الأربعاء, سبتمبر 10, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 87

أطباء بلا حدود  تحذر من تصاعد أعمال عنف ذات طابع تمييزي ممنهج ضد مكونات اجتماعية محددة في إقليم دارفور

أطباء بلا حدود  تحذر من تصاعد أعمال عنف ذات طابع تمييزي ممنهج ضد مكونات اجتماعية محددة في إقليم دارفور

وكالات:السودانية نيوز

حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تصاعد أعمال عنف ذات طابع تمييزي ممنهج ضد مكونات اجتماعية محددة في إقليم دارفور، ما يهدد بتكرار فظائع جماعية شهدها الإقليم في أوقات سابقة.

وجاء في تقرير جديد للمنظمة، استند إلى عشرات الشهادات التي جُمعت بين مايو 2024 ومايو 2025، أن مناطق مختلفة في دارفور تشهد نمطاً من الانتهاكات يتسم بالاستهداف المتكرر لفئات اجتماعية بعينها على أيدي قوات الد.عم الس.ريع وحلفائها.

وقال ميشال أوليفييه، مسؤول الطوارئ في المنظمة، إن “ما يحدث في دارفور ليس مجرد عنف عشوائي، بل نمط من الهجمات المنتظمة تستهدف السكان على أسس ترتبط بهويتهم الاجتماعية”، مشيراً إلى ما وصفه بـ”تكرار الاستهداف في مناطق بعينها”.

وسلط التقرير الضوء على الوضع المأساوي في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي يعيش فيها مئات الآلاف من السكان، في ظل انقطاع شبه كامل لإمدادات الغذاء والمياه، وتدهور مريع في الخدمات الطبية. ولفتت المنظمة إلى ورود معلومات مقلقة حول تهديدات بهجوم واسع النطاق على المدينة.

وبحسب شهادات أوردها التقرير، تحدّث عناصر من قوات الد.عم الس.ريع أمام شهود عن نوايا لتفريغ المدينة من بعض مكوناتها الاجتماعية، وهو ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار سيناريو الانتهاكات الجماعية التي شهدتها مناطق أخرى في الإقليم العام الماضي.

وأكدت ماتيلد سيمون، مستشارة الشؤون الإنسانية في المنظمة، أن “الوضع في الفاشر ينذر بكارثة إنسانية جديدة، ويجب التحرك العاجل لوقف دوامة العنف، وضمان حماية جميع السكان دون تمييز”.

الحرارة تلامس 50 درجة و15 وفاة بالسحائي في سبع ولايات سودانية

الحرارة تلامس 50 درجة و15 وفاة بالسحائي في سبع ولايات سودانية

وكالات:السودانية نيوز

يعيش السودانيون هذه الأيام تحت وطأة حر خانق، فيما أعلنت وزارة الصحة عن كارثة صحية جديدة، بتسجيل 186 إصابة بمرض السحائي، بينها 15 حالة وفاة في سبع ولايات متفرقة.

‏‎أفادت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن بورتسودان الساحلية ومدينة دنقلا بشمال البلاد، سجلتا، الأربعاء، 44 درجة مئوية، بينما لامست الحرارة 46.5 مئوية، الثلاثاء. كما تراوحت درجات الحرارة في ولايات نهر النيل والشمالية بين 45 و46 درجة.

‏‎وتوقعت الهيئة استمرار الحرارة المرتفعة بسبب تأثير منخفض الهند الموسمي الذي يغطي معظم السودان، إضافة إلى مرور الفاصل المداري شمال كسلا ودنقلا وعطبرة وشمال الأبيض والفاشر والجنينة، مؤكدة أن الطقس سيظل حارا إلى حار جدا نهارا ودافئا ليلا بالشمال والشرق والوسط، بينما يميل للبرودة ليلا في الجنوب والغرب.

ومن جهتها، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 186 حالة إصابة بالسحائي، بينها 15 وفاة حتى الآن.

‏‎وأكدت أن ولاية الجزيرة تصدرت القائمة بنسبة 64% من الحالات، مشيرة إلى تكثيف حملات التوعية والتقصي الوبائي وتوفير اللقاحات والعلاج للحد من انتشار المرض.

‏‎ويعد السحائي من الأمراض شديدة الخطورة إذا لم يُعالج مبكرا، إذ تصل نسبة الوفيات إلى 10% من الإصابات. وينتقل عبر الرذاذ التنفسي، وتساهم درجات الحرارة المرتفعة والازدحام ونقص التهوية في تسريع انتشاره، وفق مختصين.

 تفشي الكوليرا يعرض حياة 33 مليون سوداني بينهم 5.7 مليون طفل للخطر

 تفشي الكوليرا يعرض حياة 33 مليون سوداني بينهم 5.7 مليون طفل للخطر

وكالات:السودانية نيوز

 أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الوفيات الناجمة عن تفشي مرض الكوليرا في السودان بلغ 2,100 حالة منذ بدء انتشار المرض في يوليو 2024، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الصحية في ظل استمرار النزاع وانهيار البنية التحتية. وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في بيان رسمي أن العام 2025 وحده شهد تسجيل أكثر من 32,000 حالة اشتباه، ليصل إجمالي الإصابات إلى أكثر من 83,000 حالة في مختلف أنحاء البلاد.

البيان أشار إلى أن أكثر من 33.5 مليون شخص معرضون للخطر، بينهم 5.7 مليون طفل دون سن الخامسة، مع تصاعد الحالات في إقليم دارفور وتسجيل حالات انتقال عبر الحدود إلى كل من تشاد وجنوب السودان، ما ينذر بامتداد إقليمي محتمل للأزمة.

وتواجه جهود الاستجابة تحديات كبيرة، إذ لا تزال خطة مكافحة الكوليرا ممولة بنسبة لا تتجاوز 16%، في وقت تطالب فيه الأمم المتحدة بتمويل عاجل بقيمة 50 مليون دولار أمريكي لتوسيع نطاق التدخلات الصحية والوقائية. وحذرت المنظمة من أن استمرار نقص التمويل سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات، ونفاد الإمدادات الطبية، مما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا.

وتأتي هذه التطورات في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في السودان، حيث تشير تقارير إلى أن أكثر من 70% من المرافق الطبية باتت خارج الخدمة، فيما تعاني المناطق المتأثرة بالنزاع من صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والمياه النظيفة، وهي عوامل رئيسية في انتشار الكوليرا

طالبت ب(300) مليار جنيه مجموعة مسلحة تختطف تاجر بكبكابية ومنظمة حقوقية تناشد الدعم السريع بحسم الانفلات

طالبت ب(300) مليار جنيه مجموعة مسلحة تختطف تاجر بكبكابية ومنظمة حقوقية تناشد الدعم السريع بحسم الانفلات

كبكابية :خاص السودانية نيوز
اختطفت مجموعة مسلحة مكونة من 5 أفراد رجل الأعمال أحمد إسماعيل دهب كوم في محلية كبكابية بولاية شمال دارفور. وبحسب ما ورد، فإن المجموعة المسلحة استخدمت عربة دفع رباعي في عملية الاختطاف التي وقعت حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحًا يوم 2 يوليو 2025.
وطلبت المجموعة المسلحة فدية تتراوح بين 200 إلى 300 مليار جنيه سوداني مقابل إطلاق سراح رجل الأعمال المختطف.
وادانت منظمة مناصرة ضحايا دارفور عملية الاختطاف وتطالب بإطلاق سراح رجل الأعمال فورًا.
ناشدت المنظمة قوات الدعم السريع تحمل مسؤوليتها في حماية المدنيين واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامتهم.
وقالت المجموعة في البيان ( مجموعة مسلحة بمحلية كبكابية ولاية شمال دارفور الفاشر تخطف رجل الأعمال أحمد اسماعيل دهب كوم ،حيث افاد شاهد عيان وجاره لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور إن حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا ٢ يوليو ٢٠٢٥م تستغل المجموعة المسلحة عربة دفع رباعي تتكون من ٥ افراد مسلحين إن المجموعة المسلحة طلبت فدية بين ٢٠٠ إلي ٣٠٠ مليار جنيه سوداني مقابل إطلاق سراحه،ازادة عملية الاختطاف في اقليم دارفور من قبل مجموعات المسلحة تدين المنظمة عملية الاختطاف وتطالب باطلاق سراحه فورًا، تناشد المنظمة سلطة الأمر الواقع بقيادة قوات الدعم السريع تحمل مسؤوليتها في حماية المدنيين.
وتشهد ولايات دارفور، عمليات نهب واختطاف في إجزاء متفرقة ، فشلت معها الأجهزة الأمنية في السيطرة على المجموعات المتلفتة.

الولايات المتحدة ترحل ثمانية رجال إلى جنوب السودان بعد مناوشات قانونية

الولايات المتحدة ترحل ثمانية رجال إلى جنوب السودان بعد مناوشات قانونية

وكالات:السودانية نيوز

رحلت الولايات المتحدة الامريكية ، ثمانية رجال إلى جنوب السودان بعد أسابيع من المناوشات القانونية. وكان الرجال الثمانية قد تم ترحيلهم من الولايات المتحدة في مايو/أيار، واحتجزوا تحت الحراسة في قاعدة عسكرية أمريكية في جيبوتي لمدة أسابيع حتى تُعقد جلسات محاكمتهم.

وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية اليوم السبت إن إدارة الرئيس دونالد ترامب رحلت ثمانية مهاجرين إلى جنوب السودان بعد أن احتجزتهم الولايات المتحدة لأكثر من شهر في قاعدة عسكرية في جيبوتي، وذلك بعد أن خسر المهاجرون محاولة أخيرة لوقف ترحيلهم .

وقالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلولين، إن وصول الرجال إلى جنوب السودان يمثل انتصارًا لسيادة القانون وسلامة وأمن الشعب الأمريكي ، وأدين الرجال بارتكاب جرائم عنف في الولايات المتحدة، مما أدى إلى قرار الترحيل

واعرب احد المرحلين عن اسفه لقرار الترحيل  إلى جنوب السودان، وهي دولة مزقتها الحرب وتنصح وزارة الخارجية الأمريكية بعدم السفر إليها بسبب الجريمة والاختطاف والصراع المسلح.

وفي مارس/آذار الماضي، أصدرت الإدارة الأميركية توجيهات تنص على أنه إذا قدمت دولة ثالثة ضمانات دبلوماسية موثوقة بأنها لن تضطهد أو تعذب المهاجرين، فيمكن ترحيل الأفراد إلى هناك من “دون الحاجة إلى مزيد من الإجراءات”.

وأصبح مصير المهاجرين محور خلاف قانوني محتدم بشأن شرعية الحملة التي أطلقتها إدارة ترامب للحد من الهجرة من خلال الترحيل إلى “دول ثالثة” حيث يقول المهاجرون إنهم يواجهون مخاطر تتعلق بسلامتهم.ووصلت هذه القضية بالفعل إلى المحكمة العليا الأمريكية مرتين بعد أن تداولتها محاكم أدنى.
ويقول المهاجرون الثمانية إن ترحيلهم إلى جنوب السودان يشكّل انتهاكا للدستور الأمريكي، الذي يحظر العقوبات القاسية وغير المعتادة.وقال محامو المهاجرين إنهم ينحدرون من كوبا ولاوس والمكسيك وميانمار والسودان وفيتنام.ولم يتضح حتى الآن المكان الذي أرسل إليه المهاجرون في جنوب السودان بعد وصولهم.

ما الذي تبقي من الحلم: عودة الروح إلى الأرض: نهوض الجزيرة بعد الخراب

ما الذي تبقي من الحلم: عودة الروح إلى الأرض: نهوض الجزيرة بعد الخراب

تقرير:حسين سعد
لقد شكّلت فترة حكم الإنقاذ (1989–2019) نقطة تحول كارثية في تاريخ مشروع الجزيرة والمناقل، إذ تعرض المشروع خلال العقود الثلاثة من حكم النظام السابق لسياسات منهجية هدفت إلى تفكيكه، وتجريده من طبيعته كمؤسسة اقتصادية وطنية وشراكة متكاملة بين الدولة والمزارعين. ورغم شعارات (النهضة الزراعية) التي أطلق عليها المزارعيين النفخة الزراعية كنت حينها قد سجلت زيارة خاطفة للقسم الشمالي والشمالي الغربي لمقابلة المزارعيين ونشر أفادتهم حول العملية الزراعية، ما حدث في واقع الأمر كان تدميرًا متعمدًا لبنية المشروع الإقتصادية والإدارية والإجتماعية مثل تفكيك المؤسسات الداعمة للمشروع ، وكانت أولى الضربات الموجعة التي تلقاها المشروع في عهد الإنقاذ هي تفكيك البنية المؤسسية التي ظلّ يعتمد عليها لعقود، أُضعفت سلطة إدارة المشروع المركزية، وأُلغيت العديد من الأجهزة الفنية والهياكل التنظيمية التي كانت تضبط العلاقة بين الحكومة والمزارعين. كما تم حلّ مجالس الإنتاج والاتحادات التعاونية التي كانت تمثل صوت المزارعين، مما أضعف دورهم في التخطيط والإشراف على العملية الزراعية، وفي واحدة من أخطر السياسات، شرعت حكومة الإنقاذ في خصخصة المشروع فتمت تصفية عدد كبير من أصول المشروع، مثل الهندسة الزراعية، والمحالج، ووسائل النقل والإمداد، وإدارات الري، وبيعت بأسعار زهيدة أو أُهملت حتى خرجت من الخدمة. فُكك المشروع من الداخل، ولم تعد هناك منظومة متكاملة تحكم العملية الزراعية كما كانت في السابق.
قانون 2005م شهادة وفاة رسمية:
يُعتبر قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 أحد أبرز المعالم القانونية في تدمير المشروع، فقد أُقرّ هذا القانون دون مشاورة حقيقية للمزارعين، ومع إنسحاب الدولة من إلتزاماتها، تحوّل المزارع إلى ضحية بين أنياب السوق الذي لا يرحم ، وكنا في صحيفة الأيام قد نظمنا ورشة بعنوان (قانون 2005م بين الرفض والقبول) دعينا فيها الخبراء والمهندسيين الزراعين و تحالف المزارعين والعمال الزراعيين وملاك الأراضي ، وظللنا ننتقد ذلك القانون الكارثي، وكانت كل بيانات تحالف المزارعيين تنقد في القانون لكن لا حياة لمن تنادي ، أما قنوات الري فقد كانت هي شرايين الحياة لمشروع الجزيرة، لكنها شهدت خلال سنوات الإنقاذ تدهورًا غير مسبوقًا، نتيجة الإهمال المتعمد، وغياب الصيانة، وتقليص الإنفاق الحكومي على البنية التحتية، وتحولت كثير من المساحات الزراعية إلى أراضٍ عطشى، مما قلّص الإنتاج وأخرج آلاف المزارعين من دائرة الإنتاج، كذلك عملت حكومة الإنقاذ على تسييس مشروع الجزيرة وتهميش الكوادر المهنية، فتم تعيين إدارات موالية للنظام السياسي بدلاً من الخبرات الفنية، كما تعرض المزارعون والنقابيون الذين عارضوا هذه السياسات للقمع والتشريد، مما أضعف الحركة التعاونية، وأفقد المشروع حيويته كمؤسسة اقتصادية اجتماعية يقودها المجتمع المحلي.
أثر سياسات الإنقاذ:
تركت سياسات حكومة الإنقاذ (1989–2019) تركت أثرًا بالغًا وسلبيًا على مشروع الجزيرة والمناقل، ومن أبرز مظاهر التأثير السياسي والاقتصادي والإداري ، الخصخصة ونهب أصول المشروع مثل الجرارات والمحالج والورش والمخازن والسكة حديد وغيرها وبيعها في مزادات مشبوهة مما أدي إلي شلل الخدمات الزراعية، وتغيير العلاقة التعاقدية والإنتاجية كان مشروع الجزيرة يقوم على شراكة ثلاثية (الدولة – الإدارة – المزارع)، لكن حكومة الإنقاذ فرضت نموذجًا جديدًا حمّل المزارع عبء التمويل والتسويق، وإلغاء الضمانات الحكومية للمزارعين في التمويل، وتم إدخال شركات تجارية خاصة مرتبطة بمراكز قوى داخل النظام، وإضعاف دور المزارعين وتحالفاتهم تمت ملاحقة وتهميش تحالف المزارعين، وهو الجسم النقابي الذي كان يدافع عن حقوق المزارعين، وتم استبداله بأجسام موالية للسلطة، حيث أضعف هذا الإجراء الرقابة المجتمعية ومنع التعبير عن التدهور الزراعي في المشروع، والإهمال التقني وانهيار البنية التحتية لم يتم صيانة قنوات الري الأساسية رغم التحذيرات، ما أدى إلى إنسداد الترع، وعدم إنتظام الري، وزيادة الإعتماد على الطلمبات الخاصة، وإرتفاع تكلفة الإنتاج، حيث أدى هذا إلى إنخفاض مساحات القطن والقمح بشكل كبير، بل تحول المشروع في بعض السنوات إلى إنتاج محدود لا يكفي حتى التقاوى، فضلاً عن تشريد الكادر الفني والخبرات تم فصل وتشريد الآلاف من المهندسين الزراعيين، الفنيين، المفتشين الزراعيين، ما أفقد المشروع الذاكرة المؤسسية والخبرة التشغيلية المتراكمة لعقود، وتمدد الفساد وإستغلال النفوذ حيث تم رُبط المشروع بشبكة من رجال الأعمال المرتبطين بالنظام الذين حصلوا على الأراضي عبر التحايل، وإستغلوا التمويل الزراعي لأغراض تجارية، وليس للإنتاج.

ما الذي تبقي من الحلم: عودة الروح إلى الأرض: نهوض الجزيرة بعد الخراب
ما الذي تبقي من الحلم: عودة الروح إلى الأرض: نهوض الجزيرة بعد الخراب

تداعيات الحرب على المشروع:
منذ إندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، لم تسلم أي بقعة في البلاد من آثارها الكارثية، غير أن الضربة التي تلقّاها مشروع الجزيرة والمناقل كانت بالغة الخطورة، لأنها أصابت قلب السودان الزراعي وهددت عمقًا اقتصاديًا واستراتيجيًا يمثل أحد أعمدة الأمن الغذائي في البلاد. فالمشروع الذي كان يعاني أصلًا من إرث التدهور وسوء السياسات منذ عهد الإنقاذ، دخل مرحلة شلل شبه تام بفعل المعارك، والنزوح، والانفلات الأمني، وانهيار الخدمات، مما وضع مستقبل الزراعة في السودان على المحك، عقب توسع رقعة الإشتباكات ووصولها إلى ولاية الجزيرة، عانى المشروع من إنهيار شبه كامل في سلطة الدولة، مما أدى إلى نهب منظم للمؤسسات الزراعية، بما في ذلك الآليات، والمخازن، ومكاتب الإدارة، وتدمير منشآت حيوية في عدد من تفاتيش المناقل والمكاتب الفنية، ونزوح المزارعين وتوقف الدورة الزراعية، وشهدت مناطق واسعة في الجزيرة والمناقل موجات نزوح جماعي نتيجة تصاعد المعارك، مما أدى إلى، وتوقفت الزراعة الموسمية في كثير من التفاتيش والقرى، وتدمير شبكات الحياة الريفية مثل الأسواق المحلية، ووسائل النقل، والتخزين، وتدهور قنوات الري وإنقطاع الإمداد، وإنهيار التمويل الزراعي والأسواق، عموماً إن الحرب لم تدمّر فقط الإنسان والبنية التحتية، بل ضربت أحد أكبر المشاريع الزراعية في أفريقيا في مقتل. ومشروع الجزيرة والمناقل، الذي كان يومًا ما رمزًا للنهضة الزراعية، أصبح الآن رمزًا للمأساة والإهمال، ومؤشرًا حادًا على الخسارة الإقتصادية والإنسانية الكبرى التي لحقت بالسودان، إن إستعادة المشروع بعد الحرب لن تكون مجرد مهمة إعادة بناء، بل ستكون معركة مصيرية من أجل استرداد السيادة الغذائية والكرامة الريفية، ومن أجل أن لا تُدفن مئة عام من العرق والكفاح تحت ركام الحرب والإهمال، وإعادة الأمل إلى قلوب ملايين السودانيين الذين إرتبطت حياتهم وكرامتهم بهذا المشروع العملاق، وتبني نموذج تنموي عادل ومنصف، يعيد الإعتبار للريف، ويحقق السيادة الغذائية، ويضع السودان على طريق النهضة الزراعية الحقيقية. فمشروع الجزيرة ليس مجرد مشروع… بل هو شريان وطن، ومتى ما عادت الحياة إليه، عاد النبض للسودان بأكمله.
الخاتمة:
لقد كانت سنوات حكم الإنقاذ بمثابة مرحلة إغتيال اقتصادي بطيء لمشروع الجزيرة والمناقل، فبدلاً من تطوير المشروع ليتماشى مع العصر، تم تسليمه للفساد وسوء الإدارة، وتُرك المزارع وحيداً في مواجهة الفقر والديون والجفاف، واليوم، وبعد مرور مئة عام على تأسيس المشروع، فإن من أعظم الاستحقاقات الوطنية أن تُفتح ملفات التدمير الممنهج الذي مارسته الإنقاذ، وقضت الحرب الكارثية علي ما تبقي منه ،لا من باب اللوم فقط، بل من أجل المحاسبة والإصلاح وإسترداد حق الأجيال القادمة في مشروع كان ولا يزال أحد أعمدة السودان الاقتصادية والاجتماعية.

 صلاح شعيب :دارفور بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لتعزيز قدراتها الثقافية والاقتصادية.

 صلاح شعيب :دارفور بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي لتعزيز قدراتها الثقافية والاقتصادية.

متابعات:السودانية نيوز

إن دارفور بتاريخها الطويل، والمجيد، تحتاج إلى انتباه أبنائها، وبناتها المبدعين، لتطوير مساهمتها الثقافية، بوسائل الإعلام القديمة والجديدة. فخصوصية ثقافة دارفور، وثقلها الاجتماعي المتنوع، بحاجة إلى قناة فضائية، وراديو، وقد وقفنا على اثر إذاعتي عافية دارفور، وراديو دبنقا، في تعميق الوعي السياسي لمواطنينا، وعكسهما لهوية دارفور الثقافية، والفنية. ودعونا جميعاً نُضمن هذا الاهتمام بدور الإعلام، والثقافة والإبداع، في أولوية مطالباتنا القومية، وجهودنا الدولية الباحثة عن دعم المجتمع الدولي. ما ذلك لشيء إلا لفرادة دارفور التي بجانب مشاركتها في تشكيل فضاء المجتمع في السودان فإنها بحاجة لدعم ثقافاتها، ومواريثها، وفنونها، ولغاتها، حتى تثري التعدد السوداني بهذه القلائد المعرفية المذهبة التي استبطنتها أمثال أهلها الذين عركتهم تحديات الحياة لآلاف السنين.
إنني اقترح لجمعكم الكريم الحيي هذا أن تُضمنوا في توصيات المؤتمر قيام مركز لدراسات السلام، والثقافة والإبداع، في دارفور (Darfur Center for Peace, Culture, and Innovation)..ونعتقد أن لدى الإقليم عطاءً ملموساً لمبدعين أكاديميين في كل المجالات مستمد من دراساتهم العليا في أرقى الجامعات العالمية، وهم قادرون بلاد أدنى شك على رفد المركز المقترح بالقيم المعرفية, والأكاديمية, والرسالية.

أتمنى أيضا لهذا المؤتمر أن يتبنى إصدار:
إعلان دارفور المجتمعي للتعايش السلمي
‏Darfur Socital Declaration for Co-Existence, DSDC
على أن تنشروه بكل اللغات ليكون دعوة لوحدة أهل دارفور ليساهموا جميعا بتطوير هذا الإعلان، وإخضاعه للحوار وسط مكوناتنا السياسية والمجتمعية من أجل توطيد فرص التعايش السلمي وسط كل مكوناتنا القبلية، وتياراتنا المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني الناشطة داخل السودان، وخارجه. على أن من صميم الحاجة العليا للإعلان تقدير أهمية اظهار رغبة التعاون مع كل الساعين في بلادنا لإيقاف الحرب، والعمل القومي المشترك لإعادة بنائها وفق أسس جديدة للحكم الرشيد.
أشكركم مرة ثانية لتوجيه الدعوة لي لأنال شرف المساهمة معكم للاستلهام من إرث أمة الفور بمعطياتها الجينية، واختلاط هذه الدماء الأفريقية الزكية بكل قومياتنا السودانية. ولكل هذا نتمنى أن ينهض مثقفو أمة الفور ليكونوا عنصراً للتلاقي السوداني لا عنصراً للانكفاء القبلي المسدود الأفق، ومجالاً لتأسيس الوحدة المجتمعية لأهل الإقليم لا حيزاً لمطامع قبلية لا تنجب سوى الثائرات والاحترابات القبلية، وتهدر دماء أبناء القبيلة المغرر بها أولاً ثم دماء بقية أبناء القبائل الأخرى. ونحمد لكم هذا الاعتزاز الثقافي لإقامة جسر الاعتبار مع إشراقات ماضي الإقليم، وحسبي أن هذا الجهد للتواصل مع إبداع أجدادنا يجب أن يكون ديدن كل قومياتنا السودانية ذات التاريخ المشرف. ومن هذا المنطلق نتمنى أن يأتي المؤتمر القادم شاملاً لعدد من مثقفي دارفور، والسودان، بكل مكوناتهم العرقية ليتجسر كد عطائكم الفكري، والثقافي، وذلك حتى تتكامل مساهمتكم المجتمعية في قيادة بلادنا نحو أهداف مشتركة تحقق السلام، والعدالة، والمساواة والتعايش السلمي، ودولة القانون التي لا يظلم – عند دهاليزها الدستورية، وعرصاتها القضائية – أحد.

دارفور: التعدد الثقافي والعرقي تظل رمزًا للتسامح والوحدة الوطنية.

دارفور: التعدد الثقافي والعرقي تظل رمزًا للتسامح والوحدة الوطنية.

واشنطن : صلاح شعيب

إن التعدد الثقافي، والعرقي، والأيديولوجي، والمذهبي الديني، والسياسي، هو ما يميز دارفور الذي عرفت بسماحتها عند رجاحة عقل سلاطينها، وأعوانهم.. ولا مستقبل لدارفور إن لم تستمد وجودها المستمر من هذا الإرث المتسامح الذي بناه أجدادنا، وتمدد ليشمل أجزاءً واسعة من السودان الحالي.
إن تاثير دارفور على المستوى القومي ملحوظٌ على كل المستويات المجتمعية، وما تزال إلى الآن رغم محاولات دق الأسفين المجتمعي في تساكنها البديع مع جوارها الوطني، إنما ترنو للمستقبل بوحدة أبنائها، وبناتها. ذلك مهما تعاظمت مطامع سلطوية، وانتهازية لبعض من أولئك الذين سقطوا في اختبار الولاء للإقليم، وللسودان الوطن بذات الدرجة.
إن الفنون في دارفور من مجامع الغناء، والإيقاعات المتنوعة التي تتقدمها رقصات الكسوك، والفرنقبية التي طورتها البديعة الراحلة مريم أمو، وزوجها الراحل آدم بونقا..إن هذه الفنون القولية، والسمعيّة، والبصرية، كلها إنما زادنا الذي أسس لليبرالية المزاج الدارفوري، وطبعه بسماته الإنسانية المتصالحة مع ذاتها. ولعل مكونات الغناء بلهجة دارفور العربية، وإيقاعاتها مثل جمل رقد، والتويا، والكاتم هي أيضا رصيد التنوع الذي امتد إلى أمدرمان، وكل هذا التراث منح ابن الفور الموسيقار العظيم موسى محمد إبراهيم ليقود الأوركسترا السودانية في الستينات، ويقدم أجمل الألحان لأبي داوود: تعتذر بعد إيه، وذكريات عثمان مصطفى: رحت في حالك نسيتني،، وخاتم المنى للبلابل، ومهما أمري يهون عليك لبهاء الدين أبو شلة، وأخريات تكشف عن البراعة اللحنية لهذا الرمز الموسيقي السوداني الباهر.
وهل ننسى استلهام خليل فرح لجلالة السلطان علي دينار في أغنية “عازة في هواك” والتي صارت ميثولوجيا السودان الغنائية التي سعت لتوحده رمزية عزة، ذلك بوصفها نقطة التقاء نوعية للذائقة النغمية لغالب المكونات السودانية.

سادتي المؤتمرين: إن رتق النسيج الاجتماعي – في السودان إجمالاً، ودارفور تخصيصاً – يتطلب التخلي عن القبائلية في التفكير السياسي لكونه طريقاً منغلقاً، ويحمل بذرة فنائه. ولكن ذلك لا يعني التخلي عن الاعتداد بتاريخ قبائلنا السودانية، وهو في مجمله اعتداد بالإسهام الثقافي المستنير، والانفتاح به كذاكرة حضارية استمدت احترامها، وقدرتها على تبني الوافد الحضاري.
إن أهالي دارفور هم من أكثر شعوب الأرض طيبةً، ومودةً، وتوحداً، على المستوى الاجتماعي، وسيخرجون من أزمتهم كما ينبجس طائر الفينيق من الرماد ليشكلوا وطناً للتسامح، وإقليماً يشحذ إطاره القومي الواسع بالزاد، والعتاد، والرأي الفصل. وفوق كل هذا سيكون أهل دارفور في مقدمة أهل الـ ريادة الداعين لدولة المواطنة التي تعترف بالتعددين الإثني، والثقافي، ولا تحتال عليهما.
لقد ساهمت الدولة المركزية تاريخياً في تشظي النسيج الاجتماعي منذ قرنين مضيا، وكانت دارفور تتجاسر بالمقاومة الملحمية، وتتعاضد بالصبر الصعب، وتتواسى بالأمل الوارف. وما يزال مثقفوها الصادقون يؤمنون بالتعاضد مثل تعاضدكم الميمون هذا ليصنعوا مجتمع الحق، والخير، والجمال في سوداننا الحبيب.
وبمثلما علينا جميعاً أن نعلم أن هذه الحرب الحالية ليست حرب أهل دارفور أصلاً، ولم يوقدوا نارها ليتدفأوا بها. ولكنها بالحق الخطة الخبيثة لعقلية المركز التي توطد حرثه على التفريق بين مكونات البلاد لأهداف أيديولوجية متخثرة، ومناطقية منكفئة، وانتهازية زنيمة.
ولذلك علينا جميعا أن نسهم في المساعدة في إيقاف أهوال، وأحوال، هذه الحرب الخاسرة لنا جميعاً لكونها تدمر بلادنا، وتجعلها على حافة التفتت التام لوحدتها القطرية. وهي الحرب التي تزيد الفتق على الراتق في نسيج دارفور الاجتماعي، والتي ما فتئت تنكأ جراحها منذ حين طال، وجغرافيتها مكلومة بأساها المر، وأنينها المؤلم، وزفراتها الحرى..بينما تستمر نكبة مواطنيها بالنزوح الداخلي ، واللجوء الخارجي، بسبب استيطان الفواجع الحياتية، والظلم المستدام، والتداعي المجتمعي المؤسف. وذلك وضع مأساوي امتد لعقود لم يعشه قريباً مجتمع آخر في الشمال الجغرافي للبلاد، بل في عموم الدنيا.


فعلينا جميعاً – إذن – أن نشمر عن سواعدنا المتحفزة، ونعيد الاعتبار لذاكراتنا العقلية، ونعمق الحوار السلمي بيننا، لنوجد مساهماتنا في ل لسلام في وقت الحرب، وبعد توقفها. فلنتنادى – والحال هكذا – لبذر هذه الحلم، وسقايته، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، وأن نجتهد بما نملك من طاقة لتوحيد مساعينا مع الجهود القومية للمفكرين، والمثقفين، والفنانين، والإعلاميين، نحو مشروع لإعادة النسيج الاجتماعي في بلادنا إلى سالف مجده عموماً، وأن نسعى من ثم في دارفور خصوصاً كي نعيدها إلى سيرتها الأولى. وذلك حين كانت السلطنة تأوي الوافد، وتمنحه الأرض المنبسطة بجانب غديرها المخلب للنظر، وبستانها الناضج الثمار، حتى ليغدوا الرافد مواطناً يتمتع بكل حقوقه في الامتلاك، والمصاهرة، والمشاركة في الحكم. هكذا كانت دارفور حفية بوافديها، وتصاهر مكونها القبلي نموذجا مع أسرة الشايقي العمدة بشير نصر عمدة حلفاية الملوك، والقاضي زكريا ادريس الدنقلاوي، والسنهوري الجعلي والدادينقاوي الملك رحمة الله، واليوناني شاشاتي، وأهالي أولاد الريف الذي نزحوا من بنجا، وأسيوط، فضلاً عن احتوائها لعلماء البرقو، والشناقيط، والفولاني، الذين شكلوا دعامة المستشاريين الفقهاء للسلطنة. ولا شك أن كل ذلك الإيجاب المجتمعي قد مهد له فكر السلطان الشاب المستنير عبد الرحمن الرشيد، وهو الذي نقل العاصمة من طرة الجبل إلى الفاشر، ودشنها بملتقى ثقافي راتب يعقده في بساتين رهد تندلتي كاستنارة متميزة في مجاهل ذلك القرن الثامن عشر.

صلاح شعيب يكتب: نحو دور ثقافي أعظم لأهلنا الفور

صلاح شعيب يكتب: نحو دور ثقافي أعظم لأهلنا الفور

متابعات:السودانية نيوز

قضيت يوماً رائعاً مع الأهل في مدينة لينكون بولاية نبراسكا بمناسبة انعقاد المؤتمر التأسيسي لأبناء وبنات الفور في الولايات المتحدة، وجاءت تلبيتي للدعوة الكريمة التي شملت عدداً من أبناء الإقليم والسودان قاطبة لتقديم المساهمة التي شاركت بها دعماً لترسيخ الاعتداد الثقافي، ورتق النسيج الاجتماعي لدى قومياتنا السودانية المتساكنة:

أولاً دعوني أتقدم بالشكر للجنة المنظمة للمؤتمر التأسيسي لأبناء الفور في الولايات المتحدة، وهي تطلع بهذا الهم المجتمعي الكبير للدعوة إلى الوحدة، والتعاون، والتفاكر، والحوار حول كيفية إسهامنا جميعاً في الاعتبار من تاريخنا القديم. ذلك الذي يوطد التعايش السلمي لمكوناتنا التي تملك إرثا ثقافياً دام لقرون مديدة، وكل ذلك بفضل سلاطيننا الأماجد، وشراتينا الميامين، وعمدنا البارين، والدمنقاويين الذين هم مناط الحكمة، والبوصلة نحو الحفاظ على سلامة المجتمع. ولا ننسى دور الميارم العظيمات، الفضليات، ربات الخدور..اللائي صنعن إسهاماً عظيماً، ورائداً، في قيادة إدارة المجتمع. وأسمحوا لي بأن أخصّ بالشكر الصديق عبد المنعم (Really, he is the long man in though, wisdom and dedication )، ولعله يثابر بدوره الكبير في نشر الوعي الثقافي، والإعلامي، منذ نضالاته، وصولاته، في الجامعات ضد محن سلاسل القمع، والاستبداد، والأيدلوجية المهزومة. وتجدوني حقاً سعيداً هنا بأن التقي صديقي القديم الأستاذ إبراهيم إسحق الذي ما عَرفته إلا باحثاً، وكاتباً مجيداً، في تراث دارفور، وسودنوياً قحاً مهموماً بأهله. وفوق كل هذا يزيدني حضور الأستاذة حواء صالح جنقو في أي محفل قناعةً بنضالات غير متثائبة للمرأة السودانية، وهي تتوثب في كل مرة لتأكيد جدارتها في دعم الوطن، وريادتها في تشكيل قسماته العامة. وأحي كل المشاركين بجهودهم الاجتماعية، والفكرية، والإعلامية الذين ساهموا في هذا الملم المهم. واعتقد أن هذا المؤتمر الكبير في معناه سوف يرسخ عضد الاستلهام من دارفور السلطنة، وجلال الاعتبار من ذات تاريخها العريض. إذ كانت فيه أمة الفور القبيلة، والمكون الاجتماعي من القبائل الأخرى، يرسمون لوحة لفيدرالية رائعة قبل أن يتعرف عليها العالم، ودونكم قانون دالي الذي يُدرس في الجامعات الغربية، ذلك الذي يُعرف العالم بإبداع أجدادنا القدماء، واللاحقين من سلاطين الفور، وهم لم يتخاذلوا من صنع الابتكار الإداري لإنتاج نظام بديع، حفظ مكوناتنا سلمياً لقرون عديدة.

إن دارفور هي الحوزة المجتمعية الأفريقية السابقة في تمازجها مع العناصر الوافدة من مصر، وليبيا، وتشاد، ولطائف غرب أفريقيا، وشمال وجنوب السودان، وأفريقيا الوسطى، وحتى أجزاء من أوروبا. وهكذا هي دارفور بؤرةٌ للاجتماع، وبوتقةٌ ثقافية، والتي انصهرت فيها كل معطياتنا العرقية. وذلك بفضل تسامح الذين أسّسوا هذه السلطنة العريقة، وجعلوها وسط ذلك الزمان آيةً لفضاء التواشج الإنساني.
إن دارفور التي ساهمت بآباء كرام، وإباء ملهم، في صنع السودان الحديث هي رهان السودان لأن يبقى دولة، مستلهمةً من نظامها الفيدرالي الذي هدمته القوى الخارجية التي أرادت تفرقة أهل دارفور لمصالحها الذاتية. ومع ذلك فإننا نريدها دارفور التي تقود مع بقية مكوناتنا الجغرافية ركب المجتمع السوداني نحو الدولة الوطنية التي تحقق شعار حرية، سلام، وعدالة.


أما على صعيد حضورها على المستوى الإقليمي فإننا لا ننسى مساهمات ركب المحمل نحو الديار المقدسة في الحجاز. حيث كان السلطان علي دينار آخر السلاطين الذين رعوه بما يعبر عن اضطلاع دارفور بدورها في دعم المجال الحضاري الإسلامي. وما أدلّ على ذلك إلا دولة السلطان علي دينار التي أنتجت عملتها، وعلاقتها الدولية مع الحلفاء، وشراكتها مع الدولة العثمانية، ونشيدها الوطني الذي مثلته عبر الجلالات الموسيقية التي فازت في المسابقات القومية، وأصبحت شعاراً للعسكرتارية السودانية، بكل ما فيها من توظيف سيء لعرقلة الحلم الديمقراطي، وشن الحرب ضد شعوب بلادنا.

مجموعة مسلحة تختطف رجل الأعمال ياسين عبدالله محمد طاهر في شرق دارفور

مجموعة مسلحة تختطف رجل الأعمال ياسين عبدالله محمد طاهر في شرق دارفور

خاص :السودانية نيوز
أفادت منظمة مناصرة ضحايا دارفور عن اختطاف مجموعة مسلحة مكونة من ٧ أفراد لرجل الأعمال ياسين عبدالله محمد طاهر الملقب بـ”الشيخاوي” في ولاية شرق دارفور، وحدة خزان جديد الإدارية.

وادانت المنظمة عملية الاختطاف وتطالب باطلاق سراح رجل الأعمال فورًا، معربة عن قلقها البالغ إزاء سلامته

وطالبت الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان إطلاق سراح رجل الأعمال المختطف

وقالت المنظمة ( مجموعة مسلحة تتكون من ٧ افراد تختطف رجل الأعمال ياسين عبدالله محمد طاهر الملقب( الشيخاوي ) حيث افاد شاهد عيان لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور من ولاية شرق دارفور وحدوة خزان_جديد الإدارية ان المجموعة المسلحة تتكون من ٦ افراد بعربة دفع رباعي بلون ابيض وعليها دوشكا قامة باختطافه من السوق ولازلت شمالاً إلى جهة غير معلومة ٢ يوليو ٢٠٢٥م،