الأربعاء, سبتمبر 10, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 84

مقتل وإختطاف وإعتقال وإغتصاب (281) طبيب وطبيبة في السودان

مقتل وإختطاف وإعتقال وإغتصاب (281) طبيب وطبيبة في السودان

كتب:حسين سعد
أكدت الدكتورة أديبة السيد عضو اللجنة التمهيدية لنقاية الاطباء في السودان مقتل أكثر من (222) وإعتقال أكثر من (30) طبيب وطبيبة ، وإختطاف أكثر من (20) طبيب، وإغتصاب (9) طبيبات، وأوضحت أديبة في حديثها في حديثها مع (السودانية نيوز ) إن إستهداف الأطباء تسبب في هجرة ونزوح الكوادر الصحية لخارج السودان او الي ولايات بعيدة من النزاع ، وإغلاق قرابة (90%) من المستشفيات والمراكز الصحية الأمر الذي أدي إلي إنتشار الأمراض وتكدس المرضي في المستشفيات العاملة، وكانت شبكة أطباء السودان قد أعلنت مقتل الطبيب محمد عبد الرؤوف حسين تحت التعذيب داخل معتقلات قوات الدعم السريع ، وبحسب نقابة الأطباء فأن حسين توفي تحت تأثير الضرب داخل المعتقلات عقب إعتقاله من منزله في حي الطائف شرق العاصمة الخرطوم في يناير 2025م ووضع في معتقل الرياض حيث قتل في ذات الشهر، وفي إبريل الماضي ،قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إنها وثقت منذ بدء الحرب في السودان في أبريل 2023، إعتقال ما لا يقل عن (30) طبيباً وطبيبة على يد الدعم السريع، و(7) أطباء من قبل الإستخبارات العسكرية، في إنتهاك واضح لمبدأ الحياد الطبي. وفي المقابل تعطلت أكثر حوالي (70%) من المستشفيات والمراكز الصحية في ولايات الخرطوم، دارفور، كردفان، وبعض أجزاء الجزيرة، سنار، النيل الأزرق، والنيل الأبيض. إضافة إلى تعطيل أكثر من (250) مستشفى في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك (20) مستشفى مرجعي، منها مستشفى الخرطوم التعليمي، مستشفيات جراحة القلب، الأورام، والجهاز الهضمي، الجدير بالذكر إن مدنية نيوز سوف تنشر تقرير لها عن مقتل وإعتقال وإختطاف ملائكة الرحمة في السودان تحت عنوان (الطب في زمن الحرب… قصة أطباء يموتون وهم يداوون)

ارتفاع جنوني للدولار في السودان 

0

ارتفاع جنوني للدولار في السودان 

بورتسودان:السودانية نيوز

سجل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني ارتفاع نحو 2140 جنيهاً، لدي تعاملات بنك الخرطوم اليوم الثلاثاء الموافق 8 يوليو 2025م.

وبلغ سعر صرف الدولار في السوق السوداء في السودان اليوم الاربعاء وسط استمرار حالة التذبذب الاقتصادي التي تعيق قدرة السلطات النقدية على ضبط السوق، في ظل أزمة نقدية متفاقمة ناجمة عن تداعيات الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، وتراجع الثقة في النظام المصرفي الرسمي، واتساع نطاق التحويلات غير النظامية.

وبحسب بيانات موقع “أخبار السودان”، بلغ متوسط سعر صرف الدولار في السوق الموازي نحو 2,831.76 جنيهًا سودانيًا، مقارنة بـ560 جنيهًا فقط قبل عامين، ما يعكس تدهورًا بنسبة تفوق 405% خلال فترة قصيرة. ويُعزى هذا الانهيار إلى ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية مقابل محدودية العرض، في ظل غياب سياسات نقدية فعالة، وتوقف معظم الأنشطة الإنتاجية، وانكماش القطاع المصرفي.

وفي المقابل، تُظهر بيانات البنوك أن سعر صرف الدولار لا يزال مستقرًا عند حدود 2200 جنيهًا سودانيًا كأعلى سعر في المصارف، وفقًا لمؤشرات التداول في يوليو الجاري، ما يعكس الفجوة المتزايدة بين السعر الرسمي والسوق الموازي، ويُبرز التحديات التي تواجهها السياسات النقدية في احتواء الأزمة.

معارك ضاربة في كردفان وخسائر كبيرة في صفوف الجيش

معارك ضاربة في كردفان وخسائر كبيرة في صفوف الجيش

وكالات:السودانية نيوز

أعلنت قوات الدعم السريع مقتل 350 من عناصر الجيش السوداني في معارك ضاربة جرت امس الثلاثاء قرب مدينة الأبيض كبرى مدن إقليم كردفان بغرب البلاد.

وتتزايد حدة القتال في إقليم كردفان ثاني أكبر أقاليم البلاد وسط محاولات من الجيش لاستعادة مناطق استراتيجية سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخرا وتشكل جسرا مهما للإمدادات والتحكم في الطرق المؤدية لإقليم دارفور.

ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023، تتركز المعارك في إقليم كردفان الذي يربط وسط وشمال السودان بإقليم دارفور، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على أكثر من 90 في المئة من مناطقه.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تمكنت من استعادة منطقة كازقيل جنوب مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، مشيرة إلى خسائر فادحة في صفوف قوات الجيش.

وأوضح البيان: “تمكنت قوات الدعم السريع من استلام 45 عربة قتالية بكامل عتادها، بالإضافة إلى طائرات مسيرة وأسلحة مختلفة وكميات من الذخائر”.

يأتي هذا فيما تتواصل الاشتباكات العنيفة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والتي تعتبر آخر معاقل الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه في الإقليم. اضاف البيان وتمكن الأشاوس الأبطال من استلام عدد (45) عربة قتالية بكامل عتادها، بالإضافة إلى طائرات مسيرة وأسلحة مختلفة وكميات من الذخائر ومقتل أكثر من 330 من جيش الحركة الإسلامية الإرهابي.

وقدّم أشاوس قواتنا درساً بليغاً في البسالة والإقدام، أجبر فلول جيش الإرهاب وحركات الارتزاق على الفرار بعد تكبّدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وتابع البيان (لا تزال قواتنا تلاحق فلول العدو المنهزم، بكل شجاعة وإصرار، وتؤكد أن معركة التحرير الكامل تمضي بخطى ثابتة لدك معاقل الإرهابيين، وتخليص شعبنا من هيمنة عصابة الحركة الإسلامية الإرهابية وقطع الطريق أمام عودة النظام القديم إلى الأبد وبناء وتأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة.

غذاء وأمن وصحة.. “أزمة ثلاثية” تلاحق الملايين في السودان

غذاء وأمن وصحة.. “أزمة ثلاثية” تلاحق الملايين في السودان

سكاي نيوز عربية – أبوظبي

حذرت الأمم المتحدة من تداعيات خطيرة تهدد حياة ملايين السودانيين في ظل أزمة غذاء ومياه حادة وتدهور مريع في الأوضاع الأمنية وانهيار شبه كامل للخدمات الصحية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن معظم البنية التحتية للمياه المحيطة قد دُمرت أو أصبحت غير صالحة للاستخدام بسبب قلة الصيانة ونقص الوقود.

وأوضح أن انهيار خدمات المياه والصرف الصحي، أدى إلى انهيار حاد من خطر تفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا.

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن نقص وارتفاع أسعار السلع الغذائية يهدد بتوسيع خطر الجوع الذي يحاصر أكثر من نصف سكان البلاد.

تدهور معيشي

مع استمرار العنف، واستمرار نقص الغذاء والماء ووصول المتوفر منها إلى مستويات منخفضة للغاية، تتدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير.

وبعد 26 شهرا من القتال المستمر، يكافح أكثر من 65 بالمئة من سكان السودان البالغ تعدادهم نحو 48 مليون نسمة للتأقلم مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة في ظل أزمة اقتصادية جامحة تتمثل أبرز ملامحها في انكماش الناتج الإجمالي المحلي بنحو الثلث وارتفاع التضخم إلى نحو 118 بالمئة، وسط ارتفاع كبير في معدلات البطالة والعجز عن توفير الطعام والاحتياجات اليومية.

وقال التقرير السنوي لبنك التنمية الإفريقي الذي صدر الأسبوع الماضي، إن الحرب ألقت بتداعيات كارثية على حياة السكان في السودان، وقال إن الحرب زادت من حدة الاختلالات مما أدى إلى المزيد من التدهور في مؤشرات الاقتصاد والمستوى المعيشي للسكان.

وبحسب الأمم المتحدة فإن الحرب المستمرة في البلاد جعلت أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة للاعتماد على المساعدات، كما رفعت معدلات الفقر إلى نحو 71 بالمئة.

عقبات كببرة

في ظل ارتفاع معدلات البطالة وإغلاق أكثر من 400 منشأة صناعية، والأضرار الكبيرة التي أصابت الأسواق التجارية والمؤسسات الإنتاجية والخدمية فقد نحو 60 بالمئة من السودانيين مصدر دخلهم، وارتفعت معدلات الفقر إلى 71 بالمئة بحسب الأمم المتحدة، مما دفع الملايين للاعتماد على المساعدات والمطابخ الخيرية للحصول على طعامهم، فيما اختار آخرون التأقلم مع الأوضاع بالبحث عن أعمال هامشية.

وفي الجانب الآخر، واجه الملايين خلال الأشهر الماضية صعوبات كبيرة في الحصول على المساعدات الغذائية.

وقلص تجميد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساعدات وإلغاء نحو 80 بالمئة من برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التمويل اللازم لتسيير المطابخ الخيرية التي كان يعتمد على خدماتها اكثر من 60 بالمئة من النازحين لعدد من مدن البلاد والبالغ عددهم نحو 11 مليون شخص والعائدين إلى العاصمة الخرطوم والعالقين فيها منذ بداية الحرب والمقدر عددهم بنحو مليون شخص.

ووفقا لمتطوعين فقد اضطرت المنظمات التي تدير المطابخ الخيرية إلى إغلاق نحو ألف مطبخ خلال الأشهر الماضية بسبب نقص التمويل وتردي الأوضاع الأمنية خصوصا في العاصمة الخرطوم.

طرق جديدة للتأقلم

مع تزايد الضغوط، اضطر عشرات الآلاف من خريجي الجامعات والموظفين للبحث عن مصادر دخل توفر لهم الحد الأدنى من الطعام.

ويقول إبراهيم وهو مهندس كان يعمل قبل الحرب في إحدى شركات الانشاءات في الخرطوم، إنه يعمل حاليا حمالا في أحد أسواق مدينة كسلا بشرق السودان لكن ما يحصل عليه من أجر يومي يكفي بالكاد لتوفير وجبة واحدة في اليوم لأسرته.

ويوضح إبراهيم لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أعمل أكثر من 8 ساعات يوميا في السوق واحصل على أجر يعادل أقل من 3 دولارات وهو مبلغ لا يغطي تكاليف الوجبة الواحدة لأسرتي المكونة من 5 أشخاص”.

الادارة الامريكية تتجه لحل الازمة السودانية 

الادارة الامريكية تتجه لحل الازمة السودانية 

السودانية نيوز:وكالات

اعلن رجل الأعمال والمستشار للرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، أنه سيحول اهتمامه الدبلوماسي إلى السودان، بعد قيادته جهود الوساطة التي أثمرت عن اتفاق سياسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وكشف مسعد بولس، في مقابلة حصرية مع مجلة ذا أفريكا ريبورت، أن السودان سيكون المحطة التالية، ضمن مساعيه للوساطة في القارة السمراء. وعندما سأله المحرر عما إذا كانت خطته لحل الأزمة السودانية ستعتمد على حوافز اقتصادية لتحفيز الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) على الجلوس إلى طاولة الحوار، أجاب بولس دائما ما يكون هناك جانب اقتصادي لكن هذه المرة هو داخلي بالكامل .

تصريح بولس المقتضب والمثير للتأويل، يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كان يراهن على موارد السودان الداخلية كمدخل للسلام، أم أنه يلمح لتفاهمات مع قوى اقتصادية محلية لدفع مسار التسوية، دون اعتماد على تمويل خارجي.

خطوة بولس تجاه السودان في ظل الانسداد الإقليمي والدولي، تطرح سيناريو جديدا قد يعيد تشكيل ملامح المبادرات المطروحة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

وكان نائب وزير الخارجية الامريكى،السيد كريستوفر لاندو، وكبير المستشارين للشئون الافريقية مسعد بوليس ، اجتمعو مع سفراء كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية المتحدة والقوى الدولية الأخرى.

واكدوا على حيلولة وجدوى الحل العسكرى للنزاع في السودان والذى ساهم في تدمير البنية التحتية وفاقم الازمة الإنسانية والقى بظلاله الخطيرة وتهديده على السلم والامن الاقليمى والدولى .

فاجعة هزّت الجالية السودانية بالسعودية.. مقتل طبيبة وشقيقتها على يد طليقها

فاجعة هزّت الجالية السودانية بالسعودية.. مقتل طبيبة وشقيقتها على يد طليقها

السعودية:السودانية نيوز

في فاجعة هزّت الجالية السودانية بالسعودية، أقدم سوداني على قتل طليقته الطبية وشقيقتها داخل منزلهن بمحافظة مرات شمال غربي الرياض، مستخدماً ساطوراً، كما أصاب والدتهن وشقيقتين أخريين إصابات بليغة نُقلن على إثرها إلى العناية المركزة، وفقاً لوسائل إعلام محلية..

وقالت ان سوداني، اقدم على قتل طليقته الدكتورة رؤى ابنة الدكتور دفع الله، وذلك بعد أن اعتدى عليها ضرباً بآلة حادة (ساطور)، حيث فارقت الحياة في الحال، كما أقدم الجاني على قتل، شقيقتها الدكتورة دلال، والتي قطعها إلى أشلاء. وهي أصغر أخواتها، وأصغر من في البيت وكانت المقربة إلى أبوها،

أما شقيقتها الدكتورة ربى، فقد اعتدى عليها الجاني بعنف، حيث ضربها بالساطور وأصابها في رأسها، وهي ترقد الآن في العناية المركزة، أما شقيقتها الدكتورة ريماز، فقد أصابها الجاني في أصابعها ووجهها، وهي ترقد بالعناية المركزة كذلك، أما والدتهن (رانيا) فقد اعتدى عليها الجاني، وضربها ضرباً عنيفاً بالساطور، وأصابها في رأسها، وهي حالياً ترقد في العناية المكثفة أيضاً، برفقة بناتها، حيث تجرى لهن العمليات الجراحية.

لا ذنب لهن … غير أن الجاني، كان متزوجاً من الدكتورة رؤى (التي توفيت في الحال)، وأنجب منها طفلاً، عمره 5 شهور، وكان الجاني قبل الفاجعة يطالب بحضانة إبنه، ولكن القانون رفض له ذلك، بحجة أن الطفل لا يزال رضيعاً، ولابد أن يكون تحت حضانة أمه.

وجاءت تفاصيل الحادثة المفجعة، عندما حضر إليهم الجاني، صباح الخميس الماضي 3 يوليو 2025م، في منزلهم الكائن في محافظة (مرات) التى تقع في الجهة الشمالية الغربية للعاصمة السعودية الرياض، وتبعد عنها 170 كيلو، وذلك عند الساعة الخامسة صباحاً، وهو يحمل معه آلة حادة وقاتلة (ساطوراً)، حيث أرتكب جريمته، مع كامل الإصرار والترصد، ثم أخذ ابنه وذهب به، دون أن يمسه بسوء، وفي الحال ذهب إلى قسم الشرطة، وسلم نفسه، تاركاً للأهل في (مرات) ولزميلات المغدورات الدموع والألم

وقال أحد أعضاء قروب السودانيين في (مرات)، في رسالة حزينة ومؤثرة، وموجهة إلى الأعضاء: (سلام عليكم أحبة المنتدى … أشكركم جمييعاً في عزاءنا ومواساتنا لنا في مصابنا الجلل، والمصيبة والفاجعة التي حلت علينا في وفاة بنات الدكتور دفع الله، الذي كان ضمن أعمدة هذا الصرح، وإنتقل إلى جوار ربه العام الماضي، تغمده الله بواسع رحمته. لقد حلت مصيبتنا في بناته، الدكتورات (ربى ورؤى وريماز ودلال)، حيث أقدم الجاني بضربهن بالساطور، حيث توفت في الحال الدكتوره رؤى، وهي طليقة الجاني، أما الدكتورة دلال فقد قطعها إلى أشلاء، وهي الصغيرة في البيت، وحبيبة والدها.

أما شقيقتها الدكتورة ربى، ، فقد اعتدى عليها الجاني بعنف، حيث ضربها بالساطور في رأسها، وهي الآن في العناية، أما شقيقتها الدكتورة ريماز، فقد ضربها الجاني في أصابعها ووجهها، وهي ترقد بالعناية، أما والدتهن (رانيا) فقد اعتدى عليها، وضربها بالساطور في رأسها، وهي حالياً في العناية المكثفة.

وأضاف: لقد تفطرت قلوب السودانيين في محافظة (مرات) بالمملكة العربية السعودية، لهذه الكارثة التي حلت بهم، وهم يعتصرون الحزن والألم، على هؤلاء المصابات،

وصال بله تكتب :الضوء الأخضر لحكومة السلام: آمال وتطلعات جديدة

0

وصال بله تكتب :الضوء الأخضر لحكومة السلام: آمال وتطلعات جديدة

في خضم التحديات السياسية والاجتماعية التي يواجهها السودان، تلوح في الأفق بشائر حكومة السلام بقيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ونائبه القائد عبد العزيز الحلو تشكل هذه الحكومة الأمل الجديد الذي يبشر بتغيير إيجابي في مستقبل البلاد، حيث تعتبر هذه الخطوة بمثابة الضوء الأخضر نحو بناء سودان جديد

حيث تسعى حكومة السلام إلى تحقيق الاستقرار وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في السودان

إن وجود قيادات مثل دقلو والحلو يعكس التزامًا حقيقيًا نحو تحقيق المصالحة الوطنية والتنوع الثقافي

حكومة السلام تهدف إلى إعادة بناء الثقة بين مختلف مكونات الشعب السوداني وتقديم نموذج للحكم القائم على العدالة والحرية

حيث تتميز حكومة السلام بمجموعة من الإيجابيات التي تجعلها طفرة  من نوعها في السودان:

1.التحول الديمقراطي: تسعى الحكومة إلى تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي يضمن حقوق جميع المواطنين ويعزز من مشاركتهم في صنع القرار.

  1. العدالة الاجتماعية: تعمل الحكومة على إقامة نظام عدالة اجتماعية يضمن توزيع الثروات بشكل عادل ويعالج الفجوات الاقتصادية بين مختلف الفئات.
  2. التنوع والشمولية: حكومة السلام تُعتبر تجسيدًا للتنوع الثقافي والديني في السودان حيث تسعى إلى احتضان جميع الشعوب والقبائل مهما كانت انتماءاتهم مما يعزز من الوحدة الوطنية.

  1. الإصلاحات الإدارية: تهدف الحكومة إلى تنفيذ إصلاحات شاملة في المؤسسات الحكومية مما يسهم في تحسين كفاءة الأداء الحكومي ويعزز من الثقة العامة.

إن حكومة السلام ليست مجرد استمرار للسياسات السابقة بل هي محاولة جادة لتصحيح المسار وبناء سودان جديد يتقبل الجميع كما تتطلع هذه الحكومة إلى معالجة السلبيات التي ارتكبتها النخبة الكيزانية من الحركة الإسلامية وتقديم رؤية جديدة تتماشى مع تطلعات الشعب السوداني نحو الحرية والكرامة.

مع اقتراب الإعلان الرسمي عن تشكيل حكومة السلام يترقب الشعب السوداني هذه اللحظة الفارقة التي قد تعيد الأمل إلى قلوبهم

إن الضوء الأخضر الذي يلوح في الأفق ليس مجرد علامة على بداية جديدة بل هو تعبير عن إرادة الشعب في بناء مستقبل أفضل يسوده السلام والعدالة

إن حكومة السلام تمثل فرصة تاريخية لبناء سودان يتسع للجميع ويعزز من قيم الحرية والمساواة

المائدة المستديرة أو نحو النموذج الليبي

0

المائدة المستديرة أو نحو النموذج الليبي

بقلم : محمد بدوي

كشفت حرب أبريل السودانية بين الجيش والدعم السريع وحلفائهما من القوات،أن إغفال نظام الحكم الفدرالي في إدارة دولة ما بعد الإستقلال، مهد الطريق لغياب دستور دائم للبلاد يعزز من حصانة الحكم الراشد،ويقصي شهوة الإنقلابات العسكرية بترسيخ مفهوم مهنية المؤسسات العسكرية بما فيها الجيش وقوميتها،الأمر الذي يفضي إلي خلق المساحة الطبيعية بين المؤسسات العسكرية،الإنتماء السياسي كمعادلة ظلت تحفز قطع الطريق على الفترات الديمقراطية.

تراتبية عدم إتساق نظام إدارة الدولة بما يتوائم وطبيعة التكوين التاريخي والإجتماعي لدولة ما بعد الإستقلال، والسيولة الدستورية،وقفزات المؤسسة العسكرية نحوالسلطة،راكمت لتراجع فكرة الدولة في الواقع العملي كإنعكاس لتآكل فكرة المواطنة في أذهان السودانيين والسودانين/ات.

جاء الأثر الأكبر من سياسات النظام السابق”الحركة الإسلامية السودانية”، ولا سيما أن طبيعة بنية التنظيم التي حملت تناقضات داخلية ظهرت في مفاصلة العام ١٩٩٩، فضلا عن الأثر السالب لقطع الطريق على الفترة الديمقراطية الثالثة في فترة حساسة ظلت تشهد تطور مد الحقوق الفردية وحقوق الإنسان، حيث تمثل ذاك الثقل في تطابق فكرة التنظيم والدولة لدي الإسلاميبن كنتيجة لظاهرة التمكين باذرعه المختلفة، ولعل من أبرز نتائج ذلك هو إنفصال/ أستقلال دولة جنوب السودان في٢٠١١،لأن منظار التمكين مداه الطبيعي كفاءته اقصر من الإحاطة بفكرة الدولة وعناصرها وما يلتصق بها من سيادة ، من ناحية ثانية لعل تلك الحالة تكشف أسباب إرتقاء خطاب الكراهية بشكل مزعج خلال حرب ابريل ٢٠٢٣ فالتمكين يقابله إلغاء الأخر والسلطة المطلقة وإنعدام المساحة الفاصلة بين دولاب الدولة والتنظيم،والملكية المطلقة للموارد العامة، وربط بقاء الدولة وسيادتها بالبقاء في السلطة وفقا لشروط الاسلام السياسي..

بقاء التنظيمات العقائدية بالسلطة لفترات طويلة، تبرز صراعات السلطة داخلها، وهو ما حدث داخل الحركة الاسلامية السودانية واذرعها السياسية ولا سيما المؤتمر الوطني باعتباره الجسم الذي إنفرد بالحكم عقب ١٩٩٩.

نهج التنظيم في حسم المطالب السياسية والتنموية ومواجهتها بالقوة العسكرية، كما أعاد تطوير فكرة القوات الرديفة لأغراض الردع العسكري للمطالب المشروعة، لكن لم يتحسب التنظيم إلي دخول تلك القوات الرديفة ” المليشيات” إلي معادلة الصراع، ولاسيما منذ العام ٢٠١٣ حيث بدء الصراع يعمد منظاره نحو إثناء الرئيس السابق البشير من الترشح للانتخابات العمومية في ٢٠١٥، كانت مسياق التحالفات حينها بلغ مرحلة إدراج الموارد في العلاقة بين المؤتمر الوطني وقوات الدعم السريع في ذات العام.

مضي عام وفي ٢٠١٤ كانت عائدات صادرات الذهب المستخرج من دارفور لصالح القوات الرديفة قد بلغت ٥٤ مليون دولار بأسواق دبي فقط ، قبل إنطلاق الانتخابات العامة في ٢٠١٥ بأشهر وفي خضم إستقطاب التحالفات داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم آنذاك، دفع بقوات الدعم السريع نحو خطوة ثانية فتحت له منفذ للعلاقات والخارجية والموارد، عبر القتال في اليمن، حيث كانت فترة الانتداب للقتال هي سته أشهر لكل ١٠ الف مقاتل من المفترض أن يتقاضي فيها الفرد مبلغ٣٠ الف دولارا أمريكيا، تقل بنسب بين ٠٦% للضباط و٠٨% للجنود بعد بعض الخصومات .

في ٢٠١٧ وعقب حادثة مدير مكاتب رئيس الجمهورية الفريق طه الحسين الذي سيذكر التاريخ رجلا جمع في غفلة من الاسلاميين وإنشغالهم بصراعاته ارفع مناصب بالدولة وهي “مدير مكاتب رئيس الجمهورية بمعني أنه مخزن أسرار الدولة السياسية، وفريق بجهاز الامن بما يجعله ملما بكل المعلومات الامنية الداخلية والخارجية، وسفير بوزارة الخارجية حيث ملفات العلاقات مع الدول”، حاول البشير تجريد الدعم السريع من سلاحه عبر حملة جمع السلاح، الإ أن المنشور الذي حوي الدعم ابسريع ضمن القوات المستهدف الغي واستعاض بمنشور آخر تحول فيه وضع الدعم السريع من مستهدف بجمع السلاح الي احدي القوات المكلفة بجمع السلاح، في محاولة لتاجيل المواجهة، وهنا تنبه الدعم السريع وبدء بتشييد قاعدة الزرق في بشمال دارفور، التي خزن فيها اول مجموعة من الدبابات التابعة للجيش والتي تم تحريكها من الخرطوم الي دارفور أثناء الحملة، وهي ذات الدبابات التي حركها الدعم السريع للخرطوم عقب بدء التوترات بينه والجيش في مطار مروي في ١١ أبريل ٢٠٢٣.

في ظل هذا الواقع ومع إندلاع حرب أبريل ٢٠٢٣،ظهرالطرفان الرئيسيان للحرب في إستعداد اعلامي للحرب، الخطة الأولي للمراقب يكتشف انها وجهت للمدنيين بشقيهم، الديسمبريون او قوام الشارع المسنود بتطلعات ثورة ديسمبر ٢٠١٨،والسياسيين المساندين للتغيير السياسي من قوام الاحزاب المعارضة بما يشمل تحالف الحرية والتغيير، وعزز الإستهداف الاعلامي بالقمع الامني لاشتراكهما في المناداة بوقف الحرب،الخطاب الثاني خصص للإعلاميين المستقلين بالاستهداف والتخوين، فيما ظل خطاب من اطلق الرصاصة الاولي، سؤال قصد به حجب ومعادل لاقصاء خطاب وقف الحرب، والإستدراج المعلن نحو عزل المدنيين بفىاتهم المختلفة الوقوف في منصتهم الطبيعية كطرف اصيل في الحالة له الحق في التدخل سواء مطالبة اطرلف الحرب بوقف القتال او مخاطبة المجتمع الدولي الذي بدء بالتدخل عبر منبر جده حينها.

تقلص المساحات الآمنة، والقمع الممنهج لفئات المدنيين من لجان مقاومة، أحزاب، نقابات ومهنيين الي اخرهم، جعل من خطاب ومساحة اطراف الحرب على وسائل الإعلام المختلفة يتسع انتشاره، فيما عادت تحالفات اطراف اتفاق سلام السودان ٢٠٢٠ ” اتفاق جوبا” تشهد تطور من ليس معنا فهو ضدنا، فتقسمت المسارات بين الاطراف، الأمر الذي تعمق باقالة رىيس المجلس السيادي والقائد العام للقوات الفريق أول عبدالفتاح البرهان لبعض أعضاء المجلس السيادي والولاة من مناصبهم، ليسهل حسمهم للانضمام لاحقا إلي تحالف نيروبي الذي يتراسه قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، استناد الجيش على ردود الافعال السياسية مثل لقاء تقدم وقاىد الدعم السريع باديس أبابا وشن خملة تخوين وبلاغات جنائية في مواجهة قادة تحالف الحرية والتغيير مهد لذات الدافع لحمل بعضهم اعضاء تحالف للانضمام الي تحالف نيروبي ايضا ، فيما بقي آخرون في تحالف صمود لن يشمهلهم ذات العداء من قبل قادة الجيش، الامر الذي يجعل التحليل يصل الي ان جهود الجيش في عزل الدعم السريع نتج عنه تمهيد المسار لكسبه تحالف نيروبي الذي يمثل خطوة سياسية في تعقيد الأزمة وخطوها نحو النموذج الليبي .

لعل النموذج الليبي الذي يمثل دولة جغرافية بسلطتين، نتاج لإنسداد افق الحل الوطني، ومسايرة المجتمع الدولي للحالة لخلق سيطرة امنية، لانعكاس الحالة على إستقرار شمال افريقيا والساحل، ويمثل عنصر الموارد عامل حاسم في خلق ذلك النموذج، فمنذ ٢٠١٤ بدأت ظاهرة إستبدال النفط الليبي بسيارات مستخدمة تخلصت منها دول اهري، لتجد سوقا رائجا في السودان وبعض دول غرب افريقيا، اضافة الي اقتصاد المليشيات التي نشط في تكوينها قادة العشائر، اضافة الي القوات الأجنبية المقاتلة، بالنظر الي كل تلك العناصر نجدها في الواقع السوداني الحافر بالحافر، بل سيكون هنالك ارتباط في تكامل استمرار كلا النموذج الليبي والسوداني الذي يمضي في طور التشكل المشابه بعامل الحدود السودانية المفتوحة ولا سيما عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين السودان ، ليبيا ومصر كاهم منفذ للامداد الاستراتيجي .
عطفا على خطاب الكراهية وأثره، أنه يعمل على سلب التنوع السكاني قيكتة وقوته الاضافية والدفع به نحو لتحمل فشل الرغبة السياسية في ادارة البلاد، هذا دون النظر إلي التحولات التي حدثت خلال الحرب والحروب السابقة في علاقات الانتاج، فالكثيرمن المجتمعات منذ نوفمبر ١٩٨٩ بداية تكوين الدفاع الشعبي مضت نحو تحولات من علاقات انتاجها الرئيسية سواء الزراعة او الرعي الي انشطة اخري أوسعها الانخراط فى القوات الرديفة والحركات المسلحة الي التحولات الجوهرية التي شهدتها حرب أبريل ٢٠٢٣ والمتمثلة في الانخراط في الانتهاكات للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مما ينتج عنه تكوين ثروات غير مشروعة، لن يخرج استثمارها عن دائرة الانشطة غير المشروعة مثل تصنيع، وتهريب والتعامل في المخدرات. الاتجار بالبشر والتهريب عبر الحدود ” الجرائم العابرة للحدود” بما تشمل الاسلحة والمال المنقول القيم.

إن سحب الشرعية من أطراف الحرب لن ياتي الا بتنسيق صوت المدنيين السودانيين الراغبين في التغيير، وذلك للنهوض في وجه خطاب الكراهية الذي يمثل محركا لاستمرار الحرب، تعرية خطاب الكراهية يقطع نصف الطريق على روافع استمرار الحرب، فهذه الحرب ليست للكرامة، ليست لاستعادة الديمقراطية، وليست من أجل الانسان السوداني، انها اعلي مرحلة في تطور الصراعات السودانية، الدعوة لمؤتمر لمائدة مستديرة من القوي السياسية” بالضرورة عدا المؤتمر الوطني” والنسوية والنقابية والشبابية، والحركات المسلحة التى لم تنخرط في القتال لتوحيد المركز الوطني، والإدارات الإهلية التي حافظت على إستقلاليتها، للخروج برؤي حول قضايا الحرب والسلام، من البديهي وقف الحرب في قمة اجندتها،ونظام الحكم الفدرالي كنموذج يمكنه هزيمة التقسيم للسلطة داخل الدولة بين أطراف الحرب، قضايا العدالة والاقتصاد والخدمات وغيرها، ووضعها كمنفستو امام الشعب السوداني، والشعوب المحبة للسودان واستقراره لدعمه، والمجتمعين الاقليمي والدولي قد يفتح الافق نحو مخرج وطني يقي الوطن كيد البارود، الاسلاميين، والمليشيات .

الجميل الفاضل يكتب: عين علي الحقيقة “الرزيقات”، هل صاروا بعبعا للإسلاميين يا تري؟!

0

الجميل الفاضل يكتب: عين علي الحقيقة “الرزيقات”، هل صاروا بعبعا للإسلاميين يا تري؟!

يتوهم الإسلاميون كعادتهم دائما أن قبيلة الرزيقات -عدوهم اللدود الآن ـ باتت أمام خيارين لا ثالث لهما.
خيار قال به جاهلهم:
“أبيدوا أهل الضعين عن بكرة أبيهم، لا تدعوا منهم كبيراً ولا صغيراً، شيخاً أو امرأة أو طفلاً”.
فيما قال من يظن به عقل منهم: “الغوا نظارتهم، انزعوا اراضيهم، افقروا تجارهم، جففوا مواردهم، الغوا دوائرهم الانتخابية، احرموهم من كافة حقوقهم الإنسانية الأساسية: السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقبل ذلك بالطبع حقهم في الحياة الذي يتربصون.
قال قائل قيل أن إسمه هشام ما معناه: “قلصوا نفوذهم لكي يصبحوا اصغر من الآخرين، عاقبوهم باقصي ما يمكن حتي لا تقوم لهم قائمة، اكسروا شوكتهم في كل مجال ومكان، وإلا فارموهم كالقمامة خارج الحدود”.
أي خيال مريض هذا الذي يتحدث عن ستة ملايين شخص، يمثلون أكثر من ثمن أهل السودان، ينتمون لأكبر قبيلة في البلاد بعد انفصال جنوبه لذات الأسباب عنه.
علي أية حال، فإن سؤال الراهن يضعنا اليوم أمام تحدي ان تكون هذه البلاد للجميع بلا فرز أو استثناء، أو لا تكون بالمرة، وهو سؤال ما عاد يحتمل في الواقع نصف جواب.
لقد امتلأت الصحاري بالموت، وتحولت مياه النيل إلى برك حمراء تطفو علي سطحها الأشلاء الممزقة.
تركنا الأطفال للعطش، والنساء للسبي، والرجال للموت؟.
تركنا من تركنا في مخيمات اللجوء وأرصفة التشرد، كالأيتام في موائد اللئام.
أستطيع أن أقول: لقد فقدنا البوصلة، فضاع منا الاتجاه، وسقطت من بين ايدينا المعاني، فانهارت القيم.
لقد ضاع حلمنا، فغرقنا في أوحال انقساماتنا المصنوعة من جنون هذه الهويات المقفلة.
فإن قولي هذا، حق وضرورة، لا أقوله لأنني أكره أحداً، لكنني أقوله كي أستطيع أن أحب الجميع، لأنني من دون ان أقول مثل هذا القول أفقد معنى وجودي كإنسان.
إنه آخر ما تبقى لي من واجب، لا يجب علي أن أضيعه.
إننا نواجه الان أصعب امتحان لأنسانيتنا، واكبر تحدٍ لجدارتنا بالحياة.
إذ لا معني البتة لأن ننقب في قبور التاريخ بحثا عن وقود لمعارك يومنا التي لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد.
فقد ابتلينا بتاريخ لا نعرف كيف نتعامل مع مآسيه ووحشيته.
إن هذه البلاد تختزن طي طبقاتها آلام وخيبات الإنسان السوداني الذي حاول شقّ الصخر لثلاثة مرات فاشلة، بحثا عن طعم حياة لها معني، فعاد صفر اليدين بل ولم يحظي حتي بخفي حنين.
فمن واجبنا المباشر في هذه اللحظة الحاضرة، أن نواجه بشجاعة هذه الكارثة التي صنعناها بايدينا، لا أن نكتفي بالندب وتحميل مغباتها لغيرنا وسوانا.
ولعل السؤال الآن هو، هل السودانيون خانهم العالم، أم خانتهم نخبهم العاجزة، فأسلموا أمرهم لغيرهم، وتركوا ثراوتهم ومواردهم، إما نهبا لأطماع الدول أو لقوى الفساد والاستبداد والفشل.
المهم فان كان ليس من الموت بد، فمن الغباء أن نموت غفلا ومجانا، بلا ثمن ومن غير معني.
إذ علينا أن نبحث الآن لموتنا هذا عن ثمن وكذلك عن معنى، لكي نجعل لما تبقي لنا من حياة علي بؤسها، قيمة وهدفا أسمي، عوض ما يعترينا من جنون هذه الهويات المتشظية المتطايرة بيننا وبنا في كل فضاء.

الإنسانية الغائبة:السودان نموذجًا لتسييس المعاناة في الساحة الدولية(3-3)

الإنسانية الغائبة:السودان نموذجًا لتسييس المعاناة في الساحة الدولية(3-3)

تقرير:حسين سعد
في خضم هذا الإنهيار الشامل، بات من الضروري تجاوز الأساليب التقليدية في التعامل مع الأزمات الإنسانية، لم تعد البيانات الصحفية الدورية ولا جلسات مجلس الأمن الصامتة كافية لإحداث تحوّل جذري في مسار الأزمة السودانية، فالمطلوب الآن هو تحريك ضمير العالم، وتحويل السودان من (أزمة هامشية) إلى (قضية مركزية) في السياسات الإنسانية الدولية، تُعامل بذات الجدية والاهتمام الذي تُمنح به أزمات أخرى أقل اتساعًا أو دمارًا، إن القراءة المتأنية لطبيعة الصراع في السودان تكشف أنه ليس مجرد نزاع مسلح بين فصيلين عسكريين، بل هو حرب تمزق دولة بكاملها، وتؤسس لعقود قادمة من اللاإستقرار، ما لم يتم التدخل الجاد والعاجل، وقد تكون هذه الأزمة، رغم قسوتها، فرصة للمجتمع الدولي لإعادة النظر في مفهوم (الاستجابة الإنسانية العادلة)، تلك التي لا تخضع لمعايير المصالح، ولا تنتظر ضغط وسائل الإعلام الغربية، بل تنبع من التزام أخلاقي وسياسي حقيقي تجاه كل الشعوب، على قدم المساواة، وهنا يبرز دور الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الكبرى مثل (أطباء بلا حدود)، و(الصليب الأحمر)، و(برنامج الغذاء العالمي)، التي طالما كانت خط الدفاع الأول في مواجهة الكوارث، غير أن هذه الهيئات، على أهميتها، لا تستطيع وحدها ملء الفراغ السياسي والتمويلي، ما لم يتم دعمها بموقف سياسي واضح من القوى الدولية، يضمن فتح ممرات آمنة، وتوفير التمويل الكافي، وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، كما ينبغي أن تلعب وسائل الإعلام—لا سيما العربية والدولية المستقلة—دورًا مفصليًا في (كسر التعتيم)، وتكثيف تغطية المعاناة السودانية بلغة إنسانية مؤثرة، بعيدًا عن الجفاف الإخباري أو التحليلات النخبوية، لقد أثبتت أزمات سابقة، من سوريا إلى أوكرانيا، إلي غزة أن الصورة والكلمة، إذا ما استخدمتا بذكاء ومهنية، قادرتان على تغيير المزاج الدولي، وخلق رأي عام ضاغط، يدفع الحكومات للتحرك، إضافة إلى ذلك، فإن الجاليات السودانية في الخارج، ونشطاء المجتمع المدني، والشخصيات العامة ذات التأثير في الرأي العام العالمي، مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتكثيف جهود المناصرة، وتدويل المأساة عبر الفعاليات، والندوات، وحملات الضغط، وتوظيف منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى قلوب الشعوب قبل عقول صانعي القرار


السودان ينادي… هل يسمع العالم النداء؟
إن مستقبل السودان ليس فقط مسؤولية أهله، بل إمتحان حقيقي لضمير الإنسانية وقدرتها على الاستجابة دون ازدواجية أو انتقائية. هذا التقرير يواصل تسليط الضوء على مكامن الخلل في الإستجابة الحالية، ويطرح رؤية شاملة تتضمن إستراتيجيات لتفعيل التضامن الدولي، والدفع نحو تحرك سياسي وإنساني حاسم، قبل أن يتحول النزف السوداني إلى كارثة يصعب تداركها، إنطلاقًا من عمق الأزمة وتعقيداتها، ومن ضعف الإستجابة الدولية حتى الآن، فإن هناك حاجة ماسة إلى تحرك متعدد المستويات، يجمع بين البعد السياسي، والإنساني، والإعلامي، والمجتمعي، وفي هذا السياق، يمكن تقديم عدد من التوصيات والمقترحات التي تُسهم في إعادة السودان إلى صدارة الإهتمام الدولي:
أولًا: على مستوى الحكومات والمنظمات الدولية تفعيل أدوات الضغط السياسي والدبلوماسي: يجب على المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي، ممارسة ضغوط حقيقية لوقف إطلاق النار الدائم، وفرض عقوبات على الجهات التي تعيق دخول المساعدات الإنسانية أو تستهدف المدنيين.
ثانياً: علي الدول المانحة زيادة التمويل الإنساني بشكل عاجل يتناسب مع حجم الكارثة، وتمويل خطط الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة دون تأخير، مع تخصيص موارد إضافية للمناطق الأكثر تضررًا والمهمشة.
ثالثاً:إنشاء آلية دولية للمراقبة وتوثيق الإنتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وضمان محاسبة المسؤولين عنها، سواء من خلال المحكمة الجنائية الدولية أو آليات عدالة انتقالية سودانية بإشراف دولي.
رابعاً: على مستوى منظمات الإغاثة والمجتمع المدني تعزيز التنسيق بين المنظمات الإنسانية: لتجنب تكرار الجهود وضمان إيصال المساعدات بشكل فعّال وعادل، خاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة أو الخاضعة للصراع المباشر
خامساً: دعم منظمات المجتمع المدني السوداني: وتوفير التمويل والتدريب والتسهيلات اللوجستية لها، نظرًا لقربها من المجتمعات المحلية وقدرتها على العمل في بيئات صعبة، وإشراك المجتمعات المحلية في صنع القرار الإنساني لضمان إستجابة أكثر واقعية وملاءمة للاحتياجات الفعلية للمتضررين
سادساً: على مستوى الإعلام والرأي العام العالمي تكثيف التغطية الإعلامية المهنية للأزمة السودانية، من خلال تحقيقات ميدانية، وسرد قصص الناجين، وتحليل الأبعاد الإنسانية والسياسية للنزاع، بما يكسر دائرة الصمت ويولد تعاطفًا واسعًا، وإطلاق حملات توعية ومناصرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: تستهدف الرأي العام العالمي، من خلال الوسوم، الفيديوهات المؤثرة، والتعاون مع المؤثرين في العالم العربي والدولي، وتنظيم أيام عالمية للتضامن مع السودان، بإشراف من منظمات دولية، تُسهم في إبراز حجم الأزمة وحشد الدعم المادي والسياسي والمعنوي لها
سابعاً: ومع غياب أفق واضح للحل، يدعو المراقبون إلى ضرورة تفعيل دور الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية في تسريع الجهود السياسية، وتوفير حماية حقيقية للمدنيين، ورفع مستوى التنسيق بين الدول المانحة لتغطية فجوة التمويل التي تعيق عمل المنظمات الإنسانية على الأرض
ثامناً: يجب أن يواصل السودانيون داخل البلاد، وفي الشتات رفع أصواتهم، مطالبين العالم بعدم تجاهل مأساتهم، وتقديم الدعم اللازم لهم في مواجهة آلة الحرب والانتهاكات، فالأمل لا يزال قائمًا في أن تستفيق الضمائر الدولية، وتُمنح السودان فرصة جديدة للسلام، عبر تحرك عاجل، عادل، وشامل يضع حياة الإنسان في مقدمة الأولويات ، لان الأزمة السودانية لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل أو التجاهل، فالواقع الإنساني ينذر بكارثة غير مسبوقة، والإستجابة الدولية، رغم أهميتها، لا تزال دون المستوى المطلوب، وبينما ينزف السودان، تظل الحاجة قائمة وملحّة إلى تدخلات فورية تنقذ ما يمكن إنقاذه، وتمنح هذا البلد المنكوب بارقة أمل في مستقبل أكثر إنسانية واستقرارًا
الخاتمة :
لقد آن الأوان أن يتوقف العالم عن التفرّج على السودان وهو ينزف من خاصرته، ويتهاوى بأطفاله ونسائه وشيوخه تحت وطأة الحرب والجوع والنزوح والمرض، إن ما يجري في هذا البلد، الذي كان يومًا سلة غذاء إفريقيا، وموطنًا لحضارات عريقة، ليس مجرد مأساة محلية أو أزمة عابرة، بل هو نموذج صارخ للفشل الإنساني حين يُقاس التضامن الدولي بمعايير الربح والخسارة، فالصمت الدولي، الذي يطوق الأزمة السودانية، لم يعد مبررًا ولا مقبولًا، فالأرقام المرعبة، والصور الخارجة من قلب المأساة، ونداءات المنظمات الأممية، كلها تشكل صرخة واحدة مدوية (أنقذوا السودان) وإذا لم يتحرك العالم اليوم—وبسرعة—فإن كارثة إنسانية أكبر ستتفاقم، وستمتد آثارها لعقود، ليس فقط داخل السودان، بل في كامل الإقليم، وستكون وصمة عار في جبين الإنسانية، فالمطلوب اليوم ليس فقط إغاثة عاجلة، بل رؤية استراتيجية طويلة الأمد، تنطلق من إحترام كرامة الإنسان السوداني، وحقه في الأمن، والخبز، والتعليم، والمستقبل. وهذه الرؤية لا يمكن أن تتحقق إلا بإرادة سياسية دولية صادقة، وشراكة حقيقية مع الشعب السوداني، ومناصرة عالمية عادلة لا تميّز بين دماء البشر على أساس لونهم أو جغرافيتهم؟ وسط هذا الجحيم، يُصرّ البعض على الحياة يبنون من الرماد طمأنينة مؤقتة، ويصنعون من الألم مساحة صغيرة للفرح، لعلّها تمتد، في وجه الجوع، يقتسم الناس ما تبقّى من خبز الوطن، وفي وجه الحرب، يرفعون دعاءهم لا كاستسلام، بل كفعل مقاومة، صمت العالم موجِع، نعم، لكن السودان لم يسقط بعد، ما دام هناك من يُنقذ طفلاً من بين الركام، من يرسم على جدار مدمر، من يغنّي في معسكر النزوح واللجوء ليرفع المعنويات… فثمة وطنٌ لا يزال حيًا، وإن كان جريحًا.(يتبع)