ثلثي الشعب استناداً على المذهب المالكي.
خلاصة الموضوع أن السودان – بوصفه متلقٍ لفتاوى المركزية السلطوية الدينية العربية – مهدد بالعودة إلى عصر القرون الوسطى ما برح معظم قادته السياسيين اليساريين، واليمينيين، يلجأون لسراب الدولة المدنية خوفا من امتلاك الشجاعة بالدعوة للعلمانية، وشرحها للمواطن البسيط الواقع تحت تاثير أثرياء الإسلام السياسي.

المستشار الاماراتي أنور قرقاش يتهم الجيش السوداني والفلول بمواصلة مناوراتهم الهزيلة لتبرير رفضهم للسلام

المستشار الاماراتي أنور قرقاش يتهم الجيش السوداني والفلول بمواصلة مناوراتهم الإعلامية الهزيلة لتبرير رفضهم للسلام 

متابعات:السودانية نيوز

اتهم المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، ومسئول ملف السودان، أنور قرقاش، الجيش السوداني وشركاءه من الاخوان المسلمين من بقايا النظام السابق واعلامهم بمواصلة مناوراتهم الإعلامية الهزيلة لتبرير رفضهم للسلام وللمسار السياسي، بينما يوفرون الحماية للمطلوبين أمام محكمة الجنايات الدولية

ودعا المستشار الدبلوماسي ، أنور قرقاش ، عبر منصة “اكس ” حسب متابعة السودانية نيوز ،إعطاء الأولوية لوقف الحرب ، ومعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية ، وتسليم مطلوبي المحكمة الجنائية.

وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات أنور قرقاش (الأولوية في السودان الشقيق يجب أن تكون وقف إطلاق النار في هذه الحرب العبثية المدمرة والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، ولكن الجيش وشركاءه من الإخوان المسلمين من بقايا النظام السابق، يواصلون مناوراتهم الإعلامية الهزيلة لتبرير رفضهم للسلام وللمسار السياسي، بينما يوفرون الحماية للمطلوبين أمام محكمة الجنايات الدولية.

القاهرة تعلن استعادة المختطفين في السودان

القاهرة تعلن استعادة المختطفين في السودان

متابعات:السودانية نيوز

نجحت الأجهزة المصرية في تحرير المصريين المختطفين في السودان وإخراجهم من مناطق الاشتباكات قبل إعادتهم سالمين إلى أراضيها.

وأضافت أن “عملية تحرير المصريين جاءت بناء على توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستعادة المصريين المختطفين من قبل الدعم السريع”.

وبين المصدر أن “الأجهزة المعنية في مصر نجحت بالتنسيق مع نظيرتها بالسودان، في نقل المصريين المحررين من مناطق الاشتباكات بوسط الخرطوم إلى مدينة بورتسودان وإعادتهم سالمين إلى أرض الوطن”.

واتهم قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو افي وقت سابق مصر بالتورط في غارات جوية  وبتدريب وتوفير طائرات بدون طيار للجيش المصري الذي حقق مؤخرا تقدما كبيرا في الصراع الذي دمر البلاد منذ ما يقرب من 18 شهرا.

وقال حميدتي في رسالة مصورة له إن مصر استخدمت قنابل أميركية في ضرباتها.

وأضاف أنه “لو لم يكن الأميركيون متفقين فإن هذه القنابل لن تصل إلى السودان”.

وأشار أيضا إلى وجود مرتزقة من تيغراي وإريتريا وأذربيجان وأوكرانيين في البلاد، وكرر الاتهامات بأن الإيرانيين شاركوا في الحرب إلى جانب الجيش.

وحقق الجيش مؤخرا تقدما في العاصمة السودانية الخرطوم وولاية سنار جنوب شرقي البلاد، حيث أشار حميدتي إلى أن الغارات الجوية المصرية المزعومة ضد قواته دفعتهم إلى التراجع عن منطقة جبل مويا الاستراتيجية.

وفيما بدا وكأنه تغيير في لهجة تصريحاته السابقة الداعمة لجهود السلام، قال رئيس قوات الدعم السريع: “هذه الحرب لن تنتهي في عام أو عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام. يتحدث البعض عن مليون جندي وسنصل قريبا إلى مليون”.

لجان مقاومة ود مدني تحذر حركة د.جبريل والمؤتمر الوطني من التوغل السافر في مكتسبات وآراضي مزارعي ولاية الجزيرة

لجان مقاومة ود مدني تحذر حركة د.جبريل والمؤتمر الوطني من التوغل السافر في مكتسبات وآراضي مزارعي ولاية الجزيرة

متابعات:السودانية نيوز

أعربت لجان ودمدني بولاية الجزيرة، عن رفضها لتدخل حركة العدل والمساواة، وعناصر المؤتمر الوطني، ومحاولتهما تجيير مشروع الجزيرة ومكتسبات المزارعين لصالح التقاطعات الحزبية، بحجة إعادة إعمار المشروع.

وكشفت “المقاومة” في بيان، عن توقيع محافظ مشروع الجزيرة اتفاقا مع شركة “زبيدة” ولجنة من حركة العدل والمساواة وعناصر المؤتمر الوطني “المحلول”، لإعادة تأهيل مادمرتة الحرب، وقالت إن الاتفاق يهدف للسيطرة على آليات وأراضي المشروع، مطالبة الحركات المسلحة بالابتعاد عنه

وقال البيان (طالعنا منذ تحرير ولاية الجزيرة  الخطوات المتسارعة التي تتبعها الحركات المسلحة على رأسها حركة العدل والمساواة المتسلطة عبر رئيسها وزير المالية (جبريل إبراهيم) بغرض التوغل السافر في مكتسبا وآراضي مزارعي ولاية الجزيرة بحجة إعادة إعمار المشروع، ونحن على علم بالتوقيع الذي تم بين محافظ مشروع الجزيرة وشركة (زبيدة) واللجنة التي كونت من عضوية حركة العدل المساواة وبقايا النظام السابق للإنقاذ من أجل ما ادعوا أنه تأهيل وتعمير ما دمرته الحرب في مشروع الجزيرة ومواصلة نفس مشروع الإنقاذ سيئة الذكر في تدمير مشروع الجزيرة وإفقار إنسانه.

تابعنا سابقاً محاولات الحركة المتمثلة في رئيسها وممثليه داخل ما أسماه لجنة إعمار مشروع الجزيرة لاستجلاب تمويل خارجي أجنبي وارتهان آخر لإمتصاص مشروع الجزيرة وعملية الإستلاب السياسي وتجنيد المصلحة الخاصة لحركة العدل والمساواة على حساب مزارعي ولاية الجزيرة وتحالفاتهم وأجسامهم المنتخبة والمعلنة مسبقاً والتي ظلت تناهض في نظام الانقاذ بكل الوسائل السلمية فسقط عدد مقدر من الشهداء من تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل من اجل الدفاع عن ارض مشروع الجزيرة ، ظللنا نردد أن ولاية الجزيرة مستهدفة وأن ما حدث في ولاية الجزيرة عبارة محاولة تغيير لديموغرافية السكان الهدف الاساسي منه رهن مشروع الجزيرة للإمباريالية العالمية ،.

إننا في لجان مقاومة مدني نرفض التدخل السافر لحركة العدل والمساواة وبقايا النظام السابق ومحاولة تجيير مشروع الجزيرة ومكتسبات المزارعين لصالح التقاطعات الحزبية ومصالح الحركة الضيقة ولعب دور السمسار ولن نسمح بالتوغل البلطجي داخل الولاية وممارسة ذات سلوك الجنجويد في السيطرة على ما تبقى من آليات إنتاج ، أرض وعوائد مشروع الجزيرة

ننوه وننبه الحركات المسلحة وكل من تسول له نفسه بالإبتعاد عن السقوط في مستنقع ذاكرة الجزيرة ومآسيها ونحن على استعداد لكشف ملابسات ممثلي حركة العدل والمساواة وفسادهم وكافات الشركات والصفقات المشبوهة التي تحاول مجدداً فرض تغيير سياسي مستقبلاً على أرض المشروع، الصفقات والتجاوزات المرصودة والمثبته لدينا سيحين وقتها ما لم يكفوا أيديهم المسترزقة، المرهونة وعميلة الخارج وقوى الظلام بالداخل عن مشروع الجزيرة

  الجاك محمود أحمد الجاك يكتب: قراءة واقعية لتحالف السودان التأسيسي

0

  الجاك محمود أحمد الجاك يكتب: قراءة واقعية لتحالف السودان التأسيسي

أحدث التوقيع على ميثاق التحالف التأسيسي والدستور الإنتقالي لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥ في العاصمة الكينية نيروبي نهاية الأسبوع الماضي زلزال سياسي غير مسبوق في البلاد. وما زالت تتوالى ردود الأفعال بصورة عنيفة يوما بعد يوم، خاصة من قوى المركز ونخب النادي السياسي القديم حتى ممن كنا نحسبهم في غفلة من الزمان أصدقاء وحلفاء محتملين وشركاء في مشروع التغيير لنفاجأ بأنهم الحرس الأيديولوجي للسودان القديم. تلك النخب التي ما زالت ترى أن من حقها وحدها إحتكار أدوات الفعل السياسي والتحكم بشكل مطلق في إدارة المشهد السياسي وتحديد قوانين اللعب السياسي وفرضها على الآخرين ليبصموا عليها. توزع صكوك الوطنية لأبواقها ممن شايعها مطأطأة راسها صاغرة ذليلة أمامها راضية بلعب دور عبيد المنازل في مشهد غاية في السخرية والوضاعة، فيما تمارس ذات النخب الإبتزاز السياسي الرخيص من خلال شيطنة وتخوين كل من يخالف ثوابتها وتوجهاتها ويدوس على تابوهاتها السياسية. وقد عز على هذه النخب الفاشلة التواضع والتحلي بالشجاعة للإعتراف بأن مشروع السودان الجديد بات يمثل في الواقع برنامج الخلاص الوطني الوحيد لكل السودان في ظل غياب مشروع وطني حقيقي منذ ما يسمى بإستقلال السودان والسبب في ذلك كما قال رجل المهام الصعبة ورئيس الحركة الشعبية القائد عبدالعزيز آدم الحلو يرجع لفشل الآباء المؤسسين والنخب التي تعاقبت على حكم السودان في إنجاز مهام البناء الوطني وبناء دولة موحدة قابلة للحياة، وفشل السودان القديم في إدارة التنوع والإجابة على سؤال كيف يحكم السودان، هذا السؤال الذي طالما ظل عالقا مع غيره من الأسئلة الدستورية والتأسيسية منذ ما يسمى بإستقلال السودان، ذلك الفجر الكاذب.

الحقيقة لم ترث شعوب الهامش منذ العام ١٩٥٦ من السودان القديم سوى تاريخ طويل من الظلم والإضطهاد والعنصرية والتهميش، والحروب التي خلفت أنهر من من الدماء والدموع. فيما ظلت نخب الشمال والوسط النيلي منذ العام ١٩٨٩ تتآمر على أى ثورة وطنية يقودها أبناء الهامش. تآمروا على الثورة المهدية في عهد الخليفة عبدالله التعايشي، ولأسباب عنصرية خانوا ووشوا بالبطل علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ ورفاقهما في جمعية اللواء الأبيض ١٩٢٤ تلك المؤامرة التي إنتهت إلى إحتلال السودان بواسطة المستعمر الإنجليزي. قررت قوى الهامش هذه المرة وضع نهاية لسياسات وتوجهات وممارسات السودان القديم التي لم تنتج غير الحروب وما زالت تهدد وحدة ما تبقى من السودان. وبالرغم من الإنتقادات الموجهة لتحالف السودان التأسيسي، إلا أنه عكس عبقرية سياسية منقطعة النظير أعطت قوى الهامش وقوى السودان الجديد لأول مرة منصة إنطلاق وأمل كبير في الخروج من الدائرة الشريرة، دائرة الإرهاب الديني والإبتزاز الأيديولوجي ومشروعية العنف. لقد نجحت نيروبي في إعادة رسم المشهد السياسي المعقد في السودان بعد قراءة متأنية وتحليل عميق في ظل إنسداد الأفق السياسي. وأكد ميلاد تحالف السودان التأسيسي وجود إنقسام وطني عميق ودحض فرضية وأكذوبة إصطفاف كل السودانيين خلف القوات المسلحة فبما يسمى بمعركة الكرامة، وبدل قواعد اللعب السياسي وعمل على خلق توازن قوة جديد على الأرض.

السياسي الحصيف هو من يقرأ حركة التاريخ جيدا ويتعلم من تجارب الشعوب ليعتبر منها. فكثير من الدول والشعوب والأمم، وفي سياق تحولاتها التاريخية وثوراتها الوطنية ضد الأنظمة الإستبدادية والعنصرية والثيوقراطية نجحت بفضل العقلانية والواقعية في تجاوز مرارات الحروب والعنصرية وتحررت من جحيم الطغيان والإضطهاد والإستبداد، وتعلمت من تجاربها المريرة فإستخلصت منها عبر ودروس مكنتها من النهوض والإنطلاق إلى مصاف الدول المتقدمة. وعلى صعيد القارة الأفريقية نجد تجربة جنوب إفريقيا التي عاشت عقود طويلة من نظام الفصل العنصري Aprthied لكن عندما تيقن البيض أنه لا مستقبل لنظام الفصل العنصري الذي بلغ مرحلة إنسداد الأفق بعد أن صار مرفوضا إقليميا وعالميا، خاصة بعد رفع بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية الغطاء عن نظام الأبرتايد نتيجة لتنامي الضغط الجماهيري، الأمر الذي دفع آخر رئيس من البيض السيد وليام فريدريك ديكلارك إلى إقناع البيض بضرورة التفاوض للوصول إلى تسوية تضمن للبيض مستقبل آمن في جنوب إفريقيا جديدة. رأى ديكلارك وقتها في الزعيم نيلسون مانديلا أنسب شخص يمكن التفاوض معه للوصول إلى تسوية بين السود والبيض، فقام بإخراج مانديلا من معتقله في جزيرة روبن. مانديلا لم تمنعه المظالم وجرائم نظام الفصل العنصري أو مرارات بقاؤه معتقلا في زنزانته المنفردة ل ٢٧ عاما من التصدي لمسئؤليته التاريخية والأخلاقية كزعيم لإنجاز تسوية تاريخية تنهي مأساة شعبه الذي إكتوى بجرائم الفصل العنصري. بل خاض حوار شاق ومضني لإقناع رفاق نضاله في الكتل الثورية الثلاث التي كانت تناضل تحت مظلة المؤتمر الوطني الجنوب أفريقي وهى الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي (SACP) – مؤتمر حركة عموم أفريقيا (PAC) – وكتلة إتحاد العمال (COSATU) بضرورة التخلي عن خيار الإنتقام والتفاوض مع البيض. فمانديلا كان واقعيا وسياسيا حصيفا لأنه أدرك أنه لا مناص من التفاوض مع البيض وضمان مستقبلهم في جنوب أفريقيا جديدة تسع الجميع، لأن البيض وبالرغم من إدراكهم لحتمية زوال نظام الفصل العنصري إلا أنهم ما زالت بيدهم مصادر قوة حقيقية تمثلت في ترسانة السلاح والسيطرة على مفاصل الإقتصاد بالإضافة إلى إمتلاكهم إمتداد وعمق خارجي قوي. ظل مانديلا يردد مقولته الشهيرة: (جنوب أفريقيا بين مخاوف البيض ومآسي الزنوج، قائلا إن في الخروج من هذا المأزق تكمن جنوب أفريقيا الجديدة) فكان له ما أراد إذ تمكن من إنجاز التسوية رغم بعض مآخذنا على تلك التسوية نجح مانديلا في طي عهود مظلمة من مآسي الفصل العنصري مرة واحدة وإلى الأبد. رواندا هى الأخرى كمثال آخر يحتزى به إستطاعت تجاوز مرارات الجينوسايد بواقعية وشجاعة عندما قرر الروانديون المضي في طريق المصالحة بصدق فأصبح الروانديون اليوم أكثر شعب ينبذ القبلية والعنصرية في قارتنا السمراء وهو ما أهل رواندا للنهوض والتقدم على كثير من دول القارة في التعليم والإقتصاد وفي التنمية. ودونكم أيضا جمهورية ألمانيا الإتحادية التي مرت بعصر الرايخ وتجربة النازية والهولوكوست والحربين العالميتين لتصبح أقوى إقتصاديات العالم بفضل تجاوز العنصرية وتجاوز مفهوم تفوق الجنس الآري. شعوب أوربا أيضا تعلمت وإعتبرت من حرب الثلاثين عاما فتوافقت على مفهوم الدولة الوطنية الحديثة التي نشأت بموجب معاهدة ويستفاليا في العام ١٦٤٨. كما تعلمت الشعوب الأوربية من الثورة الفرنسية التي ألهمت الأوربيين وغيرت مجرى التاريخ الحديث وأحدثت تأثيرات عميقة في أوربا والعالم. قادت الثورة الفرنسية إلى إنهيار الملكية المطلقة وإنهاء إستبداد الكنيسة وفصلت بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية، ووضعت وثيقة حقوق الإنسان والمواطن التي أصدرتها الجمعية التأسيسية الوطنية الفرنسية وأعتبرت جميع مواد هذه الوثيقة مبادئ فوق دستورية، وشكلت وثيقة حقوق الإنسان والمواطن فيما بعد أساسا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تبنتها الأمم المتحدة في العام العاشر من ديسمبر ١٩٤٨. وضمنت كثير من دول العالم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في دساتيريها كمبادئ فوق دستورية بوصفها تتويجا لنضالات البشرية عبر مئات السنين، ووفاءا وتكريما لملايين الضحايا الذين قدموا أرواحهم ثمنا لهذه المبادئ. لقد فتحت الثورة الفرنسية الطريق أمام نهضة وتقدم الشعوب الأوربية وهنا يكمن سر تفوق الأوربيين، بينما نحن في السودان ما زلنا نعيش خلف أسوار التاريخ بسبب العقلية الرجعية وعنصرية الأقلية الحاكمة. نحن في السودان لسنا إستثناء، وعلينا التعلم من تجارب الشعوب التي سبقتنا، ولا يمكن أن نظل أسرى لمرارات الماضي، كما لا يمكن أن نصر على إلغاء الآخر طالما هو واقع موجود على الأرض. فالعداوة مع الدعم السريع مثلا بالنسبة لنا هو جزء من الماضي طالما إقتنع بالواقع وحدث فيه تحول وهو على إستعداد لدفع إستحقاقات النضال لتفكيك السودان القديم وبناء سودان جديد. فليس من المنطق أن تظل العداوة مع الدعم السريع جزء من الحاضر والمستقبل. هكذا يجب أن تكون المقاربة والمعادلة بدلا عن مغالطة الحقائق وإنكار الواقع على الأرض.

برزت ردود أفعال وإنتقادات حادة من الرافضين لتحالف السودان التأسيسي على خلفية وجود قوات الدعم السريع كطرف أساسي فى ميثاق تحالف السودان التأسيسي والدستور الإنتقالي. وبما أن هذا التحالف قد أحدث حراكا سياسيا كبيرا في الساحة السياسية وأصبح محل إهتمام القوى السياسية والمدنية سوءا كانت من قوى التغيير أو قوى الثورة المضادة، فمن حق أى مواطن سوداني أن يتساءل وينتقد. لذلك كان لا بد من إحاطة القارئ والرأي العام للإلمام بمسوغات تحالف الحركة الشعبية مع قوات الدعم السريع ضمن الأطراف الموقعة على ميثاق تحالف السودان التأسيسي. ومن المهم أيضا إحاطة القارئ بمفهوم الحركة الشعبية للتفاوض والتحالفات كجزء من وسائل نضالها لتحقيق أهدافها وتحقيق مشروع السودان الجديد.

ظل التفاوض واحد من أهم وسائل نضال الحركة الشعبية لتحقيق أهدافها ورؤيتها منذ نشأتها كحركة تحررية، فالتفاوض في الأساس هو حوار أو موقف تعبيري ديناميكي (حركي) بين طرفين أو أكثر حول قضية يتم عرضها وتبادلها ومحاولة مقاربتها ومواءمتها وتكييف وجهات النظر فيها بإستخدام كافة وسائل الإقناع للحصول على المصالح والمنافع بشكل مرضي لأطراف التفاوض (a win-win agreement). والتفاوض في عالم اليوم يعد وسيلة متحضرة في التواصل والتفاهم الفعال للإتفاق على أفضل الأرضيات المشتركة والتفاهم البناء مع بني البشر على إختلاف ثقافاتهم وعقائدهم ومصالحهم. كما يساعد التفاوض في إحتواء وحل النزاعات التي تستنزف الوقت والموارد البشرية والمادية ولا تتناسب مع إيقاع العصر ومتطلباته على جميع الأصعدة. ولأهميته تطور التفاوض كفن وأصبح واحد من العلوم الإنسانية والإجتماعية المهمة التي تدرس في جامعات وكليات وبيوتات خبرة متخصصة. أما التحالفات فهي الأخرى ظلت واحدة من وسائل نضالنا الفعالة لتحقيق السودان الجديد، ومعلوم أن الحركة الشعبية لديها تجربة وخبرة وتاريخ طويل في هذا المضمار ما يؤهلها بالضرورة للتفكير خارج الصندوق إنطلاقا من فهمها العميق لطبيعة الصراع الحاصل في السودان وماكنيزمات/آليات إدارة المركز لهذا الصراع. ولكنها، أي الحركة الشعبية وكغيرها من قوى التغيير الحية دائما ما تضع في الحسبان رؤيتها وأهدافها الإستراتيجية عند دخولها كطرف في أى تحالف إستراتيجي أو تكتيكي، فضلا عن ضمان تحقيق مصالح الشعوب التي ظلت تناضل من أجلها، وبالتالي لا أحد يملي عليها ماذا تفعل ومع من تتحالف ومتى. الحركة الشعبية تتفهم أسباب ودوافع صراخ وعويل المصدومين والموجوعين من ميلاد تحالف السودان التأسيسي، خاصة عندما يأتي هذا الصراخ من سدنة المركز وحرسه الأيديولوجي وأبواقه. فقد تفاجأ هؤلاء أن الرؤية والمبادئ والأهداف التي ظلت تناضل الحركة الشعبية لتحقيقها قد تم تضمينها في ميثاق تحالف السودان التأسيسي والدستور الإنتقالي لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥ الذي سيحكم حكومة السلام والوحدة الوطنية المرتقبة والتي ستحظى على الأرجح بإعتراف وسند وتأييد معتبر على الصعيدين الإقليمي والدولي واضعين في الإعتبار أن نجاحها في كسب التأييد والدعم يعتمد على قدرة حكومة السلام والوحدة الوطنية على إقناع اللاعبين الفاعلين. فكرة الحكومة الموازية ليست فكرة جديدة، فهناك تجارب وسوابق كثيرة في العالم لحكومات أمر واقع نشأت في عدة دول في ظروف إستثنائية شبيهة لما يحدث في السودان بسبب الإحتلال والحرب الأهلية أو إنهيار الدولة. تشكل المبادئ والأهداف التي نص عليها ميثاق تحالف السودان التأسيسي والدستور الإنتقالي لجمهورية بسنة ٢٠٢٥ في مجملها أساسا لمشروع السودان الجديد الذي يمثل برنامج الخلاص الوطني لكل السودان، وهو ما لم يحدث تحقيقها بهذا القدر في أي من تحالفات الحركة الشعبية السابقة والتي كان أبرزها تحالف التجمع الوطني الديمقراطي NDA بميثاقه التأسيسي ومقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ١٩٩٥. لذلك تدرك قوى المركز جيدا خطورة هذا التحالف بإعتبار أن الوثيقتيت (ميثاق تحالف السودان التأسيسي والدستور الإنتقالي لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥) مع توحيد البندقية وإعلان حكومة السلام والوحدة الوطنية كحكومة موزاية ذات شرعية إنتقالية تفتقدها سلطة بورتسودان هي آليات كفيلة بتفكيك السودان القديم وتشييعه إلى مذبلة التاريخ وفتح الطريق أمام بناء السودان الجديد.

الحركة الشعبية من حقها التحالف مع كل من يلتقي معها في تفكيك السودان القديم كهدف مركزي وشرط ضروري لبناء السودان الجديد، فما الذي يمنعها من التحالف مع قوات الدعم السريع كقوة موجودة على الأرض تقوم عمليا بتفكيك المركز وقد إقتنعت بضرورة العمل معنا ومع حلفاءنا وقوى التغيير الحية لبناء السودان الجديد؟ ولعل الحقيقة التي يعلمها القاصي والدانى هي أن الحركة الشعبية ليست من صنعت قوات الدعم السريع إبتداءا حتى تتحمل وزر وجودها، كما لم تكن جزءا من القوى السياسية المعلومة التي إعترفت بقوات الدعم السريع وعملت على شرعنتها رسميا في الوثيقة الدستورية إبان الفترة حكومة الإنتقالية التي أعقبت ثورة ديسمبر عندما كانت تبح حلاقيم شباب ثورة ديسمبر : (العسكر للثكنات والجنجويد يتحل) لكنهم أداروا لهم ظهورهم وصموا آذانهم وقتها. بيت القصيد أن العدواة مع الدعم السريع كما ذكرت في الجزء الأول من المقال هو جزء من الماضي ولا يجب أن تستمر كجزء من الحاضر والمستقبل. نحن لم نحارب بأجندة عنصرية وإنتقامية أو إسئصالية، وليس من أهدافنا إستئصال أي آخر ثقافي أو عرقي أو ديني، فهذا ليس من أخلاق الثوار، لكن هذا ما يريده المركز بالضبط حسب طبيعته العنصرية لأنه يخدم خطه وأهدافه ومصلحته في عدم توحيد نضال وبندقية قوى الهامش ضده لإنتزاع حقوقه السياسية والإقتصادية والإجتماعية. لذا يتوجب علينا التركيز على مهمتنا الأساسية المتمثلة في توحيد نضالات قوى التغيير وقوى السودان الجديد وتوحيد بندقية الهامش في مواجهة مركز السلطة الذي ظل ينتج السياسات التي ولدت الحروب…..علينا تدمير المصنع الذي ظل يعمل على صناعة وتفريخ المليشيات حتى نوقف سياسة الأرض المحروقة والإبادة الحسية والثقافية ضد أي من شعوب الهامش. علينا فعل كل ما بوسعنا لتحييد طيران سلطة بورتسودان التي تحصد أرواح شعبنا بصورة يومية، كما علينا منع سلطة بورتسودان من نهب ذهب وبترول وثروات وموارد الهامش لتقوية آلتها العسكرية وإطالة عمر سلطتها الفاقدة للشرعية. علينا الاصدي لذبح المواطنين العزل بشكل يومي على أساس عرقي وعنصري بموجب قانون الوجوه الغريبة. نحن ندرك أن هذا الصراخ والعويل إنما هو نتاج طبيعي لتحسس الخطر والشعور ببروز تهديد وجودي حقيقي Real existential threat، لكن بالطبع عندما يصرخ السدنة ويبكي الحرس الأيديولوجي للسودان القديم بحرقة شديدة هكذا فتأكد أنك تسير في الإتجاه الصحيح، وأعلم أنه التخندق في الهيمنة للمحافظة على الإمتيازات التاريخية كما الطفل الذي يقاوم الفطام لأن الجاك لن يقبل بهدم البيت الذي بناه الجاك.

صفوة القول وبيت القصيد: (تظل الحقيقة المرة والصادمة لأعضاء النادي السياسي القديم هي أن السودان القديم قد إنكشفت عورته وإنتهت دورته وفقد مبررات وجوده وإستمراره، ولا مخرج إلا سودان جديد يسع الجميع، ولا عودة من منتصف الطريق).

إنهال الحرس الأيديولوجي للسودان القديم وأبواق المركز بالنقد والهجوم على تحالف السودان التأسيسي بالتركيز على الحركة الشعبية مستندة على فرضيات غير واقعية وخطاب عاطفي وتعبوي مبتذل قبل التريث والإطلاع على ميثاق التحالف والدستور الإنتقالي لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥. نحن نحترم رأيهم وموقفهم أيا كان، لكن ما يثير السخرية كون نقدهم لا يرتكز على حيثيات موضوعية. سأسلط الضوء في الجزء الثالث والأخير من المقال على أهم الأهداف والمكتسبات التي تكمنت الحركة الشعبية وحلفاءها في قوى تحالف السودان التأسيسي من تحقيقها بالتركيز على الدستور الإنتقالى لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥ هذا الدستور الذي خاطب جذور المشكلة بوضوح ونص على أهم القضايا الدستورية والتأسيسية التي فشل الآباء المؤسسين والنخب السياسية في مخاطبتها منذ الإستقلال، وأذكر منها في هذا المقال على سبيل المثال لا الحصر:

أولا: الهوية الوطنية للدولة:
ورد في الباب الأول (طبيعة الدولة) من الدستور الإنتقالي لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥ في المادة (٤)، الفقرات (١ – ٢ – ٣) أن السودان دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية ذات هوية سودانوية تقوم على:
١. فصل الدين عن الدولة
٢. فصل الهويات الثقافية والعرقية والجهوية عن الدولة
٣. المواطنة المتساوية كأساس للحقوق والحريات والواجبات
فلأول مرة في تاريخ السودان يتم النص دستوريا وبشكل واضح وصريح على مادة تخاطب وتعالج مشكلة الهوية الوطنية بشكل جذري وموضوعي، وذلك لأن مكونات تحالف السودان التأسيسي واعية بطبيعة المشكلة ومدركة أن الحروب التي دارت وما زالت تدور في السودان بكل إفرازاتها وإنتهاكاتها وفظائعها من قتل وإبادة جماعية وتنزيح وتهجير قسري ولجوء ومأساة إنسانية، بالإضافة إلى تنامي وشيوع خطاب الكراهية لدرجة إقدام السوداني على ذبح ونحر مواطن سوداني مثله وأكل أحشائه والتمثيل بجثته وهو يكبر ما هي إلا تمظهرات للمشكلة الحقيقية وهي صراع الهوية Conflict of identity. وبسبب صراع الهوية سبق وأن قتلت الدولة أكثر من إثنين مليون مواطن جنوبي ودفعت جزء عزيز من البلاد دفعا إلى الإنفصال. أعلنت الدولة لذات السبب العنصري الجهاد على شعب النوبة وإرتكبت الإبادة الجماعية ضد الزرقة في إقليم دارفور. وبالإتفاق على السودانوية يكون تحالف السودان التأسيسي قد نجح في إعادة تعريف الهوية الوطنية على أساس موضوعي ومنطقي مقبول لكل مكونات السودان، وتجاوزت الهوية الأحادية الإقصائية التي فرضت قسرا على كل شعوب السودان، وهي هوية قائمة في الأساس على مغالطة وإنكار حقائق التنوع التاريخي والتنوع المعاصر. ما تم التوافق عليه في هذه المادة يمثل رؤية الحركة الشعبية لمعالجة مشكلة الهوية الوطنية ويعبر عن طرحها لنظرية الوحدة في التنوع في مواجهة نظرية بؤتقة الإنصهار التي تمثل خط السودان القديم وتوجهاته التي تبدو واضحة في مناهج التعليم والإعلام والقوانين وفي السياسة الخارجية. الشاهد أن المهمة الرئيسية للدبلوماسية السودانية في كل الحكومات والأنظمة التي تعاقبت على حكم السودان ظلت قائمة على إنتزاع السودان من سياقه الأفريقي وتعريفه وتقديمه للعالم كدولة عربية إسلامية، وهذا ما يفسر سر تعيين منسوبي وزارة الخارجية واطقم سفارات السودان وبعثاته الدبلوماسية ممن تتسق سحناتهم وألوانهم وإنتماؤهم الإثني مع طبيعة المهمة الرئيسية للدبلوماسية السودانية.

ثانيا: علاقة الدين بالدولة: لأول مرة أيضا يتم النص دستوريا وبصورة صريحة على أن السودان دولة علمانية ديمقراطية تقوم على فصل الدين عن الدولة. هذا النص الدستوري حسم المغالطات الطويلة والجدل العقيم حول قضية علاقة الدين بالدولة بصورة جذرية، ومنع تسييس الدين وإقحامه في المجال العام (فصل السلطة الزمنية عن السلطة الروحية). ظلت مؤسسة الجلابة تستخدم الدين كأداة في الصراع السياسي لتكريس القمع والقهر، وفرضت الدين كواحد من محددات الهوية الوطنية، وكمصدر رئيسي للتشريع في السودان، وخلقت بذلك ترسانة قوانين لإخضاع الآخر الديني والثقافي والعرقي وإذلال الأغلبية المهمشة وحماية الإمتيازات التاريخية لذلك كان لا بد من منع الأقلية الحاكمة دستوريا من إستخدام هذا الكرت.

ثالثا: يعتبر النص على المبادئ فوق الدستورية في المادة (٧) من الدستور الإنتقالي لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥ خطوة متقدمة في إتجاه تحقيق الإستقرار الدستوري لأول مرة، وبهذه الخطوة نكون قد إستلهمنا تجارب وسوابق دول وشعوب وأمم كثيرة تعلمت وإعتبرت من تجاربها المريرة الشبيهة بتجربة السودان وتمكنت من تجاوزها بالتوافق على مبادئ فوق دستورية كأحكام وقواعد أعلى مرتبة من الدستور، ملزمة وعابرة للأجيال ومحصنة ضد الإلغاء والتعديل أو التعطيل حتى من قبل الأغلبية. كما نص الدستور الإنتقالي على أنه في حال تقويض أيا من المبادئ فوق الدستورية يحق لكل إقليم المقاومة واللجوء إلى ممارسة حق تقرير المصير، لأن الهدف الأساسي من المبادئ فوق الدستورية في أي دولة توافقت على مبادئ فوق دستورية هو منع طغيان الحكام وإستبداد الأغلبية كما يقول أحد فقهاء القانون الدستوري في الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أقدم وأول دستور مكتوب في العالم: (إن كل تراثنا الدستوري يتمحور حول فكرة عدم إعطاء الدولة أي قوة للسيطرة على عقل وضمير الفرد). هنا يكمن سر تقدم الولايات المتحدة الأمريكية وتفوقها على جميع دول العالم لتصبح قوة خارقة Superpower بفضل قدرتها على إدارة التعدد والتنوع والتوافق على مبادئ فوق دستورية والتي تجسدها وثيقة الحقوق (Bill of rights) في الدستور الأمريكي والتي تطلق عليها (Inalienable rights بدلا عن Supra-constitutional principles). وجاء أيضا على لسان أحد فقهاء القانون الدستوري في الولايات المتحدة الأمريكية ما يؤكد أن المبادئ فوق الدستورية مبادئ ملزمة وعابرة للأجيال قوله: (أن الناس الذبن أسسوا الولايات المتحدة الأمريكية هم أناس أحرار فكريا فروا من جحيم الإستبداد والطغيان الفكري لملوك وقساوسة القرون الوسطى في أوربا – فهل يمكن أن يتركوا لأجيال المستقبل المجال لكي ينحرفوا نحو الطغيان مرة أخرى؟!….وإستطرد قائلا: لقد فتح المشرعون الأوائل بابا للحرية، ولم لا؟! ولن يستطيع المشرعون اللاحقون سده بأي حال من الأحوال).

رابعا: نصت المادة (٤٦)، الفقرات (١ – ٢ – ٣) من الدستور الإنتقالي على مبدأ العدالة والمحاسبة التاريخية وإجراءات الحقيقة والمصالحة، لكن ليس على هدى تجربة مؤتمر كوديسا في جنوب أفريقيا كما كان يريد الإمام الصادق المهدي إستغفال الضحايا وتمييع قضيتهم العادلة. إذ يحدد القانون وفقا للدستور الإنتقالي أشكال ومستويات ووسائل العدالة والمحاسبة التاريخية والتي تشمل المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي يضمن عدم الإفلات من المحاسبة والعقاب في الجرائم التي أرتكبت في حق الوطن والمواطن، وضمان الإقتصاص للضحايا.

خامسا: المادة (٩٢): الأجهزة النظامية:
حسمت هذه المادة مسألة تأسيس جيش وطني جديد موحد. جيش مهني وقومي بعقيدة عسكرية وطنية جديدة، على أن يعكس في تكوينه كافة أقاليم السودان على أساس التوزيع السكاني العادل ويكون مستقلا عن أي ولاء أيديولوجي أو إنتماء سياسي أو حزبي أو جهوي. وحدد الدستور الإنتقالي أن دور الجيش الوطني يقتصر على حماية البلاد وأراضيها وسيادتها الوطنية وحماية الشعوب السودانية وحماية النظام العلماني الديمقراطي وضمان إحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وحماية النظام الدستوري، دون تدخل في الشأن السياسي أو الإقتصادي. هذه المادة حددت بصورة واضحة شكل الجيش الوطني وعقيدته العسكرية ومهامه حتى يطمئن السودانيون أنه جيش وطني يمثلهم جميعا، وليس جيش مؤدلج ومسيس تستخدمه الأقلية الحاكمة كأدة للقمع وتكريس مشروعية العنف وحراسة الإمتيازات التاريخية.

سادسا: جاء في المادة (٦) من الدستور الإنتقالي: (تؤسس وحدة السودان على الوحدة الطوعية والإرادة الحرة لشعوبه وإحترام التنوع والتعدد العرقي والديني والثقافي والمساواة بين جميع الأفراد والشعوب في الحقوق والواجبات). لقد أرست هذه المادة أساسا متينا لوحدة جاذبة يمكن أن يفخر بها كل سوداني ويدافع عنها كوحدة عادلة، لكن من يصرون على الوحدة القسرية القديمة وحدهم هم الإنفصاليون الحقيقيون لأن الوحدة لا تبني بالقهر والعنصرية.

بيت القصيد أن الدستور الإنتقالي لجمهورية السودان لسنة ٢٠٢٥ قد أجاب على كل الأسئلة الدستورية والتأسيسية المسكوت عنها منذ العام ١٩٥٦، وخاطب جذور المشكلة السودانية بوضوح وعمل على تضمين كل الحقوق السياسية والإجتماعية والإقتصادية لشعوب الهامش، ونص على المواطنة المتساوية كأساس للحقوق والحريات والواجبات للمواطنين السودانيين دون تمييز. وبذلك يكون هذا الدستور الإنتقالي قد وضع أساس لعقد إجتماعي وأرسى قاعدة جديدة للقبول بالعيش المشترك بين كل الشعوب السودانية، ومهد الطريق أمام السلام الشامل والعادل.

هكذا تمضي الحركة الشعبية بوجودها كقوة رئيسية ولاعب من العيار الثقيل في تحالف السودان التأسيسي بخطى واثقة في النضال من أجل تحقيق مشروع السودان الجديد الذي طالما ناضلت من أجله لأكثر من أربعين عاما ولن تحيد عنه.

وبهذا الدستور الإنتقالي يكون تحالف السودان التأسيسي كأكبر تحالف سياسي وعسكري في تاريخ الحركة السياسية السودانية قد نجح في وضع الكرة في ملعب شعوب الهامش وقوى التغيير الحية وكل المتضررين من الأوضاع القائمة فى السودان لإقتناص هذه الفرصة والوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ لنيل شرف المساهمة في إعادة السودان إلى منصة التأسيس وبناء سودان جديد موحد يسع الجميع.

الإمارات ترفض دعوى السودان لمحكمة العدل الدولية وتقول: أنها تفتقر إلى “أي أساس قانوني أو واقعي” ..

الإمارات ترفض دعوى السودان لمحكمة العدل الدولية وتقول: أنها تفتقر إلى “أي أساس قانوني أو واقعي” ..

متابعات: السودانية نيوز
قال: مسؤول إماراتي في بيان أرسل نسخة منه إلى وكالة “رويترز” إن الإمارات ستسعى إلى رفض فوري لقضية رفعها السودان ضدها أمام محكمة العدل الدولية.

مضيفاً أن الاتهامات “تفتقر إلى أي أساس قانوني أو واقعي”؛ وأشار المسؤول، الذي تحدث نيابة عن حكومة الإمارات، لكنه رفض الكشف عن اسمه، إلى أن القضية التي اتهم فيها السودان الإمارات، بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع الجريمة، وإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية، فيما يتعلق بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع السودانية، والفصائل المتحالفة معها ضد جماعة المساليت العرقية في غرب دارفور.

وقالت: محكمة العدل الدولية يوم الخميس إن السودان رفع دعوى على الإمارات، متهماً إياها بتسليح قوات الدعم السريع شبه العسكرية وانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقب عليها بسبب الهجمات في ولاية غرب دارفور.

وقال مسؤول إماراتي في بيان لرويترز إن بلاده ستسعى إلى رفض القضية على الفور. وتقول الإمارات إن القضية تفتقر إلى “أي أساس قانوني أو واقعي”.

ولم ترد وزارة الخارجية السودانية بعد على طلب التعليق، لكن مسؤولين سودانيين دأبوا على اتهام الإمارات بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو عامين، وهي اتهامات تنفيها الإمارات لكن خبراء من الأمم المتحدة ومشرعين أمريكيين يرون أن الاتهامات لها ما يدعمها، لكنها شديد التعقيد بحكم ان قوات الدعم السريع هي قوات حكومية مشرعة بقانون ومضمنة حتى في الوثيقة الدستورية التي تتمسك بها حكومة بورتسودان الحالية.

خالد عمر يوسف: إطلاق سراح عرمان تبيّن هزلية الاتهامات السياسية الملفقة ضده من قِبَل نيابة بورتسودان

خالد عمر يوسف: إطلاق سراح عرمان تبيّن هزلية الاتهامات السياسية الملفقة ضده من قِبَل نيابة بورتسودان

متابعات: السودانية نيوز

قال المهندس خالد سلك ان إطلاق سراح الرفيق ياسر عرمان  تم بعد أن تبيّنت هزلية الاتهامات السياسية الملفقة ضده من قِبَل نيابة سلطة بورتسودان فاقدة الشرعية. خلال فترة اعتقاله القصيرة، تصاعدت موجة الاتصالات الداخلية والدولية استنكاراً لهذا الفعل المستهجن، وحسناً فعلت السلطات الكينية باستجابتها العاجلة التي ساهمت في نزع فتيل الأزمة سريعاً.

وفضحت هذه الحادثة مرة أخرى حقيقة سلطة بورتسودان، التي تصبُّ كل جهدها في ملاحقة القوى المدنية الديمقراطية المناهضة للحرب، من خلال اتهامات مثيرة للسخرية.

وتابع (تتهمنا زيفاً بارتكاب جرائم حرب ونحن المدنيين العزل الداعين للسلام، في حين انها هي المدانة بهذه الجرائم عبر تقارير صادرة من جهات دولية موثوقة، وليس من نيابة مسيّسة تفتقر للمصداقية والأهلية. وآخر هذه التقارير، تقرير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الذي وثّق بوضوح وبمهنية الجرائم التي ارتكبها كل من طرفي النزاع بحق المدنيين في هذه الحرب الإجرامية.

واردف خالد سلك (تدّعي سلطة بورتسودان في تناقض واضح ملاحقتها مرتكبي الجرائم، بينما توفر الحماية لمطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وهم ذات الأشخاص الذين أسسوا لوضعية تعدد الجيوش، ونشروا السلاح في أيدي القبائل، وهو ما تدفع بلادنا ثمنه الباهظ اليوم.

“دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة”، والحق مع من رفض الانخراط في فتنة هذه الحرب، وكشف طبيعتها الإجرامية، ومن امتنع عن سفك دماء الأبرياء والخوض في أعراض الناس وتأجيج خطاب الكراهية والعنصرية، ومن سلك طريق الحق فإنه لن يضل، وستنتهي هذه الحرب المدمرة يوماً ما، وحينها سيحاسب كل من تورط في إراقة الدماء ودمار البلاد على أفعاله بالكامل. فدماء الناس وأرواحهم وحياتهم ليست لعبة، وشعب السودان، عاجلًا أو آجلًا، سيجد الحقيقة كاملة، والإنصاف والعدالة التي يستحق.

بيان من ياسر عرمان بشأن اعتقاله من قبل الإنتربول

بيان من ياسر عرمان بشأن اعتقاله من قبل الإنتربول

متابعات: السودانية نيوز

في يوم أمس، 5 مارس 2025، تم إيقافي في مطار جومو كينياتا في نيروبي حوالي الساعة الواحدة ظهرًا. تم اقتيادي إلى مقر الإنتربول الكيني بسبب إشعار أحمر يفيد بأنني مطلوب من قبل سلطات بورتسودان بتهم عديدة لا أساس لها. أخبرت سلطات الإنتربول أن قضيتي سياسية بحتة. كنت على اتصال ببعض المسؤولين والأصدقاء الكينيين، وتم السماح لي بالمغادرة إلى فندق حوالي الساعة التاسعة مساءً. طُلب مني العودة إلى الإنتربول عند الإخطار، وتم أخذ وثائقي.

هذا الصباح، تلقيت مكالمات هاتفية من مسؤولين كينيين في مكتب الرئيس ووزارة الخارجية. كما تلقيت مكالمة من الإنتربول الكيني، وتمت إعادة وثائقي إليّ.

المفارقة أن جميع الاتهامات الموجهة إليّ مُفصلة لتناسب مصالح الأطراف في بورتسودان. علاوة على ذلك، فإن تحقيق العدالة لشعب السودان يجب أن يبدأ باعتقال الجنرال عمر البشير وزملائه المطلوبين من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بدلًا من وضع أسماء القوى الديمقراطية على قائمة الإنتربول. سنعمل على إزالة هذه الأسماء حتى لا يتعرض آخرون لمثل هذه التجربة.

إذا كان ما حدث لي يهدف من قبل السلطات في بورتسودان إلى ردعنا عن النضال من أجل السلام والديمقراطية وإنهاء جميع أشكال التهميش، فقد فشلوا. أنا اليوم أكثر التزامًا من أي وقت مضى بقضية السلام العادل، والمواطنة المتساوية، والديمقراطية، ونبذ العنصرية.

يجب على طرفي هذه الحرب القبيحة ضد الشعب السوداني أن يوقفا القتال فورًا، وأن يقبلا بإرادة الشعب الذي يبحث عن الخبز والضروريات الأساسية، والسلام، والديمقراطية، والمواطنة المتساوية، والعلاقات الجيدة مع جيراننا والمجتمع الدولي.

أخيرًا، أود أن أعرب عن امتناني لعائلتي وأصدقائي وزملائي في حركة الديمقراطية ومناهضة الحرب، وللإعلاميين، وللمتضامنين على وسائل التواصل الاجتماعي، ولأصدقائنا في المنطقة والمجتمع الدولي. شكر خاص لأصدقائنا في كينيا الذين بذلوا الجهد اللازم لحل هذه القضية، ولكل من تضامن معنا داخل السودان، وفي المنطقة، وعلى المستوى الدولي، دعماً للقوى الديمقراطية والمدنية.

السودان يرفع دعوى  لمحكمة العدل الدولية ضد الإمارات

السودان يرفع دعوى  لمحكمة العدل الدولية ضد الإمارات

وكالات:السودان

قالت محكمة العدل الدولية يوم الخميس إن السودان رفع دعوى على الإمارات، متهما إياها بتسليح قوات الدعم السريع شبه العسكرية وانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها بسبب الهجمات في ولاية غرب دارفور.

وقال مسؤول إماراتي في بيان لرويترز إن بلاده ستسعى إلى رفض القضية على الفور. وتقول الإمارات إن القضية تفتقر إلى “أي أساس قانوني أو واقعي”.

ولم ترد وزارة الخارجية السودانية بعد على طلب التعليق، لكن مسؤولين سودانيين دأبوا على اتهام الإمارات بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو عامين، وهي اتهامات تنفيها الإمارات لكن خبراء من الأمم المتحدة ومشرعين أمريكيين يرون أن الاتهامات لها ما يدعمها.

وكانت ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة مسرحا لهجمات مكثفة على أساس عرقي شنتها قوات الدعم السريع وميليشيات عربية متحالفة معها ضد قبيلة المساليت غير العربية في 2023، وهو ما رصدته تقارير رويترز بالتفصيل.

وقالت محكمة العدل الدولية في بيان “وفقا للسودان، كل هذه الأفعال ’ارتُكبت’ وأعان عليها دعم مباشر قدمته الإمارات إلى قوات الدعم السريع المتمردة والميليشيات المرتبطة بها”.

وقال المسؤول الإماراتي “الإمارات على علم بالطلب المقدم من ممثل القوات المسلحة السودانية في الآونة الأخيرة لمحكمة العدل الدولية، وهو ليس إلا حيلة دعائية خبيثة تستهدف تحويل الانتباه عن الضلوع الراسخ للقوات المسلحة السودانية في الفظائع واسعة النطاق التي ما زالت تدمر السودان وشعبه”

عبد الرحيم دقلو :الحكومة القادمة ستكون محمية حماية كاملة من الطيران

عبد الرحيم دقلو :الحكومة القادمة ستكون محمية حماية كاملة من الطيران

متابعات:السودانية نيوز

كشف الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع أن الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني كانوا يخططون للتخلص من أي شخص ينادي بالحرية والسلام والعدالة مشيرا الي انهم انتهزوا الفرصة وقاموا باشعال الحرب لافتا في تسجيل مصور الي انه بعد سقوط عمر البشير إجتمعت جميع المكونات السياسية والإدارة الأهلية بالسودان وأدت القسم وحملتنا مسئولية التغيير في البلاد
وأضاف تحملنا المسئولية كاملة بتفويض من المجتمع وعاهدناهم أن لا رجعة للوراء إلا بميلاد السودان الجديد وزاد قدمنا النصيحة للعصابة الفاسدة واخبرناها بأن السودان لن يمضي بالطريقة التي تريدها.
واكد عبدالرحيم أنه من أخرج د. عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق بنفسه بعد أن وضعه (البرهان) في السجن وأشرفت على خروجه وأوصلته إلى منزله وأطلقت صراح القوى السياسية من السجون.
وأوضح أن السفير السويدي والبريطاني وفولكر والمبعوث الأمريكي حضروا لمنزله لشكره لكنه اخبرتهم بأنه لم يقدم شيء بقدرما أن (المؤسسة) هي التي قدمت وهي من تستحق الشكر في شخص الفريق أول محمد حمدان دقلو.
ومضى قائلا أنوالفريق أول محمد دقلو عندما أكتشف أن قرارات (٢٥) أكتوبر انقلاب نفذته الحركة الإسلامية أخذ موقفا شجاعا وأعتذر للشعب السوداني وإثر ذلك اجتمعت القوى السياسية بكل مكونتها وطلبت الحل أمام كل السفراء بناء على ذلك قدمت للقوى السياسية رؤية لحل مشاكل السودان التاريخية والحالية حيث بدأت بنفسي ثم قدمت سؤال للقوي السياسية عن من الذي فوضهم لحكم السودان هل عن طريق البيوت والنسابه.
وأكد عبدالرحيم أن الجيش السوداني نخبة معينه كسائر الأحزاب السياسية القديمة التي شاركت في حكم البلد بينما الحركات المسلحة هي حركات قبلية وقلت لهم اي القوى السياسية يجب علينا جميعاً ان نعترف بالأخطاء فصمت الجميع لم اجد اجابة وقال
سعينا لحل مشكلة السودان بطريقة سليمة إلا أن الحركة الإسلامية كانت عازمة على خوض الحرب وابان عبدالرحيم نقدنا الظلم ووقفنا أمام الظالم وفي سبيل التغيير فقدنا خيرة ما عندنا وخيرة شباب الشعب السوداني وسنقدم المزيد ولن نتراجع أبدا ومستمرون في القتال والنضال وصولاً لتحرير الشعب السوداني من قبضة القوى الارثية الظالمة الباطشة مضيفا
(طالما الفي المدق بندق) لا شيء يهمنا سنواجههم ونندق معاهم ذخيرة إلى حين انتهاء الحرب
وزاد أقولها على الملأ الكرفتة دي بعد تلاته يوم بقلعها وبجدعها يلقونا معاهم جوا في الميدان وفي اي مكان لن نتراجع إلا بتخليص شعبنا من قبضة الإرهابيين ليعيش الشعب حرا ونزيا
واكد عبدالرحيم أن أهل الشمالية ونهر النيل وبورتسودان وكسلا وجموع الشعب السوداني أهلنا وسنحررهم من الحركة الإسلامية
والان الأشاوس في الميدان شغالين و في الخارج شغالين واعماهم الكبار شغالين وبأذن الله حنجيب الحرية كاملة الدسم للشعب السوداني وقال ان الحكومة الجديدة جاهزة لمباشرة مهامها مكنات طباعة العملة جاهزة والأوراق الثبوتية جاهزة، وهناك مآرب أخرى جاهزة وأكد أن الحكومة القادمة ستكون محمية حماية كاملة بالطيران مطالبا من شاركوا في التأسيس بالتبشر باتفاق (نيروبي) في المدن والارياف والبدو مشيرا الي أن التنمية قادمة والعمران قادم فقط (نطقطق) الجماعة ديل والباقي ساهل وأول ما نخلص من الحركة الإسلامية حتشوفوا السودان بوجه جديد وبانتهاء الحرب سيكون السودان وكأنما لم يحدث فيه حرب وقال عبدالرحيم أن الغربال الناعم بتوفيق من الله استخرج من وسطنا كل مرجف وخائن وعميل وقطع بالقول نقاتلهم في أي مكان ولن يضيع حق الشعب السوداني