متابعات:السودانية نيوز
حذّرت دولة الإمارات العربية المتحدة من تفاقم المأساة الإنسانية في السودان، مؤكدة أن الشعب السوداني يعاني منذ أكثر من عامين ونصف من حرب أهلية مدمرة بين جنرالَين خلّفت آلاف القتلى، ودمّرت المستشفيات والمنازل والبنية الصحية، وتسببت في أسوأ أزمة غذائية في العالم.
ووفقًا للتقييمات الإنسانية الأخيرة، يحتاج أكثر من 30.4 مليون شخص — أي ما يتجاوز نصف سكان السودان — إلى مساعدات عاجلة، فيما تم تهجير نحو 12 مليون شخص قسريًا منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، في أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم.
وأدانت الإمارات بشدة الهجمات ضد المدنيين، مؤكدة أن جميع الأطراف المتحاربة، بما فيها الجيش السوداني (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF) والميليشيات المتحالفة معهما، تتحمل المسؤولية عن الجرائم والانتهاكات ومنع وصول المساعدات الإنسانية. وشددت على ضرورة حماية المدنيين ومحاسبة الجناة.
ورحّبت الإمارات بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته لإنهاء الحرب في السودان، معتبرة أن استمرار الاهتمام الأمريكي واتساق الجهود الدولية شرط أساسي لدفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار وتمكين تدفق المساعدات. وأكدت التزامها بمسار الرباعية الدولية (Quad) التي تضم الإمارات والولايات المتحدة والسعودية ومصر، باعتبارها الإطار الأهم للوصول إلى حل دائم.
الدعم الإنساني الإماراتي
وأكدت أبوظبي أنها دأبت على دعم الشعب السوداني لأكثر من عقد، إذ قدّمت ما يزيد عن 4.24 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والتنموية. ومنذ اندلاع الحرب الأخيرة، أصبحت الإمارات ثاني أكبر مانح إنساني للسودان بعد الولايات المتحدة، وقدمت مساعدات غذائية وطبية ومأوى، إضافة إلى دعم البنية الصحية والإغاثية.
كما أعلنت مؤخرًا تعهدًا بقيمة 550 مليون دولار لدعم خطة الأمم المتحدة الإنسانية لعام 2026.
الدعوة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار
وجددت الإمارات، بصفتها عضواً في الرباعية، التزامها بمبادئ بيان 12 سبتمبر 2025 الذي حدد خطوات مستقبل السودان، وعلى رأسها:
وقف إنساني فوري وغير مشروط لإطلاق النار،
يتبعه وقف دائم للقتال،
والشروع في عملية انتقال سياسي مدنية وشفافة تلبّي تطلعات الشعب السوداني.
وشددت على أن مستقبل السودان يجب أن يقرره السودانيون أنفسهم، وأن أي حكومة مستقبلية يجب أن تكون مدنية خالصة قادرة على معالجة جذور الأزمة وإبعاد البلاد عن التطرف. كما أكدت أن السودان لا يمكن أن يخضع لسيطرة جماعات مسلّحة أو حركات أيديولوجية، خاصة المتصلة بجماعة الإخوان المسلمين.
تفنيد الاتهامات ودعوات للحظر الشامل للسلاح
وأكدت الإمارات أنها طالبت مرارًا بفرض حظر سلاح شامل على السودان، مشيرة إلى أن تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة (أبريل 2025) لم يقدم أي دليل يثبت تقديم الإمارات دعمًا لأي طرف في الصراع، ووصفت الادعاءات بخلاف ذلك بأنها محاولات لتضليل الرأي العام وصرف الأنظار عن جرائم الحرب المستمرة.
مخاوف من انهيار الدولة
وأكدت أبوظبي أن انهيار السودان سيشكل خطرًا جسيمًا على أمن البحر الأحمر، واستقرار المنطقة، وجهود مكافحة الإرهاب، وعلى حركة التجارة العالمية. كما حذرت من سيطرة جماعات متطرفة أو “أمراء حرب” على مؤسسات الدولة، مشيرة إلى القلق الإقليمي من تنامي نفوذ الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين، والتي تخطط إدارة ترامب لتصنيفها كمنظمات إرهابية.
دعوة لتحرك دولي واسع
وختمت الإمارات موقفها بالتأكيد على ضرورة توحيد جهود الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لإنهاء الصراع وتقديم الحماية والمساعدات للمدنيين، بما يشمل الأقليات الدينية والإثنية مثل المجتمعات المسيحية التي تواجه التهجير والاضطهاد.
وجددت التزامها بالعمل الدبلوماسي والإنساني، وبالشراكة مع الولايات المتحدة، لمنع انزلاق السودان نحو التفكك والتطرف والانهيار، ودعم انتقاله إلى مستقبل مستقر تقوده حكومة مدنية.
