ملهاة الحرب العبثية المدمرة ما بين طموحات نخب المركز المانحة للسلطة ونخب الهامش المتلقية (١) .
بقلم الصادق علي حسن .
ليست هنالك فوارق جوهرية في السلوك السياسي او المفاهيم ما بين نخب المركز المانحة للسلطة ونخب الهامش المتلقية للسلطة أو تلك المُحاربة من أجلها . ما يجمع بينهما انهما تمتازان بالإنتهازية السياسية ،وتفتقران إلى الضمير الإنساني الحي أو المبادئ ، وتتكسبان من الشعارات المرفوعة ومعاناة الشعب، خدمة للمآرب الذاتية ، أهداف النخب السياسية ظلت محصورة في السلطة والمناصب الرفيعة والحياة الرغدة، وأضواء السلطة ، فلان التقى بالرئيس أو المسؤول أو المبعوث، فلان أو توجه لجهة الفلانية لمقابلة فرتكان ،والحصيلة صور في الوسائط وابتسامات باهتة تتكرر ، لا إنسان المركز البسيط استفاد من نخب المركز المتسلطة ،ولا إنسان الهامش المهمل إستفاد من نخب الهامش المتلقية للسلطة ، النخبتان تستخدمان الشعارات الجوفاء البراقة وتزايدان بها، ولا تدفعان كلفة اثمانها ، غالبية النخب متدثرة بغطاء السلطة أو باحثة عنها لدى الوسطاء ، ليست لديها مشاكل الحياة اليومية المتعلقة بضروريات الحياة فهي مع أسرها وأبنائها الذين يلتحقون بارقى الجامعات الغربية وهم من على شاشات الفضائيات يتمشدقون بالمواقف الوطنية ويتبارون بالخطب والتصريحات واللقاءات الإعلامية بالفضائيات والمؤتمرات فممارسة السياسة بالنسبة لها ضرب من ضروب الوجاهة وموارد الحياة السهلة ليس فيها أجهاد (مجرد طق حنك). نخب المركز المانحة لا زالت في محطة عقلية استخدام الوسائل التقليدية لتأمين الأستحواذ على السلطة بعقلية الجهة المانحة وقد برعت في صناعة الأزمات واللافتات بأسماء تنظيمات سياسية موالية لا وجود لها جماهيريا أوحركات مسلحة لا وجود لها على أرض الواقع لخلق توازن مراكز القوى وحفظ المصالح في الإبقاء على السلطة محتكرة، وإذا اختلت المراكز الهشة التي صنعتها سارعت لصناعة البدائل الجاهزة حتى كثرت لافتات التنظيمات السياسية والحركات المسلحة وقد صارت الوظائف العليا في الدولة لا تحتاج إلى تأهيل أو خبرات بل معاييرها الأساسية البندقية والأوداج المنتفخة التي تبرر لكافة ممارسات القتل الجزافي والإرعاب والتخويف وتصمت في أوقات ضرورة قول الحق ، نخب الهامش المتلقية أو الساعية للسلطة في سبيل الوصول إليها ترفع شعارات العدالة الإجتماعية والمساواة بمزاعم تمثيل الهامش ، وقد صارت ظاهرة أصحاب الياقات البيضاء من مناطق الهامش طاغية على المشهد السياسي بالبلاد، أصحابها يتجولون في المطارات وعواصم البلدان العالمية سلعتهم الرائجة أرقام الضحايا ومعاناتهم المريرة ،وفي توزيع المغانم تبرز التناقضات المحزنة وتجدهم يتدافعون بالبيانات والأفواه ، كما قد برزت في وجهات النظر حول ترشيح تحالف تأسيس لرئيس وزرائه ما بين التعايشي وإبراهيم الميرغني ، لقد انبرى عبد المنعم الربيع بالحديث وهو يُكشف بأنه وغالبية من رفقائه في تأسيس إذا كان الخيار قد انحصر في الترشح لرئاسة وزراء تأسيس فيما بين التعايشي وإبراهيم الميرغني بانه والغالبية التي ذكرها من منسوبي تأسيس سيصوتون لإبراهيم الميرغني، وذلك ليس من أجله او ماذا سيفعل. ولكن من أجل زوجته المذيعة تسابيح خاطر . عامان ويزيد في الخراب والنزوح والدمار واللجوء القسري وأصحاب الياقات البيضاء الجدد من رافعي شعار قوى الهامش وإنهاء دولة ١٩٥٦ لم يستوعبوا الدروس المستفادة من الحرب ، وماهية الأزمة؟ وأين تكمن ؟ كأن لم يسمعوا بعظمة وأصحابه من شباب شهداء ثورة ديسمبر المجيدة وهم الذين بذلوا كل غالٍِ ورخيص وضحوا بارواحهم من أجل غيرهم ، شباب في مقتبل العمر أمامهم الحياة بكل زخارفها ومباهجها قدموا حياتهم رخيصة ، وذهبوا وتركوها من أجل أن ينعم غيرهم من الأحياء بالديمقراطية والحياة الحرة، لم يتطلعوا لأسباب الحياة وتكوين الأسر وأنجاب الأبناء أو السفر لدول الغرب للحصول على الحقوق المكتسبة فيها والتي لا توجد في بلادهم ، تتجدد مقولات الشهيد عبد العظيم ابوبكر (عظمة) والبلاد متجهة إلى التشظي والتقسيم وتخاطب رسائله وهو مع رفاقه في عليين ، ومن أبناء جيله على الدرب مؤمن ود زينب وجابس وغيرهم وهم يكابدون المشاق ولسان حالهم يردد أقوال عظمة الماثورة (لقد تعبنا يا صديقي ، ولكن لا احد يستطيع الاستلقاء أثناء المعركة) فتخاطب رسائله كل الأجيال فالمعركة الحقيقة في مواجهة نخبتين من الانتهازيين هما النخب الانتهازية (نخب المركز المانحة للسلطة) وأصحاب الياقات البيضاء الجدد (نخب الهامش المتلقية للسلطة والمستفيدة من قسمة السلطة أو الباحثة عنها .
حرب المحاور الخارجية ومن الذي أطلق الطلقة الأولى :
الحرب العبثية الدائرة وأقعة على رؤوس كل أفراد الشعب السوداني، ونتائجها دخلت كل المنازل ، وطالت كل الأفراد والأسر، ولا يزال هنالك من يشغل الشارع بملهاة من أشعل الحرب، ومن أطلق الطلقة الأولى ، يوميا يموت العشرات بفعل الحرب ومئات الأسر الفارة من جحيمها والخراب والدمار في كل موقع ومكان وهنالك من لا يزال يسأل عمن أطلق الطلقة الأولى . المُسيرات والطائرات وإمكانيات وعتاد الحرب الضخمة تأتي من محاور الخارج وتتزايد وتتوسع جبهات القتال في مناطق ولايات السودان المتأثرة بالحرب، ولا يزال هنالك حتى الآن من يشغل نفسه بمن الذي أطلق الطلقة الأولى وكأن معرفة من الذي اطلق الطلقة الأولى مبراءة للطرف الآخر الذي ينفي إطلاقه للطلقة الأولى وبالتالي نفي المسؤولية عنه عما لحق بالبلاد جراء الحرب من قتل جزافي وخراب ودمار شامل .
إن أطراف الحرب الدائرة هي أطراف الصراع الدائر على السلطة (المؤتمر الوطني والدعم السريع ومن خلفه الإطاري) ،والمسؤولية مشتركة .