الجمعة, ديسمبر 26, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةإنشاء اول مدرسة جديدة تمنح أطفال معسكر رواند بارقة أمل وسط أزمة...

إنشاء اول مدرسة جديدة تمنح أطفال معسكر رواند بارقة أمل وسط أزمة تعليمية حادة في شمال دارفور

تقرير: السودانية نيوز

في خطوة إنسانية مهمة لدعم حق الأطفال في التعليم، تم إنشاء مدرسة ابتدائية جديدة داخل معسكر رواند للنازحين بمحلية طويلة في ولاية شمال دارفور، بدعم من منظمة الأمل والملاذ للاجئين، ومنظمة مناصرة ضحايا دارفور، وجمعية يلا نبتسم التطوعية.

وتُعد هذه المدرسة الأولى من نوعها داخل المعسكر، الذي يأوي أكثر من 200 ألف نازح فرّوا من مناطق مختلفة بسبب النزاع المسلح، في ظل ظروف إنسانية قاسية انعكست بشكل مباشر على واقع التعليم، خاصة بين الأطفال.

أزمة تعليم متفاقمة في دارفور

يعاني آلاف الأطفال في معسكر رواند من حرمان شبه كامل من التعليم نتيجة النزوح المستمر، وغياب البنية التحتية التعليمية، ونقص الكوادر والمواد الدراسية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التسرب المدرسي وتزايد المخاوف من ضياع جيل كامل.

ويواجه التعليم بمحلية سرف عمرة بولاية شمال دارفور أزمة حادة منذ اندلاع الحرب في السودان (أبريل 2023)، حيث توقفت الدراسة لقرابة 3 أعوام، وتشرد آلاف الطلاب، وانقطعت رواتب المعلمين. رغم إعلان إعادة فتح المدارس (نوفمبر 2025)، تظل التحديات قائمة: بيئة تعليمية متهالكة، غياب الكتب، وتردي الأوضاع المعيشية. يُطالب التقرير بتدابير عاجلة لضمان استئناف التعليم الآمن والمستدام.

وشدد التقرير الذي اعدة منظمة مناصرة ضحايا دارفور ،علي ضرورة صرف رواتب المعلمين فورًا وإلغاء القرارات التعسفية. بجانب توفير مقومات التعليم الأساسية (كتب، وسائل، مرافق آمنة). وبرامج تعليمية طارئة للأطفال المنقطعين. اعادة توزيع الخدمات التعليمية جغرافيًا.ودعم الصحة النفسية للطلاب والمعلمين.

مبادرة مجتمعية وإنسانية

وجاء إنشاء المدرسة ثمرة تعاون مشترك بين منظمات إنسانية ومبادرات تطوعية، في محاولة لسد الفجوة التعليمية وتوفير بيئة آمنة للأطفال تمكّنهم من مواصلة تعليمهم الأساسي، وتخفف من الآثار النفسية والاجتماعية للنزوح.

ويُعد التعليم أحد الحقوق الأساسية غير القابلة للتصرف، ويشكّل ركيزة محورية للاستقرار المجتمعي والتنمية البشرية، لا سيما في المناطق الهشة والمتأثرة بالنزاعات المسلحة. وفي محلية سرف عمرة بولاية شمال دارفور، يواجه قطاع التعليم أزمة عميقة ومركبة تفاقمت بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. فقد أدى النزاع إلى شلل شبه كامل للمؤسسات التعليمية، وحرمان آلاف الأطفال والطلاب من حقهم في التعليم لما يقارب ثلاثة أعوام متتالية، في سياق يتسم بانهيار الخدمات الأساسية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

أوضاع المعلمين ومعاناتهم الاقتصادية

يعاني المعلمون منذ أكثر من ثلاث سنوات من انقطاع شبه كامل لرواتبهم الشهرية، التي كانت في الأصل متدنية للغاية. ولم تُصرف الرواتب لأكثر من عامين، باستثناء صرف جزئي بلغ نحو 60% لمدة ثمانية أشهر فقط لبعض المعلمين، وبمبالغ تراوحت – حسب الدرجة الوظيفية – بين 12 و20 دولارًا أمريكيًا شهريًا. كما تم إيقاف رواتب 26 معلمًا بقرارات إدارية، من بينهم سبعة معلمين بالمرحلة الثانوية وتسعة عشر بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وذلك بناءً على تقارير كيدية ذات دوافع سياسية، اتهمتهم زورًا بالانتماء إلى قوات الدعم السريع، دون أي سند قانوني أو أدلة، في انتهاك واضح لحقوقهم المهنية والإنسانية.

آمال وتحديات

ويرى القائمون على المشروع أن المدرسة تمثل بداية ضرورية، لكنها غير كافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة في المعسكر، في ظل العدد الكبير من الأطفال في سن الدراسة. ودعوا إلى دعم إضافي من المنظمات المحلية والدولية لتوسيع العملية التعليمية، وبناء فصول إضافية، وتوفير المعلمين والكتب والوسائل التعليمية.

وتبقى هذه المدرسة بارقة أمل في واقع إنساني بالغ القسوة، وخطوة أولى على طريق حماية حق الأطفال في التعليم، رغم التحديات الكبيرة التي ما زالت تواجه معسكر رواند للنازحين في شمال دارفور.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات